نقوس المهدي
كاتب
مؤلف كتاب «مجتمع ألف ليلة وليلة» هو الكاتب الناقد العراقي الدكتور محسن جاسم الموسوي، وهو أستاذ أكاديمي عمل في جامعات بغداد، وتونس، وصنعاء، وعمّان في الأردن، والجامعة الأميركية في الشارقة، حيث يعمل حالياً، إضافة إلى مهام ومناصب في مناشط ثقافية أخرى، مثل رئيس تحرير الاستشراق، ورئيس مجلس إدارة الشؤون الثقافية في بغداد، وأستاذ زميل في جامعة ثيميل الأميركية، وعضو شرف اتحاد كتاب أميركا اللاتينية، وعضو أساتذة اللغة الإنجليزية الكندية.
صدرت له عدة كتب منها: سرديات العصر العربي الوسيط، فن السرد العربي الحديث، الاستشراق في الفكر العربي، الوقوع في دائرة السحر، نظرية الرواية، عصر الرواية. كما كتب العديد من الدراسات المنشورة في مجلات محكمة، أو مؤتمرات أدبية، وحاز على عدة جوائز في اختصاصه منها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية الدورة السابعة 2000-2001.
في فصل يحمل عنوان «القمقم الذي فتحه غالان» يتحدث الموسوي عن ليالي السمر العربية في أوروبا، وكيف استقبلوا الحكايات، وأصول الحكايات، والموقف من المحكي في العصر الوسيط، والتنقيب عن مؤلفين لألف ليلة وليلة، إلى جانب الخزين الحكائي في الليالي، وعلاقة المرأة بالمجتمع الذكوري، وتطويع الزمن، والأمكنة المغلقة للكبح والتحريم وإيقاف الفعل، وبدلاء شهرزاد، والخروج من النعيم، وعناوين فرعية متعددة للعنوان الرئيس في الفصل.
يقول د. الموسوي في تناسل اللذة «لم تكن هذه الفضاءات غريبة على جو عام تتوالد فيه الأحداث وتتناسل فيه اللذة، فهناك دور وقصور ودهاليز وأبواب وأماكن خلوه، وهناك وفرة في الشراب والطعام والمال والجواهر لدرجة أن جمال المرء يجري تشبيهه بالجواهر وآلات الموسيقى والطيور والألوان وهناك طقوس للعشق والحب والجمال».
ثم ينتقل المؤلف للبحث عن صنع الكلام وأوجه الكتابة في ألف ليلة وليلة، منطلقاً من مرجعيات الإحالة والخطاب ثم مبدأ المصادفة، والطلاسم في الفضاء والمحكي، والآثار الأنسية في مملكة العفاريت، ثم في الفجيعة الجسدية وتدفق السرد، والثرثرة، وأفعال السرد، ولعله لا ينسى الأزقة والمتاهات ومادة الحكي في ألف ليلة وليلة إذ يقول «وتتأكد الطبيعة المدينية للحكايات بتلك العلاقة المتشابكة بين أشكال الحكي فيها والأزقة التي تتعرج وتتداخل بالمتاهات، فتصبح هذه من المكونات الإضافية للسرد، وكلما أنطلق المتحدث أو السارد فرحاً وسعيداً ضاع في زقاق أو تاه عن غير قصد تحت تأثير السعادة اللاهية وبعض الشراب».
وفي نفس الفصل ينقلنا الموسوي إلى المستفضح من الكلام بين أبي القاسم والحاكي الشهرزادي، ويؤكد على الغناء البغدادي، والتعددية اللسانية في مجتمع ألف ليلة وليلة إلى جانب الانهماك في الملذات، ثم ينقلنا إلى مبحث آخر عن الشعر والأنساق والوظائف في الحكي، والبكاء على الحبيب، ولذة السلطة وعلاقة الشعر باللذة الجسدية، ثم التغني بالغلمان والجواري، فيقول الدكتور محسن الموسوي «والغناء كما يرد عند التوحيدي يدعم ما تفصح عنه ألف ليلة وليلة، من ترف يعم الحياة، وينعم به الخاصة دون أن يعني ذلك خلو الحياة العامة منه، فثمة غناء وطرب يثير الشوق للأنثى والآخر للغلمان، فالمجتمع تتوزعه رغبات وأهواء كتلك التي أظهرتها الليالي».
وفي فصل يحمل اسم «ليس بالحكي وحده تشتغل شهرزاد» يقدم لنا الكاتب مبحثاً عن الطعام في الحياة الاجتماعية والطعام في تكوينات السرد، فيرسم لنا صورة عن أكلات العرب ولهو الملذات عند الخليفة، وندمائه، وفعل الأكلات الموصوفة، والتطفل والدخول إلى موائد الخاصة ولا ينسى إذ يقدم لنا دلالات الطعام في اللذة والجماع والتحذير «وعلى الرغم من أن مشهد الأكل لا ينتهي بالجماع ضرورة إلا أنه يتصاعد درامياً إلى موقع التنبيه والتخدير والشك مهما كان المقصود منه، وإذا ما كان المعنى هو العشيق الذي لهجت بذكره فإن المفارقة الساخرة أعظم وأقرب إلى حكايات ألف ليلة وليلة».
المحكي في المرأة، والتهيؤات والوقائع موضوع فصل آخر حيث يؤكد د. محسن الموسوي على فعل المرأة، وثاراتها، وتنوع النساء وأدوارهن منتقلا إلى مدن الحكي كما يسميها، ليقدم لنا طبيعة لغة المجتمع ومرجعيات ترف المدينة في أزقتها وسراديبها والموت فيها وتبادل الأدوار لنيل المعشوقة ودلالات الحركة في المدن، ثم علاقة هذه المدن بالتجارة والتجار، والمال والتظرف.
ثم يقدم صورة عن الكتابة الطلسمية، والجواهر والإغراءات، وحكايات البر وغموض البحار وفك طلاسم السحر، وعن الخوارق الوسطاء بين الجن والانس، يقول الموسوي «يمكن أن يمتد «الخارق» في ألف ليلة وليلة وسيطاً لا غير، فهو وسيط القدر في الثروة وهو وسيط في الحب والزيجات المستعصية، لكن هذه الوساطة لا تعدو أن تكون أبدالاً لا غير، فالمعجزات تتحقق شيئاً مماثلاً، وكذلك المهارات والمصادفات والوصايا الخاصة بالإرث، لكن امتداد العجائبي في الأنسي قد تؤدي إلى ما هو علاقة رحمية، فالجن يعشق ويتزوج، لكن حضوره في عالم الانس لا يدوم».
أما الفصل السابع والأخير في الكتاب وعنوانه مخاتلات المحكي، والبحث عن الوجوه الجديدة لشهرزاد، ويؤكد على فضاء المحكي، والمدينة واللصوص، وخطاب السندباد، ووجوه الحكي المتعددة، وأصول أسفار السندباد وأنواع الرحالة ليستقر عند سر الخلود «وبمعزل عن الانتماء المباشر للإشعار، فإن طرائق التدوين والتأريخ تؤكد مبادئ الإسناد والإحالة والأخذ والإعداد والتكرار والسطو كما حالت التجربة دون المراجعة الكلية للمدونات السابقة.
وهذا المسعودي في كتاب التنبيه يشير إلى السابقين له كالسرخي والحيهاني، وابن أبي عون الكاتب وابن خرداذبه، وغيرهم مادحاً فيهم سبق الأنباء لتكون له فضيلة الاقتداء، لكنه يأتي أيضاً بمجموعة أخرى من مبادئ التأليف التي تبعد عنه شبهة السطو».
عبد الإله عبد القادر
صدرت له عدة كتب منها: سرديات العصر العربي الوسيط، فن السرد العربي الحديث، الاستشراق في الفكر العربي، الوقوع في دائرة السحر، نظرية الرواية، عصر الرواية. كما كتب العديد من الدراسات المنشورة في مجلات محكمة، أو مؤتمرات أدبية، وحاز على عدة جوائز في اختصاصه منها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية الدورة السابعة 2000-2001.
في فصل يحمل عنوان «القمقم الذي فتحه غالان» يتحدث الموسوي عن ليالي السمر العربية في أوروبا، وكيف استقبلوا الحكايات، وأصول الحكايات، والموقف من المحكي في العصر الوسيط، والتنقيب عن مؤلفين لألف ليلة وليلة، إلى جانب الخزين الحكائي في الليالي، وعلاقة المرأة بالمجتمع الذكوري، وتطويع الزمن، والأمكنة المغلقة للكبح والتحريم وإيقاف الفعل، وبدلاء شهرزاد، والخروج من النعيم، وعناوين فرعية متعددة للعنوان الرئيس في الفصل.
يقول د. الموسوي في تناسل اللذة «لم تكن هذه الفضاءات غريبة على جو عام تتوالد فيه الأحداث وتتناسل فيه اللذة، فهناك دور وقصور ودهاليز وأبواب وأماكن خلوه، وهناك وفرة في الشراب والطعام والمال والجواهر لدرجة أن جمال المرء يجري تشبيهه بالجواهر وآلات الموسيقى والطيور والألوان وهناك طقوس للعشق والحب والجمال».
ثم ينتقل المؤلف للبحث عن صنع الكلام وأوجه الكتابة في ألف ليلة وليلة، منطلقاً من مرجعيات الإحالة والخطاب ثم مبدأ المصادفة، والطلاسم في الفضاء والمحكي، والآثار الأنسية في مملكة العفاريت، ثم في الفجيعة الجسدية وتدفق السرد، والثرثرة، وأفعال السرد، ولعله لا ينسى الأزقة والمتاهات ومادة الحكي في ألف ليلة وليلة إذ يقول «وتتأكد الطبيعة المدينية للحكايات بتلك العلاقة المتشابكة بين أشكال الحكي فيها والأزقة التي تتعرج وتتداخل بالمتاهات، فتصبح هذه من المكونات الإضافية للسرد، وكلما أنطلق المتحدث أو السارد فرحاً وسعيداً ضاع في زقاق أو تاه عن غير قصد تحت تأثير السعادة اللاهية وبعض الشراب».
وفي نفس الفصل ينقلنا الموسوي إلى المستفضح من الكلام بين أبي القاسم والحاكي الشهرزادي، ويؤكد على الغناء البغدادي، والتعددية اللسانية في مجتمع ألف ليلة وليلة إلى جانب الانهماك في الملذات، ثم ينقلنا إلى مبحث آخر عن الشعر والأنساق والوظائف في الحكي، والبكاء على الحبيب، ولذة السلطة وعلاقة الشعر باللذة الجسدية، ثم التغني بالغلمان والجواري، فيقول الدكتور محسن الموسوي «والغناء كما يرد عند التوحيدي يدعم ما تفصح عنه ألف ليلة وليلة، من ترف يعم الحياة، وينعم به الخاصة دون أن يعني ذلك خلو الحياة العامة منه، فثمة غناء وطرب يثير الشوق للأنثى والآخر للغلمان، فالمجتمع تتوزعه رغبات وأهواء كتلك التي أظهرتها الليالي».
وفي فصل يحمل اسم «ليس بالحكي وحده تشتغل شهرزاد» يقدم لنا الكاتب مبحثاً عن الطعام في الحياة الاجتماعية والطعام في تكوينات السرد، فيرسم لنا صورة عن أكلات العرب ولهو الملذات عند الخليفة، وندمائه، وفعل الأكلات الموصوفة، والتطفل والدخول إلى موائد الخاصة ولا ينسى إذ يقدم لنا دلالات الطعام في اللذة والجماع والتحذير «وعلى الرغم من أن مشهد الأكل لا ينتهي بالجماع ضرورة إلا أنه يتصاعد درامياً إلى موقع التنبيه والتخدير والشك مهما كان المقصود منه، وإذا ما كان المعنى هو العشيق الذي لهجت بذكره فإن المفارقة الساخرة أعظم وأقرب إلى حكايات ألف ليلة وليلة».
المحكي في المرأة، والتهيؤات والوقائع موضوع فصل آخر حيث يؤكد د. محسن الموسوي على فعل المرأة، وثاراتها، وتنوع النساء وأدوارهن منتقلا إلى مدن الحكي كما يسميها، ليقدم لنا طبيعة لغة المجتمع ومرجعيات ترف المدينة في أزقتها وسراديبها والموت فيها وتبادل الأدوار لنيل المعشوقة ودلالات الحركة في المدن، ثم علاقة هذه المدن بالتجارة والتجار، والمال والتظرف.
ثم يقدم صورة عن الكتابة الطلسمية، والجواهر والإغراءات، وحكايات البر وغموض البحار وفك طلاسم السحر، وعن الخوارق الوسطاء بين الجن والانس، يقول الموسوي «يمكن أن يمتد «الخارق» في ألف ليلة وليلة وسيطاً لا غير، فهو وسيط القدر في الثروة وهو وسيط في الحب والزيجات المستعصية، لكن هذه الوساطة لا تعدو أن تكون أبدالاً لا غير، فالمعجزات تتحقق شيئاً مماثلاً، وكذلك المهارات والمصادفات والوصايا الخاصة بالإرث، لكن امتداد العجائبي في الأنسي قد تؤدي إلى ما هو علاقة رحمية، فالجن يعشق ويتزوج، لكن حضوره في عالم الانس لا يدوم».
أما الفصل السابع والأخير في الكتاب وعنوانه مخاتلات المحكي، والبحث عن الوجوه الجديدة لشهرزاد، ويؤكد على فضاء المحكي، والمدينة واللصوص، وخطاب السندباد، ووجوه الحكي المتعددة، وأصول أسفار السندباد وأنواع الرحالة ليستقر عند سر الخلود «وبمعزل عن الانتماء المباشر للإشعار، فإن طرائق التدوين والتأريخ تؤكد مبادئ الإسناد والإحالة والأخذ والإعداد والتكرار والسطو كما حالت التجربة دون المراجعة الكلية للمدونات السابقة.
وهذا المسعودي في كتاب التنبيه يشير إلى السابقين له كالسرخي والحيهاني، وابن أبي عون الكاتب وابن خرداذبه، وغيرهم مادحاً فيهم سبق الأنباء لتكون له فضيلة الاقتداء، لكنه يأتي أيضاً بمجموعة أخرى من مبادئ التأليف التي تبعد عنه شبهة السطو».
عبد الإله عبد القادر