نقوس المهدي
كاتب
في شهر غشت من عامِ 2007، اكتشفت سائحة إنجلِيزية أن المرشد السياحي كان يختلق تاريخ المآثر ومشيديها من عند نفسه، وكشفت أَمره علانية بمساعدة كتاب معتمد أَمام ذهول السياح المشاركينَ في الجولة وفي ذلك المساء تم تعويض المرشد بآخر واستعادت جولات القاهرة تقاليدها المعهودة.
تحادث السياح عن القصةِ على مائدة العَشاء، تخلصوا من وقع المفاجأة عليهِم، فهموا أن المعطيات التاريخية ستبقى دائما في المكتبات، وطالبوا وكالة الأسفار بالعودة للتعاقد مع محمد أَميرين.
بعد العودة إلى إنجلترا، وكما جرت العادة، تحدثوا عن عطلَتهم، ومن بين الآثار والرموز الهيروغليفية كانت قصة المرشد السياحي، الذي لم يلتقه أحد غيرهم، هي المهيمنة على حديثهم.
محمد، ذو المستوى التعليمي البسيط بسبب طفولته المحرومة، يعرف القليل عن التاريخ المكتوب لكنه كان دائما يستعمل سمعه، حدسه وخياله. وبعد افتضاح أمره، وعمره 61 سنة، قرر أن يخوض المغامرة، ويعمل مرشدا سياحيا لحسابه الخاص، وشعاره في ذلك: “مصر.. تعاش بالحكايات”.
* كاتب من البيرو
التعديل الأخير بواسطة المشرف: