نقوس المهدي
كاتب
عثر المستشرق الفرنسي دي مومبيين عام 1911م على مخطوط عنوانه «مئة ليلة وليلة» يتفق في شكله السردي مع ألف ليلة وليلة، بل إن الشخصية الساردة في كليهما هي شهرزاد. إن مخطوطات مئة ليلة وليلة ليست كثيرة فهي لا تتجاوز ستًّا أو سبعاً، وكلها مغاربيَّة، لكنها تحمل تساؤلاً حول علاقتها بألف ليلية وليلة، وأيهما أسبق، وهو تساؤل يحتاج إلى فك مغاليقه إلى دراسة المخطوطات ومضمونها، ويرجح محمود طرشونة الذي قام بدراسة وتحقيق مئة ليلة وليلة بأنها هي أصل ألف ليلة وليلة، مستدلاً بقرب تقاليد قصِّها من تقاليد القص السنسكريتي والهندي، وهو أمر لا يسلم به، وإن كان ممكناً. وترى المستشرقة الألمانية كلوديا أوت «أن الكتابين قد تم تناقلهما في زمن واحد، وإن كان الراجح أن ألف ليلة وليلة كان متداولاً في المشرق، ومئة ليلة وليلة كان متداولاً في المغرب العربي». والمفارقة أن الغرب عرف ألف ليلة وليلة مبكراً، فيما جهل مئة ليلة وليلة التي كانت قريبة منه جغرافياً، وكانت أول ترجمة أوروبية لها قام بها دي مومبيين للفرنسية، ثم ترجمتها للألمانية بها كلوديا أوت، وأخيراً ترجمت للإنجليزية سنة 2011م.
إن ظهور مئة ليلة وليلة تدل على أن الأدب الشعبي العربي ما زال يزخر بالكنوز التي قد تكون مجهولة نظراً لعدم اهتمام المؤرخين بها، فهي تخرج بدون أي إشارة تاريخية سابقة.
* sitesalriyadhcom/alyamamah
إن ظهور مئة ليلة وليلة تدل على أن الأدب الشعبي العربي ما زال يزخر بالكنوز التي قد تكون مجهولة نظراً لعدم اهتمام المؤرخين بها، فهي تخرج بدون أي إشارة تاريخية سابقة.
* sitesalriyadhcom/alyamamah