نقوس المهدي
كاتب
الورقة السابعة عشرة
التحقت بقسم اللغة العربية في كلية الاداب بالجامعة الاردنية عام 1969 ورصيدي من الكلمات والالفاظ البذيئة محدود لا يتجاوز ما تعلمناه في ( الحارة ) وقد اكون صاحب اقل رصيد بين زملائي الطلبة لاني كنت ( ابن الناظر ) وكان والدي رحمه الله محافظا وشديدا ... لكني تخرجت من الجامعة الاردنية بعد اربع سنوات برصيد هائل من الالفاظ والشتائم البذيئة والاوصاف القادحة ليس لان الجامعة كانت ( بالوعة ) مفردات بذيئة ولكن لان مناهج قسم اللغة العربية في الجامعة ( لمت ) كل سفالات العرب وجرعتنا هذه السفالات ( حتة حتة ) على مدى اربع سنوات كاملة
واذا كان الفرنسيون يفخرون بأن فكتور هوجو كتب اربعة الاف بيت في الهجاء ... فان بشار بن برد وحده كتب 12 الف بيت في الهجاء المقذع .. فاذا اضفت اليه ما كتبه الحطيئة والفرزدق وجرير وابن الرومي و ابو العتاهية والمتنبي وشعراء المفضليات وشعراء المعلقات وشعراء الغزل والشعراء الصعاليك من تابط شرا وطالع فاننا نتحدث هنا عن مليون لفظة او عبارة او شتيمة وسخة او بذيئة كان علينا - كطلبة متخصصين - ان نقراها ونحللها ونحفظها ونكرها في الامتحانات حتى ننجح ونتخرج بشهادة ( بكالوريوس في اللغة العربية وادابها ) والاصوب ان يقال ( بكالوريوس في اللغة العربية وقلة ادبها ) دون حرج
لا زلت اذكر قصيدة لتابط شرا كنا ندرسها في السنة الاولى في حصة الدكتور حسين عطوان وكان الدكتور يطلب من كل واحد فينا ان يقرأ بيتا من القصيدة ويشرحه ... وجاء الدور على زميلة ( محجبة ) وكان البيت الشعري مثيرا .. ففيه يصف الشاعر امرأة مرضعة بطحها ارضا واغتصبها وابنها عالق بثديها يرضع ... الزميلة اصيبت بالحرج وتوقفت عن القراءة والشرح ولم يفوت الدكتور عطوان الموقف وسالها : شو يا انسة ؟ .. ثم بعد دقيقة صمت راف بحالها وحول البيت الشعري الى زميل اخر حتى يشرحه .. وهكذا
درسنا في سنة كاملة ( النقائض ) وهي عبارة عن شتائم من الزنار وتحت تبدا بهتك الاعراض وتنتهي بهتك الاعراض ... وانتقلنا الى قصائد ( المفضليات ) وعرجنا على بعض المعلقات ... وفي حصة الدكتور محمود ابراهيم توقفنا عند قصائد المتنبي وكلها قصائد اما في التكسب والكذب والنفاق ومسح الجوخ لحاكم مصر العبد الاسود كافور الاخشيدي الذي لقبه المتنبي بابي المسك ( لانه كان اسود البشرة ) .. واما شتائم لكافور نفسه لانه لم يدفع حتى توج المتنبي شتائمه بقصيدته الشهيرة التي يقول فيها لا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد ... اي والله .. هكذا من التغزل ب ( ابي المسك ) الى ( لا تشتري العبد ) وخذ عندك الكثير من هذه ( النمونة ) ... حتى بتنا نحفظ قصائد لابي نواس في نيك الغلمان .. واخرى لبشار في وصف الايور والاطياز
وان كنت انسى .. لن انسى استاذنا الدكتور محمد عبده عزام ( وهو مصري ) ففي السنة النهائية طلب منا الكتابة عن الموضوعات والخصائص الفنية في القصيدة العربية في العصرين الاموي والعباسي ... زميلنا ( محمد يوسف خضر ) كتب بحثه عن مواصفات ( الاير ) في قصائد بشار بن برد ... وقد اطلعني على بحثه قبل ان يقدمه للدكتور عزام فرجوته ان لا يفعل حتى لا يفصل من القسم او من الجامعة ... لكنه فعل ... فمنحه الدكتور عزام العلامة الكاملة واشاد به وبتحليله واجتهاده... فندمت لاني لم اكتب عن ( نيك الغلمان ) في الشعر العربي لاني - قطعا - كنت سانافس زميلي على العلامة الكاملة التي حرمت منها مثل غيري لان قرائحنا لم تكن مفتوحة على الواسع مثل قريحة زميلنا محمد يوسف خضر
وعلى يدي استاذنا الدكتور عبد المجيد المحتسب درسنا الفرق الاسلامية ... فاذا بنا نغرق في تاريخ ( وسخ ) تبادل فيه المسلمون التكفير وقطع الرؤوس .. وسقط في حروب الفقهاء مئات الالوف من القتلى ليس فقط بين السنة والشيعة وانما ايضا بين السنة والسنة .. فقد ذبح اتباع المذاهب السنية بعضهم بعضا وسالت الدماء انهرا .... وعلى يدي استاذنا الدكتور محمد خير فارس درسنا التاريخ الاسلامي و ( الفتوحات ) الاسلامية ... مئات الالوف من الرؤوس قطعناها في اوروبا ( واسبانيا تحديدا ) بعد ان غزونا بلاد النصارى دون وجه حق وبحجة نشر الاسلام فما نشرنا شيئا غير القتل والذبح وقطف الرؤوس .. ولما استقر الوضع للمسلمين في الاندلس حولوا غرناطة الى ماخور كبير ... ورد لنا ( الصليبيون ) التحية بأجمل منها فغزوا بلادنا وقطعوا رؤوس مئات الالوف في القدس وعكا وطرابلس وحولوا مساجدنا الى كنائس ...... تماما كما فعلنا بهم
لقد زرت الصيف الماضي ( قصر الحمراء ) الذي كنا نتغنى به في المدرسة والجامعة باعتباره ايقونة الفتح الاسلامي لاسبانيا فاذا به يتكون من مبنيين ... احدهما قصر للخليفة وخلانه من ندماء الكاس والطاس والجواري والقيان والمطربين والمطربات من زرياب وجر .. والثاني قصر لنسوانه وجواريه ... وقد احاط القصرين بحدائق سماها ( جنة العريف ) وظل يعيش فيها بعيدا عن هموم العرب والمسلمين متسامرا مع المغنين وشعراء الغزل والحب الى ان قامت الملكة ازابيلا وزوجها فيرناندو بطرده طردة كلاب وهدمت مساجده ردا على هدمه لكنائسها و ( نصرت ) المسلمين ردا على ( اسلمته ) للنصارى ... واوقف دليلنا السياحي الباص عند تلة تطل على قصر الحمراء اسمها ( زفرة المسلم ) وقال لنا : هنا وقف الخليفة ابو عبدالله الصغير الذي سلم غرناطة لايزابيلا يبكي لامه ... وكنت قد مررت بجبل طارق على متن باخرة سياحية ولما عبرنا بمحاذاته سالني شاب امريكي كان يقف الى جانبي بعد ان سمعني ابرطم بالعربية : سير ... من هو طارق ؟ فعجزت عن الاجابة ليس لاني لا اعرف من هو ( طارق ) فاتح الاندلس .. وانما لاني اعرف ايضا ان طارق فاتح الاندلس مات شحادا في دمشق مثله مثل موسى بن نصير لان طارق سلم النسوان الاسبان ( السبايا ) للخليفة بدلا من ولي عهده فلما تولى ولي العهد الحكم بعد شهر واحد اعتقل الاثنين : موسى وطارق .. فقتل الاول وابنه ... وحكم على طارق بالموت جوعا بعد ان منع مساعدته وتشغيله واطعامه حتى قضى طارق بن زياد ايامه الاخيرة يتسول على ابواب المساجد الدمشقية وينافس الكلاب والقطط الضالة على لقمة عيشها من مزابل العرب والمسلمين
اقرا كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني ثم اتبعه بتاريخ الطبري حتى تبيض شعرات راسك من هول ما ستقرأ .. نحن - العرب - كنا مدرسة في فنون اللواط وادبنا العربي انتج وزني شعرا وادبا في نيك الغلمان .. ولنا في قصائد الخمر وهتك الاعراض والتبذل ووصف الغانيات مدارس ومذاهب واذا كان الخليفة العادل هارون الرشيد يحج سنة ويغزو سنة فقد كان في قصوره ينيك النسوان والغلمان عشر سنين ... وقد ربى فأساء التربية ... لان عدد الذين قتلوا في الحروب بين ولديه الامين والمأمون يزيد عن عدد سكان بغداد ... قصور الخلفاء كانت ماخورا كبيرا دخله القاصي والداني .. وحكمنا خلفاء غلمان وشواذ وعبيد وخدم في القصور واطفال ... وحكمتنا نساء وجوار وغواني وشرموطات .... وانتجنا الاف الكتب التي تنافق الحكام والخلفاء والامراء وتزور التاريخ وتفرغ خياط ( ترزي ) اسمه ابو منصور الثعالبي على نفقة ( بيت مال المسلمين ) ليضع لنا كتابا يحصي فيه اسماء الايور والاطياز وحالات النيك واوضاعه وسماه ( فقه اللغة وسر العربية ) اهداه الى الأمير أبي الفضل الميكالي والوزير سهل بن المرزبان .... ولما طلبا منه كتابا اخر يهتم بشئون الرعية وضع لهم كتابا عنوانه .... الغلمان
تاريخنا يا سادة كله جنس وغزل فاحش ولواط وخصيان ... ويندر ان تجد صفحة في كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني لا يركب فيها رجل رجلا ... وهذا الكتاب مقرر على طلبة الجامعات العربية كلها من المحيط الى مشيخة عجمان !! وعصر العبيد والخصيان لم ينتهي ... فالاميرة بديعة ابنة الملك علي ملك العراق قالت في مذكراتها التي نشرتها في لندن ان قصر ابن عمها ملك الاردن مليء بالعبيد و ( الاغوات ) وهو اللقب الذي يطلق على العبيد ومؤسس المملكة عبدالله بن الحسين تزوج من عبدة اسمها ناهدة وسلمها مقاليد الحكم في الامارة ... وقصور شيوخ النفط تغص بالغلمان والخصيان والصواريخ ... ومن لم يقرأ ما سبق وكتبته عن صواريخ الامارات ... خسر نص عمره
نحن الامة الوحيدة في الكرة الارضية التي وضعت للعضو التناسلي عند الاناث خمسة اسماء ووضعت للمؤخرة (الطيز) سبعة اسماء ... وفصلت في اسماء (الخراء) تبعا لصاحب (الخرية) فان كان صاحبها انسان ( بشر ) سموها خراء اما خراء الدابة فسموه (روث) وهناك بعر البعير وثلط الفيل وخثي البقرة وجعفر السبع وذرق الطائر وسلح الحبارى وصموم النعام ونيم الذباب وقزح الحية وجيهبوق الفأر وعقي الصبي وردج المهر او الجحش وسخت الحوار.... وكل هذه اسماء ومصطلحات " للخرية " موجودة في قواميسنا العربية
اي والله ... اكثر من 15 اسما للخرية اجتهد علماء اللغة العربية في وضعها وشرحها وتفصيلها كما فعل الثعالبي في كتابه (فقه اللغة وسر العربية)... فبدل ان ينصرف هذا الامام الفقيه الى محاربة الفساد في قصور الخلفاء انذاك حبس نفسه في بيته ليدرس " الخراء " ويضع له اسماء واوصافا ... والمصيبة انه كان يتقاضى عن عمله الهام والمصيري هذا مرتبات من بيت مال المسلمين ... وكتابه الهام الذي وضعه والمشار اليه اعلاه تقرره جميع الجامعات العربية على طلبتها في حين يدرس طلبة الكفار في امريكا واوربا مصطلحات الكومبيوتر والذرة والتكنولوجيا .... وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ... فنحن نعلم اولادنا في الجامعات " اسماء الخرية " ومصطلحاتها .... وهم يعلمون اولادهم مصطلحات الكومبيوتر ... لذا لا تعجبوا حين تنجب امة العرب زعيما مثل القذافي ... او شيخا مثل القرضاوي او فيلد مارشالا مثل محمد بن زايد
لماذا تعتبون على القرضاوي الذي خصص حلقات من برنامجه (الديني) على شاشة الجزيرة للحديث عن قضيب الزوج وجواز ان تمصه العروس في ليلتة الدخلة وشيخه واستاذه الامام اللغوي الذي مات قبل الف سنة يضع فصلا كاملا في كتابه عن "معايب الرجل عند احوال النكاح" ... فاذا كان الرجل لا يحتلم فهو محزئل واذا كان لا ينزل عند النكاح فهو صلود فاذا كان ينزل بالمحادثة فقط فهو زملق فاذا كان ينزل قبل ان يولج فهو رذوج فاذا كان لا ينعظ حتى ينظر الى نائك ومنيك فهو صمجي فاذا كان يحدث عند النكاح فهو عذيوط فاذا كان يعجز عن الافتضاض فهو فسيل فاذا كان يعجز عن النكاح فهو عنين ...الخ
بل وقسمنا نحن العرب النكاح الى انواع فاذا ركب انسان انسانا قالوا نكحه اما نكاح الفرس فيقال له كام ونكاح الحمار يقال له باك ونكاح الجمل يسمونه قاع ويقولون ايضا نزا التيس " اي نكح التيسة " وعاظل الكلب اي نكح الكلبة وسفد الطائر وقمط الديك.... الخ ويؤكد فضيلة الامام الثعالبي في كتابه المذكور ان اسماء النكاح عند العرب تبلغ مائة كلمة ويشرح الامام هذه الاسماء بالتفصيل الممل ... فالمحت هو النكاح الشديد والدعظ والزعب هو الملء والايعاب وفي قاموس " لسان العرب " اوعب في الشيء اي ادخله فيه والدعس هو النكاح بشدة والهك والهق هو شدة النكاح والرصاع ان يحاكي الرجل العصفور في كثرة الفساد - اي النكاح - والسغم ان يدخل الرجل قضيبه في زوجته ثم يخرجه دون انزال والخوق هو ان يباضع الرجل جاريته فتسمع للمخالطة صوتا والدحب والهرج كثرة النكاح .
اسماء النكاح عندنا نحن العرب الاشاوس لا تقتصر على العلاقات الجنسية الطبيعية وانما تتعداها الى حالات عجيبة من الشذوذ الجنسي والنفسي ... فكان العربي مثلا ينكح جاريته بوجود جارية اخرى تنظر اليه وسموا هذا النوع من النكاح (الفهر) فاذا قال الشاعر فهرت بفلانة اي نكحتها بوجود جارية اخرى تنظر الينا ... بل وكان الرجل يباضع جاريته وينزل مع اخرى والمباضعة هو ان يتمدد عليها وهو عار فلما تأتيه الشهوة يقوم عنها ويولج ذكره في زميلتها ... وسموا النكاح خارج الفرج بالتدليص والشرح هو ان ينكح الرجل الجارية وهي مستلقية على قفاها
ونال قضيب الرجل حظا في الشرح والتحليل والتفسير عند علماء العربية وفقهاء الامة الافاضل ... فسموه (الاير) وسمو ذكر الصبي ( زبا ) وذكر البعير يقال له (مقلم) وهلم جرا ... جردان الفرس وغرمول الحمار وقضيب التيس وعقدة الكلب ونزك الضب ... بل ووضعوا اسما لقضيب الذبابة فسموه (متك)!!
أمة علماؤها الافاضل القدامى والمعاصرون لديهم الوقت الكافي للاهتمام بقضيب الرجل وقضبان جميع الحيوانات لا عجب ان تنجب يوسف القرضاوي وخالد الجندي وطيب الذكر صاحب الصوت الانثوي المخنث الامرد حالق اللحية فضيلة الشيخ عمرو خالد
لقد اكتشف العالم الامريكي المصري الاصل احمد زويل (الفمتوثانية) فنال جائزة نوبل عن جدارة لان هذا الاكتشاف سيساعد البشرية في اكتشاف الامراض وعلاجها... ولو ظل احمد زويل في جامعة عين شمس التي تخرج منها لوظفوه في وزارة الثروة الحيوانية وشغلوه بالحمير وايورها ... ولربما طلبوا منه ان يقيس طول "غرمول الحمار" حتى يكتشف العلاقة الفيمتوثانية بين برامج القرضاوي ... والحمير الذين يشاهدون هذه البرامج ... وانا منهم !!
هذه التجربة التي صدمتني في الجامعة الاردنية ولدت عندي مناعة ضد الكذب واصبحت اشم رائحة النفاق عن بعد مليون سنة ضوئية ولم تعد المظاهر تخدعني حتى لو كانت مظاهر ملوكية ... فالصورة التي حملتها منذ طفولتي عن الملك حسين مثلا هي ذاتها التي حملها غيري ... والتي رسمتها وسائل الاعلام الرسمية .... صورة لملك وقور يتحدث الفصحى بصوت ثخين ... مؤدب جدا ... نظيف ... رياضي .... ورع ... يؤدي الصلوات في اوقاتها .... لا يسكر ... ولا يلاحق النسوان ... والاهم من هذا لا يتلفظ بعبارات بذيئة ... صورة اقرب الى نبي منها الى ملك عربي تزوج من عدة نسوان ونشرت الصحف الاجنبية الكثير عن غرامياته حتى قيل انه عين سفيره في لندن رئيسا للوزراء لان السفير كان يعمل قوادا للملك خلال دراسة الملك في كلية ساندهيرست.... السفير هو البيطري فوزي الملقي وحكاية القوادة وردت في كتاب " تواطؤ عبر الاردن " ... وللراغب بقراءة المزيد عن رئيس الوزراء الاردني القواد انقر على الرابط التالي
اخبرني دبلوماسي اردني سابق بالقصة التالية ... قال : دعانا الملك في احد الايام الى لقاء في العقبة وبعد الاجتماع الذي عقد في احد الفنادق توجهنا الى غرفنا الصغيرة لتغيير ملابسنا وارتداء ملابس البحر تلبية لعزومة الملك لنا حيث اعد لنا " بوفيه مفتوح " و ( مايوه بارتي ) على ضفاف بركة الفندق ... ونزل اكثرنا الى الساحة بلباس البحر وكان الملك مثلنا يرتدي مايوه ملتصق جدا بجسده ظهرت من خلاله تضاريس عضوه الذكري ... حيدر محمود - الذي كان حاضرا- غمز عدنان ابو عودة مشيرا الى ( اير ) الملك ... تنبه الملك الى الغمزة فسأل حيدر محمود: شو في وله ... على ايش بتتطلع؟
رد حيدر محمود: يعني على ايش عم نتطلع يا سيدي ... على هذا؟ واشار الى ايره
فاجاب الملك بصوت سمعه كل من كان في البركة وحولها: هذا اير هاشمي يا قواد!!
جده الملك عبدالله سلم الاردن لناهد وناهدة ... واغلب الظن ان الشعب الاردني لا يعرف من هذا ومن تلك لان كتب التاريخ الاردني الرسمي والخاص لم تعرج على ذكر الاسمين ولولا ماري ويلسون في كتابها ( عبدالله وشرق الاردن ) لما عرفنا ان عشيقة الملك عبدالله العبدة السوداء ناهدة كانت تحكم الامارة اولا من مخيمها في ماركا ثم من قصرها في عمان الذي عرف باسم ( القصر الابيض ) والذي بناه الحاج ياسين سعيد ملص امام عمارة ملص المعروفة في عمان ... ( ناهدة ) عبدة سوداء حبشية جلبها عبدالله معه من السعودية لتربي له ابنتيه الاميرتين مقبولة ومنيرة من زوجته الشريفة مصباح وفي ليلة ليلاء نط عبدالله على جاريته ناهدة ( بالحلال طبعا لانها مما ملكت يمينه ) وسلمها هي وشقيقها ( ناهد ) حكم البلاد ... وناهد كان مثلها عبدا اسود وكان يومها بمثابة رئيس الديوان الملكي .. بدا عمله كمسئول عن عبيد القصر وانتهى كرئيس للديوان الملكي .. ناهد وناهدة لم يرد ذكرهما في اي كتاب اردني ... اللهم الا مؤخرا عندما شرب ابن وزير داخلية سابق حليب السباع ونشر في كتابه ( موسوعة عمان ايام زمان ) في الجزء الثالث ( المجلد الثالث ) صفحة رقم 198 صفحة عن سخرية شيوخ عمان ومسئوليها من علاقة الملك بناهدة بل ونشر ابن الوزير صفحات اخرى عن سماح الملك للمندوب البريطاني بدخول المسجد الحسيني بصرمايته واعتراض الشيخ طراف حيمور على ذلك وقيامه بطرد الانجليزي امام الملك وهو ما فعله لاحقا ابن الامير محمد حينما سمح للبابا بدخول المسجد بالكندرة ولم يجد الامبر طلال بن محمد من يطرده من المسجد لعدم وجود من هم بقامة الشيخ حيمور هذه الايام
سمعت الكثير عن الجانب الاخر من شخصية الملك حسين وآخر ما سمعته بثته محطة الجزيرة مؤخرا على لسان محمد حسنين هيكل الذي اكد ان الملك حسين كان خفيف دم وصاحب نكتة وكانت عنده قدرة عجيبة على تقليد الاخرين بالشكل والصوت ولا اي ممثل مصري ... تخيلوا لو ان الملك - مثلا- قدم لنا وصلة تقليد عبر التلفزيون الاردني ... كيف ستكون ردة فعلنا نحن الذين كنا ننظر اليه كنبي منزل ... ووقور
بعد معركة الكرامة نشرت مئات الصور لدبابات اسرائيلية محروقة ومقاتلين فلسطينيين وجنودا اردنيين ... ولكن الصورة التي علقت في الاذهان انذاك وتبادلها الناس هي صورة الملك حسين وهو يقف على دبابة ويأكل ساندويتش فلافل وبجانبه بطل المعركة الحقيقي الجنرال مشهور حديثه الجازي .... وكأني بالشعب الاردني لا يصدق ان ملكه بشر وانه ياكل مثلنا ساندويتش ... وفي رمضان الماضي تبادل الاردنيون هنا في امريكا صورا للملك عبدالله وزوجته واولاده وهم يأكلون فول وفلافل في مطعم هاشم الشعبي وسط عمان ... لو فعلها الرئيس الامريكي هنا لما لفت نظر احد ولكن ان يقوم بهذا العمل الخارق ملك اردني فتلك اعجوبة تستحق ان تقوم لها الدنيا ... وتقرمز .
نفس الملك جاء الى سان فرانسيسكو في العام نفسه وتوقف مع حرسه ورجال الامن السريين الامريكيين امام مطعم همبورغر في شارع عام ... وبسبب ذلك اغلقت الطرق الداخلة والخارجة من المنطقة مما ادى الى تعطيل المواطنين القاطنين في المنطقة ... احدهم سأل : شو القصة فأخبروه ان ملك الاردن جاء حتى يأكل همبرغر ... فكتب المواطن الامريكي رسالة احتجاج نشرتها جريدة سان فرانسيسكو اليومية يسخر فيها من هذا الملك االعربي ويسأل : ما الحكمة من ان يطير هذا الملك الاف الكيلومترات الى سان فرانسيسكو حتى يأكل همبورغر فيها ويعطل مصالح الناس ويخلق ازمات مرورية ... مطاعم الهمبورغر تغطي امريكا وكلها متشابهة ... الم يجد هذا الملك العربي غير هذا المطعم ذو الوجبات السريعة الذي يقع في شارع مزدحم حتى يأكل فيه ... شو هالتفاهة ؟؟ ( المواطن الامريكي الذي يسأل وليس انا )
ولان الشيء بالشيء يذكر ... اتوقف عند شيخ قطر وشتمه للشعب الاردني بتسجيل موجود الان على شبكة يوتوب
التسجيل ليس لمكالمة هاتفية كما يظن من وضعه على يوتوب .. ولم يتم التسجيل في الدوحة ... التسجيل تم في دمشق في الفندق الذي نزل فيه شيخ قطر وموزته في اخر زيارة لهما الى سوريا يوم كانت العلاقة مع نظام بشار الاسد سمنا على عسل ... في الصالة الملحقة بالجناح الذي نزل فيه شيخ قطر كانت ميكروفونات التنصت التي زرعتها المخابرات السورية تعمل بنشاط لتلتقط كل كلمة وكل همسة لحاكم قطر ... واغلب الظن ان السوريين كانوا يعلمون في قرارة انفسهم ان رجلا انقلب على ابيه وسرق منه الحكم وتصالح سرا مع الصهاينة ليس من المستبعد ان ينقلب في اية لحظة عليهم - وهو ما حصل فعلا - لذا كان من الواجب ان ترصد كلمات وهمسات الشيخ وحتى اتصالاته الهاتفيه طوال فترة وجوده في دمشق ... وهذه النوعية من الشيوخ ( تكر ) ما فوقها وما تحتها بخاصة في حالة السكر الشديد ... التسجيل الحالي تم في الصالة الملحقة بالجناح الذي نزل فيه الشيخ ... ومن المؤكد ان لدى السوريين تسجيلات لما كان يدور في غرفة نومه ايضا بخاصة وان موزة كانت معه واذا حصلنا على مثل هذا التسجيل نعدكم ان تكونوا اول من يستمع اليه بخاصة وان طقوس العلاقة بين حمد وموزته تتم عن طريق ( التصادم ) على طريقة علاء ولي الدين وزوجته في فيلم الارهاب والكباب وقيل ويقال الكثير عن هذا التصادم في مجالس القطريين ... على اي حال هذا موضوع ( سافل ) - للكبار فقط - سنعود اليه لاحقا بالتفصيل الممل فانتظروه على صفحات ... عرب تايمز
التسجيل طويل بدا بالتهجم على السعودية حيث يسخر حمد من الملك عبدالله ويقول ان سعود الفيصل هو الذي يقوده ... ثم يشير الى ان السعوديين يتامرون على سوريا ويريدون اذلالها مع انهم اصدقاء في اشارة الى الزيارة التي قام بها بشار الاسد الى الرياض ... ثم يبدأ شيخ قطر بالحديث عن البورصة وارتفاع اسعار النفط وبعد ان يشتم السودانيين يقول ان الذين يقفون الان مع السعودية هم ( الاردنيون والمصريون ) لانهم ( بلا كرامة ) كما قال
لا يغرنكم الابتسامات التي يتبادلها الحكام العرب في لقاءاتهم وحديثهم الممجوج عن علاقات الاخوة والتعاون والصداقة بينهم ... وما حدث مؤخرا في ليبيا - على سبيل المثال - نموذج لما يضمره كل زعيم لرفيقه ... والقذافي الذي اغتصب ( بماسورة حديد ) ثم عذب قبل ان يقتل راح ضحية لهذه الاخوانيات التي جمعته بشيخ قطر الذي لعب دورا في قتله وفي قتل اكثر من اربعين الف ليبي ذهبوا ضحية غارات اطلسية كانت تتم بتوجيه من ضباط قطريين على الارض كما اعترف رئيس اركان الشيخ حمد بنفسه
كلما رايت صورة لملك او رئيس او زعيم عربي تحيط بها هالة من الوقار والزعامة والفخامة والعبقرية اطلق لنفسي العنان لقراءة ما وراء سطور هذه الصورة واسأل نفسي في نهاية الامر: هل يعيش الزعيم العربي مثلنا ؟ هل يأكل مثلنا؟ كيف يقضي جلالته او فخامته او سموه ساعات النهار داخل جدران قصره او غرف نومه؟ هل شاهد مثلنا مسلس الخربة لدريد لحام ؟ وهل لو اختلف الحاكم العربي مع زميل له يشتمه - مثلنا- بعبارات بذيئة؟ هل يقرض الزعيم العربي الاخرين مالا او يقترض منهم؟ هل يكون جمعية على الطريقة المصرية مع موظفي قصره؟ كم مرة ينام الزعيم العربي مع زوجته؟ وماذا يفعل في الفراش؟ ( علمنا لاحقا ان زين الهربانين بن علي كان خربانا وان ليلى كانت تحقنه بمقويات جنسية كما نشرت الصحف التونسية ) ولن نعرف ان كان شيخ قطر خربانا هو الاخر الا اذا سقط او اذا طلق موزته لانه - بالتاكيد - اعلم الناس بهذا الامر ... فلولا طلاق القرضاوي من زوجته الجزائرية ووصول الفضيحة الى محاكم الدوحة الشرعية لما عرفنا ان القرضاوي يعاني شبقا جنسيا وانه في الفراش اسفل من هبنقة وانه يحب اللحس والمص والدعك ويصدر فيها فتاوى ينسبها الى الرسول
اسئلة كثيرة ترد على ذهن اي مواطن عربي عادي فيما يتعلق بالحياة الخاصة لرئيسه او ملكه او زعيمه وهي لا ترد على بال اي مواطن امريكي على سبيل المثال لان هذه الامور ليست خاصة بالنسبة للرئيس ... كلنا - هنا في امريكا - نعرف كم يبلغ دخل الرئيس الامريكي السنوي لأن الضرائب السنوية على دخله تنشر في الصحف ... وكلنا نعلم كيف يعيش وماذا يأكل وماذا يشرب ... ولما (مصت) مونيكا للرئيس كلينتون شاهدنا الحكاية على شاشات التلفزيون وبالتفصيل الممل ... عرفنا من كلينتون نفسه ظروف عملية المص وكيف تمت وكم مرة وقعت واين وكيف ... الرئيس في امريكا او اوروبا لا تحيط به هالة من العبقرية والوقار مثل تلك التي تحيط بالزعيم العربي ... فقد رأينا الرئيس كلينتون وهو يعزف على السكسفون وشاهدنا بوتين وهو يرقص ... وراقبنا شافيز وهو يلعب فطبول.... كم مواطنا عربيا شاهد ملكه او رئيسه وهو يلعب بلياردو مثلا ؟
وحتى الشتائم التي يتفوه بها حكام العالم ليست سرية وغالبا ما تنقلها الفضائيات دون حرج ولا تعتبر شخصية الملك او الرئيس مقدسة الا عند العرب!! ... نشر صورة لرئيس امريكي وهو بلباس البحر لا يزيد او ينقص في ثمن المطبوعة الامريكية التي نشرت الصورة ... ولكن عندما نشرت مجلة المصور المصرية في منتصف الستينات صورة الملك حسين وعروسه انطوانيت - ام الملك الحالي - وهما بالمايوهات على شاطيء البحر في العقبة تخاطف الاردنيون العدد من الاسواق واضطرت المجلة الى طباعة نسخ اضافية ... ولعب المراهقون يومها ستة وباليد واحد - بالمصطلح الاردني - وفي المصطلح المصري تسمى هذه العملية ( ضرب عشاري ) ويعرف فاعلها باسم ( برايز ) ... فصورة ملكة الاردن الجديدة انذاك ( الملكة انطوانيت ) كانت مثيرة بمايوه بكيني احمر ولا اجمل ... صورتها لم تكن معروفة للاردنيين فما بالك وهي تنشر لهم ولاول مرة ليس بعباءة اردنية او قمباز فلسطيني وانما بمايوه بكيني احمر ... واين ... على غلاف مجلة المصور المصرية ... وبالالوان
في مطلع الثمانينات وقبل ان تجتاح اسرائيل بيروت بعدة اشهر طرت الى العاصمة اللبنانية لحضور الاجتماع السنوي للاتحاد العام للكتاب الصحفيين الفلسطينيين الذي عقد آنذاك في فندق (البوريفاج) ... كان الكتاب والصحفيون الفلسطينيون موزعين على فصائل تتصارع على امانة الاتحاد ... وقلة من المشاركين كانت توصف بانها (مستقلة) اي انها لا تتبع اي فصيل وكنت انا وعدد من الزملاء الصحفيين العاملين في دول الخليج منهم على رأسنا ناجي العلي.
ولسبب اجهله كانت حركة فتح تعتبر ان اي كاتب او صحفي فلسطيني مستقل هو بالضرورة (فتحاوي) لذا طرقت مخابرات ابو عمار ابوابنا في غرفنا في الفندق في الثالثة صباحا واصطحبتنا لحضور اجتماع (حركي) لعرفات كان الهدف منه كما علمنا التخطيط للانتخابات التي ستجري في صبيحة اليوم التالي من اجل تفويز مرشحي فتح ... لم تكن هذه المرة الاولى التي التقي فيها ياسر عرفات ... فقد التقيته في اكثر من مناسبة ولكنها كلها كانت مناسبات عامة مصورة يظهر خلالها ابو عمار مؤدبا مهندما لبقا مجاملا يغرق الحاضرين بالقبلات والبوسات بكرم حاتمي بمناسبة ودون مناسبة.
في تلك الليلة جرجرونا الى اجتماع (حركي) يترأسه ابو عمار في غرفة عمليات تقع تحت احدى البنايات في منطقة جامعة بيروت العربية ... في تلك الليلة شاهدت وجها آخر لياسر عرفات... كان يشتم الحاضرين بكلمات بذيئة من الزنار وتحت ... وخلال انفعاله وصف القذافي بانه (ابن شرموطة)... كان ابو عمار في ذلك الاجتماع وقحا ... لم يوزع قبلاته على احد وكان يخاطب الطيب عبد الرحيم الذي حضر الاجتماع بعبارات من الزنار وتحت والطيب هذا هو الذي يحكم الآن في مقر ابو مازن في رام الله!!
ما رأيته في (ابو عمار) فسر لي يومها لغزا لم افهمه من قبل حين طلبت سوريا من عرفات مغادرة الاراضي السورية فورا وخلال ساعة واحدة ... يومها قال لي صديق مطلع على العلاقات السورية الفلسطينية ان احد خصوم ابو عمار وفي قعدة حركية كهذه سجل لعرفات شريط كاسيت شتم فيه حافظ الاسد بعبارات بذيئة مشيرا الى طائفته العلوية ... الشريط تم توصيله الى الاسد من خلال احد خصوم عرفات في القيادة الفلسطينية وقيل يومها انه ابو مازن الذي كان يقيم في دمشق ... استمع حافظ الاسد للشريط خلال زيارة رسمية يقوم بها عرفات لدمشق ... الاسد استشاط غضبا وامر باعتقال عرفات ولما تدخل كبار المسئولين في سوريا منعا للفضيحة امر الاسد بطرد عرفات من الاراضي السورية خلال ساعة ... كان الشريط الذي سجله ابو مازن لعرفات يحمل كما هائلا من الالفاظ البذيئة والنابية التي لا تسمعها الا في حانات الليل ولا يتفوه بها الا السكارى!!
الطريف ان حماة ياسر عرفات لا تختلف كثيرا عن زوج ابنتها ... فرسمة الكاريكاتير البذيئة التي وصلتني في مطلع التسعينات عن الملك فهد بعث بها الي مدير وكالة صحفية كانت تمتلكها وتديرها ريموندا الطويل في واشنطن ... انقر هنا لقراءة تفاصيل هذه الحكاية .
كنت دائما اسال نفسي لماذا لا يقوم احد المقربين السابقين من الملك حسين - مثلا- بالكتابة عن الوجه الاخر للملك ... عن خصوصياته والطريقة التي عاشها في قصره وبين نسوانه وعشيقاته ... ماذا كان يأكل وماذا كان يشرب والى اي مدى صحت التقولات التي نشرت عنه قبل موته وبعد موته في صحف ومجلات اجنبية.
جده - الملك عبدالله- كان ولا يزال يقدم لنا في الكتب المدرسية الاردنية على انه رجل وقور وبطربوشه الاسلامي ولحيته الطويلة يبدو وكأنه احد شيوخ الازهر في حين تقرأ عنه في كتاب " ماري ويلسون" ما يشيب له الراس ... فقد كان الملك المعمم الملتحي ازعر سكرجي قمرجي غشاش تافه محتقر حتى من المسئولين الانجليز في عمان .. وكان يمضي ايامه مع عشيقته " ناهدة " وهي عبدة سوداء احضرها عبدالله معه من السعودية لتعمل خادمة لابنته الاميرة مقبولة ... وفي ليلة ليلاء دخل الملك غرفة ابنته فوجد " ناهدة " شبه عارية فاغتصبها ... واتخذها عشيقة .... بنى لها مخيما في منطقة ماركا قرب عمان وسلمها اموره المالية حتى قيل انها كانت مسئولة عن تأجير اراضي الغور للوكالة اليهودية ... ناهدة كانت هي الآمر الناهي في الاردن وكانت سببا في الخلاف الذي وقع بين عبدالله وابنه الملك طلال الذي انتصر لامه وغضب من علاقة ابيه بالعبدة (ناهدة) فاتهموه بالجنون ... عزلوه عن الحكم ورموا به في مصحة عقلية في تركيا ومات فيها غريبا!! الغريب انك لو سألت اي مواطن اردني من جيل الثلاثينات والاربعينات تجده يعرف بالحكاية كاملة بل ويزيد عليها ما كان يعرفه عن علاقة الامير عبدالله ببنات وادي السير ونوريات اربد ولكنك لا تجد في الكتب التي أرخت للاردن كلمة واحدة عن ناهدة التي تعرف بين الاردنيين ( بالعبدة ) رغم خطورة الدور الذي لعبته انذاك .
لا تمر مناسبة الا ويتحدث فيها الحكام العرب عن تاريخنا العربي " التليد " مع ان جميع الحكام لا يعرفون معنى كلمة " تليد " ومنهم لم يقرأ في التاريخ العربي اكثر من سيرة المهلهل وسيرة عنترة وسيرة الاميرة ذات الهمة ولسبب اجهله كنت اكثر الناس كرها لحصة " التاريخ " في المدرسة وبقيت على كرهي لهذه المادة حتى عندما التحقت بكلية الاداب في الجامعة الاردنية ... ولسبب اجهله ايضا اصبحت بعد ان تجاوزت الاربعين من العمر مصابا بداء التاريخ ومدمنا على قراءة كتب التاريخ الى درجة المرض فأنا لا استطيع ان انام قبل ان اقرأ كتابا في التاريخ وغالبا ما تركبني الكوابيس بخاصة عندما يكون الكتاب عن تاريخنا العربي " التليد " ولعل هذا كان اول ما لفت نظر الصحفي الكبير محمود السعدني عندما التقيته وعملت معه في منتصف السبعينات حتى انه عرض علي التفرغ لاعادة كتابة كتاب الاغاني للاصفهاني بلغة بسيطة ومفهومة وكان يقترح عنوانا للكتاب الجديد " الاغاني من تاني " وللسعدني فعلا كتاب بعنوان ( مصر من تاني ) ولما بعثني لمقابلة نزار قباني وجدت ان نزار يعلم بالمشروع وانه كان ايضا من المولعين بقراءة التاريخ مثلي
لعل اكثر ما يقشعر بدني وانا اقرأ في تاريخنا العربي " التليد " هو حجم القتل والذبح وسفك الدماء والتفنن في عمليات الذبح مما لا اجد له مثيلا في تاريح الامم الاخرى فضلا عن حجم البذاءات التي يتلفظ بها الحكام والخلفاء ... فنحن - العرب - اول من ابتكر وسائل القتل بالتوسيط والتفليق والتكحيل وعصر البيضات والشي في التنور والسلخ والتفصيص والنفخ والخازوق والتقطيع والدفن للاحياء والسحل ... بل وتبادل الرؤس البشرية كهدايا وتذكارات وقد شاهدتم قبل ايام الرابط الذي وضعناه لكم على يوتوب ويصور شابا سوريا مقنعا من ( الثوار ) وهو يذبح بالسكين شابا سوريا اخر بدعوى انه كافر ومارق
اما " التوسيط " فهو القتل بالسيف عن طريق قطع الانسان الى نصفين من الوسط اي من فوق السرة ...ومن ذلك مثلا ما كان يفعله الامير صلاح الدين محمد بن ايوب الغساني الذي كان يعاقب من يخالفه الرأي مهما كان هذا الرأي تافها بالتوسيط حيث كان يشير الى ثلاثة من العبيد المرافقين له بالقول : وسطوه ... اي اقطعوه من الوسط وهو نوع من القتل ابشع من ضرب العنق او القتل بقطع الرقبة أما " التفليق " فأكثر بشاعة ... حيث كان الحكام العرب يأمرون بفلق خصومهم بالسيف بشكل عامودي من اعلى الرأس حيث يتم قطع الرجل الى نصفين وهو واقف
الخليفة العادل هارون الرشيد لم يكن عادلا الا في كتب التاريخ التي الفها المنافقون في قصره ... اما واقع الحال فيقول ان هارون الرشيد كان يتفنن في قتل خصومه بوشاية تصل اليه او لخلاف على امرأة ... كما فعل مع بشير ابن الليث الذي لم يكن له من ذنب الا كونه اخ " رافع بن الليث " احد خصوم الرشيد ... فحين وقع بشير في قبضة الرشيد امر احد اللحامين العاملين في مطبخ القصر ان يستخدم سكينا صدئة في سلخ بشير عظمة عظمة وهو حي وجلس هارون الرشيد مع جواريه وهو يستمتع بمشاهدة هذا المنظر ... ولعل ما فعله الرشيد مع صديق عمره واخوه بالرضاعة " جعفر البرمكي " يكفي للدلالة على وحشية هذا الخليفة الذي تصفه كتب التاريخ " المدرسي " بالعادل ... فقد قتل جعفر وقطع رأسه وامر بجثته ففصلت وعلقت على ثلاثة جذوع راسه في جذع وجسده على جذع وسائره على جذع .... ولما وشى البعض للرشيد بأن صديقه وجليسه الشاعر منصور النمري قد نظم قصيدة يذكر فيها احقية العلويين بالولاية بعث الرشيد الى النمري بجلاد وطلب منه ان يسل لسانه من قفاه ويقطع يده ورجله ثم يضرب عنقه ويحمل رأسه الى بغداد. ... كان الرشيد لا ينادي خصومه وحتى وزرائه الا ب " يا ابن الزانية " اي " الشرموطة " وفي العراق " القحبة " هذا العنف الدموي في عهد الخليفة العادل هارون الرشيد انتقل الى اولاده من بعده ... والحروب بين ولديه الامين والمأمون اسفرت عن مقتل عشرات الالوف من العرب والمسلمين ... وقطع الاخ رأس اخيه وعلقه على مداخل بغداد
خذوا عندكم ( فوق البيعة ) هذه القصة عن تاريخنا التليد ... ويمكن الرجوع اليها في كتاب تاريخ التمدن الاسلامي لجورجي زيدان وبالتحديد في الجزء الخامس صفحة رقم خمسة .... حيث يروى ان الخليفة سليمان بن عبد الملك كان يتنزه ذات يوم في بادية فسمع صوتا يغني من بعيد وكان الصوت رخيما مطربا اي جميلا فغضب الملك منه اذ اعتبره خطرا على عفاف النساء وسببا من اسباب اغرائهن وافسادهن فأمر بخصاء المغني ( اي بقص بيضاته ) وقد خصي المسكين فعلا
عندما تصارع الاخوان السلطان صمصام الدولة والسلطان شرف على الحكم وانتصر شرف الدولة على اخيه قام بتكحيله بمسمار محمى فأعماه ... اما الخليفة القاهر بالله فبدأ عهده الزاهر بتعليق ام الخليفة السابق المقتدر - وهي امه بالرضاعة - من رجليها الى ان ماتت ... ولما انقلب عليه الخليفة الراضي فعل به كما فعل هو بأخيه ... اي كحله بمسمار محمي فعماه .... وتركه يتسول في شوارع بغداد وهو " ملتف بكساء قطني وفي رجله قبقاب خشب " كما ذكر ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية " .
ارجو ان لا يفهم ان هذا العنف الدموي واللغوي في تاريخنا العربي " التليد " يقتصر على التاريخ القديم ... ففي العصر الحديث ارتكب الحكام جرائم اكثر بشاعة تطورت وسائلها بتطور نوعية السلاح ... وتحولت عمليات القتل الى مناسبات احتفالية يشارك فيها العوام ... فالامير عبد الاله الوصي على العرش العراقي سحل في شوارع بغداد من قبل العامة حتى ذابت جثته وفقدت ملامحها ... وجثة عبد الكريم قاسم اكلتها الكلاب وما تبقى منها اطعم للسمك ... وجنرالات الانقلاب في سوريا ابتداء بحسني الزعيم تفننوا في القتل والتصفية ... وجريمة تقطيع الفدائيين الفلسطينيين الجرحى في مستشفى البشير بعمان بالبلطات خلال مجازر ايلول على يد القوات الاردنية الخاصة لم تجد بعد من يسأل ملوك الاردن عنها .... واسألوا شيخ دبي محمد بن راشد عن جريمة والده راشد بن سعيد التي تعرف في تاريخهم باسم ( يوم الوهيلة ) حين قلع الشيخ راشد عيون اولاد عمه ووضعهم في زورق ورماه في البحر ... وصولا الى حشي ماسورة حديد في طيز القذافي قبل قتله مع ابنه
اما ناظم الكراز رئيس المخابرات العراقية في السبعينات فقد تفنن في عمليات القتل وتفرد بها ... فعندما رفض ثلاثون معتقلا من احد التنظيمات المعارضة الاعتراف على زملائهم خارج السجن احضر ناظم كراز تابوتا خشبيا ومنشارا كهربائيا الى مقر السجن ووضع رئيس المجموعة امام رفاقه داخل التابوت ونشر التابوت الى نصفين فانهار الجميع من هول الموقف واعترفوا بما ارتكبوه وما لم يرتكبوه ..... وتوجت داعش تكنولوجيا قطع الرؤوس التي كانت تتم في السعودية بالسيف فاذا بالدواعش يستخدمون سكاكين المطابخ ... وتشاء الاقدار ان يسقط نظام صدام حسين وان تنتشر اشرطة فديو كانت تصور ليس فقط جرائم صدام واولاده وانما ايضا حفلاته الخاصة التي كانت سرا من اسرار العراق واذا بها بين يوم وليلة تصبح متاحة في محلات الفديو ... وعلى اليوتوب .... والاعجب ان الصورة الاكثر شهرة لصدام حتى يوم اعدامه لم تكن صورته وهو خارج من الحفرة ... ولا حتى صورته وهو معلق على حبل المشنقة ... وانما الصورة الاشهر هي التي التقطها له سجانوه وهو بالكلسون .
تاريخنا العربي " التليد " الذي درسته في رحاب الجامعة الاردنية تاريخ غير مشرف ... وما كان يدور في قصور حكامنا العرب من دعارة ولواط وسكر وعربدة وقتل وتعذيب ومؤامرات لا تجد مثيلا له في تواريخ الامم الاخرى ... والعجيب ان هذه الجرائم التي لا يقرها عقل ولا دين كانت تتم احيانا تحت شعارات دينية وكان المجرمون يزعمون انهم خلفاء للامة العربية والاسلامية وانهم من الاشراف وبعضهم كان يزعم انه من سلالة النبي والهدف طبعا هو اضفاء الشرعية على عمليات القتل والسحل والاغتصاب والسرقة التي تمارس بحق الاخرين كما يحدث الان في شوارع البحرين
هناك سمة واحدة تجمع بين الزعماء والقادة العرب الذين لم يكملوا تعليمهم الثانوي مثل شيوخ الامارات والقذافي وصدام حسين وعلي عبد الله صالح وعمر البشير وغيرهم ... وهي انهم يحاولون التغطية على جهلهم وتياستهم في المدارس اما بتأليف الكتب ... او بالتفنن في اختيار الاسماء والعبارات والالقاب .............. والتواقيع
فصدام حسين - مثلا- لم يكن خلال حربه مع ايران منشغلا بالشأن العسكري وبالمآسي التي جرتها الحرب على الشعبين الايراني والعراقي بقدر ما كان منشغلا ومهموما بالاسماء التي سيطلقها على حربه تلك والتي سماها فيما بعد بقادسية صدام ... وكان (يموت) بلقب (حارس البوابة الشرقية) وهو اللقب الذي اطلقه عليه الصحافي الكويتي "احمد الجارالله" صاحب جريدة السياسة الكويتية الذي كان يقبض من صدام ولا يتنقل الا بطائرة خاصة دعاني مرة الى ركوبها يوم عرفني به محمود السعدني في فندق حياة ريجنسي في الشارقة باعتباري كنت يومها احد كتاب الاعمدة في ملحق جريدة السياسة الثقافي وكان مقالي بعنوان " ادب وقلة ادب " فاعتذرت للجارالله ليس لاني اخاف ركوب الطائرات الخاصة التي يملكها صحفيون نفطيون وانما لاني كنت اكتب في جريدته اكراما للسعدني وليس اعترافا بالجارالله اول من دعا الى الاعتراف باسرائيل .... المهم اصبح لقب " حارس البوابة الشرقية لقبا " لازقا " بصدام يتم تذكيرنا به ليل نهار حتى لو زار صدام "مشخة" في الموصل
وخلال حرب الكويت الاولى اطلق صدام على تلك الحرب اسم (ام المعارك) ومع ان بغداد كانت تقصف بعشرات الالاف من الاطنان الا ان صدام - مثل جحا- اقنع نفسه بانه هو الذي انتصر واصبحت (ام المعارك) مقررة على وسائل الاعلام والكتب المدرسية . وبعد ان ارسل بوش الابن ربع مليون جندي الى الكويت لاجتياح العراق كان الهم الوحيد الذي يشغل صدام هو ايجاد اسم للحرب الجديدة ووفقا لما ذكره وزير اعلامه الصحاف فان صدام هو الذي تفتقت عبقريته عن (ام الحواسم) بينما اعطى الصحاف نفسه كردت لالفاظ وعبارات مثل " طراطير " و " علوج " و " عصابة الاوغاد الدوليين ".وبعد ان ضبطوا صدام مختبئا في " حفرة " مثل الجرذ تفتقت عبقرية رسام كاريكاتير سوداني يعمل في جريدة الاتحاد الاماراتية فاقترح لهذه النهاية اسم (ام المخابئ).
هذا الهم التافه الذي عرف به صدام الذي لم يكمل تعليمه الثانوي هو نفسه الذي انشغل به زميله ورفيق دربه معمر القذافي ... فهذا (العقيد) الذي رفع نفسه من (ملازم) الى (عقيد) خلال 24 ساعة لم يجد في المملكة الليبية ما يغيره الا اسمها فحولها الى اسم (الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية الوحدوية الثورية العظمى) وليعذرني القراء ان كنت قد اسقطت كلمات اخرى في هذا الاسم الطويل.ولم يقتصر التغيير الذي ادخله القذافي على اسم الدولة بل غير العقيد في اسماء الاشهر والايام والارقام والمدن ووضع مصطلحات جديدة حتى لأسماء الوزارات والوزراء وكأن ليبيا كان ينقصها - في زمن الملكية- الاسماء فقط فجاء القذافي بثورته ليضعها ... ولما اعجبته الحكاية وضع " الكتاب الاخضر " والحقه بكتاب تافه سماه (الحقراء) عقد حوله كتاب مصريون ندوات كبرى وجعلوه ( ابو الكتب ) في الادب العربي المعاصر
معظم حكام الخليج من الجهلة والاميين واكثرهم لا يحسن فك الخط ومع ذلك كانوا يحرصون ولا زالوا على اظهار انفسهم من خلال طوابع البريد فيتنافسون على نشر صورهم على هذه الطوابع التي كانت - خلال حكم الانجليز- تصدر باحجام مختلفة وملونة كل اسبوع تقريبا ... واذكر اني - خلال ممارستي لهواية جمع الطوابع في المرحلة الاعدادية - كنت اعشق مشيخة قطر لان حكامها كانوا اكثر الناس تفننا باصدار الطوابع
الشيء الذي كان يثير دهشتي خلال اقامتي في مشيخة الامارات هو اكتشافي ان الشيوخ الاميين الذين لا يحسنون فك الخط يتمتعون بميزة تكاد تكون واحدة وهي انهم كلهم اصحاب تواقيع جميلة.كان الشيخ الجاهل من هؤلاء يتدرب على مسك القلم فقط حتى (يوقع) ومعظم تواقيع حكام الخليج وشيوخها عبارة عن (رسومات) ولا بيكاسو ... والتقيت بشيخ كان توقيعه يشغل نصف صفحة كاملة وكان يحب ان يرسمه بالقلم الاحمر
الا ان الظاهرة الاكثر لفتا للنظر بين حكامنا العرب الجهلة الاميين التيوس هي انهم من اهم وافضل زبائن معارض الكتب التي تقام في بلدانهم ولا زلت اذكر - مثلا- ان معرض الكتاب في الشارقة كان اهم مناسبة لاصحاب دور النشر العربية ولا زال لان حجم المبيعات التي تذهب بالجملة الى الشيوخ لا تحققه اية معارض اخرى ومنها معرض فرانكفورت الدولي ... ومعرض القاهرة الدولي.
الكتب - في معارض دول الخليج - تباع للشيوخ بالجملة تبعا لالوانها تماما كما تباع الملابس النسائية والكلاسين ... فالشيخ من هؤلاء يقوم - مع حاشيته - بزيارة معرض الكتاب مصطحبا معه كاميرا التلفزيون حتى تصوره وهو يشتري الكتب حتى يظهر في صورة الشيخ المثقف .. ويقوم بشراء الكتب بكميات كبيرة معتمدا على لون الغلاف وسمكه ويعشق شيوخ الخليج الكتب الضخمة المجلدة التي يختارونها لتناسب مكتبات فاخرة من خشب الزان غالبا ما يفصلونها في قصورهم لاضفاء ملمح جمالي على ديكورات القصر ثم لسد حاجة نفسية عند هؤلاء الجهلة الذين يعتقدون ان شراء الكتب بالرطل والكيلو والطن يكفي لاضفاء طابع المعرفة عليهم
لذا لم اعجب - في عام 1983 - حين قام الشيخ زايد بزيارة معرض الكتاب في ابوظبي وكنت حاضرا ... فقد طلب من اصحاب دور النشر المشاركة (تشكيلة) من الكتب اختارها تبعا لالوان اغلفتها وكان اللون الاحمر يغلب عليها ربما لوجود حساسية وعداء مع اللون (الاخضر) الذي احتكره القذافي.... وقد التقط احد اصحاب دور النشر اللبنانية هذا السر فاعتمد اللون الاحمر في جميع اغلفة الكتب التي يصدرها وقال لي حين التقيته مؤخرا في معرض فرانكفورت انه اصبح صاحب اعلى مبيعات في معرض ابو ظبي للكتاب لان طويل العمر الشيخ زايد يشتري الكتب من جناحه .... من المزراب الى المحراب
ولان الشيء بالشيء يذكر ... بعث الي قاريء بالرسالة التالية :“ الاخ أسامة ... قرأت في أحد الكتب كلاما منسوبا الى الامام علي كرم الله وجهه ولا أدري مدى صحته وان كنت لا أعتقد ان مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عنه ... فهل لديك أي تفسير لهذا الكلام هذا ان كان ما نسب الى الامام صحيحا .... يقول الامام : من يطل أير أبيه ينتطق به
سؤال الاخ القاريء يعكس جانبا من أزمة اللغة العربية وغربتها عن أبنائها وخضوع مفرداتها الى التمييز العنصري الذي بدأ يصنف مفردات اللغة العربية الى مفردات مؤدبة ... ومفردات بذيئة أو غير مؤدبة ... وبالتالي تتم محاكمة الانسان وفقا لهذا التصنيف ... فاذا استخدم المرء في كلامه مفردات ” مؤدبة ” - وفقا للتصنيف السابق — اعتبر انسانا وقورا وعلى خلق .... واذا استخدم مفردات من المجموعة الثانية اتهم المرء بالبذاءة والخروج عن الادب
كثير ما استعمل في مقالاتي عبارات ومفردات عربية بليغة دون الالتزام بالتصنيف السخيف السابق لاني لا أومن بالتفرقة العنصرية بين مفردات اللغة العربية مثل كلمة ” حمار ” التي اصف بها أحيانا بعض الجهلة والاغبياء ... فتنهال علينا الرسائل الوعظية بعدم جواز استخدام الفاظ بذيئة رغم ان كلمة ” حمار ” وردت في القران الكريم في معرض الوصف ” كالحمار يحمل أسفارا ” ... بل ونقرأ في القران الكريم ما هو أشد وابلغ من مثل ” عتل بعد ذاك زنيم ” ... وأظن ان القاريء يعرف ما العتل ... وما الزنيم
القاريء الكريم كاتب الرسالة السابقة توقف عند كلمة ( أير ) التي وردت في كلام الامام علي وظن انها كلمة بذيئة لا يمكن ان يستعملها الامام علي كرم الله وجهه مع ان اللفظة عربية فصحى وهي من الاسماء التي تطلق على العضو الذكري ... وكانت الكلمة تستعمل في لغة العرب والمسلمين في معرض الفخر وليس في معرض الابتذال ... وهذا هو الذي قصده الامام علي في قوله :“ من يطل أير أبيه ينتطق به ” ... فقد كنى العرب بطول الاير عن كثرة الاولاد الذكور و“ الكناية ” من علوم البلاغة التي تدرس في الكتب المدرسية للطلبة العرب من ضمن الاساليب البلاغية الاخرى ... وقد استعار الامام علي عليه السلام — وهو خطيب مفوه وأستاذ في فن البلاغة — كلمة ” الانتطاق ” - من شد النطاق — ليكني بها التقوي بالشيء فقال :“ من يطل أير أبيه ينتطق به ” أي : من كثر بنو أبيه يتقوى بهم أي يصبح بهم قويا ... وبالعامية نقول ” عزوتك في اخوانك ” فاذا زاد عدد اخوانك من ابيك زادت قوتك
قال الشاعر العربي ” السرادق السدوسي ” متفاخرا بأير أبيه في قصيدة من البحر الطويل تجدها في ” لسان العرب ” و ” تاج العروس ” وهما اشهر معجمين عربيين .. قال
فلو شاء ربي كان أير أبيكم طويلا كأير الحارث بن سدوس
الشاعر هنا يتباهى بكثرة اخوانه من ابيه — كان له 21 اخا - وطول الاير عند العرب لا يدل على الفحولة فقط — وهو المعنى الوحيد السائد هذه الايام — وانما يكنى به ايضا كثرة الولد .... فاذا قيل مثلا :“ أير الشيخ زايد طويل ” فان هذا يعني انه خلف عدد كبيرا من الاولاد ولا يعني بالضرورة ان اير الشيخ طوله مترا او مترين ... وفي المقابل حين تقول :“ أير ياسر عرفات قصير ” فان المقصود هنا انه لم يخلف ذكورا مع ان اير ياسر عرفات قد يكون اطول من الشيخ زايد نفسه ...ومثل هذا يقال عن أيور معظم الحكام العرب ... أستثني منهم معمر القذافي فهذا كان لسانه أطول من أيره لذا تجده يتبنى كل شهر طفلا جديدا لانه لم يعد قادرا على التخليف بعد ان انتج لنا كوكتيلا عجيبا من الاولاد والبنات أطلق عليهم اسماء طريفة مستوحاة من الاساطير الاغريقية
ومن هنا ايضا يلقب حاكم الكويت الشيخ جابر في الاوساط الشعبية الكويتية بلقب ” أبو أير ” ليس لانه سمى ابنه البكر ” أيرا ” وانما لان الشيخ كان يتزوج من بكر مساء كل يوم خميس منذ سبعين عاما ... وقد أخبرني مواطن كويتي ان للشيخ اكثر من عشرة الاف ابن وحفيد بل ويقال ان ثلاثة ارباع الشعب الكويتي — بما في ذلك البدون — هم من ابناء الحاكم ومن صلبه ... لذا فان الشيخ الذي كان يخاطب الكويتيين بعبارة ” يا أبنائي ” لا يقصد التكثير على سبيل البلاغة وانما يقصد التقرير أو الاقرار لان الشعب الكويتي كله تقريبا من صلب الشيخ جابر ... ولعل هذا يفسر الشبه الكبير بين الكويتيين رغم اختلاف هويات وجنسيات وألوان امهاتهم ... وان كانت الهنديات هن المفضلات عند طويل العمر .... والاير
بعث هولاكو زعيم التتار عام 1258 ميلادية أى قبل 740 سنة برسالة الى خليفة المسلمين وحاكمهم المستعصم بالله يهدده فيها بسبب تعرض مبعوثيه الى (بهدلة) فى بغداد مما خالف أصول العمل الدبلوماسى آنذاك وأساء الى هيبة المغول وزعيمهم هولاكو
رد المستعصم على رسالة هولاكو بإنذار على الطراز العربى جاء فيه (ان جيوش الخليفة سوف تلعن سنسفيل هولاكو) إلى آخره مما دأب حكامنا العرب على استخدامه فى خطاباتهم الطنانة قبل الحروب وبعدها دون أن يعدوا العدة لدعم كلامهم بالقوة والسلاح تماما كما فعل جمال عبد الناصر قبل حرب حزيران (يونيو) 67 بأسبوع حين ألقى خطابا فى احدى القواعد الجوية قال فيه لاسرائيل: (إذا أردتم الحرب فأهلا وسهلا)... ولبت اسرائيل الدعوة فدمرت مطارات عبد الناصر واحتلت سيناء والجولان خلال ساعات دون أن تطلق قوات عبد الناصر عليها رصاصة واحدة
غضب القائد المغولى هولاكو من تصرف المستعصم ومن رده غير المؤدب فخرج على رأس ثلاثة جيوش جرارة مكونة من مليون جندى الى بغداد
علمت مخابرات المستعصم بالله بأمر الجيش المغولى الجرار فأخبرت قيادتها فى بغداد، وقام الوزير المسؤول (ابن العلقمى) بالدعوة الى مؤتمر وطنى حضره الجنرال المسلم سليمان شاه الذى نصح الخليفة بتمويل حملة عسكرية للدفاع عن بغداد ووافق الخليفة على الاقتراح وقام سليمان شاه بتجنيد مئات الألوف من المسلمين ، لكن الخليفة تراجع عن عرضه مدعيا ان خزانة الخلافة خاوية ولا تقدر على الانفاق على هؤلاء ودفع مرتباتهم فانفض السامر و (روح) الجنود إلى منازلهم ولم يبق فى بغداد لحمايتها إلا الحرس الجمهورى المخول بحماية قصور الخليفة
وصلت جيوش هولاكو الى بغداد فى وقت واحد فخيمت خارج أسوارها وبدأت تضرب أسوار المدينة بالمنجنيقات حتى انهار أحد الابراج مما مكن رجال الكوماندوز التابعين لهولاكو من احتلال الأسوار الشرقية للمدينة لتصبح بغداد تحت رحمتهم
تراجع الخليفة المستعصم عن موقفه فبعث بإبنه وولى عهده الى هولاكو لمفاوضته فطلب هولاكو منهم القاء السلاح وخروج جيش الخليفة باكمله من بغداد الى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك حنث هولاكو بوعده وقام بقطع رؤوس عشرات الالوف من الضباط والجنود على مرأى من سكان بغداد وولى العهد المعظم
دخل هولاكو بغداد على البارد المستريح واستدعى الخليفة المستعصم الى مقره وبعد أول (كف) اعترف الخليفة بوجود حوض من الذهب الأحمر الخالص فى ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى: (وقصارى القول ان كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل) ...هذا كله كوم وما حدث بعد ذلك كوم ، فقد أمر هولاكو باحصاء نسوان الخليفة فتبين ان لجلالته (750) زوجة فقط لا غير وما يزيد عن ألف خادمة، فوزع هولاكو النسوان على ضباطه وجنوده وقطع راس الخليفة ولعب جنوده برأس الخليفة على شواطىء دجلة (فطبول) واستباح هولاكو - بعد ذلك - بغداد ثلاثة أيام حيث ذبح ثمانين الف انسان فى شوارعها واضطر جيشه الى الانسحاب منها هربا من رائحة الجثث المتعفنة وليس لسبب آخر
الحق أقول لكم .. الحاكم العربى معذور .. فرجل له 750 زوجة لن يجد الوقت الكافى للتفكير فى شىء آخر غير النوم مع زوجاته حتى لا يلحق به اثم كبير ان تخلف أو قصر عن مضاجعة هذا الجيش الجرار من النسوان، ثم ليس من المعقول ان يدفع الخليفة مرتبات الجنود من حوض السباحة المملوء حتى آخره بالذهب الأحمر فتلك هى أمواله وأموال الذين خلفوه جمعها منذ خمسة قرون وليس من العدل ان يوزعها على الجنود لحماية بغداد، لذا دخل هولاكو كما دخلت اسرائيل القدس، دون أن تطلق رصاصة واحدة
هذا يذكرنى بصحافى سأل الملك حسين: لماذا لا تدفع يا جلالة الملك واحد فى المئة من ملياراتك لدعم أسعار الخبز، فأجاب الملك: هذه أموال العائلة المالكة وهى ليست أموالا عامة !! ولم يقل جلالته من اين (لهم) هذه الأموال وكيف جمعها، وجده عبد الله دخل عمان هاربا من مكة على ظهر (جحش).المهم ان الصحافي اختفى عن الوجود منذ ذلك الوقت ... ونشرت احدى الصحف الكويتية خبرا عن تبضع الملكة نور في اسواق باريس في الوقت نفسه الذي كان فيه الملك حسين يتجول في دول الخليج طالبا الدعم المالي ... الجريدة الكويتية نشرت الموضوع تحت عنوان " الملك يتسول والملكة تتسوق ".
غفر الله لحكامنا العرب ونسوانهم وأطعمنا بعض ما أطعمهم ولعن الله هولاكو لأنه فرق بين الرجل وزوجاته فهدم بيوتا سعيدة كان المستعصم يفتحها باسم الاسلام والمسلمين !!.. انه سميع مجيب
عندما قررت الهجرة الى امريكا قبل 17 سنة تاركا عملي في دولة الامارات التي اقمت فيها عشر سنوات ... عاتبني صديق ممن يعرفون بورعهم وتقواهم لاني قررت ترك بلاد الاسلام ...الى بلاد الكفار على حد تعبيره ... !!ويوم أمس سالني الصديق نفسه بالهاتف عن " بلاد الكفر " التي حذرني منها قبل 17 سنة ... طالبا مني التوسط له من اجل الهجرة الى امريكا لان بلاد الاسلام التي يقيم فيها - واعني بها الامارات - طردته من عمله بعد ان خدم فيها اكثر من أربعين سنة متواصلة ورفضت السماح له بالبقاء في الدولة كما منعت دخول اولاده الذين يدرسون في الخارج رغم انهم كلهم ولدوا فيها
قلت له وقلبي يتقطع حزنا عليه ... امريكا - يا فلان - هي " بلد الاسلام " وبلادكم هي بلاد الكفر والعهر والاسلام فيها ليس الا مطية للحكام والشيوخ والملوك والرؤساء .قلت له ان عدد الجوامع والمساجد والحوزات الدينية الموجودة في امريكا يزيد عن عددها في اي دولة عربية او اسلامية ... والمسلمون هنا يمارسون شعائرهم بحرية لا تجدها في اي دولة اسلامية .
قلت له ان ابنة الرئيس الامريكي بوش اعتقلت وسجنت وتم التشهير بها في المحطات التلفزيونية الامريكية يوم كان ابوها رئيسا لمجرد انها ضبطت وهي تحاول شراء زجاجة بيرة دون ان تكون ضمن السن القانوني المسموح به ... في حين لم يسأل الشيخ زايد ولده سلطان " تلت التلاتة كام " عندما قام الشيخ سلطان بقطع طريق دبي - العين لاختطاف بنات جامعيات كن عائدات الى منازلهن ... وبدل ان يعدم الشيخ قاطع الطريق بالسيف تنفيذا لحد الحرابة الذي يطبقه الشرع الاسلامي على قاطعي الطرق ... قام الشيخ زايد بترقية ابنه قاطع الطريق من رئيس اركان الى نائب لرئيس الوزراء ولا زال المجرم قاطع الطريق في منصبه حتى هذه اللحظة
هنا في " بلاد الكفر " يحصل العربي او المسلم على جنسية الدولة بعد ان يقيم فيها خمس سنوات ... وفي مشيخة زايد يظل العربي " اينبي " - هكذا يلفظون كلمة أجنبي - حتى لو اقام في المشيخة مليون سنة . هنا ... يذهب اولادنا الى المدارس ذاتها التي يذهب البها اولاد الرئيس بوش ... وفي مشيخة زايد لا يسمح للعربي بدخول المدارس الحكومية وانما عليه ان يدخل اولاده في المدارس الخاصة التي يمتلكها الشيوخ والتي تزيد رسومها عن رسوم الجامعات الامريكية
هنا ... تستطيع ان تقف في مظاهرة امام البيت الابيض ... وتستطيع ان تقول للرئيس الامريكي " يا اخو الهيك وهيك " ... وهناك - في بلاد الاسلام - لا تسمح القوانين باجتماع اكثر من خمسة انفار في مكان واحد ... حتى لو كان " مقهى " الا بأذن من الحاكم العرفي ... واذا فكرت بشتم رئيس دولتك ولو على سبيل الدعابة ستدخل السجن بتهمة " اهانة الذات الرئاسية او الملكية " . هناك ... في مشيخة زايد ... كانت الدعارة الرسمية مسموحة في براكيات " سكة الخيل " وتدار اعمال المومسات باشراف شرطي يتبع الشيخ طحنون ممثل الشيخ زايد ... وهنا - في بلاد الكفر - الدعارة الرسمية ممنوعة .... وتعاقب المومس بالسجن والغرامة
هنا ... لا يسمح للاطفال بدخول دور السينما دون ان يكون بصحبتهم ولي الامر ... ومحطات التلفزة التي تبث افلاما للكبار مطالبة قانونيا ان تبث برامجها للكبار فقط اما عبر الكيبل او في اوقات متأخرة من الليل ... وهناك يبث الينا الشيخ صالح صاحب بنوك البركة الاسلامية افلاما عربية ممنوعة من العرض في مصر عبر محطته التلفزيونية " ارت " واكثرها افلام تتحدث عن علاقات جنسية بين المحارم
هناك ... في بلاد الاسلام ... لا وجود للشورى في الحكم ... فالدولة يقودها ديكتاتور واحد تساعده في الغالب زوجته وزمرة من المجرمين ... اما هنا فالرئيس الامريكي لا يستطيع ان يحك انفه دون ان يتشاور مع الكونغرس
في عمان وحدها ووفقا لما نشرته الجرائد الاردنية نفسها يوجد اكثر من خمسمائة " نايت كلوب " ... وهو عدد لا تجد عشره في نيويورك التي يزيد عدد سكانها عن 16 مليون نسمة
هنا - كما يقول الدكتور احمد الكبيسي - تجد بين كل خمارة وخمارة كنيسة او جامعة او مستشفى ... بينما هناك - في بلادنا العربية والاسلامية - فانك تجد بين كل خمارة وخمارة ... تجد خمارة .
هنا ... اذا ارادت المخابرات أن " تبعصك " فانها تحتاج الى اذونات طويلة وعريضة من القاضي ... وغالبا ما يتصل المخبر بالمتهم او المشبوه هاتفيا ويطلب منه الان في مقابلة وبعد احداث سبتمبر " طبشوها " قليلا فأوقفوا البعض للاشتباه او لمخالفات في الاقامة فقامت على رؤوسهم القيامة ... اما هناك - في بلاد الاسلام - فالمخابرات لا تحتاج الى اكثر من دسيسة من جارك حتى تختفي انت وعائلتك من الوجود ... وحكايات الشبح والتعليق من الارجل وحشي المواسير في مؤخرة السجناء ... وقلع الاظافر والتعذيب بالفلقة والكهرباء لا تمارس الا في بلادنا العربية والاسلامية
في السعودية مثلا ... لا تستطيع ان تتمشى في الشارع اثناء وقت الصلاة ... فهناك ميليشيا تسمى " جماعة الامر بالمعروف " مسلحة بخبزرانات مهمتها جلد الناس على مؤخراتهم لاجبارهم على دخول المساجد ... اما هنا - في بلاد الكفر - فالمسلم لا يمارس طقوسه الدينية الا عن قناعة ولا يذهب الى المسجد الا مختارا وليس خوفا من خيزرانة " الشرطي " . هنا ... استطيع على الاقل ان اكتب هذا المقال دون ان اخاف من الاعتقال والسجن وسحب الترخيص واغلاق الجريدة ... اما في بلاد الاسلام فصدور جريدة مثل عرب تايمز من رابع المستحيلات
هناك ... لا تستطيع ان تضرط فصا دون اذن من المخابرات ... وهنا انت حر بفصوصك ... ولان الشيء بالشيء يذكر فقد تعلمت في الجامعة الاردنية ان الفص في اللغة العربية هو " الضرط " والضرط في قاموس " المعجم الوجيز " هو اخراج الريح من الأست مع صوت ... فان خرج الريح دون صوت سموه في العربية الفصحى" فساء " و " فسوا "... والضرط أو الضراط لا يقتصر على الانسان ... فالبعير يضرط ايضا وتسمى ضرطته " رداما " وضرطة الحمار تسمى " حصاما " ... اما العنز اذا ضرط يقال " حبق " العنز...... أي ضرط
لقد اعتنى علماء اللغة العربية بالضرطة ففصلوها وشرحوها وميزوا بين انواعها وأعطوا لكل ضرطة اسما ... فاذا ضرط الرجل ضرطة خفيفة قالوا " أنبق " بها ... فاذا زادت قيل " عفق " بها ..فان ارتفعت اكثر قالوا " حبج بها وخبج " ... اما اذا كانت الضرطة من العيار الثقيل الذي يصم الاذان قيل " زقع بها " .... والاصوات التي تشجيك في بعض المطاعم التي تقدم للزبائن الكثير من البصل هي من هذا النوع
فليعذرني الصديق رسام الكاريكاتير الكبير علي فرزات لاني اخترت واحدة من اجمل رسوماته لتكون خاتمة لهذا المقال دون اذنه .... وليعذرني المصريون لاني اخترت مثلا شعبيا مصريا يقول :" المال مال ابونا والغرب بيحسدونا " لاغيره الى " الطيز طيز ابونا والغرب بيحسدونا " .... حتى يستقيم المعنى والصورة مع واقع الحال بخاصة بعد ان رأى العالم كله اطياز السجناء العرب في سجن ابو غريب دون ان تهتز شعرة واحدة في رأس اي حاكم عربي لان رأس الحاكم العربي - كما رسمها علي فرزات - عبارة عن طيز هي الاخرى وبالتالي الحال من بعضه
والله من وراء القصد
التحقت بقسم اللغة العربية في كلية الاداب بالجامعة الاردنية عام 1969 ورصيدي من الكلمات والالفاظ البذيئة محدود لا يتجاوز ما تعلمناه في ( الحارة ) وقد اكون صاحب اقل رصيد بين زملائي الطلبة لاني كنت ( ابن الناظر ) وكان والدي رحمه الله محافظا وشديدا ... لكني تخرجت من الجامعة الاردنية بعد اربع سنوات برصيد هائل من الالفاظ والشتائم البذيئة والاوصاف القادحة ليس لان الجامعة كانت ( بالوعة ) مفردات بذيئة ولكن لان مناهج قسم اللغة العربية في الجامعة ( لمت ) كل سفالات العرب وجرعتنا هذه السفالات ( حتة حتة ) على مدى اربع سنوات كاملة
واذا كان الفرنسيون يفخرون بأن فكتور هوجو كتب اربعة الاف بيت في الهجاء ... فان بشار بن برد وحده كتب 12 الف بيت في الهجاء المقذع .. فاذا اضفت اليه ما كتبه الحطيئة والفرزدق وجرير وابن الرومي و ابو العتاهية والمتنبي وشعراء المفضليات وشعراء المعلقات وشعراء الغزل والشعراء الصعاليك من تابط شرا وطالع فاننا نتحدث هنا عن مليون لفظة او عبارة او شتيمة وسخة او بذيئة كان علينا - كطلبة متخصصين - ان نقراها ونحللها ونحفظها ونكرها في الامتحانات حتى ننجح ونتخرج بشهادة ( بكالوريوس في اللغة العربية وادابها ) والاصوب ان يقال ( بكالوريوس في اللغة العربية وقلة ادبها ) دون حرج
لا زلت اذكر قصيدة لتابط شرا كنا ندرسها في السنة الاولى في حصة الدكتور حسين عطوان وكان الدكتور يطلب من كل واحد فينا ان يقرأ بيتا من القصيدة ويشرحه ... وجاء الدور على زميلة ( محجبة ) وكان البيت الشعري مثيرا .. ففيه يصف الشاعر امرأة مرضعة بطحها ارضا واغتصبها وابنها عالق بثديها يرضع ... الزميلة اصيبت بالحرج وتوقفت عن القراءة والشرح ولم يفوت الدكتور عطوان الموقف وسالها : شو يا انسة ؟ .. ثم بعد دقيقة صمت راف بحالها وحول البيت الشعري الى زميل اخر حتى يشرحه .. وهكذا
درسنا في سنة كاملة ( النقائض ) وهي عبارة عن شتائم من الزنار وتحت تبدا بهتك الاعراض وتنتهي بهتك الاعراض ... وانتقلنا الى قصائد ( المفضليات ) وعرجنا على بعض المعلقات ... وفي حصة الدكتور محمود ابراهيم توقفنا عند قصائد المتنبي وكلها قصائد اما في التكسب والكذب والنفاق ومسح الجوخ لحاكم مصر العبد الاسود كافور الاخشيدي الذي لقبه المتنبي بابي المسك ( لانه كان اسود البشرة ) .. واما شتائم لكافور نفسه لانه لم يدفع حتى توج المتنبي شتائمه بقصيدته الشهيرة التي يقول فيها لا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد ... اي والله .. هكذا من التغزل ب ( ابي المسك ) الى ( لا تشتري العبد ) وخذ عندك الكثير من هذه ( النمونة ) ... حتى بتنا نحفظ قصائد لابي نواس في نيك الغلمان .. واخرى لبشار في وصف الايور والاطياز
وان كنت انسى .. لن انسى استاذنا الدكتور محمد عبده عزام ( وهو مصري ) ففي السنة النهائية طلب منا الكتابة عن الموضوعات والخصائص الفنية في القصيدة العربية في العصرين الاموي والعباسي ... زميلنا ( محمد يوسف خضر ) كتب بحثه عن مواصفات ( الاير ) في قصائد بشار بن برد ... وقد اطلعني على بحثه قبل ان يقدمه للدكتور عزام فرجوته ان لا يفعل حتى لا يفصل من القسم او من الجامعة ... لكنه فعل ... فمنحه الدكتور عزام العلامة الكاملة واشاد به وبتحليله واجتهاده... فندمت لاني لم اكتب عن ( نيك الغلمان ) في الشعر العربي لاني - قطعا - كنت سانافس زميلي على العلامة الكاملة التي حرمت منها مثل غيري لان قرائحنا لم تكن مفتوحة على الواسع مثل قريحة زميلنا محمد يوسف خضر
وعلى يدي استاذنا الدكتور عبد المجيد المحتسب درسنا الفرق الاسلامية ... فاذا بنا نغرق في تاريخ ( وسخ ) تبادل فيه المسلمون التكفير وقطع الرؤوس .. وسقط في حروب الفقهاء مئات الالوف من القتلى ليس فقط بين السنة والشيعة وانما ايضا بين السنة والسنة .. فقد ذبح اتباع المذاهب السنية بعضهم بعضا وسالت الدماء انهرا .... وعلى يدي استاذنا الدكتور محمد خير فارس درسنا التاريخ الاسلامي و ( الفتوحات ) الاسلامية ... مئات الالوف من الرؤوس قطعناها في اوروبا ( واسبانيا تحديدا ) بعد ان غزونا بلاد النصارى دون وجه حق وبحجة نشر الاسلام فما نشرنا شيئا غير القتل والذبح وقطف الرؤوس .. ولما استقر الوضع للمسلمين في الاندلس حولوا غرناطة الى ماخور كبير ... ورد لنا ( الصليبيون ) التحية بأجمل منها فغزوا بلادنا وقطعوا رؤوس مئات الالوف في القدس وعكا وطرابلس وحولوا مساجدنا الى كنائس ...... تماما كما فعلنا بهم
لقد زرت الصيف الماضي ( قصر الحمراء ) الذي كنا نتغنى به في المدرسة والجامعة باعتباره ايقونة الفتح الاسلامي لاسبانيا فاذا به يتكون من مبنيين ... احدهما قصر للخليفة وخلانه من ندماء الكاس والطاس والجواري والقيان والمطربين والمطربات من زرياب وجر .. والثاني قصر لنسوانه وجواريه ... وقد احاط القصرين بحدائق سماها ( جنة العريف ) وظل يعيش فيها بعيدا عن هموم العرب والمسلمين متسامرا مع المغنين وشعراء الغزل والحب الى ان قامت الملكة ازابيلا وزوجها فيرناندو بطرده طردة كلاب وهدمت مساجده ردا على هدمه لكنائسها و ( نصرت ) المسلمين ردا على ( اسلمته ) للنصارى ... واوقف دليلنا السياحي الباص عند تلة تطل على قصر الحمراء اسمها ( زفرة المسلم ) وقال لنا : هنا وقف الخليفة ابو عبدالله الصغير الذي سلم غرناطة لايزابيلا يبكي لامه ... وكنت قد مررت بجبل طارق على متن باخرة سياحية ولما عبرنا بمحاذاته سالني شاب امريكي كان يقف الى جانبي بعد ان سمعني ابرطم بالعربية : سير ... من هو طارق ؟ فعجزت عن الاجابة ليس لاني لا اعرف من هو ( طارق ) فاتح الاندلس .. وانما لاني اعرف ايضا ان طارق فاتح الاندلس مات شحادا في دمشق مثله مثل موسى بن نصير لان طارق سلم النسوان الاسبان ( السبايا ) للخليفة بدلا من ولي عهده فلما تولى ولي العهد الحكم بعد شهر واحد اعتقل الاثنين : موسى وطارق .. فقتل الاول وابنه ... وحكم على طارق بالموت جوعا بعد ان منع مساعدته وتشغيله واطعامه حتى قضى طارق بن زياد ايامه الاخيرة يتسول على ابواب المساجد الدمشقية وينافس الكلاب والقطط الضالة على لقمة عيشها من مزابل العرب والمسلمين
اقرا كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني ثم اتبعه بتاريخ الطبري حتى تبيض شعرات راسك من هول ما ستقرأ .. نحن - العرب - كنا مدرسة في فنون اللواط وادبنا العربي انتج وزني شعرا وادبا في نيك الغلمان .. ولنا في قصائد الخمر وهتك الاعراض والتبذل ووصف الغانيات مدارس ومذاهب واذا كان الخليفة العادل هارون الرشيد يحج سنة ويغزو سنة فقد كان في قصوره ينيك النسوان والغلمان عشر سنين ... وقد ربى فأساء التربية ... لان عدد الذين قتلوا في الحروب بين ولديه الامين والمأمون يزيد عن عدد سكان بغداد ... قصور الخلفاء كانت ماخورا كبيرا دخله القاصي والداني .. وحكمنا خلفاء غلمان وشواذ وعبيد وخدم في القصور واطفال ... وحكمتنا نساء وجوار وغواني وشرموطات .... وانتجنا الاف الكتب التي تنافق الحكام والخلفاء والامراء وتزور التاريخ وتفرغ خياط ( ترزي ) اسمه ابو منصور الثعالبي على نفقة ( بيت مال المسلمين ) ليضع لنا كتابا يحصي فيه اسماء الايور والاطياز وحالات النيك واوضاعه وسماه ( فقه اللغة وسر العربية ) اهداه الى الأمير أبي الفضل الميكالي والوزير سهل بن المرزبان .... ولما طلبا منه كتابا اخر يهتم بشئون الرعية وضع لهم كتابا عنوانه .... الغلمان
تاريخنا يا سادة كله جنس وغزل فاحش ولواط وخصيان ... ويندر ان تجد صفحة في كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني لا يركب فيها رجل رجلا ... وهذا الكتاب مقرر على طلبة الجامعات العربية كلها من المحيط الى مشيخة عجمان !! وعصر العبيد والخصيان لم ينتهي ... فالاميرة بديعة ابنة الملك علي ملك العراق قالت في مذكراتها التي نشرتها في لندن ان قصر ابن عمها ملك الاردن مليء بالعبيد و ( الاغوات ) وهو اللقب الذي يطلق على العبيد ومؤسس المملكة عبدالله بن الحسين تزوج من عبدة اسمها ناهدة وسلمها مقاليد الحكم في الامارة ... وقصور شيوخ النفط تغص بالغلمان والخصيان والصواريخ ... ومن لم يقرأ ما سبق وكتبته عن صواريخ الامارات ... خسر نص عمره
نحن الامة الوحيدة في الكرة الارضية التي وضعت للعضو التناسلي عند الاناث خمسة اسماء ووضعت للمؤخرة (الطيز) سبعة اسماء ... وفصلت في اسماء (الخراء) تبعا لصاحب (الخرية) فان كان صاحبها انسان ( بشر ) سموها خراء اما خراء الدابة فسموه (روث) وهناك بعر البعير وثلط الفيل وخثي البقرة وجعفر السبع وذرق الطائر وسلح الحبارى وصموم النعام ونيم الذباب وقزح الحية وجيهبوق الفأر وعقي الصبي وردج المهر او الجحش وسخت الحوار.... وكل هذه اسماء ومصطلحات " للخرية " موجودة في قواميسنا العربية
اي والله ... اكثر من 15 اسما للخرية اجتهد علماء اللغة العربية في وضعها وشرحها وتفصيلها كما فعل الثعالبي في كتابه (فقه اللغة وسر العربية)... فبدل ان ينصرف هذا الامام الفقيه الى محاربة الفساد في قصور الخلفاء انذاك حبس نفسه في بيته ليدرس " الخراء " ويضع له اسماء واوصافا ... والمصيبة انه كان يتقاضى عن عمله الهام والمصيري هذا مرتبات من بيت مال المسلمين ... وكتابه الهام الذي وضعه والمشار اليه اعلاه تقرره جميع الجامعات العربية على طلبتها في حين يدرس طلبة الكفار في امريكا واوربا مصطلحات الكومبيوتر والذرة والتكنولوجيا .... وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ... فنحن نعلم اولادنا في الجامعات " اسماء الخرية " ومصطلحاتها .... وهم يعلمون اولادهم مصطلحات الكومبيوتر ... لذا لا تعجبوا حين تنجب امة العرب زعيما مثل القذافي ... او شيخا مثل القرضاوي او فيلد مارشالا مثل محمد بن زايد
لماذا تعتبون على القرضاوي الذي خصص حلقات من برنامجه (الديني) على شاشة الجزيرة للحديث عن قضيب الزوج وجواز ان تمصه العروس في ليلتة الدخلة وشيخه واستاذه الامام اللغوي الذي مات قبل الف سنة يضع فصلا كاملا في كتابه عن "معايب الرجل عند احوال النكاح" ... فاذا كان الرجل لا يحتلم فهو محزئل واذا كان لا ينزل عند النكاح فهو صلود فاذا كان ينزل بالمحادثة فقط فهو زملق فاذا كان ينزل قبل ان يولج فهو رذوج فاذا كان لا ينعظ حتى ينظر الى نائك ومنيك فهو صمجي فاذا كان يحدث عند النكاح فهو عذيوط فاذا كان يعجز عن الافتضاض فهو فسيل فاذا كان يعجز عن النكاح فهو عنين ...الخ
بل وقسمنا نحن العرب النكاح الى انواع فاذا ركب انسان انسانا قالوا نكحه اما نكاح الفرس فيقال له كام ونكاح الحمار يقال له باك ونكاح الجمل يسمونه قاع ويقولون ايضا نزا التيس " اي نكح التيسة " وعاظل الكلب اي نكح الكلبة وسفد الطائر وقمط الديك.... الخ ويؤكد فضيلة الامام الثعالبي في كتابه المذكور ان اسماء النكاح عند العرب تبلغ مائة كلمة ويشرح الامام هذه الاسماء بالتفصيل الممل ... فالمحت هو النكاح الشديد والدعظ والزعب هو الملء والايعاب وفي قاموس " لسان العرب " اوعب في الشيء اي ادخله فيه والدعس هو النكاح بشدة والهك والهق هو شدة النكاح والرصاع ان يحاكي الرجل العصفور في كثرة الفساد - اي النكاح - والسغم ان يدخل الرجل قضيبه في زوجته ثم يخرجه دون انزال والخوق هو ان يباضع الرجل جاريته فتسمع للمخالطة صوتا والدحب والهرج كثرة النكاح .
اسماء النكاح عندنا نحن العرب الاشاوس لا تقتصر على العلاقات الجنسية الطبيعية وانما تتعداها الى حالات عجيبة من الشذوذ الجنسي والنفسي ... فكان العربي مثلا ينكح جاريته بوجود جارية اخرى تنظر اليه وسموا هذا النوع من النكاح (الفهر) فاذا قال الشاعر فهرت بفلانة اي نكحتها بوجود جارية اخرى تنظر الينا ... بل وكان الرجل يباضع جاريته وينزل مع اخرى والمباضعة هو ان يتمدد عليها وهو عار فلما تأتيه الشهوة يقوم عنها ويولج ذكره في زميلتها ... وسموا النكاح خارج الفرج بالتدليص والشرح هو ان ينكح الرجل الجارية وهي مستلقية على قفاها
ونال قضيب الرجل حظا في الشرح والتحليل والتفسير عند علماء العربية وفقهاء الامة الافاضل ... فسموه (الاير) وسمو ذكر الصبي ( زبا ) وذكر البعير يقال له (مقلم) وهلم جرا ... جردان الفرس وغرمول الحمار وقضيب التيس وعقدة الكلب ونزك الضب ... بل ووضعوا اسما لقضيب الذبابة فسموه (متك)!!
أمة علماؤها الافاضل القدامى والمعاصرون لديهم الوقت الكافي للاهتمام بقضيب الرجل وقضبان جميع الحيوانات لا عجب ان تنجب يوسف القرضاوي وخالد الجندي وطيب الذكر صاحب الصوت الانثوي المخنث الامرد حالق اللحية فضيلة الشيخ عمرو خالد
لقد اكتشف العالم الامريكي المصري الاصل احمد زويل (الفمتوثانية) فنال جائزة نوبل عن جدارة لان هذا الاكتشاف سيساعد البشرية في اكتشاف الامراض وعلاجها... ولو ظل احمد زويل في جامعة عين شمس التي تخرج منها لوظفوه في وزارة الثروة الحيوانية وشغلوه بالحمير وايورها ... ولربما طلبوا منه ان يقيس طول "غرمول الحمار" حتى يكتشف العلاقة الفيمتوثانية بين برامج القرضاوي ... والحمير الذين يشاهدون هذه البرامج ... وانا منهم !!
هذه التجربة التي صدمتني في الجامعة الاردنية ولدت عندي مناعة ضد الكذب واصبحت اشم رائحة النفاق عن بعد مليون سنة ضوئية ولم تعد المظاهر تخدعني حتى لو كانت مظاهر ملوكية ... فالصورة التي حملتها منذ طفولتي عن الملك حسين مثلا هي ذاتها التي حملها غيري ... والتي رسمتها وسائل الاعلام الرسمية .... صورة لملك وقور يتحدث الفصحى بصوت ثخين ... مؤدب جدا ... نظيف ... رياضي .... ورع ... يؤدي الصلوات في اوقاتها .... لا يسكر ... ولا يلاحق النسوان ... والاهم من هذا لا يتلفظ بعبارات بذيئة ... صورة اقرب الى نبي منها الى ملك عربي تزوج من عدة نسوان ونشرت الصحف الاجنبية الكثير عن غرامياته حتى قيل انه عين سفيره في لندن رئيسا للوزراء لان السفير كان يعمل قوادا للملك خلال دراسة الملك في كلية ساندهيرست.... السفير هو البيطري فوزي الملقي وحكاية القوادة وردت في كتاب " تواطؤ عبر الاردن " ... وللراغب بقراءة المزيد عن رئيس الوزراء الاردني القواد انقر على الرابط التالي
اخبرني دبلوماسي اردني سابق بالقصة التالية ... قال : دعانا الملك في احد الايام الى لقاء في العقبة وبعد الاجتماع الذي عقد في احد الفنادق توجهنا الى غرفنا الصغيرة لتغيير ملابسنا وارتداء ملابس البحر تلبية لعزومة الملك لنا حيث اعد لنا " بوفيه مفتوح " و ( مايوه بارتي ) على ضفاف بركة الفندق ... ونزل اكثرنا الى الساحة بلباس البحر وكان الملك مثلنا يرتدي مايوه ملتصق جدا بجسده ظهرت من خلاله تضاريس عضوه الذكري ... حيدر محمود - الذي كان حاضرا- غمز عدنان ابو عودة مشيرا الى ( اير ) الملك ... تنبه الملك الى الغمزة فسأل حيدر محمود: شو في وله ... على ايش بتتطلع؟
رد حيدر محمود: يعني على ايش عم نتطلع يا سيدي ... على هذا؟ واشار الى ايره
فاجاب الملك بصوت سمعه كل من كان في البركة وحولها: هذا اير هاشمي يا قواد!!
جده الملك عبدالله سلم الاردن لناهد وناهدة ... واغلب الظن ان الشعب الاردني لا يعرف من هذا ومن تلك لان كتب التاريخ الاردني الرسمي والخاص لم تعرج على ذكر الاسمين ولولا ماري ويلسون في كتابها ( عبدالله وشرق الاردن ) لما عرفنا ان عشيقة الملك عبدالله العبدة السوداء ناهدة كانت تحكم الامارة اولا من مخيمها في ماركا ثم من قصرها في عمان الذي عرف باسم ( القصر الابيض ) والذي بناه الحاج ياسين سعيد ملص امام عمارة ملص المعروفة في عمان ... ( ناهدة ) عبدة سوداء حبشية جلبها عبدالله معه من السعودية لتربي له ابنتيه الاميرتين مقبولة ومنيرة من زوجته الشريفة مصباح وفي ليلة ليلاء نط عبدالله على جاريته ناهدة ( بالحلال طبعا لانها مما ملكت يمينه ) وسلمها هي وشقيقها ( ناهد ) حكم البلاد ... وناهد كان مثلها عبدا اسود وكان يومها بمثابة رئيس الديوان الملكي .. بدا عمله كمسئول عن عبيد القصر وانتهى كرئيس للديوان الملكي .. ناهد وناهدة لم يرد ذكرهما في اي كتاب اردني ... اللهم الا مؤخرا عندما شرب ابن وزير داخلية سابق حليب السباع ونشر في كتابه ( موسوعة عمان ايام زمان ) في الجزء الثالث ( المجلد الثالث ) صفحة رقم 198 صفحة عن سخرية شيوخ عمان ومسئوليها من علاقة الملك بناهدة بل ونشر ابن الوزير صفحات اخرى عن سماح الملك للمندوب البريطاني بدخول المسجد الحسيني بصرمايته واعتراض الشيخ طراف حيمور على ذلك وقيامه بطرد الانجليزي امام الملك وهو ما فعله لاحقا ابن الامير محمد حينما سمح للبابا بدخول المسجد بالكندرة ولم يجد الامبر طلال بن محمد من يطرده من المسجد لعدم وجود من هم بقامة الشيخ حيمور هذه الايام
سمعت الكثير عن الجانب الاخر من شخصية الملك حسين وآخر ما سمعته بثته محطة الجزيرة مؤخرا على لسان محمد حسنين هيكل الذي اكد ان الملك حسين كان خفيف دم وصاحب نكتة وكانت عنده قدرة عجيبة على تقليد الاخرين بالشكل والصوت ولا اي ممثل مصري ... تخيلوا لو ان الملك - مثلا- قدم لنا وصلة تقليد عبر التلفزيون الاردني ... كيف ستكون ردة فعلنا نحن الذين كنا ننظر اليه كنبي منزل ... ووقور
بعد معركة الكرامة نشرت مئات الصور لدبابات اسرائيلية محروقة ومقاتلين فلسطينيين وجنودا اردنيين ... ولكن الصورة التي علقت في الاذهان انذاك وتبادلها الناس هي صورة الملك حسين وهو يقف على دبابة ويأكل ساندويتش فلافل وبجانبه بطل المعركة الحقيقي الجنرال مشهور حديثه الجازي .... وكأني بالشعب الاردني لا يصدق ان ملكه بشر وانه ياكل مثلنا ساندويتش ... وفي رمضان الماضي تبادل الاردنيون هنا في امريكا صورا للملك عبدالله وزوجته واولاده وهم يأكلون فول وفلافل في مطعم هاشم الشعبي وسط عمان ... لو فعلها الرئيس الامريكي هنا لما لفت نظر احد ولكن ان يقوم بهذا العمل الخارق ملك اردني فتلك اعجوبة تستحق ان تقوم لها الدنيا ... وتقرمز .
نفس الملك جاء الى سان فرانسيسكو في العام نفسه وتوقف مع حرسه ورجال الامن السريين الامريكيين امام مطعم همبورغر في شارع عام ... وبسبب ذلك اغلقت الطرق الداخلة والخارجة من المنطقة مما ادى الى تعطيل المواطنين القاطنين في المنطقة ... احدهم سأل : شو القصة فأخبروه ان ملك الاردن جاء حتى يأكل همبرغر ... فكتب المواطن الامريكي رسالة احتجاج نشرتها جريدة سان فرانسيسكو اليومية يسخر فيها من هذا الملك االعربي ويسأل : ما الحكمة من ان يطير هذا الملك الاف الكيلومترات الى سان فرانسيسكو حتى يأكل همبورغر فيها ويعطل مصالح الناس ويخلق ازمات مرورية ... مطاعم الهمبورغر تغطي امريكا وكلها متشابهة ... الم يجد هذا الملك العربي غير هذا المطعم ذو الوجبات السريعة الذي يقع في شارع مزدحم حتى يأكل فيه ... شو هالتفاهة ؟؟ ( المواطن الامريكي الذي يسأل وليس انا )
ولان الشيء بالشيء يذكر ... اتوقف عند شيخ قطر وشتمه للشعب الاردني بتسجيل موجود الان على شبكة يوتوب
التسجيل ليس لمكالمة هاتفية كما يظن من وضعه على يوتوب .. ولم يتم التسجيل في الدوحة ... التسجيل تم في دمشق في الفندق الذي نزل فيه شيخ قطر وموزته في اخر زيارة لهما الى سوريا يوم كانت العلاقة مع نظام بشار الاسد سمنا على عسل ... في الصالة الملحقة بالجناح الذي نزل فيه شيخ قطر كانت ميكروفونات التنصت التي زرعتها المخابرات السورية تعمل بنشاط لتلتقط كل كلمة وكل همسة لحاكم قطر ... واغلب الظن ان السوريين كانوا يعلمون في قرارة انفسهم ان رجلا انقلب على ابيه وسرق منه الحكم وتصالح سرا مع الصهاينة ليس من المستبعد ان ينقلب في اية لحظة عليهم - وهو ما حصل فعلا - لذا كان من الواجب ان ترصد كلمات وهمسات الشيخ وحتى اتصالاته الهاتفيه طوال فترة وجوده في دمشق ... وهذه النوعية من الشيوخ ( تكر ) ما فوقها وما تحتها بخاصة في حالة السكر الشديد ... التسجيل الحالي تم في الصالة الملحقة بالجناح الذي نزل فيه الشيخ ... ومن المؤكد ان لدى السوريين تسجيلات لما كان يدور في غرفة نومه ايضا بخاصة وان موزة كانت معه واذا حصلنا على مثل هذا التسجيل نعدكم ان تكونوا اول من يستمع اليه بخاصة وان طقوس العلاقة بين حمد وموزته تتم عن طريق ( التصادم ) على طريقة علاء ولي الدين وزوجته في فيلم الارهاب والكباب وقيل ويقال الكثير عن هذا التصادم في مجالس القطريين ... على اي حال هذا موضوع ( سافل ) - للكبار فقط - سنعود اليه لاحقا بالتفصيل الممل فانتظروه على صفحات ... عرب تايمز
التسجيل طويل بدا بالتهجم على السعودية حيث يسخر حمد من الملك عبدالله ويقول ان سعود الفيصل هو الذي يقوده ... ثم يشير الى ان السعوديين يتامرون على سوريا ويريدون اذلالها مع انهم اصدقاء في اشارة الى الزيارة التي قام بها بشار الاسد الى الرياض ... ثم يبدأ شيخ قطر بالحديث عن البورصة وارتفاع اسعار النفط وبعد ان يشتم السودانيين يقول ان الذين يقفون الان مع السعودية هم ( الاردنيون والمصريون ) لانهم ( بلا كرامة ) كما قال
لا يغرنكم الابتسامات التي يتبادلها الحكام العرب في لقاءاتهم وحديثهم الممجوج عن علاقات الاخوة والتعاون والصداقة بينهم ... وما حدث مؤخرا في ليبيا - على سبيل المثال - نموذج لما يضمره كل زعيم لرفيقه ... والقذافي الذي اغتصب ( بماسورة حديد ) ثم عذب قبل ان يقتل راح ضحية لهذه الاخوانيات التي جمعته بشيخ قطر الذي لعب دورا في قتله وفي قتل اكثر من اربعين الف ليبي ذهبوا ضحية غارات اطلسية كانت تتم بتوجيه من ضباط قطريين على الارض كما اعترف رئيس اركان الشيخ حمد بنفسه
كلما رايت صورة لملك او رئيس او زعيم عربي تحيط بها هالة من الوقار والزعامة والفخامة والعبقرية اطلق لنفسي العنان لقراءة ما وراء سطور هذه الصورة واسأل نفسي في نهاية الامر: هل يعيش الزعيم العربي مثلنا ؟ هل يأكل مثلنا؟ كيف يقضي جلالته او فخامته او سموه ساعات النهار داخل جدران قصره او غرف نومه؟ هل شاهد مثلنا مسلس الخربة لدريد لحام ؟ وهل لو اختلف الحاكم العربي مع زميل له يشتمه - مثلنا- بعبارات بذيئة؟ هل يقرض الزعيم العربي الاخرين مالا او يقترض منهم؟ هل يكون جمعية على الطريقة المصرية مع موظفي قصره؟ كم مرة ينام الزعيم العربي مع زوجته؟ وماذا يفعل في الفراش؟ ( علمنا لاحقا ان زين الهربانين بن علي كان خربانا وان ليلى كانت تحقنه بمقويات جنسية كما نشرت الصحف التونسية ) ولن نعرف ان كان شيخ قطر خربانا هو الاخر الا اذا سقط او اذا طلق موزته لانه - بالتاكيد - اعلم الناس بهذا الامر ... فلولا طلاق القرضاوي من زوجته الجزائرية ووصول الفضيحة الى محاكم الدوحة الشرعية لما عرفنا ان القرضاوي يعاني شبقا جنسيا وانه في الفراش اسفل من هبنقة وانه يحب اللحس والمص والدعك ويصدر فيها فتاوى ينسبها الى الرسول
اسئلة كثيرة ترد على ذهن اي مواطن عربي عادي فيما يتعلق بالحياة الخاصة لرئيسه او ملكه او زعيمه وهي لا ترد على بال اي مواطن امريكي على سبيل المثال لان هذه الامور ليست خاصة بالنسبة للرئيس ... كلنا - هنا في امريكا - نعرف كم يبلغ دخل الرئيس الامريكي السنوي لأن الضرائب السنوية على دخله تنشر في الصحف ... وكلنا نعلم كيف يعيش وماذا يأكل وماذا يشرب ... ولما (مصت) مونيكا للرئيس كلينتون شاهدنا الحكاية على شاشات التلفزيون وبالتفصيل الممل ... عرفنا من كلينتون نفسه ظروف عملية المص وكيف تمت وكم مرة وقعت واين وكيف ... الرئيس في امريكا او اوروبا لا تحيط به هالة من العبقرية والوقار مثل تلك التي تحيط بالزعيم العربي ... فقد رأينا الرئيس كلينتون وهو يعزف على السكسفون وشاهدنا بوتين وهو يرقص ... وراقبنا شافيز وهو يلعب فطبول.... كم مواطنا عربيا شاهد ملكه او رئيسه وهو يلعب بلياردو مثلا ؟
وحتى الشتائم التي يتفوه بها حكام العالم ليست سرية وغالبا ما تنقلها الفضائيات دون حرج ولا تعتبر شخصية الملك او الرئيس مقدسة الا عند العرب!! ... نشر صورة لرئيس امريكي وهو بلباس البحر لا يزيد او ينقص في ثمن المطبوعة الامريكية التي نشرت الصورة ... ولكن عندما نشرت مجلة المصور المصرية في منتصف الستينات صورة الملك حسين وعروسه انطوانيت - ام الملك الحالي - وهما بالمايوهات على شاطيء البحر في العقبة تخاطف الاردنيون العدد من الاسواق واضطرت المجلة الى طباعة نسخ اضافية ... ولعب المراهقون يومها ستة وباليد واحد - بالمصطلح الاردني - وفي المصطلح المصري تسمى هذه العملية ( ضرب عشاري ) ويعرف فاعلها باسم ( برايز ) ... فصورة ملكة الاردن الجديدة انذاك ( الملكة انطوانيت ) كانت مثيرة بمايوه بكيني احمر ولا اجمل ... صورتها لم تكن معروفة للاردنيين فما بالك وهي تنشر لهم ولاول مرة ليس بعباءة اردنية او قمباز فلسطيني وانما بمايوه بكيني احمر ... واين ... على غلاف مجلة المصور المصرية ... وبالالوان
في مطلع الثمانينات وقبل ان تجتاح اسرائيل بيروت بعدة اشهر طرت الى العاصمة اللبنانية لحضور الاجتماع السنوي للاتحاد العام للكتاب الصحفيين الفلسطينيين الذي عقد آنذاك في فندق (البوريفاج) ... كان الكتاب والصحفيون الفلسطينيون موزعين على فصائل تتصارع على امانة الاتحاد ... وقلة من المشاركين كانت توصف بانها (مستقلة) اي انها لا تتبع اي فصيل وكنت انا وعدد من الزملاء الصحفيين العاملين في دول الخليج منهم على رأسنا ناجي العلي.
ولسبب اجهله كانت حركة فتح تعتبر ان اي كاتب او صحفي فلسطيني مستقل هو بالضرورة (فتحاوي) لذا طرقت مخابرات ابو عمار ابوابنا في غرفنا في الفندق في الثالثة صباحا واصطحبتنا لحضور اجتماع (حركي) لعرفات كان الهدف منه كما علمنا التخطيط للانتخابات التي ستجري في صبيحة اليوم التالي من اجل تفويز مرشحي فتح ... لم تكن هذه المرة الاولى التي التقي فيها ياسر عرفات ... فقد التقيته في اكثر من مناسبة ولكنها كلها كانت مناسبات عامة مصورة يظهر خلالها ابو عمار مؤدبا مهندما لبقا مجاملا يغرق الحاضرين بالقبلات والبوسات بكرم حاتمي بمناسبة ودون مناسبة.
في تلك الليلة جرجرونا الى اجتماع (حركي) يترأسه ابو عمار في غرفة عمليات تقع تحت احدى البنايات في منطقة جامعة بيروت العربية ... في تلك الليلة شاهدت وجها آخر لياسر عرفات... كان يشتم الحاضرين بكلمات بذيئة من الزنار وتحت ... وخلال انفعاله وصف القذافي بانه (ابن شرموطة)... كان ابو عمار في ذلك الاجتماع وقحا ... لم يوزع قبلاته على احد وكان يخاطب الطيب عبد الرحيم الذي حضر الاجتماع بعبارات من الزنار وتحت والطيب هذا هو الذي يحكم الآن في مقر ابو مازن في رام الله!!
ما رأيته في (ابو عمار) فسر لي يومها لغزا لم افهمه من قبل حين طلبت سوريا من عرفات مغادرة الاراضي السورية فورا وخلال ساعة واحدة ... يومها قال لي صديق مطلع على العلاقات السورية الفلسطينية ان احد خصوم ابو عمار وفي قعدة حركية كهذه سجل لعرفات شريط كاسيت شتم فيه حافظ الاسد بعبارات بذيئة مشيرا الى طائفته العلوية ... الشريط تم توصيله الى الاسد من خلال احد خصوم عرفات في القيادة الفلسطينية وقيل يومها انه ابو مازن الذي كان يقيم في دمشق ... استمع حافظ الاسد للشريط خلال زيارة رسمية يقوم بها عرفات لدمشق ... الاسد استشاط غضبا وامر باعتقال عرفات ولما تدخل كبار المسئولين في سوريا منعا للفضيحة امر الاسد بطرد عرفات من الاراضي السورية خلال ساعة ... كان الشريط الذي سجله ابو مازن لعرفات يحمل كما هائلا من الالفاظ البذيئة والنابية التي لا تسمعها الا في حانات الليل ولا يتفوه بها الا السكارى!!
الطريف ان حماة ياسر عرفات لا تختلف كثيرا عن زوج ابنتها ... فرسمة الكاريكاتير البذيئة التي وصلتني في مطلع التسعينات عن الملك فهد بعث بها الي مدير وكالة صحفية كانت تمتلكها وتديرها ريموندا الطويل في واشنطن ... انقر هنا لقراءة تفاصيل هذه الحكاية .
كنت دائما اسال نفسي لماذا لا يقوم احد المقربين السابقين من الملك حسين - مثلا- بالكتابة عن الوجه الاخر للملك ... عن خصوصياته والطريقة التي عاشها في قصره وبين نسوانه وعشيقاته ... ماذا كان يأكل وماذا كان يشرب والى اي مدى صحت التقولات التي نشرت عنه قبل موته وبعد موته في صحف ومجلات اجنبية.
جده - الملك عبدالله- كان ولا يزال يقدم لنا في الكتب المدرسية الاردنية على انه رجل وقور وبطربوشه الاسلامي ولحيته الطويلة يبدو وكأنه احد شيوخ الازهر في حين تقرأ عنه في كتاب " ماري ويلسون" ما يشيب له الراس ... فقد كان الملك المعمم الملتحي ازعر سكرجي قمرجي غشاش تافه محتقر حتى من المسئولين الانجليز في عمان .. وكان يمضي ايامه مع عشيقته " ناهدة " وهي عبدة سوداء احضرها عبدالله معه من السعودية لتعمل خادمة لابنته الاميرة مقبولة ... وفي ليلة ليلاء دخل الملك غرفة ابنته فوجد " ناهدة " شبه عارية فاغتصبها ... واتخذها عشيقة .... بنى لها مخيما في منطقة ماركا قرب عمان وسلمها اموره المالية حتى قيل انها كانت مسئولة عن تأجير اراضي الغور للوكالة اليهودية ... ناهدة كانت هي الآمر الناهي في الاردن وكانت سببا في الخلاف الذي وقع بين عبدالله وابنه الملك طلال الذي انتصر لامه وغضب من علاقة ابيه بالعبدة (ناهدة) فاتهموه بالجنون ... عزلوه عن الحكم ورموا به في مصحة عقلية في تركيا ومات فيها غريبا!! الغريب انك لو سألت اي مواطن اردني من جيل الثلاثينات والاربعينات تجده يعرف بالحكاية كاملة بل ويزيد عليها ما كان يعرفه عن علاقة الامير عبدالله ببنات وادي السير ونوريات اربد ولكنك لا تجد في الكتب التي أرخت للاردن كلمة واحدة عن ناهدة التي تعرف بين الاردنيين ( بالعبدة ) رغم خطورة الدور الذي لعبته انذاك .
لا تمر مناسبة الا ويتحدث فيها الحكام العرب عن تاريخنا العربي " التليد " مع ان جميع الحكام لا يعرفون معنى كلمة " تليد " ومنهم لم يقرأ في التاريخ العربي اكثر من سيرة المهلهل وسيرة عنترة وسيرة الاميرة ذات الهمة ولسبب اجهله كنت اكثر الناس كرها لحصة " التاريخ " في المدرسة وبقيت على كرهي لهذه المادة حتى عندما التحقت بكلية الاداب في الجامعة الاردنية ... ولسبب اجهله ايضا اصبحت بعد ان تجاوزت الاربعين من العمر مصابا بداء التاريخ ومدمنا على قراءة كتب التاريخ الى درجة المرض فأنا لا استطيع ان انام قبل ان اقرأ كتابا في التاريخ وغالبا ما تركبني الكوابيس بخاصة عندما يكون الكتاب عن تاريخنا العربي " التليد " ولعل هذا كان اول ما لفت نظر الصحفي الكبير محمود السعدني عندما التقيته وعملت معه في منتصف السبعينات حتى انه عرض علي التفرغ لاعادة كتابة كتاب الاغاني للاصفهاني بلغة بسيطة ومفهومة وكان يقترح عنوانا للكتاب الجديد " الاغاني من تاني " وللسعدني فعلا كتاب بعنوان ( مصر من تاني ) ولما بعثني لمقابلة نزار قباني وجدت ان نزار يعلم بالمشروع وانه كان ايضا من المولعين بقراءة التاريخ مثلي
لعل اكثر ما يقشعر بدني وانا اقرأ في تاريخنا العربي " التليد " هو حجم القتل والذبح وسفك الدماء والتفنن في عمليات الذبح مما لا اجد له مثيلا في تاريح الامم الاخرى فضلا عن حجم البذاءات التي يتلفظ بها الحكام والخلفاء ... فنحن - العرب - اول من ابتكر وسائل القتل بالتوسيط والتفليق والتكحيل وعصر البيضات والشي في التنور والسلخ والتفصيص والنفخ والخازوق والتقطيع والدفن للاحياء والسحل ... بل وتبادل الرؤس البشرية كهدايا وتذكارات وقد شاهدتم قبل ايام الرابط الذي وضعناه لكم على يوتوب ويصور شابا سوريا مقنعا من ( الثوار ) وهو يذبح بالسكين شابا سوريا اخر بدعوى انه كافر ومارق
اما " التوسيط " فهو القتل بالسيف عن طريق قطع الانسان الى نصفين من الوسط اي من فوق السرة ...ومن ذلك مثلا ما كان يفعله الامير صلاح الدين محمد بن ايوب الغساني الذي كان يعاقب من يخالفه الرأي مهما كان هذا الرأي تافها بالتوسيط حيث كان يشير الى ثلاثة من العبيد المرافقين له بالقول : وسطوه ... اي اقطعوه من الوسط وهو نوع من القتل ابشع من ضرب العنق او القتل بقطع الرقبة أما " التفليق " فأكثر بشاعة ... حيث كان الحكام العرب يأمرون بفلق خصومهم بالسيف بشكل عامودي من اعلى الرأس حيث يتم قطع الرجل الى نصفين وهو واقف
الخليفة العادل هارون الرشيد لم يكن عادلا الا في كتب التاريخ التي الفها المنافقون في قصره ... اما واقع الحال فيقول ان هارون الرشيد كان يتفنن في قتل خصومه بوشاية تصل اليه او لخلاف على امرأة ... كما فعل مع بشير ابن الليث الذي لم يكن له من ذنب الا كونه اخ " رافع بن الليث " احد خصوم الرشيد ... فحين وقع بشير في قبضة الرشيد امر احد اللحامين العاملين في مطبخ القصر ان يستخدم سكينا صدئة في سلخ بشير عظمة عظمة وهو حي وجلس هارون الرشيد مع جواريه وهو يستمتع بمشاهدة هذا المنظر ... ولعل ما فعله الرشيد مع صديق عمره واخوه بالرضاعة " جعفر البرمكي " يكفي للدلالة على وحشية هذا الخليفة الذي تصفه كتب التاريخ " المدرسي " بالعادل ... فقد قتل جعفر وقطع رأسه وامر بجثته ففصلت وعلقت على ثلاثة جذوع راسه في جذع وجسده على جذع وسائره على جذع .... ولما وشى البعض للرشيد بأن صديقه وجليسه الشاعر منصور النمري قد نظم قصيدة يذكر فيها احقية العلويين بالولاية بعث الرشيد الى النمري بجلاد وطلب منه ان يسل لسانه من قفاه ويقطع يده ورجله ثم يضرب عنقه ويحمل رأسه الى بغداد. ... كان الرشيد لا ينادي خصومه وحتى وزرائه الا ب " يا ابن الزانية " اي " الشرموطة " وفي العراق " القحبة " هذا العنف الدموي في عهد الخليفة العادل هارون الرشيد انتقل الى اولاده من بعده ... والحروب بين ولديه الامين والمأمون اسفرت عن مقتل عشرات الالوف من العرب والمسلمين ... وقطع الاخ رأس اخيه وعلقه على مداخل بغداد
خذوا عندكم ( فوق البيعة ) هذه القصة عن تاريخنا التليد ... ويمكن الرجوع اليها في كتاب تاريخ التمدن الاسلامي لجورجي زيدان وبالتحديد في الجزء الخامس صفحة رقم خمسة .... حيث يروى ان الخليفة سليمان بن عبد الملك كان يتنزه ذات يوم في بادية فسمع صوتا يغني من بعيد وكان الصوت رخيما مطربا اي جميلا فغضب الملك منه اذ اعتبره خطرا على عفاف النساء وسببا من اسباب اغرائهن وافسادهن فأمر بخصاء المغني ( اي بقص بيضاته ) وقد خصي المسكين فعلا
عندما تصارع الاخوان السلطان صمصام الدولة والسلطان شرف على الحكم وانتصر شرف الدولة على اخيه قام بتكحيله بمسمار محمى فأعماه ... اما الخليفة القاهر بالله فبدأ عهده الزاهر بتعليق ام الخليفة السابق المقتدر - وهي امه بالرضاعة - من رجليها الى ان ماتت ... ولما انقلب عليه الخليفة الراضي فعل به كما فعل هو بأخيه ... اي كحله بمسمار محمي فعماه .... وتركه يتسول في شوارع بغداد وهو " ملتف بكساء قطني وفي رجله قبقاب خشب " كما ذكر ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية " .
ارجو ان لا يفهم ان هذا العنف الدموي واللغوي في تاريخنا العربي " التليد " يقتصر على التاريخ القديم ... ففي العصر الحديث ارتكب الحكام جرائم اكثر بشاعة تطورت وسائلها بتطور نوعية السلاح ... وتحولت عمليات القتل الى مناسبات احتفالية يشارك فيها العوام ... فالامير عبد الاله الوصي على العرش العراقي سحل في شوارع بغداد من قبل العامة حتى ذابت جثته وفقدت ملامحها ... وجثة عبد الكريم قاسم اكلتها الكلاب وما تبقى منها اطعم للسمك ... وجنرالات الانقلاب في سوريا ابتداء بحسني الزعيم تفننوا في القتل والتصفية ... وجريمة تقطيع الفدائيين الفلسطينيين الجرحى في مستشفى البشير بعمان بالبلطات خلال مجازر ايلول على يد القوات الاردنية الخاصة لم تجد بعد من يسأل ملوك الاردن عنها .... واسألوا شيخ دبي محمد بن راشد عن جريمة والده راشد بن سعيد التي تعرف في تاريخهم باسم ( يوم الوهيلة ) حين قلع الشيخ راشد عيون اولاد عمه ووضعهم في زورق ورماه في البحر ... وصولا الى حشي ماسورة حديد في طيز القذافي قبل قتله مع ابنه
اما ناظم الكراز رئيس المخابرات العراقية في السبعينات فقد تفنن في عمليات القتل وتفرد بها ... فعندما رفض ثلاثون معتقلا من احد التنظيمات المعارضة الاعتراف على زملائهم خارج السجن احضر ناظم كراز تابوتا خشبيا ومنشارا كهربائيا الى مقر السجن ووضع رئيس المجموعة امام رفاقه داخل التابوت ونشر التابوت الى نصفين فانهار الجميع من هول الموقف واعترفوا بما ارتكبوه وما لم يرتكبوه ..... وتوجت داعش تكنولوجيا قطع الرؤوس التي كانت تتم في السعودية بالسيف فاذا بالدواعش يستخدمون سكاكين المطابخ ... وتشاء الاقدار ان يسقط نظام صدام حسين وان تنتشر اشرطة فديو كانت تصور ليس فقط جرائم صدام واولاده وانما ايضا حفلاته الخاصة التي كانت سرا من اسرار العراق واذا بها بين يوم وليلة تصبح متاحة في محلات الفديو ... وعلى اليوتوب .... والاعجب ان الصورة الاكثر شهرة لصدام حتى يوم اعدامه لم تكن صورته وهو خارج من الحفرة ... ولا حتى صورته وهو معلق على حبل المشنقة ... وانما الصورة الاشهر هي التي التقطها له سجانوه وهو بالكلسون .
تاريخنا العربي " التليد " الذي درسته في رحاب الجامعة الاردنية تاريخ غير مشرف ... وما كان يدور في قصور حكامنا العرب من دعارة ولواط وسكر وعربدة وقتل وتعذيب ومؤامرات لا تجد مثيلا له في تواريخ الامم الاخرى ... والعجيب ان هذه الجرائم التي لا يقرها عقل ولا دين كانت تتم احيانا تحت شعارات دينية وكان المجرمون يزعمون انهم خلفاء للامة العربية والاسلامية وانهم من الاشراف وبعضهم كان يزعم انه من سلالة النبي والهدف طبعا هو اضفاء الشرعية على عمليات القتل والسحل والاغتصاب والسرقة التي تمارس بحق الاخرين كما يحدث الان في شوارع البحرين
هناك سمة واحدة تجمع بين الزعماء والقادة العرب الذين لم يكملوا تعليمهم الثانوي مثل شيوخ الامارات والقذافي وصدام حسين وعلي عبد الله صالح وعمر البشير وغيرهم ... وهي انهم يحاولون التغطية على جهلهم وتياستهم في المدارس اما بتأليف الكتب ... او بالتفنن في اختيار الاسماء والعبارات والالقاب .............. والتواقيع
فصدام حسين - مثلا- لم يكن خلال حربه مع ايران منشغلا بالشأن العسكري وبالمآسي التي جرتها الحرب على الشعبين الايراني والعراقي بقدر ما كان منشغلا ومهموما بالاسماء التي سيطلقها على حربه تلك والتي سماها فيما بعد بقادسية صدام ... وكان (يموت) بلقب (حارس البوابة الشرقية) وهو اللقب الذي اطلقه عليه الصحافي الكويتي "احمد الجارالله" صاحب جريدة السياسة الكويتية الذي كان يقبض من صدام ولا يتنقل الا بطائرة خاصة دعاني مرة الى ركوبها يوم عرفني به محمود السعدني في فندق حياة ريجنسي في الشارقة باعتباري كنت يومها احد كتاب الاعمدة في ملحق جريدة السياسة الثقافي وكان مقالي بعنوان " ادب وقلة ادب " فاعتذرت للجارالله ليس لاني اخاف ركوب الطائرات الخاصة التي يملكها صحفيون نفطيون وانما لاني كنت اكتب في جريدته اكراما للسعدني وليس اعترافا بالجارالله اول من دعا الى الاعتراف باسرائيل .... المهم اصبح لقب " حارس البوابة الشرقية لقبا " لازقا " بصدام يتم تذكيرنا به ليل نهار حتى لو زار صدام "مشخة" في الموصل
وخلال حرب الكويت الاولى اطلق صدام على تلك الحرب اسم (ام المعارك) ومع ان بغداد كانت تقصف بعشرات الالاف من الاطنان الا ان صدام - مثل جحا- اقنع نفسه بانه هو الذي انتصر واصبحت (ام المعارك) مقررة على وسائل الاعلام والكتب المدرسية . وبعد ان ارسل بوش الابن ربع مليون جندي الى الكويت لاجتياح العراق كان الهم الوحيد الذي يشغل صدام هو ايجاد اسم للحرب الجديدة ووفقا لما ذكره وزير اعلامه الصحاف فان صدام هو الذي تفتقت عبقريته عن (ام الحواسم) بينما اعطى الصحاف نفسه كردت لالفاظ وعبارات مثل " طراطير " و " علوج " و " عصابة الاوغاد الدوليين ".وبعد ان ضبطوا صدام مختبئا في " حفرة " مثل الجرذ تفتقت عبقرية رسام كاريكاتير سوداني يعمل في جريدة الاتحاد الاماراتية فاقترح لهذه النهاية اسم (ام المخابئ).
هذا الهم التافه الذي عرف به صدام الذي لم يكمل تعليمه الثانوي هو نفسه الذي انشغل به زميله ورفيق دربه معمر القذافي ... فهذا (العقيد) الذي رفع نفسه من (ملازم) الى (عقيد) خلال 24 ساعة لم يجد في المملكة الليبية ما يغيره الا اسمها فحولها الى اسم (الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية الوحدوية الثورية العظمى) وليعذرني القراء ان كنت قد اسقطت كلمات اخرى في هذا الاسم الطويل.ولم يقتصر التغيير الذي ادخله القذافي على اسم الدولة بل غير العقيد في اسماء الاشهر والايام والارقام والمدن ووضع مصطلحات جديدة حتى لأسماء الوزارات والوزراء وكأن ليبيا كان ينقصها - في زمن الملكية- الاسماء فقط فجاء القذافي بثورته ليضعها ... ولما اعجبته الحكاية وضع " الكتاب الاخضر " والحقه بكتاب تافه سماه (الحقراء) عقد حوله كتاب مصريون ندوات كبرى وجعلوه ( ابو الكتب ) في الادب العربي المعاصر
معظم حكام الخليج من الجهلة والاميين واكثرهم لا يحسن فك الخط ومع ذلك كانوا يحرصون ولا زالوا على اظهار انفسهم من خلال طوابع البريد فيتنافسون على نشر صورهم على هذه الطوابع التي كانت - خلال حكم الانجليز- تصدر باحجام مختلفة وملونة كل اسبوع تقريبا ... واذكر اني - خلال ممارستي لهواية جمع الطوابع في المرحلة الاعدادية - كنت اعشق مشيخة قطر لان حكامها كانوا اكثر الناس تفننا باصدار الطوابع
الشيء الذي كان يثير دهشتي خلال اقامتي في مشيخة الامارات هو اكتشافي ان الشيوخ الاميين الذين لا يحسنون فك الخط يتمتعون بميزة تكاد تكون واحدة وهي انهم كلهم اصحاب تواقيع جميلة.كان الشيخ الجاهل من هؤلاء يتدرب على مسك القلم فقط حتى (يوقع) ومعظم تواقيع حكام الخليج وشيوخها عبارة عن (رسومات) ولا بيكاسو ... والتقيت بشيخ كان توقيعه يشغل نصف صفحة كاملة وكان يحب ان يرسمه بالقلم الاحمر
الا ان الظاهرة الاكثر لفتا للنظر بين حكامنا العرب الجهلة الاميين التيوس هي انهم من اهم وافضل زبائن معارض الكتب التي تقام في بلدانهم ولا زلت اذكر - مثلا- ان معرض الكتاب في الشارقة كان اهم مناسبة لاصحاب دور النشر العربية ولا زال لان حجم المبيعات التي تذهب بالجملة الى الشيوخ لا تحققه اية معارض اخرى ومنها معرض فرانكفورت الدولي ... ومعرض القاهرة الدولي.
الكتب - في معارض دول الخليج - تباع للشيوخ بالجملة تبعا لالوانها تماما كما تباع الملابس النسائية والكلاسين ... فالشيخ من هؤلاء يقوم - مع حاشيته - بزيارة معرض الكتاب مصطحبا معه كاميرا التلفزيون حتى تصوره وهو يشتري الكتب حتى يظهر في صورة الشيخ المثقف .. ويقوم بشراء الكتب بكميات كبيرة معتمدا على لون الغلاف وسمكه ويعشق شيوخ الخليج الكتب الضخمة المجلدة التي يختارونها لتناسب مكتبات فاخرة من خشب الزان غالبا ما يفصلونها في قصورهم لاضفاء ملمح جمالي على ديكورات القصر ثم لسد حاجة نفسية عند هؤلاء الجهلة الذين يعتقدون ان شراء الكتب بالرطل والكيلو والطن يكفي لاضفاء طابع المعرفة عليهم
لذا لم اعجب - في عام 1983 - حين قام الشيخ زايد بزيارة معرض الكتاب في ابوظبي وكنت حاضرا ... فقد طلب من اصحاب دور النشر المشاركة (تشكيلة) من الكتب اختارها تبعا لالوان اغلفتها وكان اللون الاحمر يغلب عليها ربما لوجود حساسية وعداء مع اللون (الاخضر) الذي احتكره القذافي.... وقد التقط احد اصحاب دور النشر اللبنانية هذا السر فاعتمد اللون الاحمر في جميع اغلفة الكتب التي يصدرها وقال لي حين التقيته مؤخرا في معرض فرانكفورت انه اصبح صاحب اعلى مبيعات في معرض ابو ظبي للكتاب لان طويل العمر الشيخ زايد يشتري الكتب من جناحه .... من المزراب الى المحراب
ولان الشيء بالشيء يذكر ... بعث الي قاريء بالرسالة التالية :“ الاخ أسامة ... قرأت في أحد الكتب كلاما منسوبا الى الامام علي كرم الله وجهه ولا أدري مدى صحته وان كنت لا أعتقد ان مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عنه ... فهل لديك أي تفسير لهذا الكلام هذا ان كان ما نسب الى الامام صحيحا .... يقول الامام : من يطل أير أبيه ينتطق به
سؤال الاخ القاريء يعكس جانبا من أزمة اللغة العربية وغربتها عن أبنائها وخضوع مفرداتها الى التمييز العنصري الذي بدأ يصنف مفردات اللغة العربية الى مفردات مؤدبة ... ومفردات بذيئة أو غير مؤدبة ... وبالتالي تتم محاكمة الانسان وفقا لهذا التصنيف ... فاذا استخدم المرء في كلامه مفردات ” مؤدبة ” - وفقا للتصنيف السابق — اعتبر انسانا وقورا وعلى خلق .... واذا استخدم مفردات من المجموعة الثانية اتهم المرء بالبذاءة والخروج عن الادب
كثير ما استعمل في مقالاتي عبارات ومفردات عربية بليغة دون الالتزام بالتصنيف السخيف السابق لاني لا أومن بالتفرقة العنصرية بين مفردات اللغة العربية مثل كلمة ” حمار ” التي اصف بها أحيانا بعض الجهلة والاغبياء ... فتنهال علينا الرسائل الوعظية بعدم جواز استخدام الفاظ بذيئة رغم ان كلمة ” حمار ” وردت في القران الكريم في معرض الوصف ” كالحمار يحمل أسفارا ” ... بل ونقرأ في القران الكريم ما هو أشد وابلغ من مثل ” عتل بعد ذاك زنيم ” ... وأظن ان القاريء يعرف ما العتل ... وما الزنيم
القاريء الكريم كاتب الرسالة السابقة توقف عند كلمة ( أير ) التي وردت في كلام الامام علي وظن انها كلمة بذيئة لا يمكن ان يستعملها الامام علي كرم الله وجهه مع ان اللفظة عربية فصحى وهي من الاسماء التي تطلق على العضو الذكري ... وكانت الكلمة تستعمل في لغة العرب والمسلمين في معرض الفخر وليس في معرض الابتذال ... وهذا هو الذي قصده الامام علي في قوله :“ من يطل أير أبيه ينتطق به ” ... فقد كنى العرب بطول الاير عن كثرة الاولاد الذكور و“ الكناية ” من علوم البلاغة التي تدرس في الكتب المدرسية للطلبة العرب من ضمن الاساليب البلاغية الاخرى ... وقد استعار الامام علي عليه السلام — وهو خطيب مفوه وأستاذ في فن البلاغة — كلمة ” الانتطاق ” - من شد النطاق — ليكني بها التقوي بالشيء فقال :“ من يطل أير أبيه ينتطق به ” أي : من كثر بنو أبيه يتقوى بهم أي يصبح بهم قويا ... وبالعامية نقول ” عزوتك في اخوانك ” فاذا زاد عدد اخوانك من ابيك زادت قوتك
قال الشاعر العربي ” السرادق السدوسي ” متفاخرا بأير أبيه في قصيدة من البحر الطويل تجدها في ” لسان العرب ” و ” تاج العروس ” وهما اشهر معجمين عربيين .. قال
فلو شاء ربي كان أير أبيكم طويلا كأير الحارث بن سدوس
الشاعر هنا يتباهى بكثرة اخوانه من ابيه — كان له 21 اخا - وطول الاير عند العرب لا يدل على الفحولة فقط — وهو المعنى الوحيد السائد هذه الايام — وانما يكنى به ايضا كثرة الولد .... فاذا قيل مثلا :“ أير الشيخ زايد طويل ” فان هذا يعني انه خلف عدد كبيرا من الاولاد ولا يعني بالضرورة ان اير الشيخ طوله مترا او مترين ... وفي المقابل حين تقول :“ أير ياسر عرفات قصير ” فان المقصود هنا انه لم يخلف ذكورا مع ان اير ياسر عرفات قد يكون اطول من الشيخ زايد نفسه ...ومثل هذا يقال عن أيور معظم الحكام العرب ... أستثني منهم معمر القذافي فهذا كان لسانه أطول من أيره لذا تجده يتبنى كل شهر طفلا جديدا لانه لم يعد قادرا على التخليف بعد ان انتج لنا كوكتيلا عجيبا من الاولاد والبنات أطلق عليهم اسماء طريفة مستوحاة من الاساطير الاغريقية
ومن هنا ايضا يلقب حاكم الكويت الشيخ جابر في الاوساط الشعبية الكويتية بلقب ” أبو أير ” ليس لانه سمى ابنه البكر ” أيرا ” وانما لان الشيخ كان يتزوج من بكر مساء كل يوم خميس منذ سبعين عاما ... وقد أخبرني مواطن كويتي ان للشيخ اكثر من عشرة الاف ابن وحفيد بل ويقال ان ثلاثة ارباع الشعب الكويتي — بما في ذلك البدون — هم من ابناء الحاكم ومن صلبه ... لذا فان الشيخ الذي كان يخاطب الكويتيين بعبارة ” يا أبنائي ” لا يقصد التكثير على سبيل البلاغة وانما يقصد التقرير أو الاقرار لان الشعب الكويتي كله تقريبا من صلب الشيخ جابر ... ولعل هذا يفسر الشبه الكبير بين الكويتيين رغم اختلاف هويات وجنسيات وألوان امهاتهم ... وان كانت الهنديات هن المفضلات عند طويل العمر .... والاير
بعث هولاكو زعيم التتار عام 1258 ميلادية أى قبل 740 سنة برسالة الى خليفة المسلمين وحاكمهم المستعصم بالله يهدده فيها بسبب تعرض مبعوثيه الى (بهدلة) فى بغداد مما خالف أصول العمل الدبلوماسى آنذاك وأساء الى هيبة المغول وزعيمهم هولاكو
رد المستعصم على رسالة هولاكو بإنذار على الطراز العربى جاء فيه (ان جيوش الخليفة سوف تلعن سنسفيل هولاكو) إلى آخره مما دأب حكامنا العرب على استخدامه فى خطاباتهم الطنانة قبل الحروب وبعدها دون أن يعدوا العدة لدعم كلامهم بالقوة والسلاح تماما كما فعل جمال عبد الناصر قبل حرب حزيران (يونيو) 67 بأسبوع حين ألقى خطابا فى احدى القواعد الجوية قال فيه لاسرائيل: (إذا أردتم الحرب فأهلا وسهلا)... ولبت اسرائيل الدعوة فدمرت مطارات عبد الناصر واحتلت سيناء والجولان خلال ساعات دون أن تطلق قوات عبد الناصر عليها رصاصة واحدة
غضب القائد المغولى هولاكو من تصرف المستعصم ومن رده غير المؤدب فخرج على رأس ثلاثة جيوش جرارة مكونة من مليون جندى الى بغداد
علمت مخابرات المستعصم بالله بأمر الجيش المغولى الجرار فأخبرت قيادتها فى بغداد، وقام الوزير المسؤول (ابن العلقمى) بالدعوة الى مؤتمر وطنى حضره الجنرال المسلم سليمان شاه الذى نصح الخليفة بتمويل حملة عسكرية للدفاع عن بغداد ووافق الخليفة على الاقتراح وقام سليمان شاه بتجنيد مئات الألوف من المسلمين ، لكن الخليفة تراجع عن عرضه مدعيا ان خزانة الخلافة خاوية ولا تقدر على الانفاق على هؤلاء ودفع مرتباتهم فانفض السامر و (روح) الجنود إلى منازلهم ولم يبق فى بغداد لحمايتها إلا الحرس الجمهورى المخول بحماية قصور الخليفة
وصلت جيوش هولاكو الى بغداد فى وقت واحد فخيمت خارج أسوارها وبدأت تضرب أسوار المدينة بالمنجنيقات حتى انهار أحد الابراج مما مكن رجال الكوماندوز التابعين لهولاكو من احتلال الأسوار الشرقية للمدينة لتصبح بغداد تحت رحمتهم
تراجع الخليفة المستعصم عن موقفه فبعث بإبنه وولى عهده الى هولاكو لمفاوضته فطلب هولاكو منهم القاء السلاح وخروج جيش الخليفة باكمله من بغداد الى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك حنث هولاكو بوعده وقام بقطع رؤوس عشرات الالوف من الضباط والجنود على مرأى من سكان بغداد وولى العهد المعظم
دخل هولاكو بغداد على البارد المستريح واستدعى الخليفة المستعصم الى مقره وبعد أول (كف) اعترف الخليفة بوجود حوض من الذهب الأحمر الخالص فى ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى: (وقصارى القول ان كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل) ...هذا كله كوم وما حدث بعد ذلك كوم ، فقد أمر هولاكو باحصاء نسوان الخليفة فتبين ان لجلالته (750) زوجة فقط لا غير وما يزيد عن ألف خادمة، فوزع هولاكو النسوان على ضباطه وجنوده وقطع راس الخليفة ولعب جنوده برأس الخليفة على شواطىء دجلة (فطبول) واستباح هولاكو - بعد ذلك - بغداد ثلاثة أيام حيث ذبح ثمانين الف انسان فى شوارعها واضطر جيشه الى الانسحاب منها هربا من رائحة الجثث المتعفنة وليس لسبب آخر
الحق أقول لكم .. الحاكم العربى معذور .. فرجل له 750 زوجة لن يجد الوقت الكافى للتفكير فى شىء آخر غير النوم مع زوجاته حتى لا يلحق به اثم كبير ان تخلف أو قصر عن مضاجعة هذا الجيش الجرار من النسوان، ثم ليس من المعقول ان يدفع الخليفة مرتبات الجنود من حوض السباحة المملوء حتى آخره بالذهب الأحمر فتلك هى أمواله وأموال الذين خلفوه جمعها منذ خمسة قرون وليس من العدل ان يوزعها على الجنود لحماية بغداد، لذا دخل هولاكو كما دخلت اسرائيل القدس، دون أن تطلق رصاصة واحدة
هذا يذكرنى بصحافى سأل الملك حسين: لماذا لا تدفع يا جلالة الملك واحد فى المئة من ملياراتك لدعم أسعار الخبز، فأجاب الملك: هذه أموال العائلة المالكة وهى ليست أموالا عامة !! ولم يقل جلالته من اين (لهم) هذه الأموال وكيف جمعها، وجده عبد الله دخل عمان هاربا من مكة على ظهر (جحش).المهم ان الصحافي اختفى عن الوجود منذ ذلك الوقت ... ونشرت احدى الصحف الكويتية خبرا عن تبضع الملكة نور في اسواق باريس في الوقت نفسه الذي كان فيه الملك حسين يتجول في دول الخليج طالبا الدعم المالي ... الجريدة الكويتية نشرت الموضوع تحت عنوان " الملك يتسول والملكة تتسوق ".
غفر الله لحكامنا العرب ونسوانهم وأطعمنا بعض ما أطعمهم ولعن الله هولاكو لأنه فرق بين الرجل وزوجاته فهدم بيوتا سعيدة كان المستعصم يفتحها باسم الاسلام والمسلمين !!.. انه سميع مجيب
عندما قررت الهجرة الى امريكا قبل 17 سنة تاركا عملي في دولة الامارات التي اقمت فيها عشر سنوات ... عاتبني صديق ممن يعرفون بورعهم وتقواهم لاني قررت ترك بلاد الاسلام ...الى بلاد الكفار على حد تعبيره ... !!ويوم أمس سالني الصديق نفسه بالهاتف عن " بلاد الكفر " التي حذرني منها قبل 17 سنة ... طالبا مني التوسط له من اجل الهجرة الى امريكا لان بلاد الاسلام التي يقيم فيها - واعني بها الامارات - طردته من عمله بعد ان خدم فيها اكثر من أربعين سنة متواصلة ورفضت السماح له بالبقاء في الدولة كما منعت دخول اولاده الذين يدرسون في الخارج رغم انهم كلهم ولدوا فيها
قلت له وقلبي يتقطع حزنا عليه ... امريكا - يا فلان - هي " بلد الاسلام " وبلادكم هي بلاد الكفر والعهر والاسلام فيها ليس الا مطية للحكام والشيوخ والملوك والرؤساء .قلت له ان عدد الجوامع والمساجد والحوزات الدينية الموجودة في امريكا يزيد عن عددها في اي دولة عربية او اسلامية ... والمسلمون هنا يمارسون شعائرهم بحرية لا تجدها في اي دولة اسلامية .
قلت له ان ابنة الرئيس الامريكي بوش اعتقلت وسجنت وتم التشهير بها في المحطات التلفزيونية الامريكية يوم كان ابوها رئيسا لمجرد انها ضبطت وهي تحاول شراء زجاجة بيرة دون ان تكون ضمن السن القانوني المسموح به ... في حين لم يسأل الشيخ زايد ولده سلطان " تلت التلاتة كام " عندما قام الشيخ سلطان بقطع طريق دبي - العين لاختطاف بنات جامعيات كن عائدات الى منازلهن ... وبدل ان يعدم الشيخ قاطع الطريق بالسيف تنفيذا لحد الحرابة الذي يطبقه الشرع الاسلامي على قاطعي الطرق ... قام الشيخ زايد بترقية ابنه قاطع الطريق من رئيس اركان الى نائب لرئيس الوزراء ولا زال المجرم قاطع الطريق في منصبه حتى هذه اللحظة
هنا في " بلاد الكفر " يحصل العربي او المسلم على جنسية الدولة بعد ان يقيم فيها خمس سنوات ... وفي مشيخة زايد يظل العربي " اينبي " - هكذا يلفظون كلمة أجنبي - حتى لو اقام في المشيخة مليون سنة . هنا ... يذهب اولادنا الى المدارس ذاتها التي يذهب البها اولاد الرئيس بوش ... وفي مشيخة زايد لا يسمح للعربي بدخول المدارس الحكومية وانما عليه ان يدخل اولاده في المدارس الخاصة التي يمتلكها الشيوخ والتي تزيد رسومها عن رسوم الجامعات الامريكية
هنا ... تستطيع ان تقف في مظاهرة امام البيت الابيض ... وتستطيع ان تقول للرئيس الامريكي " يا اخو الهيك وهيك " ... وهناك - في بلاد الاسلام - لا تسمح القوانين باجتماع اكثر من خمسة انفار في مكان واحد ... حتى لو كان " مقهى " الا بأذن من الحاكم العرفي ... واذا فكرت بشتم رئيس دولتك ولو على سبيل الدعابة ستدخل السجن بتهمة " اهانة الذات الرئاسية او الملكية " . هناك ... في مشيخة زايد ... كانت الدعارة الرسمية مسموحة في براكيات " سكة الخيل " وتدار اعمال المومسات باشراف شرطي يتبع الشيخ طحنون ممثل الشيخ زايد ... وهنا - في بلاد الكفر - الدعارة الرسمية ممنوعة .... وتعاقب المومس بالسجن والغرامة
هنا ... لا يسمح للاطفال بدخول دور السينما دون ان يكون بصحبتهم ولي الامر ... ومحطات التلفزة التي تبث افلاما للكبار مطالبة قانونيا ان تبث برامجها للكبار فقط اما عبر الكيبل او في اوقات متأخرة من الليل ... وهناك يبث الينا الشيخ صالح صاحب بنوك البركة الاسلامية افلاما عربية ممنوعة من العرض في مصر عبر محطته التلفزيونية " ارت " واكثرها افلام تتحدث عن علاقات جنسية بين المحارم
هناك ... في بلاد الاسلام ... لا وجود للشورى في الحكم ... فالدولة يقودها ديكتاتور واحد تساعده في الغالب زوجته وزمرة من المجرمين ... اما هنا فالرئيس الامريكي لا يستطيع ان يحك انفه دون ان يتشاور مع الكونغرس
في عمان وحدها ووفقا لما نشرته الجرائد الاردنية نفسها يوجد اكثر من خمسمائة " نايت كلوب " ... وهو عدد لا تجد عشره في نيويورك التي يزيد عدد سكانها عن 16 مليون نسمة
هنا - كما يقول الدكتور احمد الكبيسي - تجد بين كل خمارة وخمارة كنيسة او جامعة او مستشفى ... بينما هناك - في بلادنا العربية والاسلامية - فانك تجد بين كل خمارة وخمارة ... تجد خمارة .
هنا ... اذا ارادت المخابرات أن " تبعصك " فانها تحتاج الى اذونات طويلة وعريضة من القاضي ... وغالبا ما يتصل المخبر بالمتهم او المشبوه هاتفيا ويطلب منه الان في مقابلة وبعد احداث سبتمبر " طبشوها " قليلا فأوقفوا البعض للاشتباه او لمخالفات في الاقامة فقامت على رؤوسهم القيامة ... اما هناك - في بلاد الاسلام - فالمخابرات لا تحتاج الى اكثر من دسيسة من جارك حتى تختفي انت وعائلتك من الوجود ... وحكايات الشبح والتعليق من الارجل وحشي المواسير في مؤخرة السجناء ... وقلع الاظافر والتعذيب بالفلقة والكهرباء لا تمارس الا في بلادنا العربية والاسلامية
في السعودية مثلا ... لا تستطيع ان تتمشى في الشارع اثناء وقت الصلاة ... فهناك ميليشيا تسمى " جماعة الامر بالمعروف " مسلحة بخبزرانات مهمتها جلد الناس على مؤخراتهم لاجبارهم على دخول المساجد ... اما هنا - في بلاد الكفر - فالمسلم لا يمارس طقوسه الدينية الا عن قناعة ولا يذهب الى المسجد الا مختارا وليس خوفا من خيزرانة " الشرطي " . هنا ... استطيع على الاقل ان اكتب هذا المقال دون ان اخاف من الاعتقال والسجن وسحب الترخيص واغلاق الجريدة ... اما في بلاد الاسلام فصدور جريدة مثل عرب تايمز من رابع المستحيلات
هناك ... لا تستطيع ان تضرط فصا دون اذن من المخابرات ... وهنا انت حر بفصوصك ... ولان الشيء بالشيء يذكر فقد تعلمت في الجامعة الاردنية ان الفص في اللغة العربية هو " الضرط " والضرط في قاموس " المعجم الوجيز " هو اخراج الريح من الأست مع صوت ... فان خرج الريح دون صوت سموه في العربية الفصحى" فساء " و " فسوا "... والضرط أو الضراط لا يقتصر على الانسان ... فالبعير يضرط ايضا وتسمى ضرطته " رداما " وضرطة الحمار تسمى " حصاما " ... اما العنز اذا ضرط يقال " حبق " العنز...... أي ضرط
لقد اعتنى علماء اللغة العربية بالضرطة ففصلوها وشرحوها وميزوا بين انواعها وأعطوا لكل ضرطة اسما ... فاذا ضرط الرجل ضرطة خفيفة قالوا " أنبق " بها ... فاذا زادت قيل " عفق " بها ..فان ارتفعت اكثر قالوا " حبج بها وخبج " ... اما اذا كانت الضرطة من العيار الثقيل الذي يصم الاذان قيل " زقع بها " .... والاصوات التي تشجيك في بعض المطاعم التي تقدم للزبائن الكثير من البصل هي من هذا النوع
فليعذرني الصديق رسام الكاريكاتير الكبير علي فرزات لاني اخترت واحدة من اجمل رسوماته لتكون خاتمة لهذا المقال دون اذنه .... وليعذرني المصريون لاني اخترت مثلا شعبيا مصريا يقول :" المال مال ابونا والغرب بيحسدونا " لاغيره الى " الطيز طيز ابونا والغرب بيحسدونا " .... حتى يستقيم المعنى والصورة مع واقع الحال بخاصة بعد ان رأى العالم كله اطياز السجناء العرب في سجن ابو غريب دون ان تهتز شعرة واحدة في رأس اي حاكم عربي لان رأس الحاكم العربي - كما رسمها علي فرزات - عبارة عن طيز هي الاخرى وبالتالي الحال من بعضه
والله من وراء القصد