نقوس المهدي
كاتب
تقوم حكايات ألف ليلة وليلة على ثلاثة أسس رئيسية وهى :
1- نشر ضلالات السحر
2- نشر ضلالات الجان
3- نشر الفاحشة
والمقال مخصص لضلالات السحر والجان وهى :
أول الضلالات التى نشرتها الحكايات هى وجود من يعرف ألسن الحيوانات والطيور ففى حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع قال المؤلف :
"قال: اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير"
وهو ما يخالف الوحى الإلهى فى أن هذه المعرفة كانت معرفة بعض الأنبياء كداود(ص) وسليمان (ص) وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
" وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" وقال بسورة النمل :
"وحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18).
ثانى الضلالات معرفة موعد الموت ففى حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع قال المؤلف :
"ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات، فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك، فقالت لهم: لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت"
وبالقطع موعد الموت من ضمن علم الغيب وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
ثالث الضلالات ظهور العفاريت:
ففى حكاية الملك شهريار قال المؤلف :
"فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة"
وتكرر الأمر فى حكاية التاجر والعفريت حيث قال المؤلف :
فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف، فدنا من ذلك التاجر وقال له: قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي، فقال له التاجر: كيف قتلت ولدك? قال له: لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه ومات من ساعته
. فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان فأخبراه بالقصة من أولها إلى آخرها"
ومن المعلوم أن الجان لم يكن يظهر سوى فى عهد سليمان (ص) حيث سخرهم الله له وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
رابع الضلالات سحر تحويل الناس :
ففى حكاية التاجر مع العفريت قال المؤلف :
"اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كأنه البدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة فكبر شيئاً فشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن فسافرت بمتجر عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرها فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتها إلى الراعي"
"فقال الشيخ أيها السلطان ورئيس الجان إن هذه البغلة كانت زوجتي سافرت وغبت عنها سنة كاملة، ثم قضيت سفري وجئت إليها في الليل فرأيت عبد أسود راقد معها في الفراش وهما في كلام وغنج وضحك وتقبيل وهراش فلما رأتني عجلت وقامت إلي بكوز فيه ماء فتكلمت عليه ورشتني، وقالت اخرج من هذه الصورة إلى صورة كلب فصرت في الحال كلباً فطردتني من البيت فخرجت من الباب ولم أزل سائراً، حتى وصلت دكان جزار فتقدمت وصرت آكل من العظام"
"فلما كان الليل، دخلت داري فوجدت هاتين الكلبتين مربوطتين فيها، فلما رأياني قاما إلي وبكيا وتعلقا بي، فلم أشعر إلا وزوجتي قالت هؤلاء إخوتك فقلت من فعل بهم هذا الفعل قالت أنا أرسلت إلى أختي ففعلت بهم ذلك وما يتخلصون إلا بعد عشر سنوات"
"وقالت إذا رأيتها نائمة فرش هذا الماء عليها فإنها تصير كما أنت طالب فوجدتها نائمة فرششت عليها الماء، وقلت اخرجي من هذه الصورة إلى صورة بغلة فصارت في الحال بغلة وهي هذه التي تنظرها بعينك أيها السلطان ورئيس ملوك الجان،"
فى تلك النصوص نجد الناس تحولوا لصور كلب وبقرة وبغلة وغزالة
وفى حكاية الصياد والعفريت نجد نصوص أخرى :
"وأخذت طاسة ملأتها ماء ثم تكلمت عليها فصار الماء يغلي بالقدر ثم رشته منها وقالت: بحق ما تلوته أن تخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى: فانتفض الشاب وقام على قدميه،
وفى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
ثم أخرجت طاسةً وحطت فيها ماءً من ماء البحر وتكلمت عليها بكلامٍ لا يفهم وقالت أخرجا من الصورة البشرية إلى الصورة الكلبية ثم رشتهما بالماء فانقلبا كلبين كما تراهما يا خليفة الله ثم التفت إليهما وقال أحقاً ما قلته يا أخواي فنكسا رؤوسهما كأنهما يقولان له صدقت ثم قال يا أمير المؤمنين"
وفى حكاية الملك بدر باسم تم تحويل الناس لطيور حيث قال المؤلف:
وكذلك الطير الأسود كان من مماليكها وسحرته في صورة طائر اسود، وكلما اشتاقت إليه تسحر نفسها طيرة ليجامعها لأنها تحبه محبة عظيمة، ولما علمت أنك علمت بحالها أضمرت لك السوء ولا تصفو لك ولكن ما عليك بأس منها ما دمت أراعيك أنا فلا تخف فإني رجل مسلم واسمي عبد الله وما في زماني أسحر مني، ولكني لا أستعمل السحر إلا عند اضطراري إليه، وكثير ما أبطل سحر هذه الملعونة وأخلص الناس منها ولا أبالي بها لأنها ليس لها علي سبيل بل هي تخاف مني خوفاً شديداً
وفى حكاية الملك بدر باسم قال المؤلف :
"وإنما هو رجل مثلك وهو الملك بدر باسم ابن الملك شهرمان وأمه جلنار البحرية قال لها: وكيف صار على هذا الشكل? قالت له: إنه قد سحرته الملكة جوهرة بنت الملك السمندل ثم حدثته بما جرى له من أوله إلى آخره وأنه قد خطب جوهرة من أبيها فلم يرض أبوها بذلك وأن خاله صالحاً اقتتل هو والملك السمندل وانتصر صالح عليه وأسره، فلما سمع كلام زوجته تعجب غاية العجب وكانت هذه الملكة زوجته أسحر أهل زمانها فقال الملك: بحياتي عليك تحليه من السحر ولا تخليه معذباً قطع الله يد جوهرة ما أقبحها وما أقل دينها وأكثر خداعها ومكرها، قالت له زوجته: قل له يا بدر باسم ادخل هذه الخزانة فأمره الملك أن يدخل الخزانة، فلما سمع كلام الملك دخل الخزانة، فقامت زوجة الملك وسترت وجهها وأخذت في يدها طاسة ماء ودخلت الخزانة وتكلمت على الماء بكلام لا يفهم وقالت له: بحق هذه الأسماء العظام والآيات الكرام، وبحق الله تعالى خالق السماوات والأرض ومحيي الأموات وقاسم الأرزاق والآجال، أن تخرج من هذه الصورة التي أنت فيها وترجع إلى الصورة التي خلقك الله عليها،
والمتفق عليه هو أن السحر يتم برش الماء من طاسة أو كوز يتم قراءة بعض الكلام عليه وهو كلام لا وجود له فى الواقع حيث أن الله منع تحويل أجسام نوع لنوع أخر إلا من غضب الله عليهم كبعض بنى إسرائيل حيث حولهم لصور قردة وخنازير وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة " قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ"
ولو أعطى الله بعض خلقه تلك القدرة لكانوا هم حكام الكون ولكننا لا نجد أن الحكام لديهم تلك القدرة وإنما قدرتهم على التجبر وتعذيب الخلق أو الكذب عليهم وخداعهم بالكلام المعسول والقليل منهم من يحكم بالعدل وهم أتباع الله
-خامس الضلالات قماقم سليمان (ص) كما فى حكاية الصياد مع العفريت حيث قال المؤلف :
"وفتحها فوجد فيها قمقما من نحاس أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان."
وفى حكاية التاجر مع العفريت حيث قال المؤلف :
"قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام"
ولا يوجد فى الوحى الإلهى شىء عن حبس الجن فى قماقم وإنما المذكور هو العذاب الأليم أى عذاب السعير وهو العذاب الأخروى وهو ما يعنى اهلاك الجنى المخالف على الفور وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
سادس الضلالات صفات العفاريت كما فى حكاية الصياح مع العفريت حيث قال المؤلف :
"انتفض فصار عفريتاً رأسه في السحاب ورجلاه في التراب برأس كالقبة وأيدي كالمداري ورجلين كالصواري، وفم كالمغارة، وأسنان كالحجارة، ومناخير كالإبريق، وعينين كالسراجين، أشعث أغبر."
فلا يوجد مخلوق بهذا الطول الكبير عدة أميال ولا برأس كقبة المسجد أو الكنيسة أو المعابد ..فهى اوصاف خرافية غرضها إخافة الناس مما لا وجود له
سابع الضلالات ضلالة الاسم الأعظم ففى حكاية الصياد مع العفريت قال المؤلف :
"قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام
ثم قال للعفريت: هل صممت على قتلي قال نعم، فقال له بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه، قال نعم، ثم إن العفريت لما سمع ذكر الاسم الأعظم اضطرب واهتز وقال: اسأل وأوجز، فقال له: كيف كنت في هذا القمقم،"
فلا يوجد فى الإسلام شىء اسمه الاسم الأعظم لله الذى تتحقق به كل الأمور أو حتى بعضها وهو يخالف أن الله لم يذكر شىء عن وجود اسم أعظم له فى الوحى ولو كان له وجود فعلى فما هى حاجتنا للجد والإجتهاد فى أمور الحياة إذا كان الدعاء بالاسم سيجلب لنا الرزق والصحة والنصر وكل ما نتمناه ونحن قعود فى بيوتنا أليس هذا جنونا ؟ثم لماذا لم يدعو النبى والمسلمون بهذا الاسم لينتصروا مثلا فى أحد أو فى أول حنين أو ليرفعوا الجوع والنقص فى الأنفس والأموال والثمرات الذى أخبرهم به الله فى سورة البقرة ؟قطعا لمعرفتهم بعدم وجوده .
ثامن الضلالات :ضلالة الشفاء بلا علاج ففى حكاية الملك يونان ووزيره رويان قال المؤلف :
فلما سمع الملك يونان كلامه تعجب وقال له: كيف تفعل، فو الله لو برأتني أغنيك لولد الولد وأنعم عليك، ما تتمناه فهو لك وتكون نديمي وحبيبي. ثم أنه خلع عليه وأحسن إليه وقال له أبرئني من هذا المرض بلا دواء ولا دهان? قال نعم أبرئك بلا مشقة في جسدك"
وبالقطع هذه دعاية للدجالين والمشعوذين الذين يريدون كسب المال من خلف اشاعة وجود شفاء بلا علاج مادى وتخالف الأمر بالبحث عن الدواء والذهاب للأطباء والحكماء
تاسع الضلالات :ضلالة الغولة والغول ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
"فقالت له الجارية: يا سيد أريد أن أزيل ضرورة فأنزلها إلى الجزيرة ثم تعوقت فاستبطأها فدخل خلفها وهي لا تعلم به، فإذا هي غولة وهي تقول لأولادها يا أولادي قد أتيتكم اليوم بغلام سمين"
فالغولة وأولادها يأكلون البشر
وفى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وقد صار عندي هم عظيم من شدة الخوف على نفسي من هؤلاء العرايا وقد تأملتهم فإذا هم قوم مجوس وملك مدينتهم غول وكل من وصل إلى بلادهم أو رأوه في الوادي أو الطرقات يجيئون به إلى ملكهم، ويطعمونه من ذلك الطعام ويدهنونه بذلك الدهن فيتسع جوفه لأجل أن يأكل كثيراً ويذهل عقله وتنطمس فكرته ويصير مثل الإبل فيزيدون له الأكل والشرب من ذلك الطعام والدهن حتى يسمن ويغلظ فيذبحونه ويشوونه ويطعمونه لملكهم. وأما أصحاب الملك فيأكلون من لحم الإنسان بلا شوي ولا طبخ."
"ثم إنه قام وجاء عندنا، ثم قبض على يدي من بين أصحابي التجار ورفعني بيده عن الأرض وحبسني وقلبني فصرت في يده مثل اللقمة الصغيرة وصار يحبسني مثل ما يحبس الجزار ذبيحة الغنم فوجدني ضعيفاً من كثرة القهر، هزيلاً من كثرة التعب والسفر، وليس في شيء من اللحم فأطلقني من يده، وأخذ واحداً غيري من رفاقي وقلبه كما قلبني وحبسه كما حبسني وأطلقه، ولم يزل يحبسنا ويقلبنا واحداً بعد واحد إلى أن وصل إلى ريس المركب الذي كنا فيه وكان رجلاً سميناً غليظاً عريض الأكتاف صاحب قوة وشدة فأعجبه وقبض عليه مثل ما يقبض الجزار على ذبيحته، ورماه على الأرض ووضع رجله على رقبته، وجاء بسيخ طويل فأدخله في حلقه حتى أخرجه من دبره، وأوقد ناراً شديدة وركب عليها ذلك السيخ المشكوك فيه الريس، ولم يزل يقلبه على الجمر حتى استوى لحمه وأطلعه من النار وحطه أمامه وفسخه كما يفسخ الرجل الفرخة. وصار يقطع لحمه بأظافره ويأكل منه ولم يزل على هذه الحالة حتى أكل لحمه ونهش عظمه. ولم يبق منه شيئاً ورمى باقي العظام في جنب القصر"
الغول هنا يشوى الناس ويأكلهم ويرمى عظامهم ولا يوجد شىء فى حياتنا الواقعية ولا فيما سبق يسمى الغول فهو حيوان او شخص خرافى أريد من ذكره إدخال الخوف فى قلوب العامة
وفى حكاية سيف الملوك قال المؤلف " قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن ساعداً قال لما أوقدت النار في الحطب أنا ومن معي من المماليك وصارت الغيلان في وسطها، وقفنا من بعيد لننظر ما يكون منهم ثم قدمنا إليهم بعد أن خمدت النار فرأيناهم صاروا كوم رماد فحمدنا الله تعالى الذي خلصنا منهم وخرجنا من تلك الجزيرة وطلبنا ساحل البحر، ثم افترقنا عن بعضنا فأما أنا واثنان من المماليك فمشينا حتى وصلنا إلى غابة كثيرة الأشجار فاشتغلنا بالأكلّ"
هنا الغيلان تهلك بالنار
عاشر الضلالات :ضلالة الرأس المتكلم ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
وقال له أيها الحكيم: وهل إذا قطعت رأسك تكلمت فقال نعم أيها الملك وهذا أمر عجيب،"
والغريب أن خرافة الرأس المتكلم موجودة فى مقدمة ابن خلدون حيث يغمس الانسان فى برميل أو اسطوانة بها تين يذيب جلده وأعضائه ولا يتبقى سوى العظام والرأس المتكلم ومن المعروف أن رأس المخلوق عندما يقطع يموت
ضلالة الخروج من الحائط ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
"وإذا بالحائط قد انشقت، والصبية قد ظهرت وهي لابسة ملبسها وفي يدها القضيب فغرزته في الطاجن وقالت: يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم، فرفعت السمكات رؤوسها" وتكرر الكلام فى قوله :
"وإذا بالحائط قد انشق وخرج منه عبد أسود كأنه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يده قرع من شجرة خضراء وقال بكلام فصيح مزعج: يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم? فرفع السمك رأسه "
وفى حكاية معروف قال المؤلف :
"فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان"
وبالقطع لا يمكن خروج أحد من حائط سليما وإنما لابد أن تكون هناك آلة تهدم الحائط كى يدخل من الجزء المتهدم
جبل قاف ففى حكاية يونان قال المؤلف :
ولولا أني أخشى على خاطرك لكنت جعلت المدينة خراباً يصبح فيها البوم والغراب وأنقل حجارتها إلى جبل قاف."
أسطورة يقال إنها اسرائيلية تسربت حتى لتفاسير القرآن ويقال أنه جبل محيط بالأرض ولم ير أحدا هذا الجبل المزعوم فى أرضنا
ضلالة عفريت الخاتم ففى حكاية معروف الاسكافى قال المؤلف :
"قال: أنا خادم هذا الخاتم القائم بخدمة مالكه فمهما طلبه من الأغراض قضيته له ولا عذرٌ لي فيه يأمرني به فأني سلطانٌ على أعوانٍ من الجان وعدة عسكري اثنتان وسبعون قبيلةً كل قبيلةٍ عدتها اثنتان وسبعون ألفاً وكل واحدٍ من الألف يحكم ألف ماردٍ وكل ماردٍ يحكم على ألف عونٍ ولك عون يحكم على ألف شيطان وكل شيطان يحكم على ألف جني وكلهم من تحت طاعتي ولا يقدرون على مخالفتي وأنا مرصوداً لهذا الخاتم لا أقدر على مخالفة من ملكه وه أنت من ملكته وصرت أنا خادمك فأطلب ما شئت فأني سميعٌ لقولك مطيعٌ لأمرك وإذا احتجت إلي في أي وقتٍ في البر والبحر فادعك الخاتم تجدني عندك وإياك أن تدعكه ماريتن متواليتين فتحرقني بنار الأسماء وتعدمني وتندم علي بعد ذلك وقد عرفتك بحالي والسلام."
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن خادم هذا الخاتم لما أخبر معروفاً بأحواله قال معروف: ما اسمك? قال: اسمي أبو السعادات فقال له: يا أبا السعادات ما هذا المكان ومن أرصد في هذه العلبة? قال له: يا سيدي هذا المكان كنزٌ يقال له كنز شداد بن عاد الذي عمر أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وأنا كنت خادمه في حياته وهذا خاتمه وقد وضعه في كنزه ولكنه نصيبك"
"فالتفت الوزير بالغضب وبصق في وجهه وقال له: يا قليل العقل كيف أعطيه لك وأبقى خدامك بعد أن صرت سيدك، ولكن أنا ما بقيت أبقيك، ثم دعك الخاتم فحضر الخادم فقال له: احمل هذا القليل الأدب وارمه في المكان الذي رميت فيه نسيبه النصاب"
بالقطع لا يمكن أن يكون لخاتم ما عفريت يجيب طلبات من يدعكه فهذا يخالف أمر الله الناس بالسعى لتحصيل الرزق والمعاش فى قوله تعالى بسورة الملك " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"
تحولات الجن من نوعهم لأنواع أخرى ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"ثم أنه زعق زعقةً عظيمةً فحضر أولاده بين يديه وكانوا ثمانمائة فقال لهم: لينقلب بعضكم في صورة البغال وبعضكم في صورة المماليك الحسان الذين أقل من فيهم لا يوجد مثله عند ملك الملوك وبعضكم في صورة المكارية وبعضكم في صورة الخدامين ففعلوا كما أمرهم ثم صاح على الأعوان فحضروا بين يديه فأمرهم أن ينقلب بعضهم في صورة الخيل المسرجة بسروج الذهب المرصع بالجواهر."
وفى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فقالت أنا التي كنت حية بيضاء ولكن أنا بنت الملك الأحمر ملك الجان واسمي سعيدة وهذه الجالسة هي أمي واسمها مباركة زوجة الملك الأحمر والثعبان الذي كان يقاتلني ويريد هتك عرضي هو وزير الملك الأسود واسمه درفيل وهو قبيح الخلقة واتفق أنه لما رآني عشقني ثم أنه خطبني من أبي فأرسل إليه أبي يقول له وما مقدارك يا قطاعة الوزراء حتى تتزوج بنات الملوك فاغتاظ من ذلك وحلف يميناً أنه لا بد أن يفضح عرضي كيداً في أبي وصار يقفوا أثري، ويتبعني أينما رحت ومراده أن يفضح عرضي وقد وقع بينه وبين أبي حروبٌ عظيمةٌ ومشقاتٍ جسيمةٍ ولم يقدر عليه أبي لكونه جباراً مكاراً، ثم أن أبي كلما ضايقه وأراد أن يظفر به يهرب منه وقد عجز أبي وصرت أنا في كل يومٍ انقلب أشكالاً وألواناً وكلما انقلبت في صفةٍ ينقلب هو في صفةٍ ضدها وكلما هربت إلى أرض يشم رائحتي يلحقني في تلك الأرض حتى قاسيت منه مشقةً عظيمةً، ثم انقلبت في صفة حية وذهبت إلى ذلك الجبل فانقلب هو في صفة ثعبان وتبعني فيه فرقعت في يده وعالجني وعالجته حتى اتبعني وركب علي وصعدت أنا إلى أعلى الجبل، فبينما أنا سائرٌ إذا رأيت حيةً بيضاء تسعى هاربةً ووراءها ثعبانٌ أسود يسعى وراءها وهو مشوه الخلقة هائل المنظر، ثم أن الثعبان لحقها وضايقها ومسكها من رأسها ولف ذيله على ذيلها فصاحت فعرفت أنه مفترٍ عليها فأخذتني الشفقة عليها وتناولت حجراً من الصوان قدر خمسة أرطالٍ وضربت به الثعبان فجاء على رأسه فدقه، فلم أشعر إلا والحية انقلبت وصارت بنتاً شابةً ذات حسنٍ وجمالٍ وكمالٍ وقدٍ واعتدالٍ كأنها البدر المنير.
فأقبلت علي وقبلت يدي ثم قالت لي استرني الله يسترك ستراً من العار في الدنيا وسترٌ من النار في الآخرة يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ، ثم قالت: يا إنسي أنت سترت عرضي وصار لك الجميل ووجب الجزاء لك"
هنا البنت حية والحية بنت
بالقطع لم يعطى الله الجن القدرة على التحول من صورتهم لصور أخرى والفصيل الوحيد منهم الذى أعطاه القدرة على التحول هم الملائكة كجبريل الذى تمثل لمريم (ص) بشرا سويا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فتمثل لها بشرا سويا "
السفر عبر الزمن ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"وقالوا: يا رجل أأنت مجنون حتى تقول هذا الكلام? كيف تزعم أنك فارقت مصر بالأمس في وقت العصر وأصبحت هنا والحال أن بين مدينتنا وبين مصر مسافة سنةٍ كاملةٍ فقال لهم: ما مجنونٌ إلا أنتم وأما أنا فأني صادقٌ في قولي وهذا عيش مصر لم يزل معي طرياً وأراهم العيش فصاروا يتفرجون عليه ويتعجبون منه لأنه لا يشبه عيش بلادهم، وكثرت الخلائق عليه وصاروا يقولون لبعضهم: هذا عيش مصر تفرجوا عليه وصارت له شهرةٌ في تلك المدينة"
وبالقطع لا يمكن السفر من بلد لبلد أخر فى زمن قصير جدا من قبل البشر وكان هذا فى أيام سليمان (ص) فقط حيث أعطاه ما يسمونه بساط الريح وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ " ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر"ومن هذا نقل عفريت الجن ومن لديه علم الكتاب نقل كرسى ملكة سبأ فى مدة قيام سليمان(ص) من كرسيه أو فى غمضة عين وفتحها
ض لالة عامر المكان ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان، وقال له: يا رجل ما لك أقلقتني في هذا الليل أنا ساكنٌ في هذا المكان منذ مائتي عامٍ فما رأيت أحداً دخل هذا المكان وعمل مثل ما عملت أنت أخبرني بمقصودك وأنا أقضي حاجتك فأن قلبي أخذته الشفقة عليك فقال له: من أنت وما تكون? فقال له: أنا عامر هذا المكان"
لا يوجد شىء اسمه عامر المكان وإنما خرافة قصد من خلفها استرزاق الدجالين والمشعوذين الذين يقولون أنهم يطردونهم من المكان وبالقطع الجن سمى جنيا لأنه مختفى لا يظهر لأحد ومن ثم فلا يوجد هذا العامر المزعوم لأن الله لو جعل عالم الجن والإنس متداخل لكانت حياة البشر جحيما لا يطاق
ضلالة الخضر ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فاتفق أنه كان يوماً من الأيام جالساً على كرسي مملكته وحوله أكابر دولته فلم يشعر إلا وقد دخل عليه شخص فأضاء الديوان من نور وجهه فنظر إليه أبي فرآه لابساً حلة خضراء وهو طويل القامة وأياديه نازلةٌ إلى تحت ركبتيه وعليه هيبةٌ ووقارٌ والنور يلوح من وجهه فقال لأبي يا باغي يا مفتري إلى متى وأنت مغرور بعبادة الأصنام وتترك عبادة الملك العلام، قل أشهد أن لا إله إلا الله أن محمداً عبده ورسوله وأسلم أنت وقوعك ودع عنك عبادة الأصنام فأنها لا تنفع ولا تشفع ولا يعبد بحق إلا الله رافع السموات بغير عماد وباسط الأرضين رحمة للعباد فقال من أنت أيها الرجل الجاحد لعبادة الأصنام حتى تتكلم بهذا الكلام? أما تخشى أن تغضب عليك الأصنام? فقال له أن الأصنام حجار لا يضرني غضبها ولا ينفعني رضاها فأحضر لي صنمك الذي أنت تعبده وأمر كل واحدٍ من قومك يحضر صنمه فإذا حضر جميع أصنامكم فادعوهم ليغضبوا علي وأنا أدعوا ربي أن يغضب عليكم وتنظرون غضب الخالق من غضب المخلوق فأن أصنامكم قد صنعتموها أنتم وتلبست بها الشياطين وهم الذين يكلمونكم من داخل بطون الأصنام فأصنامكم مصنوعةٌ وإلهي صانع ولا يعجزه شيءٌ فأن ظهر لكم الحق فأتبعوه وأن ظهر لكم الباطل فاتركوه فقالوا له ائتنا ببرهان ربك حتى نراه، فقال ائتوني ببراهين أربابكم فأمر الملك كل من كان يعبد ربا من الأصنام أن يأتي به فأحضر جميع العساكر أصنامهم في الديوان هذا ما كان من أمرهم
وقال إلهي وسيدي أنت ثقتي ورجائي فاستجب دعائي على هؤلاء القوم الفجار الذين يأكلون خيرك ويعبدون غيرك يا حق يا جبار يا خالق الليل والنهار أسألك أن تقلب هؤلاء القوم أحجاراً فأنك قادرٌ ولا يعجزك شيءٌ وأنت أعلى كل شيءٍ قديرٍ فمسخ الله أهل هذه المدينة أحجاراً وأما أنا فأني حين رأيت برهانه أسلمت وجهي لله فسلمت مما أصابهم ثم أن ذلك الشخص دنا مني وقال لي سبقت لك من الله السعادة ولله في ذلك إرادةٌ وصار يعلمني وأخذت عليه العهد والميثاق وكان عمري سبع سنين في ذلك الوقت وفي هذا الوقت صار عمري ثلاثين عاماً ثم أني قلت له يا سيدي جميع ما في هذه المدينة وجميع أهلها صاروا أحجاراً بدعوتك الصالحة وقد نجوت أنا حين أسلمت على يديك فأنت شيخي فأخبرني باسمك ومدني بمددك وتصرف لي في شيء أقتات منه فقال لي اسمي أبو العباس الخضر ثم غرس لي شجرةً من الرمان بيده فكبرت وأورقت وأزهرت وأثمرت مائة واحدة في الحال فقال كلي مما رزقك الله تعالى وأعبديه حق عبادته.
ثم علمني شروط الإسلام وشروط الصلاة وطريق العبادة وعلمني تلاوة القرآن وصار لي ثلاثة وعشرون عاماً وأنا أعبد الله في هذا المكان وفي كل يومٍ تطرح لي هذه الشجرة رمانةٌ فأكلها وأقتات بها من وقتٍ إلى وقتٍ والخضر عليه السلام يأتني كل جمعةٍ وهذا الذي عرفني باسمك وبشرني بأنك سوف تأتيني في هذا المكان وقد قال لي إذا أتاك فأكرميه وأطيعي أمره ولا تخالفيه وكوني له أهلاً ويكون لك بعلاً واذهبي معه حيث شاء فلما رأيتك عرفتك وهذا هو خبر هذه المدينة وأهلها والسلام ثم أنها أرتني شجرة الرمان
فقالت له: لما رأيت أخويك رمياك في البحر وتخاصما علي رميت نفسي في البحر فتناولني شيخي الخضر أبو العباس وأتى بي إلى هذه الزاوية وأعطاني الأذن بشفاء المرضى ونادى في المدينة: كل من كان له داءٌ فعليه بالشيخة راجحة
ثم أنها كبست الرجل المريض فشفي بقدرة الله تعالى وكان الخضر عليه الصلاة والسلام يحضر عندها في كل ليلةِ جمعةِ وكانت تلك الليلة التي اجتمع فيها ليلة الجمعة"
الخضر شخصية خرافية دخلت حتى فى الأحاديث المنسوبة للنبى (ص) ولا ذكر له فى القرآن وإنما هى حكايات تحكى فحتى حكاية موسى(ص) وخادمه فى سورة الكهف لم يسم الله الرجل الخضر وإنما سماه العبد الصالح (ص) وقد حكيت عنه خرافات كثيرة تبين طول عمره ومعجزاته وظهوره للمسلمين فى المعارك بعد موت النبى (ص) ومساعدته لهم وكلها امور لا وجود لها فلا وجود لتلك الشخصية
الشيخة الشافية ففى حكاية عبدالله فاضل قال المؤلف :
"فقال: هذا رأيته في الطريق على جانب البحر غريقاً فعالجته وعجزت ولم يشف، فقال له: أعرضه على الشيخة راجحة، فقال: ومن تكون الشيخة راجحة? فقال: عندنا بنتٌ بكرٌ شيخةٌ وهي عذراء جميلة اسمها الشيخة راجحة كل من به داءٌ يذهبون به إليها فيبيت عندها ليلةً واحدةً فيصبح معافى كأنه لم يكن فيه شيءٌ يضره"
نلاحظ هنا الجنون وهو شفاء المريض بمجرد المبيت ليلة عند الشيخة راجحة التى هى بكر عذراءجميلة وبالقطع الشفاء لا يكون إلا بعلاج من طبيب متخصص وليس بالمبيت عند امرأة
الانسى الذى يحرق كل الجان ففى حكاية عبدالله فاضل قال المؤلف
"فقالت هاته فناولتها المرسوم ففتحته وقرأته وقرأت مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم من ملك الأنس هارون الرشيد إلى بنت الملك الأحمر سعيدة أما بعد فأن هذا الرجل قد سامح أخويه وأسقط حقه عنهما وقد حكمت عليهما بالصلح وإذا وقع الصلح ارتفع العقاب فأن اعترضتمونا في أحكامنا اعترضناكم في أحكامكم وخرقنا قانونكم وأن امتثلتم أمرنا ونفذتم أحكامنا فأننا ننفذ أحكامكم وقد حكمت عليك بعدم التعرض لهما فأن كنت تؤمنين بالله ورسوله فعليك بطاعة ولي الأمر وأن عفوت عنهما فأنا أجازيك بما يقدرني عليه ربي وعلامة الطاعة ترفعي سحرك عن هذين الرجلين حتى يقبلاني علي خالصين وأن لم تخلصيهما فأنا أخلصهما قهراً عنك بعون الله تعالى.
فلما ذهبت صار قلب عبد الله فرحاً وقال أعز الله أمير المؤمنين ثم أن سعيدة دخلت على أبيها وأخبرته بالخبر وعرضت عليه مرسوم أمير المؤمنين فقبله ووضعه على رأسه ثم قرأه وفهم ما فيه وقال يا بنتي أن أمر ملك الأنس علينا ماضٍ وحكمه فينا نافذٌ ولا نقدر أن نخالفه فأمضي إلى الرجلين وخلصيهما في هذه الساعة وقولي لهما أنتما في شفاعة ملك الأنس فأنه أن غضب علينا أهلكنا عن آخرنا فلا تحملينا ما لا نطيق فقالت له يا أبت إذا غضب علينا ملك الأنس ماذا يصنع بنا فقال لها يا بنتي أنه يقدر علينا من وجوه الأول لله من البشر فهو مفضلٌ علينا والثاني أنه خليفة الله والثالث أنه مصرٌ على ركعتي الفجر فلو اجتمعت عليه طوائف الجن من السبع أرضين لا يقدرون أن يصنعوا به مكروهاً فأن غضب علينا يصلي ركعتي الفجر ويصيح علينا صيحةً واحدةً فنجتمع بين يديه طائعين ونصير كالغنم بين يدي الجزار أن شاء فأمرنا بالرحيل من أوطاننا إلى أرضٍ موحشةٍ لا نستطيع المكث فيها وأن شاء هلاكنا أمر بهلاك نفسنا فيهلك بعضنا بعضاً فنحن لا نقدر على مخالفة أمره فأن خالفنا أمره أحرقنا جميعاً وليس لنا مفرٌ من بين يديه وكذلك كل عبدٍ داوم على ركعتي الفجر فأن حكمه نافذٌ فينا فلا تتسببي في هلاكنا من أجل رجلين بل أمضي وخلصيهما قبل أن يحيق بنا غضب أمير المؤمنين فرجعت إلى عبد الله بن فاضل وأخبرته بما قال أبوها وقالت له قبل لنا أيادي أمير المؤمنين وأطلب لنا رضاه ثم أنها أخرجت الطاسة ووضعت فيها الماء وعزمت عليها وتكلمت بكلماتٍ لا تفهم ثم رشتهما بالماء وقالت أخرجا من الصورة الكلبية إلى الصورة البشرية فعادا بشرين كما كانا وأنفك عنهما السحر"
نلاحظ الجنون وهو تسلط هارون الرشيد الخليفة المزعوم فى الحكايات على الجن حيث يستطيع حرقهم جميعا وهو ما يخالف أن هذا شىء اختص به الله سليمان (ص) فقط وهو من طلب منه ذلك فى قوله تعالى بسورة ص " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب"
ضلالة نقش خاتم سليمان ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"وقالت يا عبد الله لأي شيءٍ مما ضربتهما في هذه الليلة ولأي شيءٍ نزلت الأغلال من أعناقهما هل فعلت ذلك عناداً لي أو استخفافاً بأمري ولكن أنا الآن أضربك وأسحرك كلباً مثلهما فقال لها يا سيدتي أقسمت عليك بالنقش الذي على خاتم سليمان بن داود عليهما السلام أن تحملي علي حتى أخبرك بالسبب ومهما أردتيه بي فأفعليه فقالت له أخبرني"
نلاحظ هنا ان النقش الذى على خاتم سليمان (ص) له مفعول سحرى وبالطبع لا وجود لما يسمى بالخاتم السليمانى فهو خرافة الغرض من خلفها أن يبحث بعض البشر عن الخاتم ويتركوا عبادة الله
خطابات متبادلة بين الانس والجن ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فقال له يا سيدي وحياة رأسك أن تركتهما ليلةً واحدة من غير ضرب تأتيني سعيدة وتضربني وأنا ما لي جسدٌ يتحمل ضرباً فقال لا تخف فأنا أعطيك خط يدي فإذا أتتك فأعطها الورقة فإذا قرأتها عفت عنك كان الفضل لها وأن لم تطع أمري كان أمرك إلى الله ودعها تضربك علقةً وقدر أنك نسيتهما من الضرب وضربتك بهذا السبب وإذا حصل ذلك وخالفتني فأن كنت أنا أمير المؤمنين فأني أعمل خلاصي معها، ثم أن الخليفة كتب لها ورقة مقدار إصبعين وبعدما كتبها ختمها وقال يا عبد الله إذا أتتك سعيدة فقل لها أن الخليفة ملك الأنس أمرني بعدم ضربهما وكتب لي هذه الورقة وهو يقرئك السلام وأعطها المرسوم ولا تخش بأساً."
وبالقطع لا توجد خطابات متبادلة بين الإنس والجن ولا حتى حوار بينهم وبين رسول العصر فمحمد (ص) لم يتكلم معهم وإنما سمعوه وهو يبلغ رسالته القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة الجن " الرحيم قد أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به"وقال بسورة الأحقاف ""وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم" ومن ثم فما أقدرهم الله عليه للنبى (ص) هو سماع الوحى ولم ياتقوا به وجها لوجه أو يظهروا له أو يتبادلوا معه الرسائل أو الوفود
العلم بالغيب فقد قال المؤلف فى حكاية عبد الله فاضل :
"ثم أنه قال يا أمير المؤمنين لما رأيت تلك البنت شغفت بها حباً وتقدمت إليها فرأيتها جالسةً على مرتبةٍ عاليةٍ وهي تتلو كتاب الله عز وجل حفظاً عن ظهر قلبٍ وصوتها كأنه صرير أبواب الجنان إذا فتحها رضوان والكلام خارجٌ من بين شفتيها يتناثر كالجواهر ووجهها ببديع المحاسن زاه وزاهر.
فلما سمعت نغماتها في تلاوة القرآن العظيم وقد قرأ قلبي من فاتك لحاظها سلام قولا من رب رحيم، تلجلجت في الكلام ولم أحسن السلام واندهش مني العقل والنظر.
ثم تجلدت على هول الغرام وقلت لها: السلام عليك أيتها السيدة المصونة والجوهرة المكنونة آدام الله قوائم سعدك ورفع دعائم مجدك، فقالت وعليك السلام والتحية والإكرام يا عبد الله يا ابن فاضل أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا حبيبي وقرة عيني. فقلت لها: يا سيدتي من أين علمت اسمي ومن تكوني أنت وما شأن أهل هذه المدينة حتى صاروا أحجار فمرادي أن تخبريني بحقيقة الأمر فأني تعجبت من هذه المدينة ومن أهلها ومن كونها لم يوجد فيها أحد إلا أنت فبالله عليك أن تخبريني بحقيقة ذلك على وجه الصدق"
هنا علمت المرأة الغيب ممثلا فى اسمه وكونه حبيبها وهو ما يخالف أن الغيب لله وحده كما قال تعالى بسورة هود " ولله غيب السموات والأرض"
الأربعين فقد قال المؤلف فى حكاية عبد الله فاضل :
"فلما مات أبونا غسلناه وعملنا له مشهداً عظيماً ودفناه وذهب لرحمة مولاه وعملنا له عتاقةً وختمات وتصدقنا عليه إلى تمام الأربعين يوماً"
والأربعين هو عادة من عادات الكفر فليس لها فى الإسلام أساس ويقول البعض أنها عادة من عادات المصريين القدماء فى مصر الحالية وليس مصر الحقيقية فالميت لا يفيده عتقات ولا ختمات قرآن ولا صدقات لأنه ليس للإنسان سوى عمله فقط وما بعد موته ليس من سعيه وهو عمله مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
ضلالة التعويذة ففى حكاية الشاب العمانى قال المؤلف :
"ومضيت به إلى سوق الجواهر وقعدت أبيع واشتري وكان من جملة هذه المعادن قرص تعويذ صنعه المعلمين وزنته نصف رطلٍ وكان أحمر شديد الحمرة وعليه أسطر مثل دبيب النمل من الجانبين ولم أعرف منفعته فبعت واشتريت مدة سنةٍ كاملةٍ ثم أخذت قرص التعويذ وقلت: هذا له عندي مدة لا أعرفه ولا أعرف منفعته فدفعته إلى الدلال فأخذه ودرا به ثم عاد وقال: ما دفع واحدٌ من التجار سوى عشرة دراهمٍ فقلت له: ما أبيعه بهذا القدر فرماه في وجهي وانصرف."
وفى موضع أخر قال المؤلف "فقال: اعلم أن ملك الهند له بنت لم ير أحسن منها وبها داء الصداع فأحضر الملك أرباب الأقلام وأهل العلوم والكهان فلم يرفعوا عنها ذلك فقلت له وكنت حاضراً بالمجلس: أيها الملك أنا أعرف رجلاً يسمى سعد الله البابلي ما على وجه الأرض أعرف منه بهذه الأمور فإن رأيت أن ترسلني إليه فأفعل فقال: اذهب إليه فقلت له: أحضر إلي قطعةً كبيرةً من العقيق ومعها ألف دينارٍ وهديةٍ فأخذت ذلك وتوجهت إلى بلاد بابلٍ فسألت عن الشيخ فدلوني عليه ودفعت له المائة ألف دينارٍ والهدية فأخذ ذلك مني ثم أخذ قطعة العقيق وأحضر حكاكاً فعملها هذا التعويذ ومكث الشيخ سبعة أشهرٍ يرصد النجم حتى اختار وقتاً لكتابته وكتب عليه هذه الطلاسم التي تنظرها ثم جئت به إلى الملك
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لأمير المؤمنين: إن الرجل قال لي: أخذت هذا التعويذ وجلت به إلى الملك فلما وضعه على ابنته برئت من ساعتها وكانت مربوطةً في أربع سلاسلٍ وكل ليلةٍ تبيت عندها جاريةٌ فتصبح مذبوحةً فمن حين وضع عليها هذا التعويذ برئت لوقتها ففرح الملك فرحاً شديداً وخلع علي وتصدق بمالٍ كثيرٍ ثم وضعه في عقدها فاتفق أنها نزلت يوماً في مركب هي وجواريها تتنزه في البحر فمدت جاريةٌ يدها إليها لتلاعبها فانقطع العقد وسقط في البحر فعاد من ذلك الوقت العارض لابنة الملك فحصل ما حصل للملك من الحزن فأعطاني مالاً كثيراً"
نجد هنا أن التعاويذ مفيدة للناس حيث تشفى من المرض مثلا وهو كلام مجانين فالمرضى دواءهم العلاج وليس مجرد شىء مكتوب فى معدن أو غيره والشفاء يطلب من الله وليس من أحجار أو أوراق كما قال إبراهيم (ص) "وإذا مرضت فهو يشفين "
السجود لملوك يدعون الاسلام فقد ورد فى حكاية ورد خان قول المؤلف:
"فقال له الملك: ما لي أراك لا تفرح فرحي ولا ترد لي جواباً يا ترى هل أنت كارهٌ لهذا الأمر يا شماس? فسجد عند ذلك الوزير شماس بين أيادي الملك وقال: أطال الله عمرك "
ولا يوجد ملك أى حاكم فى الإسلام يترك الناس يسجدون له و لا نجد فى الإسلام مسلمون يسجدون لأحد غير الله وكل هذا دعاية للجبابرة الكفار الذين يحكمون باسم الإسلام ولكنهم فعليا يحكمون بالكفر من الملوك والأمراء والسلاطين حتى تخضع لهم العامة والخاصة فلا تقوم لدولة الإسلام الحقيقى قائمة بسبب هذا الاستسلام المهين لأقاويل الكفر
تفسير الأحلام فقد ذكر المؤلف فى حكاية ورد خان التالى :
"فلما سمع الوزير شماس كلام الغلام قام من وقته وساعته وتوجه إلى الملك ودخل عليه فرآه قاعداً على فراشه فسجد بين يديه داعياً له بدوام العز والنعم وقال له: لا أحزنك الله أيها الملك ما الذي أقلقك في هذه الليلة وما سبب طلبك إياي بسرعةٍ? فأذن الملك بالجلوس فجلس وصار الملك يقص عليه ما رأى قائلاً: إني رأيت في ليلتي هذه مناماً هالني وهو كأني أصب ماء في أصل شجرة وحول تلك الشجرة أشجار كثيرة فبينما أنا في هذه الحالة وإذا بنارٍ خرجت من أصل تلك الشجرة وأحرقت جميع ما حولها الأشجار ففزعت من ذلك وأخذني الرعب فانتبهت عند ذلك وأرسلت دعوتك لكثرة معرفتك ولما أعلمه من اتساع علمك وغزارة فهمك
فأجابه الوزير شماس وقال له: أيها الملك إن الله تعالى خولك وأقر عينك وأمر هذه الرؤيا يؤول إلى كل خير وهو أن الله تعالى يرزقك ولداً ذكراً يكون وارثاً للملك عنك من بعد طول عمرك غير أنه يكون فيه شيء لا أحب تفسيره في هذا الوقت لأنه غير موافق لتفسيره ففرح الملك بذلك فرحاً عظيماً وزاد سروره وذهب عنه فزعه وطابت نفسه وقال: إن كان الملك كذلك من حسن تأويل المنام فكمل لي تأويله إذا جاء الوقت الموافق لكمال تأويله فالذي لا ينبغي تأويله الآن ينبغي أن تؤوله لي إذا آن أوانه لأجل أن يكمل فرحي لأني لا أبتغي بذلك غير رضا الله سبحانه وتعالى."
فهنا يوجد من الناس العاديين من يفسر الأحلام تفسيرا سليما وهى مقولة خاطئة فلا أحد يقدر على تفسير الأحلام من الناس تفسيرا صحيحا وإنما التفسير يأتى خبط عشواء فتفسير الأحلام الصحيح كان معجزة من معجزات الله ليوسف (ص) حيث قال تعالى بسورة يوسف " ويعلمك من تأويل الأحاديث "
تقبيل النعال ففى حكاية سيف الملوك ذكر المؤلف الآتى :
"فقالت بديعة الجمال يا ابن الملك إذا دخلت بستان ارم ترى خيمة كبيرة منصوبة وهي من أطلس أحمر وبطانتها من حرير أخضر فادخل الخيمة وقو قلبك فإنك ترى عجوزاً جالسة على تخت من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجواهر فإذا دخلت فسلم عليها بأدب واحتشام وانظر إلى جهة التخت تجد تحته نعالاً منسوجة بقضبان الذهب مزركشة بالمعادن فخذ تلك النعل وقبلها وضعها على رأسك، ثم حطها تحت إبطك اليمين وقف قدام العجوز وأنت ساكت مطرق الرأس فإذا سألتك وقالت لك من أين جئت، وكيف وصلت إلى هنا ومن عرفك هذا المكان? ومن شأن أي شيء أخذت هذه النعال فاسكت أنت حتى تدخل جاريتي هذه"
وهو كلام مجانين فالنعال وهى الأحذيةمهما بلغت من الجمال والغلاء تلبس فى الأقدام ولا تقبل ولا توضع تحت الآباط إلا فى المساجد حتى توضع على الأرض
سليمان والنسوان ففى حكاية سيف الملوك قال المؤلف :
"أن السيد سليمان بن داود عليهما السلام أخذ بلقيس بالمحبة، فلما رأى غيرها أحسن منها أعرض عنها فقال لها سيف الملوك يا عيني ويا روحي ما خلق الله كل الانس سواء وأنا إن شاء الله أفي بالعهد وأموت تحت أقدامك وسوف تبصرين ما أفعل موافقاً لما أقول والله على ما أقول وكيل، فقالت له بديعة الجمال اقعد واطمئن واحلف لي على قدر دينك ونتعاهد على أننا لا نخون بعضنا ومن خان صاحبه ينتقم الله تعالى منه فلما سمع سيف الملوك منها ذلك الكلام قعد ووضع كل منهما يده في يد صاحبه وتحالفا أن كلاً منهما لا يختار على احبه أحد من الانس ولا من الجن ثم إنهما تعانقا ساعة زمانية وتباكيا من شدة فرحهما."
فهنا نجد اتهام لسليمان(ص) باتباع شهواته فى امر النسوان وأنه كان يكذب عليهن وهو ما اتبع فيه المؤلف العهد القديم فى سليمان حيث قال سفر الملوك الأول فى الاصحاح 11" 1 وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون: موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات
2 من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم، لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم. فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة
3 وكانت له سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه
4 وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه
الخاتم المسحور ففى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال ذكر المؤلف التالى :
"ووقفت دولة خاتون على جانب البحر ودخل سيف الملوك في الماء إلى وسطه وقال: بحق ما في هذا الخاتم من الأسماء والطلاسم وبحق سليمان عليه الصلاة والسلام أن تخرج روح فلان ابن الملك الأزرق الجني فعند ذلك هاج البحر وطلع التابوت فأخذه سيف الملوك وضربه على الحجر فكسره وكسر الصناديق والعلب وأخرج العصفور من الحق وتوجها إلى القصر وطلعا فوق التخت وإذا بغبرة هائلة وشيء عظيم طائر وهو يقول: ابقني يا ابن الملك ولا تقتلني واجعلني عتيقك وأنا أبلغك مقصودك."
مقولة الخاتم المسحور القادر على تلبية بعض الطلبات والأمور أسطورة الغرض منها صرف الناس للبحث عن تلك الخواتم المزعومة بدى من المشى فى مناكب الأرض للبحث عن الرزق ولا يوجد خاتم له قوى اعجازية لأن الله منع الآيات المعجزات منذ عهد محمد (ص) فقال ّ بسورة الإسراء " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
مكان روح الجنى فقد ذكر المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال:
"فقال سيف الملوك: أنا أختفي في موضع وإذا جاز علي أضربه بالسيف فأقتله، فقالت له: ما تقدر أن تقتله إلا إن قتلت روحه، فقال لها سيف الملوك وروحه في أي مكان? فقالت: أنا سألته عنها مرات عديدة فلم يقر لي بمكانها، فاتفق أني ألححت عليه يوماً من الأيام، فاغتاظ مني وقال لي: كم تسألينني عن روحي ما سبب سؤالك عن روحي? فقلت له: يا حاتم أنا ما بقي لي أحد غيرك إلا الله وأنا مادمت بالحياة لم أزل معانقة لروحك وإن كنت أنا ما أحفظ لروحك وأحطها في وسط عيني فكيف تكون حياتي بعدك، وإذا عرفت روحك حفظتها مثل عيني اليمين فعند ذلك قال لي: حين ولدت أخبر المنجمون أن هلاك روحي يكون على يد أحد من أولاد الملوك الإنسية فأخذت روحي ووضعتها في حوصلة عصفور وحبست العصفور في حق ووضعت الحق في علبة ووضعت العلبة داخل سبع علب في سبع صناديق ووضعت الصناديق في طابق من رخام في جانب هذا البحر المحيط لأن هذا الجانب بعيد عن بلاد الإنس وما يقدر أحد من الإنس أن يصل إليه وها أنا قلت لك ولا تقولي لأحد على هذا فإنه سر بيني وبينك."
هنا جنون وهو أن روح الجنى ليست فى جسده وهو كلام جنونى فنفس وهى روح المخلوق تكون فى جسده فى الدنيا تفارقه عند النوم ثم تعود إليه كما قال تعالى بسورة الزمر " "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
ضلالة رضاعة الجن والإنس فقد أورد المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال الآتى :
"فقال لها سيف الملوك: يا دولة خاتون إنك إنسية وهي جنية فمن أين تكون هذه أختك? فقالت له: إنها أختي من الرضاع وسبب ذلك أن أمي نزلت تتفرج في البستان فجاءها الطلق، فولدتني في البستان وكانت أم بديعة الجمال في البستان هي وأعوانها، فجاءها الطلق فنزلت في طرف البستان وولدت بديعة الجمال،"
نلاحظ الجنون وهو رضاعة بنت الإنس من الجان ومن المعلوم أن الجن خفى والإنس ظاهر وهما عالمين منفصلين فكيف تتم الرضاعة ؟
الضلالة هدفها هو اشاعة الخرافات بين الناس حتى يظل الخوف مسيطر عليهم من ألاعيب الجن المزعومة والتى يقوم بها بعض من البشر الأخرين
ضلالة رضاعة الجن والإنس فقد أورد المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال الآتى :
"فقال لها سيف الملوك: يا دولة خاتون إنك إنسية وهي جنية فمن أين تكون هذه أختك? فقالت له: إنها أختي من الرضاع وسبب ذلك أن أمي نزلت تتفرج في البستان فجاءها الطلق، فولدتني في البستان وكانت أم بديعة الجمال في البستان هي وأعوانها، فجاءها الطلق فنزلت في طرف البستان وولدت بديعة الجمال،"
نلاحظ الجنون وهو رضاعة بنت الإنس من الجان ومن المعلوم أن الجن خفى والإنس ظاهر وهما عالمين منفصلين فكيف تتم الرضاعة ؟
الضلالة هدفها هو اشاعة الخرافات بين الناس حتى يظل الخوف مسيطر عليهم من ألاعيب الجن المزعومة والتى يقوم بها بعض من البشر الأخرين
ضلالة خطف الجن للانس فقد ذكرت حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال ما يلى :
"فقالت البنت: أنا اسمي دولة خاتون بنت ملك الهند، وأبي ساكن في مدينة سرنديب ولي بستان مليح كبير في بلاد الهند وأقطارها أحسن منه، فيه حوض كبير، فدخلت في ذلك البستان يوماً من الأيام مع جواري وتعريت أنا وجواري ونزلنا في ذلك الحوض وصرنا نلعب وننشرح فلم اشعر إلا وشيء مثل السحاب نزل علي وخطفني من بين الجواري وطار بي بين الأرض والسماء وهو يقول: دولة خاتون لاتخافي وكوني مطمئنة القلب"
فى هذه الحكاية نلاحظ اختطاف الجن لإنسية وهو كلام لا صحة له فالجن خفى فى عالم الباطن أى الغيب ونحن فى عالم الظاهر ولا يوجد اتصال بين العالمين إلا من خلال الوحى الذى انقطع بموت محمد (ص) واكتمال الدين قبل موته ومن ثم لا يمكن أن يحدث تداخل بين العالمين لأنه سيتسبب فى فوضى عارمة حيث يكون الجن هم حكام البشر لقدرتهم المزعومة أو لكونها مختفين بينما البشر لا يقدرون على الاختفاء
قصر يافج بن نوح ففى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال قال المؤلف :
"فلما قرب منه رآه قصراً عالي البنيان وكان الذي بناه يافج بن نوح عليه السلام وهو القصر الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وبقوله وبئر معطلة وقصر مشيد. ثم إن سيف الملوك جلس على باب القصر"
فنوح (ص) لم يكن له أولاد ذكور سوى الولد الذى هلك فى الطوفان وهو لم يبن قصرا ولا شىء لكون أبيه وهو نوح (ص) من متوسطى الحال أو الفقراء كحال الرسل ونلاحظ أن المؤلف يدعى ذكر القصر فى القرآن ولا يوجد فى قصة نوح (ص) كلها فى المصحف ذكر لأى قصر
الطعام وانجاب الذكور فقد أورد المؤلف التالى فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال:
"فقال له سليمان: قد قبلت منك الجميع ولكني وهبتها لك فاسترح أنت ومن معك في المكان الذي نزلتم فيه حتى يزول عنكم تعب السفر، وفي غد إن شاء الله تقضي حاجتك على أتم ما يكون بمشيئة الله تعالى رب السماء والأرض وخالق الخلق أجمعين، ثم إن الوزير فارساً ذهب إلى موضعه وتوجه إلى السيد سليمان ثاني يوم، فقال له نبي الله سليمان: إذا وصلت إلى الملك عاصم بن صفوان واجتمعت أنت وإياه فاطلعنا فوق الشجرة الفلانية واقعدا ساكتين فإذا كان بين الصلاتين وقد برد حر القائلة فانزلا إلى أسفل الشجرة وانظرا هناك تجدا ثعبانين يخرجان، رأس أحدهما كراس القرود ورأس الآخر كرأس العفريت فإذا رأيتماهما فارمياهما بالنشاب واقتلاهما، ثم ارميا من جهة رؤوسهما قدر شبر واحد من جهة أذيالهما كذلك فتبقى لحومهما، فاطبخاهما وأتقنا طبخهما وأطعماهما زوجتيكما وناما معهما تلك الليلة فإنهما يحملان بإذن الله تعالى بأولاد ذكور."
الخرافة هنا هو أن طعام معين يجعل الإنسان ينجب ذكورا وطعام أخر يجعله ينجب إناث وهو كلام لا أصل له فالذكورة والأنوثة فى الأولاد بيد الله وحده كما قال تعالى بسورة الشورى "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"
القضيب والطاقية ففى حكاية حسن الصائغ البصري نجد المؤلف يقول :
"فوجد ولدين صغيرين من أولاد السحرة والكهان وبين أيديهما قضيب من النحاس منقوش بالطلاسم وبجانب القضيب طاقية من الآدم بثلاثة تروك منقوش عليها بالبولاد أسماء وخواتم القضيب والطاقية مرميان على الأرض والولدان يختصمان ويتضاربان عليهما حتى سال الدم بينهما، وهذا يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا وآخر يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا فدخل حسن بينهما وخلصهما من بعضهما وقال لهما: ما سبب هذه المخاصمة? فقالا له: يا عم أحكم بيننا فإن الله تعالى ساقك إلينا بالحق فقال لهما: قصا علي حكايتكما وأنا أحكم بينكما، فقالا له: نحن الاثنان أخوان شقيقان وكان أبونا من السحرة الكبار وكان مقيماً في مغارة في هذا الجبل ثم مات وخلف لنا هذه الطاقية وهذا القضيب وأخي يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا وأنا أقول: ما يأخذه إلا أنا، فاحكم بيننا وخلصنا من بعضنا، فلما سمع حسن كلامهما قال لهما: ما الفرق بين القضيب والطاقية وما مقدارهما فإن القضيب بحسب الظاهر يساوي ستة جدد، والطاقية تساوي ثلاثة جدد فقالا له: أنت ما تعرف فضلهما فقال لهما: أي شيء فضلهما فقالا له في كل منهما سر عجيب، وهو أن القضيب يساوي خراج جزائر واق الواق بأقطارها والطاقية كذلك، فقال لهما حسن: يا ولدي بالله اكشفا لي عن سرهما فقالا له: يا عم أن سرهما عظيم إن أبانا عاش مائة وخمساً وثلاثين سنة يعالج تدبيرهما حتى أحكمهما غاية الأحكام وركب فيهما السر المكنون واستخدمهما الاستخدامات الغريبة ونقشهما على مثل الفلك الدائر وحل بهما جميع الطلاسم، وعندما فرغ من تدبيرهما أدركه الموت الذي لا بد لكل أحد منه، فأما الطاقية فإن سرها أن كل من وضعها على رأسه اختفى عن أعين الناس جميعاً فلا ينظره أحد ما دامت على رأسه، وأما القضيب فإن سره أن كل من ملكه يحكم على سبع طوائف من الجن والجميع يخدمون ذلك القضيب فكلهم تحت أمره وحكمه وكل من ملكه وصار في يده إذا ضرب به الأرض خضعت له ملوكها وتكون جميع الجن في خدمته."
وقال "وقالت له سبحان من يحيي العظام وهي رميم والله ما كنت أنت وزوجتك إلا من الهالكين والآن يا ولدي قد نجوت أنت وزوجتك وأولادك لأني أعرف القضيب وأعرف صاحبه فإنه كان شيخي الذي علمني السحر وكان ساحراً عظيماً مكث مائة وخمساً وثلاثين سنة حتى كان أتقن هذا القضيب وهذه الطاقية فلما انتهى من إتقانهما أدركه الموت الذي لا بد منه وسمعته يقول لولديه يا ولدي هذان ما هما من نصيبكما وإنما يأتي شخص غريب الديار يأخذهما منكما قهراً ولا تعرفان كيف يأخذهما: فقالا يا أبانا عرفنا كيف يصل إلى أخذهما فقال لا أعرف ذلك
فأخذ حسن القضيب بيده وضرب به الأرض وقوي جنانه وقال يا خدام هذه الأسماء احضروا إلي وأطلعوني على إخوانكم وإذا بالأرض قد انشقت وخرج منها عشر عفاريت كل عفريت منهم رجلاً في تخوم الأرض ورأسه في السحاب فقلبوا الأرض بين يدي حسن ثلاث مرات، وقالوا كلهم بلسان واحد لبيك يا سيدنا والحاكم علينا بأي شيء تأمرنا فنحن لأمرك سامعون ومطيعون أن شئت نيبس لك البحار وننقل لك الجبال من أماكنها
وكشف الطاقية فلما راوه عرفوه وصاحوا بقولهم يا أبانا فبكت أمهم حين سمعتهم يذكرون أباهم وقالت: لا حيلة في قدرة الله وقالت في نفسها يا للعجب ما سبب ذكرهم لأبيهم في هذا الوقت وندائهم له فلم يطق حسن الصبر حتى كشف الطاقية عن رأسه فنظرته زوجته، فلما عرفته زعقت زعقة أزعجت جميع من في القصر ثم قالت له: كيف وصلت إلى هنا? هل من السماء نزلت أو من الأرض طلعت ثم تغرغرت عيونها بالدموع فبكى حسن.
فلما حكى لها فرحت بذلك وقالت له: يا ولدي كما ملكت زوجتك وأولادك أسمع مني ما أقول لك عليه أنا ما بقي لي عند هذه الفاجرة إقامة بعدما تجاسرت علي ونقلتني وأنا راحلة من عندها إلى مغارة السحرة لأقيم عندهم وأعيش معهم إلى أن أموت وأنت يا ولدي البس الطاقية وخذ القضيب في يدك وأدخل على زوجتك وأولادك في المكان الذي هم فيه وأضرب الأرض بالقضيب وقل يا خدام هذه الأسماء تطلع إليك خدامه فإن طلع لك أحد من رؤوس القبائل فأمره بما تريد وتختار ثم أنه ودعها وخرج ولبس الطاقية وأخذ القضيب معه ودخل المكان الذي فيه زوجته فرآها في حالة العدم مصلوبة على السلم وشعرها مربوط فيه وهي باكية العين حزينة القلب في أسوأ حال لا تدري طريقة لخلاصها وأولادها تحت السلم يلعبون وهي تنظرهم وتبكي عليهم وعلى نفسها بسبب ما جرى لها مما أصابها، وهي تقاسي من العذاب والضرب المؤلم أشد النكال،"
نجد هنا طاقية الاخفاء التى تخفى المخلوق عن أنظار غيره والقضيب الذى يجلب من ينفذون أمور من يمسك القضيب وهو كلام كله يصرف الناس عن السعى فى مناكب الأرض بحثا عن الرزق ويجعلهم يبحثون عما لا وجود له فيضيعون ويضيعون من خلفهم
التسبيح هلاك فى السماء فقد ورد فى حكاية حسن الصائغ البصرى قول المؤلف :
"ثم قال الشيخ لحسن: يا ولدي قم اركب على كتف هذا العفريت دهنش الطيار، فإذا رفعك إلى السماء، وسمعت تسبيح الملائكة في الجو فلا تسبح فتهلك أنت وهو فقال حسن لا أتكلم أبداً ثم قال له الشيخ يا حسن إذا سار بك فإنه يضعك ثاني يوم في وقت السحر على أرض بيضاء نقية مثل الكافور، فإذا وضعك هناك فامشي عشرة أيام وحدك حتى تصل إلى باب المدينة، فإذا وصلت إليها فادخل واسأل على ملكها، فإذا اجتمعت به فسلم عليه وقبل يده وأعطه هذا الكتاب، ومهما أشار إليك فافهمه."
هنا أصبح تسبيح الله محرم لأنه سبب لهلاك المسبح مع أن الله ذكر أن من فى السموات والأرض يسبحونه فى قوله بسورة الحديد " سبح لله ما فى السموات والأرض" وبالقطع الغرض من هذا نشر الكفر بين الناس غذا طاروا فى الأجواء
جزر واق الواق ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"فقال له يا ولدي اترك عنك هذا العذاب الشديد فإنك لا تقدر أن تصل إلى جزائر واق الواق ولو معك الجن الطيارة والنجوم السيارة لأن بينك وبين الجزائر سبع أودية وسبع بحار وسبع جبال عظام وكيف أن تصل إلى هذا المكان ومن يصلك إليه بالله عليك أن ترجع من قريب ولا تتعب نفسك
فقال: اعلم يا ولدي أن جزائر واق الواق سبع جزائر فيها عسكر عظيم وذلك العسكر كله بنات أبكار وسكان الجزائر الجوانية شياطين ومردة وسحرة وأرهاط مختلفة وكل من دخل أرضهم لا يرجع وما حصل إليهم أحد قط ورجع، فبالله عليك أن ترجع إلى أهلك من قريب وأعلم أن البنت التي قصدتها بنت ملك هذه الجزائر كلها وكيف تقدر أن تصل إليها، فاسمع مني يا ولدي ولعل الله يعوضك خيراً منها.
واعلم يا ولدي أن هنا عسكراً من الديلم يريدون الدخول في جزائر واق الواق مهيئين بالسلاح والخيل والعدد وما قدروا على الدخول ولكن يا ولدي لأجل شيخ الشيوخ أبي الريش أبي بلقيس بن معن ما أقدر أن أردك إليه إلا مقضي الحاجة، وعن قريب تأتي إلينا مراكب من جزائر واق الواق وما بقي لها إلا القليل فإذا حضرت واحدة منها أنزلتك فيها وأوصي البحرية عليك ليحفظوك ويرسلوك إلى جزائر واق الواق
ولكن اعلم يا ولدي أن زوجتك في الجزيرة السابعة من جزائر واق الواق ومسافة ما بيننا وبينها سبعة أشهر ليلاً ونهاراً فإننا نسير من هنا حتى نصل إلى أرض يقال لها أرض الطيور ومن شدة صياح الطيور وخفقان أجنحتها لا يسمع بعضنا كلام بعض
وكانت تلك البنت ملكة الجزيرة التي هم نازلون فيها وكان اسمها نور الهدى وكان لهذه الملكة سبع أخوات بنات أبكار مقيمات عند أبيهن الملك الأكبر الذي هو حاكم على السبع جزائر وأقطار واق الواق
، وهذه أول جزيرة من جزائر واق الواق وأنا مسلم موحد بالله وسمعت بكم وعرفت قدومكم ولما أطلعت على حالكم اشتهيت أن أرحل من بلاد السحرة إلى أرض غيرها تكون خالية من السكان بعيدة عن الأنس والجان أعيش فيها منفردا وحدي وأعبد الله حتى يدركني أجلي فأردت أن أرافقكم وأكون دليلكم حتى تخرجوا من هذه الجزائر وأنا ما أظهر إلا بالليل فطيبوا قلوبكم من جهتي فإنني مسلم مثل ما أنتم مسلمون"
هذه الأقوال تبين لنا أن جزر واق الواق سبعة وأنها تبعد مسيرة سبعة شهور من السير وهو كلام خرافى فلا وجود لتلك الجزائر السبع والأرض كلها مسيرة شهرين بالوسائل التى خلقها الله من خيل وبغال وحمير أو المشى ومن ثم فهذا الكلام خرافة .
ضلالة أنواع أشكال الجن ففى حكاية حسن الصائغ البصرى ورد الآتى :
"قال حسن للجان: أريد منكم أن تطلعوني على أرهاطكم وجنودكم وأعوانهم فقالوا: يا سيدنا إذا أطلعناك على رهطنا نخاف عليك وعلى من معك لأنهم جنود كثيرة مختلفة الصور والخلق والألوان والوجوه والأبدان فمنا روسي بلا أبدان ومنا أبدان بلا روسي ومنا من هو على صفة السباع، ولكن أن شئت ذلك فلا بد لنا من أن نعرض عليك أولا من هو على صفة الوحوش ولكن يا سيدي ما تريد منا في هذا الوقت
ففرح حسن بكلامهم وبسرعة جوابهم وشجع قلبه وقوى جنانه وعزمه وقال لهم من أنتم وما أسمكم ولمن تنسبون من القبائل ومن أي طائفة أنتم ومن أي قبيلة ومن أي رهط فقبلوا الأرض ثانيا وقالوا بلسان واحد: نحن سبع ملوك كل ملك منا يحكم على سبع قبائل من الجن والشياطين والمردة والأرهاط والأعوان الطيارة والغواصة وسكان الجبل والبراري والقفار وعمار البحار"
بالقطع ما ذكر من أشكال الجن هنا مثل روسي بلا أبدان ومنا أبدان بلا روسي الغرض منه اشاعة الخوف فى نفوس البشر وهو كلام غرضه اخافة الناس من حكامهم الذين هم قادرين على استجلاب الجن المخيف هذا
أبوالريش الذى يخضع له الانس والجن ففى حكاية حسن الصائغ البصرى ذكر المؤلف ما يلى :
"فلما فرغ من شعره علم الشيخ أنه لا يرجع عما هو فيه ولو ذهبت روحه فناوله الكتاب ودعا له وأوصاه بالذي يفعله وقال له قد أكدت لك في الكتاب على أبي الريش ابن بلقيس بنت معين فهو شيخي ومعلمي وجميع الإنس والجن يخضعون له ويخافون منه ثم قال له توجه على بركة الله تعالى فتوجه وقد أرخى عنان الحصان فطار به أسرع من البرق ولم يزل حسن مسرعاً بالحصان مدة عشرة أيام حتى نظر أمامه شبحاً عظيماً أسود من الليل قد سد ما بين المشرق والمغرب فلما قرب حسن منه صهل الحصان تحته فاجتمعت خيول كثيرة مثل المطر لا يحصى لها عدد ولا يعرف لها مدد وصارت تتمسح في الحصان فخاف حسن وفزع."
اليقينى عند أى مسلم أن من يخضع له كل الخلق هو الله وحده وأما المخلوق الخرافى أبو الريش الذى لا وجود به فلا يخضع له شىء وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة آل عمران " وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون"
احضار الجان بالبخور ففى حكاية حسن الصائغ البصرى نجد التالى
"وكان اسمه عبد القدوس وكان يحب البنت الكبيرة محبة كثيرة وكان في كل سنة يزورها مرة واحدة ويقضي حوائجها وكانت البنات قد حدثته بحديث حسن وما وقع له مع المجوس وكيف قدر على قتله ففرح عمهن بذلك ودفع للبنت الكبيرة صرة فيها بخور وقال لها يا بنت أخي إذا أهمك أمراً ونالك مكروه أو عرضت لك حاجة فألق هذا البخور في النار واذكريني فأنا أحضر لك بسرعة وأقضي حاجتك وكان هذا الكلام في أول يوم من السنة."
هنا البخور وسيلة من وسائل استدعاء الجن وهو أمر نجده عند معظم الدجالين والمشعوذين وبالقطع البخور لا يجلب أحد من الجن أو غيرهم وإنما الغرض منه هو اخفاء من يتكلم من البشر من خلال الدخان أو إسكار الجالسين من خلال بعض الاضافات للبخور حتى يتخيل لهم ما لا وجود له
ثوب الجنية الريش ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"وأما البنات اللاتي معها فهن أرباب دولتها وأعوانها وخواصها من ملكها وهذه الجلود الريش التي يطرن بها إنما هي صنعة سحرة الجان وإذا أردت أن تملك هذه الصبية وتتزوج بها فاقعد هنا وانتظرها لأنهن يحضرن على رأس كل شهر إلى هذا المكان فإذا رأيتهن قد حضرن فاختف وإياك أن تظهر فتروح أرواحنا جميعاً فاعرف الذي أقوله لك واحفظه في ذهنك واقعد في مكان يكون قريباً منهن بحيث إنك تراهن ولا يرونك فإذا قلعن ثيابهن فألق نظرك على الثوب الريش الذي هو للكبيرة التي في مرادك وخذه ولا تأخذ شيئاً غيره فإنه هو الذي يوصلها إلى بلادها فإنك إذا ملكته ملكتها وإياك أن تخدعك وتقول يا من سرق ثوبي رده علي وها أنا عندك وبين يديك وفي حوزتك فإنك إن أعطيتها إياه قتلتك" وقال :
"تكونين مع زوجتي وهذا ثوبها الريش مدفون في الأرض فاحرصي عليه لئلا تقع عليه فتأخذه وتطير هي وأولادها ويروحون وأبقى لا أقع لهم على خبر فأموت كمداً من أجلهم، واعلمي يا أمي أني أحذرك من أن تذكري لها"
لا يوجد ثوب ريش يتم الطيران به سواء كان سحرى أو غيره وهذه الحكاية مستوحاة إما من التراث الاغريقى أو من حكاية عباس بن فرناس
عقد زواج بولية أمر أنثى ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"ثم أن واحدة من البنات اتفقت هي وإياها وتوكلت في العقد وعقدت عقدها على حسن وصافحها ووضع يده في يدها وزوجنها له بإذنها وعملن في فرحها ما يصلح لبنات الملوك وأدخلنه عليها فقام حسن وفتح الباب وكشف الحجاب وفض ختمها وتزايدت محبته فيها وتعاظم وجده شغفاً بها وحيث حصل مطلوبه هنأ نفسه" وقال :
"وقال لها: يا سيدة الملاح وحياة الأرواح ونزهة الناظرين كوني مطمئنة القلب أنا ما أخذتك إلا لأجل أن أكون عبدك إلى يوم القيامة وأختي هذه جاريتك وأنا يا سيدتي ما قصدي إلا أن أتزوجك بسنة الله ورسوله وأسافر إلى بلادي وأكون أنا وأنت في مدينة بغداد وأشتري لك الجواري والعبيد ولي والدة من خيار النساء تكون في خدمتك وليس هناك بلاد أحسن من بلادنا وكل ما فيها أحسن مما في غيره من سائر البلاد وأهلها وناسها ناس طيبون بوجوه صباح."
من المعلوم أنه لا يجوز أن تكون ولية عقد الزواج امرأة غير المتزوجة فإما رجل وإما الزوجة نفسها كما قال تعالى بسورة البقرة " إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ"
ومن ثم فالحكاية تدعو لمخالفة حكم الله
* ahl-alqurancom
1- نشر ضلالات السحر
2- نشر ضلالات الجان
3- نشر الفاحشة
والمقال مخصص لضلالات السحر والجان وهى :
أول الضلالات التى نشرتها الحكايات هى وجود من يعرف ألسن الحيوانات والطيور ففى حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع قال المؤلف :
"قال: اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير"
وهو ما يخالف الوحى الإلهى فى أن هذه المعرفة كانت معرفة بعض الأنبياء كداود(ص) وسليمان (ص) وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
" وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" وقال بسورة النمل :
"وحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18).
ثانى الضلالات معرفة موعد الموت ففى حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع قال المؤلف :
"ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات، فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك، فقالت لهم: لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت"
وبالقطع موعد الموت من ضمن علم الغيب وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
ثالث الضلالات ظهور العفاريت:
ففى حكاية الملك شهريار قال المؤلف :
"فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة"
وتكرر الأمر فى حكاية التاجر والعفريت حيث قال المؤلف :
فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف، فدنا من ذلك التاجر وقال له: قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي، فقال له التاجر: كيف قتلت ولدك? قال له: لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه ومات من ساعته
. فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان فأخبراه بالقصة من أولها إلى آخرها"
ومن المعلوم أن الجان لم يكن يظهر سوى فى عهد سليمان (ص) حيث سخرهم الله له وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
رابع الضلالات سحر تحويل الناس :
ففى حكاية التاجر مع العفريت قال المؤلف :
"اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كأنه البدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة فكبر شيئاً فشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن فسافرت بمتجر عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرها فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتها إلى الراعي"
"فقال الشيخ أيها السلطان ورئيس الجان إن هذه البغلة كانت زوجتي سافرت وغبت عنها سنة كاملة، ثم قضيت سفري وجئت إليها في الليل فرأيت عبد أسود راقد معها في الفراش وهما في كلام وغنج وضحك وتقبيل وهراش فلما رأتني عجلت وقامت إلي بكوز فيه ماء فتكلمت عليه ورشتني، وقالت اخرج من هذه الصورة إلى صورة كلب فصرت في الحال كلباً فطردتني من البيت فخرجت من الباب ولم أزل سائراً، حتى وصلت دكان جزار فتقدمت وصرت آكل من العظام"
"فلما كان الليل، دخلت داري فوجدت هاتين الكلبتين مربوطتين فيها، فلما رأياني قاما إلي وبكيا وتعلقا بي، فلم أشعر إلا وزوجتي قالت هؤلاء إخوتك فقلت من فعل بهم هذا الفعل قالت أنا أرسلت إلى أختي ففعلت بهم ذلك وما يتخلصون إلا بعد عشر سنوات"
"وقالت إذا رأيتها نائمة فرش هذا الماء عليها فإنها تصير كما أنت طالب فوجدتها نائمة فرششت عليها الماء، وقلت اخرجي من هذه الصورة إلى صورة بغلة فصارت في الحال بغلة وهي هذه التي تنظرها بعينك أيها السلطان ورئيس ملوك الجان،"
فى تلك النصوص نجد الناس تحولوا لصور كلب وبقرة وبغلة وغزالة
وفى حكاية الصياد والعفريت نجد نصوص أخرى :
"وأخذت طاسة ملأتها ماء ثم تكلمت عليها فصار الماء يغلي بالقدر ثم رشته منها وقالت: بحق ما تلوته أن تخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى: فانتفض الشاب وقام على قدميه،
وفى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
ثم أخرجت طاسةً وحطت فيها ماءً من ماء البحر وتكلمت عليها بكلامٍ لا يفهم وقالت أخرجا من الصورة البشرية إلى الصورة الكلبية ثم رشتهما بالماء فانقلبا كلبين كما تراهما يا خليفة الله ثم التفت إليهما وقال أحقاً ما قلته يا أخواي فنكسا رؤوسهما كأنهما يقولان له صدقت ثم قال يا أمير المؤمنين"
وفى حكاية الملك بدر باسم تم تحويل الناس لطيور حيث قال المؤلف:
وكذلك الطير الأسود كان من مماليكها وسحرته في صورة طائر اسود، وكلما اشتاقت إليه تسحر نفسها طيرة ليجامعها لأنها تحبه محبة عظيمة، ولما علمت أنك علمت بحالها أضمرت لك السوء ولا تصفو لك ولكن ما عليك بأس منها ما دمت أراعيك أنا فلا تخف فإني رجل مسلم واسمي عبد الله وما في زماني أسحر مني، ولكني لا أستعمل السحر إلا عند اضطراري إليه، وكثير ما أبطل سحر هذه الملعونة وأخلص الناس منها ولا أبالي بها لأنها ليس لها علي سبيل بل هي تخاف مني خوفاً شديداً
وفى حكاية الملك بدر باسم قال المؤلف :
"وإنما هو رجل مثلك وهو الملك بدر باسم ابن الملك شهرمان وأمه جلنار البحرية قال لها: وكيف صار على هذا الشكل? قالت له: إنه قد سحرته الملكة جوهرة بنت الملك السمندل ثم حدثته بما جرى له من أوله إلى آخره وأنه قد خطب جوهرة من أبيها فلم يرض أبوها بذلك وأن خاله صالحاً اقتتل هو والملك السمندل وانتصر صالح عليه وأسره، فلما سمع كلام زوجته تعجب غاية العجب وكانت هذه الملكة زوجته أسحر أهل زمانها فقال الملك: بحياتي عليك تحليه من السحر ولا تخليه معذباً قطع الله يد جوهرة ما أقبحها وما أقل دينها وأكثر خداعها ومكرها، قالت له زوجته: قل له يا بدر باسم ادخل هذه الخزانة فأمره الملك أن يدخل الخزانة، فلما سمع كلام الملك دخل الخزانة، فقامت زوجة الملك وسترت وجهها وأخذت في يدها طاسة ماء ودخلت الخزانة وتكلمت على الماء بكلام لا يفهم وقالت له: بحق هذه الأسماء العظام والآيات الكرام، وبحق الله تعالى خالق السماوات والأرض ومحيي الأموات وقاسم الأرزاق والآجال، أن تخرج من هذه الصورة التي أنت فيها وترجع إلى الصورة التي خلقك الله عليها،
والمتفق عليه هو أن السحر يتم برش الماء من طاسة أو كوز يتم قراءة بعض الكلام عليه وهو كلام لا وجود له فى الواقع حيث أن الله منع تحويل أجسام نوع لنوع أخر إلا من غضب الله عليهم كبعض بنى إسرائيل حيث حولهم لصور قردة وخنازير وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة " قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ"
ولو أعطى الله بعض خلقه تلك القدرة لكانوا هم حكام الكون ولكننا لا نجد أن الحكام لديهم تلك القدرة وإنما قدرتهم على التجبر وتعذيب الخلق أو الكذب عليهم وخداعهم بالكلام المعسول والقليل منهم من يحكم بالعدل وهم أتباع الله
-خامس الضلالات قماقم سليمان (ص) كما فى حكاية الصياد مع العفريت حيث قال المؤلف :
"وفتحها فوجد فيها قمقما من نحاس أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان."
وفى حكاية التاجر مع العفريت حيث قال المؤلف :
"قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام"
ولا يوجد فى الوحى الإلهى شىء عن حبس الجن فى قماقم وإنما المذكور هو العذاب الأليم أى عذاب السعير وهو العذاب الأخروى وهو ما يعنى اهلاك الجنى المخالف على الفور وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
سادس الضلالات صفات العفاريت كما فى حكاية الصياح مع العفريت حيث قال المؤلف :
"انتفض فصار عفريتاً رأسه في السحاب ورجلاه في التراب برأس كالقبة وأيدي كالمداري ورجلين كالصواري، وفم كالمغارة، وأسنان كالحجارة، ومناخير كالإبريق، وعينين كالسراجين، أشعث أغبر."
فلا يوجد مخلوق بهذا الطول الكبير عدة أميال ولا برأس كقبة المسجد أو الكنيسة أو المعابد ..فهى اوصاف خرافية غرضها إخافة الناس مما لا وجود له
سابع الضلالات ضلالة الاسم الأعظم ففى حكاية الصياد مع العفريت قال المؤلف :
"قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام
ثم قال للعفريت: هل صممت على قتلي قال نعم، فقال له بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه، قال نعم، ثم إن العفريت لما سمع ذكر الاسم الأعظم اضطرب واهتز وقال: اسأل وأوجز، فقال له: كيف كنت في هذا القمقم،"
فلا يوجد فى الإسلام شىء اسمه الاسم الأعظم لله الذى تتحقق به كل الأمور أو حتى بعضها وهو يخالف أن الله لم يذكر شىء عن وجود اسم أعظم له فى الوحى ولو كان له وجود فعلى فما هى حاجتنا للجد والإجتهاد فى أمور الحياة إذا كان الدعاء بالاسم سيجلب لنا الرزق والصحة والنصر وكل ما نتمناه ونحن قعود فى بيوتنا أليس هذا جنونا ؟ثم لماذا لم يدعو النبى والمسلمون بهذا الاسم لينتصروا مثلا فى أحد أو فى أول حنين أو ليرفعوا الجوع والنقص فى الأنفس والأموال والثمرات الذى أخبرهم به الله فى سورة البقرة ؟قطعا لمعرفتهم بعدم وجوده .
ثامن الضلالات :ضلالة الشفاء بلا علاج ففى حكاية الملك يونان ووزيره رويان قال المؤلف :
فلما سمع الملك يونان كلامه تعجب وقال له: كيف تفعل، فو الله لو برأتني أغنيك لولد الولد وأنعم عليك، ما تتمناه فهو لك وتكون نديمي وحبيبي. ثم أنه خلع عليه وأحسن إليه وقال له أبرئني من هذا المرض بلا دواء ولا دهان? قال نعم أبرئك بلا مشقة في جسدك"
وبالقطع هذه دعاية للدجالين والمشعوذين الذين يريدون كسب المال من خلف اشاعة وجود شفاء بلا علاج مادى وتخالف الأمر بالبحث عن الدواء والذهاب للأطباء والحكماء
تاسع الضلالات :ضلالة الغولة والغول ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
"فقالت له الجارية: يا سيد أريد أن أزيل ضرورة فأنزلها إلى الجزيرة ثم تعوقت فاستبطأها فدخل خلفها وهي لا تعلم به، فإذا هي غولة وهي تقول لأولادها يا أولادي قد أتيتكم اليوم بغلام سمين"
فالغولة وأولادها يأكلون البشر
وفى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وقد صار عندي هم عظيم من شدة الخوف على نفسي من هؤلاء العرايا وقد تأملتهم فإذا هم قوم مجوس وملك مدينتهم غول وكل من وصل إلى بلادهم أو رأوه في الوادي أو الطرقات يجيئون به إلى ملكهم، ويطعمونه من ذلك الطعام ويدهنونه بذلك الدهن فيتسع جوفه لأجل أن يأكل كثيراً ويذهل عقله وتنطمس فكرته ويصير مثل الإبل فيزيدون له الأكل والشرب من ذلك الطعام والدهن حتى يسمن ويغلظ فيذبحونه ويشوونه ويطعمونه لملكهم. وأما أصحاب الملك فيأكلون من لحم الإنسان بلا شوي ولا طبخ."
"ثم إنه قام وجاء عندنا، ثم قبض على يدي من بين أصحابي التجار ورفعني بيده عن الأرض وحبسني وقلبني فصرت في يده مثل اللقمة الصغيرة وصار يحبسني مثل ما يحبس الجزار ذبيحة الغنم فوجدني ضعيفاً من كثرة القهر، هزيلاً من كثرة التعب والسفر، وليس في شيء من اللحم فأطلقني من يده، وأخذ واحداً غيري من رفاقي وقلبه كما قلبني وحبسه كما حبسني وأطلقه، ولم يزل يحبسنا ويقلبنا واحداً بعد واحد إلى أن وصل إلى ريس المركب الذي كنا فيه وكان رجلاً سميناً غليظاً عريض الأكتاف صاحب قوة وشدة فأعجبه وقبض عليه مثل ما يقبض الجزار على ذبيحته، ورماه على الأرض ووضع رجله على رقبته، وجاء بسيخ طويل فأدخله في حلقه حتى أخرجه من دبره، وأوقد ناراً شديدة وركب عليها ذلك السيخ المشكوك فيه الريس، ولم يزل يقلبه على الجمر حتى استوى لحمه وأطلعه من النار وحطه أمامه وفسخه كما يفسخ الرجل الفرخة. وصار يقطع لحمه بأظافره ويأكل منه ولم يزل على هذه الحالة حتى أكل لحمه ونهش عظمه. ولم يبق منه شيئاً ورمى باقي العظام في جنب القصر"
الغول هنا يشوى الناس ويأكلهم ويرمى عظامهم ولا يوجد شىء فى حياتنا الواقعية ولا فيما سبق يسمى الغول فهو حيوان او شخص خرافى أريد من ذكره إدخال الخوف فى قلوب العامة
وفى حكاية سيف الملوك قال المؤلف " قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن ساعداً قال لما أوقدت النار في الحطب أنا ومن معي من المماليك وصارت الغيلان في وسطها، وقفنا من بعيد لننظر ما يكون منهم ثم قدمنا إليهم بعد أن خمدت النار فرأيناهم صاروا كوم رماد فحمدنا الله تعالى الذي خلصنا منهم وخرجنا من تلك الجزيرة وطلبنا ساحل البحر، ثم افترقنا عن بعضنا فأما أنا واثنان من المماليك فمشينا حتى وصلنا إلى غابة كثيرة الأشجار فاشتغلنا بالأكلّ"
هنا الغيلان تهلك بالنار
عاشر الضلالات :ضلالة الرأس المتكلم ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
وقال له أيها الحكيم: وهل إذا قطعت رأسك تكلمت فقال نعم أيها الملك وهذا أمر عجيب،"
والغريب أن خرافة الرأس المتكلم موجودة فى مقدمة ابن خلدون حيث يغمس الانسان فى برميل أو اسطوانة بها تين يذيب جلده وأعضائه ولا يتبقى سوى العظام والرأس المتكلم ومن المعروف أن رأس المخلوق عندما يقطع يموت
ضلالة الخروج من الحائط ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
"وإذا بالحائط قد انشقت، والصبية قد ظهرت وهي لابسة ملبسها وفي يدها القضيب فغرزته في الطاجن وقالت: يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم، فرفعت السمكات رؤوسها" وتكرر الكلام فى قوله :
"وإذا بالحائط قد انشق وخرج منه عبد أسود كأنه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يده قرع من شجرة خضراء وقال بكلام فصيح مزعج: يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم? فرفع السمك رأسه "
وفى حكاية معروف قال المؤلف :
"فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان"
وبالقطع لا يمكن خروج أحد من حائط سليما وإنما لابد أن تكون هناك آلة تهدم الحائط كى يدخل من الجزء المتهدم
جبل قاف ففى حكاية يونان قال المؤلف :
ولولا أني أخشى على خاطرك لكنت جعلت المدينة خراباً يصبح فيها البوم والغراب وأنقل حجارتها إلى جبل قاف."
أسطورة يقال إنها اسرائيلية تسربت حتى لتفاسير القرآن ويقال أنه جبل محيط بالأرض ولم ير أحدا هذا الجبل المزعوم فى أرضنا
ضلالة عفريت الخاتم ففى حكاية معروف الاسكافى قال المؤلف :
"قال: أنا خادم هذا الخاتم القائم بخدمة مالكه فمهما طلبه من الأغراض قضيته له ولا عذرٌ لي فيه يأمرني به فأني سلطانٌ على أعوانٍ من الجان وعدة عسكري اثنتان وسبعون قبيلةً كل قبيلةٍ عدتها اثنتان وسبعون ألفاً وكل واحدٍ من الألف يحكم ألف ماردٍ وكل ماردٍ يحكم على ألف عونٍ ولك عون يحكم على ألف شيطان وكل شيطان يحكم على ألف جني وكلهم من تحت طاعتي ولا يقدرون على مخالفتي وأنا مرصوداً لهذا الخاتم لا أقدر على مخالفة من ملكه وه أنت من ملكته وصرت أنا خادمك فأطلب ما شئت فأني سميعٌ لقولك مطيعٌ لأمرك وإذا احتجت إلي في أي وقتٍ في البر والبحر فادعك الخاتم تجدني عندك وإياك أن تدعكه ماريتن متواليتين فتحرقني بنار الأسماء وتعدمني وتندم علي بعد ذلك وقد عرفتك بحالي والسلام."
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن خادم هذا الخاتم لما أخبر معروفاً بأحواله قال معروف: ما اسمك? قال: اسمي أبو السعادات فقال له: يا أبا السعادات ما هذا المكان ومن أرصد في هذه العلبة? قال له: يا سيدي هذا المكان كنزٌ يقال له كنز شداد بن عاد الذي عمر أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وأنا كنت خادمه في حياته وهذا خاتمه وقد وضعه في كنزه ولكنه نصيبك"
"فالتفت الوزير بالغضب وبصق في وجهه وقال له: يا قليل العقل كيف أعطيه لك وأبقى خدامك بعد أن صرت سيدك، ولكن أنا ما بقيت أبقيك، ثم دعك الخاتم فحضر الخادم فقال له: احمل هذا القليل الأدب وارمه في المكان الذي رميت فيه نسيبه النصاب"
بالقطع لا يمكن أن يكون لخاتم ما عفريت يجيب طلبات من يدعكه فهذا يخالف أمر الله الناس بالسعى لتحصيل الرزق والمعاش فى قوله تعالى بسورة الملك " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"
تحولات الجن من نوعهم لأنواع أخرى ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"ثم أنه زعق زعقةً عظيمةً فحضر أولاده بين يديه وكانوا ثمانمائة فقال لهم: لينقلب بعضكم في صورة البغال وبعضكم في صورة المماليك الحسان الذين أقل من فيهم لا يوجد مثله عند ملك الملوك وبعضكم في صورة المكارية وبعضكم في صورة الخدامين ففعلوا كما أمرهم ثم صاح على الأعوان فحضروا بين يديه فأمرهم أن ينقلب بعضهم في صورة الخيل المسرجة بسروج الذهب المرصع بالجواهر."
وفى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فقالت أنا التي كنت حية بيضاء ولكن أنا بنت الملك الأحمر ملك الجان واسمي سعيدة وهذه الجالسة هي أمي واسمها مباركة زوجة الملك الأحمر والثعبان الذي كان يقاتلني ويريد هتك عرضي هو وزير الملك الأسود واسمه درفيل وهو قبيح الخلقة واتفق أنه لما رآني عشقني ثم أنه خطبني من أبي فأرسل إليه أبي يقول له وما مقدارك يا قطاعة الوزراء حتى تتزوج بنات الملوك فاغتاظ من ذلك وحلف يميناً أنه لا بد أن يفضح عرضي كيداً في أبي وصار يقفوا أثري، ويتبعني أينما رحت ومراده أن يفضح عرضي وقد وقع بينه وبين أبي حروبٌ عظيمةٌ ومشقاتٍ جسيمةٍ ولم يقدر عليه أبي لكونه جباراً مكاراً، ثم أن أبي كلما ضايقه وأراد أن يظفر به يهرب منه وقد عجز أبي وصرت أنا في كل يومٍ انقلب أشكالاً وألواناً وكلما انقلبت في صفةٍ ينقلب هو في صفةٍ ضدها وكلما هربت إلى أرض يشم رائحتي يلحقني في تلك الأرض حتى قاسيت منه مشقةً عظيمةً، ثم انقلبت في صفة حية وذهبت إلى ذلك الجبل فانقلب هو في صفة ثعبان وتبعني فيه فرقعت في يده وعالجني وعالجته حتى اتبعني وركب علي وصعدت أنا إلى أعلى الجبل، فبينما أنا سائرٌ إذا رأيت حيةً بيضاء تسعى هاربةً ووراءها ثعبانٌ أسود يسعى وراءها وهو مشوه الخلقة هائل المنظر، ثم أن الثعبان لحقها وضايقها ومسكها من رأسها ولف ذيله على ذيلها فصاحت فعرفت أنه مفترٍ عليها فأخذتني الشفقة عليها وتناولت حجراً من الصوان قدر خمسة أرطالٍ وضربت به الثعبان فجاء على رأسه فدقه، فلم أشعر إلا والحية انقلبت وصارت بنتاً شابةً ذات حسنٍ وجمالٍ وكمالٍ وقدٍ واعتدالٍ كأنها البدر المنير.
فأقبلت علي وقبلت يدي ثم قالت لي استرني الله يسترك ستراً من العار في الدنيا وسترٌ من النار في الآخرة يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ، ثم قالت: يا إنسي أنت سترت عرضي وصار لك الجميل ووجب الجزاء لك"
هنا البنت حية والحية بنت
بالقطع لم يعطى الله الجن القدرة على التحول من صورتهم لصور أخرى والفصيل الوحيد منهم الذى أعطاه القدرة على التحول هم الملائكة كجبريل الذى تمثل لمريم (ص) بشرا سويا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فتمثل لها بشرا سويا "
السفر عبر الزمن ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"وقالوا: يا رجل أأنت مجنون حتى تقول هذا الكلام? كيف تزعم أنك فارقت مصر بالأمس في وقت العصر وأصبحت هنا والحال أن بين مدينتنا وبين مصر مسافة سنةٍ كاملةٍ فقال لهم: ما مجنونٌ إلا أنتم وأما أنا فأني صادقٌ في قولي وهذا عيش مصر لم يزل معي طرياً وأراهم العيش فصاروا يتفرجون عليه ويتعجبون منه لأنه لا يشبه عيش بلادهم، وكثرت الخلائق عليه وصاروا يقولون لبعضهم: هذا عيش مصر تفرجوا عليه وصارت له شهرةٌ في تلك المدينة"
وبالقطع لا يمكن السفر من بلد لبلد أخر فى زمن قصير جدا من قبل البشر وكان هذا فى أيام سليمان (ص) فقط حيث أعطاه ما يسمونه بساط الريح وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ " ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر"ومن هذا نقل عفريت الجن ومن لديه علم الكتاب نقل كرسى ملكة سبأ فى مدة قيام سليمان(ص) من كرسيه أو فى غمضة عين وفتحها
ض لالة عامر المكان ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان، وقال له: يا رجل ما لك أقلقتني في هذا الليل أنا ساكنٌ في هذا المكان منذ مائتي عامٍ فما رأيت أحداً دخل هذا المكان وعمل مثل ما عملت أنت أخبرني بمقصودك وأنا أقضي حاجتك فأن قلبي أخذته الشفقة عليك فقال له: من أنت وما تكون? فقال له: أنا عامر هذا المكان"
لا يوجد شىء اسمه عامر المكان وإنما خرافة قصد من خلفها استرزاق الدجالين والمشعوذين الذين يقولون أنهم يطردونهم من المكان وبالقطع الجن سمى جنيا لأنه مختفى لا يظهر لأحد ومن ثم فلا يوجد هذا العامر المزعوم لأن الله لو جعل عالم الجن والإنس متداخل لكانت حياة البشر جحيما لا يطاق
ضلالة الخضر ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فاتفق أنه كان يوماً من الأيام جالساً على كرسي مملكته وحوله أكابر دولته فلم يشعر إلا وقد دخل عليه شخص فأضاء الديوان من نور وجهه فنظر إليه أبي فرآه لابساً حلة خضراء وهو طويل القامة وأياديه نازلةٌ إلى تحت ركبتيه وعليه هيبةٌ ووقارٌ والنور يلوح من وجهه فقال لأبي يا باغي يا مفتري إلى متى وأنت مغرور بعبادة الأصنام وتترك عبادة الملك العلام، قل أشهد أن لا إله إلا الله أن محمداً عبده ورسوله وأسلم أنت وقوعك ودع عنك عبادة الأصنام فأنها لا تنفع ولا تشفع ولا يعبد بحق إلا الله رافع السموات بغير عماد وباسط الأرضين رحمة للعباد فقال من أنت أيها الرجل الجاحد لعبادة الأصنام حتى تتكلم بهذا الكلام? أما تخشى أن تغضب عليك الأصنام? فقال له أن الأصنام حجار لا يضرني غضبها ولا ينفعني رضاها فأحضر لي صنمك الذي أنت تعبده وأمر كل واحدٍ من قومك يحضر صنمه فإذا حضر جميع أصنامكم فادعوهم ليغضبوا علي وأنا أدعوا ربي أن يغضب عليكم وتنظرون غضب الخالق من غضب المخلوق فأن أصنامكم قد صنعتموها أنتم وتلبست بها الشياطين وهم الذين يكلمونكم من داخل بطون الأصنام فأصنامكم مصنوعةٌ وإلهي صانع ولا يعجزه شيءٌ فأن ظهر لكم الحق فأتبعوه وأن ظهر لكم الباطل فاتركوه فقالوا له ائتنا ببرهان ربك حتى نراه، فقال ائتوني ببراهين أربابكم فأمر الملك كل من كان يعبد ربا من الأصنام أن يأتي به فأحضر جميع العساكر أصنامهم في الديوان هذا ما كان من أمرهم
وقال إلهي وسيدي أنت ثقتي ورجائي فاستجب دعائي على هؤلاء القوم الفجار الذين يأكلون خيرك ويعبدون غيرك يا حق يا جبار يا خالق الليل والنهار أسألك أن تقلب هؤلاء القوم أحجاراً فأنك قادرٌ ولا يعجزك شيءٌ وأنت أعلى كل شيءٍ قديرٍ فمسخ الله أهل هذه المدينة أحجاراً وأما أنا فأني حين رأيت برهانه أسلمت وجهي لله فسلمت مما أصابهم ثم أن ذلك الشخص دنا مني وقال لي سبقت لك من الله السعادة ولله في ذلك إرادةٌ وصار يعلمني وأخذت عليه العهد والميثاق وكان عمري سبع سنين في ذلك الوقت وفي هذا الوقت صار عمري ثلاثين عاماً ثم أني قلت له يا سيدي جميع ما في هذه المدينة وجميع أهلها صاروا أحجاراً بدعوتك الصالحة وقد نجوت أنا حين أسلمت على يديك فأنت شيخي فأخبرني باسمك ومدني بمددك وتصرف لي في شيء أقتات منه فقال لي اسمي أبو العباس الخضر ثم غرس لي شجرةً من الرمان بيده فكبرت وأورقت وأزهرت وأثمرت مائة واحدة في الحال فقال كلي مما رزقك الله تعالى وأعبديه حق عبادته.
ثم علمني شروط الإسلام وشروط الصلاة وطريق العبادة وعلمني تلاوة القرآن وصار لي ثلاثة وعشرون عاماً وأنا أعبد الله في هذا المكان وفي كل يومٍ تطرح لي هذه الشجرة رمانةٌ فأكلها وأقتات بها من وقتٍ إلى وقتٍ والخضر عليه السلام يأتني كل جمعةٍ وهذا الذي عرفني باسمك وبشرني بأنك سوف تأتيني في هذا المكان وقد قال لي إذا أتاك فأكرميه وأطيعي أمره ولا تخالفيه وكوني له أهلاً ويكون لك بعلاً واذهبي معه حيث شاء فلما رأيتك عرفتك وهذا هو خبر هذه المدينة وأهلها والسلام ثم أنها أرتني شجرة الرمان
فقالت له: لما رأيت أخويك رمياك في البحر وتخاصما علي رميت نفسي في البحر فتناولني شيخي الخضر أبو العباس وأتى بي إلى هذه الزاوية وأعطاني الأذن بشفاء المرضى ونادى في المدينة: كل من كان له داءٌ فعليه بالشيخة راجحة
ثم أنها كبست الرجل المريض فشفي بقدرة الله تعالى وكان الخضر عليه الصلاة والسلام يحضر عندها في كل ليلةِ جمعةِ وكانت تلك الليلة التي اجتمع فيها ليلة الجمعة"
الخضر شخصية خرافية دخلت حتى فى الأحاديث المنسوبة للنبى (ص) ولا ذكر له فى القرآن وإنما هى حكايات تحكى فحتى حكاية موسى(ص) وخادمه فى سورة الكهف لم يسم الله الرجل الخضر وإنما سماه العبد الصالح (ص) وقد حكيت عنه خرافات كثيرة تبين طول عمره ومعجزاته وظهوره للمسلمين فى المعارك بعد موت النبى (ص) ومساعدته لهم وكلها امور لا وجود لها فلا وجود لتلك الشخصية
الشيخة الشافية ففى حكاية عبدالله فاضل قال المؤلف :
"فقال: هذا رأيته في الطريق على جانب البحر غريقاً فعالجته وعجزت ولم يشف، فقال له: أعرضه على الشيخة راجحة، فقال: ومن تكون الشيخة راجحة? فقال: عندنا بنتٌ بكرٌ شيخةٌ وهي عذراء جميلة اسمها الشيخة راجحة كل من به داءٌ يذهبون به إليها فيبيت عندها ليلةً واحدةً فيصبح معافى كأنه لم يكن فيه شيءٌ يضره"
نلاحظ هنا الجنون وهو شفاء المريض بمجرد المبيت ليلة عند الشيخة راجحة التى هى بكر عذراءجميلة وبالقطع الشفاء لا يكون إلا بعلاج من طبيب متخصص وليس بالمبيت عند امرأة
الانسى الذى يحرق كل الجان ففى حكاية عبدالله فاضل قال المؤلف
"فقالت هاته فناولتها المرسوم ففتحته وقرأته وقرأت مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم من ملك الأنس هارون الرشيد إلى بنت الملك الأحمر سعيدة أما بعد فأن هذا الرجل قد سامح أخويه وأسقط حقه عنهما وقد حكمت عليهما بالصلح وإذا وقع الصلح ارتفع العقاب فأن اعترضتمونا في أحكامنا اعترضناكم في أحكامكم وخرقنا قانونكم وأن امتثلتم أمرنا ونفذتم أحكامنا فأننا ننفذ أحكامكم وقد حكمت عليك بعدم التعرض لهما فأن كنت تؤمنين بالله ورسوله فعليك بطاعة ولي الأمر وأن عفوت عنهما فأنا أجازيك بما يقدرني عليه ربي وعلامة الطاعة ترفعي سحرك عن هذين الرجلين حتى يقبلاني علي خالصين وأن لم تخلصيهما فأنا أخلصهما قهراً عنك بعون الله تعالى.
فلما ذهبت صار قلب عبد الله فرحاً وقال أعز الله أمير المؤمنين ثم أن سعيدة دخلت على أبيها وأخبرته بالخبر وعرضت عليه مرسوم أمير المؤمنين فقبله ووضعه على رأسه ثم قرأه وفهم ما فيه وقال يا بنتي أن أمر ملك الأنس علينا ماضٍ وحكمه فينا نافذٌ ولا نقدر أن نخالفه فأمضي إلى الرجلين وخلصيهما في هذه الساعة وقولي لهما أنتما في شفاعة ملك الأنس فأنه أن غضب علينا أهلكنا عن آخرنا فلا تحملينا ما لا نطيق فقالت له يا أبت إذا غضب علينا ملك الأنس ماذا يصنع بنا فقال لها يا بنتي أنه يقدر علينا من وجوه الأول لله من البشر فهو مفضلٌ علينا والثاني أنه خليفة الله والثالث أنه مصرٌ على ركعتي الفجر فلو اجتمعت عليه طوائف الجن من السبع أرضين لا يقدرون أن يصنعوا به مكروهاً فأن غضب علينا يصلي ركعتي الفجر ويصيح علينا صيحةً واحدةً فنجتمع بين يديه طائعين ونصير كالغنم بين يدي الجزار أن شاء فأمرنا بالرحيل من أوطاننا إلى أرضٍ موحشةٍ لا نستطيع المكث فيها وأن شاء هلاكنا أمر بهلاك نفسنا فيهلك بعضنا بعضاً فنحن لا نقدر على مخالفة أمره فأن خالفنا أمره أحرقنا جميعاً وليس لنا مفرٌ من بين يديه وكذلك كل عبدٍ داوم على ركعتي الفجر فأن حكمه نافذٌ فينا فلا تتسببي في هلاكنا من أجل رجلين بل أمضي وخلصيهما قبل أن يحيق بنا غضب أمير المؤمنين فرجعت إلى عبد الله بن فاضل وأخبرته بما قال أبوها وقالت له قبل لنا أيادي أمير المؤمنين وأطلب لنا رضاه ثم أنها أخرجت الطاسة ووضعت فيها الماء وعزمت عليها وتكلمت بكلماتٍ لا تفهم ثم رشتهما بالماء وقالت أخرجا من الصورة الكلبية إلى الصورة البشرية فعادا بشرين كما كانا وأنفك عنهما السحر"
نلاحظ الجنون وهو تسلط هارون الرشيد الخليفة المزعوم فى الحكايات على الجن حيث يستطيع حرقهم جميعا وهو ما يخالف أن هذا شىء اختص به الله سليمان (ص) فقط وهو من طلب منه ذلك فى قوله تعالى بسورة ص " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب"
ضلالة نقش خاتم سليمان ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"وقالت يا عبد الله لأي شيءٍ مما ضربتهما في هذه الليلة ولأي شيءٍ نزلت الأغلال من أعناقهما هل فعلت ذلك عناداً لي أو استخفافاً بأمري ولكن أنا الآن أضربك وأسحرك كلباً مثلهما فقال لها يا سيدتي أقسمت عليك بالنقش الذي على خاتم سليمان بن داود عليهما السلام أن تحملي علي حتى أخبرك بالسبب ومهما أردتيه بي فأفعليه فقالت له أخبرني"
نلاحظ هنا ان النقش الذى على خاتم سليمان (ص) له مفعول سحرى وبالطبع لا وجود لما يسمى بالخاتم السليمانى فهو خرافة الغرض من خلفها أن يبحث بعض البشر عن الخاتم ويتركوا عبادة الله
خطابات متبادلة بين الانس والجن ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فقال له يا سيدي وحياة رأسك أن تركتهما ليلةً واحدة من غير ضرب تأتيني سعيدة وتضربني وأنا ما لي جسدٌ يتحمل ضرباً فقال لا تخف فأنا أعطيك خط يدي فإذا أتتك فأعطها الورقة فإذا قرأتها عفت عنك كان الفضل لها وأن لم تطع أمري كان أمرك إلى الله ودعها تضربك علقةً وقدر أنك نسيتهما من الضرب وضربتك بهذا السبب وإذا حصل ذلك وخالفتني فأن كنت أنا أمير المؤمنين فأني أعمل خلاصي معها، ثم أن الخليفة كتب لها ورقة مقدار إصبعين وبعدما كتبها ختمها وقال يا عبد الله إذا أتتك سعيدة فقل لها أن الخليفة ملك الأنس أمرني بعدم ضربهما وكتب لي هذه الورقة وهو يقرئك السلام وأعطها المرسوم ولا تخش بأساً."
وبالقطع لا توجد خطابات متبادلة بين الإنس والجن ولا حتى حوار بينهم وبين رسول العصر فمحمد (ص) لم يتكلم معهم وإنما سمعوه وهو يبلغ رسالته القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة الجن " الرحيم قد أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به"وقال بسورة الأحقاف ""وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم" ومن ثم فما أقدرهم الله عليه للنبى (ص) هو سماع الوحى ولم ياتقوا به وجها لوجه أو يظهروا له أو يتبادلوا معه الرسائل أو الوفود
العلم بالغيب فقد قال المؤلف فى حكاية عبد الله فاضل :
"ثم أنه قال يا أمير المؤمنين لما رأيت تلك البنت شغفت بها حباً وتقدمت إليها فرأيتها جالسةً على مرتبةٍ عاليةٍ وهي تتلو كتاب الله عز وجل حفظاً عن ظهر قلبٍ وصوتها كأنه صرير أبواب الجنان إذا فتحها رضوان والكلام خارجٌ من بين شفتيها يتناثر كالجواهر ووجهها ببديع المحاسن زاه وزاهر.
فلما سمعت نغماتها في تلاوة القرآن العظيم وقد قرأ قلبي من فاتك لحاظها سلام قولا من رب رحيم، تلجلجت في الكلام ولم أحسن السلام واندهش مني العقل والنظر.
ثم تجلدت على هول الغرام وقلت لها: السلام عليك أيتها السيدة المصونة والجوهرة المكنونة آدام الله قوائم سعدك ورفع دعائم مجدك، فقالت وعليك السلام والتحية والإكرام يا عبد الله يا ابن فاضل أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا حبيبي وقرة عيني. فقلت لها: يا سيدتي من أين علمت اسمي ومن تكوني أنت وما شأن أهل هذه المدينة حتى صاروا أحجار فمرادي أن تخبريني بحقيقة الأمر فأني تعجبت من هذه المدينة ومن أهلها ومن كونها لم يوجد فيها أحد إلا أنت فبالله عليك أن تخبريني بحقيقة ذلك على وجه الصدق"
هنا علمت المرأة الغيب ممثلا فى اسمه وكونه حبيبها وهو ما يخالف أن الغيب لله وحده كما قال تعالى بسورة هود " ولله غيب السموات والأرض"
الأربعين فقد قال المؤلف فى حكاية عبد الله فاضل :
"فلما مات أبونا غسلناه وعملنا له مشهداً عظيماً ودفناه وذهب لرحمة مولاه وعملنا له عتاقةً وختمات وتصدقنا عليه إلى تمام الأربعين يوماً"
والأربعين هو عادة من عادات الكفر فليس لها فى الإسلام أساس ويقول البعض أنها عادة من عادات المصريين القدماء فى مصر الحالية وليس مصر الحقيقية فالميت لا يفيده عتقات ولا ختمات قرآن ولا صدقات لأنه ليس للإنسان سوى عمله فقط وما بعد موته ليس من سعيه وهو عمله مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
ضلالة التعويذة ففى حكاية الشاب العمانى قال المؤلف :
"ومضيت به إلى سوق الجواهر وقعدت أبيع واشتري وكان من جملة هذه المعادن قرص تعويذ صنعه المعلمين وزنته نصف رطلٍ وكان أحمر شديد الحمرة وعليه أسطر مثل دبيب النمل من الجانبين ولم أعرف منفعته فبعت واشتريت مدة سنةٍ كاملةٍ ثم أخذت قرص التعويذ وقلت: هذا له عندي مدة لا أعرفه ولا أعرف منفعته فدفعته إلى الدلال فأخذه ودرا به ثم عاد وقال: ما دفع واحدٌ من التجار سوى عشرة دراهمٍ فقلت له: ما أبيعه بهذا القدر فرماه في وجهي وانصرف."
وفى موضع أخر قال المؤلف "فقال: اعلم أن ملك الهند له بنت لم ير أحسن منها وبها داء الصداع فأحضر الملك أرباب الأقلام وأهل العلوم والكهان فلم يرفعوا عنها ذلك فقلت له وكنت حاضراً بالمجلس: أيها الملك أنا أعرف رجلاً يسمى سعد الله البابلي ما على وجه الأرض أعرف منه بهذه الأمور فإن رأيت أن ترسلني إليه فأفعل فقال: اذهب إليه فقلت له: أحضر إلي قطعةً كبيرةً من العقيق ومعها ألف دينارٍ وهديةٍ فأخذت ذلك وتوجهت إلى بلاد بابلٍ فسألت عن الشيخ فدلوني عليه ودفعت له المائة ألف دينارٍ والهدية فأخذ ذلك مني ثم أخذ قطعة العقيق وأحضر حكاكاً فعملها هذا التعويذ ومكث الشيخ سبعة أشهرٍ يرصد النجم حتى اختار وقتاً لكتابته وكتب عليه هذه الطلاسم التي تنظرها ثم جئت به إلى الملك
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لأمير المؤمنين: إن الرجل قال لي: أخذت هذا التعويذ وجلت به إلى الملك فلما وضعه على ابنته برئت من ساعتها وكانت مربوطةً في أربع سلاسلٍ وكل ليلةٍ تبيت عندها جاريةٌ فتصبح مذبوحةً فمن حين وضع عليها هذا التعويذ برئت لوقتها ففرح الملك فرحاً شديداً وخلع علي وتصدق بمالٍ كثيرٍ ثم وضعه في عقدها فاتفق أنها نزلت يوماً في مركب هي وجواريها تتنزه في البحر فمدت جاريةٌ يدها إليها لتلاعبها فانقطع العقد وسقط في البحر فعاد من ذلك الوقت العارض لابنة الملك فحصل ما حصل للملك من الحزن فأعطاني مالاً كثيراً"
نجد هنا أن التعاويذ مفيدة للناس حيث تشفى من المرض مثلا وهو كلام مجانين فالمرضى دواءهم العلاج وليس مجرد شىء مكتوب فى معدن أو غيره والشفاء يطلب من الله وليس من أحجار أو أوراق كما قال إبراهيم (ص) "وإذا مرضت فهو يشفين "
السجود لملوك يدعون الاسلام فقد ورد فى حكاية ورد خان قول المؤلف:
"فقال له الملك: ما لي أراك لا تفرح فرحي ولا ترد لي جواباً يا ترى هل أنت كارهٌ لهذا الأمر يا شماس? فسجد عند ذلك الوزير شماس بين أيادي الملك وقال: أطال الله عمرك "
ولا يوجد ملك أى حاكم فى الإسلام يترك الناس يسجدون له و لا نجد فى الإسلام مسلمون يسجدون لأحد غير الله وكل هذا دعاية للجبابرة الكفار الذين يحكمون باسم الإسلام ولكنهم فعليا يحكمون بالكفر من الملوك والأمراء والسلاطين حتى تخضع لهم العامة والخاصة فلا تقوم لدولة الإسلام الحقيقى قائمة بسبب هذا الاستسلام المهين لأقاويل الكفر
تفسير الأحلام فقد ذكر المؤلف فى حكاية ورد خان التالى :
"فلما سمع الوزير شماس كلام الغلام قام من وقته وساعته وتوجه إلى الملك ودخل عليه فرآه قاعداً على فراشه فسجد بين يديه داعياً له بدوام العز والنعم وقال له: لا أحزنك الله أيها الملك ما الذي أقلقك في هذه الليلة وما سبب طلبك إياي بسرعةٍ? فأذن الملك بالجلوس فجلس وصار الملك يقص عليه ما رأى قائلاً: إني رأيت في ليلتي هذه مناماً هالني وهو كأني أصب ماء في أصل شجرة وحول تلك الشجرة أشجار كثيرة فبينما أنا في هذه الحالة وإذا بنارٍ خرجت من أصل تلك الشجرة وأحرقت جميع ما حولها الأشجار ففزعت من ذلك وأخذني الرعب فانتبهت عند ذلك وأرسلت دعوتك لكثرة معرفتك ولما أعلمه من اتساع علمك وغزارة فهمك
فأجابه الوزير شماس وقال له: أيها الملك إن الله تعالى خولك وأقر عينك وأمر هذه الرؤيا يؤول إلى كل خير وهو أن الله تعالى يرزقك ولداً ذكراً يكون وارثاً للملك عنك من بعد طول عمرك غير أنه يكون فيه شيء لا أحب تفسيره في هذا الوقت لأنه غير موافق لتفسيره ففرح الملك بذلك فرحاً عظيماً وزاد سروره وذهب عنه فزعه وطابت نفسه وقال: إن كان الملك كذلك من حسن تأويل المنام فكمل لي تأويله إذا جاء الوقت الموافق لكمال تأويله فالذي لا ينبغي تأويله الآن ينبغي أن تؤوله لي إذا آن أوانه لأجل أن يكمل فرحي لأني لا أبتغي بذلك غير رضا الله سبحانه وتعالى."
فهنا يوجد من الناس العاديين من يفسر الأحلام تفسيرا سليما وهى مقولة خاطئة فلا أحد يقدر على تفسير الأحلام من الناس تفسيرا صحيحا وإنما التفسير يأتى خبط عشواء فتفسير الأحلام الصحيح كان معجزة من معجزات الله ليوسف (ص) حيث قال تعالى بسورة يوسف " ويعلمك من تأويل الأحاديث "
تقبيل النعال ففى حكاية سيف الملوك ذكر المؤلف الآتى :
"فقالت بديعة الجمال يا ابن الملك إذا دخلت بستان ارم ترى خيمة كبيرة منصوبة وهي من أطلس أحمر وبطانتها من حرير أخضر فادخل الخيمة وقو قلبك فإنك ترى عجوزاً جالسة على تخت من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجواهر فإذا دخلت فسلم عليها بأدب واحتشام وانظر إلى جهة التخت تجد تحته نعالاً منسوجة بقضبان الذهب مزركشة بالمعادن فخذ تلك النعل وقبلها وضعها على رأسك، ثم حطها تحت إبطك اليمين وقف قدام العجوز وأنت ساكت مطرق الرأس فإذا سألتك وقالت لك من أين جئت، وكيف وصلت إلى هنا ومن عرفك هذا المكان? ومن شأن أي شيء أخذت هذه النعال فاسكت أنت حتى تدخل جاريتي هذه"
وهو كلام مجانين فالنعال وهى الأحذيةمهما بلغت من الجمال والغلاء تلبس فى الأقدام ولا تقبل ولا توضع تحت الآباط إلا فى المساجد حتى توضع على الأرض
سليمان والنسوان ففى حكاية سيف الملوك قال المؤلف :
"أن السيد سليمان بن داود عليهما السلام أخذ بلقيس بالمحبة، فلما رأى غيرها أحسن منها أعرض عنها فقال لها سيف الملوك يا عيني ويا روحي ما خلق الله كل الانس سواء وأنا إن شاء الله أفي بالعهد وأموت تحت أقدامك وسوف تبصرين ما أفعل موافقاً لما أقول والله على ما أقول وكيل، فقالت له بديعة الجمال اقعد واطمئن واحلف لي على قدر دينك ونتعاهد على أننا لا نخون بعضنا ومن خان صاحبه ينتقم الله تعالى منه فلما سمع سيف الملوك منها ذلك الكلام قعد ووضع كل منهما يده في يد صاحبه وتحالفا أن كلاً منهما لا يختار على احبه أحد من الانس ولا من الجن ثم إنهما تعانقا ساعة زمانية وتباكيا من شدة فرحهما."
فهنا نجد اتهام لسليمان(ص) باتباع شهواته فى امر النسوان وأنه كان يكذب عليهن وهو ما اتبع فيه المؤلف العهد القديم فى سليمان حيث قال سفر الملوك الأول فى الاصحاح 11" 1 وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون: موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات
2 من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم، لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم. فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة
3 وكانت له سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه
4 وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه
الخاتم المسحور ففى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال ذكر المؤلف التالى :
"ووقفت دولة خاتون على جانب البحر ودخل سيف الملوك في الماء إلى وسطه وقال: بحق ما في هذا الخاتم من الأسماء والطلاسم وبحق سليمان عليه الصلاة والسلام أن تخرج روح فلان ابن الملك الأزرق الجني فعند ذلك هاج البحر وطلع التابوت فأخذه سيف الملوك وضربه على الحجر فكسره وكسر الصناديق والعلب وأخرج العصفور من الحق وتوجها إلى القصر وطلعا فوق التخت وإذا بغبرة هائلة وشيء عظيم طائر وهو يقول: ابقني يا ابن الملك ولا تقتلني واجعلني عتيقك وأنا أبلغك مقصودك."
مقولة الخاتم المسحور القادر على تلبية بعض الطلبات والأمور أسطورة الغرض منها صرف الناس للبحث عن تلك الخواتم المزعومة بدى من المشى فى مناكب الأرض للبحث عن الرزق ولا يوجد خاتم له قوى اعجازية لأن الله منع الآيات المعجزات منذ عهد محمد (ص) فقال ّ بسورة الإسراء " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
مكان روح الجنى فقد ذكر المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال:
"فقال سيف الملوك: أنا أختفي في موضع وإذا جاز علي أضربه بالسيف فأقتله، فقالت له: ما تقدر أن تقتله إلا إن قتلت روحه، فقال لها سيف الملوك وروحه في أي مكان? فقالت: أنا سألته عنها مرات عديدة فلم يقر لي بمكانها، فاتفق أني ألححت عليه يوماً من الأيام، فاغتاظ مني وقال لي: كم تسألينني عن روحي ما سبب سؤالك عن روحي? فقلت له: يا حاتم أنا ما بقي لي أحد غيرك إلا الله وأنا مادمت بالحياة لم أزل معانقة لروحك وإن كنت أنا ما أحفظ لروحك وأحطها في وسط عيني فكيف تكون حياتي بعدك، وإذا عرفت روحك حفظتها مثل عيني اليمين فعند ذلك قال لي: حين ولدت أخبر المنجمون أن هلاك روحي يكون على يد أحد من أولاد الملوك الإنسية فأخذت روحي ووضعتها في حوصلة عصفور وحبست العصفور في حق ووضعت الحق في علبة ووضعت العلبة داخل سبع علب في سبع صناديق ووضعت الصناديق في طابق من رخام في جانب هذا البحر المحيط لأن هذا الجانب بعيد عن بلاد الإنس وما يقدر أحد من الإنس أن يصل إليه وها أنا قلت لك ولا تقولي لأحد على هذا فإنه سر بيني وبينك."
هنا جنون وهو أن روح الجنى ليست فى جسده وهو كلام جنونى فنفس وهى روح المخلوق تكون فى جسده فى الدنيا تفارقه عند النوم ثم تعود إليه كما قال تعالى بسورة الزمر " "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
ضلالة رضاعة الجن والإنس فقد أورد المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال الآتى :
"فقال لها سيف الملوك: يا دولة خاتون إنك إنسية وهي جنية فمن أين تكون هذه أختك? فقالت له: إنها أختي من الرضاع وسبب ذلك أن أمي نزلت تتفرج في البستان فجاءها الطلق، فولدتني في البستان وكانت أم بديعة الجمال في البستان هي وأعوانها، فجاءها الطلق فنزلت في طرف البستان وولدت بديعة الجمال،"
نلاحظ الجنون وهو رضاعة بنت الإنس من الجان ومن المعلوم أن الجن خفى والإنس ظاهر وهما عالمين منفصلين فكيف تتم الرضاعة ؟
الضلالة هدفها هو اشاعة الخرافات بين الناس حتى يظل الخوف مسيطر عليهم من ألاعيب الجن المزعومة والتى يقوم بها بعض من البشر الأخرين
ضلالة رضاعة الجن والإنس فقد أورد المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال الآتى :
"فقال لها سيف الملوك: يا دولة خاتون إنك إنسية وهي جنية فمن أين تكون هذه أختك? فقالت له: إنها أختي من الرضاع وسبب ذلك أن أمي نزلت تتفرج في البستان فجاءها الطلق، فولدتني في البستان وكانت أم بديعة الجمال في البستان هي وأعوانها، فجاءها الطلق فنزلت في طرف البستان وولدت بديعة الجمال،"
نلاحظ الجنون وهو رضاعة بنت الإنس من الجان ومن المعلوم أن الجن خفى والإنس ظاهر وهما عالمين منفصلين فكيف تتم الرضاعة ؟
الضلالة هدفها هو اشاعة الخرافات بين الناس حتى يظل الخوف مسيطر عليهم من ألاعيب الجن المزعومة والتى يقوم بها بعض من البشر الأخرين
ضلالة خطف الجن للانس فقد ذكرت حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال ما يلى :
"فقالت البنت: أنا اسمي دولة خاتون بنت ملك الهند، وأبي ساكن في مدينة سرنديب ولي بستان مليح كبير في بلاد الهند وأقطارها أحسن منه، فيه حوض كبير، فدخلت في ذلك البستان يوماً من الأيام مع جواري وتعريت أنا وجواري ونزلنا في ذلك الحوض وصرنا نلعب وننشرح فلم اشعر إلا وشيء مثل السحاب نزل علي وخطفني من بين الجواري وطار بي بين الأرض والسماء وهو يقول: دولة خاتون لاتخافي وكوني مطمئنة القلب"
فى هذه الحكاية نلاحظ اختطاف الجن لإنسية وهو كلام لا صحة له فالجن خفى فى عالم الباطن أى الغيب ونحن فى عالم الظاهر ولا يوجد اتصال بين العالمين إلا من خلال الوحى الذى انقطع بموت محمد (ص) واكتمال الدين قبل موته ومن ثم لا يمكن أن يحدث تداخل بين العالمين لأنه سيتسبب فى فوضى عارمة حيث يكون الجن هم حكام البشر لقدرتهم المزعومة أو لكونها مختفين بينما البشر لا يقدرون على الاختفاء
قصر يافج بن نوح ففى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال قال المؤلف :
"فلما قرب منه رآه قصراً عالي البنيان وكان الذي بناه يافج بن نوح عليه السلام وهو القصر الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وبقوله وبئر معطلة وقصر مشيد. ثم إن سيف الملوك جلس على باب القصر"
فنوح (ص) لم يكن له أولاد ذكور سوى الولد الذى هلك فى الطوفان وهو لم يبن قصرا ولا شىء لكون أبيه وهو نوح (ص) من متوسطى الحال أو الفقراء كحال الرسل ونلاحظ أن المؤلف يدعى ذكر القصر فى القرآن ولا يوجد فى قصة نوح (ص) كلها فى المصحف ذكر لأى قصر
الطعام وانجاب الذكور فقد أورد المؤلف التالى فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال:
"فقال له سليمان: قد قبلت منك الجميع ولكني وهبتها لك فاسترح أنت ومن معك في المكان الذي نزلتم فيه حتى يزول عنكم تعب السفر، وفي غد إن شاء الله تقضي حاجتك على أتم ما يكون بمشيئة الله تعالى رب السماء والأرض وخالق الخلق أجمعين، ثم إن الوزير فارساً ذهب إلى موضعه وتوجه إلى السيد سليمان ثاني يوم، فقال له نبي الله سليمان: إذا وصلت إلى الملك عاصم بن صفوان واجتمعت أنت وإياه فاطلعنا فوق الشجرة الفلانية واقعدا ساكتين فإذا كان بين الصلاتين وقد برد حر القائلة فانزلا إلى أسفل الشجرة وانظرا هناك تجدا ثعبانين يخرجان، رأس أحدهما كراس القرود ورأس الآخر كرأس العفريت فإذا رأيتماهما فارمياهما بالنشاب واقتلاهما، ثم ارميا من جهة رؤوسهما قدر شبر واحد من جهة أذيالهما كذلك فتبقى لحومهما، فاطبخاهما وأتقنا طبخهما وأطعماهما زوجتيكما وناما معهما تلك الليلة فإنهما يحملان بإذن الله تعالى بأولاد ذكور."
الخرافة هنا هو أن طعام معين يجعل الإنسان ينجب ذكورا وطعام أخر يجعله ينجب إناث وهو كلام لا أصل له فالذكورة والأنوثة فى الأولاد بيد الله وحده كما قال تعالى بسورة الشورى "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"
القضيب والطاقية ففى حكاية حسن الصائغ البصري نجد المؤلف يقول :
"فوجد ولدين صغيرين من أولاد السحرة والكهان وبين أيديهما قضيب من النحاس منقوش بالطلاسم وبجانب القضيب طاقية من الآدم بثلاثة تروك منقوش عليها بالبولاد أسماء وخواتم القضيب والطاقية مرميان على الأرض والولدان يختصمان ويتضاربان عليهما حتى سال الدم بينهما، وهذا يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا وآخر يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا فدخل حسن بينهما وخلصهما من بعضهما وقال لهما: ما سبب هذه المخاصمة? فقالا له: يا عم أحكم بيننا فإن الله تعالى ساقك إلينا بالحق فقال لهما: قصا علي حكايتكما وأنا أحكم بينكما، فقالا له: نحن الاثنان أخوان شقيقان وكان أبونا من السحرة الكبار وكان مقيماً في مغارة في هذا الجبل ثم مات وخلف لنا هذه الطاقية وهذا القضيب وأخي يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا وأنا أقول: ما يأخذه إلا أنا، فاحكم بيننا وخلصنا من بعضنا، فلما سمع حسن كلامهما قال لهما: ما الفرق بين القضيب والطاقية وما مقدارهما فإن القضيب بحسب الظاهر يساوي ستة جدد، والطاقية تساوي ثلاثة جدد فقالا له: أنت ما تعرف فضلهما فقال لهما: أي شيء فضلهما فقالا له في كل منهما سر عجيب، وهو أن القضيب يساوي خراج جزائر واق الواق بأقطارها والطاقية كذلك، فقال لهما حسن: يا ولدي بالله اكشفا لي عن سرهما فقالا له: يا عم أن سرهما عظيم إن أبانا عاش مائة وخمساً وثلاثين سنة يعالج تدبيرهما حتى أحكمهما غاية الأحكام وركب فيهما السر المكنون واستخدمهما الاستخدامات الغريبة ونقشهما على مثل الفلك الدائر وحل بهما جميع الطلاسم، وعندما فرغ من تدبيرهما أدركه الموت الذي لا بد لكل أحد منه، فأما الطاقية فإن سرها أن كل من وضعها على رأسه اختفى عن أعين الناس جميعاً فلا ينظره أحد ما دامت على رأسه، وأما القضيب فإن سره أن كل من ملكه يحكم على سبع طوائف من الجن والجميع يخدمون ذلك القضيب فكلهم تحت أمره وحكمه وكل من ملكه وصار في يده إذا ضرب به الأرض خضعت له ملوكها وتكون جميع الجن في خدمته."
وقال "وقالت له سبحان من يحيي العظام وهي رميم والله ما كنت أنت وزوجتك إلا من الهالكين والآن يا ولدي قد نجوت أنت وزوجتك وأولادك لأني أعرف القضيب وأعرف صاحبه فإنه كان شيخي الذي علمني السحر وكان ساحراً عظيماً مكث مائة وخمساً وثلاثين سنة حتى كان أتقن هذا القضيب وهذه الطاقية فلما انتهى من إتقانهما أدركه الموت الذي لا بد منه وسمعته يقول لولديه يا ولدي هذان ما هما من نصيبكما وإنما يأتي شخص غريب الديار يأخذهما منكما قهراً ولا تعرفان كيف يأخذهما: فقالا يا أبانا عرفنا كيف يصل إلى أخذهما فقال لا أعرف ذلك
فأخذ حسن القضيب بيده وضرب به الأرض وقوي جنانه وقال يا خدام هذه الأسماء احضروا إلي وأطلعوني على إخوانكم وإذا بالأرض قد انشقت وخرج منها عشر عفاريت كل عفريت منهم رجلاً في تخوم الأرض ورأسه في السحاب فقلبوا الأرض بين يدي حسن ثلاث مرات، وقالوا كلهم بلسان واحد لبيك يا سيدنا والحاكم علينا بأي شيء تأمرنا فنحن لأمرك سامعون ومطيعون أن شئت نيبس لك البحار وننقل لك الجبال من أماكنها
وكشف الطاقية فلما راوه عرفوه وصاحوا بقولهم يا أبانا فبكت أمهم حين سمعتهم يذكرون أباهم وقالت: لا حيلة في قدرة الله وقالت في نفسها يا للعجب ما سبب ذكرهم لأبيهم في هذا الوقت وندائهم له فلم يطق حسن الصبر حتى كشف الطاقية عن رأسه فنظرته زوجته، فلما عرفته زعقت زعقة أزعجت جميع من في القصر ثم قالت له: كيف وصلت إلى هنا? هل من السماء نزلت أو من الأرض طلعت ثم تغرغرت عيونها بالدموع فبكى حسن.
فلما حكى لها فرحت بذلك وقالت له: يا ولدي كما ملكت زوجتك وأولادك أسمع مني ما أقول لك عليه أنا ما بقي لي عند هذه الفاجرة إقامة بعدما تجاسرت علي ونقلتني وأنا راحلة من عندها إلى مغارة السحرة لأقيم عندهم وأعيش معهم إلى أن أموت وأنت يا ولدي البس الطاقية وخذ القضيب في يدك وأدخل على زوجتك وأولادك في المكان الذي هم فيه وأضرب الأرض بالقضيب وقل يا خدام هذه الأسماء تطلع إليك خدامه فإن طلع لك أحد من رؤوس القبائل فأمره بما تريد وتختار ثم أنه ودعها وخرج ولبس الطاقية وأخذ القضيب معه ودخل المكان الذي فيه زوجته فرآها في حالة العدم مصلوبة على السلم وشعرها مربوط فيه وهي باكية العين حزينة القلب في أسوأ حال لا تدري طريقة لخلاصها وأولادها تحت السلم يلعبون وهي تنظرهم وتبكي عليهم وعلى نفسها بسبب ما جرى لها مما أصابها، وهي تقاسي من العذاب والضرب المؤلم أشد النكال،"
نجد هنا طاقية الاخفاء التى تخفى المخلوق عن أنظار غيره والقضيب الذى يجلب من ينفذون أمور من يمسك القضيب وهو كلام كله يصرف الناس عن السعى فى مناكب الأرض بحثا عن الرزق ويجعلهم يبحثون عما لا وجود له فيضيعون ويضيعون من خلفهم
التسبيح هلاك فى السماء فقد ورد فى حكاية حسن الصائغ البصرى قول المؤلف :
"ثم قال الشيخ لحسن: يا ولدي قم اركب على كتف هذا العفريت دهنش الطيار، فإذا رفعك إلى السماء، وسمعت تسبيح الملائكة في الجو فلا تسبح فتهلك أنت وهو فقال حسن لا أتكلم أبداً ثم قال له الشيخ يا حسن إذا سار بك فإنه يضعك ثاني يوم في وقت السحر على أرض بيضاء نقية مثل الكافور، فإذا وضعك هناك فامشي عشرة أيام وحدك حتى تصل إلى باب المدينة، فإذا وصلت إليها فادخل واسأل على ملكها، فإذا اجتمعت به فسلم عليه وقبل يده وأعطه هذا الكتاب، ومهما أشار إليك فافهمه."
هنا أصبح تسبيح الله محرم لأنه سبب لهلاك المسبح مع أن الله ذكر أن من فى السموات والأرض يسبحونه فى قوله بسورة الحديد " سبح لله ما فى السموات والأرض" وبالقطع الغرض من هذا نشر الكفر بين الناس غذا طاروا فى الأجواء
جزر واق الواق ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"فقال له يا ولدي اترك عنك هذا العذاب الشديد فإنك لا تقدر أن تصل إلى جزائر واق الواق ولو معك الجن الطيارة والنجوم السيارة لأن بينك وبين الجزائر سبع أودية وسبع بحار وسبع جبال عظام وكيف أن تصل إلى هذا المكان ومن يصلك إليه بالله عليك أن ترجع من قريب ولا تتعب نفسك
فقال: اعلم يا ولدي أن جزائر واق الواق سبع جزائر فيها عسكر عظيم وذلك العسكر كله بنات أبكار وسكان الجزائر الجوانية شياطين ومردة وسحرة وأرهاط مختلفة وكل من دخل أرضهم لا يرجع وما حصل إليهم أحد قط ورجع، فبالله عليك أن ترجع إلى أهلك من قريب وأعلم أن البنت التي قصدتها بنت ملك هذه الجزائر كلها وكيف تقدر أن تصل إليها، فاسمع مني يا ولدي ولعل الله يعوضك خيراً منها.
واعلم يا ولدي أن هنا عسكراً من الديلم يريدون الدخول في جزائر واق الواق مهيئين بالسلاح والخيل والعدد وما قدروا على الدخول ولكن يا ولدي لأجل شيخ الشيوخ أبي الريش أبي بلقيس بن معن ما أقدر أن أردك إليه إلا مقضي الحاجة، وعن قريب تأتي إلينا مراكب من جزائر واق الواق وما بقي لها إلا القليل فإذا حضرت واحدة منها أنزلتك فيها وأوصي البحرية عليك ليحفظوك ويرسلوك إلى جزائر واق الواق
ولكن اعلم يا ولدي أن زوجتك في الجزيرة السابعة من جزائر واق الواق ومسافة ما بيننا وبينها سبعة أشهر ليلاً ونهاراً فإننا نسير من هنا حتى نصل إلى أرض يقال لها أرض الطيور ومن شدة صياح الطيور وخفقان أجنحتها لا يسمع بعضنا كلام بعض
وكانت تلك البنت ملكة الجزيرة التي هم نازلون فيها وكان اسمها نور الهدى وكان لهذه الملكة سبع أخوات بنات أبكار مقيمات عند أبيهن الملك الأكبر الذي هو حاكم على السبع جزائر وأقطار واق الواق
، وهذه أول جزيرة من جزائر واق الواق وأنا مسلم موحد بالله وسمعت بكم وعرفت قدومكم ولما أطلعت على حالكم اشتهيت أن أرحل من بلاد السحرة إلى أرض غيرها تكون خالية من السكان بعيدة عن الأنس والجان أعيش فيها منفردا وحدي وأعبد الله حتى يدركني أجلي فأردت أن أرافقكم وأكون دليلكم حتى تخرجوا من هذه الجزائر وأنا ما أظهر إلا بالليل فطيبوا قلوبكم من جهتي فإنني مسلم مثل ما أنتم مسلمون"
هذه الأقوال تبين لنا أن جزر واق الواق سبعة وأنها تبعد مسيرة سبعة شهور من السير وهو كلام خرافى فلا وجود لتلك الجزائر السبع والأرض كلها مسيرة شهرين بالوسائل التى خلقها الله من خيل وبغال وحمير أو المشى ومن ثم فهذا الكلام خرافة .
ضلالة أنواع أشكال الجن ففى حكاية حسن الصائغ البصرى ورد الآتى :
"قال حسن للجان: أريد منكم أن تطلعوني على أرهاطكم وجنودكم وأعوانهم فقالوا: يا سيدنا إذا أطلعناك على رهطنا نخاف عليك وعلى من معك لأنهم جنود كثيرة مختلفة الصور والخلق والألوان والوجوه والأبدان فمنا روسي بلا أبدان ومنا أبدان بلا روسي ومنا من هو على صفة السباع، ولكن أن شئت ذلك فلا بد لنا من أن نعرض عليك أولا من هو على صفة الوحوش ولكن يا سيدي ما تريد منا في هذا الوقت
ففرح حسن بكلامهم وبسرعة جوابهم وشجع قلبه وقوى جنانه وعزمه وقال لهم من أنتم وما أسمكم ولمن تنسبون من القبائل ومن أي طائفة أنتم ومن أي قبيلة ومن أي رهط فقبلوا الأرض ثانيا وقالوا بلسان واحد: نحن سبع ملوك كل ملك منا يحكم على سبع قبائل من الجن والشياطين والمردة والأرهاط والأعوان الطيارة والغواصة وسكان الجبل والبراري والقفار وعمار البحار"
بالقطع ما ذكر من أشكال الجن هنا مثل روسي بلا أبدان ومنا أبدان بلا روسي الغرض منه اشاعة الخوف فى نفوس البشر وهو كلام غرضه اخافة الناس من حكامهم الذين هم قادرين على استجلاب الجن المخيف هذا
أبوالريش الذى يخضع له الانس والجن ففى حكاية حسن الصائغ البصرى ذكر المؤلف ما يلى :
"فلما فرغ من شعره علم الشيخ أنه لا يرجع عما هو فيه ولو ذهبت روحه فناوله الكتاب ودعا له وأوصاه بالذي يفعله وقال له قد أكدت لك في الكتاب على أبي الريش ابن بلقيس بنت معين فهو شيخي ومعلمي وجميع الإنس والجن يخضعون له ويخافون منه ثم قال له توجه على بركة الله تعالى فتوجه وقد أرخى عنان الحصان فطار به أسرع من البرق ولم يزل حسن مسرعاً بالحصان مدة عشرة أيام حتى نظر أمامه شبحاً عظيماً أسود من الليل قد سد ما بين المشرق والمغرب فلما قرب حسن منه صهل الحصان تحته فاجتمعت خيول كثيرة مثل المطر لا يحصى لها عدد ولا يعرف لها مدد وصارت تتمسح في الحصان فخاف حسن وفزع."
اليقينى عند أى مسلم أن من يخضع له كل الخلق هو الله وحده وأما المخلوق الخرافى أبو الريش الذى لا وجود به فلا يخضع له شىء وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة آل عمران " وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون"
احضار الجان بالبخور ففى حكاية حسن الصائغ البصرى نجد التالى
"وكان اسمه عبد القدوس وكان يحب البنت الكبيرة محبة كثيرة وكان في كل سنة يزورها مرة واحدة ويقضي حوائجها وكانت البنات قد حدثته بحديث حسن وما وقع له مع المجوس وكيف قدر على قتله ففرح عمهن بذلك ودفع للبنت الكبيرة صرة فيها بخور وقال لها يا بنت أخي إذا أهمك أمراً ونالك مكروه أو عرضت لك حاجة فألق هذا البخور في النار واذكريني فأنا أحضر لك بسرعة وأقضي حاجتك وكان هذا الكلام في أول يوم من السنة."
هنا البخور وسيلة من وسائل استدعاء الجن وهو أمر نجده عند معظم الدجالين والمشعوذين وبالقطع البخور لا يجلب أحد من الجن أو غيرهم وإنما الغرض منه هو اخفاء من يتكلم من البشر من خلال الدخان أو إسكار الجالسين من خلال بعض الاضافات للبخور حتى يتخيل لهم ما لا وجود له
ثوب الجنية الريش ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"وأما البنات اللاتي معها فهن أرباب دولتها وأعوانها وخواصها من ملكها وهذه الجلود الريش التي يطرن بها إنما هي صنعة سحرة الجان وإذا أردت أن تملك هذه الصبية وتتزوج بها فاقعد هنا وانتظرها لأنهن يحضرن على رأس كل شهر إلى هذا المكان فإذا رأيتهن قد حضرن فاختف وإياك أن تظهر فتروح أرواحنا جميعاً فاعرف الذي أقوله لك واحفظه في ذهنك واقعد في مكان يكون قريباً منهن بحيث إنك تراهن ولا يرونك فإذا قلعن ثيابهن فألق نظرك على الثوب الريش الذي هو للكبيرة التي في مرادك وخذه ولا تأخذ شيئاً غيره فإنه هو الذي يوصلها إلى بلادها فإنك إذا ملكته ملكتها وإياك أن تخدعك وتقول يا من سرق ثوبي رده علي وها أنا عندك وبين يديك وفي حوزتك فإنك إن أعطيتها إياه قتلتك" وقال :
"تكونين مع زوجتي وهذا ثوبها الريش مدفون في الأرض فاحرصي عليه لئلا تقع عليه فتأخذه وتطير هي وأولادها ويروحون وأبقى لا أقع لهم على خبر فأموت كمداً من أجلهم، واعلمي يا أمي أني أحذرك من أن تذكري لها"
لا يوجد ثوب ريش يتم الطيران به سواء كان سحرى أو غيره وهذه الحكاية مستوحاة إما من التراث الاغريقى أو من حكاية عباس بن فرناس
عقد زواج بولية أمر أنثى ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"ثم أن واحدة من البنات اتفقت هي وإياها وتوكلت في العقد وعقدت عقدها على حسن وصافحها ووضع يده في يدها وزوجنها له بإذنها وعملن في فرحها ما يصلح لبنات الملوك وأدخلنه عليها فقام حسن وفتح الباب وكشف الحجاب وفض ختمها وتزايدت محبته فيها وتعاظم وجده شغفاً بها وحيث حصل مطلوبه هنأ نفسه" وقال :
"وقال لها: يا سيدة الملاح وحياة الأرواح ونزهة الناظرين كوني مطمئنة القلب أنا ما أخذتك إلا لأجل أن أكون عبدك إلى يوم القيامة وأختي هذه جاريتك وأنا يا سيدتي ما قصدي إلا أن أتزوجك بسنة الله ورسوله وأسافر إلى بلادي وأكون أنا وأنت في مدينة بغداد وأشتري لك الجواري والعبيد ولي والدة من خيار النساء تكون في خدمتك وليس هناك بلاد أحسن من بلادنا وكل ما فيها أحسن مما في غيره من سائر البلاد وأهلها وناسها ناس طيبون بوجوه صباح."
من المعلوم أنه لا يجوز أن تكون ولية عقد الزواج امرأة غير المتزوجة فإما رجل وإما الزوجة نفسها كما قال تعالى بسورة البقرة " إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ"
ومن ثم فالحكاية تدعو لمخالفة حكم الله
* ahl-alqurancom