نقوس المهدي
كاتب
لقد تفنن خصوم الاسماعيليين النزاريين في إغداق التهم عليهم، فمن ذلك إنهم استغلوا الصفة التي أطلقها الصليبيون على الاسماعيليين النزاريين لكثرة ما فتكوا بهم فلقبوهم بلقب assasins أي المغتالون. استغل خصوم الاسماعيليين هذا اللقب فحولوه إلى الكلمة العربية (حشاشون) نسب إلى (الحشيشة) العشبة المخدرة المعروفة.
وقالوا أن الحسن بن الصباح كان يزرعها في ألموت وحاكوا حول ذلك أساطير عجيبة. وقد كتب الأستاذ مصطفى غالب معللاً أصل هذه الكلمة:
من التهم التي ألصقت بالاسماعيلية النزارية وتناقلها بعض الباحثين أسطورة (الحشيشة) وتعويد الاتباع تعاطي هذه المادة وإدمانها فلا يستطيعون الحياة بدونها. ويردون الأعمال الخطيرة التي كان يقوم بها الفدائية من قتل واغتيال إلى فعل هذه المادة وتسلطها على عقولهم. فزعموا أنهم كانوا ينفذون كل ما يطلب منهم بدقة لا متناهية لقاء حصولهم على الحشيشة. فإذا نفذوا الأوامر كافأهم الشيخ وعطاهم الحشيشة وأدخلهم جنته. ويصور لنا الرحالة البندقي ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي قصة خرافية ابتدعها وسماها (جنة شيخ الجبل).
يذهب فيها أن (شيخ الجبل) أنشأ في واد يقع بين جبلين حديقة غناء فسيحة غرس فيها جميع أنواع الزهور وأشجار الفاكهة، وجعل فيها مقصورات ذات قباب بديعة الشكل وزخرفها بنقوش ذهبية. وأوجد في الحديقة أنهاراً من خمر وأخرى من عسل وثالثة من لبن وأقام الحور العين والولدان المخلدين، والجميع يلهبون بالموسيقى والغناء والرقص، وذلك كله لفتنة أتباعه بأن هذه هي الجنة التي وعد الله بها المتقين. وإن في استطاعة شيخ الجبل أن يدخل جنته هذه مَن يشاء ويحرم منها مَن يشاء، لذلك تفانوا في طاعته والامتثال لأوامره، ولم يكن يسمح لأحد بدخولها إلاّ طبقة الفدائيين فقط.
هذه الأسطورة التي ابتدعها عقل الرحالة كانت ولا تزال حتى عصرنا مثاراً لأساطير كثيرة عن الفدائية الاسماعيلية النزارية وشيخهم الحسن بن الصباح. كما ألهمت عدداً كبيراً من كتاب القصص والروايات للتحليق في أجواء الجنة الخيالية العابقة بالترهات والسفاسف ولعل السبب الذي من أجله صدق العامة القصة وحاولوا إثبات صحتها لمن يشك فيها هو نظام الفدائيين الذي أوجده الحسن بن الصباح للمرة الأولى في التاريخ.
والصحيح أن أصلها يرجع إلى واحد من هذه الوجوه الآتية:
1 ـ أساسان (assasins): أي القتلة أو السفاكون. وهذه لفظة كان يطلقها الصليبيون على الفدائي الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».
2 ـ حساسان: نسبة إلى شيخ الجبل الحسن بن الصباح الذي أوجد منظمات الفدائية.
3 ـ حساسون: مشتقة من الحس والشعور. أي ذوو حس وشعور.
4 ـ عساسون: مشتقة من العسس الذين يقضون الليالي في قلاعهم وحصونهم لحراستها والدفاع عنها.
5 ـ أساسين: لقولهم بالأساس، وهي صفة تطلق تأويلاً على الإمام أساس الدور والدعوة.
وقد عمد خصوم الاسماعيلية عن قصد إلى تحريف الكلمات بقصد النيل من سمعة الفدائية.
أما الجنة الخيالية التي وصفها ماركو بولو فالتاريخ يذكر أن الحسن بن الصباح بعدما اطمأن إلى استقراره في قلعة «الموت» ووزع الدعاة والنواب والقادة في مختلف أنحاء البلاد الاسلامية لم يشاده خارج منزله في «ألموت» سوى مرتين فقط. والظاهر أن الحسن رأى أن تزرع قلعة «ألموت» بالأشجار، فأصبح منظر الجبل بعدما كسته الخضرة وأينعت فيه الزهور سبباً في هذه القصة الخيالية. ولقد زادت في هذا المنظر الخلاب التضحيات الجسام والجرأة النادرة التي كان يقوم بها الفدائية الذي أعدهم الحسن وعلمهم كيف يستعملون سلاحهم ويخفون أنفسهم، بحيث لا يبوح أحد منهم بسره، أو بسر الجماعة التي ينتسب إليها .. فإذا قبض عليه أحد الخصوم، يجب عليه أن يقتل نفسه قبل أن يجبر على الكلام. ومن الواضح أن القيادة كانت صارمة جداً في تنشئة هؤلاء الفدائية قاسية عليهم أشد القسوة.
ولو حاولنا أن نناقش عقلياً ومنطقياً وطبياً أحوال مدمن الحشيشة لوجدناه بما لا يقبل الشك والجدل يتصف بالجبن ولا يمكنه أن يفعل مثل الأفعال الخارقة التي كان يفعلها الفدائيون من قتل الأعداء أو قتل أنفسهم إذا فشلوا في مهماتهم. ولثبت لنا أن الحشيشة تشل التفكير وتخدر العقل وتجعل شاربها أو مدخنها يهذي ويبوح بكل ما يتفاعل في أعماقه من اسررا ربما كان يكتمها ويحافظ عليها لو لم يدمن الحشيشة.
بينما نرى أن الفدائي الاسماعيلي كان يمتاز بالفطنة واللياقة والدقة التامة في تنفيذ كل ما يلقى على عاتقه من مهمات خطيرة، بحرص شديد وكتمان مكين، وهذا كله لا يتفق مع الادمان.
ولا غرو فإن فساد البيئة، وسوء حالة المجتمع، واضطراب العقائد، عوامل قوية في ايجاد المنظمات والجماعات السرية التي تنهد إلى إنقاذ المجتمع من براثن الفساد والفوضى بوسائل مختلفة تتناسب مع الوضع والظروف.
أما الشجاعة والاقدام وروح التضحية فهي من الخصائص اللازمة لكل ثائر مجاهد، ولا أعتقد أنه يحتاج إلى تناول الحشيش لايقاظ الجرأة والاقدام فيه.
فتاريخ الحركات الدينية والسياسية حافل بمظاهر تلك الشجاعة ولا سيما تاريخ الاسماعيلية الذين طالما ذاقوا مرارة الظلم والاضطهاد.
وليست الجنة التي أوجدها الحسن لأتباعه في (ألموت) سوى جنة يانعة من الرخاء والرفاه، سادها الأمن، وخيم عليها الهدوء والطمأنينة، وعبق في أجوائها الرحبة الإخلاص والإخاء والتضامن في ظروف كانت تموج بالفوضى وتعج بعسف الحكام، وجور الولاة، وسوء الحالة الاقتصادية التي هبطت إلى الحضيض.
وليس تأثير الفدائية وانصياعهم التام وطاعتهم العمياء لأوامر رؤسائهم إلا من تبادل الثقة بين الرئيس والمرؤوس والإيمان القوي المطلق بعقيدتهم المثلى وبإمامهم الذي يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيله لأنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من النفس الكلية فهم يتوقون ويشتاقون إلى اليوم الذي يعود فيه هذا الجزء إلى كليته حيث السعادة الأبدية السرمدية.
ونحن لا ننكر أن الفدائية كانوا يغتالون من تسول له نفسه مناصبتهم العداء لا سيما الأمراء والملوك والوزراء، الذين كانوا يجردون عليهم الحملات التأديبية، ويبعثون بجيوشهم لمحاربة الاسماعيلية، لأن ذلك حق طبيعي مشروع للدفاع عن النفس.
وليست أنظمة المغاوير وأنظمة الفدائية التي تطبق في وقتنا الحاضر في جميع أنحاء العالم إلا صورة مستقاة من الأنظمة التي أوجدها الحسن بن الصباح.
ولابدّ لنا من الاشارة إلى مقال كتبه المستشرق الروسي البروفسور ايفانوف تحدث فيه عن واقعية قلاع الفدائية في فارس ومعاقلهم الحصين، بعدما زارها مرتين وتكبد مشاق السفر وتعرض خلال تجواله لقسوة الطقس، في سبيل التحقيق العلمي المجرد البعيد عن العاطفة. ولقد زين مقاله بصورة للتوضيح فجاء آية في الدقة والروعة. ولم يتساهل ايفانوف في مناقشة المؤرخ التتري عطا ملك الجويني لما أورده في كتابه «جهان كوشاي» نقاشاً يستند إلى فهم عميق للناحية العسكرية والاستراتيجية من جهة ومقارنة الأرقام والارتفاعات ودرجات الحرارة من جهة أخرى.
وقد تساءل ايفانوف في مقاله عن «جنة الأرض» المزعومة التي أتى على ذكرها أغلب المؤرخين والكتّاب بقوله: «أي جنة وارفة الظلال في أرض يجتاحها الشتاء بجليده وزمهريره سبعة أشهر في العام لا يمكن معها معيشة حي غير الانسان. لذا كانوا يبعدون الحيوانات الداجنة إلى القرى المجاورة طول فصل الشتاء الشديد البرودة».
وقالوا أن الحسن بن الصباح كان يزرعها في ألموت وحاكوا حول ذلك أساطير عجيبة. وقد كتب الأستاذ مصطفى غالب معللاً أصل هذه الكلمة:
من التهم التي ألصقت بالاسماعيلية النزارية وتناقلها بعض الباحثين أسطورة (الحشيشة) وتعويد الاتباع تعاطي هذه المادة وإدمانها فلا يستطيعون الحياة بدونها. ويردون الأعمال الخطيرة التي كان يقوم بها الفدائية من قتل واغتيال إلى فعل هذه المادة وتسلطها على عقولهم. فزعموا أنهم كانوا ينفذون كل ما يطلب منهم بدقة لا متناهية لقاء حصولهم على الحشيشة. فإذا نفذوا الأوامر كافأهم الشيخ وعطاهم الحشيشة وأدخلهم جنته. ويصور لنا الرحالة البندقي ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي قصة خرافية ابتدعها وسماها (جنة شيخ الجبل).
يذهب فيها أن (شيخ الجبل) أنشأ في واد يقع بين جبلين حديقة غناء فسيحة غرس فيها جميع أنواع الزهور وأشجار الفاكهة، وجعل فيها مقصورات ذات قباب بديعة الشكل وزخرفها بنقوش ذهبية. وأوجد في الحديقة أنهاراً من خمر وأخرى من عسل وثالثة من لبن وأقام الحور العين والولدان المخلدين، والجميع يلهبون بالموسيقى والغناء والرقص، وذلك كله لفتنة أتباعه بأن هذه هي الجنة التي وعد الله بها المتقين. وإن في استطاعة شيخ الجبل أن يدخل جنته هذه مَن يشاء ويحرم منها مَن يشاء، لذلك تفانوا في طاعته والامتثال لأوامره، ولم يكن يسمح لأحد بدخولها إلاّ طبقة الفدائيين فقط.
هذه الأسطورة التي ابتدعها عقل الرحالة كانت ولا تزال حتى عصرنا مثاراً لأساطير كثيرة عن الفدائية الاسماعيلية النزارية وشيخهم الحسن بن الصباح. كما ألهمت عدداً كبيراً من كتاب القصص والروايات للتحليق في أجواء الجنة الخيالية العابقة بالترهات والسفاسف ولعل السبب الذي من أجله صدق العامة القصة وحاولوا إثبات صحتها لمن يشك فيها هو نظام الفدائيين الذي أوجده الحسن بن الصباح للمرة الأولى في التاريخ.
والصحيح أن أصلها يرجع إلى واحد من هذه الوجوه الآتية:
1 ـ أساسان (assasins): أي القتلة أو السفاكون. وهذه لفظة كان يطلقها الصليبيون على الفدائي الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».
2 ـ حساسان: نسبة إلى شيخ الجبل الحسن بن الصباح الذي أوجد منظمات الفدائية.
3 ـ حساسون: مشتقة من الحس والشعور. أي ذوو حس وشعور.
4 ـ عساسون: مشتقة من العسس الذين يقضون الليالي في قلاعهم وحصونهم لحراستها والدفاع عنها.
5 ـ أساسين: لقولهم بالأساس، وهي صفة تطلق تأويلاً على الإمام أساس الدور والدعوة.
وقد عمد خصوم الاسماعيلية عن قصد إلى تحريف الكلمات بقصد النيل من سمعة الفدائية.
أما الجنة الخيالية التي وصفها ماركو بولو فالتاريخ يذكر أن الحسن بن الصباح بعدما اطمأن إلى استقراره في قلعة «الموت» ووزع الدعاة والنواب والقادة في مختلف أنحاء البلاد الاسلامية لم يشاده خارج منزله في «ألموت» سوى مرتين فقط. والظاهر أن الحسن رأى أن تزرع قلعة «ألموت» بالأشجار، فأصبح منظر الجبل بعدما كسته الخضرة وأينعت فيه الزهور سبباً في هذه القصة الخيالية. ولقد زادت في هذا المنظر الخلاب التضحيات الجسام والجرأة النادرة التي كان يقوم بها الفدائية الذي أعدهم الحسن وعلمهم كيف يستعملون سلاحهم ويخفون أنفسهم، بحيث لا يبوح أحد منهم بسره، أو بسر الجماعة التي ينتسب إليها .. فإذا قبض عليه أحد الخصوم، يجب عليه أن يقتل نفسه قبل أن يجبر على الكلام. ومن الواضح أن القيادة كانت صارمة جداً في تنشئة هؤلاء الفدائية قاسية عليهم أشد القسوة.
ولو حاولنا أن نناقش عقلياً ومنطقياً وطبياً أحوال مدمن الحشيشة لوجدناه بما لا يقبل الشك والجدل يتصف بالجبن ولا يمكنه أن يفعل مثل الأفعال الخارقة التي كان يفعلها الفدائيون من قتل الأعداء أو قتل أنفسهم إذا فشلوا في مهماتهم. ولثبت لنا أن الحشيشة تشل التفكير وتخدر العقل وتجعل شاربها أو مدخنها يهذي ويبوح بكل ما يتفاعل في أعماقه من اسررا ربما كان يكتمها ويحافظ عليها لو لم يدمن الحشيشة.
بينما نرى أن الفدائي الاسماعيلي كان يمتاز بالفطنة واللياقة والدقة التامة في تنفيذ كل ما يلقى على عاتقه من مهمات خطيرة، بحرص شديد وكتمان مكين، وهذا كله لا يتفق مع الادمان.
ولا غرو فإن فساد البيئة، وسوء حالة المجتمع، واضطراب العقائد، عوامل قوية في ايجاد المنظمات والجماعات السرية التي تنهد إلى إنقاذ المجتمع من براثن الفساد والفوضى بوسائل مختلفة تتناسب مع الوضع والظروف.
أما الشجاعة والاقدام وروح التضحية فهي من الخصائص اللازمة لكل ثائر مجاهد، ولا أعتقد أنه يحتاج إلى تناول الحشيش لايقاظ الجرأة والاقدام فيه.
فتاريخ الحركات الدينية والسياسية حافل بمظاهر تلك الشجاعة ولا سيما تاريخ الاسماعيلية الذين طالما ذاقوا مرارة الظلم والاضطهاد.
وليست الجنة التي أوجدها الحسن لأتباعه في (ألموت) سوى جنة يانعة من الرخاء والرفاه، سادها الأمن، وخيم عليها الهدوء والطمأنينة، وعبق في أجوائها الرحبة الإخلاص والإخاء والتضامن في ظروف كانت تموج بالفوضى وتعج بعسف الحكام، وجور الولاة، وسوء الحالة الاقتصادية التي هبطت إلى الحضيض.
وليس تأثير الفدائية وانصياعهم التام وطاعتهم العمياء لأوامر رؤسائهم إلا من تبادل الثقة بين الرئيس والمرؤوس والإيمان القوي المطلق بعقيدتهم المثلى وبإمامهم الذي يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيله لأنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من النفس الكلية فهم يتوقون ويشتاقون إلى اليوم الذي يعود فيه هذا الجزء إلى كليته حيث السعادة الأبدية السرمدية.
ونحن لا ننكر أن الفدائية كانوا يغتالون من تسول له نفسه مناصبتهم العداء لا سيما الأمراء والملوك والوزراء، الذين كانوا يجردون عليهم الحملات التأديبية، ويبعثون بجيوشهم لمحاربة الاسماعيلية، لأن ذلك حق طبيعي مشروع للدفاع عن النفس.
وليست أنظمة المغاوير وأنظمة الفدائية التي تطبق في وقتنا الحاضر في جميع أنحاء العالم إلا صورة مستقاة من الأنظمة التي أوجدها الحسن بن الصباح.
ولابدّ لنا من الاشارة إلى مقال كتبه المستشرق الروسي البروفسور ايفانوف تحدث فيه عن واقعية قلاع الفدائية في فارس ومعاقلهم الحصين، بعدما زارها مرتين وتكبد مشاق السفر وتعرض خلال تجواله لقسوة الطقس، في سبيل التحقيق العلمي المجرد البعيد عن العاطفة. ولقد زين مقاله بصورة للتوضيح فجاء آية في الدقة والروعة. ولم يتساهل ايفانوف في مناقشة المؤرخ التتري عطا ملك الجويني لما أورده في كتابه «جهان كوشاي» نقاشاً يستند إلى فهم عميق للناحية العسكرية والاستراتيجية من جهة ومقارنة الأرقام والارتفاعات ودرجات الحرارة من جهة أخرى.
وقد تساءل ايفانوف في مقاله عن «جنة الأرض» المزعومة التي أتى على ذكرها أغلب المؤرخين والكتّاب بقوله: «أي جنة وارفة الظلال في أرض يجتاحها الشتاء بجليده وزمهريره سبعة أشهر في العام لا يمكن معها معيشة حي غير الانسان. لذا كانوا يبعدون الحيوانات الداجنة إلى القرى المجاورة طول فصل الشتاء الشديد البرودة».