نبيل محمود - شذرات

أتكفكف هذه الأشعار
كلّ زمانٍ قبلكِ قد سال؟
*
تلك الشموس كثيرةٌ في عينيها..
لن يجد الليل وقتاً
أو ما يكفي من الظلام
لإطفائها..!
*
تفتنكَ امرأةٌ بلون البحر
فتغرق في زرقة الشِعر
*
الوجنتان جنّتان
والثغر فرات..
تيار عذوبتها زلالٌ
وشفتاي ضفّتان..
*
أحلم بالبحر
فيوقظني خرير صوتها
أحلم بغابةٍ
فأصحو في فردوسها..
*
لمفاتنها الليلية طعم البحر
ولشراشف الفجر
رائحة غابةٍ نديّة..
*
في بستانها الليلي
كلّي عيونٌ وأصابعي شفاه
*
ناديتها فالتفتتْ إليَّ كل النساء..
*
في بحر الليل..
ثغران هائجان والقبلة فنار
والدفّة بين أصابع الشغفين
تصحّح المسار..
*
كأنّ صوتها أرجوحة أعياد
وضياء عينيها نداء العشاء
لجياع الروح..
*
الشمس ترقص في بحيرة البنفسج
ورذاذ الضوء يبلّل المقل..
*
في فستانها الأصفر
وزُنّارها الأحمر
أقحوانةٌ تتراقص طرباً..
في قلب الرقص لهبٌ أحمر!
*
لا شيء كالفالس يؤرجح الأرواح..!
*
أقرصها حتى احمرار الليل
وأنزع عني كل ما يسترني
حتى انبلاج القلب..!
*
كأسراب السنونو..
أسرعت القبلات إلى أعشاشها
العاصفة كانت تعصف بشفتيها!
*
حينما تتبلَّل أنثى بالماء
يفوح عطر الفردوس..
*
لا يزال الشروق الجميل ممكناً في هذا العالم
لأنني أصدّقك عندما تقولين : صباح النور..
*
ظللتُ أشمّها حتى اهتديت
إلى مدخل حديقة الليل..
*
أشرقْتِ كثيراً
لكنّ غيومي كانت أكثر..
*
دمعتان سقطتا من شرفة الروح
فتبلّل الليل في عينيها..
*
وأنت تنحني لتشمَّ الليلَكَ
يسقط منك كل شيءٍ
حتى تفقد ظلَّكَ..
*
هذا الخريف المتهالك
كان يسابق الربيع..
*
أمَا يكفّ هذا الخصام
بين أشواق القلب وقوانين الفيزياء؟
متى يعانق الشِعرُ (نثرَ العالم)؟
*
مَن يغرق في دمعة خريف
لن يدرك بحر الصيف..
*
في حانة البجع الأبيض
يتثاءب الليل في بحيرة الكلام
وحين تستيقظ المدينة
كل الأحلام تنام..
*
أكبر يعني أقلّ!
أليس غريباً منطق العمر هذا؟
*
لا معنى لكل هذا الهراء
سوى أننا قد خسرنا الرهان
وأنّ العالم
لم يعد يطيق وجود هذا الإنسان!
*
مناديل الصيف لن تكفي
عندما يجهش الخريف بالشتاء
أيهرع الربيع إلى انتشال الغريق؟
*
ليس حزيناً هذا الشعر
إنه قلبٌ لمْ يجد من يراقصه
فراح يؤرجح الذكريات!
*
أبيض أو أسود.. سيّان
فرمْية النرد تربحنا دوماً!
*
وجدوا وطناً متفحّماً
وحياةً هشّةً
في رماد سيجارته الأخيرة..
*
هذا القلب ليس غابةً..
كيف اختنقت الروح بكل هذا الدخان؟!
*
يسبقه ظلُّه دائماً
لمْ يجرّبْ يوماً أن يجري صوب الشمس!
*
أتكون الحياة أكثر احتمالا
لو أننا نولد شيوخاً ونموت أطفالا..؟!
*
كم جرى الطفل خلف السحاب
حبّاً بالبياض.. حتى شاب!
*
ما أصدق السواد في أرض السواد..!
*
لن أغنّيك بعد اليوم يا وطني
فلحنك لمْ يعدْ يُشجيني..
*
المدينة ساعة معطوبة
تسيل من فرشاة دالي..
*
اللحى
هذه الزقورات المقلوبة
كانوا يصعدونها
ليكونوا.. أقرب إلى ألله!
*
لا شيء يعشق الدوام كالزوال..!
*
حينما لا يُشبه العالم أحلامي
فلا معنى لحماقة الاستيقاظ
كل صباح..
*
الوحدة نعاسٌ
والموت سرير..!
*
أرقدْ بسلام
فلا يسلم منها إلاّ الراقدون..!
*
ما أغرب أن يسير المرء مستقيماً
في عالمٍ مترنّح..!
*
اللوثة المشرقية
أصلها في الجغرافيا وفرعها في التاريخ
مخمورةٌ بالنفط والغاز..!
*
لا تزال الساعة الذهبية في معصم الموت!
_____________________________
شذرات من ديوان حلوى الليل / 2016
اللوحة: خوان ميرو
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...