نقوس المهدي
كاتب
محاور العمل
1- تقديم عام.
2- مقاربة بعض النظريات الدلالية للمعنى:
1) النظرية الإشارية.
2) النظرية السلوكية.
3) النظرية السياقية.
4) نظرية الحقول الدلالية.
3- تحصيل المعنى في النظرية التصورية:
1) مفهوم النظرية التصورية وتحديدها للمعنى.
2) مبادئ ومسلَّمات النظرية التصورية.
3) قيود النظرية التصورية.
4) ملاحظات على النظرية التصورية.
4- خلاصات واستنتاجات.
أهداف البحث:
♦ التعرُّف على علم الدلالة وموضوعه.
♦ بسط أبرز النظريات الدلالية التي تناولت إشكال المعنى مع التركيز على التيار النفسي.
♦ التعرُّف على مقاربة النظرية التصورية لظاهرة المعنى، وأهم الضوابط المحددة لذلك.
تقديم عام:
الدلالة لغة مصدر من الفعل دلَّ، وهو بمعانٍ متعددة، من بينها الهداية والإرشاد، على نحو ما جاء في المعجم العربي الميسر: "دلَّه على/ إلى الطريق والشيء: أرشده إليه"[1]، وهي اصطلاحًا: "فرع كبير في اللسانيات، يختص بدراسة المعنى في اللغة، هذا المصطلح - أي الدلالة - هو أيضًا استعمل في الفلسفة والمنطق.. إلخ، وفي اللسانيات: هو تأكيد على أنه دراسة لأقسام الدلالة في اللغة الطبيعية"[2]، وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور أحمد مختار عمر حين اعتبرها: "دراسة المعنى، أو العلم الذي يدرس المعنى، أو ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظريةَ المعنى، أو ذلك الفرع الذي يدرُسُ الشروط الواجب توافرُها في الرمز حتى يكون قادرًا على حمل المعنى"[3].
نستنتج من جُلِّ هذه التعريفات التي قدمت لعلم الدلالة: أنها ذاتُ صلة بقضية المعنى، وهو موضوعها الرئيس دون منازع، وسنفصل الحديث فيما يلي من عناصر العرض.
تناولت هذه القضية، قضية المعنى، مجموعة من النظريات الدلالية، وسنقدم، بنوع من الاقتضاب، بعض "النظريات الدلالية"[4]، بغرض بسط تصوراتها لمشكل المعنى في اللغة، مركزين فيها على ما يندرج منها ضمن التيار النفسي.
مقاربة بعض النظريات الدلالية للمعنى.
"ركزت المناهج اللغوية في دراسة المعنى على دراسة المعنى المعجمي، أو دراسة معنى الكلمة باعتبارها الوحدة الأساسية لكل من النحو والدلالة"[5]، وقد قُدِّمت بهذا الخصوص مناهجُ ونظرياتٌ متعددة ومتنوعة؛ الأمر الذي أفضى إلى انعكاس هذا التباين كذلك على مستوى الآليات والمناهج، مما نبَّأ باختلاف في النظر إلى المعنى وتناوله وتعريفه، ومن النظريات التي سنخص بالحديث، دون تفصيل، النظرية الإشارية، والنظرية السلوكية، والنظرية السياقية، ونظرية الحقول الدلالية، وبالمقابل، سنجعل من النظرية التصورية محورَ اهتمامنا في المحور الأخير.
1) النظرية الإشارية:
يعود فضل تطوير هذه النظرية إلى رائديها "أوجدين" و"رتشاردز" في كتابهما: "معنى المعنى"، وتعتمد هذه النظرية في تحديدها للمعنى على ثلاثة أسس: الفكرة، والرمز، والمرجع، ويكون معنى الكلمة بالارتكان إلى هذه الأسس هو ما تشير إليه في العالم الواقعي، بعبارة أوضح: مرجعها في العالم الخارجي.
2) النظرية السلوكية:
تركز النظرية السلوكية على ما يمكن ملاحظته من اللغة؛ لذلك كان المعنى متساوقًا مع أسسها، ويجمله القول التالي: "يتألَّف من ملامح ورد الفعل القابلة للملاحظة، وأن معنى الصيغة اللغوية هو الموقف الذي ينطقها المتكلم فيه، والاستجابة التي تستدعيها من السامع"[6]؛ أي إن معنى العبارة هو الحافز الذي يدعو إلى التلفظ بها، أو الاستجابة التي يستدعيها السامع، وبالتالي فالسلوكية تربط المعنى بالمواقف خارج اللغوية، الأمر يوضح موقفها المعارض للغة الداخلية، وقد قام شارلز موريس أحد رواد السلوكية باستبدال الاستجابة بالميل أو الرغبة، إلا أن الأمر لم يتغير بدعوى أن الميل والرغبة من الممكن أن يرتبطا بإرادة الشخص من عدمها.
3) النظرية السياقية:
ترى هذه النظريةُ أن معنى الكلمة هو الدور - أو الوظيفة - الذي تؤديه في علاقتها بباقي الكلمات المجاورة لها في السياق، وقد تعددت السياقات التي يمكن للكلمة أن ترِدَ فيها بين اللغوي، والعاطفي، والثقافي، والموقفي.
4) نظرية الحقول الدلالية:
تعتبر هذه النظرية أن معنى الكلمة هو حصيلة علاقتها بباقي الكلمات التي تترابط معها دلاليًّا داخل الحقل الدلالي الواحد، وتتباين هذه العلاقات بين الترادف، والتباين، والتضاد، والتضمن.. إلخ.
تحصيل المعنى في النظرية التصورية:
شهِد التفكير الدلالي مجموعة من النظريات التي تبحث في المعنى وترصده، فتعددت معها تصوراتها له، بين من يرى المعنى كيانًا داخليًّا، وبين مَن يذهب إلى اعتباره وليدَ علاقة بين اللغة والعالم الخارجي.
وتُعَد النظرية التصورية من النظريات الدلالية التي عُنِيَتْ بالمعنى دراسة وتحليلًا، معتبرة إياه كيانًا نفسيًّا لا خارجيًّا، وعليه، كيف فسرت النظرية التصورية إشكال المعنى؟ وما أبرز المبادئ والمسلَّمات التي بنَتْ عليها تصورها؟ وما أهم القيود المتحكمة في ذلك؟ ثم ما هي أبرز الانتقادات التي وُجِّهت إليها؟
1- مفهوم النظرية التصورية وتحديدها للمعنى:
تعتبر النظرية التصورية "المعنى موضوعًا نفسيًّا، وأن بناء معاني التعابير اللغوية ليس إلا جزءًا من العمليات النفسية أو الذهنية التي تقوم عليها القدرة اللغوية الباطنية لدى المتكلم"[7]، بعبارة أجلى: تحاول الوقوف على القواعد المستبطنة في الذهن، المنظمة للمعارف، هذا القول إنما يتقاطع مع النظرية التوليدية النفسية، التي تحاول أن تبحث وتفسِّر تلك القدرة اللغوية البشرية، خاصة مع تلاميذ تشومسكي، في إطار ما عُرف بالدلالة التأويلية، ففودور اعتبر المعنى هو تلك الصورة الذهنية التي تكون في الذهن عن ذلك الشيء، وإلى ذلك جاء ديكارت بمثال "الأعمى الذي يستخدم العصا قصد اللمس المتتالي لعدد من أجزاء شيء فيزيائي كالمكعب، وبَيَّنَ من خلال هذا المثال أن السلسلة من اللمسات تسمح للأعمى ببناء صورة لمكعب في ذهنه، دون أن يعني ذلك أن صورةَ المكعب منطبعة فيه، بمعنى أن الذهن يَبني بواسطة مصادره ومبادئه البنيوية الخاصة تمثيلًا ذهنيًّا، انطلاقًا مِن هذه المتوالية من المنبِّهات اللمسية"[8].
وبالتالي، "فالدلالة التأويلية افتراض حول القدرة اللغوية باعتبارها قدرة نفسية، وهو افتراض يعالج دلالة التعابير اللغوية، وإحالاتها في إطار تصور نفسي صريح، والإحالة على الأشياء ترتبط بالصور الذهنية التي يكوِّنها المتكلم عن هذه الأشياء، وهذه التصورات توجد في ذهن الفرد، لا في الواقع، إنها كيانات تصورية يخلقها الفرد عند تأويله لتجرِبته"[9].
وإن تركيز هذه النظرية على الأفكار والتصورات الداخلية جعلها تسمى بالنظرية العقلية كذلك، هذه التسمية تعود إلى العالم الإنجليزي "جون لوك" الذي قال: إن "استعمال الكلمات يجب أن يكون الإشارة الحساسة إلى الأفكار، والأفكار التي تمثلها تعد مغزاها المباشر الخاص"[10]، وتعتبر هذه النظرية اللغة وسيلة/ أداة لتوصيل الأفكار، وتمثيلًا خارجيًّا ومعنويًّا لحالة ذهنية، وإلى ذلك أقر رواد هذا التيار النفسي، النظرية التصورية، بأن لكل فكرة معنى، وهذه الفكرة يجب:
♦ "أن تكون حاضرة في ذهن المتكلم؛
♦ المتكلم يجب أن ينتج التعبير الذي يجعل الجمهور يدرك أن الفكرة المعينة موجودة في عقله ذلك الوقت؛
♦ التعبير يجب أن يستدعي الفكرة في عقل السامع"[11].
2- مبادئ ومسلَّمات النظرية التصورية:
ترتكز النظرية التصورية على مبدأ عام: "يكون للعبارة معنى إذا - وفقط إذا - ارتبطت بفكرة ما، ويكون لعبارتين نفس المعنى إذا - وفقط إذا - ارتبطتا بنفس الفكرة"[12]، تكون الفكرة بهذا القول هي الصورة الذهنية، أو التخيل الذهني الذي يختلف في نوعه وطبيعته من شخص لآخر، وهذه المسألة تُثبت قضية أخرى، هي مسألة المعجم الذهني الخاص بالفرد؛ إذ إن كل فرد يملِك معجمًا خاصًّا به لا يشبه بالضرورة الآخرين.
وعليه، فالنظرية التصورية ترى في مسلَّمتها أن المعنى الموجود هو معلومات مرمزة وممثلة في الذهن البشري، والتمثيل لا يعكس الشيء الموجود في العالم الخارجي، وإنما يمثِّل جزءًا من التمثيل الذهني للدخل الخارجي؛ لذلك كان التمثيل هو ذلك العالم، كما حددته بنية الذهن؛ فالإنسان لا يتحدث عن أشياء إلا وله انطباع وتمثيل عنها في ذهنه، وفي نهاية المطاف، فإننا نتحدث عن مَقْوَلةٍ للواقع؛ أي: عن ترميز للمعلومات في الدماغ، وحينما يحصل ذلك الترميز يكون قد حصل التمثُّل، وبالتالي، فالترميز آلية من آليات التمثُّل.
3- قيود النظرية التصورية:
"تخضع النظرية التصورية لمجموعة من القيود التي تضمن سلامة التصور، ومن بينها: قيد التعبيرية، ويتعلَّق بقدرة النظرية على التعبير عن الفروق الدلالية التي تقيمها اللغات الطبيعة، وقيد الكلية، ويتعلق بكلية مخزون البنيات الدلالية الذي تستعمله اللغات الخاصة، وقيد التأليفية، ويتعلق ببناء معاني الجمل انطلاقًا من معاني أجزائها، وقيد الخصائص الدلالية، ويتعلق برصد الخصائص الدلالية في التعابير اللغوية بالترادف والشذوذ الدلالي والاقتضاء، ثم قيد الحاسوبية، ويتعلَّق بقبول البرمجة الحاسوبية"[13].
وعمومًا، فالنظرية التصورية تخضع لقيدين مهمين، هما: القيد النحوي، "ويقول هذا القيد: إنه يجب تفضيلُ نظرية دلالية تفسر التعميمات الموجودة في كل من المعجم والتركيب، على اعتبار أن المعجم يعطينا المحتوى، والتركيب يعطينا الشكل الصوري الملائم لهذا المحتوى"[14]، وهو بهذا يصُوغ علاقة اعتباطية بين الدلالة والتركيب؛ أي: إنه يفسر ذلك التعالق بين المستويين، خاصة في مسألة تعليم وتعلُّم اللغات؛ إذ لا يمكن أن نُدرِّس التركيب صوريًّا بدون معنى، ثم القيد المعرفي، ومُفاده: أن نظرية البنية الدلالية في اللغة الطبيعية هي في حد ذاتها نظرية لبنية الفكر، وبهذا المعنى تكون اللغة تعكس الفكر، مما يفرض تلاءم المعلومات التي تحملها اللغة مع المعلومات الصادرة من المحيط.
4- ملاحظات على النظرية التصورية:
سقطت النظرية التصورية في مجموعة من المشاكل في دراستها لإشكال المعنى، ويمكن إجمال أهمها فيما يلي:
♦ انتَقدت النظريةُ السلوكية النظريةَ التصورية في تركيزها على التصورات أو الأفكار، معتبرة هذه الأخيرة، أي الأفكار، مِلكًا خاصًّا للمتكلم؛ إذ لا يمكنه نقلها بكل تفاصيلها للسامع، ولكي يتجاوز رواد النظرية التصورية هذا الانتقاد ذهبوا إلى التأكيد على فكرة ارتباط الأفكار بالتصورات؛
♦ "قد لا توجد صورة ذهنية قد تستخدم لتفسير معاني ألفاظ، مثل: كيف أو رغم أو كي ... إلخ؛
♦ قد تكون لنا أكثر من صورة توافق عبارة واحدة؛
♦ قد تشترك عبارتان في نفس الصورة"[15].
يتضح من خلال ما سبق، ورغم بعض الانتقادات التي وُجِّهت للنظرية التصورية، أنها نظرية من النظريات النفسية الأساسية في البحث الدلالي، سواء من حيث مقدماتها واختياراتها العامة، أو من حيث الوسائل التي تتيحها للتحليلِ الدلالي في اللغة الطبيعية.
خلاصات واستنتاجات:
عودٌ على بَدْء، "اللغة صوت ومعنى، وعلى النظرية اللغوية أن ترصُدَ المبادئ والقواعد التي تتحكم في الربط بين الأصوات والمعاني؛ ولهذا تفترض النظرية اللغوية أن المتكلم، حين ينتج متواليات لغته، ينطلق من تمثيلينِ: تمثيل صوتي، وتمثيل دلالي، ويعكس التمثيل الصوتي الكيفية التي تؤدَّى بها الجملة صوتيًّا، ويعكس التمثيل الدلالي ما تفيده من معنى (...)، وبهذا فإن على النظرية أن ترصُدَ كيفية امتلاء الأصوات بالدلالات"[16]، وخلال بحثنا هذا، حاولنا تناول، بشكل عرَضي، بعض النظريات الدلالية التي طبعت المشهد الفكري الدلالي، مركِّزين على التيار النفسي، فعرضنا للنظرية التصورية ولأسسها، باعتبارها مِن بين النظريات الدلالية التي عدت المعنى موضوعًا نفسيًّا، أو كيانًا داخليًّا.
ومِن بين النتائج التي توصل إليها بحثنا: أن مِن الأسئلة التي يفترض أن تجيب عنها النظرية الدلالية السؤال التالي: أين يوجد المعنى؟لذلك تباينَتِ الآراء من توجُّه إلى آخر، ورغم ما حصَّله كل منها، فإنها نجحَتْ في جوانبَ، وفشِلت في أخرى، وذلك كما يلي:
♦ النظرية الإشارية: المعنى هو ما تشير إليه، لكن فكرة وجود كلمتين مترادفتين تشيران إلى نفس المرجع، هو أمر لا يسعفنا للقبض على المعنى.
♦ النظرية السلوكية: المعنى هو حصيلةُ العلاقة بين المثير والاستجابة، لكنها أغفلت مجموعة من الأحداث التي لا تحدث استجابات وميولات، أو لا يمكن قياسُها وملاحظتها.
♦ النظرية السياقية: استطاعت هذه النظريةُ أن تجد حلًّا للكلمات التي ليس لها معنى في ذاتها أو الواقع، أو ليس لها صورة ذهنية، أو لا تحدث استجابات، وإنما لها استعمالات.
♦ نظرية الحقول الدلالية: استطاعت أن تمكننا من دراسة العلائق التي تجمع المفردات داخل الحقل الدلالي الواحد.
♦ النظرية التصوُّرية: المعنى هو الصورة الذهنية، وهذه النظرية هي الأخرى سقطت في مجموعة من مشاكل؛ حيث إنها تفسِّر الأشياء الغامضة والمعاني بأشياءَ أخرى غامضة، هي الأفكار والتصورات.
وبهذا، فالنظرية التصورية تعتبر المعنى كيانًا أو موضوعًا نفسيًّا، يتحدد من خلال مَقْوَلة الواقع في الذهن وترميزه.
وعليه، فإننا نرى أن اللغة نظام في غاية التعقيد، من خلال ما تستطيعه، ظاهرة اللغة، مِن بناءِ عوالمَ في الذهن.
ومن خلال ما سلف، يتضح أننا لا نكاد نجد نظرية لا تسلِّم بوجود المعنى، إلا أن هذه القضية، إشكال المعنى، ظلت ظاهرةً غامضة ومتعددة في أبعادها، الشيء الذي جعل من العسير القبضَ عليها وإخضاعَها للتحليل.
لائحة المصادر والمراجع المعتمدة
♦ جحفة، عبدالمجيد، (2000)، مدخل إلى الدلالة الحديثة، دار توبقال، ط. 1.
♦ الحداد، مصطفى، (2013)، اللغة والفكر وفلسفة الذهن، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، ط. 1.
♦ عمر أحمد، مختار، (1998)، علم الدلالة، عالم الكتب، ط. 5.
♦ غاليم، محمد، (1999)، المعنى والتوافق: مبادئ لتأصيل البحث الدلالي العربي، سلسلة أبحاث وأطروحات، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.
♦ النحوي، الخليل، (1991)، المعجم العربي الميسر - مستخلص من المعجم العربي الأساسي - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، توزيع لاروس.
♦ Crystal، D، (2008), A dicionary of linguistics and phonetics, sixth edition.
[1] النحوي، الخليل. (1991)، المعجم العربي الميسر - مستخلص من المعجم العربي الأساسي - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، توزيع لاروس، ص 176، مادة {د ك ك}.
[2] Crystal, D. (2008), A dicionary of linguistics and phonetics, sixth edition, p.428-429.
[3] عمر أحمد، مختار، (1998)، علم الدلالة، عالم الكتب، ط. 5، ص 11.
[4] النظرية:
1. نظرة علمية مؤسسة على مبادئ تمكننا من تأسيس الفكر وتنظيمه، وما يميزها هو قابليتها للدحض؛ أي: قابلة للتجاوز.
2. قضية تثبت بحجة ودليل.
3. فرض علمي، يربط عدة قوانين بعضها ببعض، ويردها إلى مبدأ واحد يمكن أن نستنبط منه أحكامًا وقواعد؛ عن المعجم العربي الميسر، مادة {ن ظ م}، ص 497.
[5] عمر أحمد، مختار. (1998)، ص 53.
[6] نفسه، ص 61.
[7] غاليم، محمد. (1999)، المعنى والتوافق: مبادئ لتأصيل البحث الدلالي العربي، سلسلة أبحاث وأطروحات، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، ص 47.
[8] الحداد، مصطفى. (2013)، اللغة والفكر وفلسفة الذهن، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، ط. 1، ص 56.
[9] غاليم، محمد. (1999)، المعنى والتوافق، ص 50، 51.
[10] عمر أحمد، مختار. (1998)، علم الدلالة، ص 57.
[11] المرجع والصفحة نفسهما، نقلًا عن theories of meaning، ص 32 - 34.
[12] جحفة، عبدالمجيد. (2000)، مدخل إلى الدلالة الحديثة، دار توبقال، ط. 1، ص 24.
[13] غاليم، محمد، المعنى والتوافق، ص 64.
[14] جحفة، عبدالمجيد، مدخل إلى الدلالة الحديثة، مرجع سابق، ص 102.
[15] جحفة، عبدالمجيد. (2013)، مدخل إلى الدلالة الحديثة، ص 24.
[16] نفسه، ص 9.
* alukahnet
1- تقديم عام.
2- مقاربة بعض النظريات الدلالية للمعنى:
1) النظرية الإشارية.
2) النظرية السلوكية.
3) النظرية السياقية.
4) نظرية الحقول الدلالية.
3- تحصيل المعنى في النظرية التصورية:
1) مفهوم النظرية التصورية وتحديدها للمعنى.
2) مبادئ ومسلَّمات النظرية التصورية.
3) قيود النظرية التصورية.
4) ملاحظات على النظرية التصورية.
4- خلاصات واستنتاجات.
أهداف البحث:
♦ التعرُّف على علم الدلالة وموضوعه.
♦ بسط أبرز النظريات الدلالية التي تناولت إشكال المعنى مع التركيز على التيار النفسي.
♦ التعرُّف على مقاربة النظرية التصورية لظاهرة المعنى، وأهم الضوابط المحددة لذلك.
تقديم عام:
الدلالة لغة مصدر من الفعل دلَّ، وهو بمعانٍ متعددة، من بينها الهداية والإرشاد، على نحو ما جاء في المعجم العربي الميسر: "دلَّه على/ إلى الطريق والشيء: أرشده إليه"[1]، وهي اصطلاحًا: "فرع كبير في اللسانيات، يختص بدراسة المعنى في اللغة، هذا المصطلح - أي الدلالة - هو أيضًا استعمل في الفلسفة والمنطق.. إلخ، وفي اللسانيات: هو تأكيد على أنه دراسة لأقسام الدلالة في اللغة الطبيعية"[2]، وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور أحمد مختار عمر حين اعتبرها: "دراسة المعنى، أو العلم الذي يدرس المعنى، أو ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظريةَ المعنى، أو ذلك الفرع الذي يدرُسُ الشروط الواجب توافرُها في الرمز حتى يكون قادرًا على حمل المعنى"[3].
نستنتج من جُلِّ هذه التعريفات التي قدمت لعلم الدلالة: أنها ذاتُ صلة بقضية المعنى، وهو موضوعها الرئيس دون منازع، وسنفصل الحديث فيما يلي من عناصر العرض.
تناولت هذه القضية، قضية المعنى، مجموعة من النظريات الدلالية، وسنقدم، بنوع من الاقتضاب، بعض "النظريات الدلالية"[4]، بغرض بسط تصوراتها لمشكل المعنى في اللغة، مركزين فيها على ما يندرج منها ضمن التيار النفسي.
مقاربة بعض النظريات الدلالية للمعنى.
"ركزت المناهج اللغوية في دراسة المعنى على دراسة المعنى المعجمي، أو دراسة معنى الكلمة باعتبارها الوحدة الأساسية لكل من النحو والدلالة"[5]، وقد قُدِّمت بهذا الخصوص مناهجُ ونظرياتٌ متعددة ومتنوعة؛ الأمر الذي أفضى إلى انعكاس هذا التباين كذلك على مستوى الآليات والمناهج، مما نبَّأ باختلاف في النظر إلى المعنى وتناوله وتعريفه، ومن النظريات التي سنخص بالحديث، دون تفصيل، النظرية الإشارية، والنظرية السلوكية، والنظرية السياقية، ونظرية الحقول الدلالية، وبالمقابل، سنجعل من النظرية التصورية محورَ اهتمامنا في المحور الأخير.
1) النظرية الإشارية:
يعود فضل تطوير هذه النظرية إلى رائديها "أوجدين" و"رتشاردز" في كتابهما: "معنى المعنى"، وتعتمد هذه النظرية في تحديدها للمعنى على ثلاثة أسس: الفكرة، والرمز، والمرجع، ويكون معنى الكلمة بالارتكان إلى هذه الأسس هو ما تشير إليه في العالم الواقعي، بعبارة أوضح: مرجعها في العالم الخارجي.
2) النظرية السلوكية:
تركز النظرية السلوكية على ما يمكن ملاحظته من اللغة؛ لذلك كان المعنى متساوقًا مع أسسها، ويجمله القول التالي: "يتألَّف من ملامح ورد الفعل القابلة للملاحظة، وأن معنى الصيغة اللغوية هو الموقف الذي ينطقها المتكلم فيه، والاستجابة التي تستدعيها من السامع"[6]؛ أي إن معنى العبارة هو الحافز الذي يدعو إلى التلفظ بها، أو الاستجابة التي يستدعيها السامع، وبالتالي فالسلوكية تربط المعنى بالمواقف خارج اللغوية، الأمر يوضح موقفها المعارض للغة الداخلية، وقد قام شارلز موريس أحد رواد السلوكية باستبدال الاستجابة بالميل أو الرغبة، إلا أن الأمر لم يتغير بدعوى أن الميل والرغبة من الممكن أن يرتبطا بإرادة الشخص من عدمها.
3) النظرية السياقية:
ترى هذه النظريةُ أن معنى الكلمة هو الدور - أو الوظيفة - الذي تؤديه في علاقتها بباقي الكلمات المجاورة لها في السياق، وقد تعددت السياقات التي يمكن للكلمة أن ترِدَ فيها بين اللغوي، والعاطفي، والثقافي، والموقفي.
4) نظرية الحقول الدلالية:
تعتبر هذه النظرية أن معنى الكلمة هو حصيلة علاقتها بباقي الكلمات التي تترابط معها دلاليًّا داخل الحقل الدلالي الواحد، وتتباين هذه العلاقات بين الترادف، والتباين، والتضاد، والتضمن.. إلخ.
تحصيل المعنى في النظرية التصورية:
شهِد التفكير الدلالي مجموعة من النظريات التي تبحث في المعنى وترصده، فتعددت معها تصوراتها له، بين من يرى المعنى كيانًا داخليًّا، وبين مَن يذهب إلى اعتباره وليدَ علاقة بين اللغة والعالم الخارجي.
وتُعَد النظرية التصورية من النظريات الدلالية التي عُنِيَتْ بالمعنى دراسة وتحليلًا، معتبرة إياه كيانًا نفسيًّا لا خارجيًّا، وعليه، كيف فسرت النظرية التصورية إشكال المعنى؟ وما أبرز المبادئ والمسلَّمات التي بنَتْ عليها تصورها؟ وما أهم القيود المتحكمة في ذلك؟ ثم ما هي أبرز الانتقادات التي وُجِّهت إليها؟
1- مفهوم النظرية التصورية وتحديدها للمعنى:
تعتبر النظرية التصورية "المعنى موضوعًا نفسيًّا، وأن بناء معاني التعابير اللغوية ليس إلا جزءًا من العمليات النفسية أو الذهنية التي تقوم عليها القدرة اللغوية الباطنية لدى المتكلم"[7]، بعبارة أجلى: تحاول الوقوف على القواعد المستبطنة في الذهن، المنظمة للمعارف، هذا القول إنما يتقاطع مع النظرية التوليدية النفسية، التي تحاول أن تبحث وتفسِّر تلك القدرة اللغوية البشرية، خاصة مع تلاميذ تشومسكي، في إطار ما عُرف بالدلالة التأويلية، ففودور اعتبر المعنى هو تلك الصورة الذهنية التي تكون في الذهن عن ذلك الشيء، وإلى ذلك جاء ديكارت بمثال "الأعمى الذي يستخدم العصا قصد اللمس المتتالي لعدد من أجزاء شيء فيزيائي كالمكعب، وبَيَّنَ من خلال هذا المثال أن السلسلة من اللمسات تسمح للأعمى ببناء صورة لمكعب في ذهنه، دون أن يعني ذلك أن صورةَ المكعب منطبعة فيه، بمعنى أن الذهن يَبني بواسطة مصادره ومبادئه البنيوية الخاصة تمثيلًا ذهنيًّا، انطلاقًا مِن هذه المتوالية من المنبِّهات اللمسية"[8].
وبالتالي، "فالدلالة التأويلية افتراض حول القدرة اللغوية باعتبارها قدرة نفسية، وهو افتراض يعالج دلالة التعابير اللغوية، وإحالاتها في إطار تصور نفسي صريح، والإحالة على الأشياء ترتبط بالصور الذهنية التي يكوِّنها المتكلم عن هذه الأشياء، وهذه التصورات توجد في ذهن الفرد، لا في الواقع، إنها كيانات تصورية يخلقها الفرد عند تأويله لتجرِبته"[9].
وإن تركيز هذه النظرية على الأفكار والتصورات الداخلية جعلها تسمى بالنظرية العقلية كذلك، هذه التسمية تعود إلى العالم الإنجليزي "جون لوك" الذي قال: إن "استعمال الكلمات يجب أن يكون الإشارة الحساسة إلى الأفكار، والأفكار التي تمثلها تعد مغزاها المباشر الخاص"[10]، وتعتبر هذه النظرية اللغة وسيلة/ أداة لتوصيل الأفكار، وتمثيلًا خارجيًّا ومعنويًّا لحالة ذهنية، وإلى ذلك أقر رواد هذا التيار النفسي، النظرية التصورية، بأن لكل فكرة معنى، وهذه الفكرة يجب:
♦ "أن تكون حاضرة في ذهن المتكلم؛
♦ المتكلم يجب أن ينتج التعبير الذي يجعل الجمهور يدرك أن الفكرة المعينة موجودة في عقله ذلك الوقت؛
♦ التعبير يجب أن يستدعي الفكرة في عقل السامع"[11].
2- مبادئ ومسلَّمات النظرية التصورية:
ترتكز النظرية التصورية على مبدأ عام: "يكون للعبارة معنى إذا - وفقط إذا - ارتبطت بفكرة ما، ويكون لعبارتين نفس المعنى إذا - وفقط إذا - ارتبطتا بنفس الفكرة"[12]، تكون الفكرة بهذا القول هي الصورة الذهنية، أو التخيل الذهني الذي يختلف في نوعه وطبيعته من شخص لآخر، وهذه المسألة تُثبت قضية أخرى، هي مسألة المعجم الذهني الخاص بالفرد؛ إذ إن كل فرد يملِك معجمًا خاصًّا به لا يشبه بالضرورة الآخرين.
وعليه، فالنظرية التصورية ترى في مسلَّمتها أن المعنى الموجود هو معلومات مرمزة وممثلة في الذهن البشري، والتمثيل لا يعكس الشيء الموجود في العالم الخارجي، وإنما يمثِّل جزءًا من التمثيل الذهني للدخل الخارجي؛ لذلك كان التمثيل هو ذلك العالم، كما حددته بنية الذهن؛ فالإنسان لا يتحدث عن أشياء إلا وله انطباع وتمثيل عنها في ذهنه، وفي نهاية المطاف، فإننا نتحدث عن مَقْوَلةٍ للواقع؛ أي: عن ترميز للمعلومات في الدماغ، وحينما يحصل ذلك الترميز يكون قد حصل التمثُّل، وبالتالي، فالترميز آلية من آليات التمثُّل.
3- قيود النظرية التصورية:
"تخضع النظرية التصورية لمجموعة من القيود التي تضمن سلامة التصور، ومن بينها: قيد التعبيرية، ويتعلَّق بقدرة النظرية على التعبير عن الفروق الدلالية التي تقيمها اللغات الطبيعة، وقيد الكلية، ويتعلق بكلية مخزون البنيات الدلالية الذي تستعمله اللغات الخاصة، وقيد التأليفية، ويتعلق ببناء معاني الجمل انطلاقًا من معاني أجزائها، وقيد الخصائص الدلالية، ويتعلق برصد الخصائص الدلالية في التعابير اللغوية بالترادف والشذوذ الدلالي والاقتضاء، ثم قيد الحاسوبية، ويتعلَّق بقبول البرمجة الحاسوبية"[13].
وعمومًا، فالنظرية التصورية تخضع لقيدين مهمين، هما: القيد النحوي، "ويقول هذا القيد: إنه يجب تفضيلُ نظرية دلالية تفسر التعميمات الموجودة في كل من المعجم والتركيب، على اعتبار أن المعجم يعطينا المحتوى، والتركيب يعطينا الشكل الصوري الملائم لهذا المحتوى"[14]، وهو بهذا يصُوغ علاقة اعتباطية بين الدلالة والتركيب؛ أي: إنه يفسر ذلك التعالق بين المستويين، خاصة في مسألة تعليم وتعلُّم اللغات؛ إذ لا يمكن أن نُدرِّس التركيب صوريًّا بدون معنى، ثم القيد المعرفي، ومُفاده: أن نظرية البنية الدلالية في اللغة الطبيعية هي في حد ذاتها نظرية لبنية الفكر، وبهذا المعنى تكون اللغة تعكس الفكر، مما يفرض تلاءم المعلومات التي تحملها اللغة مع المعلومات الصادرة من المحيط.
4- ملاحظات على النظرية التصورية:
سقطت النظرية التصورية في مجموعة من المشاكل في دراستها لإشكال المعنى، ويمكن إجمال أهمها فيما يلي:
♦ انتَقدت النظريةُ السلوكية النظريةَ التصورية في تركيزها على التصورات أو الأفكار، معتبرة هذه الأخيرة، أي الأفكار، مِلكًا خاصًّا للمتكلم؛ إذ لا يمكنه نقلها بكل تفاصيلها للسامع، ولكي يتجاوز رواد النظرية التصورية هذا الانتقاد ذهبوا إلى التأكيد على فكرة ارتباط الأفكار بالتصورات؛
♦ "قد لا توجد صورة ذهنية قد تستخدم لتفسير معاني ألفاظ، مثل: كيف أو رغم أو كي ... إلخ؛
♦ قد تكون لنا أكثر من صورة توافق عبارة واحدة؛
♦ قد تشترك عبارتان في نفس الصورة"[15].
يتضح من خلال ما سبق، ورغم بعض الانتقادات التي وُجِّهت للنظرية التصورية، أنها نظرية من النظريات النفسية الأساسية في البحث الدلالي، سواء من حيث مقدماتها واختياراتها العامة، أو من حيث الوسائل التي تتيحها للتحليلِ الدلالي في اللغة الطبيعية.
خلاصات واستنتاجات:
عودٌ على بَدْء، "اللغة صوت ومعنى، وعلى النظرية اللغوية أن ترصُدَ المبادئ والقواعد التي تتحكم في الربط بين الأصوات والمعاني؛ ولهذا تفترض النظرية اللغوية أن المتكلم، حين ينتج متواليات لغته، ينطلق من تمثيلينِ: تمثيل صوتي، وتمثيل دلالي، ويعكس التمثيل الصوتي الكيفية التي تؤدَّى بها الجملة صوتيًّا، ويعكس التمثيل الدلالي ما تفيده من معنى (...)، وبهذا فإن على النظرية أن ترصُدَ كيفية امتلاء الأصوات بالدلالات"[16]، وخلال بحثنا هذا، حاولنا تناول، بشكل عرَضي، بعض النظريات الدلالية التي طبعت المشهد الفكري الدلالي، مركِّزين على التيار النفسي، فعرضنا للنظرية التصورية ولأسسها، باعتبارها مِن بين النظريات الدلالية التي عدت المعنى موضوعًا نفسيًّا، أو كيانًا داخليًّا.
ومِن بين النتائج التي توصل إليها بحثنا: أن مِن الأسئلة التي يفترض أن تجيب عنها النظرية الدلالية السؤال التالي: أين يوجد المعنى؟لذلك تباينَتِ الآراء من توجُّه إلى آخر، ورغم ما حصَّله كل منها، فإنها نجحَتْ في جوانبَ، وفشِلت في أخرى، وذلك كما يلي:
♦ النظرية الإشارية: المعنى هو ما تشير إليه، لكن فكرة وجود كلمتين مترادفتين تشيران إلى نفس المرجع، هو أمر لا يسعفنا للقبض على المعنى.
♦ النظرية السلوكية: المعنى هو حصيلةُ العلاقة بين المثير والاستجابة، لكنها أغفلت مجموعة من الأحداث التي لا تحدث استجابات وميولات، أو لا يمكن قياسُها وملاحظتها.
♦ النظرية السياقية: استطاعت هذه النظريةُ أن تجد حلًّا للكلمات التي ليس لها معنى في ذاتها أو الواقع، أو ليس لها صورة ذهنية، أو لا تحدث استجابات، وإنما لها استعمالات.
♦ نظرية الحقول الدلالية: استطاعت أن تمكننا من دراسة العلائق التي تجمع المفردات داخل الحقل الدلالي الواحد.
♦ النظرية التصوُّرية: المعنى هو الصورة الذهنية، وهذه النظرية هي الأخرى سقطت في مجموعة من مشاكل؛ حيث إنها تفسِّر الأشياء الغامضة والمعاني بأشياءَ أخرى غامضة، هي الأفكار والتصورات.
وبهذا، فالنظرية التصورية تعتبر المعنى كيانًا أو موضوعًا نفسيًّا، يتحدد من خلال مَقْوَلة الواقع في الذهن وترميزه.
وعليه، فإننا نرى أن اللغة نظام في غاية التعقيد، من خلال ما تستطيعه، ظاهرة اللغة، مِن بناءِ عوالمَ في الذهن.
ومن خلال ما سلف، يتضح أننا لا نكاد نجد نظرية لا تسلِّم بوجود المعنى، إلا أن هذه القضية، إشكال المعنى، ظلت ظاهرةً غامضة ومتعددة في أبعادها، الشيء الذي جعل من العسير القبضَ عليها وإخضاعَها للتحليل.
لائحة المصادر والمراجع المعتمدة
♦ جحفة، عبدالمجيد، (2000)، مدخل إلى الدلالة الحديثة، دار توبقال، ط. 1.
♦ الحداد، مصطفى، (2013)، اللغة والفكر وفلسفة الذهن، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، ط. 1.
♦ عمر أحمد، مختار، (1998)، علم الدلالة، عالم الكتب، ط. 5.
♦ غاليم، محمد، (1999)، المعنى والتوافق: مبادئ لتأصيل البحث الدلالي العربي، سلسلة أبحاث وأطروحات، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.
♦ النحوي، الخليل، (1991)، المعجم العربي الميسر - مستخلص من المعجم العربي الأساسي - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، توزيع لاروس.
♦ Crystal، D، (2008), A dicionary of linguistics and phonetics, sixth edition.
[1] النحوي، الخليل. (1991)، المعجم العربي الميسر - مستخلص من المعجم العربي الأساسي - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، توزيع لاروس، ص 176، مادة {د ك ك}.
[2] Crystal, D. (2008), A dicionary of linguistics and phonetics, sixth edition, p.428-429.
[3] عمر أحمد، مختار، (1998)، علم الدلالة، عالم الكتب، ط. 5، ص 11.
[4] النظرية:
1. نظرة علمية مؤسسة على مبادئ تمكننا من تأسيس الفكر وتنظيمه، وما يميزها هو قابليتها للدحض؛ أي: قابلة للتجاوز.
2. قضية تثبت بحجة ودليل.
3. فرض علمي، يربط عدة قوانين بعضها ببعض، ويردها إلى مبدأ واحد يمكن أن نستنبط منه أحكامًا وقواعد؛ عن المعجم العربي الميسر، مادة {ن ظ م}، ص 497.
[5] عمر أحمد، مختار. (1998)، ص 53.
[6] نفسه، ص 61.
[7] غاليم، محمد. (1999)، المعنى والتوافق: مبادئ لتأصيل البحث الدلالي العربي، سلسلة أبحاث وأطروحات، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، ص 47.
[8] الحداد، مصطفى. (2013)، اللغة والفكر وفلسفة الذهن، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، ط. 1، ص 56.
[9] غاليم، محمد. (1999)، المعنى والتوافق، ص 50، 51.
[10] عمر أحمد، مختار. (1998)، علم الدلالة، ص 57.
[11] المرجع والصفحة نفسهما، نقلًا عن theories of meaning، ص 32 - 34.
[12] جحفة، عبدالمجيد. (2000)، مدخل إلى الدلالة الحديثة، دار توبقال، ط. 1، ص 24.
[13] غاليم، محمد، المعنى والتوافق، ص 64.
[14] جحفة، عبدالمجيد، مدخل إلى الدلالة الحديثة، مرجع سابق، ص 102.
[15] جحفة، عبدالمجيد. (2013)، مدخل إلى الدلالة الحديثة، ص 24.
[16] نفسه، ص 9.
* alukahnet