نقوس المهدي
كاتب
توجد في مدريد ساحة إسبانيا و في هذه الساحة هناك نصب تذكاري لضون كيخوتي. ضون كيخوتي فوق فرسه و سانتشو فوق حماره. يتواجدان أمام نصب عمودي يعلو الكرة الأرضية. ضون كيخوتي و سانتشو ينظران إلى المنزل البدوي و ممر سان بثينتي و الذي عبْر تلِّه عبَر مغاربةُ شمال إفريقيا و الدبابات الألمانية في أحد أيام نونبر من سنة 1936. لم يُجاوزوا التلَّ و أُجبروا على التراجع حتى المنزل البدوي حيث توجد الجبهة اليوم.
إن ساحة إسبانيا بتمثالي ضون كيخوتي و سانتشو هي اليوم منطقة حرب في مدريد.
ما الذي يهمني أن تكون من البرونز أنتَ و حامل سلاحك و حماره و فرسك؟ ألصقَ بك أبناء جنسي عبقريةً. منحوك حياةً من نسج الخيال حيويةً جدا و قوية فتحولتَ إلى واقع. يعرفك العالم عبر جميع البحار و أنت تمشي ملتصقا جدا باسم وطني الذي ذوبك في البرونز لأنه و فقط في ساحة إسبانيا بمدريد كان عليك أن تكون. أنت و سانتشو، حامل سلاحك.
أنت توجد هاهنا أفضل من أي يوم آخر. تأمل، أنت وحيدٌ. ساحة إسبانية خاوية على عروشها. الأشرار و الأوغاد يطلقون الكثير من القنابل و أنت بقيت لوحدك ها هنا. وحيدا، بلى رفقةَ سانتشو. لقد وضعوا بعض الأكياس من التراب عند رجليك. ما أنت بحاجة إلى ذلك. أما بالنسبة لسانتشو فهي عزاء لكنه يفكر في أن وجهك القوي الذي يتوسط بينه هو و الجبهة سيحميه. لقد مددت يدًا احتوت الغازي أمامك في تلِّ سان بثينتي و أنت لا تزال منتصبا و وجهك هادئٌ في غمرة القتال.
من وضعك هنا و هكذا لم يكن يعرف ما كان يفعل. لكن اليوم كل شيء أصبح واضحا. أمامك يوجد الغزو و يدكُ الماهرة مرفوعة من أجل تسديد الضربة. ينتصب خلفك نصب عمودي يعلو الكرة الأرضية. بين العالم و البرابرة تحشر وجهك و وجه سانتشو.
سانتشو، أيها الصديق، لا تقلق. أنت داهية و هادئ. تحمل كيسي السفر مليئين بالزاد كما القربة بالخمر. يعجبك أن تأخذ قيلولة مع ألضونثا. أنت تمشي خلف المجنون النبيل و هو يزمجر خلف مغامراته الحربية. أنت تخاف لكنك لا تفارقه. تسير خلف المثل الأعلى. فضلا عن أحلام الربح، الإرث، مناطق نفوذك الباراطارية فإن الفارس ذا الوجه الحزين هو إلهك و أنت تتبعه و تضمد جراحه و تساعده. و هو مسوطٌ و مرجومٌ و محتقرٌ من طرف الريفيين و السادة، فأنت تتبعه يا سانتشو و تساعده و تضميد جراحه. عندما مات ألونسو كيخانو اعترف الجميع بما في ذلك هو نفسه بجنونه إلا أنت. لأنه بالنسبة إليك لم يكن كذلك قط. لقد كان نبيلا. فوق فرسه الحزين ذي الأذنين المتدليتين يسير ضون كيخوتي كي يفتح السبل و يجبر خاطر المظلومين. يرفع يده و يوقف الجحافل. خلفه يرفع الحمار أذنيه الذكيتين و يسير ببطء. و سانتشو فوقه يتأمل بهدوء قشتالةَ.
تنتصب الظلال البرونزية الأربعة، التي تشكل خلاصة مجملة لإسبانيا، و الكرة الأرضية خلفها محمية من طرفها. يتقدمون من دون خوف و لا نقص أمام الغازي. هنا في ساحة إسبانيا المسقية بمدافع الهاوتزر، قد بقيا لوحدهما. ضون كيخوتي و سانتشو بانثا. لقد أتيت هذه العشية كي أتكلم معهما. أنا ها هنا في ساحة إسبانيا. و خلفي توجد الكرة الأرضية التي تثق بي، كإسباني، عبارة عن مزيج من ضون كيخوتي و سانتشو.
أحس بأنني قد قُدِدْتُ من البرونز!
إن ساحة إسبانيا بتمثالي ضون كيخوتي و سانتشو هي اليوم منطقة حرب في مدريد.
ما الذي يهمني أن تكون من البرونز أنتَ و حامل سلاحك و حماره و فرسك؟ ألصقَ بك أبناء جنسي عبقريةً. منحوك حياةً من نسج الخيال حيويةً جدا و قوية فتحولتَ إلى واقع. يعرفك العالم عبر جميع البحار و أنت تمشي ملتصقا جدا باسم وطني الذي ذوبك في البرونز لأنه و فقط في ساحة إسبانيا بمدريد كان عليك أن تكون. أنت و سانتشو، حامل سلاحك.
أنت توجد هاهنا أفضل من أي يوم آخر. تأمل، أنت وحيدٌ. ساحة إسبانية خاوية على عروشها. الأشرار و الأوغاد يطلقون الكثير من القنابل و أنت بقيت لوحدك ها هنا. وحيدا، بلى رفقةَ سانتشو. لقد وضعوا بعض الأكياس من التراب عند رجليك. ما أنت بحاجة إلى ذلك. أما بالنسبة لسانتشو فهي عزاء لكنه يفكر في أن وجهك القوي الذي يتوسط بينه هو و الجبهة سيحميه. لقد مددت يدًا احتوت الغازي أمامك في تلِّ سان بثينتي و أنت لا تزال منتصبا و وجهك هادئٌ في غمرة القتال.
من وضعك هنا و هكذا لم يكن يعرف ما كان يفعل. لكن اليوم كل شيء أصبح واضحا. أمامك يوجد الغزو و يدكُ الماهرة مرفوعة من أجل تسديد الضربة. ينتصب خلفك نصب عمودي يعلو الكرة الأرضية. بين العالم و البرابرة تحشر وجهك و وجه سانتشو.
سانتشو، أيها الصديق، لا تقلق. أنت داهية و هادئ. تحمل كيسي السفر مليئين بالزاد كما القربة بالخمر. يعجبك أن تأخذ قيلولة مع ألضونثا. أنت تمشي خلف المجنون النبيل و هو يزمجر خلف مغامراته الحربية. أنت تخاف لكنك لا تفارقه. تسير خلف المثل الأعلى. فضلا عن أحلام الربح، الإرث، مناطق نفوذك الباراطارية فإن الفارس ذا الوجه الحزين هو إلهك و أنت تتبعه و تضمد جراحه و تساعده. و هو مسوطٌ و مرجومٌ و محتقرٌ من طرف الريفيين و السادة، فأنت تتبعه يا سانتشو و تساعده و تضميد جراحه. عندما مات ألونسو كيخانو اعترف الجميع بما في ذلك هو نفسه بجنونه إلا أنت. لأنه بالنسبة إليك لم يكن كذلك قط. لقد كان نبيلا. فوق فرسه الحزين ذي الأذنين المتدليتين يسير ضون كيخوتي كي يفتح السبل و يجبر خاطر المظلومين. يرفع يده و يوقف الجحافل. خلفه يرفع الحمار أذنيه الذكيتين و يسير ببطء. و سانتشو فوقه يتأمل بهدوء قشتالةَ.
تنتصب الظلال البرونزية الأربعة، التي تشكل خلاصة مجملة لإسبانيا، و الكرة الأرضية خلفها محمية من طرفها. يتقدمون من دون خوف و لا نقص أمام الغازي. هنا في ساحة إسبانيا المسقية بمدافع الهاوتزر، قد بقيا لوحدهما. ضون كيخوتي و سانتشو بانثا. لقد أتيت هذه العشية كي أتكلم معهما. أنا ها هنا في ساحة إسبانيا. و خلفي توجد الكرة الأرضية التي تثق بي، كإسباني، عبارة عن مزيج من ضون كيخوتي و سانتشو.
أحس بأنني قد قُدِدْتُ من البرونز!
التعديل الأخير بواسطة المشرف: