نقوس المهدي
كاتب
الف ليلة وليلة كشف حياتي لأنماط التعاطي عبر سرديات ومرويات تربو على المائتين وهو سفر غني ثري حظي ومازال بالاهتمام وألهم ومازال يدر بالالهام . فحكايات الكتاب شكلا وتجنيسا تنضح من عمق في المخيال والمبنى والمقصدية ، ومن خلال استكناه مساراتها نستشف اطرا وتضمينات بارعة لقصص تعكس سحرية في سياقات الارسال ومتعة ودهشة عند الاستقبال وهذا ما يبرر سعة انتشار الكتاب وتداوله الدائم لما يتضمنه من حكم ومواعظ وخرافة ومشاهد حياتية متشعبة ومتعددة وملونة من مخيال وجمال ودروس .
وهنا لابد من التنويه بان القصديات في المتون تكون دالات أساسية للأشارة من جانب وكشف لامكانيات ارسال المشاهد المروية واضماراتها من جانب آخر . وضمن الاهتمام بهذا السفر الواسع أغنى المكتبة العربية الباحث والناقد والأديب داود سلمان الشويلي من خلال كتابه الموسوم ( الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية )* والكتاب هو دراسات تمحورت حول الجانب الفني والهوية والرؤية الزمنية وعقدة جودر في اطار الرؤيا للتحرر من سيطرة الأم وتطبيقها على رواية السراب للأديب العربي الكبير نجيب محفوظ .
باديء ذي بدء ينبغي القول إلى أن عنونة الكتاب تشير إلى دلالات تقودنا إلىتقصي الحكايات والدوافع التي تقع خلفها عبر استنطاق وتحر ومتابعة وتقص لأن سردياتها بخيالها وأحلامها وواقعها وفلسفتها واسلوبها وبنيتها الدرامية تستلزم التأمل وتستكنه الذات عبر تناص ومطابقة لقصدية مسبقة .
في الدراسة الأولى الموسومة بـ ( الهيكل التنظيمي لحكايات الليالي – دراسة في فنية الشكل ) بصم الكاتب عميقا في تحليل الهيكل الفني وتنظيم البنى الاساسية للحكايات والتطبيقات من خلال منهج نقدي وعنقودي لمترشحات صفها عبر عن جدة محكمة في البحث وفق منهجية تحليلية بسعة جوانبها وتناولها وهذا مايعكس قدرته في تناول الحكايات سيما حكايات الاطار العام والتضمين الرافد ودلالات ذلك والمستخلصات التي خلص بها . وفي هذا السياق توصل الكاتب إلى أنواع أربعة من الحكايات هي على التوالي ( المفتتح – الإطار – التضمين – خارج السياق ) . وأصاب المؤلف في تشخيصه الدقيق لأصول الحكايات فبيئتها عربية عبر امكنة عراقية وشامية ومصرية أما التأثيرات الأجنبية فالرواية الشفاهية لابد لها أن تتأثر بمسحات ثقافية أجنبية خلال التقادم الزمني من التداول خارج البيئة العربية التي هي مسرح الحكايات ، وهذا الرأي يطابق رأي الجهشياري صاحب كتاب الوزراء ويناقض رأي المسعودي في كتابه مروج الذهب .
اما دراسته الثانية الموسومة بـ ( تقنيات السرد في ألف ليلة وليلة – دراسة تطبيقية في حكاية حاسب كريم الدين ) فقد وقفت على حالات الاسترجاع بصيغها الزمنية الماضية ومستويات السرد وترتيب الأحداث وأنظمتها وتمكن الكاتب في رؤية قادحة إلى تأشير حكاية الاطار من الليلة ( 472 ) الى نهاية الليلة ( 560 ) وبيان مسار التداخل السردي التضميني والتراكمي .
في حين تناولت دراسته الثالثة ( مورفولوجيا الزمن في ألف ليلة وليلة – قراءة في حكاية غانم بن ايوب – ) عبرتتبع واع لمشهدية التشخيص الزمني وايقاعيته وتزامنية الأحداث والثغرات المميزة والضمنية وإضماراتها وإحاطته الثاقبة بجوانب الحكايات .
بينما تناولت الدراسة الرابعة عقدة جودر والتحرر من سيطرة الأم ، حيث تمكن الكاتب من تفكيك عوالم النص إلى أرضية ومجهولة وما تتضمنه من شخصيات مدعومة بأشكال توضيحية كوسائط في المقاربات .
وبنظرة ثاقبة ومقاربة بارعة توفق المؤلف في تطبيق عقدة جودر على بطل رواية السراب من خلال مقاربة ومطابقة حيثيات العمر الزمني وارهاصاته ومعطياته النفسية والاجتماعية ولاشك فان هذا الأمر يحسب للكاتب .
يقينا توغل الكاتب أفقيا وعموديا في دراساته وأنار اللبس برؤيا متفتحة جادة اولا ولم يفترق عن منهجه التحليلي الذي تحكمه الدقة والموضوعية ثانيا ورسمه للأشكال العديدة التي تعد من الوسائط التي أطر بموجبها مسارات التقابل والتحقق والاشارة ثالثا وهو في كل هذا وذاك باحث وناقد يمد الثقافة ويشحن منظوراتها ويوقد في مساراتها .
* من منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2000.
* منقول عن موقع الناقد العراقي
وهنا لابد من التنويه بان القصديات في المتون تكون دالات أساسية للأشارة من جانب وكشف لامكانيات ارسال المشاهد المروية واضماراتها من جانب آخر . وضمن الاهتمام بهذا السفر الواسع أغنى المكتبة العربية الباحث والناقد والأديب داود سلمان الشويلي من خلال كتابه الموسوم ( الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية )* والكتاب هو دراسات تمحورت حول الجانب الفني والهوية والرؤية الزمنية وعقدة جودر في اطار الرؤيا للتحرر من سيطرة الأم وتطبيقها على رواية السراب للأديب العربي الكبير نجيب محفوظ .
باديء ذي بدء ينبغي القول إلى أن عنونة الكتاب تشير إلى دلالات تقودنا إلىتقصي الحكايات والدوافع التي تقع خلفها عبر استنطاق وتحر ومتابعة وتقص لأن سردياتها بخيالها وأحلامها وواقعها وفلسفتها واسلوبها وبنيتها الدرامية تستلزم التأمل وتستكنه الذات عبر تناص ومطابقة لقصدية مسبقة .
في الدراسة الأولى الموسومة بـ ( الهيكل التنظيمي لحكايات الليالي – دراسة في فنية الشكل ) بصم الكاتب عميقا في تحليل الهيكل الفني وتنظيم البنى الاساسية للحكايات والتطبيقات من خلال منهج نقدي وعنقودي لمترشحات صفها عبر عن جدة محكمة في البحث وفق منهجية تحليلية بسعة جوانبها وتناولها وهذا مايعكس قدرته في تناول الحكايات سيما حكايات الاطار العام والتضمين الرافد ودلالات ذلك والمستخلصات التي خلص بها . وفي هذا السياق توصل الكاتب إلى أنواع أربعة من الحكايات هي على التوالي ( المفتتح – الإطار – التضمين – خارج السياق ) . وأصاب المؤلف في تشخيصه الدقيق لأصول الحكايات فبيئتها عربية عبر امكنة عراقية وشامية ومصرية أما التأثيرات الأجنبية فالرواية الشفاهية لابد لها أن تتأثر بمسحات ثقافية أجنبية خلال التقادم الزمني من التداول خارج البيئة العربية التي هي مسرح الحكايات ، وهذا الرأي يطابق رأي الجهشياري صاحب كتاب الوزراء ويناقض رأي المسعودي في كتابه مروج الذهب .
اما دراسته الثانية الموسومة بـ ( تقنيات السرد في ألف ليلة وليلة – دراسة تطبيقية في حكاية حاسب كريم الدين ) فقد وقفت على حالات الاسترجاع بصيغها الزمنية الماضية ومستويات السرد وترتيب الأحداث وأنظمتها وتمكن الكاتب في رؤية قادحة إلى تأشير حكاية الاطار من الليلة ( 472 ) الى نهاية الليلة ( 560 ) وبيان مسار التداخل السردي التضميني والتراكمي .
في حين تناولت دراسته الثالثة ( مورفولوجيا الزمن في ألف ليلة وليلة – قراءة في حكاية غانم بن ايوب – ) عبرتتبع واع لمشهدية التشخيص الزمني وايقاعيته وتزامنية الأحداث والثغرات المميزة والضمنية وإضماراتها وإحاطته الثاقبة بجوانب الحكايات .
بينما تناولت الدراسة الرابعة عقدة جودر والتحرر من سيطرة الأم ، حيث تمكن الكاتب من تفكيك عوالم النص إلى أرضية ومجهولة وما تتضمنه من شخصيات مدعومة بأشكال توضيحية كوسائط في المقاربات .
وبنظرة ثاقبة ومقاربة بارعة توفق المؤلف في تطبيق عقدة جودر على بطل رواية السراب من خلال مقاربة ومطابقة حيثيات العمر الزمني وارهاصاته ومعطياته النفسية والاجتماعية ولاشك فان هذا الأمر يحسب للكاتب .
يقينا توغل الكاتب أفقيا وعموديا في دراساته وأنار اللبس برؤيا متفتحة جادة اولا ولم يفترق عن منهجه التحليلي الذي تحكمه الدقة والموضوعية ثانيا ورسمه للأشكال العديدة التي تعد من الوسائط التي أطر بموجبها مسارات التقابل والتحقق والاشارة ثالثا وهو في كل هذا وذاك باحث وناقد يمد الثقافة ويشحن منظوراتها ويوقد في مساراتها .
* من منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2000.
* منقول عن موقع الناقد العراقي