نقوس المهدي
كاتب
لا أعرف، بالتحديد، لماذا انعطفنا إلى اليمين، لمّا خرجنا من فندق " المنظر الجميل"؛ أحد أشهر فنادق مدينة عمان، التي دخلناها على إيقاع رذاذ خفيف، صباح يوم التاسع والعشرين من الشهر الفائت، هذا العام. تركنا لأنفسنا حُرية المشي رَغبةً في اكتشاف تاريخ مدينة سكنَها محمود درويش، وأبجديتها، وقد سكنها ليكونَ قريباً من رائحة وطنه. هناك ثمّة حِصانٌ وحيدٌ يُؤنسُ البيت، ألم يقلْ: إنّ البيوت تموتُ إذا غابَ سكّانُها؟
هنا، في عمان، تلفنتُه مراراً، لترتيب حُضوره ومشاركته في مهرجان الشعر العربي، الذي نظمَه بيتُ الشعر في المغرب، سنة 2003، بمناسبة احتفاليات الرباط عاصمة للثقافة العربية.
غيرَ بعيد عن الفندق، وأمامَ بناية السفارة العراقية، عثرنا على بعضٍ من مغربنا: شارعٍ يحملُ اسمَ مدينة الدار البيضاء، وهو شارعٍ صغير وهامشي، مثّل وجودُه، هنا، زهواً وفخراً لا ضفافَ لهما، تجسّدا في وقوفنا لالتقاطِ صور فوتوغرافية بمدخله؛ شارعٌ هامشي، ذلك حظّ مدينة لم يكنْ محمود درويش يُكِنّ الودَّ لها، ولا يطيقُ المكوثَ فيها طويلاً، ربّما لأنها لم تكن لها رائحةٌ خاصة. ألم يكن ابن البروة يرى أن لكل مدينةٍ رائحة: " المدن رائحة: عكا رائحةُ اليود البحري والبهارات؛ حيفا رائحة الصنوبر والشراشف المجعلكة؛ موسكو رائحة الفودكا على الثلج؛ القاهرة رائحة المانجو والزنجبيل؛ بيروت رائحة الشمس والبحر والدخان والليمون؛ باريس رائحة الخبز الطازج والأجبان ومشتقات الفتنة؛ دمشق رائحة الياسمين والفواكه المجففة؛ تونس رائحة مسك الليل والملح؛ الرباط رائحة الحناء والبخور والعسل."
مصيرٌ شعري عاثر قاد مدينة الدار البيضاء إلى منفى رمزي، هنا، بشارع صغير في عمان، منفى محمود درويش.
كنت قد غادرتُ المغرب زوال يوم الثامن والعشرين من نيسان، على رائحة البارود والدم؛ انفجارٌ إجرامي آثم يضربُ مقهى " الأركانة"، الواقعة بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش. بلغَنا الخبرُ ونحن في مطار الدار البيضاء، لنلتقطَ تداعياتِه هنا في عمان. تابعتُ تحليلات الصحفيين وتعليقاتهم على الحادث؛ هي تحليلاتٌ، وإن اختلفت مرجعياتُها وفرضياتها، فقد أجمعت على الرسالة التي حملتها معها العبوة الناسفة: فرملةُ الحراك السياسي، وإرباكُ الدينامية المجتمعية التي عرفها المغرب عقب حركة 20 شباط، وخطاب 9 آذار.
غلبتِ الفرضياتُ السياسية والاقتصادية على مُجمل التحليلات والتعليقات. أمّا أنا، هنا،في عمان، فقد عَزّ عليّ أن تُضرب " الأركانة" لأسباب شعرية وثقافية؛ فالمقهى التي استُهدفت، ظهيرةَ يوم 28 نيسان، تحملُ اسم «الأركانة «، وهو الإسم نفسُه، الذي اخترناه في بيت الشعر، في المغرب، للجائزة الشعرية التي نمنحها، سنوياً، بشراكة مع مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، للشعراء الذين يتميزون بتجربة خلاقة، في الحقل الشعري الإنساني، ويدافعون عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.. " الأركانة" اسمٌ للصداقة الشعرية والثقافية، وجائزة سبق أن فاز بها، في الدورات السابقة، الشعراء: بيْ ضاو (الصين)، محمود درويش (فلسطين)، سعدي يوسف (العراق)، محمد السرغيني والطاهر بنجلون (المغرب). الأركانة رمزُ شجرة فريدة لا تنبث إلا في المغرب، بالتحديد في منطقة محصورة من جنوبه بين الأطلس الكبير وحوض ماسّة؛ شجرةُ تشبه ـ من بعيد ـ شجرة الزيتون، لكنها، عن قُرب، وكما القصيدة، تُظهر كوناً غامضاً مستقلاً بذاته.
لذلك اعتبرتُ أن الذي استُهدف، خلال هذا الاعتداء الإجرامي، هو رمزيةُ الاسم، وفرادةُ الشجرة، ونبلُ القصيدة. ثم أليسَ من المصادفات الغريبة والعجيبة أن تقع هذه «الغارة» في مدينة مراكش، التي سبق لها أن احتضنت، أواسط التسعينيات من القرن المنصرم، تجربةً ثقافية وشعرية حملت اسمَ «الغارة الشعرية»، والتي كان من وراءها ثلّة من الشعراء الشباب: ياسين عدنان، رشيد نيني، هشام فهمي، سعد سرحان وطه عدنان.. التفوا ـ في ما بينهم ـ ليؤسّسوا عِصابة شعرية حلمت بإشاعة الشعر، وترويجه، وسعت إلى استنبات نموذج جمالي وفني مختلف ومغاير لما هو سائد، آنئذ، في الحقل الشعري المغربي، من خلال منشورات شعرية كانت تصل ـ عبر البريد ـ إلى عددٍ محدودٍ من مُحبّي الشعر ومتذوّقيه؟ وإذا كانت "الغارة الشعرية" قد حملت، لعشّاقها، على مدى الأعداد التي أصدرتها، الدّهشة والمتعة الجمالية والفنية، التي ما زلنا نتلمّظها ـ حتى يومنا هذا ـ فإن غارة يوم 28 نيسان، لم تحمل معها سوى الأشلاء، والدم، وصيحات الاستهجان والإدانة، داخل المغرب وخارجه.
مدينةُ مرّاكش، أتطلّع إليها، هنا، من جبل عمان، في انتظار وصول بقية المتناظرين والمشاركين في اجتماع السياسات الثقافية في العالم العربي، الذي دعت إليه مؤسسة المورد الثقافي، بغية أن يكون للشأن الثقافي دور محوري في الحراك الذي يشهده العالم العربي. أستدعي ساحة جامع الفنا، حكواتييها، موسيقييها الشعبيين، بهلوانييها، مُخضّبات الحِناء، بائِعي المرح والبهجة.. ألاَ يُطلق على مراكش اسمَ «البهجة»، كِناية عن الفرح، والسرور الذي ما فتئت ساحةُ جامع الفنا تبعثُه في نفوس الزائرين، والقادمين إليها من كل حدب وصوب؟
لقد أرادَ مُخطّطو انفجار «الأركانة» ـ المقهى والرمز ـ قتلَ البهجة التي اعتادت مراكش، بكرم وأريحية، أنْ تشيعَها بين ظِلال نخيلها وأشعة شمسها.. أرادوا ضرب قيم التسامح والتعايش، التي تكرّسها ـ يومياً ـ ساحةُ جامع الفنا، التي اختارتها منظمة اليونيسكو، منذ عِقد من الزمن، لتكونَ تُراثاً ثقافياً عالمياً، تلتقي ـ بين جنباته الإنسانيةُ ـ من دون تمييز في الدين أواللغة أوالجنس.
أستدعِي مقهى فرنسا، وملامح أشهر جَليس بها: خوان غويتسولو، الذي خاض ـ بجرأة المثقف الملتزم ـ الكثير من المعارك ضدّ كل المحاولات الساعية إلى تغييرَ معالم الساحة، أو تشويه مِعمارها ومحيطها البيئي والاجتماعي، فحادثُ 28 نيسان كان يستهدف تحريفاً من نوع ثان: إفراغُ السّاحة من أدوارها الثقافية والفنية، وجعلها ساحةً مسكونةً بالرّعب، ومنذورةً للخوف والقلق، بدل الفرح والبهجة.
في هذه الساحة، تتحاور الثقافات وتتجاور الملامح، ما يؤكّد الوشائج المشتركة، التي تصِل بين القوميات والأديان والأعراق، ويحفّز على التسامح وقبول الاختلاف والتعدد. لذلك، فقد مثّل ضربُ مقهى " الأركانة"، بالنسبة لي، مسّاً بالقيم النبيلة، التي كرّستها ساحة جامع الفنا، بوصفها فضاء للحوار الثقافي والفني والإنساني، وجسراً للتعايش بين من يفِد إليها من أقوام وشعوب.
أعود إلى فندق "المنظر الجميل". أتابعُ ـ عبر القنوات الفضائية ـ آخرَ الأخبار عن انفجار مقهى " الأركانة"، وارتفاعِ الحصيلة الدموية من قتلى وجرحى، جلهم من الجالية الفرنسية، التي ترى ـ في المدينة الحمراء ـ وجهتها السياحية المفضلة.
أعود، وقد صمّمت العزم على التقدم إلى أصدقائي، في بيت الشعر في المغرب، بمقترح انعقاد حفل جائزة الأركانة العالمية للشعر (الدورة السادسة) بمدينة مراكش، وسط ساحة جامع الفنا، قريباً من مكان الاعتداء؛ فالأركانة التي راهنَ البعضُ على موتها، وتعطيل دورها ـ على اعتباره فضاء للقاء والتعايش ـ ستحيَى، عبر الشعر والكلمة والفن. وإذا كانت الحفلات الفنية السابقة لجائزة بيت الشعر قد ساهم في إحيائها فنّانون مغاربة وعرب مرموقون، كمارسيل خليفة، ونصير شمة، وناس الغيوان، فإنّ الحفل المقبلَ لهذه الجائزة الشعرية العالمية سيُحييها فنانو الساحة الخالدة وموسيقيوها، حتى تستمر مراكش آجورية اللون، وليس الدم.
الدستور
13-05-2011
هنا، في عمان، تلفنتُه مراراً، لترتيب حُضوره ومشاركته في مهرجان الشعر العربي، الذي نظمَه بيتُ الشعر في المغرب، سنة 2003، بمناسبة احتفاليات الرباط عاصمة للثقافة العربية.
غيرَ بعيد عن الفندق، وأمامَ بناية السفارة العراقية، عثرنا على بعضٍ من مغربنا: شارعٍ يحملُ اسمَ مدينة الدار البيضاء، وهو شارعٍ صغير وهامشي، مثّل وجودُه، هنا، زهواً وفخراً لا ضفافَ لهما، تجسّدا في وقوفنا لالتقاطِ صور فوتوغرافية بمدخله؛ شارعٌ هامشي، ذلك حظّ مدينة لم يكنْ محمود درويش يُكِنّ الودَّ لها، ولا يطيقُ المكوثَ فيها طويلاً، ربّما لأنها لم تكن لها رائحةٌ خاصة. ألم يكن ابن البروة يرى أن لكل مدينةٍ رائحة: " المدن رائحة: عكا رائحةُ اليود البحري والبهارات؛ حيفا رائحة الصنوبر والشراشف المجعلكة؛ موسكو رائحة الفودكا على الثلج؛ القاهرة رائحة المانجو والزنجبيل؛ بيروت رائحة الشمس والبحر والدخان والليمون؛ باريس رائحة الخبز الطازج والأجبان ومشتقات الفتنة؛ دمشق رائحة الياسمين والفواكه المجففة؛ تونس رائحة مسك الليل والملح؛ الرباط رائحة الحناء والبخور والعسل."
مصيرٌ شعري عاثر قاد مدينة الدار البيضاء إلى منفى رمزي، هنا، بشارع صغير في عمان، منفى محمود درويش.
كنت قد غادرتُ المغرب زوال يوم الثامن والعشرين من نيسان، على رائحة البارود والدم؛ انفجارٌ إجرامي آثم يضربُ مقهى " الأركانة"، الواقعة بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش. بلغَنا الخبرُ ونحن في مطار الدار البيضاء، لنلتقطَ تداعياتِه هنا في عمان. تابعتُ تحليلات الصحفيين وتعليقاتهم على الحادث؛ هي تحليلاتٌ، وإن اختلفت مرجعياتُها وفرضياتها، فقد أجمعت على الرسالة التي حملتها معها العبوة الناسفة: فرملةُ الحراك السياسي، وإرباكُ الدينامية المجتمعية التي عرفها المغرب عقب حركة 20 شباط، وخطاب 9 آذار.
غلبتِ الفرضياتُ السياسية والاقتصادية على مُجمل التحليلات والتعليقات. أمّا أنا، هنا،في عمان، فقد عَزّ عليّ أن تُضرب " الأركانة" لأسباب شعرية وثقافية؛ فالمقهى التي استُهدفت، ظهيرةَ يوم 28 نيسان، تحملُ اسم «الأركانة «، وهو الإسم نفسُه، الذي اخترناه في بيت الشعر، في المغرب، للجائزة الشعرية التي نمنحها، سنوياً، بشراكة مع مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، للشعراء الذين يتميزون بتجربة خلاقة، في الحقل الشعري الإنساني، ويدافعون عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.. " الأركانة" اسمٌ للصداقة الشعرية والثقافية، وجائزة سبق أن فاز بها، في الدورات السابقة، الشعراء: بيْ ضاو (الصين)، محمود درويش (فلسطين)، سعدي يوسف (العراق)، محمد السرغيني والطاهر بنجلون (المغرب). الأركانة رمزُ شجرة فريدة لا تنبث إلا في المغرب، بالتحديد في منطقة محصورة من جنوبه بين الأطلس الكبير وحوض ماسّة؛ شجرةُ تشبه ـ من بعيد ـ شجرة الزيتون، لكنها، عن قُرب، وكما القصيدة، تُظهر كوناً غامضاً مستقلاً بذاته.
لذلك اعتبرتُ أن الذي استُهدف، خلال هذا الاعتداء الإجرامي، هو رمزيةُ الاسم، وفرادةُ الشجرة، ونبلُ القصيدة. ثم أليسَ من المصادفات الغريبة والعجيبة أن تقع هذه «الغارة» في مدينة مراكش، التي سبق لها أن احتضنت، أواسط التسعينيات من القرن المنصرم، تجربةً ثقافية وشعرية حملت اسمَ «الغارة الشعرية»، والتي كان من وراءها ثلّة من الشعراء الشباب: ياسين عدنان، رشيد نيني، هشام فهمي، سعد سرحان وطه عدنان.. التفوا ـ في ما بينهم ـ ليؤسّسوا عِصابة شعرية حلمت بإشاعة الشعر، وترويجه، وسعت إلى استنبات نموذج جمالي وفني مختلف ومغاير لما هو سائد، آنئذ، في الحقل الشعري المغربي، من خلال منشورات شعرية كانت تصل ـ عبر البريد ـ إلى عددٍ محدودٍ من مُحبّي الشعر ومتذوّقيه؟ وإذا كانت "الغارة الشعرية" قد حملت، لعشّاقها، على مدى الأعداد التي أصدرتها، الدّهشة والمتعة الجمالية والفنية، التي ما زلنا نتلمّظها ـ حتى يومنا هذا ـ فإن غارة يوم 28 نيسان، لم تحمل معها سوى الأشلاء، والدم، وصيحات الاستهجان والإدانة، داخل المغرب وخارجه.
مدينةُ مرّاكش، أتطلّع إليها، هنا، من جبل عمان، في انتظار وصول بقية المتناظرين والمشاركين في اجتماع السياسات الثقافية في العالم العربي، الذي دعت إليه مؤسسة المورد الثقافي، بغية أن يكون للشأن الثقافي دور محوري في الحراك الذي يشهده العالم العربي. أستدعي ساحة جامع الفنا، حكواتييها، موسيقييها الشعبيين، بهلوانييها، مُخضّبات الحِناء، بائِعي المرح والبهجة.. ألاَ يُطلق على مراكش اسمَ «البهجة»، كِناية عن الفرح، والسرور الذي ما فتئت ساحةُ جامع الفنا تبعثُه في نفوس الزائرين، والقادمين إليها من كل حدب وصوب؟
لقد أرادَ مُخطّطو انفجار «الأركانة» ـ المقهى والرمز ـ قتلَ البهجة التي اعتادت مراكش، بكرم وأريحية، أنْ تشيعَها بين ظِلال نخيلها وأشعة شمسها.. أرادوا ضرب قيم التسامح والتعايش، التي تكرّسها ـ يومياً ـ ساحةُ جامع الفنا، التي اختارتها منظمة اليونيسكو، منذ عِقد من الزمن، لتكونَ تُراثاً ثقافياً عالمياً، تلتقي ـ بين جنباته الإنسانيةُ ـ من دون تمييز في الدين أواللغة أوالجنس.
أستدعِي مقهى فرنسا، وملامح أشهر جَليس بها: خوان غويتسولو، الذي خاض ـ بجرأة المثقف الملتزم ـ الكثير من المعارك ضدّ كل المحاولات الساعية إلى تغييرَ معالم الساحة، أو تشويه مِعمارها ومحيطها البيئي والاجتماعي، فحادثُ 28 نيسان كان يستهدف تحريفاً من نوع ثان: إفراغُ السّاحة من أدوارها الثقافية والفنية، وجعلها ساحةً مسكونةً بالرّعب، ومنذورةً للخوف والقلق، بدل الفرح والبهجة.
في هذه الساحة، تتحاور الثقافات وتتجاور الملامح، ما يؤكّد الوشائج المشتركة، التي تصِل بين القوميات والأديان والأعراق، ويحفّز على التسامح وقبول الاختلاف والتعدد. لذلك، فقد مثّل ضربُ مقهى " الأركانة"، بالنسبة لي، مسّاً بالقيم النبيلة، التي كرّستها ساحة جامع الفنا، بوصفها فضاء للحوار الثقافي والفني والإنساني، وجسراً للتعايش بين من يفِد إليها من أقوام وشعوب.
أعود إلى فندق "المنظر الجميل". أتابعُ ـ عبر القنوات الفضائية ـ آخرَ الأخبار عن انفجار مقهى " الأركانة"، وارتفاعِ الحصيلة الدموية من قتلى وجرحى، جلهم من الجالية الفرنسية، التي ترى ـ في المدينة الحمراء ـ وجهتها السياحية المفضلة.
أعود، وقد صمّمت العزم على التقدم إلى أصدقائي، في بيت الشعر في المغرب، بمقترح انعقاد حفل جائزة الأركانة العالمية للشعر (الدورة السادسة) بمدينة مراكش، وسط ساحة جامع الفنا، قريباً من مكان الاعتداء؛ فالأركانة التي راهنَ البعضُ على موتها، وتعطيل دورها ـ على اعتباره فضاء للقاء والتعايش ـ ستحيَى، عبر الشعر والكلمة والفن. وإذا كانت الحفلات الفنية السابقة لجائزة بيت الشعر قد ساهم في إحيائها فنّانون مغاربة وعرب مرموقون، كمارسيل خليفة، ونصير شمة، وناس الغيوان، فإنّ الحفل المقبلَ لهذه الجائزة الشعرية العالمية سيُحييها فنانو الساحة الخالدة وموسيقيوها، حتى تستمر مراكش آجورية اللون، وليس الدم.
الدستور
13-05-2011