نقوس المهدي
كاتب
لقد حان الوقت لكنه لا زال لا يجرؤ على مواجهة نظرة أمه المتوجعة و المذعورة. كيف له أن يعيش بدونها؟ - كانت تنم عن ذلك عيناه البنيتان - كيف؟
لقد كدس الصندوق الأخير، و كل ما يُرى في الصالون و بهو الاستقبال هي كومات من الكارتون و الأكياس و الحقائب. ستُصاب أمه بالذعر عندما تفكر في الفوضى، الغبار و العناكب...لكنه بكل اللطافة التي يملك أرسل أمه إلى منزلها منذ ساعات و أغلق الباب بإحكام خلف المرأة القلقة. بحث عن حاسوبه الشخصي وسط الفوضى و شغل الموسيقى. على الأقل فإن السرير جاهز و يكفي أن تُفرش فوقه ملاءتان كي يصبح مريحا. سيتكفل بالباقي غدا و في الأيام المقبلة. لا داعي للعجلة.
هو منزله الأول. لقد ادخر مالا خلال أعوام و زار العشرات مثله و ناضل ضد خمول أصدقائه الذين انتظروا الزيجة أو مساعدة الوالدين كي يحصلوا على ما حصل عليه هو. إنه منزله. بجدرانه الصفر و أبوابه البيض و مطبخه الجديد و حوض الاستحمام المغير حديثا. مع الجوارب التي لن تتأخر في التراكم على الأرض، مع نظامه و فوضاه. الآن نعم، الآن يمكنه أن يقول أنا ذاهب إلى المنزل و يحس مع نفسه بأنه يقول الحقيقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتبة إسبانية شابة. ازدادت بمدينة بيلباو الإسبانية سنة 1974. هي أصغر كاتبة إلى حد الآن تحصل على جائزة أدبية إسبانية رفيعة تسمى بجائزة "بلانيطا". و قد كان ذلك بفضل روايتها الشائقة "الخوخ الجامد". جدير بالذكر أن هذه الكاتبة غزيرة الإنتاج في عدة مجالات كالرواية و القصة القصيرة و الشعر و الصحافة و الترجمة.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة و متخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء -المغرب.
* عن صحيفة الفكر
لقد كدس الصندوق الأخير، و كل ما يُرى في الصالون و بهو الاستقبال هي كومات من الكارتون و الأكياس و الحقائب. ستُصاب أمه بالذعر عندما تفكر في الفوضى، الغبار و العناكب...لكنه بكل اللطافة التي يملك أرسل أمه إلى منزلها منذ ساعات و أغلق الباب بإحكام خلف المرأة القلقة. بحث عن حاسوبه الشخصي وسط الفوضى و شغل الموسيقى. على الأقل فإن السرير جاهز و يكفي أن تُفرش فوقه ملاءتان كي يصبح مريحا. سيتكفل بالباقي غدا و في الأيام المقبلة. لا داعي للعجلة.
هو منزله الأول. لقد ادخر مالا خلال أعوام و زار العشرات مثله و ناضل ضد خمول أصدقائه الذين انتظروا الزيجة أو مساعدة الوالدين كي يحصلوا على ما حصل عليه هو. إنه منزله. بجدرانه الصفر و أبوابه البيض و مطبخه الجديد و حوض الاستحمام المغير حديثا. مع الجوارب التي لن تتأخر في التراكم على الأرض، مع نظامه و فوضاه. الآن نعم، الآن يمكنه أن يقول أنا ذاهب إلى المنزل و يحس مع نفسه بأنه يقول الحقيقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتبة إسبانية شابة. ازدادت بمدينة بيلباو الإسبانية سنة 1974. هي أصغر كاتبة إلى حد الآن تحصل على جائزة أدبية إسبانية رفيعة تسمى بجائزة "بلانيطا". و قد كان ذلك بفضل روايتها الشائقة "الخوخ الجامد". جدير بالذكر أن هذه الكاتبة غزيرة الإنتاج في عدة مجالات كالرواية و القصة القصيرة و الشعر و الصحافة و الترجمة.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة و متخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء -المغرب.
* عن صحيفة الفكر
التعديل الأخير بواسطة المشرف: