نقوس المهدي
كاتب
ولدَ (يحيى الطاهر عبدالله) في قرية الكرنك التابعة لمدينة الأقصر أقصى جنوب مصر فى 30 أبريل 1938م.
ماتت أمه وهو صغير فربته خالته التى أصبحت استمراراً لأعراف مورثة زوجة لأبيه فيما بعد . وله من الإخوة والأخوات - الأشقاء وغير الأشقاء ثمانية هو الثانى فى الترتيب ..
ولقد كانَ والدهُ (الطاهر عبدالله) أزهريًا، فتأثّر بهِ في حب اللغة،وكان عمُّهُ (الحساني حسن عبدالله) من دراويش العقّاد.. فكان (يحيى الطاهر) يحب العقاد جدًا ، ويتشدد لهُ..
وقرية الكرنك مسقطُ رأسهِ التي تلقى تعليمه بها حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة وعمل بوزارة الزراعة فترة قصيرة،وقد كانت قريتهُ دومًا منبعًا لإلهامه..لو تابعتَ مايكتب لوجدت أنه مايلبث إن غاب عنها أن بعودَ مرارًا وتكرارًا بالترميز والتصريح،والاستدعاء لكل عالمها ومفرداتها،لكأنه يصنع منها أسطورتها الخاصة.
وعام 1938م هو نفس العام الذي وُلِدَ فيه (عبدالرحمن الأبنودي) في قرية أبنود،وقبل عامين من مولد (أمل دنقل) عام 1940م ،ليُكتَب بعد ذلك أن التقائهم في مدينة قنا عام 1959م ستكون بداية لعلاقة صداقةٍ طويلة..
فى نهاية 1961 انتقل (الأبنودى) إلى القاهرة وانتقل (أمل دنقل) إلى الإسكندرية بينما ظل (يحيى الطاهر) مقيماً مع أسرة (الأبنودى) فى قنا لمدة عامين..
فى عام 1964 لحق يحيى (الطاهر) بـ(الأبنودى) فى القاهرة وأقام معه فى شقة بحى بولاق الدكرور حيث كتب بقية قصص مجموعته الأولى " ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً" .
كان يحيى الطاهر قد كتب أولى قصصه القصيرة "محبوب الشمس" وأعقبها بقصة "جبل الشاى الأخضر" في عام 1961..ولأنه كان يبحث بجد عن قاسم مشترك بينه وبين المجتمع،وعن أن يكون إبداعه قناة اتصال لا تختص بطبقة معينة ،فهو لا يكتب ليقرأه المثققين وكفى،فلقد بدا هذا واضحًا في قصصه التي كثيرًا ما تستلهم التراث الشعبي في الحكاية وطريقة القصّ والأسلوب أيضًا..
كان يتميز بأنه يدون ما يؤلفه من قصص في رأسه،ويقرأها بلا استناد لورقة ،بل إنه لا يكتبها إلا ليدفع بها للنشر،عدا ذلك فهو يكررها ويكررها كلما سنحت الفرصة أمام مستمعيه دون زيادة حرف جديد ..
كانت هذه موهبة خاصة لدى (يحيى الطاهر) ،الذي كان يرى أنه يتعمد عدم الكتابة لأن أمته لاتقرأ ولأنه "حين أقولُ يكثُر مستمعيّ،لأن الناسَ ليسوا صُمًّا."
هذه الموهبة،دفعته للتجريب من ناحية،ومن ناحيةٍ أخرى أكسبت قصصه أبعادًا عميقة،من حيث أنها جعلت الصور تبدو وكأنها أكثر تجسيدًا ،وعوالمه محسوسةً بكثافة..
ستجد لقصصه عوالمها،فقد تفاعل بالطبع مع معطيات عصره،حيث عاش النكسة مع جيله،وكان معاصرًا لسنوات الجمر ..لذلك ستجد أن جزءً كبيرًا بقصصه يحفل بمشاهد عنف ،أو حتى يناقش العنف..كماأنه متأثر بجانب التراث الشعبي وبقريته،بالكاتب الكبير (كافكا) بشكل خاص..
استمع إليه (يوسف إدريس) في الستينات على مقهى ريش،فقدمه لمجلة «الكاتب» كما قدمه (عبد الفتاح الجمل) فى الملحق الأدبى بجريدة المساء،وناقش (يوسف الشاروني) قصته في مجلة «المجلة» عام 1966، وسرعان ما احتل مكانته كواحد من أهم وأبرز كتاب القصة والروائيين المصريين الذين عرفوا بجيل أدباء الستينيات..
صدرت مجموعته الأولى "ثلاث شجيرات كبيرة تثمر برتقالاً" سنة 1970م،كما أنه نشر روايته الأولى "الدفّ والصندوق" عام 1974م عن طريق حزب البعث العراقي،الذي كان مهتمًا وقتها بنشر ودعم الكتب.
فى أكتوبر 1966 صدر أمر باعتقال (يحيى الطاهر) ضمن مجموعة من الكتاب والفنانين فهرب لفترة ثم قبض عليه وأطلق سراحه فى أبريل 1967 .
تزوج(يحيى الطاهر عبد الله) فى مارس 1975 وأنجب بنتين هما«أسماء » و«هالة » وابناً سماه «محمد» ،وقد توفى بعد ميلاده بفترة قصيرة .
ترجمت له أعمال كثيرة إلى الإنجليزية والإيطالية والألمانية والبولندية..
وكان قد كتبَ في بداية حياته بعض القصص والسيناريوهات لمجلة الأطفال المتخصصة «سمير» .
تعتبر قصة «الرسول» آخر ما كتبه يحيى الطاهر إذ كتبها فى الأيام الأولى من شهر أبريل 1981 ،لم ينشر له فى حياته سوى حوار صحفى وحيد أجراه معه سمير غريب ونشر فى العدد الثالث من مجلة (خطوة) فى 1982 ،كما أجرت معه إذاعة البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي) لقاءً،لم تجد له نسخة .
صدر عن أعماله القصصية كتاب نقدى وحيد هو «شجو الطائر .. شدو السرب» لصديقه الدكتور (حسين حمودة) عام 1996 عن هيئة قصور الثقافة .
ونُشرت أعمالهُ الكاملة عن (دار المستقبل) بالقاهرة عام 1983م،ثم كانت الطبعة الثانية عام 1993م،ثم أصدرت (دار العين للنشر ) عام 2005 الطبعة الثالثة.
وكانت روايته (الطوق والأسورة) قد تحولت فيلمًا ومسرحية،وقدّم الدكتور/حسين حمودة عام 1990 عنه رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة القاهرة،كما قدّم عنه الدكتور/ سامي ستار الشيكلي (عراقي) رسالة دكتوراه لجامعة بيرن الألمانية عام 2000م.
توفى يحيى الطاهر عبد الله فى حادث سيارة على طريق القاهرة - الواحات ، يوم الخميس 9 أبريل 1981 ودفن فى قريته الكرنك .
أعماله الأدبية :
- ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً (مجموعة قصصية) - 1970 .
- الدف والصندوق (رواية)- بغداد1974 .
- أنا وهى وزهور العالم (مجموعة قصصية) - 1977 .
- حكايات للأمير حتى ينام (مجموعة قصصية) –بغداد1978 .
- الطوق والأسورة (رواية) – القاهرة 1975 .
- الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة (رواية) - 1977 .
- تصاوير من التراب والماء والشمس (رواية)- 1981 .
- الرقصة المباحة (مجموعة قصصية ، كان يحيى قد أعدها للنشر فى مجموعة قبل وفاته،ونُشرت بعد موته ضمن الأعمال الكاملة التي نشرتها دار المستقبل عام 1983م).
- حكاية على لسان كلب (قصة طويلة) لم تُنشر في حياته
ماتت أمه وهو صغير فربته خالته التى أصبحت استمراراً لأعراف مورثة زوجة لأبيه فيما بعد . وله من الإخوة والأخوات - الأشقاء وغير الأشقاء ثمانية هو الثانى فى الترتيب ..
ولقد كانَ والدهُ (الطاهر عبدالله) أزهريًا، فتأثّر بهِ في حب اللغة،وكان عمُّهُ (الحساني حسن عبدالله) من دراويش العقّاد.. فكان (يحيى الطاهر) يحب العقاد جدًا ، ويتشدد لهُ..
وقرية الكرنك مسقطُ رأسهِ التي تلقى تعليمه بها حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة وعمل بوزارة الزراعة فترة قصيرة،وقد كانت قريتهُ دومًا منبعًا لإلهامه..لو تابعتَ مايكتب لوجدت أنه مايلبث إن غاب عنها أن بعودَ مرارًا وتكرارًا بالترميز والتصريح،والاستدعاء لكل عالمها ومفرداتها،لكأنه يصنع منها أسطورتها الخاصة.
وعام 1938م هو نفس العام الذي وُلِدَ فيه (عبدالرحمن الأبنودي) في قرية أبنود،وقبل عامين من مولد (أمل دنقل) عام 1940م ،ليُكتَب بعد ذلك أن التقائهم في مدينة قنا عام 1959م ستكون بداية لعلاقة صداقةٍ طويلة..
فى نهاية 1961 انتقل (الأبنودى) إلى القاهرة وانتقل (أمل دنقل) إلى الإسكندرية بينما ظل (يحيى الطاهر) مقيماً مع أسرة (الأبنودى) فى قنا لمدة عامين..
فى عام 1964 لحق يحيى (الطاهر) بـ(الأبنودى) فى القاهرة وأقام معه فى شقة بحى بولاق الدكرور حيث كتب بقية قصص مجموعته الأولى " ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً" .
كان يحيى الطاهر قد كتب أولى قصصه القصيرة "محبوب الشمس" وأعقبها بقصة "جبل الشاى الأخضر" في عام 1961..ولأنه كان يبحث بجد عن قاسم مشترك بينه وبين المجتمع،وعن أن يكون إبداعه قناة اتصال لا تختص بطبقة معينة ،فهو لا يكتب ليقرأه المثققين وكفى،فلقد بدا هذا واضحًا في قصصه التي كثيرًا ما تستلهم التراث الشعبي في الحكاية وطريقة القصّ والأسلوب أيضًا..
كان يتميز بأنه يدون ما يؤلفه من قصص في رأسه،ويقرأها بلا استناد لورقة ،بل إنه لا يكتبها إلا ليدفع بها للنشر،عدا ذلك فهو يكررها ويكررها كلما سنحت الفرصة أمام مستمعيه دون زيادة حرف جديد ..
كانت هذه موهبة خاصة لدى (يحيى الطاهر) ،الذي كان يرى أنه يتعمد عدم الكتابة لأن أمته لاتقرأ ولأنه "حين أقولُ يكثُر مستمعيّ،لأن الناسَ ليسوا صُمًّا."
هذه الموهبة،دفعته للتجريب من ناحية،ومن ناحيةٍ أخرى أكسبت قصصه أبعادًا عميقة،من حيث أنها جعلت الصور تبدو وكأنها أكثر تجسيدًا ،وعوالمه محسوسةً بكثافة..
ستجد لقصصه عوالمها،فقد تفاعل بالطبع مع معطيات عصره،حيث عاش النكسة مع جيله،وكان معاصرًا لسنوات الجمر ..لذلك ستجد أن جزءً كبيرًا بقصصه يحفل بمشاهد عنف ،أو حتى يناقش العنف..كماأنه متأثر بجانب التراث الشعبي وبقريته،بالكاتب الكبير (كافكا) بشكل خاص..
استمع إليه (يوسف إدريس) في الستينات على مقهى ريش،فقدمه لمجلة «الكاتب» كما قدمه (عبد الفتاح الجمل) فى الملحق الأدبى بجريدة المساء،وناقش (يوسف الشاروني) قصته في مجلة «المجلة» عام 1966، وسرعان ما احتل مكانته كواحد من أهم وأبرز كتاب القصة والروائيين المصريين الذين عرفوا بجيل أدباء الستينيات..
صدرت مجموعته الأولى "ثلاث شجيرات كبيرة تثمر برتقالاً" سنة 1970م،كما أنه نشر روايته الأولى "الدفّ والصندوق" عام 1974م عن طريق حزب البعث العراقي،الذي كان مهتمًا وقتها بنشر ودعم الكتب.
فى أكتوبر 1966 صدر أمر باعتقال (يحيى الطاهر) ضمن مجموعة من الكتاب والفنانين فهرب لفترة ثم قبض عليه وأطلق سراحه فى أبريل 1967 .
تزوج(يحيى الطاهر عبد الله) فى مارس 1975 وأنجب بنتين هما«أسماء » و«هالة » وابناً سماه «محمد» ،وقد توفى بعد ميلاده بفترة قصيرة .
ترجمت له أعمال كثيرة إلى الإنجليزية والإيطالية والألمانية والبولندية..
وكان قد كتبَ في بداية حياته بعض القصص والسيناريوهات لمجلة الأطفال المتخصصة «سمير» .
تعتبر قصة «الرسول» آخر ما كتبه يحيى الطاهر إذ كتبها فى الأيام الأولى من شهر أبريل 1981 ،لم ينشر له فى حياته سوى حوار صحفى وحيد أجراه معه سمير غريب ونشر فى العدد الثالث من مجلة (خطوة) فى 1982 ،كما أجرت معه إذاعة البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي) لقاءً،لم تجد له نسخة .
صدر عن أعماله القصصية كتاب نقدى وحيد هو «شجو الطائر .. شدو السرب» لصديقه الدكتور (حسين حمودة) عام 1996 عن هيئة قصور الثقافة .
ونُشرت أعمالهُ الكاملة عن (دار المستقبل) بالقاهرة عام 1983م،ثم كانت الطبعة الثانية عام 1993م،ثم أصدرت (دار العين للنشر ) عام 2005 الطبعة الثالثة.
وكانت روايته (الطوق والأسورة) قد تحولت فيلمًا ومسرحية،وقدّم الدكتور/حسين حمودة عام 1990 عنه رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة القاهرة،كما قدّم عنه الدكتور/ سامي ستار الشيكلي (عراقي) رسالة دكتوراه لجامعة بيرن الألمانية عام 2000م.
توفى يحيى الطاهر عبد الله فى حادث سيارة على طريق القاهرة - الواحات ، يوم الخميس 9 أبريل 1981 ودفن فى قريته الكرنك .
أعماله الأدبية :
- ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً (مجموعة قصصية) - 1970 .
- الدف والصندوق (رواية)- بغداد1974 .
- أنا وهى وزهور العالم (مجموعة قصصية) - 1977 .
- حكايات للأمير حتى ينام (مجموعة قصصية) –بغداد1978 .
- الطوق والأسورة (رواية) – القاهرة 1975 .
- الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة (رواية) - 1977 .
- تصاوير من التراب والماء والشمس (رواية)- 1981 .
- الرقصة المباحة (مجموعة قصصية ، كان يحيى قد أعدها للنشر فى مجموعة قبل وفاته،ونُشرت بعد موته ضمن الأعمال الكاملة التي نشرتها دار المستقبل عام 1983م).
- حكاية على لسان كلب (قصة طويلة) لم تُنشر في حياته
المرفقات
التعديل الأخير بواسطة المشرف: