نقوس المهدي
كاتب
لم يكن عبثًا أن تصل رواية الكاتب المصري محمد عبد النبي إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر لعام2017، فالرواية تتعامل بجرأة مع موضوع من أخفى الموضوعات المسكوت عنها أو شبه المسكوت عنها في الأدب العربي الحديث، وهى حالة الشواذ جنسيًا، انطلاقًا من قضية حقيقية حدثت في مصر التسعينات، ومع ذلك يقدم الكاتب رواية تتمسك بأدبيتها وقدرتها على اللعب مع التقنيات الروائية واللغة والأفكار، بما يجعلها أداة تشريح حقيقية لمجتمع غارق في الوهم، وأداة متعة حقيقية لقارئ يستمتع بالأدب الكاشف المدرك لذاته.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها روائي تقنية كتابة المذكرات في عرض أحداث وشخوص روايته، فعادة ما تستخدم هذه التقنية عندما تكون الشخصية الرئيسية تحتاج إلى علاج بالكتابة، فكأن المرء يعترف إلى الورق بديلًا عن المواجهة المباشرة مع الذات أو الآخرين/المجتمع، وتعطي هذه التقنية ميزة الصدق في عرض دواخل الشخصية بكل تفاصيلها مهما تكن غريبة أو مخجلة، والتعمق في أبعاد مأساة الشخصية الروائية للوصول إلى جذور وأسباب المأساة، ومن ثم التطهر أو الشفاء أو الحل، لكن هذه التقنية تعطي ميزة أخرى مهمة، وهي محاكمة الذات لنفسها، ومحاكمتها لكل من كان له علاقة بمأساتها الخاصة بداية من الدوائر الحميمية للعلاقات الإنسانية، إلى الدائرة الأوسع/ المجتمع بكل تناقضاتها.
الإشارات العابرة في بعض روايات نجيب محفوظ إلى المعلم كرشة في زقاق المدق، وإلى شاب من أبطال الثلاثية، وشخصيات أخرى لديها ميول جنسية شاذة، لم تلفت الانتباه بقوة إلى وجود هذه الآفة في المجتمع المصري، أو رآها المجتمع وتغافل عنها بدلًا من أن يواجهها ويحاول التعامل معها بشكل أكثر إيجابية، بل ترك هؤلاء الأشخاص لمصائرهم، وكأنهم غير موجودين في المجتمع الذي يرفع ويصدق الشعارات عن نفسه مهما تكن بعيدة عن الحقيقة، حتى انفجرت قضية (الكوين بوت) في التسعينات، لتكشف صراعات سياسية وعائلية في الطبقات العليا، ولتكشف الوجود الحقيقي لهذه المشكلة في المجتمع المصري، في طبقات مختلفة ولأسباب لا تنتهي، تعامل معها الإعلام والأجهزة الأمنية على إنها قضية عبدة الشيطان والشواذ، لكن الروائي المصري محمد عبد النبي وجدها فرصة روائية لإعادة تشريح المجتمع والكشف عن الخفي منه لعل هذا المجتمع يكون أكثر شجاعة وقدرة على مواجهة الذات.
يخرج هاني محفوظ من السجن فاقدًا النطق، ينصحه طبيبه النفسي بكتابة قصة حياته كعلاج لحالته النفسية، يكتب هاني كل شيء عن نفسه، وجذوره، بداية من جده الذي أغوى خياطة يهودية عجوز فكتبت له ورشة خياطتها وشقتها، إلى أبيه الخياط المشهور الحشاش، وأمه الممثلة المشهورة المشغولة، والشاب الذي أغواه وهو طفل، وزوجته، وطفلته، والعلاقات الكثيرة العابرة، والعلاقات العميقة بينه وبين بعض الشخصيات مثل عبد العزيز خطيب أخت زوجته، والبرنس المغني الفاشل الغني الذي يرعى الشباب ذوي الميول الجنسية المنحرفة وكأنه أبوهم الروحي.
يمسك محمد عبد النبي بخيط السرد بقوة بداية من عنوان الرواية (في بيت العنكبوت)، فكأنه يدعونا لنرى ما يحدث داخل بيت العنكبوت، ولكن أي عنكبوت.. إنها عناكب كثيرة، بداخل هاني محفوظ، وبداخل شخصيات الرواية، وعناكب كثيرة تنسج خيوطها في كل ركن بالمجتمع، وهاني بتتبعه لحكايته بتفاصيلها يبدو وكأنه يرصد حركة كل هذه العناكب لعله يصل إلى مكمن المأساة، وهاني ينفصل عن ذاته وهو يحكي وكأنه يحكي عن شخص آخر، لذلك هو لا يبرر بقدر ما يحلل، يصف ولا يدافع، لذلك ترى كثيرًا لحظات ندم، ومحاولة لعدم الاستمرار في الفعل المرذول، لكن الشهوة تأخذه ثم يندم، لكن المأساة ليست مجرد لحظة شهوة عابرة، إنها الشيء العميق الدفين بداخل النفس والذي يحرك البطل نحو (حب حقيقي) أحيانًا (وحب رومانسي) أحيانًا أخرى، لكن هذا الحب موجه لرجال، فليست مأساة هاني محفوظ هي الصورة النمطية للشاذ الفارغ العقل الذي بلا دين تحركه شهوة عفنة ظلامية، بل هو إنسان من روح ودم يحب ويكره ويغضب ويندم، لديه طاقة هائلة على التعاطف مع البشر أحيانًا، وكراهيتهم والانعزال أحيانًا أخرى، لكن هذه الطاقة لأسباب عديدة تبين من خلال الرواية تبدو كماء النهر الذي تم توجيهه إلى مجرى خاطئ فصب في صحراء ابتلعته بلا أمل في نبتة حقيقة تنتج عنه.
لا يدافع محمد عبد النبي عن الشواذ، ولا يهاجمهم، ولا حتى يحاول أن يجعلنا نتعاطف معهم، وإن كان يحرص على وجود خيط التعاطف الإنساني مع إنسان/هاني محفوظ يكره ما يفعله وإن كان غير قادر على الفكاك من براثنه، ربما لضعفه، ربما لأنه لم يجد من يعاونه، ربما لأن المجتمع يخلق كل يوم ضحاياه بألف شكل وشكل ثم يلقي بهم ذبابًا ميتًا في بيت عنكبوت خرافي.
تبدو الكتابة في هذه الرواية بطلًا رئيسيًا، فهي الفعل التطهري الأقوى الذي يقوم به هاني محفوظ، وهي الشاطئ الذي يرسو عليه، وهي العلاج الذى يساعده على استبطان ذاته بصدق، ومن ثم يعود إليه النطق، ثم يحاول أن يفتح مع الحياة صفحة جديدة، ولكن صفحة مع صديقه الحميم عبد العزيز، إذ لا يخدعنا الكاتب بنهاية يشفى فيها البطل من علته، فهذا الشخص لا شفاء له، سيستمر في الوجود، وربما يزيد عدد من يشبهونه، ما دام المجتمع ذاته مجرد عنكبوت وحشي كبير يمتص دماء أبنائه.
طوال الوقت هناك وعي بحالة الكتابة في الرواية، أو ما يسمى بالميتاسرد، ولعل الفقرة ص 320 توضح علاقة البطل بالكتابة:”كانت الكتابة، في بعض الأحيان، أصعب عليّ من النُطق. تتجمّد أصابعي أمام الصفحة لوقتٍ يطول، فكأنّ الخرس قد شلَّ يدي وعقلي ووجودي كله. وفي أحيانٍ أخرى، كنتُ أكتب ببطءٍ شديدٍ، وكأنني أقتطع كل كلمةٍ من لحمي بسكينٍ من خشبٍ أو حجرٍ. أتوسل إلى كيانٍ غامضٍ داخلي، كأنه حارس قلعةٍ خفيةٍ من الكلمات والصور والحكايات؛ ليتركني أدخل إليها ولو دقائق، أو أن يسمح للكلمات بالتسلل خارجها. هذا الحارس كان يبتعدُ تمامًا في ساعاتٍ مباركةٍ كثيرةٍ، فكأنه لم يوجد قط، تنفتح كل أبواب القلعة، تندك أبراجها، ويختلط سكّانها بجنود حاميتها، فأرى الكلمات تنصّب من بين أصابعي، دون أن أقدر على استمهالها أو تنظيمها في عبارةٍ مفهومةٍ. في تلك الأوقات كنتُ أنسى عمليًّا كل شيءٍ، أتحوّل إلى شخصٍ آخر مجهولٍ، يتفرج على هاني محفوظ من بعيدٍ، أو ربما يتخيله ويصنع وجوده من العدم بالكلمات. وكلّما قطعتُ شوطًا جديدًا في سرد حكايتي أشعر بالخفة مثل عبدٍ يشتري حريته بعرق جبينه مع كل طلعة شمسٍ، ويفقد مع كل غروبٍ قيدًا جديدًا من أغلال عبوديته”.
فهاني محفوظ يدرك ما يحققه له فعل الكتابة، يدرك صعوبته ولذته في آن، ويدرك أن هذا الفعل بالذات هو الذي يتيح له فرصة الانقسام إلى شخصين يكتب أحدهما عن الآخر، فيكتشفه ويحاكمه ويحاكم من خلاله المجتمع بأسره، ويدرك أن فعل الكتابة يحتاج إلى صوت يحكي وأذن تسمع، فكان يتخيل أن الأذن هي عبد العزيز رفيقه الحميم.. لكن الروائي محمد عبد النبي وهو يعير قلمه لهاني محفوظ ليعترف عن ذاته كان يحلم بأذن أخرى تسمع الحكاية هي أذن المجتمع كله، لعلها تكون فرصة ليقف المجتمع أمام مرآة كاشفة لعلها تجعله يحاول تصحيح مساره بدلًا من أن تكون فرصة أخرى ضائعة بين براثن عنكبوت اللامبالاة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها روائي تقنية كتابة المذكرات في عرض أحداث وشخوص روايته، فعادة ما تستخدم هذه التقنية عندما تكون الشخصية الرئيسية تحتاج إلى علاج بالكتابة، فكأن المرء يعترف إلى الورق بديلًا عن المواجهة المباشرة مع الذات أو الآخرين/المجتمع، وتعطي هذه التقنية ميزة الصدق في عرض دواخل الشخصية بكل تفاصيلها مهما تكن غريبة أو مخجلة، والتعمق في أبعاد مأساة الشخصية الروائية للوصول إلى جذور وأسباب المأساة، ومن ثم التطهر أو الشفاء أو الحل، لكن هذه التقنية تعطي ميزة أخرى مهمة، وهي محاكمة الذات لنفسها، ومحاكمتها لكل من كان له علاقة بمأساتها الخاصة بداية من الدوائر الحميمية للعلاقات الإنسانية، إلى الدائرة الأوسع/ المجتمع بكل تناقضاتها.
الإشارات العابرة في بعض روايات نجيب محفوظ إلى المعلم كرشة في زقاق المدق، وإلى شاب من أبطال الثلاثية، وشخصيات أخرى لديها ميول جنسية شاذة، لم تلفت الانتباه بقوة إلى وجود هذه الآفة في المجتمع المصري، أو رآها المجتمع وتغافل عنها بدلًا من أن يواجهها ويحاول التعامل معها بشكل أكثر إيجابية، بل ترك هؤلاء الأشخاص لمصائرهم، وكأنهم غير موجودين في المجتمع الذي يرفع ويصدق الشعارات عن نفسه مهما تكن بعيدة عن الحقيقة، حتى انفجرت قضية (الكوين بوت) في التسعينات، لتكشف صراعات سياسية وعائلية في الطبقات العليا، ولتكشف الوجود الحقيقي لهذه المشكلة في المجتمع المصري، في طبقات مختلفة ولأسباب لا تنتهي، تعامل معها الإعلام والأجهزة الأمنية على إنها قضية عبدة الشيطان والشواذ، لكن الروائي المصري محمد عبد النبي وجدها فرصة روائية لإعادة تشريح المجتمع والكشف عن الخفي منه لعل هذا المجتمع يكون أكثر شجاعة وقدرة على مواجهة الذات.
يخرج هاني محفوظ من السجن فاقدًا النطق، ينصحه طبيبه النفسي بكتابة قصة حياته كعلاج لحالته النفسية، يكتب هاني كل شيء عن نفسه، وجذوره، بداية من جده الذي أغوى خياطة يهودية عجوز فكتبت له ورشة خياطتها وشقتها، إلى أبيه الخياط المشهور الحشاش، وأمه الممثلة المشهورة المشغولة، والشاب الذي أغواه وهو طفل، وزوجته، وطفلته، والعلاقات الكثيرة العابرة، والعلاقات العميقة بينه وبين بعض الشخصيات مثل عبد العزيز خطيب أخت زوجته، والبرنس المغني الفاشل الغني الذي يرعى الشباب ذوي الميول الجنسية المنحرفة وكأنه أبوهم الروحي.
يمسك محمد عبد النبي بخيط السرد بقوة بداية من عنوان الرواية (في بيت العنكبوت)، فكأنه يدعونا لنرى ما يحدث داخل بيت العنكبوت، ولكن أي عنكبوت.. إنها عناكب كثيرة، بداخل هاني محفوظ، وبداخل شخصيات الرواية، وعناكب كثيرة تنسج خيوطها في كل ركن بالمجتمع، وهاني بتتبعه لحكايته بتفاصيلها يبدو وكأنه يرصد حركة كل هذه العناكب لعله يصل إلى مكمن المأساة، وهاني ينفصل عن ذاته وهو يحكي وكأنه يحكي عن شخص آخر، لذلك هو لا يبرر بقدر ما يحلل، يصف ولا يدافع، لذلك ترى كثيرًا لحظات ندم، ومحاولة لعدم الاستمرار في الفعل المرذول، لكن الشهوة تأخذه ثم يندم، لكن المأساة ليست مجرد لحظة شهوة عابرة، إنها الشيء العميق الدفين بداخل النفس والذي يحرك البطل نحو (حب حقيقي) أحيانًا (وحب رومانسي) أحيانًا أخرى، لكن هذا الحب موجه لرجال، فليست مأساة هاني محفوظ هي الصورة النمطية للشاذ الفارغ العقل الذي بلا دين تحركه شهوة عفنة ظلامية، بل هو إنسان من روح ودم يحب ويكره ويغضب ويندم، لديه طاقة هائلة على التعاطف مع البشر أحيانًا، وكراهيتهم والانعزال أحيانًا أخرى، لكن هذه الطاقة لأسباب عديدة تبين من خلال الرواية تبدو كماء النهر الذي تم توجيهه إلى مجرى خاطئ فصب في صحراء ابتلعته بلا أمل في نبتة حقيقة تنتج عنه.
لا يدافع محمد عبد النبي عن الشواذ، ولا يهاجمهم، ولا حتى يحاول أن يجعلنا نتعاطف معهم، وإن كان يحرص على وجود خيط التعاطف الإنساني مع إنسان/هاني محفوظ يكره ما يفعله وإن كان غير قادر على الفكاك من براثنه، ربما لضعفه، ربما لأنه لم يجد من يعاونه، ربما لأن المجتمع يخلق كل يوم ضحاياه بألف شكل وشكل ثم يلقي بهم ذبابًا ميتًا في بيت عنكبوت خرافي.
تبدو الكتابة في هذه الرواية بطلًا رئيسيًا، فهي الفعل التطهري الأقوى الذي يقوم به هاني محفوظ، وهي الشاطئ الذي يرسو عليه، وهي العلاج الذى يساعده على استبطان ذاته بصدق، ومن ثم يعود إليه النطق، ثم يحاول أن يفتح مع الحياة صفحة جديدة، ولكن صفحة مع صديقه الحميم عبد العزيز، إذ لا يخدعنا الكاتب بنهاية يشفى فيها البطل من علته، فهذا الشخص لا شفاء له، سيستمر في الوجود، وربما يزيد عدد من يشبهونه، ما دام المجتمع ذاته مجرد عنكبوت وحشي كبير يمتص دماء أبنائه.
طوال الوقت هناك وعي بحالة الكتابة في الرواية، أو ما يسمى بالميتاسرد، ولعل الفقرة ص 320 توضح علاقة البطل بالكتابة:”كانت الكتابة، في بعض الأحيان، أصعب عليّ من النُطق. تتجمّد أصابعي أمام الصفحة لوقتٍ يطول، فكأنّ الخرس قد شلَّ يدي وعقلي ووجودي كله. وفي أحيانٍ أخرى، كنتُ أكتب ببطءٍ شديدٍ، وكأنني أقتطع كل كلمةٍ من لحمي بسكينٍ من خشبٍ أو حجرٍ. أتوسل إلى كيانٍ غامضٍ داخلي، كأنه حارس قلعةٍ خفيةٍ من الكلمات والصور والحكايات؛ ليتركني أدخل إليها ولو دقائق، أو أن يسمح للكلمات بالتسلل خارجها. هذا الحارس كان يبتعدُ تمامًا في ساعاتٍ مباركةٍ كثيرةٍ، فكأنه لم يوجد قط، تنفتح كل أبواب القلعة، تندك أبراجها، ويختلط سكّانها بجنود حاميتها، فأرى الكلمات تنصّب من بين أصابعي، دون أن أقدر على استمهالها أو تنظيمها في عبارةٍ مفهومةٍ. في تلك الأوقات كنتُ أنسى عمليًّا كل شيءٍ، أتحوّل إلى شخصٍ آخر مجهولٍ، يتفرج على هاني محفوظ من بعيدٍ، أو ربما يتخيله ويصنع وجوده من العدم بالكلمات. وكلّما قطعتُ شوطًا جديدًا في سرد حكايتي أشعر بالخفة مثل عبدٍ يشتري حريته بعرق جبينه مع كل طلعة شمسٍ، ويفقد مع كل غروبٍ قيدًا جديدًا من أغلال عبوديته”.
فهاني محفوظ يدرك ما يحققه له فعل الكتابة، يدرك صعوبته ولذته في آن، ويدرك أن هذا الفعل بالذات هو الذي يتيح له فرصة الانقسام إلى شخصين يكتب أحدهما عن الآخر، فيكتشفه ويحاكمه ويحاكم من خلاله المجتمع بأسره، ويدرك أن فعل الكتابة يحتاج إلى صوت يحكي وأذن تسمع، فكان يتخيل أن الأذن هي عبد العزيز رفيقه الحميم.. لكن الروائي محمد عبد النبي وهو يعير قلمه لهاني محفوظ ليعترف عن ذاته كان يحلم بأذن أخرى تسمع الحكاية هي أذن المجتمع كله، لعلها تكون فرصة ليقف المجتمع أمام مرآة كاشفة لعلها تجعله يحاول تصحيح مساره بدلًا من أن تكون فرصة أخرى ضائعة بين براثن عنكبوت اللامبالاة.