نقوس المهدي
كاتب
الفصل الأول:
المشهد رقم:1
…. ولقد فكر الخادم (1) في ليلة وصول كتابه إليه في سوء رأيه فيه، وشدة حقده عليه، وبقي طول ليلته متعجبا من مطالبته له بالأوتار (2) الهزلية بعد الزمان الطويل، وامتنع عليه النوم لأجل هذا إلى هزيع من الليل.
ثم غلبته عينه بعد ذلك فرأى فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، وكأن المنادي ينادي: “هلموا إلى العرض على الله تعالى … !!”.
فخرجت من قبري أيمم الداعي إلى أن بلغت إلى أرض المحشر، وقد ألجمني العرقُ، وأخذ مني التعب والفرق(3)، وأنا من الخوف على أسوأ حال، وقد أنساني جميعَ ما أقاسيه عظيمُ ما أعانيه من شدة الأهوال.
فقلت في نفسي:
- هذا هو اليوم العبوس القمطرير، وأنا رجل ضعيف النفس خوار(4) الطباع، ولا صبر لي على معاينة هذه الدواهي. كنت أشتهي على الله الكريم في هذه الساعة في هذا المكان رغيفا عقيبيا (5) وزبدية (6) طباهجة (7) ناشفة وجبن سناري ( ونعارة نبيذ صيدناني(9)، والحافظ العليمي (10) ينادمني عليها بأخبار خوارزم، وفخر الدين بن هلال(11) يغني لي:
يا أهل نعمان إلى وجناتكم
تعزى الشقائق لا إلى النعمان
وأبو العز بن الذهبي يغازلني بعينيه، ويسقيني الصِّرف (12) من النعارة حتى يغرقَ حسي وأغيبَ عن الوجود فتنقضي عني الشدايدُ وأنا في غير معقول.
----------------------
هوامش وشروح المشهد 1 :
(1) كلمة الخادم من النعوت المتداولة في عالم الكتابة والإنشاء قديما، وتعني الكاتب نفسه.
(2) الأحقاد
(3) الخوف الشديد
(5) رغيف مصنوع من اللوز الأخضر، انظر معجم دوزي.
(6) إناء من الخزف
(7) طعام من بيض وعسل، لفظة فارسية معربة
( نسبة إلى مدينة غير معروفة بالضبط، وربما تكون في السودان حسب ما رجح في حواشي الكتاب المحقق
(9) نسبة إلى صيدا
(10) نسبة إلى عليم، بطن من كلب، والحافظ العليمي هو الذي كتب له المقام، وأقحمه الوهراني في أحداث منامه. ولعله كما ذهب إلى ذلك محققا الكتاب، أبو الخطاب العليمي عمر بن محمد بن عبد الله الدمشقي التاجر السفار توفي في شوال 574هج عن أربع وخمسين سنة، له ترجمة في شذؤات الذهب، الجزء الرابع.
ومعروف عن الوهراني أنه كان يصاحب التجار ويجلس إلى حوانيتهم كلما ضاقت به السبل وسدت في وجهه أبواب السادة وعلية القوم.
(11) شخص غير معروف ولعله أحد المغنيين المغمورين الذين عرفهم أو صاحبهم الوهراني في تنقلاته الكثير.
(12) الخمر الخالصة غير الممزوجة بالماء أو بغيره
المشهد رقم:1
…. ولقد فكر الخادم (1) في ليلة وصول كتابه إليه في سوء رأيه فيه، وشدة حقده عليه، وبقي طول ليلته متعجبا من مطالبته له بالأوتار (2) الهزلية بعد الزمان الطويل، وامتنع عليه النوم لأجل هذا إلى هزيع من الليل.
ثم غلبته عينه بعد ذلك فرأى فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، وكأن المنادي ينادي: “هلموا إلى العرض على الله تعالى … !!”.
فخرجت من قبري أيمم الداعي إلى أن بلغت إلى أرض المحشر، وقد ألجمني العرقُ، وأخذ مني التعب والفرق(3)، وأنا من الخوف على أسوأ حال، وقد أنساني جميعَ ما أقاسيه عظيمُ ما أعانيه من شدة الأهوال.
فقلت في نفسي:
- هذا هو اليوم العبوس القمطرير، وأنا رجل ضعيف النفس خوار(4) الطباع، ولا صبر لي على معاينة هذه الدواهي. كنت أشتهي على الله الكريم في هذه الساعة في هذا المكان رغيفا عقيبيا (5) وزبدية (6) طباهجة (7) ناشفة وجبن سناري ( ونعارة نبيذ صيدناني(9)، والحافظ العليمي (10) ينادمني عليها بأخبار خوارزم، وفخر الدين بن هلال(11) يغني لي:
يا أهل نعمان إلى وجناتكم
تعزى الشقائق لا إلى النعمان
وأبو العز بن الذهبي يغازلني بعينيه، ويسقيني الصِّرف (12) من النعارة حتى يغرقَ حسي وأغيبَ عن الوجود فتنقضي عني الشدايدُ وأنا في غير معقول.
----------------------
هوامش وشروح المشهد 1 :
(1) كلمة الخادم من النعوت المتداولة في عالم الكتابة والإنشاء قديما، وتعني الكاتب نفسه.
(2) الأحقاد
(3) الخوف الشديد
(5) رغيف مصنوع من اللوز الأخضر، انظر معجم دوزي.
(6) إناء من الخزف
(7) طعام من بيض وعسل، لفظة فارسية معربة
( نسبة إلى مدينة غير معروفة بالضبط، وربما تكون في السودان حسب ما رجح في حواشي الكتاب المحقق
(9) نسبة إلى صيدا
(10) نسبة إلى عليم، بطن من كلب، والحافظ العليمي هو الذي كتب له المقام، وأقحمه الوهراني في أحداث منامه. ولعله كما ذهب إلى ذلك محققا الكتاب، أبو الخطاب العليمي عمر بن محمد بن عبد الله الدمشقي التاجر السفار توفي في شوال 574هج عن أربع وخمسين سنة، له ترجمة في شذؤات الذهب، الجزء الرابع.
ومعروف عن الوهراني أنه كان يصاحب التجار ويجلس إلى حوانيتهم كلما ضاقت به السبل وسدت في وجهه أبواب السادة وعلية القوم.
(11) شخص غير معروف ولعله أحد المغنيين المغمورين الذين عرفهم أو صاحبهم الوهراني في تنقلاته الكثير.
(12) الخمر الخالصة غير الممزوجة بالماء أو بغيره