د
د.محمد عبدالحليم غنيم
الشخصيات :
توم : طبيب مقيم للعم الثانى ، 28 سنة
ليز : ممرضة ، 27 سنة
إيميلى : فتاة لطيفة ،فى حوالى 23 سنة
الزمان : الوقت الحاضر
المكان : حجرة الكشف فى مستشفى.
( حجرة الكشف فى مستشفى ، اللون الأبيض ، ملابس المرضى معلقة فى كل مكان . نسمع صوت الرياح فى الخارج . يرقد توم على سرير الفحص ، عمره 28 سنة ،فى زى الطبيب ، تدخل ليز فتاة فى سن 27 سنة ، ، ترتدى زى ممرضة ، فى لحظة هادئة مع نفسها ، ثم تلحظ الملابس وتوم . )
توم : ( و عيناه مغلقتان ) لا أرى مرضى على أى نحو يا ليز .
( بسرعة إلى حد ما ، بتفاءل و حيوية )
انتهى الأمر . انتهى الأمر . انتهى الأمر . انتهى الأمر ... هل عندك مشكلة مع انتهى الأمر ؟ أم لا تفضلين ذلك . ألم ينته الأمر حقاً ؟ لا أعتقد ذلك .
ليز : توم . واحد لا أكثر . ذلك كل ما فى الأمر .
توم : رؤية مريض واحد فى الخمسة و الثلاثين ساعة مستيقظاً يعادل رؤية 1500 فى بدايتك .
ليز : لا يمكنك أن ترفض رؤية المرضى . أنت طبيب مقيم .
توم : قرف
( ينهض )
توم : أنت تبدين ... لطيفة .
ليز : حصلت على موعد .
توم : طبيب ؟
ليز : لا .
توم : نعم . نعم . نعم . مناسب لك . جيد لك .
ليز : أنت شخص غريب / نزق
( تنظر عبر النافذة )
العاصفة فى الخارج .
توم : إنها ليلة سيئة .
ليز : أعرف . كلنا يعرف ذلك .
توم : إنها ليلة سيئة .
ليز : أعرف . كلنا يعرف ذلك .
توم : ... ماذا ؟ أوه . أنا ... بخير .
ليز : جميعنا أحب كيتى يا توم .
توم : نعم . شكراً . لا . أعنى ذلك .
ليز : كانت ممرضة عظيمة . كنت أتمنى لو عرفتها أكثر .
توم : أنت أوكيه يا ليز . أكره أن أعترف بذلك .
( يضربها برفق على ذراعها )
ليز : أنت مجرد شخص نزق ( دقة ) هذا المريض – أعطاها دوج حقنة من الميتسيلين . إنه مشغول الآن . راقبها لمدة ثمان دقائق ، ليرى إذا ما كانت مصابة الحساسية .. كانت فى .... السيارة .
توم : انظرى . حادثة كيتى كانت منذ عام .
ليز : حتى اليوم .
توم : أنا لا أعمل حقا أى شيء لهذا المريض على أى نحو .
ليز : هل تعنى ذلك ؟
توم : ( بشكل درامى للغاية ) هل سبق أن كذبت عليك أبداً ؟
ليز : نعم .
توم : لا ، عن أى شىء جاد .
ليز : نعم .
توم : أنت ... أنت ... أنت –
( مازحاً و هو يمسك بمطرقة صغيرة للركبة )
ليز : هل تنوى أن تختبتر ردود أفعالى ؟ أنت مثل الـ ... ؟
توم : ماذا ؟
ليز : ( دقة ، بخفوت ، مع ولع عظيم ) طفلى الصغير . هذا المريض . الحادث يخصها هى فقط . بعد ذلك اختفت . لقد وجدوها فى الكنيسة . جالسة على الأرض . تحيط نفسها بمئات من شموع الرغبة المضيئة. لقد كانت هناك لساعات ، عندما سألوها عن السبب. قالت " أشعر بالبرد "
( تعطيه الملف . يحدق فيها )
ليز : إيميلى . أعرف . أعرف . إنها شاذة . هذه المخلوقة . شخص آخر غير حلو . مر عليها الاستشارى النفسى ، مع ذلك لم تتكلم . 21 ساعة وأنا هنا . لم أغادر حتى شعرت بأنها على ما يرام . " هى مشوشة قليلاً ، لكنها جيدة ، يمكنها أن ترحل الآن ، لكنها لا تريد . أحضرها إلى الطابق الثانى عندما تنتهي من عملك ( دقة . تتأمل توم فى ريبة ) لا .
توم : أنا جيد فى هذا . سوف تشعر بالتحسن . سوف تغادر .
ليز : لا تفعل . لقد حاولنا كل شىء، لقد تم الاتصال بالخدمات الاجتماعية . سوف يصلون إلى هنا حالاً .
( تنظر إلى العباءات )
أتمنى لو كان لدينا غرفة مجانية أخرى .
توم : أنت لم تحملى كل هذا من المجفف المكسور فى الثالثة صباحاً .
ليز : كتور بيتنك . لقد كان ذلك لطيفاً . يوماً ما سوف تعد ممرضة جيدة .
توم : سوف أحضرها لكى نذهب .
ليز : لن يحدث ( تنظر إليه من أعلى إلى أسفل ) أنت فى حاجة إلى الثناء . بشدة ( دقة ) بجد الآن . هل أنت بخير ؟
توم : من المضحك . عندما ماتت كيتى ، صليت كل ليلة لمدة شهر
ليز : عن ماذا ؟
توم : لو قلت لأى أحد يا ليز ، ساقول لك ( دقة ) أنا بخير . شكراً . لديك موعد غرامى جيد . لست لطيفة بالقدر الذى تعتقدين .
ليز : ( تبتسم ) سأرسلها لك . مع السلامة . أراك غداً .
( تخرج . وقفة . صوت الريح . ينظر عبر النافذة . يحاول كبح جماح نفسه ثم يبدأ فى الانهيار . طرقة .. يستعيد توازنه )
توم : ( فى بهجة ) منزل الدكتور بتنك للتفاؤل و الغسيل .
( تدخل إيميلى ، تبدو فى الثالثة و العشرين من عمرها ، رقيقة . بها كدمات فى الوجه والذراعين )
توم : ( يبتسم ، يثرثر سريعاً ، كعادته ) مجرد مزاح ، لا يوجد تفاؤل هنا . لا أقصد أن أكون غير مهنى. أتوقع أن تبقى صامتة ( ينظر إلى الملف ثم إلى ذراعها ، يتحقق من أنها قد أعطيت الحقنة ) آمل ألا تكون قد آلمتك كثيراً جداً . أكره الحقن . نتمنى لك أن تشعري بالتحسن . دائماً أفعل هذا وأنا أظهر للمرضى كيف يتأثرون مقارنة بى . يعترض بعض المرضى . لسبب وجيه . كنت أتوقع أن تبقى صامتة . يسموننى بالطبيب المضحك . ( إلى نفسه ) هذا يشبه أحد مواعيدى الغرامية فى المدرسة الثانوية ( ينظر إليها ) هل كشفت بريق الانسانية ؟
( تبتسم قليلاً )
توم : أراهن أن لا أحد فى الطابق العلوى حاول أن يسخر منك .إنهاغلطتهم . هل تشعرين بالأسف لنفسك ؟
( تهز رأسها بالإيجاب )
توم : ينبغى عليك . ينبغى أن تنصتى إلى . لكن إذا تكلمت معى . ينبغى أن تستمعى إلى قليلاً هنا . اعتبر العلاج منفرا للإنطوائيين ( يهمس ) بالطبع ، وجود طبيب ظريف هنا ادعاء ضعيف
( دقة . يعود إلى طبيعته )
انظرى . أعرف . لكن فى بعض الأحيان . عندما تفكرين أنك وحيدة ، عندما تفكرين بشدة فى ذلك ، أنت . أليس كذلك ( دقة ) آسف . أتوقع الكثير هنا . أقصد . إنه كما لو كنت لا تحبين الله أو أى شىء . دون ضغينه .
( صمت يرفع يديه فى استسلام . يتطلع عبر النافذه . وقفة )
إيميلى : لماذا يمكن أن أشعر بالضرر لأنك لا تؤمن بالله ؟ هذا غريب جداً .
توم : لست الشخص الذى يحيط نفسه بشموع الرغبة فى الكنيسة .
إيميلى : هل يزعجك ذلك ؟ دكتور توم ؟
توم : كيف عرفت أن اسمى كان توم ؟
إيميلى : ( تسخر قليلا ) واو . واو .
( دقة . تشير إلى بطاقة اسمه )
توم : أوه . واو . احتاج إلى قليل من النوم . آسف . لا يبنغى أن أقول ذلك .
إيميلى : ( بمضايقة قليلة ) هيا . كل هذا عنك .
(دقة . صمت )
تبدو متعباً . هل أنت بخير ؟
توم : عظيم . يسألنى المريض . إذا ما كنت بخير . أليس كذلك ؟
إيميلى : هل تريدنى أن أرحل . أليس كذلك ؟
توم : أنا ... ( ينظر إلى وجهها و ذراعيها . برقة ) تلك الكدمات سوف تختفى بنفسها خلال عدة ايام . هل تؤلمك ؟
إيميلى : لا يبدو أنها خطيرة . آسفة . ليست سيئة . شكراً . أنت لطيف .
توم : أكون لطيفاً فقط عندما أتعب .
إيميلى : كيف لو كنت غالباً متعباً ؟
توم : دائماً . تودين أن تكونى لطيفة .
إيميلى : أنا لست مهمة . ماذا ؟
توم : لا شىء .
إيميلى : ماذا ؟
توم : ( يسخر بشدة ) أتمنى لو أن أحد ما قال ذلك فى ملفك .
إيميلى : أنت غريب .
توم : أعرف .
إيميلى : عندما وقع الحادث ، صدمت الحاجز و كل شىء توقف . لم أعرف أين كنت . لسبب ما فكرت فى أبى . لقد مات أبى منذ أربع سنوات . لا شىء تعمله مع السيارات . أحببته . بعد أن رحل . لم أشعر أبداً بفقده . أنا ... شىء ما صدفة .
( وقفة )
توم : هل أخبرت أجداً بهذا ؟
إيميلى : هل تتصور ؟
( دقة )
خرجت من السيارة . نظرت حولى لكى أتأكد أن أحداً لم يصب . ثم ركضت
( صمت )
إيميلى : أأنت بخير ؟
توم : نعم . أكيد . أود لك أن تخرجى من هنا و أنت فى حالة جيدة .
إيميلى : أنا لا أحد . أنا ألبس بصورة سيئة .
توم :ما أول شىء تفعلينه لكى تعى لحياتك معنى ؟
إيميلى : إكسسوارات ؟
( دقة . يبتسم ..تنظر )
إيميلى : لا يمكنك أن ترى الريح .
توم : ماذا ؟
إيميلى : لا يمكنك أن تراها . لكنها هناك .
توم : ( دقة ) أهى هناك ؟ عندما وقع الحادث من الذى كان معك ؟
إيميلى : ذلك سؤال غريب .
توم : من الذى كان معك ؟
إيميلى : لماذا ؟
توم : أجيبى على ذلك .
إيميلى : لا أحد ! ( دقة ) لقد أصبت ! و لأول مرة شعرت وعرفت أننى وحدى . أبى ، و الذى حقاً ... رحل .
( دقة )
توم : هل تفهم ما أقول ؟
توم : ( يفكر باهتمام ، ثم يومىء رأسه ببطء ) آسف ( دقة ) هل أنت بخير ؟
إيميلى : ( بضيق ونزق ) مع أطباء مثلك ، من يحتاج إلى حوادث .
توم : آسف .
إيميلى : أنا .. لا . لا تشعر بالأسف من أجلى . أنا لا . أبى ... أحببته .
توم : هل أحبك ؟
إيميلى : نعم ، لكن ليس ذلك بذات أهمية .
توم : هل أنت بخير ؟
إيميلى : واصل التساؤل على هذا النحو ، و لن تصل إلى إجابة .
توم : ( بصوت خفيض ) آسف .
إيميلى : كف عن الاعتذار . فأنت لم تقتله
( دقة )
عنددما غادرت الحادث بعد عدة بنايات ، مررت بامرأة متشردة . سألتها عن أقرب كنيسة جيدة . كانت امرأة صادقة . و لم تصدنى . لم تقل شيئاً . سألت مرة أخرى ، إشارات إلى " هنا "
( تشير إلى قلبها )
توم : ( بخفوت ) أوه .
إيميلى : هل يمكن أن تستمتع بمساعدة هذا الشخص غير المعروف ؟
توم : من ؟ أنت ؟
إيميلى : أنت تعرف كثيراً عن هذا ( دقة ) من كان ذلك ؟
توم : أنت مريضتى .
إيميلى : إذن . هناك امتياز الطبيب المريض . لن أقول لأحد .
توم : إننى أحاول أن أجعلك بخير .
إيميلى : أنت تقريباً هناك . هذا سوف يساعد. أم لا تريد أن تتعرف على الأشخاص المجهولين ؟
توم : هل هذه خدعة ؟
إيميلى : نعم . أنت تجعلنى مثلك .
توم : ( دقة ) زوجتى كاثرين . كانت ممرضة هنا فى قسم طب الأطفال . لقد تربينا معاً فى بروكلين . لكن فى المدرسة الثانوية كنت خجلاً جداً أن أطلب منها الخروج . لقد التقينا صدفة عندما تخرجت من الكلية ، عند قراءة جيمس جوسى من قبل ممثل إيرلندى . جويس هو كاتبها المفضل ، هى وأنا تقابلنا . و عند هذا الحد ، كنت فى طريقى جيداً لأن أصبح الطبيب الهزلى . كانت هادئة و مسلية ، بالطريقة الجيدة التى عليها معظم البشر المحترمون . بعد شهرين ، قمت بخطبتها . الآن كان ذلك مضحكاً . لم تجب . واصلنا اللقاءات الغرامية . كل يوم لمدة شهرين بعد خطوبتنا . صمت ، فكرت " هذه المرة إما أنها تحبنى أو فاقدة للإحساس تماماً " و فى النهاية تلك الفترة أعطتنى نسخة من رواية : يقظة فنجان ،كتابها المفضل . فى الكلية قرأته و انتهيت منه تماماً . الصفحة الأولى ، كانت تلك، لكننى أحببتها كثيراً ، تقدمت بصعوبة فى صفحات الكتاب . بوى ، هل أحببتها . " فى الصفحة رقم 50 فى الجزء السفلى ، بقلم رصاص ، شخص ما كتب شيئاً ما . نظرت عن كثب . يقول المكتوب : " سأتزوجك"
( وقفة )
اتصلت بها و أخبرتها أن جويس قبل زواجى .
( وقفة )
كانت تقود سيارتها إلى ريفرديل ، خدمة ، لكى تأتى بطفل صديق لها فى المدرسة . أعلم أنها كانت تفكر فى الأطفال . قالت أنها أرادت أن يكون لها أطفال ، وقالت أنها رغبت يكون لهم " نظراتى و إحساسها بالفكاهة ". سيارة أجرى أخرى ، سيدة عجوز و التى لم تكن تقود من قبل .، و التى لهه تاريخ فى مرض الصر ... و ... أنت تعرفين الباقى . المرأة الأخرى عاشت ( دقة ) سألت كيتى مرة لماذا كتبت " نعم " لى فى الصفحة رقم 50 . قالت " أعرف أنك تحبنى ، لكنى لست متأكدة من قدر حبك "
( وقفة )
لا تنظرى بجدية هكذا .
إيميلى : ( برفق ) الخط الذى رسمته بين نفسك و بين الآخرين ، لا وجود له . ليس كما تظن . أنت تعرف ذلك عليك أن تدعها تدخل فيك ، حتى لو كانت قد رحلت .
توم : ( بخفوت ) هاى . شكراً .
إيميلى : ( بتأثر) ألا تصدق ذلك ؟ أم أنك مجرد طبيب فاسق آخر ؟
( وقفة طويلة )
توم : نعم . سأفعل ؟ ( دقة ) نعم ( دقة ) ماذا تطلبين تعويضاً ؟ لا أعرف إذا ما كان تأمينى يغطى هذا ؟
إيميلى : كان هذا جيداً
توم : لا يمكن أن أتعامل ملك من أجل حنين سابق . ليس هذا تخصصى . هل تودين البقاء أم الرحيل ؟
إيميلى : الهدوء هنا .
توم : ( بخفة و رفق ) أمن الصعب و جود لا أحد ؟
( تضحك )
توم : مضحك . عندما ماتت كيتى ، صليت كل ليلة لمدة شهر . كان ذلك على محمل الجد .
إيميلى : لا . كانت فقط عنها . أنت طلبت أن تكون بخير . أنت لم تقلق أبداً على نفسك و هذا نادر للغاية . حتى مع الأشخاص الذين يحبون بعضهم بعضاً . وأنت غير مؤمن .
توم : ( دقة ) كيف عرفت ذلك ؟
إيميلى : من ينصت لصلواتك ؟
توم : لم أهتم بذلك.
إيميلى : من الذى ينصت لصلواتك ؟
توم : لا أحد ! ( دقة . يدرك ببطء ) لا أحد . يمكنك أن تغادرى المستشفى الآن .
إيميلى : شكراً على التصريح لى بالخروج .
( تجمع أشياءها )
إيميلى : أوه ، و توم ؟
توم : نعم ؟
إيميلى : تأمينك لا يغطى ذلك .
( تغادر .وقفة . صوت الريح . ينظر توم عبر النافذة . يفتحها . عندما تدخل الريح الحجرة . تمتلىء العباءات بالهواء ، كما لو كانت مسكونة بالأشباح . تتأرجح بشكل جميل . على هيئة لوحة راقصة . ) (إظلام )
المؤلف : سيمون فيل / Simon Fill، كاتب مسرحى أمريكى الجنسية ، قام بتدريس الكتابة المسرحية، خارج برودواي لمدة ثلاث سنوات في مدرسة المسرح الأميركي الجديد، وهو يقيم حاليا مع عائلته في منطقة خليج سان فرانسيسك
توم : طبيب مقيم للعم الثانى ، 28 سنة
ليز : ممرضة ، 27 سنة
إيميلى : فتاة لطيفة ،فى حوالى 23 سنة
الزمان : الوقت الحاضر
المكان : حجرة الكشف فى مستشفى.
( حجرة الكشف فى مستشفى ، اللون الأبيض ، ملابس المرضى معلقة فى كل مكان . نسمع صوت الرياح فى الخارج . يرقد توم على سرير الفحص ، عمره 28 سنة ،فى زى الطبيب ، تدخل ليز فتاة فى سن 27 سنة ، ، ترتدى زى ممرضة ، فى لحظة هادئة مع نفسها ، ثم تلحظ الملابس وتوم . )
توم : ( و عيناه مغلقتان ) لا أرى مرضى على أى نحو يا ليز .
( بسرعة إلى حد ما ، بتفاءل و حيوية )
انتهى الأمر . انتهى الأمر . انتهى الأمر . انتهى الأمر ... هل عندك مشكلة مع انتهى الأمر ؟ أم لا تفضلين ذلك . ألم ينته الأمر حقاً ؟ لا أعتقد ذلك .
ليز : توم . واحد لا أكثر . ذلك كل ما فى الأمر .
توم : رؤية مريض واحد فى الخمسة و الثلاثين ساعة مستيقظاً يعادل رؤية 1500 فى بدايتك .
ليز : لا يمكنك أن ترفض رؤية المرضى . أنت طبيب مقيم .
توم : قرف
( ينهض )
توم : أنت تبدين ... لطيفة .
ليز : حصلت على موعد .
توم : طبيب ؟
ليز : لا .
توم : نعم . نعم . نعم . مناسب لك . جيد لك .
ليز : أنت شخص غريب / نزق
( تنظر عبر النافذة )
العاصفة فى الخارج .
توم : إنها ليلة سيئة .
ليز : أعرف . كلنا يعرف ذلك .
توم : إنها ليلة سيئة .
ليز : أعرف . كلنا يعرف ذلك .
توم : ... ماذا ؟ أوه . أنا ... بخير .
ليز : جميعنا أحب كيتى يا توم .
توم : نعم . شكراً . لا . أعنى ذلك .
ليز : كانت ممرضة عظيمة . كنت أتمنى لو عرفتها أكثر .
توم : أنت أوكيه يا ليز . أكره أن أعترف بذلك .
( يضربها برفق على ذراعها )
ليز : أنت مجرد شخص نزق ( دقة ) هذا المريض – أعطاها دوج حقنة من الميتسيلين . إنه مشغول الآن . راقبها لمدة ثمان دقائق ، ليرى إذا ما كانت مصابة الحساسية .. كانت فى .... السيارة .
توم : انظرى . حادثة كيتى كانت منذ عام .
ليز : حتى اليوم .
توم : أنا لا أعمل حقا أى شيء لهذا المريض على أى نحو .
ليز : هل تعنى ذلك ؟
توم : ( بشكل درامى للغاية ) هل سبق أن كذبت عليك أبداً ؟
ليز : نعم .
توم : لا ، عن أى شىء جاد .
ليز : نعم .
توم : أنت ... أنت ... أنت –
( مازحاً و هو يمسك بمطرقة صغيرة للركبة )
ليز : هل تنوى أن تختبتر ردود أفعالى ؟ أنت مثل الـ ... ؟
توم : ماذا ؟
ليز : ( دقة ، بخفوت ، مع ولع عظيم ) طفلى الصغير . هذا المريض . الحادث يخصها هى فقط . بعد ذلك اختفت . لقد وجدوها فى الكنيسة . جالسة على الأرض . تحيط نفسها بمئات من شموع الرغبة المضيئة. لقد كانت هناك لساعات ، عندما سألوها عن السبب. قالت " أشعر بالبرد "
( تعطيه الملف . يحدق فيها )
ليز : إيميلى . أعرف . أعرف . إنها شاذة . هذه المخلوقة . شخص آخر غير حلو . مر عليها الاستشارى النفسى ، مع ذلك لم تتكلم . 21 ساعة وأنا هنا . لم أغادر حتى شعرت بأنها على ما يرام . " هى مشوشة قليلاً ، لكنها جيدة ، يمكنها أن ترحل الآن ، لكنها لا تريد . أحضرها إلى الطابق الثانى عندما تنتهي من عملك ( دقة . تتأمل توم فى ريبة ) لا .
توم : أنا جيد فى هذا . سوف تشعر بالتحسن . سوف تغادر .
ليز : لا تفعل . لقد حاولنا كل شىء، لقد تم الاتصال بالخدمات الاجتماعية . سوف يصلون إلى هنا حالاً .
( تنظر إلى العباءات )
أتمنى لو كان لدينا غرفة مجانية أخرى .
توم : أنت لم تحملى كل هذا من المجفف المكسور فى الثالثة صباحاً .
ليز : كتور بيتنك . لقد كان ذلك لطيفاً . يوماً ما سوف تعد ممرضة جيدة .
توم : سوف أحضرها لكى نذهب .
ليز : لن يحدث ( تنظر إليه من أعلى إلى أسفل ) أنت فى حاجة إلى الثناء . بشدة ( دقة ) بجد الآن . هل أنت بخير ؟
توم : من المضحك . عندما ماتت كيتى ، صليت كل ليلة لمدة شهر
ليز : عن ماذا ؟
توم : لو قلت لأى أحد يا ليز ، ساقول لك ( دقة ) أنا بخير . شكراً . لديك موعد غرامى جيد . لست لطيفة بالقدر الذى تعتقدين .
ليز : ( تبتسم ) سأرسلها لك . مع السلامة . أراك غداً .
( تخرج . وقفة . صوت الريح . ينظر عبر النافذة . يحاول كبح جماح نفسه ثم يبدأ فى الانهيار . طرقة .. يستعيد توازنه )
توم : ( فى بهجة ) منزل الدكتور بتنك للتفاؤل و الغسيل .
( تدخل إيميلى ، تبدو فى الثالثة و العشرين من عمرها ، رقيقة . بها كدمات فى الوجه والذراعين )
توم : ( يبتسم ، يثرثر سريعاً ، كعادته ) مجرد مزاح ، لا يوجد تفاؤل هنا . لا أقصد أن أكون غير مهنى. أتوقع أن تبقى صامتة ( ينظر إلى الملف ثم إلى ذراعها ، يتحقق من أنها قد أعطيت الحقنة ) آمل ألا تكون قد آلمتك كثيراً جداً . أكره الحقن . نتمنى لك أن تشعري بالتحسن . دائماً أفعل هذا وأنا أظهر للمرضى كيف يتأثرون مقارنة بى . يعترض بعض المرضى . لسبب وجيه . كنت أتوقع أن تبقى صامتة . يسموننى بالطبيب المضحك . ( إلى نفسه ) هذا يشبه أحد مواعيدى الغرامية فى المدرسة الثانوية ( ينظر إليها ) هل كشفت بريق الانسانية ؟
( تبتسم قليلاً )
توم : أراهن أن لا أحد فى الطابق العلوى حاول أن يسخر منك .إنهاغلطتهم . هل تشعرين بالأسف لنفسك ؟
( تهز رأسها بالإيجاب )
توم : ينبغى عليك . ينبغى أن تنصتى إلى . لكن إذا تكلمت معى . ينبغى أن تستمعى إلى قليلاً هنا . اعتبر العلاج منفرا للإنطوائيين ( يهمس ) بالطبع ، وجود طبيب ظريف هنا ادعاء ضعيف
( دقة . يعود إلى طبيعته )
انظرى . أعرف . لكن فى بعض الأحيان . عندما تفكرين أنك وحيدة ، عندما تفكرين بشدة فى ذلك ، أنت . أليس كذلك ( دقة ) آسف . أتوقع الكثير هنا . أقصد . إنه كما لو كنت لا تحبين الله أو أى شىء . دون ضغينه .
( صمت يرفع يديه فى استسلام . يتطلع عبر النافذه . وقفة )
إيميلى : لماذا يمكن أن أشعر بالضرر لأنك لا تؤمن بالله ؟ هذا غريب جداً .
توم : لست الشخص الذى يحيط نفسه بشموع الرغبة فى الكنيسة .
إيميلى : هل يزعجك ذلك ؟ دكتور توم ؟
توم : كيف عرفت أن اسمى كان توم ؟
إيميلى : ( تسخر قليلا ) واو . واو .
( دقة . تشير إلى بطاقة اسمه )
توم : أوه . واو . احتاج إلى قليل من النوم . آسف . لا يبنغى أن أقول ذلك .
إيميلى : ( بمضايقة قليلة ) هيا . كل هذا عنك .
(دقة . صمت )
تبدو متعباً . هل أنت بخير ؟
توم : عظيم . يسألنى المريض . إذا ما كنت بخير . أليس كذلك ؟
إيميلى : هل تريدنى أن أرحل . أليس كذلك ؟
توم : أنا ... ( ينظر إلى وجهها و ذراعيها . برقة ) تلك الكدمات سوف تختفى بنفسها خلال عدة ايام . هل تؤلمك ؟
إيميلى : لا يبدو أنها خطيرة . آسفة . ليست سيئة . شكراً . أنت لطيف .
توم : أكون لطيفاً فقط عندما أتعب .
إيميلى : كيف لو كنت غالباً متعباً ؟
توم : دائماً . تودين أن تكونى لطيفة .
إيميلى : أنا لست مهمة . ماذا ؟
توم : لا شىء .
إيميلى : ماذا ؟
توم : ( يسخر بشدة ) أتمنى لو أن أحد ما قال ذلك فى ملفك .
إيميلى : أنت غريب .
توم : أعرف .
إيميلى : عندما وقع الحادث ، صدمت الحاجز و كل شىء توقف . لم أعرف أين كنت . لسبب ما فكرت فى أبى . لقد مات أبى منذ أربع سنوات . لا شىء تعمله مع السيارات . أحببته . بعد أن رحل . لم أشعر أبداً بفقده . أنا ... شىء ما صدفة .
( وقفة )
توم : هل أخبرت أجداً بهذا ؟
إيميلى : هل تتصور ؟
( دقة )
خرجت من السيارة . نظرت حولى لكى أتأكد أن أحداً لم يصب . ثم ركضت
( صمت )
إيميلى : أأنت بخير ؟
توم : نعم . أكيد . أود لك أن تخرجى من هنا و أنت فى حالة جيدة .
إيميلى : أنا لا أحد . أنا ألبس بصورة سيئة .
توم :ما أول شىء تفعلينه لكى تعى لحياتك معنى ؟
إيميلى : إكسسوارات ؟
( دقة . يبتسم ..تنظر )
إيميلى : لا يمكنك أن ترى الريح .
توم : ماذا ؟
إيميلى : لا يمكنك أن تراها . لكنها هناك .
توم : ( دقة ) أهى هناك ؟ عندما وقع الحادث من الذى كان معك ؟
إيميلى : ذلك سؤال غريب .
توم : من الذى كان معك ؟
إيميلى : لماذا ؟
توم : أجيبى على ذلك .
إيميلى : لا أحد ! ( دقة ) لقد أصبت ! و لأول مرة شعرت وعرفت أننى وحدى . أبى ، و الذى حقاً ... رحل .
( دقة )
توم : هل تفهم ما أقول ؟
توم : ( يفكر باهتمام ، ثم يومىء رأسه ببطء ) آسف ( دقة ) هل أنت بخير ؟
إيميلى : ( بضيق ونزق ) مع أطباء مثلك ، من يحتاج إلى حوادث .
توم : آسف .
إيميلى : أنا .. لا . لا تشعر بالأسف من أجلى . أنا لا . أبى ... أحببته .
توم : هل أحبك ؟
إيميلى : نعم ، لكن ليس ذلك بذات أهمية .
توم : هل أنت بخير ؟
إيميلى : واصل التساؤل على هذا النحو ، و لن تصل إلى إجابة .
توم : ( بصوت خفيض ) آسف .
إيميلى : كف عن الاعتذار . فأنت لم تقتله
( دقة )
عنددما غادرت الحادث بعد عدة بنايات ، مررت بامرأة متشردة . سألتها عن أقرب كنيسة جيدة . كانت امرأة صادقة . و لم تصدنى . لم تقل شيئاً . سألت مرة أخرى ، إشارات إلى " هنا "
( تشير إلى قلبها )
توم : ( بخفوت ) أوه .
إيميلى : هل يمكن أن تستمتع بمساعدة هذا الشخص غير المعروف ؟
توم : من ؟ أنت ؟
إيميلى : أنت تعرف كثيراً عن هذا ( دقة ) من كان ذلك ؟
توم : أنت مريضتى .
إيميلى : إذن . هناك امتياز الطبيب المريض . لن أقول لأحد .
توم : إننى أحاول أن أجعلك بخير .
إيميلى : أنت تقريباً هناك . هذا سوف يساعد. أم لا تريد أن تتعرف على الأشخاص المجهولين ؟
توم : هل هذه خدعة ؟
إيميلى : نعم . أنت تجعلنى مثلك .
توم : ( دقة ) زوجتى كاثرين . كانت ممرضة هنا فى قسم طب الأطفال . لقد تربينا معاً فى بروكلين . لكن فى المدرسة الثانوية كنت خجلاً جداً أن أطلب منها الخروج . لقد التقينا صدفة عندما تخرجت من الكلية ، عند قراءة جيمس جوسى من قبل ممثل إيرلندى . جويس هو كاتبها المفضل ، هى وأنا تقابلنا . و عند هذا الحد ، كنت فى طريقى جيداً لأن أصبح الطبيب الهزلى . كانت هادئة و مسلية ، بالطريقة الجيدة التى عليها معظم البشر المحترمون . بعد شهرين ، قمت بخطبتها . الآن كان ذلك مضحكاً . لم تجب . واصلنا اللقاءات الغرامية . كل يوم لمدة شهرين بعد خطوبتنا . صمت ، فكرت " هذه المرة إما أنها تحبنى أو فاقدة للإحساس تماماً " و فى النهاية تلك الفترة أعطتنى نسخة من رواية : يقظة فنجان ،كتابها المفضل . فى الكلية قرأته و انتهيت منه تماماً . الصفحة الأولى ، كانت تلك، لكننى أحببتها كثيراً ، تقدمت بصعوبة فى صفحات الكتاب . بوى ، هل أحببتها . " فى الصفحة رقم 50 فى الجزء السفلى ، بقلم رصاص ، شخص ما كتب شيئاً ما . نظرت عن كثب . يقول المكتوب : " سأتزوجك"
( وقفة )
اتصلت بها و أخبرتها أن جويس قبل زواجى .
( وقفة )
كانت تقود سيارتها إلى ريفرديل ، خدمة ، لكى تأتى بطفل صديق لها فى المدرسة . أعلم أنها كانت تفكر فى الأطفال . قالت أنها أرادت أن يكون لها أطفال ، وقالت أنها رغبت يكون لهم " نظراتى و إحساسها بالفكاهة ". سيارة أجرى أخرى ، سيدة عجوز و التى لم تكن تقود من قبل .، و التى لهه تاريخ فى مرض الصر ... و ... أنت تعرفين الباقى . المرأة الأخرى عاشت ( دقة ) سألت كيتى مرة لماذا كتبت " نعم " لى فى الصفحة رقم 50 . قالت " أعرف أنك تحبنى ، لكنى لست متأكدة من قدر حبك "
( وقفة )
لا تنظرى بجدية هكذا .
إيميلى : ( برفق ) الخط الذى رسمته بين نفسك و بين الآخرين ، لا وجود له . ليس كما تظن . أنت تعرف ذلك عليك أن تدعها تدخل فيك ، حتى لو كانت قد رحلت .
توم : ( بخفوت ) هاى . شكراً .
إيميلى : ( بتأثر) ألا تصدق ذلك ؟ أم أنك مجرد طبيب فاسق آخر ؟
( وقفة طويلة )
توم : نعم . سأفعل ؟ ( دقة ) نعم ( دقة ) ماذا تطلبين تعويضاً ؟ لا أعرف إذا ما كان تأمينى يغطى هذا ؟
إيميلى : كان هذا جيداً
توم : لا يمكن أن أتعامل ملك من أجل حنين سابق . ليس هذا تخصصى . هل تودين البقاء أم الرحيل ؟
إيميلى : الهدوء هنا .
توم : ( بخفة و رفق ) أمن الصعب و جود لا أحد ؟
( تضحك )
توم : مضحك . عندما ماتت كيتى ، صليت كل ليلة لمدة شهر . كان ذلك على محمل الجد .
إيميلى : لا . كانت فقط عنها . أنت طلبت أن تكون بخير . أنت لم تقلق أبداً على نفسك و هذا نادر للغاية . حتى مع الأشخاص الذين يحبون بعضهم بعضاً . وأنت غير مؤمن .
توم : ( دقة ) كيف عرفت ذلك ؟
إيميلى : من ينصت لصلواتك ؟
توم : لم أهتم بذلك.
إيميلى : من الذى ينصت لصلواتك ؟
توم : لا أحد ! ( دقة . يدرك ببطء ) لا أحد . يمكنك أن تغادرى المستشفى الآن .
إيميلى : شكراً على التصريح لى بالخروج .
( تجمع أشياءها )
إيميلى : أوه ، و توم ؟
توم : نعم ؟
إيميلى : تأمينك لا يغطى ذلك .
( تغادر .وقفة . صوت الريح . ينظر توم عبر النافذة . يفتحها . عندما تدخل الريح الحجرة . تمتلىء العباءات بالهواء ، كما لو كانت مسكونة بالأشباح . تتأرجح بشكل جميل . على هيئة لوحة راقصة . ) (إظلام )
المؤلف : سيمون فيل / Simon Fill، كاتب مسرحى أمريكى الجنسية ، قام بتدريس الكتابة المسرحية، خارج برودواي لمدة ثلاث سنوات في مدرسة المسرح الأميركي الجديد، وهو يقيم حاليا مع عائلته في منطقة خليج سان فرانسيسك
التعديل الأخير بواسطة المشرف: