نقوس المهدي
كاتب
يوماً ما منذ زمن طويل تحولت امرأة حزينة وجميلة إلى نهر، كان يُقصد بهذا التحول أن يكون عقاباً للإهانة التي تصورتها الآلهة عندما شعرت أن المرأة الحزينة الجميلة لم تقدّر ما هي فيه من نعم كثيرة حق قدرها.
ومع ذلك فقد اكتشفت المرأة بسرعة أنها استمتعت في الواقع بكونها نهراً، لم يكن ذلك مملاً أبداً، كانت تغني وتتحرك وتتنزه طيلة النهار والليل، كل ما كان عليها أن تفعله أن تهز شعرها فتحدث كل أنواع الأشياء المثيرة، وأحياناً -بل غالباً في حقيقة الأمر- ترى وجوهاً وتسمع أصواتاً بعضها يبدو مألوفاً لها من أيامها كامرأة حزينة جميلة، كان لديها كنهر تلك الهبة الرائعة، أن تكون في عدة أماكن في نفس الوقت، سافرت مراراً وتكراراً، دون توقف، أبعد من البلدة الصغيرة التي نشأت وعاشت فيها طيلة حياتها، لم يبدُ أن شيئاً تغير منذ تحولت إلى نهر.
سمعت الضحك السعيد للأطفال، وأصوات الصيادين، والنساء اللاتي اجتمعت في المياه الضحلة ليرمين غسيلهن على الصخور، بدا الجميع سعداء، وأدركت أنه من المحتمل أن الناس الذين عرفتهم سابقاً قد أحبوها كنهر بأكثر مما أحبوها كامرأة، وهي نفسها لم تكن بالغة السعادة في ذلك المكان، كانت تشعر طيلة الوقت أنها عالة على أمها العجوز التي كانت حياتها الخاصة محنة دائمة منذ حوّلت الآلهة زوجها إلى حيّة لسبّه الرياح.
وفي كل يوم كانت المرأة التي استحالت نهراً تشعر بالبهجة لوجودها كماء متحرك، لم يسبق أن كانت حرةً هكذا كآدمية، وكثيراً ما شعرت بالحاجة لإهانة الآلهة قبل أن تفعل ذلك بكثير، كان انعتاقاً أن تكون بلا عظام، وبلا شهية لأي شيء سوى الجمال، التنقل، والتحول، إلا أنها أحبت المطر، وتطلعت إلى التغيرات الهادئة والساحرة اللانهائية التي يجلبها الشتاء، وكانت قادرة على التخلي عن أي تعديات مسيئة بسهولة نسبية، ولكن بالطبع فقد وجدت العديد من الأشياء السارة طريقها إلى النهر، وقد جمعت هذه الأشياء، وحفظتها، وتأملتها، ووزعتها كهبات ومفاجآت على زوارها المفضلين.
إلا أن الآلهة تبينت في وقت ما أن عقابهم استُقبل كمكافأة، وكانت استجابتهم خاطفة وعديمة الرحمة، أمر جوبيتر بجفاف النهر، وأصبح الماء الذي كان متحركاً ذات مرة أخدوداً قاحلاً، واستحالت المرأة رملاً.
ومع ذلك فقد اكتشفت المرأة بسرعة أنها استمتعت في الواقع بكونها نهراً، لم يكن ذلك مملاً أبداً، كانت تغني وتتحرك وتتنزه طيلة النهار والليل، كل ما كان عليها أن تفعله أن تهز شعرها فتحدث كل أنواع الأشياء المثيرة، وأحياناً -بل غالباً في حقيقة الأمر- ترى وجوهاً وتسمع أصواتاً بعضها يبدو مألوفاً لها من أيامها كامرأة حزينة جميلة، كان لديها كنهر تلك الهبة الرائعة، أن تكون في عدة أماكن في نفس الوقت، سافرت مراراً وتكراراً، دون توقف، أبعد من البلدة الصغيرة التي نشأت وعاشت فيها طيلة حياتها، لم يبدُ أن شيئاً تغير منذ تحولت إلى نهر.
سمعت الضحك السعيد للأطفال، وأصوات الصيادين، والنساء اللاتي اجتمعت في المياه الضحلة ليرمين غسيلهن على الصخور، بدا الجميع سعداء، وأدركت أنه من المحتمل أن الناس الذين عرفتهم سابقاً قد أحبوها كنهر بأكثر مما أحبوها كامرأة، وهي نفسها لم تكن بالغة السعادة في ذلك المكان، كانت تشعر طيلة الوقت أنها عالة على أمها العجوز التي كانت حياتها الخاصة محنة دائمة منذ حوّلت الآلهة زوجها إلى حيّة لسبّه الرياح.
وفي كل يوم كانت المرأة التي استحالت نهراً تشعر بالبهجة لوجودها كماء متحرك، لم يسبق أن كانت حرةً هكذا كآدمية، وكثيراً ما شعرت بالحاجة لإهانة الآلهة قبل أن تفعل ذلك بكثير، كان انعتاقاً أن تكون بلا عظام، وبلا شهية لأي شيء سوى الجمال، التنقل، والتحول، إلا أنها أحبت المطر، وتطلعت إلى التغيرات الهادئة والساحرة اللانهائية التي يجلبها الشتاء، وكانت قادرة على التخلي عن أي تعديات مسيئة بسهولة نسبية، ولكن بالطبع فقد وجدت العديد من الأشياء السارة طريقها إلى النهر، وقد جمعت هذه الأشياء، وحفظتها، وتأملتها، ووزعتها كهبات ومفاجآت على زوارها المفضلين.
إلا أن الآلهة تبينت في وقت ما أن عقابهم استُقبل كمكافأة، وكانت استجابتهم خاطفة وعديمة الرحمة، أمر جوبيتر بجفاف النهر، وأصبح الماء الذي كان متحركاً ذات مرة أخدوداً قاحلاً، واستحالت المرأة رملاً.