نقوس المهدي
كاتب
نصف مستيقظ ، أقرأ جريدة الصباح عندما لفت انتباهي اعلان في اسفل الصفحة : ( احتفاءً بكعك الشيربي ، مصنِّع يبحث عن منتوجات جديدة ، ملتقى اعلامي كبير ) .لم اسمع من قبل عن كعك الشيربي لكن يبدو انه نوع من الكعك على كل حال ، لكن لما يكون الامر متعلقا بالحلويات اكون مهتما للامر ومتطلبا ، زيادةً على اني املك وقت فراغ بين يدي لا ادري ما افعل به .اذن قررت ان اذهب وارى هذا (الملتقى الاعلامي الكبير ) وما يمكن ان يحتويه .
أُقيم الملتقى في جناح بفندق ، قُدّم الشاي والكعك . وبالنسبة للكعك قدم كعك الشيربي طبعا ، تذوقت واحدة لكن لا يمكنني القول انني احببت مذاقها كثيرا ، كانت حلوة ولزجة في مذاقها لكن سطحها كان جافا ، لا اعتقد ان شباب الوقت سيسرون بالطعم الحلو كهذا .
الذين كانوا ينتظرون الملتقى الاعلامي كانوا بمثل عمري او اصغر قليلا ، اخذت التذكرة رقم 952 ، وعلى الاقل مئة شخص اتوا بعدي ، هذا يعني ان هناك قرابة الالف شخص في هذا الملتقى ، رائع جدا .
بجانبي جلست فتاة في حوالي العشرين ترتدي نظارات ثخينة ، لم تكن جميلة ، لكن بدا انها تتمتع بشخصية جيدة .
“اخبريني ، هل سبق ولك ان تناولت كعك الشيربي ؟ ” سألتها .
“بالطبع ” قالت ” هو كعك مشهور “
” اجل ، لكن هذا الكعك ليس …” بدأتُ جملتي لكنها ركلت رجلي بخفة ، القى الناس من حولنا نظرات غاضبة علي ، الجو اصبح مشحونا ، لكني بددته بتصنع اقوى ما املك من نظرة بريئة وغبية .
” هل جننت ” همست لي الفتاة لاحقا ، ” تاتي لمكان لهذا وتنتقد كعك الشيربي ، غربان الشيربي كانوا لياخذوك..ولن ترجع حيا للمنزل بعدها “
“غربان الشيربي ؟ ” تعجبت .. ” ما …”
“شششش !” اوقفتني الفتاة . فالملتقى بدأ للتو .
مدير شركة كعك الشيربي افتتح الملتقى بنبذة حول تاريخ الشيربي ، كان الامر حول وقائع تاريخية مشكوك فيها بالعودة للقرن الثامن عشر حيث ان احدهم قام بخلط المكونات وصنع اول كعك شيربي .زعم الرجل ايضا ان هناك قصيدة شعرية حول كعك الشيربي في كتاب ( المختارات الامبراطورية كوكينشو ) لعام 905 ، كدت انفجر ضحكا على الامر لكن الجميع كان ينصت بانتباه وهدوء لذا تمالكت نفسي ، زد انا لا اعرف عن ‘غربان الشيربي ‘ هؤلاء وما الذي يمكن ان يفعلوه بي .
خطاب المدير استغرق حوالي الساعة ، وكان مملا كالجحيم ، كل ما كان يريد قوله ان كعك الشيربي هي حلويات تقليدية عريقة ..لكن كل ما فعله هو انه قال ذلك باكبر عدد ممكن من الكلمات .
نائب المدير ظهر بعده ليشرح المنتجات الجديدة لكعك الشيربي قال ان الشيربي حلويات وطنية عريقة لكن حتى بالنسبة لكعك متميز كهذا علينا ان نضخ دماء جديدة لاجل تطويره وتحسينه ليتناسب مع العصر الجديد ، هذا يبدو جيدا ..لكن كان يمكنه القول ببساطة ووضوح ان طعم كعك الشيربي قديم للغاية الان والمبيعات تنخفض لذا فهم بحاجة الى افكار جديدة وشابة ..لكنه قال كل هذا بعدد كبير من الكلمات .
وعند خروجنا قُدّمت لي نسخة حول شروط المشاركة، عليك ان تطهو حلويات مبنية على وصفة كعك الشيربي وتقدمها للشركة في غضون شهر ، الجائزة مليوني ين، لو حصلت على مليوني ين لتزوجت صديقتي ولكان باستطاعتي التنقل الى شقة جديدة ..لذا قررت ان اصنع كعك شيربي جديد .
وكما قلت لكم من قبل يمكن ان اكون مهتما لما يتعلق الامر بالحلويات .يمكن ان اصنع اي شيء بطريقتي الخاصة : مربى الحبوب ، حشوات كريم ، طبقات الفطائر ،سيكون من السهل علي صنع نسخة معاصرة من كعك الشيربي ، في الوقت المحدد كنت قد طهوت دزينتين من كعك الشيربي وقدمتها لمكتب الاستقبال لشركة كعك الشيربي .
“تبدو جيدة ” قالت الفتاة وراء الكاونتر .
“هي جيدة فعلا ” قلت لها .
بعد شهر وصلني اتصال من الشركة وطلبوا مني الحضور غدا ، كنتُ هناك بربطة عنق في مكتب استقبال نائب المدير.
” كعك الشيربي التي قدمتها لنا لقيت ترحيبا كبيرا من الموظفين “قال واضاف ” بالأخص الموظفين الشباب ” .
“مسرور لسماع هذا ” قلت له .
“من ناحية اخرى ، وبين الموظفين الاكبر سنا – كيف يمكنني ان اخبرك ..- لا يرون ان ما صنعته هو كعك شيربي ، نحن نناقش الامر بجدية فعلا …”
“افهمك ” قلت متسائلا حول ما الذي سيجري بعد .
” وهكذا قرر مجلس الادارة ان يترك القرار لقداسة غربان الشيربي “
“غربان الشيربي ” تسائلت ” من هم غربان الشيربي ؟ “
نظر لي نائب المدير بتشكك وحيرة ” هل تعني انك دخلت المسابقة دون ان تعرف اي شيء حول غربان الشيربي ؟ “
” انا اسف ، انا اعيش حياة منعزلة فعلا “
“هذا فظيع ” قال ” لو لم تكن تعرف عن غربان الشيربي اذن ..” سكت ثم واصل ” حسنا ، لا داعي لذلك .. تعال معي ..”
تبعت نائب المدير خارج الغرفة ، وحتى اخر الممر حيث المصعد صعدنا للطابق السادس ، نزلنا لممر اخر كان في نهايته ياب فولاذي ضخم ، رن نائب المدير الجرس ، ظهر حارس قوي البنية ، تأكد من هوية نائب المدير ثم فتح الباب الضخم ..الامن كان مشددا .
“قداستهم : غربان الشيربي تعيش هنا ” قال نائب المدير ” هم عبارة عن طيور من عائلة نادرة ، لمئات السنين لم ياكلوا شيئا ما عدا كعك الشيربي ليبقوا احياء “
لم يكن هناك داعي للمزيد من الشرح ، مئات الغربان كانت في غرفة ممتدة عبر الحائط ، كان عبارة عن مخزن فيه اعمدة من الجدار للجدار على كل عمود يجثم الغربان ملتصقين ببعض ، كانوا اكبر من الغربان العادية ، ثلاث اقدام طولها ، حتى اصغر الغربان كانت على الاقل بطول قدمين ، كانوا بدون عيون ، لاحظت انه في مكان العيون توجد بقعة بيضاء دهنية ، كانت اجسامهم ممتلئة حد الانفجار .
عندما احست الغربان بقدومنا بدأت برفرفة اجنحتها والزعيق ، في الاول ظننت انه مجرد زعيق فارغ بلا معنى ،لكن ما ان دققت السمع حتى ظهر لي انهم يصرخون بكلمة ” شيربي ! شيربي ! ” كانوا مخلوقات شنيعة فعلا .
من علبة في يديه ، نائب المدير نثر كعك الشيربي على الارض ، قفزت الغربان على الكعك وفي حمى الحصول على كعك الشيربي نقرت الغربان ارجل واعين بعض ، لا عجب انهم فقدوا عيونهم ! ، ثم اخرج نائب المدير من علبة اخرى شيئا يشبه كعك الشيربي ، ثم نثرها على الارض مجددا “راقب هذا ” قال لي ” هذا كعك شيربي لم ينجح في المسابقة ” .
احتشدت الطيور في الاسفل كالعادة لكن ما ان عرفت ان الكعك ليس شيربي حقيقي بصقوها وبداوا بنعيق غاضب :
شيربي !
شيربي !
شيربي !
” الان دعنا نجرب مع كعك الشربي الجديد الخاص بك ، لو اكلوه تفوز ، ان لم يفعلوا تخسر “
اوووه ! شيء ما اخبرني ان هذا لن يفلح ، لا يمكن ان يرجعوا امر المسابقة لثلة طيور غبية ، لكن دون اهتمام بشكوكي ، نائب المدير نثر ” الشيربي الجديد ” الذي صنعته على الارض مجددا انقضت عليه الغربان ، ثم قاموا بهرج كبير .. بعض الغربان اكلت كعكي بتلذذ ، الاخر بصقها زاعقين ” شيربي ! ، شيربي ! “
لكن البقية تلك التي لم تصل الى كعك الشيربي اصيبت بنوبة جنون وبدأت في نقر الطيور الاخرى التي اكلت الكعك ، انتثر الدم في كل مكان ، احد الغربان اخذ كعكة كان الاخر قد بصقها ، لكن غراب كبير الحجم اسقطه ارضا وبزعقة ” شيربي ! ” فتق بطن الاخير ، واصبح الكعك الذي التهمه من قبل متاحا للآخرين ، والدم .. المزيد من الدم ..والغضب ..المزيد من الغضب .. هذا ما حدث من اجل بضع حلويات سخيفة لكن بالنسبة للطيور كان الكعك لها هو كل شيء وكان كون الكعك شيربي او مش-شيربي مسألة حياة او موت بالنسبة لها .
” انظر ما الذي فعلناه ! ” قلت لنائب المدير “بمجرد ان رميت الكعك لهم ، الامر اصبح دمويا “
ثم غادرت الغرفة بمفردي ، اخذت المصعد ثم خرجت من مبنى الشركة ، اكره ان اخسر مليوني ين كجائزة ، لكني لست مستعدا لتقضية حياتي مهتما بثلة غربان لعينة .
من الان وصاعدا اود ان اصنع واكل الطعام الذي اريد اكله ، ولتنقر تلك الغربان اللعينة بعضها حتى الموت كما تشاء.
هاروكي موراكامي
من اليابانية ترجمها للإنجليزية : JAY RUBIN
ترجمها للعربية : يونس بن عمارة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع حقوق الترجمة للعربية محفوظة © 2014 يونس بن عمارة
* مدونة يونس بن عمارة
أُقيم الملتقى في جناح بفندق ، قُدّم الشاي والكعك . وبالنسبة للكعك قدم كعك الشيربي طبعا ، تذوقت واحدة لكن لا يمكنني القول انني احببت مذاقها كثيرا ، كانت حلوة ولزجة في مذاقها لكن سطحها كان جافا ، لا اعتقد ان شباب الوقت سيسرون بالطعم الحلو كهذا .
الذين كانوا ينتظرون الملتقى الاعلامي كانوا بمثل عمري او اصغر قليلا ، اخذت التذكرة رقم 952 ، وعلى الاقل مئة شخص اتوا بعدي ، هذا يعني ان هناك قرابة الالف شخص في هذا الملتقى ، رائع جدا .
بجانبي جلست فتاة في حوالي العشرين ترتدي نظارات ثخينة ، لم تكن جميلة ، لكن بدا انها تتمتع بشخصية جيدة .
“اخبريني ، هل سبق ولك ان تناولت كعك الشيربي ؟ ” سألتها .
“بالطبع ” قالت ” هو كعك مشهور “
” اجل ، لكن هذا الكعك ليس …” بدأتُ جملتي لكنها ركلت رجلي بخفة ، القى الناس من حولنا نظرات غاضبة علي ، الجو اصبح مشحونا ، لكني بددته بتصنع اقوى ما املك من نظرة بريئة وغبية .
” هل جننت ” همست لي الفتاة لاحقا ، ” تاتي لمكان لهذا وتنتقد كعك الشيربي ، غربان الشيربي كانوا لياخذوك..ولن ترجع حيا للمنزل بعدها “
“غربان الشيربي ؟ ” تعجبت .. ” ما …”
“شششش !” اوقفتني الفتاة . فالملتقى بدأ للتو .
مدير شركة كعك الشيربي افتتح الملتقى بنبذة حول تاريخ الشيربي ، كان الامر حول وقائع تاريخية مشكوك فيها بالعودة للقرن الثامن عشر حيث ان احدهم قام بخلط المكونات وصنع اول كعك شيربي .زعم الرجل ايضا ان هناك قصيدة شعرية حول كعك الشيربي في كتاب ( المختارات الامبراطورية كوكينشو ) لعام 905 ، كدت انفجر ضحكا على الامر لكن الجميع كان ينصت بانتباه وهدوء لذا تمالكت نفسي ، زد انا لا اعرف عن ‘غربان الشيربي ‘ هؤلاء وما الذي يمكن ان يفعلوه بي .
خطاب المدير استغرق حوالي الساعة ، وكان مملا كالجحيم ، كل ما كان يريد قوله ان كعك الشيربي هي حلويات تقليدية عريقة ..لكن كل ما فعله هو انه قال ذلك باكبر عدد ممكن من الكلمات .
نائب المدير ظهر بعده ليشرح المنتجات الجديدة لكعك الشيربي قال ان الشيربي حلويات وطنية عريقة لكن حتى بالنسبة لكعك متميز كهذا علينا ان نضخ دماء جديدة لاجل تطويره وتحسينه ليتناسب مع العصر الجديد ، هذا يبدو جيدا ..لكن كان يمكنه القول ببساطة ووضوح ان طعم كعك الشيربي قديم للغاية الان والمبيعات تنخفض لذا فهم بحاجة الى افكار جديدة وشابة ..لكنه قال كل هذا بعدد كبير من الكلمات .
وعند خروجنا قُدّمت لي نسخة حول شروط المشاركة، عليك ان تطهو حلويات مبنية على وصفة كعك الشيربي وتقدمها للشركة في غضون شهر ، الجائزة مليوني ين، لو حصلت على مليوني ين لتزوجت صديقتي ولكان باستطاعتي التنقل الى شقة جديدة ..لذا قررت ان اصنع كعك شيربي جديد .
وكما قلت لكم من قبل يمكن ان اكون مهتما لما يتعلق الامر بالحلويات .يمكن ان اصنع اي شيء بطريقتي الخاصة : مربى الحبوب ، حشوات كريم ، طبقات الفطائر ،سيكون من السهل علي صنع نسخة معاصرة من كعك الشيربي ، في الوقت المحدد كنت قد طهوت دزينتين من كعك الشيربي وقدمتها لمكتب الاستقبال لشركة كعك الشيربي .
“تبدو جيدة ” قالت الفتاة وراء الكاونتر .
“هي جيدة فعلا ” قلت لها .
بعد شهر وصلني اتصال من الشركة وطلبوا مني الحضور غدا ، كنتُ هناك بربطة عنق في مكتب استقبال نائب المدير.
” كعك الشيربي التي قدمتها لنا لقيت ترحيبا كبيرا من الموظفين “قال واضاف ” بالأخص الموظفين الشباب ” .
“مسرور لسماع هذا ” قلت له .
“من ناحية اخرى ، وبين الموظفين الاكبر سنا – كيف يمكنني ان اخبرك ..- لا يرون ان ما صنعته هو كعك شيربي ، نحن نناقش الامر بجدية فعلا …”
“افهمك ” قلت متسائلا حول ما الذي سيجري بعد .
” وهكذا قرر مجلس الادارة ان يترك القرار لقداسة غربان الشيربي “
“غربان الشيربي ” تسائلت ” من هم غربان الشيربي ؟ “
نظر لي نائب المدير بتشكك وحيرة ” هل تعني انك دخلت المسابقة دون ان تعرف اي شيء حول غربان الشيربي ؟ “
” انا اسف ، انا اعيش حياة منعزلة فعلا “
“هذا فظيع ” قال ” لو لم تكن تعرف عن غربان الشيربي اذن ..” سكت ثم واصل ” حسنا ، لا داعي لذلك .. تعال معي ..”
تبعت نائب المدير خارج الغرفة ، وحتى اخر الممر حيث المصعد صعدنا للطابق السادس ، نزلنا لممر اخر كان في نهايته ياب فولاذي ضخم ، رن نائب المدير الجرس ، ظهر حارس قوي البنية ، تأكد من هوية نائب المدير ثم فتح الباب الضخم ..الامن كان مشددا .
“قداستهم : غربان الشيربي تعيش هنا ” قال نائب المدير ” هم عبارة عن طيور من عائلة نادرة ، لمئات السنين لم ياكلوا شيئا ما عدا كعك الشيربي ليبقوا احياء “
لم يكن هناك داعي للمزيد من الشرح ، مئات الغربان كانت في غرفة ممتدة عبر الحائط ، كان عبارة عن مخزن فيه اعمدة من الجدار للجدار على كل عمود يجثم الغربان ملتصقين ببعض ، كانوا اكبر من الغربان العادية ، ثلاث اقدام طولها ، حتى اصغر الغربان كانت على الاقل بطول قدمين ، كانوا بدون عيون ، لاحظت انه في مكان العيون توجد بقعة بيضاء دهنية ، كانت اجسامهم ممتلئة حد الانفجار .
عندما احست الغربان بقدومنا بدأت برفرفة اجنحتها والزعيق ، في الاول ظننت انه مجرد زعيق فارغ بلا معنى ،لكن ما ان دققت السمع حتى ظهر لي انهم يصرخون بكلمة ” شيربي ! شيربي ! ” كانوا مخلوقات شنيعة فعلا .
من علبة في يديه ، نائب المدير نثر كعك الشيربي على الارض ، قفزت الغربان على الكعك وفي حمى الحصول على كعك الشيربي نقرت الغربان ارجل واعين بعض ، لا عجب انهم فقدوا عيونهم ! ، ثم اخرج نائب المدير من علبة اخرى شيئا يشبه كعك الشيربي ، ثم نثرها على الارض مجددا “راقب هذا ” قال لي ” هذا كعك شيربي لم ينجح في المسابقة ” .
احتشدت الطيور في الاسفل كالعادة لكن ما ان عرفت ان الكعك ليس شيربي حقيقي بصقوها وبداوا بنعيق غاضب :
شيربي !
شيربي !
شيربي !
” الان دعنا نجرب مع كعك الشربي الجديد الخاص بك ، لو اكلوه تفوز ، ان لم يفعلوا تخسر “
اوووه ! شيء ما اخبرني ان هذا لن يفلح ، لا يمكن ان يرجعوا امر المسابقة لثلة طيور غبية ، لكن دون اهتمام بشكوكي ، نائب المدير نثر ” الشيربي الجديد ” الذي صنعته على الارض مجددا انقضت عليه الغربان ، ثم قاموا بهرج كبير .. بعض الغربان اكلت كعكي بتلذذ ، الاخر بصقها زاعقين ” شيربي ! ، شيربي ! “
لكن البقية تلك التي لم تصل الى كعك الشيربي اصيبت بنوبة جنون وبدأت في نقر الطيور الاخرى التي اكلت الكعك ، انتثر الدم في كل مكان ، احد الغربان اخذ كعكة كان الاخر قد بصقها ، لكن غراب كبير الحجم اسقطه ارضا وبزعقة ” شيربي ! ” فتق بطن الاخير ، واصبح الكعك الذي التهمه من قبل متاحا للآخرين ، والدم .. المزيد من الدم ..والغضب ..المزيد من الغضب .. هذا ما حدث من اجل بضع حلويات سخيفة لكن بالنسبة للطيور كان الكعك لها هو كل شيء وكان كون الكعك شيربي او مش-شيربي مسألة حياة او موت بالنسبة لها .
” انظر ما الذي فعلناه ! ” قلت لنائب المدير “بمجرد ان رميت الكعك لهم ، الامر اصبح دمويا “
ثم غادرت الغرفة بمفردي ، اخذت المصعد ثم خرجت من مبنى الشركة ، اكره ان اخسر مليوني ين كجائزة ، لكني لست مستعدا لتقضية حياتي مهتما بثلة غربان لعينة .
من الان وصاعدا اود ان اصنع واكل الطعام الذي اريد اكله ، ولتنقر تلك الغربان اللعينة بعضها حتى الموت كما تشاء.
هاروكي موراكامي
من اليابانية ترجمها للإنجليزية : JAY RUBIN
ترجمها للعربية : يونس بن عمارة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع حقوق الترجمة للعربية محفوظة © 2014 يونس بن عمارة
* مدونة يونس بن عمارة