منقول - التأريخ الأدبي بالمغرب في العصر الحديث

* الوسيط في تراجم أدباء شنقيط
* تاريخ الشعر والشعراء بفاس
* فواصل الجمان في أنباء وزراء وكتاب الزمان
* الأدب العربي في المغرب الاقصى
* الفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي
* معجم الشيوخ أو رياض الجنة

عرف المغرب في النصف الاول من القرن العشرين حركة فكرية هامة عملت على تطوير الثقافة المغربية والسير بها نحو التميز والتبلور والتنوع مضمونا وشكلا، بالرغم من الجو الخانق الذي كان يعم المغرب نتيجة الاوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية التي فرضتها ظروف الحماية ؛ فبالاضافة الى خنق الحريات وملاحقة المواطنين، وقمع الثورات ومنع تشكيل الاحزاب والجمعيات "سلطت الحماية حربها على هذه المنظمات الثقافية المغربية فأقفلت عددا كبير من المدارس التي بقيت من آثار هذا التعليم القديم، كما نصبت عداءها المستمر على جامعة القرويين وفروعها في مراكش ومكناس والرباط وطنجة ووجدة وعلى كل المؤيدين القرآنييـــــن"(1) مما جعل الوطنيين يعملون على مناهضة سياسة المستعمر بكل الاشكال والوسائل، فمن مقاومة مسلحة نشطت في الجبال(2) وأماكن تمركز القوات الاستعمارية، الى العمل على إفشال سياسة المستعمر الهادفة الى مسخ الشخصية الوطنية الثقافية حيث ألفت كتب في الحث على مقاطعة التعليم الاجنبي(3) فصادف ذلك رغبة المواطنين إذ "كان لا يخالط مدارس المستعمر في الغالب إلا أبناء بعض الاثرياء والمنخرطين في سلك إدارة الحماية(4)" وفي المقابل تسابق المثقفون المغاربة الى إنشاء المدارس الحرة في الاقاليم المختلفة للحفاظ على الشخصية المغربية(5)، ولكن هذه المدارس لا تعطي النتائج المتوخاة منها إلا إذا أعيد النظر في المناهج التعليمية المتبعة وتطويرها بما يتلاءم مع العصر والحضار فتعالت الاصوات منادية بهذا الاصلاح وان اختلفت الاراء في كيفيته ووسائله(6)، بل اتجهت همم المفكرين جميعهم الى الاصلاح الشامل لكل وجوه الحياة بمختلف الوسائل، فعرضت مسرحيات تاريخية وسياسية ووطنية واجتماعية في نوادي سرية بمختلف المدن المغربية(7)، وألقيت محاضرات ومسامرات أدبية تهدف الى التعريف بالثقافة والادب في المغرب(8)، كان لها الاثر الكبير في جلب انتباه الشبان الى الادب المغرب قديمه وحديثه، ودفعهم الى الاهتمام به والتأليف في موضوعاته المختلفة، وهكذا وبعد أن كان التأليف منصبا على القضايا النحوية والفقهية (9) اتجه الى موضوعات جديدة لها صلة بالبيئة المغربية التاريخية والادبية(10). ومن أهم المواضيع الجديدة التي احتضنها التأليف موضوع التاريخ الادبي ابذي شق طريقه منذ بداية هذا القرن فظهرت الدراسات والابحاث المختلفة في الشعر والنثر والفكر المغربي عامة(11)، وهي خطوة هامة في سبيل التعريف بتراثنا الفكري الادبي والاهتمام به بعد أن ظل المغاربة- زمنا طويلا- يتجهون بنشاطهم التأليفي نحو الشرق أو الابحاث الفقهية واللغوية.

وسنحاول التوقف عند بعض هذه المؤلفات مرتبة حسب تاريخ نشرها :

الوسيط في تراجم أدباء شنقيط

1) "الوسيط في تراجم أدباء شنقيطّ لأبي العباس أحمد بن الامين الشنجيطي(12) المتوفى بمصر سنة 1331 هـ / 1913 م

نشأ المؤلف ببلاده شنقيط في الجنوب المغربي حيث تلقى العلم على شيوخها، ورحل في مناطق كثيرة بها للاخذ والطلب، ثم بدأ رحلته الطويلة نحو الحجاز لتأدية فريضة الحج، وتجول بعد ذلك في كثير من البلدان الاسلامية أهمها روسيا وتركيا وسوريا، فالقاهرة التي حط بها الرحال الى أن توفي.

ولقد كان كثير النشاط دائب البحث والدراسة، ففي كل مكان حل به يزور المكتبات ويناظر العلماء ويتبادل الافكار، ولعله ارتاح أكثر لمقامه في مصر لاتصاله بعلية القوم من اشراف ومتصوفة وعلماء ناهيك بالعلامة احمد تيمور الذي كان من مقربيه، ومن هنا لم يجد صعوبة في طبع كتبه هناك.

وبإلقاء نظرة على كتبه المطبوعة يبدو لنا تغلب الجانب اللغوي والادبي على ثقافته فهو شارح المعلقات العشر، وديوان طرفة، وديوان الشماخ، وهو الذي صحح كتاب الاغاني لأبي الفرج الاصبهاني وله في التصوف كتاب "درء النبهاني عن حرم الشيخ سيدي أحمد التيجاني" ناصر فيه الطريقة التيجانية المعروفة. ومن الجدير بالذكر أن كتبه كلها طبعت بمصر في العشر سنوات الاخيرة من حياته، حيث أقام بها ابتداء من 1320هـ.

أما كتابه "الوسيط" فيقول عنه ناشره فؤاد سليمان بأنه من خير ما ألف من الكتب التي وضعت في تاريخ الاداب العربية في بلاد المغرب، بل هو على الحقيقة الكتاب الاوحد لتاريخ الادب العربي في بلاد شنقيط ودراسة احوالها الادبية والاجتماعية ووصف عاداتها وتقاليدها وطرق التربية والتعليم فيها، وذكر الجوادث والحروب التي جرب بين قبائلها، وما أبدعته قرائح شعرائهم من اشعار تتصل بجميع فنون القول (13)".

وليس في هذا التقديم مبالغة، فالكتاب فعلا لم يترك شيئا يتعلق بالصحراء الا ذكره وعرف به، وان ان دافعه الاول الى التأليف هو التعريف بأدب هذه المنطقة في المشرق وتسجيل بعض اشعارها لأحد أصدقائه بعد أن استشعر جهل الناس هناك بالادب المغربي، ولمس انكارهم لوجود نبوغ او ابداع في هذه الديار، ظنا منهم "إن الاداب العربية لا ينصف بها غير الاقطار المشرقــية(14)".

ولقد التزم في كتابه منهجا واضحا إذ رتب الادباء الذين ترجم لهم - وعددهم اثنان وثمانون شاعرا - حسب انتمائهم الى القبائل الشنقيطية المختلفة، فترتيبهم المتحدد بالقبيلة التي ينتسبون إليها. من هنا نجد الشاعر الفحل الى جانب المغمور، والمكثر الى جانب المقل، ومن هنا ايضا اختلفت تراجمه طولا وقصرا حسب اهمية المترجم، لأنه يذكر نشأته وتكوينه الثقافي وشيوخه ورحلاته العلمية والاحداث المتصلة به ذات الاثر الكبير عليه، ويختم الترجمة عادة بذكر نماذج من اشعاره في اغراض محتلفة، معترفا بأنه لم يسجل الا ما وعته ذاكرته من الاشعار وهي لا تصل الى عشر العشر من انتاجهم الغزير.

ويذيل كتابه بالحديث عن شنقيط عامة كأنه يريد تعريف المشارقة بكل ما يتعلق بالمنطقة جغرافيا وتاريخيا وادبيا، فلقد تجول بقارئه خلال مائة صفحة في قبائلها وعاداتها وأحوالها الاجتماعية، وقوانينها ولهجاتها المحلية واخبارها وحروبها القبلية وامثالها المتداولة التي رتبها على حروف المعجم، والتي كان حريصا على ارجاعها الى الاصل العربي، ونفس الحرص نجده عند ما يتحدث عن العادات والدين واللغة فلهم "لسان آخر يسمى عندهم بالحسانية وهي العربية الممزوجة بالعامية وهي اللسان العام(15) ". كما يبدو اعتزازه بأصله المغربي لذلك في تحديده الجغرافي لشنقيط يذكر بأنها تحد شمالا بالساقية الحمراء وهي اقليم تابع يفند كل الادعاءات التي تزعم غير هذا لغايات دنيئة يقول :

"شنقيط من المغرب على ما كنا نعهد، وذلك معروف عند أهل شنقيط وأهل المغرب، وقد أنكر ذلك بعض المشارقة وادعى انها من السودان، وذلك ان بعض الشناقطة كان مقيما بالمدينة المنورة فكان يأخذ من وقف المغاربة العمومي فغضب غليه الجزائريون خاصة وقالوا ان الشناقطة ليسوا من المغاربة فمنعوه من اخذ حصته، فلما قدمت الى المدينة سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف واجتمعت به وأخبرني بما جرى له فقلت له أن سيدي العربي بن السائح نص في كتابه "البغية" على أنهم من أقصة المغرب(16)" فما أشبه اليوم بالامس، نفس المسرح والممثلين والغابات والمؤامرات !

فالكتاب اذن يعد موسوعة الصحراء يتناول الادب والتاريخ والعادات والجغرافيا والقوانين واللغات، وهو ديوان للشعر الذي قاله معاصرو المؤلف. ورغم أنه تحدث عن كل شيء فإنه لم يفرد لنفسه حيزا في هذا الكتاب الا ما نستنتجه من خلال تنقلاته أو أخذه عن علماء او اتصلاته ومناظراته.

تاريخ الشعر والشعراء بفاس

2) "تاريخ الشعر والشعراء بفاس" لأحمد النمبشي (17) المتوفي سنة 1966م. ولد المؤلف بمدبنة فاس، ودرس بالقرويين الى ان اكتملت ثقافته، فعين مدرسا بها للعلوم الدينية واللغوية، ولعل تكوينه اللغوي والادبي كان أقوى، فلقد صحح جذوة الاقتباس بمراجعة الاصول التي نقل عنها صاحب الجذوة (18)، وعين أيضا مكلفا باحباس المساكين في المدينة، إلا أنه اتهم بأشياء قدم من أجلها الى المحكمة التي برأته مما نسب إليه، وعرف عنه نزوعه الى الاصلاح في كل الدروس والمحاضرات والاشعار والمواقف الصادرة عنه فنادى هو ايضا بإصلاح القرويين وجعلها في مصاف الجامعات الاسلامية الاخرى.

وكان شاعرا يمتلك الاداة والموهبة، ويعبر بعفوية وطلاقة دون تكلف وتعقيد، يقول عنه القباج : "أما شعره فشعر الحقيقة لا مجال للخيال فيه، بل يكتفي بتقريب المعنى إليك بلفظ جزل واسلوب جميل، وقد رأيناه هجر الشعر في هذه المدة، منصرفا الى النثر الذي برع فيه براعة جيدة (19)".

أما كتاب "الشعر والشعراء بفاس" فأصله محاضرة القيت بفاس من سنة 1924، فطبع في نفس السنة، والكتاب قسمان بارزان، احدهما يمكن أن يكون توطئة او عرضا عاما لتاريخ الادب المغربي منذ نشأته الى عصر المؤلف يمهد لذلك بمدخل تحدث فيه عن اللغة العربية كأداة للابداع والخلق، وعن منزلة الشعر عن العرب وقربه من نفوسهم، وتنويه الرسول بالجيد منه، فإذا ما وصل الى الادب المغرب ابدى أسفه قائلا : "أما المغرب الاقصى وفي مقدمته عاصمته التي هي موضوع بحثنا فيسوءني ان افاجئكم بأن نهضته الادبية تأخرت مئات من السنين (20)".

ومن هنا يقرر بأن النهضة الادبية بالمغرب لم تتحقق الا في القرن السادس الهجري، فالعصور السابقة_ في رأيه_ لم تعرف الاستقرار السياسيي الذي يترعرع_ عادة_ في ظله الادب والعلم، واذن فالدولة الموحدية "هي التي انهضت جواد الادب من كبوته، وأقالته من عثرته، وبظهورها اوائل المائة السادسة يبتدئ تاريخ الادب والشعر بالمغرب(21)".

والقسم الثاني من الكتاب يخصصه لترجمة الشعراء بفاس منذ تأسيس المدينة الى عهد المؤلفين، وهكذا ترجم للاحياء أيضا، ونظرا لكثرة الشعراء المترجميت في الكتاب (22) فقد التزم منهاجا لم يحد عنه الا نادرا وهو "الاقتصار في هذه العجالة على اسم الشاعر وتاريخ وفاة ونتف يسيرة من شعره لأن الوقت لا يتسع لبسط تراجمهم (23)" كما أنه اشترط في مترجمه الجودة والتفوق على الاقران يقول : "انني لم أثبت في مسامرتي من الشعراء الا من تحققت بكونه من اهل ذلك الفن ووقفت له على اثر يستحسن (24)".

ورغم ان الكتاب مختصر وترجمه موجزة فهو مفيد جدا في تعريفه بالكثير من الشعراء، وتسجيله لبعض اشعارهم وتدوينه للمراحل التاريخية التي مر بها الادب المغربي، وفي هذا جلب اهتمام الشباب الى تدارس هذا الادب وتحريك الهمم الى اخراجه والتعريف به يقول : "وقد وضعت اللبنة الاولى في اساس تاريخ الشعر فعسى ان يأتي من هو اغزر مني واكثر اطلاعا فيشيد صرحه الشامخ (25)".
فواصل الجمان في أنباء وزراء وكتاب الزمان

3) "فواصل الجمان في أنباء وزراء وكتاب الزمان" للاديب ابي عبد الله محمد غريط (26) المتوفي بفاس سنة 1364هـ / 1945م.

والاسرة الغريطية اندلسية الاصل نزحت الى المغرب فارة بدينها كما يذكر غريط نفسه (27) مبديا اعتزازه بأصله الاندلسي، وعلى اي حال فالاسرة بقيت محافظة على الطابع الاندلسي في العادات والتقاليد وحتى في مجال الكتابة والشعر.

نشأ بفاس وتلقى تربية حسنة في كنف ابيه الاديب، حيث حفظ القرءان ودرس العلوم المختلفة على علماء القرويين، وكان شغوفا أثناء ذلك بمطالعة الكتب والدواوين الادبية مما جعل ميله الادبي يقوى مع الايام.

وبعد إكماله لتكوينه العلمي والادبي ارتقى مناصب سامية في فاس كالوزارة والكتابة وان كان قد تعرض بسببها الى دسائس ومؤامرات نجا منها بثباته ودهائه.

اشتهر بالكتابة والشعر معا، فهو كاتب مجيد سلك في نثره طريقة الاندلسيين، وشاهر موهوب جعله المرحوم القباج اول من ترجم لهم في كتابه، وحلاه المرحوم ادريس الماحي بأن "لسان الفصاحة والقريحة المدرارة ومقلد اجياد البلاغة قلائد جواهره المختارة (28)".

خلفا آثارا ادبية كثيرة في مقدمتها دواوين ومنظومات شعرية يذكر صاحب دليل مؤرخ المغرب ستة منها، بالاضافة الى إنتاجه النثري المتمثل في في كتابه "فواصل الجمان" ومخاطباته ورسائله التي جمعها في كتاب "النثر النثير من انشاء الفقبر الى الكثير" وإذا عرفنا ان جل من راسلهم كانوا في مستوى فكري وادبي ممتاز ادركنا قيمة هذه المراسلات تاريخيا وادبيا.

وكتاب "فواصل الجمان" نمط آخر في التاريخ الادبي بالمغرب، فلم يهتم صاحبه بالادب القديم بل قصره على ادباء زمانه موضحا منذ البداية بأنه عمل على ّجمع طرف من اخبار ووفيات من عاصرتهم أو ادركت من عاصرهم من وزراء وكتاب هذه الدولة العلوية ذات المراقب والمناقب الجلية (29)" ومن هنا كان مصدرا مهما لأدباء هذه الفترة ابتداء من عهد السلطان مولاي سليمان (- 1238هـ).وأهميته تزداد اذا عرفنا بأن اهتمامه في التراجم لا يقتصر على النشاط الادبي وحده للمترجم، ولكنه يعرض من خلال الترجمة الى الحياة السياسيسة والاجتماعية والفكرية والادبية.

وترجع اهميته ايضا الى أنه خط لنفسه منهاجا طريفا لم يسبق اليه في المغرب، وهو أن اهتمامه لم يكن منصبا على الادباء المنقطعين الى الشعر والنثر فقط بل قسم كتابه بين الوزراء الذي اشتهروا بالادب، والكتاب الذين مارسوا الكتابة كحرفة، فترجم على هطا الشرط لحوالي ستة وثلاثين من الوزراء والكتاب. وتبرز ظاهرة اخرى في الكتاب، وهي التأثر بالثقافة الاندلسية بين طائفة كبيرة الادباء، فهم ينقلون عن شعرائها وكتابها ويستشهدون بنماذجهم في مناظراتهم وكتاباتهم مما جعل النصوص والاحالات الاندلسية تشغل حيزا كبيرا من الكتاب.

ومن مظاهر التأثر بالادب الاندلسي أيضا الاسلوب الذي التزم به غريط، والذي اشتهر به مع مجموعة من كتاب عصره، حيث كان يطغى عليه السجع ويبرز فيه الجري وراء المحسنات البديعية وبكلمة موجزة يعد الكتاب مصدرا اساسيا عن هذه الفترة التاريخية، فترة الانتقال من الاستقلال الى عهد التدخل الاستعماري بما صاحب ذلك من اضطرابات وتحولات سياسية واجتماعية وثقافية، كما يعتبر ايضا ابان النهصة الحديثة فهو بحق- كما قال عنه الاستاذ ابن سودة- سودة "من احسن ما الف في نوعه (30)".


الأدب العربي في المغرب الاقصى

4) الأدب العربي في المغرب الاقصى للأديب محمد بن العباس القباج (31) صدر في نفس السنة التي صدر فيها فواصل الجمان (سنة 1929)، والكتاب نوع جديد من التأليف الادبي في المغرب تفتقت عنه عبقرية القباج الذي لم يكن غريبا عن النقد الادبي ولكن له "فضل السبف في هذا المضمار فهو الذي اقتحم معركة النقد اول بمقالاته القيمة التي كانت تنشرها له مجلة المغرب تحت عنوان : "لدغات بريئة"، وقد قومت هذه المقالات من زيغ المقاييس الادبية التي كانت متبعة إذ ذاك وأحدثت ضجة كبيرة بين الاجباء المخضرمين الذين الذين كانوا قليلي الاطلاع على الانتاج الادبي في الشرق العربي (32)" وفعلا ساهم بهذه المقالات النقدية، التي كان ينثرها، في مختلف الصحف والمجلات، في إغناء الحركة الادبية وإثراء النقد في المغرب، فمن خلال الردود والمقالات الكثيرة التي احتفظت بأكثرها مجلة المغرب (33) تبدو النهضة النقدية التي عرفتها البيئة الادبية المغربية، والتي كان القباج (ابن عباد) احد أعمدتها لأنه كان متنبعا عن وعي حركة النقد في المشرق العربي بما عرفته حينئذ من معارك ادبية وصراعات بين القديم والجديد، وهكذا وجدنا هنا في المغرب معارك أدبية أخرى في مقالات نقدية تبودلت بين شعراء وأدباء فترة صدور كتاب القباج، منهم الشاعر الشنقيطي وعلال الفاسي وسعيد حجي وغيرهم.. ومفهوم النقد عندهم كان يخضع لمقاييس بيانية أو تذوقية، فالنقد كان يتوجه للالفاظ من حيث القوة او الضعف والخيال او السطحية والتقديم او التأخير وغير ذلك مما عرف به النقد القديم.

ولقد كان القباج دائم النشاط كثير الانتاج والنشر، فكان "العالم التحرير والكاتب البارع المبين والاديب الضليع والشاعر المفلق والناقد الذي لا يغيب عنه جانب من جوانب الجودة والاحكــــــام (34)" إلا أن انتاجه بعد الاستقلال قد قل ربما لارتباطه بالبحث العلمي بعد أن عين محافظا للخزانة العامة بالرباط التي بقي يشتغل بها هذا المنصب الى أن وافاه أجله في 21 يونيه 1979م.

وكتاب "الادب العربي في المغرب الاقصى" ترجم فيه صاحبه لشعراء عصره، وذكر نماذج من اشعارهم، وذلك للتعريف بالادب المغربي بعد أن أدرك التقصير الذي عرف به المغاربة نحو تراثهم وأدبهم، ولقد استشعر ذلك خاصة في احد المجالس الادبية حينما استعرض مع من كان يجالس ادب الاقطار العربية كلها مع ما يعتبها من تطور وازدهار، إلا أنه أصيب مع رفاقه بالخيبة من خمول ذكر أدب المغرب ونسبانه مما جعله يفكر في هذا التأليف يقول : "في ذلك الحين جال في ضميري لأول مرة أن أتصدى للقيام بجمع تأليف يضم بين دفتيه تراجم شعرائنا ومنتخبات من شعرهم ليعطي لكل قارئ صورة صادقة من الشعر المغربي، ويفيد كل باحث في الامة العربية مبلغ تدرج الادب فيها وطرق تفكير شعرائها (35)".

ولقد ترجم في الجزأين معا لثلاثينن شاعرا، وذكر بأن هناك أكثر من ثلاثين شاعرا آخرين لم يتمكن من إلحاقهم فيما طبع لذلك وعد بإصدار جزء ثالث وتوفي- رحمه الله- والامل لم يتحقق وإلا لكان له الاثر الكبير والفائدة العظيمة. ويعترف في المقدمة بأنه مهمته تقتصر على الجمع فقط، فكثير من التراجم هي بأقلام أصحابها، لذلك لم تكن غايته الا الجمع والتدوين واخراج الاعلام والاثار المغربية من عالم النسيان يقول : "وحسبي الان أن أقدم للناطقين بالضاد من أبناء قومي ثمرة مجهودي منذ سنتين مجردا عن كل نقد (36)".

وقسم المؤلف أدباءه الذين ترجم لهم الى طبقات ثلاث، الاولى طبقة الكبار الطين لأدبهم طابع التمسك بالقديم والنسح على منوال الماضين في الاغراض والجناسات. والثانية طبقة المخضرمين الذين كان شعرهم توفيقا بين القديم والجديد في الالفاظ والمعاني والاغراض. والطبقة الثالثة هي طيقة المجديدن الذين غلب على شعرهم طابع التجديد ومسايرة العصر شكلا ومضمونا.

والكتاب- نظرا لهذا- يعد المرجع الوحيد في التعرف على كثير من الادباء، سيما وأنه لم يعن بالاخبار التاريخية وغيرها من الموضوعات الهامشية ولكنه كان مركزا على الاديب وانتاجه، بالاضافة الى أنه بعد البداية في السيرة الذاتية بالمغرب، فالمغاربة من قبل كانوا يحجمون عادة عن الترجمة لأنفسهم والحديث عن ذاتياهم وتجاربهم، ولكننا في هذا الكتاب نصادف تراجم كتبها أصحابها بأقلامهم مثل ترجمة محمد المكي الناصري ومحمد المهدي الحجوي ومحمد عبد الحي الكتاني.. وغيرهم كثير.

والكتاب أخيرا، بمثابة ديوان كبير، يضم قصائد كثيرة في أغراض مختلفة تعطي صورة عن النهضة الشعرية واهتمامات الشعراء واخبارهم مما يجعله- بحق- "اللبنة الاولى لدراسة الادب المغربي الحديث (37)".

الفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي

5) "الفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي" لأبي عبد الله محمد بن الحسن الحجوي الثعالبــــي (38) المتوفي سنة 1956م.

ولد المؤلف أيضا بفاس وتلقى دراسته الابتدائية هناك على والده وغيره من المدرسين ثم التحق بالقرويين فأخذ عن علمائها الى أن حصل على الاجازة وسمح له بالتدريس في القرويين نفسها، وأتاح له مستواه الثقافي وشهرته العلمية أن يرتقي مناصب سامية علمية وسياسية وقضائية حيث تولى المجلس العلمي والوزارة والسفارة بالجزائر كما كان رئيسا للاستناف الشرعي الاعلى.

ولقد ساهم بعلمه وأدبه في تنشيط الجو الثقافي بالمغرب وذلك بمحاضراته الكثيرة في تونس وفاس والرباط التي ناقش فيها موضوعات جديدة في حينها كتعليم الفتيات ونقد التعليم الابتدائي بالمغرب وموضوعات أخرى في الادب والفكر والتاريخ، كما اشتهر برحلاته داخل المغرب وخارجه كرحلاته الى اوربا واسبانيا وتونس والجزائر

تآليفه كثيرة بلغت حوالي الخمسين كتابا ورسالة بعضها تاريخي والاخر أدبي وفقهي واجتماعي وصوفي.

أما الكتاب فهو نمط من التأليف يختلف عن سابقيه لأنه أولا لا يختص بالمغرب وحده بل هو أوسع أفقا وأشمل ميدانا ليضم الفكر الفقهي الاسلامي منذ بداية الدعوة الاسلامية الى عصر المؤلف، وثانيا ليس موضوعه الادب فقط ولكنه يشمل الادب وغيره من العلوم التي تعايشت في الثقافة الاسلامية. فموضوع الكتاب هو الفقه الاسلامي وتاريخه منذ عهد الرسول وان كان يمهد لذلك بالتوقف عند مفهوم مصطلح الفقه، وكيف كان الفقه قبل الاسلام.

وفي رأيه ان الفقه الاسلامي مر بأربعة أطوار : "الاول طور الطفولة وهو من أول بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى أن أن توفي، والثاني طور الشباب وهو زمن الخلفاء الراشدين الى آخر القرن الثاني، والثالث طور الكهولة الى آخر الرابع، والرابع طور الشيخوخة والهرم وهو بعد القرن الرابع الى الان (39)".

والمهم أن الكتاب لم يقتصر على الابحاث الفقهي والتاريخية التي تتخللها بل ترجم لكل من اشتغل بالفقه والرأي في كل العصور فزادت تراجمه على الالف، والاهمية تزداد حينما نعرف بأنه لم يقتصر على الترجمة للفقهاء وحدهم بل ترجم للغويين لهم الريادة في علم اللغة مثل ابن عمرو بن العلاء، والقالي، والجوهري، وابن منظور...

وكان للمغاربة في هذا الكتاب الحصة الممتازة فلقد ترجم لأكثر من مائتي شخصية مغربية مما جعل المؤرخ ابن سودة يقول عنه بأنه "يصلح لمؤرخ المغرب كثيرا (40)".

ولقد سار المؤلف على المنهاج الذي التزم به في المقدمة، ففي كل قسم من كتابه يمهد بفرش تاريخي وسياسي واجتماعي وفكري ولغوي وحالة الفقه فيه. ولكنه قد يضطر من حين لآخر الى الاستطراد ليناقش مشكلا فكريا أو يعرف بمذاهب سياسية أو فقهية أو يسجل وثيقة هامة مما أضفى على الكتاب طابع الموسوعية والاحاطة، فعن القرءان مثلا يتحدث عن نزوله وجمعه وتدوينه وقراءاته وتفسيراته.. وعن إصلاح نظام القرويين يتعرض لقانونها مبسطا القول في الحياة الثقافية والتعليميو بالمغرب..

وتبرز في الكتاب الروح النقدية للمؤلف، فلا يسلم الاحكام والاراء دون مناقشتها وتحليلها بل يعقب ويحلل ويقارن بعيدا عن التعصب لوجهة نظر معينة، وهناك ميزة اخرى لهذا الكتاب هي الطريقة التجديدة في تناول الفقه، فلأول مرة- في المغرب- ينظر الى المراحل التاريخية التي مر بها الفقه أو ما يمكن أن نطلق عليه العصور الفقهية على نمط العصور الادبية.

فالكتاب إذن طريقة جدبدة في التأليف المهتم بالتاريخ الفكري عامة، وهو الى ذلك "نموذج من النثر العلمي قوي الاسلوب واضح الدلالة خالي من التكلف والفضول (41)".

معجم الشيوخ أو رياض الجنة

6) "معجم الشيوخ أو رياض الجنة" لمؤلفه عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي (42) المتوفى سنة 1383هـ / 1964م.

نشأ بفاس ودرس بها على يد والده أولا ثم على غيره من الشيوخ والاساتذة الذين ترجم لهم في كتابه هذا، ويبدو أن دراسته متينة شملت أمهات الكتب في اللغة والفقه والتفسير والحديث.

نشر الكثير من المقالات الادبية في جريدة السعادة، كما قا شعرا في كثير من الاغراض والموضوعات التقليدية والجديدة على السواء، اشتغل بالقضاء في مناطق كثيرة من المغرب، وألف كتبا وأبحاثا عديدة يعرضها صاحب دليل مؤرخ المغرب وهي متنوعة في التاريخ والادب والتراجم فإلى جانب معجم الشيوخ له كتاب في تراجم من اسمه محمد من الملوك، وتراجم جمهرة من الادباء والكتاب شباب وكهول شيوخ.. وكتاب "رياض الجنة" هذا من نوع سابقه يتعدى النطاق المغربي فعنوانه الاخر هو "المدهش المطرب بأخبار من لقيت أو كاتبني بالمشرق أو المغرب" ترجم فيه لحوالي خمس عشرة ومائة شخصية علمية وأدبية من مغاربة ومشارقة. وكان في نيته أن يكون الاطار أوسع إلا أنه عدل عن منهاجه القديم الى الشكل الذي هو عليه الآن، والمؤلف يدرك أهمية ما في كتابه من معلومات وتراجم "فيجد القارئ فيه أمنيته والباحث ضالته لما أودعته من التراجم التي لا توجد في كتاب والمباحث التي تزيل كل ارتياب (43)" وفغلا فالكتاب بجزايه ينفرد بالكثير من التراجم لهذا العصر مثل ترجمته للشريف محمد ابن علال الوزاني بفاس وترجمته لماء العينين الشنقيطي، والمكي البطاوري.. وغيرهم.

وفي ترجمته يتوسع في ذكر الاصل والنسب للمترجم له، وفي التحدث عن شيوخه واجازاته ورواياته والكتب التي درسها، مما يجعل الترجمة مفيدة في التعرف على الظروف والشخصيات التي لها علاقة بصاحب الترجمة.

وإذن فالكتاب مصدر هام للحياة العلمية والادبية في أول هذا القرن (طبع سنة 1932م) وهو نموذح آخر للنشر والتأليف آنذاك.

وليس في مقدورنا أن نعدد كل المؤلفات والابحاث والدراسات في التاريخ والنقد الادبيين، فلقد توالت الابحاث والتآليف التي تعالج جوانب من الادب المغرب نخص منها بالذكر أبحاث الاستاذ عبد الله كنون التي في مقدمتها كتابه "النبوغ" (44) وكتابه "ذكريات مشاهير رجال المغرب" الذي ترجم فيه "لأكثر من خمسين ترجمة لعظماء المغرب قديما وحديثا (45)".

والابحاث العديدة للاستاذ ابن تاويت في مقدمتها كتابه "الادب المغربي" الذي أرخ فيه للادب المغربي في مختلف عصوره.

إلا أنه بإمكاننا القول- بكلمة موجزة- ان هذه الكتب جميعها تعتبر أساس كل الدراسات التي ظهرت بعد، ذلك فهي التي كشفت عن قيمة كثير من النصوص والاعلام، وأبانت عن جوانب الابداع والنبوغ في الادب المغربي، وأذكت روح الغيرة على التراث المغربي والاعتزاز به، ووجهت الشباب خاصة الى ما يختزنه هذا التراي الفكري والادبي في المغرب من أصالة وعبقرية.

وما شدة إقبال الشباب- حاليا- على الادب المغربي، واتجاههم في أبحاثهم الجامعية الى قضاياه واعلامه إلا نتيجة تأثير هذه الكتب المذكورة في البيئة الثقافية المغربية في العضر الحديث.

------------

(1) المغرب العربي منذ الحرب العالمية لعلال الفاسي ص 83.
(2) أهمها ثورة الريف بزعامة الخطابي، وثورة احمد الهيبة في تارودانت وثورة موحا وحمو الزياني بالاطلس المتوسط. تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب ج 1 ص 20 الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية ص 28. المغرب منذ الحرب العالمية الاولى ص 38.
(3) مثل كتاب الشيخ النبهاني بعنوان "ارشاد الحيارى في منع ابناء المسلمين من الدخول الى مدارس النصارى".
(4) من اعلام الفكر المعاصر ج 1 ص 48.
(5) لائحة المدارس الحرة آنذاك، والتي أوردها الاستاذ ابراهيم السولامي تثبت الرغبة والاقبال الشعبي عليها في القرى والمدن جميعا. الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية ص 43.
(6) انظر في هذا الموضوع الفكر السامي ج 2 ص 194- 200. تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب ج 1 س 46 وما بعدها. من اعلام الفكر المعاصر ج 1 ص 191 وما بعدها.
(7) من أهم رواد المسرح آنذاط محمد القري وعبد الله الجراري : ابحاث في المسرح المغربي ص 35 الشعر الوطني المغربي ص 60. تاريخ الحركة الوطنية ج 1 ص 39.
(8) مثل مسامرة أحمد التميشي عن الشعر والشعراء بفاس، والمسامرات الكثيرة لمحمد الحجوي في موضوعات ثقافية وادبية واجتماعية.
(9) انظر فهرس التأليف المطبوعة بفاس والذي صدر بالجزائر سنة 21- 1922م بإشراف بروفنصال.
(10) من ضمن هذه التآاليف الجديدة تلك الكتب التي تؤرخ للاقاليم مثل الاغتباء والاتحاف والاعلام والمعسول وتاريخ تطوان- دعوة الحق العدد 2- 3 من السنة 20 ص 87.
(11) يضاف الى هذا ما نشر من دراسات ادبية ونقدية في المجلات مثل مجلة "المغرب الجديد" و"ملحق جريدة المغرب" و"المغرب" و"الاطلس" وغيرها... تلخيص هذه الحركة الادبية والنقدية في كتاب لمحات من تاريخ الحركة الفكرية بالمغرب ص 11- 128.
(12) له ترجمة في مقدمة الطبعة الثالثة بمصر سنة 1961م. كما توجد ترجمته في : الموسوعة المغربية ج 3 ص 83. دليل مؤرخ المغرب ج 1 ص 207- 280. معجم المطبوعات العربية لركيس ص 1148. معجم المؤلفين 1 : 171. الاعلام للزركلي1
(13) الوسيط في تراجم ادباء شنقيط ص 5.
(14) نفس المرجع ص 3.
(15) الوسيط ص 512.
(16) الوسيط ص 422 _ 423
(17) مصادر ترجمته : الادب العربي في المغرب ج 1 ص 76_ الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية ص 264- الموسوعة المغربية ج 3 ص 153- دليل المؤرخ ص 39- 44.
(18) دليل مؤرخ المغرب ج 1 ص 44.
(19) الادب العربي في المغرب ج 1 ص 77- 78.
(20) تاريخ الشعر والشعراء بفاس ص 9- 10.
(21) تاريخ الشعر والشعراء ص 11.
(22) ترجم في الكتاب لسبع وتسعين ومائة شخصية أدبية.
(23) تاريخ الشعر والشعراء ص 40.
(24) نفس المرجع ص 113.
(25) نفس المرجع ص 40.
(26) يرجع في ترجمته الى بحث الكاتب في مجلة دعوة الحق، العدد 10 السنة 19 محرم 1399. العدد 1 السنة 20 – صفر 1399. دليل مؤرخ المغرب في مواضع متفرقة, الادب العربي في المغرب ج 1 ص 2. الشعر الوطني ص 253.
(27) فواصل الجمان ص 63.
(28) الشعر الوطني ص 253.
(29) فواصل الجمان ص 4.
30) دليل مؤرخ المغرب ج 1 ص 278.
31) اخباره قليلة يرجع فيها الى دليل مؤرخ المغرب ج 1 ص 245- أحاديث عن الادب المغربي ص 85 لمحات من تاريخ الحركة الفكرية في مواضع مختلفة- الشعر الوطني في المغرب ص 51 – المناهل عدد 16 ص 7- الثقافة الجديدة العدد : 14 ص 144.
32) احاديث ص 85
33) أورد الاستاذ احمد زياد تلخيصا لهذا النشاط النقدي في كتابه "لمحات من تاريخ الحركة الفكرية" من صفحة 54 الى صفحة 76.
34) المناهل عدد 16 ص 8.
(35) الادب العربي في المغرب ص "ب".
(36) نفس المرجع ص "و".
(37) أحاديث ص 85.
(38) يرجع في ترجمته الى دليل مؤرخ المغرب مواضع مختلفة. معجم المؤلفين 9 : 187. احاديث ص 46- 48. وما ذكره هو نفسه عرضا في كتابه الفكر السامي في مواضع مختلفة وخاصة في القسم الرابع منه.
(39) الفكر السامي ج 1 ص 3.
(40) دليل مؤرخ المغرب ج 2 ص 491.
(41) احاديث ص 48.
(42) يرجع في ترجمته الى كتاب من اعلام الفكر المعاصر ج 2 ص 328- دليل مؤرخ المغرب في مواضع متفرقة.
(43) رياض الجنة ج 1 ص 5.
(44) طبع لأول مرة بتطوان سنة 1937م.
(45) الادب العربي في المغرب ج 2 ص 37.
دعوة الحق، العدد 214.
 
أعلى