نقوس المهدي
كاتب
الجزء الاول
هي ظاهرة اجتماعية قديمة، صمدت في وجه مختلف التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى التكنولوجية، وتمكنت من تطوير أساليبها ووسائل الدعاية لخدماتها، من أجل الحفاظ على وجودها واستمراريتها طيلة القرون الماضية، بحيث تغلغلت هذه الظاهرة في معظم الأحياء الشعبية والهامشية وحتى بعض الأحياء الراقية، واستطاعت الوقوف في وجه الحملات التي تشنها السلطة والمجتمع لمحاربتها والقضاء عليها، معتمدة على دور الوسيط وشبكة الدعارة المنظمة التي تعمل على إنعاش تجارة الرقيق الأبيض وتلبية رغبات الزبائن المتعطشين لمعانقة الأجساد الطرية وإشباع رغباتهم الجنسية المكبوتة...
وقد اكتست الدعارة أهمية كبيرة لدى الإعلاميين والباحثين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، إلا أن هذا الاهتمام غالبا ما يتخذ صبغة التحري والعمومية ويسلط الضوء على "العاهرات" أو " المومسات" لتظل الجوانب الأخرى غامضة ومثيرة للاهتمام، الأمر الذي يخلق لدى الكثيرين هامشا حيويا للبحث والدراسة، من أجل الإجابة على تساؤلات القراء والمتتبعين لهذه الظاهرة والتي تتمحور حول الأسباب التي تدفع بشريحة كبيرة من النساء إلى عالم المجون والرذيلة، ونظرة المجتمع إلى المومسات، وآثار هذه الظاهرة على البيئة الاجتماعية، هي الأسئلة نفسها شغلتني لفترة من الزمن ودفعتني إلى النبش في هذا الموضوع وحتى لا أسقط في التكرار والعمومية حاولت طرح الموضوع من زاوية مختلفة، فركزت على تفشي الدعارة في الوسط الطلابي معتمدة على شهادات حية لضحايا غدر بهن الزمن، ودفعتهن الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى امتهان الدعارة من أجل الحصول على الشهادة الجامعية، إلا أن الانغماس في عالم اللهو والجنس المأجور غالبا ما يؤدي بهن إلى الانقطاع عن الدراسة بشكل نهائي، أسئلة كثيرة تفرض نفسها علي لأهميتها: ما هي الأسباب التي تدفع بطالبة جامعية إلى الارتماء بين أحضان الرذيلة؟ هل هي أسباب أخلاقية أم اجتماعية أم اقتصادية؟ وما هي الانعكاسات النفسية لهذه الظاهرة على ممارسيها؟ وكيف ينظر المجتمع إلى هذا النوع من النساء؟
ما هي الأسباب التي تدفع بالطالبة إلى أحضان الرذيلة؟
كثيرا ما أثارت انتباهي بعض المشاهد التي كانت تعرفها بعض الشوارع المحيطة بالأحياء الجامعية خلال دراستي هناك ما بين 1999 و 2007 هذه الفضاءات التي كانت مسرحا مميزا للعلاقات الغرامية، فحركة الذهاب والإياب التي كانت تمارسها بعض الطالبات الجامعيات بشكل جماعي أحيانا، وأحيانا أخرى بشكل فردي بأزيائهن الأنيقة، الملفتة للنظر، إذ تصرف الواحدة منهن أموالا غير بسيطة على لباسها وزينتها من أجل التباهي أمام صديقاتها وجذب أكبر عدد ممكن من المعجبين، الأمر الذي يجعل الطالبة تنجرف وراء وهم كبير اسمه الزواج الذي تطمح إليه أي امرأة مهما كان مستواها الثقافي أو الاجتماعي، خاصة وأن الكثير من الطالبات ولجن الجامعة من أجل تجزية الوقت وتوسيع فرصهن في الزواج، هذا الحلم/الزواج كثيرا ما يؤدي بهن إلى طريق محفوف بالأشواك والمخاطر. وفي غياب مرافق ترفيهية بالأحياء الجامعية لا يبقى أمامهن سوى التسكع في الطرقات والشوارع القريبة من أجل ضرب المواعيد الغرامية وتبادل أرقام الهواتف النقالة، بهدف الحصول على حبيب أو زوج مناسب هذا السعي وراء الحب والزواج كثيرا ما يؤدي إلى نهاية مأساوية في حانة أوعلبة ليلية وسط كؤوس الخمر والمداعبات الخفيفة أو ليلة حمراء في شقة مفروشة مقابل 400 درهم أو 600 درهم، وقد يتضاعف الأجر حسب نوعية الرجل الذي تكون في ضيافته لساعات معدودة أو لليلة كاملة، فهي تحاول دائما اصطياد الرجال الأكثر وسامة وغنى، وأغلبيتهم من عشاق التسلية واللهو خارج إطار الزوجية.
هذه الظاهرة الغريبة التي عايشتها خلال دراستي الجامعية دفعتني إلى طرح عدة تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بالطالبة إلى الارتماء بين أحضان الدعارة المحفوفة بالضياع والخطر، وإن كانت هذه الأسباب اقتصادية واجتماعية فقط أم أنها أسباب أخلاقية وعاطفية، فدائما هناك أسباب لهذه الظاهرة أو تلك فقط علينا التعمق في الأسباب الجذرية بدل إطلاق الأحكام المسبقة حول الدعارة التي أصبحت متفشية بشكل كبير بين الطالبات الجامعيات، دون معرفة الظروف والعوامل التي دفعتهن إلى هذا العالم، ونجد أن العامل الاقتصادي (الفقر، البطالة، غياب الموارد المالية...) يحتل المرتبة الأولى في دفع الطالبة (الفقيرة) لهذا الميدان، بحيث أن التحاقها بمدينة غريبة عنها واحتياجها/حاجتها إلى موارد مالية لتلبية مصاريفها اليومية من الأكل والشرب، النقل، الكتب والمراجع المدرسية التي تتطلب أموالا كبيرة لاقتنائها، هذا دون أن ننسى اللباس الذي يعتبر وسيلة التباهي بين الطالبات لأن نوعيته وجودته غالبا ما ترمز للغنى والرخاء الاجتماعي، مما يجعل الطالبة (الفقيرة) في موضع السخرية والاحتقار الدائم، الأمر الذي يؤثر على دراستها ونفسيتها، خاصة وأن فرص العثور على وظيفة مناسبة يعتبر أمرا صعبا أو شبه مستحيل بسبب افتقارها للمؤهلات والخبرة العملية، في ظل هذه الظروف كيف لا تلجأ هذه الطالبة التي اعتبرها ضحية النفاق الاجتماعي الذي لا يعرف إلا لغة القشور والمظاهر الفارغة ويتغاضى عن النواة الأصلية، إلى بيع جسدها من أجل تلبية حاجياتها والحصول على الشهادة الجامعية التي لا تستطيع العودة إلى أسرتها بدونها، وهنا تشير سوسن (طالبة آداب عربي/ 22 سنة) بأن السبب الوحيد الذي يدفع الطالبة إلى هذا المستوى هو الفقر وغياب الموارد المالية: «عندما تجدين نفسك في مدينة غريبة عنك بدون مورد اقتصادي يوفر لك أبسط احتياجاتك الشخصية، خاصة وأن العائلة، همها الوحيد هو الحصول على الشهادة الجامعية، كيف؟ الأمر لا يدخل في اختصاصها، في نظرك كيف أتابع دراستي والمصاريف التي أحصل عليها لا تكفيني حتى لشراء الدفاتر والمراجع الكثيرة، فمن أين لي بتكلفة النقل والأكل واللباس وغيرها من الحاجيات الشخصية، فهذا الزمن لا يرحم أحد، فليس ذنبي أن الحياة لفظتني إلى الفقر...»، وتعترف فريدة (19 سنة/القصر الكبير):« لقد مكنتني علاقتي الجنسية بالرجال الأكبر سنا من حل مختلف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي كنت أعاني منها، بل مكنتني من إكمال دراستي الجامعية، خاصة وأن هذه العلاقة لا تسبب لي أي مشكل، بل توفر لي مستوى عيش راقي ومسكن ملائم وحياة جنسية هادئة، ومن أجل ضمان وفائي له يغرقني بالهدايا والإكراميات فوق الحساب، لكني نادرا ما أكتفي بعلاقة جنسية واحدة بل أسعى إلى ممارسة الجنس مع هذا الرجل وذاك، بحيث أنظم وقتي حسب كل واحد منهم، ويبقى لي الوقت الكبير من أجل الدراسة والتحصيل العلمي، ورغم الفارق الكبير في السن بيننا فإنني لا أحس بالملل أبدا وأحقق متعتي الجنسية..».
وتضيف سعاد أو سوسو كما يناديها الجميع(دراسات إسلامية/ وجدة):«عندما كنت في البكالوريا كانت لدي طموحات كبيرة في الالتحاق بأحد معاهد الصحافة أو المسرح أو حتى الفنون الجميلة، إلا أن الظروف المادية جعلتني ألتحق بشعبة الدراسات الإسلامية التي ستمكنني من الدراسة بمنزلي وبالتالي سأوفر على أسرتي مصاريف الدراسة هناك، إلا أن حساباتي كانت خاطئة، فنسخ المحاضرات كانت تكلفني قدرا كبيرا من المال، كنت أرتدي جلبابا واحدا في حين أن الطالبات كن يتباهين بملابسهن الملونة والأنيقة، وترتاد أغلبيتهن المطاعم المجاورة للحي الجامعي في حين أكتفي ببيضة مسلوقة رفقة كسرة خبز جلبتها من بيتنا قبل أيام، لعنت الفقر، ولعنت اليوم الذي جئت فيه إلى الحياة، لم أكن أرافق أحدا بسبب خجلي من فقري ومن وضعيتي الاجتماعية المتردية، لكني مع ذلك كنت راضية بوضعي وأطمح إلى تحقيق كل أحلامي مستقبلا، مرت السنة الأولى على ما يرام بمساعدة بعض الطالبات اللواتي كنا نطلق عليهن اسم "الأخوات" فانتقلت إلى السنة الثانية، إلا أن الظروف ليست دائما مواتية، ففي السنة الموالية شغلت الغرفة التي كنت أقطن بها بالحي الجامعي طالبة في السنة الرابعة كانت أنيقة المظهر والملامح وذات أخلاق عالية، كانت محبوبة وودودة جدا، كنت أرافقها إلى السوق والمقصف والمكتبة أيضا من أجل الدراسة وأحيانا إلى الجامعة، ورغم أننا لم نكن بنفس الشعبة فقد أظهرت استعدادا لمساعدتي وتوجيهي نظرا لخبرتها وتفوقها (حسب قولها كانت تحصل على درجة مستحسن أو حسن حسب قولها)...» توقفت قليلا عن الكلام قبل أن تضيف قائلة: « يوما دعتني إلى حفلة عيد ميلاد قريبة لها، فرفضت الذهاب بحجة افتقاري للملابس الملائمة لهذا النوع من المناسبات فعرضت علي فستانا لم يستعمل بعد، وبعد إلحاح كبير من طرفها، رضخت لرغبتها ورافقتها إلى الحفلة التي كانت مفاجأة بالنسبة لي، وهناك تعرفت على شاب في الثلاثين من عمره كان يراقبني منذ بداية الحفلة، وأمام الإثارة والدهشة التي كنت أحس بها لم انتبه لنفسي إلا وأنا أحدد موعدا معه في إحدى الحدائق التي لم أكن أعلم أنها مشبوهة وفضاء خاص بالعاهرات اللواتي انتميت إليهن منذ ذلك الوقت، مقابل لحظات جنس عابرة وبعض الهدايا ومقدار من المال، لكني بدل صديقتي التي كانت تشجعني على المضي في هذا الطريق تدهورت دراستي وصحتي أيضا...».
وسعاد مجرد نموذج لضحايا السذاجة وعدم الخبرة بالحياة وهذا الأمر راجع غلى التنشئة الاجتماعية والبيئة التي تترعرع فيها الأنثى القائمة على القمع والسيطرة وعدم الاحتكاك بمختلف مكونات المجتمع من أجل اكتساب التجربة المناسبة التي ستمكنها مستقبلا من مواجهة الحياة والصمود في وجه تياراتها القاسية، وفي الإطار نفسه تصرح خلود (25 سنة): « بعدما فقدت أعز ما تملكه المرأة، وجدت نفسي لقمة سائغة في يد الطامعين في جسدي، بحيث برزت صديقة قديمة كانت المحفز الأول لانجرافي إلى هذا التيار، فزينت لي السهر ومرافقة الرجال مقابل مقدار من المال، بحجة أنها الوسيلة الوحيدة للانتقام من كل الرجال، وذلك عبر سلب أموالهم وإقلاق راحتهم النفسية والجسدية، لكني بدل ذلك فقدت راحة نفسي وجسدي ودمرت مستقبلي الدراسي ولوثت شرفي وشرف عائلتي، الآن أنا لست راضية عن نفسي أبدا ولولا الخوف من غضب الله لغطى التراب جسدي منذ زمن طويل»، في نظركم من سيرحم هذه الطالبة وغيرها من ضحايا الفقر والإغواء من نظرة المجتمع وجبروته، رغم أنها كائن اجتماعي من لحم ودم يستحق الحياة، فالظروف وحدها هي التي تؤدي بشريحة كبيرة إلى هذا العالم وتشير طالبة أخرى تدعى سلام (طنجة) : « هناك أسباب كثيرة للدعارة، قد تكون الطالبة مجبرة ولكن غالبا ما تكون مخيرة، فلا واحد منا يختار وضعيته الاجتماعية والاقتصادية، فالابتعاد عن البيت وأحضان الأسرة يضع الطالبة أمام إغراءات كثيرة أهمها المال والحنان الذي تفتقر إليه أغلبية النساء، لكن هذه القاعدة لا تطبق على كل الطالبات الجامعيات بحيث هناك من تصمد في وجه مختلف التيارات، وتركز اهتمامها على دراستها وتحصيلها العلمي، في المقابل هناك من تنجرف وراء إغراءات بسيطة وتبيع جسدها بثمن رخيص وأحيانا بعلبة سجائر وقنينة خمر، لدينا أحلام كبيرة كباقي البشر نحاول أن نجسدها على أرض الواقع، لكن الواقع مر وقاسي والمجتمع لا يرحم أحدا، وكونك على دراية واسعة بالسلوكات التي تظهر على بعض الزميلات بمجرد التحاقهن بالجامعة حيث الحرية والفضاء الواسع للتنفس وممارسة الأشياء المحرمة داخل الأسرة، وإن قمت ببحث بسيط حول الفضائع التي ترتكب بالحرم الجامعي ستجدين أن ذنبي بسيط جدا ولا يقارن، أعبر فقط عن رغبة جسدي بدون أي مقابل مادي، فجسدي ليس للإيجار أو التسلية وإنما فقط للحب، وإن كان حظي سيء في الحب فهذا ليس ذنبي، المهم أني أحافظ على بكارتي...».
في حين تشير كوثر (السنة الرابعة آداب فرنسي) إلى « الفقر ليس دافع دائم إلى الفساد، فهناك عوامل أخرى تجرف الطالبة إلى عالم الدعارة في مقدمتها: السذاجة والثقة الزائدة والحب والرغبة في التمرد على التقاليد والعادات، غياب الموجه الحقيقي لهذه الطالبة، وهنا يكمن دور الأسرة التي تبعث بابنتها إلى مدينة أخرى من أجل الدراسة دون أن تتبع خطوات هذه الابنة وظروف عيشها هناك، ونوعية الأشخاص الذين تتعامل معهم، بحيث تنجرف بشكل تدريجي وراء وهم اسمه الزواج، رغم أنها تحب طالبا بسيطا ينتظره طريق طويل قبل أن يتخرج أو رجلا يفتقر لأبسط مؤهلات الحب والزواج، فتدخل معه في علاقة خاسرة منذ البداية تنتهي بمجرد ما تظهر الحقائق، وأحيانا تستسلم للرجل بدافع الحب لتروي جسدها المتعطش للحب والجنس، هناك أسباب كثيرة تختلف من طالبة لأخرى وتتعدد حسب كل بيئة اجتماعية ونوعية كل واحد منهن، وأعود لأقول لا حول ولا قوة إلا بالله، لا واحد منا يختار حياته أو وضعيته أو طريقة عيشه...»، انطلاقا من التصريح الذي أدلت به "كوثر" و"سلام" أتساءل إن كانت الطالبة دائما ضحية الظروف الاقتصادية والاجتماعية أم أن هناك دوافع أخرى تسيطر عليها مثل: العاطفة والجنس وغياب الأخلاق، بحيث نجد بعض الطالبات تقبلن على الدعارة من أجل المتعة الجسدية والتي تبدأ بعلاقة بريئة بزميل الدراسة في الجامعة والذي غالبا ما يتركها بعد فترة من الزمن، خاصة إن كان قد مارس الجنس معها وافتض بكارتها وأخرجها من عالم العذرية، فالحب هنا يكون السبب الرئيس في ولوجها لهذا الميدان خاصة مع انتشار العلاقات العاطفية بين الطلاب وشيوع مبدأ الزواج العرفي بينهم الغير المعترف به في المغرب على غرار باقي الدول العربية الأخرى، والذي غالبا ما يخرج بخسائر كبيرة تلحق أضرارا قاسية بالمرأة أكثر من الرجل، ورغم أن الطالبة هنا تتقاضى أجرا مقابل ممارساتها الجنسية هذا الرجل أو ذاك، لكنها في نظر المجتمع عاهرة لأنها تتنقل بين أحضان الرجال من أجل تلبية رغبة جسدها الذي اغتصب منذ مدة طويلة برضاها أو بغير رضاها، لكنها بدل الانتباه لدراساتها وتحصيلها العلمي الذي أرسلت للجامعة من أجله ، إلا أنها بدل ذلك تنجرف عن المسار الصحيح بمجرد ما تختفي عن عيون الأسرة، وكما جاء على لسان الطالبة كوثر الفضاءات الجامعية توفر مساحات وهوامش من الحرية للطالبة، كافية لجعلها تدمر نفسها وحياتها ومستقبلها الدراسي مقابل دراهم معدودة أو عشاء فاخر في أحد المطاعم الكبرى أو مقابل متعة عابرة في إحدى الحانات على وقع الموسيقى الصاخبة وكؤوس الخمر، وأحيانا مقابل متعة عابرة في شقة مفروشة، ونجد أن الكثيرات وقعن في مصيدة شبكة الدعارة المنظمة التي تستغل الفضاءات الجامعية لاستقطاب فتيات جميلات لخلية الدعارة التي تنظمها ولتلبية رغبات زبائنهن باختيار طالبات بمقاييس معينة، وكثيرا ما تقع الكثيرات فريسة لهذه الشبكة، بحيث لا تتردد الطالبات أمام الإغراءات والتي لا تتناسب مع فتاة ستحصل على شهادة عليا وستصبح مستقبلا ذات شأن كبير في المجتمع.
هي ظاهرة اجتماعية قديمة، صمدت في وجه مختلف التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى التكنولوجية، وتمكنت من تطوير أساليبها ووسائل الدعاية لخدماتها، من أجل الحفاظ على وجودها واستمراريتها طيلة القرون الماضية، بحيث تغلغلت هذه الظاهرة في معظم الأحياء الشعبية والهامشية وحتى بعض الأحياء الراقية، واستطاعت الوقوف في وجه الحملات التي تشنها السلطة والمجتمع لمحاربتها والقضاء عليها، معتمدة على دور الوسيط وشبكة الدعارة المنظمة التي تعمل على إنعاش تجارة الرقيق الأبيض وتلبية رغبات الزبائن المتعطشين لمعانقة الأجساد الطرية وإشباع رغباتهم الجنسية المكبوتة...
وقد اكتست الدعارة أهمية كبيرة لدى الإعلاميين والباحثين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، إلا أن هذا الاهتمام غالبا ما يتخذ صبغة التحري والعمومية ويسلط الضوء على "العاهرات" أو " المومسات" لتظل الجوانب الأخرى غامضة ومثيرة للاهتمام، الأمر الذي يخلق لدى الكثيرين هامشا حيويا للبحث والدراسة، من أجل الإجابة على تساؤلات القراء والمتتبعين لهذه الظاهرة والتي تتمحور حول الأسباب التي تدفع بشريحة كبيرة من النساء إلى عالم المجون والرذيلة، ونظرة المجتمع إلى المومسات، وآثار هذه الظاهرة على البيئة الاجتماعية، هي الأسئلة نفسها شغلتني لفترة من الزمن ودفعتني إلى النبش في هذا الموضوع وحتى لا أسقط في التكرار والعمومية حاولت طرح الموضوع من زاوية مختلفة، فركزت على تفشي الدعارة في الوسط الطلابي معتمدة على شهادات حية لضحايا غدر بهن الزمن، ودفعتهن الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى امتهان الدعارة من أجل الحصول على الشهادة الجامعية، إلا أن الانغماس في عالم اللهو والجنس المأجور غالبا ما يؤدي بهن إلى الانقطاع عن الدراسة بشكل نهائي، أسئلة كثيرة تفرض نفسها علي لأهميتها: ما هي الأسباب التي تدفع بطالبة جامعية إلى الارتماء بين أحضان الرذيلة؟ هل هي أسباب أخلاقية أم اجتماعية أم اقتصادية؟ وما هي الانعكاسات النفسية لهذه الظاهرة على ممارسيها؟ وكيف ينظر المجتمع إلى هذا النوع من النساء؟
ما هي الأسباب التي تدفع بالطالبة إلى أحضان الرذيلة؟
كثيرا ما أثارت انتباهي بعض المشاهد التي كانت تعرفها بعض الشوارع المحيطة بالأحياء الجامعية خلال دراستي هناك ما بين 1999 و 2007 هذه الفضاءات التي كانت مسرحا مميزا للعلاقات الغرامية، فحركة الذهاب والإياب التي كانت تمارسها بعض الطالبات الجامعيات بشكل جماعي أحيانا، وأحيانا أخرى بشكل فردي بأزيائهن الأنيقة، الملفتة للنظر، إذ تصرف الواحدة منهن أموالا غير بسيطة على لباسها وزينتها من أجل التباهي أمام صديقاتها وجذب أكبر عدد ممكن من المعجبين، الأمر الذي يجعل الطالبة تنجرف وراء وهم كبير اسمه الزواج الذي تطمح إليه أي امرأة مهما كان مستواها الثقافي أو الاجتماعي، خاصة وأن الكثير من الطالبات ولجن الجامعة من أجل تجزية الوقت وتوسيع فرصهن في الزواج، هذا الحلم/الزواج كثيرا ما يؤدي بهن إلى طريق محفوف بالأشواك والمخاطر. وفي غياب مرافق ترفيهية بالأحياء الجامعية لا يبقى أمامهن سوى التسكع في الطرقات والشوارع القريبة من أجل ضرب المواعيد الغرامية وتبادل أرقام الهواتف النقالة، بهدف الحصول على حبيب أو زوج مناسب هذا السعي وراء الحب والزواج كثيرا ما يؤدي إلى نهاية مأساوية في حانة أوعلبة ليلية وسط كؤوس الخمر والمداعبات الخفيفة أو ليلة حمراء في شقة مفروشة مقابل 400 درهم أو 600 درهم، وقد يتضاعف الأجر حسب نوعية الرجل الذي تكون في ضيافته لساعات معدودة أو لليلة كاملة، فهي تحاول دائما اصطياد الرجال الأكثر وسامة وغنى، وأغلبيتهم من عشاق التسلية واللهو خارج إطار الزوجية.
هذه الظاهرة الغريبة التي عايشتها خلال دراستي الجامعية دفعتني إلى طرح عدة تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بالطالبة إلى الارتماء بين أحضان الدعارة المحفوفة بالضياع والخطر، وإن كانت هذه الأسباب اقتصادية واجتماعية فقط أم أنها أسباب أخلاقية وعاطفية، فدائما هناك أسباب لهذه الظاهرة أو تلك فقط علينا التعمق في الأسباب الجذرية بدل إطلاق الأحكام المسبقة حول الدعارة التي أصبحت متفشية بشكل كبير بين الطالبات الجامعيات، دون معرفة الظروف والعوامل التي دفعتهن إلى هذا العالم، ونجد أن العامل الاقتصادي (الفقر، البطالة، غياب الموارد المالية...) يحتل المرتبة الأولى في دفع الطالبة (الفقيرة) لهذا الميدان، بحيث أن التحاقها بمدينة غريبة عنها واحتياجها/حاجتها إلى موارد مالية لتلبية مصاريفها اليومية من الأكل والشرب، النقل، الكتب والمراجع المدرسية التي تتطلب أموالا كبيرة لاقتنائها، هذا دون أن ننسى اللباس الذي يعتبر وسيلة التباهي بين الطالبات لأن نوعيته وجودته غالبا ما ترمز للغنى والرخاء الاجتماعي، مما يجعل الطالبة (الفقيرة) في موضع السخرية والاحتقار الدائم، الأمر الذي يؤثر على دراستها ونفسيتها، خاصة وأن فرص العثور على وظيفة مناسبة يعتبر أمرا صعبا أو شبه مستحيل بسبب افتقارها للمؤهلات والخبرة العملية، في ظل هذه الظروف كيف لا تلجأ هذه الطالبة التي اعتبرها ضحية النفاق الاجتماعي الذي لا يعرف إلا لغة القشور والمظاهر الفارغة ويتغاضى عن النواة الأصلية، إلى بيع جسدها من أجل تلبية حاجياتها والحصول على الشهادة الجامعية التي لا تستطيع العودة إلى أسرتها بدونها، وهنا تشير سوسن (طالبة آداب عربي/ 22 سنة) بأن السبب الوحيد الذي يدفع الطالبة إلى هذا المستوى هو الفقر وغياب الموارد المالية: «عندما تجدين نفسك في مدينة غريبة عنك بدون مورد اقتصادي يوفر لك أبسط احتياجاتك الشخصية، خاصة وأن العائلة، همها الوحيد هو الحصول على الشهادة الجامعية، كيف؟ الأمر لا يدخل في اختصاصها، في نظرك كيف أتابع دراستي والمصاريف التي أحصل عليها لا تكفيني حتى لشراء الدفاتر والمراجع الكثيرة، فمن أين لي بتكلفة النقل والأكل واللباس وغيرها من الحاجيات الشخصية، فهذا الزمن لا يرحم أحد، فليس ذنبي أن الحياة لفظتني إلى الفقر...»، وتعترف فريدة (19 سنة/القصر الكبير):« لقد مكنتني علاقتي الجنسية بالرجال الأكبر سنا من حل مختلف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي كنت أعاني منها، بل مكنتني من إكمال دراستي الجامعية، خاصة وأن هذه العلاقة لا تسبب لي أي مشكل، بل توفر لي مستوى عيش راقي ومسكن ملائم وحياة جنسية هادئة، ومن أجل ضمان وفائي له يغرقني بالهدايا والإكراميات فوق الحساب، لكني نادرا ما أكتفي بعلاقة جنسية واحدة بل أسعى إلى ممارسة الجنس مع هذا الرجل وذاك، بحيث أنظم وقتي حسب كل واحد منهم، ويبقى لي الوقت الكبير من أجل الدراسة والتحصيل العلمي، ورغم الفارق الكبير في السن بيننا فإنني لا أحس بالملل أبدا وأحقق متعتي الجنسية..».
وتضيف سعاد أو سوسو كما يناديها الجميع(دراسات إسلامية/ وجدة):«عندما كنت في البكالوريا كانت لدي طموحات كبيرة في الالتحاق بأحد معاهد الصحافة أو المسرح أو حتى الفنون الجميلة، إلا أن الظروف المادية جعلتني ألتحق بشعبة الدراسات الإسلامية التي ستمكنني من الدراسة بمنزلي وبالتالي سأوفر على أسرتي مصاريف الدراسة هناك، إلا أن حساباتي كانت خاطئة، فنسخ المحاضرات كانت تكلفني قدرا كبيرا من المال، كنت أرتدي جلبابا واحدا في حين أن الطالبات كن يتباهين بملابسهن الملونة والأنيقة، وترتاد أغلبيتهن المطاعم المجاورة للحي الجامعي في حين أكتفي ببيضة مسلوقة رفقة كسرة خبز جلبتها من بيتنا قبل أيام، لعنت الفقر، ولعنت اليوم الذي جئت فيه إلى الحياة، لم أكن أرافق أحدا بسبب خجلي من فقري ومن وضعيتي الاجتماعية المتردية، لكني مع ذلك كنت راضية بوضعي وأطمح إلى تحقيق كل أحلامي مستقبلا، مرت السنة الأولى على ما يرام بمساعدة بعض الطالبات اللواتي كنا نطلق عليهن اسم "الأخوات" فانتقلت إلى السنة الثانية، إلا أن الظروف ليست دائما مواتية، ففي السنة الموالية شغلت الغرفة التي كنت أقطن بها بالحي الجامعي طالبة في السنة الرابعة كانت أنيقة المظهر والملامح وذات أخلاق عالية، كانت محبوبة وودودة جدا، كنت أرافقها إلى السوق والمقصف والمكتبة أيضا من أجل الدراسة وأحيانا إلى الجامعة، ورغم أننا لم نكن بنفس الشعبة فقد أظهرت استعدادا لمساعدتي وتوجيهي نظرا لخبرتها وتفوقها (حسب قولها كانت تحصل على درجة مستحسن أو حسن حسب قولها)...» توقفت قليلا عن الكلام قبل أن تضيف قائلة: « يوما دعتني إلى حفلة عيد ميلاد قريبة لها، فرفضت الذهاب بحجة افتقاري للملابس الملائمة لهذا النوع من المناسبات فعرضت علي فستانا لم يستعمل بعد، وبعد إلحاح كبير من طرفها، رضخت لرغبتها ورافقتها إلى الحفلة التي كانت مفاجأة بالنسبة لي، وهناك تعرفت على شاب في الثلاثين من عمره كان يراقبني منذ بداية الحفلة، وأمام الإثارة والدهشة التي كنت أحس بها لم انتبه لنفسي إلا وأنا أحدد موعدا معه في إحدى الحدائق التي لم أكن أعلم أنها مشبوهة وفضاء خاص بالعاهرات اللواتي انتميت إليهن منذ ذلك الوقت، مقابل لحظات جنس عابرة وبعض الهدايا ومقدار من المال، لكني بدل صديقتي التي كانت تشجعني على المضي في هذا الطريق تدهورت دراستي وصحتي أيضا...».
وسعاد مجرد نموذج لضحايا السذاجة وعدم الخبرة بالحياة وهذا الأمر راجع غلى التنشئة الاجتماعية والبيئة التي تترعرع فيها الأنثى القائمة على القمع والسيطرة وعدم الاحتكاك بمختلف مكونات المجتمع من أجل اكتساب التجربة المناسبة التي ستمكنها مستقبلا من مواجهة الحياة والصمود في وجه تياراتها القاسية، وفي الإطار نفسه تصرح خلود (25 سنة): « بعدما فقدت أعز ما تملكه المرأة، وجدت نفسي لقمة سائغة في يد الطامعين في جسدي، بحيث برزت صديقة قديمة كانت المحفز الأول لانجرافي إلى هذا التيار، فزينت لي السهر ومرافقة الرجال مقابل مقدار من المال، بحجة أنها الوسيلة الوحيدة للانتقام من كل الرجال، وذلك عبر سلب أموالهم وإقلاق راحتهم النفسية والجسدية، لكني بدل ذلك فقدت راحة نفسي وجسدي ودمرت مستقبلي الدراسي ولوثت شرفي وشرف عائلتي، الآن أنا لست راضية عن نفسي أبدا ولولا الخوف من غضب الله لغطى التراب جسدي منذ زمن طويل»، في نظركم من سيرحم هذه الطالبة وغيرها من ضحايا الفقر والإغواء من نظرة المجتمع وجبروته، رغم أنها كائن اجتماعي من لحم ودم يستحق الحياة، فالظروف وحدها هي التي تؤدي بشريحة كبيرة إلى هذا العالم وتشير طالبة أخرى تدعى سلام (طنجة) : « هناك أسباب كثيرة للدعارة، قد تكون الطالبة مجبرة ولكن غالبا ما تكون مخيرة، فلا واحد منا يختار وضعيته الاجتماعية والاقتصادية، فالابتعاد عن البيت وأحضان الأسرة يضع الطالبة أمام إغراءات كثيرة أهمها المال والحنان الذي تفتقر إليه أغلبية النساء، لكن هذه القاعدة لا تطبق على كل الطالبات الجامعيات بحيث هناك من تصمد في وجه مختلف التيارات، وتركز اهتمامها على دراستها وتحصيلها العلمي، في المقابل هناك من تنجرف وراء إغراءات بسيطة وتبيع جسدها بثمن رخيص وأحيانا بعلبة سجائر وقنينة خمر، لدينا أحلام كبيرة كباقي البشر نحاول أن نجسدها على أرض الواقع، لكن الواقع مر وقاسي والمجتمع لا يرحم أحدا، وكونك على دراية واسعة بالسلوكات التي تظهر على بعض الزميلات بمجرد التحاقهن بالجامعة حيث الحرية والفضاء الواسع للتنفس وممارسة الأشياء المحرمة داخل الأسرة، وإن قمت ببحث بسيط حول الفضائع التي ترتكب بالحرم الجامعي ستجدين أن ذنبي بسيط جدا ولا يقارن، أعبر فقط عن رغبة جسدي بدون أي مقابل مادي، فجسدي ليس للإيجار أو التسلية وإنما فقط للحب، وإن كان حظي سيء في الحب فهذا ليس ذنبي، المهم أني أحافظ على بكارتي...».
في حين تشير كوثر (السنة الرابعة آداب فرنسي) إلى « الفقر ليس دافع دائم إلى الفساد، فهناك عوامل أخرى تجرف الطالبة إلى عالم الدعارة في مقدمتها: السذاجة والثقة الزائدة والحب والرغبة في التمرد على التقاليد والعادات، غياب الموجه الحقيقي لهذه الطالبة، وهنا يكمن دور الأسرة التي تبعث بابنتها إلى مدينة أخرى من أجل الدراسة دون أن تتبع خطوات هذه الابنة وظروف عيشها هناك، ونوعية الأشخاص الذين تتعامل معهم، بحيث تنجرف بشكل تدريجي وراء وهم اسمه الزواج، رغم أنها تحب طالبا بسيطا ينتظره طريق طويل قبل أن يتخرج أو رجلا يفتقر لأبسط مؤهلات الحب والزواج، فتدخل معه في علاقة خاسرة منذ البداية تنتهي بمجرد ما تظهر الحقائق، وأحيانا تستسلم للرجل بدافع الحب لتروي جسدها المتعطش للحب والجنس، هناك أسباب كثيرة تختلف من طالبة لأخرى وتتعدد حسب كل بيئة اجتماعية ونوعية كل واحد منهن، وأعود لأقول لا حول ولا قوة إلا بالله، لا واحد منا يختار حياته أو وضعيته أو طريقة عيشه...»، انطلاقا من التصريح الذي أدلت به "كوثر" و"سلام" أتساءل إن كانت الطالبة دائما ضحية الظروف الاقتصادية والاجتماعية أم أن هناك دوافع أخرى تسيطر عليها مثل: العاطفة والجنس وغياب الأخلاق، بحيث نجد بعض الطالبات تقبلن على الدعارة من أجل المتعة الجسدية والتي تبدأ بعلاقة بريئة بزميل الدراسة في الجامعة والذي غالبا ما يتركها بعد فترة من الزمن، خاصة إن كان قد مارس الجنس معها وافتض بكارتها وأخرجها من عالم العذرية، فالحب هنا يكون السبب الرئيس في ولوجها لهذا الميدان خاصة مع انتشار العلاقات العاطفية بين الطلاب وشيوع مبدأ الزواج العرفي بينهم الغير المعترف به في المغرب على غرار باقي الدول العربية الأخرى، والذي غالبا ما يخرج بخسائر كبيرة تلحق أضرارا قاسية بالمرأة أكثر من الرجل، ورغم أن الطالبة هنا تتقاضى أجرا مقابل ممارساتها الجنسية هذا الرجل أو ذاك، لكنها في نظر المجتمع عاهرة لأنها تتنقل بين أحضان الرجال من أجل تلبية رغبة جسدها الذي اغتصب منذ مدة طويلة برضاها أو بغير رضاها، لكنها بدل الانتباه لدراساتها وتحصيلها العلمي الذي أرسلت للجامعة من أجله ، إلا أنها بدل ذلك تنجرف عن المسار الصحيح بمجرد ما تختفي عن عيون الأسرة، وكما جاء على لسان الطالبة كوثر الفضاءات الجامعية توفر مساحات وهوامش من الحرية للطالبة، كافية لجعلها تدمر نفسها وحياتها ومستقبلها الدراسي مقابل دراهم معدودة أو عشاء فاخر في أحد المطاعم الكبرى أو مقابل متعة عابرة في إحدى الحانات على وقع الموسيقى الصاخبة وكؤوس الخمر، وأحيانا مقابل متعة عابرة في شقة مفروشة، ونجد أن الكثيرات وقعن في مصيدة شبكة الدعارة المنظمة التي تستغل الفضاءات الجامعية لاستقطاب فتيات جميلات لخلية الدعارة التي تنظمها ولتلبية رغبات زبائنهن باختيار طالبات بمقاييس معينة، وكثيرا ما تقع الكثيرات فريسة لهذه الشبكة، بحيث لا تتردد الطالبات أمام الإغراءات والتي لا تتناسب مع فتاة ستحصل على شهادة عليا وستصبح مستقبلا ذات شأن كبير في المجتمع.