نقوس المهدي
كاتب
في قديم الزمان جلست شهرزاد تتوسط وسائد الحرير والمخمل تنظر إلى مليكها مبتسمة وخائفة تتفقد بين الحين والاخر عنقها الجميل مخافة أن يقطعها سيّاف شهريار الواقف وراء الباب .. ينظر شهريار إلى شهرزاد يتأمل المزيد من الحكايات حتى لا يموت في تفاصيل العرش والوزير الأعظم وقافلة الجواري المهداة من بعض الولاة المتملقين .. يستمع شهريار إلى حكايا شهرزاد التي لا تعرف أنّه يخاف مصيرها الموت مللا وخزنا وخوفا وتخمة وحيرة .. مضت الليالي الملاح ونجت شهرزاد .. وتركت سيرتها تتناقلها أفواه الجدّات والنساء في مجتمعات الجنوب يلقن الفتيات الصغيرات كيف يخافن الذكر وسطوته ..
وفي بقعة مظلمة حالكة تسمى بوطن بجنوب المتوسط بعثت شهرزاد من جديد تروي الحكايا وتنشر الأغاني صامتة تترفع عن الحديث في الافتراضي مع بعض الجهلة والمجهولين .. وتمضي الليل حائرة إلى أن فاجاها شهريار بعودته على خطّ الهاتف تروي شهرزاد لشهريارها هو ليس حبيبها ولا صديقها ولا حتى جلادها الذي تخاف أن يقطع عنقها .. هو مراتها العاكسة لأعماقها التي تكشف خبايا سريرتها وأحلامها التي تخاف أن تموت في هذه البقعة التافهة المسماة وطن ..
كلّ ليلة تلتقي شهرزاد بشهريار تحدثّه عن الوطن والمثقفين والمناضلين وعن فضاءات تونس هذه الرقعة المسماة وطن .. تروي له مغامراتها وأسرارها الصغيرة وتفصح له عن خوفها من الموت حزنا .. هي تعلن خوفها على عكس شهرزاد القديمة التي تتحايل على شهريار بالحديث حتى لا يقطع عنقها ..شهرزاد اليوم مقطوعة العنق والعنق يرمز إلى الحلم فهذا الوطن يقتل الحلم يا شهريار ..
يصدّقها شهريار ويصادق على حديثها ويشجعها على الإسترسال في البوح .. فالسيّاف قد سكن القصر وحكم البلد وشهريار رحل إلى الضفة الأخرى من المتوسط يأمل الحبّ والحلم .. لم يعد متسع للحديث عن الأمير الذي قاتل الأشرار وبسط الرزق للرعية .. فقد سرق أمير اليوم ثروات البلد وتحالف مع الأشرار لقهر الرعية ولم يعد متسع للحديث عن الحبّ الذي جمع بين عروس البحر والبحار ..
لقد مات الحبّ في هذه الرقعة وأصبح قيمة للتبادل التجاري .. يكفي أن تمتلكي الملايين والسيارات سحبّك ألف أمير .. وستتزوجي شهبندر التجار لتتناسل الأموال والسيارات والفلل والعمارات .. لا ينزعج شهريار اليوم من حكايا شهرزاد ولا يخاف خوفها وحزنها ولا تتبدل سرائره حينما تبكي وتشهق على الهاتف .. بل يحقنها بالأمل والفرح ويحرّضها على الحلم والهرب من حجيم الوطن إلى وطن تصنعه بالحلم والكلمات والأغاني ..
يثق شهريار بشهرزاد.. وشهرزاد أيضا جمعهما حبّ الحياة والأمل الذي فقد في جنوب المتوسط … احلمي واحلمي ولا تبالي بطبائع أهل الجنوب ..هكذا يردّد شهريار لشهرزاد .. ولا يعدها بالحياة فمصيرها تمتلكه هي لاغيرها وهي لا تخاف غدر السيّاف الذي سكن القصر ..
جمع الحلم والإيمان بالحرية شهرزاد وشهريار بعيدا عن حكايا الزواج وإنجاب الصبيان .. هما يتنسالان كلّ ليلة أحلاما وأحاديث تؤسس لوطن مازال أحاديث هاتفية ولكنّه سيزغ يوما ما حتى ولو كان على شاهد قبر شهرزاد التي ستحرّض من يزورها للترحم على الحبّ والحياة وسيكون وطنا من كلمات في كتب شهريار يحرض نساء مجتمعات الجنوب على الثورة والتحرر .
وفي بقعة مظلمة حالكة تسمى بوطن بجنوب المتوسط بعثت شهرزاد من جديد تروي الحكايا وتنشر الأغاني صامتة تترفع عن الحديث في الافتراضي مع بعض الجهلة والمجهولين .. وتمضي الليل حائرة إلى أن فاجاها شهريار بعودته على خطّ الهاتف تروي شهرزاد لشهريارها هو ليس حبيبها ولا صديقها ولا حتى جلادها الذي تخاف أن يقطع عنقها .. هو مراتها العاكسة لأعماقها التي تكشف خبايا سريرتها وأحلامها التي تخاف أن تموت في هذه البقعة التافهة المسماة وطن ..
كلّ ليلة تلتقي شهرزاد بشهريار تحدثّه عن الوطن والمثقفين والمناضلين وعن فضاءات تونس هذه الرقعة المسماة وطن .. تروي له مغامراتها وأسرارها الصغيرة وتفصح له عن خوفها من الموت حزنا .. هي تعلن خوفها على عكس شهرزاد القديمة التي تتحايل على شهريار بالحديث حتى لا يقطع عنقها ..شهرزاد اليوم مقطوعة العنق والعنق يرمز إلى الحلم فهذا الوطن يقتل الحلم يا شهريار ..
يصدّقها شهريار ويصادق على حديثها ويشجعها على الإسترسال في البوح .. فالسيّاف قد سكن القصر وحكم البلد وشهريار رحل إلى الضفة الأخرى من المتوسط يأمل الحبّ والحلم .. لم يعد متسع للحديث عن الأمير الذي قاتل الأشرار وبسط الرزق للرعية .. فقد سرق أمير اليوم ثروات البلد وتحالف مع الأشرار لقهر الرعية ولم يعد متسع للحديث عن الحبّ الذي جمع بين عروس البحر والبحار ..
لقد مات الحبّ في هذه الرقعة وأصبح قيمة للتبادل التجاري .. يكفي أن تمتلكي الملايين والسيارات سحبّك ألف أمير .. وستتزوجي شهبندر التجار لتتناسل الأموال والسيارات والفلل والعمارات .. لا ينزعج شهريار اليوم من حكايا شهرزاد ولا يخاف خوفها وحزنها ولا تتبدل سرائره حينما تبكي وتشهق على الهاتف .. بل يحقنها بالأمل والفرح ويحرّضها على الحلم والهرب من حجيم الوطن إلى وطن تصنعه بالحلم والكلمات والأغاني ..
يثق شهريار بشهرزاد.. وشهرزاد أيضا جمعهما حبّ الحياة والأمل الذي فقد في جنوب المتوسط … احلمي واحلمي ولا تبالي بطبائع أهل الجنوب ..هكذا يردّد شهريار لشهرزاد .. ولا يعدها بالحياة فمصيرها تمتلكه هي لاغيرها وهي لا تخاف غدر السيّاف الذي سكن القصر ..
جمع الحلم والإيمان بالحرية شهرزاد وشهريار بعيدا عن حكايا الزواج وإنجاب الصبيان .. هما يتنسالان كلّ ليلة أحلاما وأحاديث تؤسس لوطن مازال أحاديث هاتفية ولكنّه سيزغ يوما ما حتى ولو كان على شاهد قبر شهرزاد التي ستحرّض من يزورها للترحم على الحبّ والحياة وسيكون وطنا من كلمات في كتب شهريار يحرض نساء مجتمعات الجنوب على الثورة والتحرر .