نقوس المهدي
كاتب
منذ سنوات بعيدة عاش إمبراطور بلغ عشقه للملابس الجديدة ما جعله ينفق كل ماله حتى يكون في أبهى الملابس، كانت المدينة الكبيرة التي يحكمها يأتيها الزائرون كل يوم وذات يوم جاء نصابان وادعيا أنهما نساجان وقالا إنهما يستطيعان نسج أرقى قماش وأن تلك الملابس مصنوعة من نسيج له صفة غريبة إذ لا يراه من كان غير كفء لمنصبه ولا من كان غبيًا. قال الإمبراطور: (لا بد أن هذه الملابس مدهشة وسأعرف أي رجالي لا يصلح لمنصبه ولتبدآ بصنع القماش). وسلم الدجالين أموالاً كثيرة حتى يبدآ. وضع الرجلان نولين وتظاهرا بأنهما يعملان لكنهما لم يضعا أي شيء.
وكانا بكل جرأة يأمران بأرقى أنواع الحرير وأنفس سبائك الذهب ثم يضعان ذلك كله في حافظتيهما. قال الإمبراطور في نفسه: ترى كم أنجزا من العمل في القماش؟ ولكنه شعر بقلق بالغ عندما تذكر أن كل غبي وكل غير كفء لمنصبه سيعجز عن رؤية القماش. وقال: سأرسل وزيري العجوز الأمين إلى النساجين فهو خير حكم على شكل القماش لأنه ذكي في القيام بمهام منصبه. فذهب الوزير لهما ورآهما يعملان على نوليهما الفارغين. فقال في نفسه وهو يفتح عينيه: (يا إلهي أنا لا أرى شيئًا!) لكنه لم يعلن ذلك.
دعاه كلا النصابين لأن يقترب وسألاه وهما يشيران إلى النول الفارغ عن رأيه ولكنه حملق عينيه وحدث نفسه: (هل يعقل أن أكون غبيًا وغير كفء لمنصبي!).
قال النصاب: (ما لك لا تقول شيئًا سيدي؟) فرد عليه الوزير: إنه جميل سأخبر الأمير أنه أعجبني.
فأخذ النصابان في وصف التصميم وتحديد كل لون باسمه وكان الوزير ينصت ويحفظ ما يقولانه لكي ينقله حرفيًا للإمبراطور!
بعد ذلك طلب النصابان مزيدًا من المال ليستمرا في نسج القماش وكانا يضعان ذلك كله في جيوبهما بينما لم يستخدما خيطًا واحدًا. وأرسل الإمبراطور شخصًا آخر لهما وقد فعلا مثل ما فعلاه مع الوزير وصدقهما.
وذهب الإمبراطور ليرى القماش مع المسؤولين اللذين أرسلهما من قبل وقالا له أليس رائعًا؟ فقال الإمبراطور في نفسه: (إني لا أرى شيئًا هل أنا غبي هل لا أصلح لأن أكون إمبراطورًا؟) ولم يشأ أن يكون كذلك فقال: (ياه إنه في غاية الجمال)، ونصحاه أن يبادر في ارتداء هذه الملابس الرائعة فكافأ النصابين بالمال الوفير والأوسمة فحثاه على ارتدائها وقالا: (إنها خفيفة كنسج العنكبوت حتى تظن أنك لا ترتدي شيئًا فهلا تفضلتم بنزع ملابسكم لنتمكن من إلباسكم الملابس الجديدة هنا أمام المرآة) خلع الإمبراطورملابسه كلها وتظاهر النصابان بأنهما يناولانه الملابس وقالا: إنه مقاسك تمامًا إنه رداء ثمين!.
وقال كبير رجال المراسم الإمبراطورية: إنهم ينتظرونك خارج القصر. رد الإمبراطور: نعم أنا جاهز أليست ملابسي تناسبني تمامًا!.
أما خدم الإمبراطور ومهمتهم حمل ذيل ردائه فتحسسوا الأرض. بأيديهم وتظاهروا بأنهم يحملون ذيل الرداء. خرج الإمبراطور لشعبه وكل الشعب يهتفون إنه رداء رائع!، إلا أن طفلاً صغيرًا قال: لكنه لا يرتدي شيئًا! قال أبوه: استمعوا لصوت هذا الطفل البريء. فهمس البعض للآخر: إنه لا يرتدي شيئًا وفي النهاية هتف الجميع إنه لا يرتدي شيئًا. ارتجف الإمبراطور لأنه أدرك الصواب لكنه قال لنفسه لا بد أن أتم مسيرة الموكب ثم تصرف على نحو أشد تكبرًا ومن ورائه الخدم الذين يحملون ذيل الرداء الذي لم يكن موجودًا على الإطلاق!
وكانا بكل جرأة يأمران بأرقى أنواع الحرير وأنفس سبائك الذهب ثم يضعان ذلك كله في حافظتيهما. قال الإمبراطور في نفسه: ترى كم أنجزا من العمل في القماش؟ ولكنه شعر بقلق بالغ عندما تذكر أن كل غبي وكل غير كفء لمنصبه سيعجز عن رؤية القماش. وقال: سأرسل وزيري العجوز الأمين إلى النساجين فهو خير حكم على شكل القماش لأنه ذكي في القيام بمهام منصبه. فذهب الوزير لهما ورآهما يعملان على نوليهما الفارغين. فقال في نفسه وهو يفتح عينيه: (يا إلهي أنا لا أرى شيئًا!) لكنه لم يعلن ذلك.
دعاه كلا النصابين لأن يقترب وسألاه وهما يشيران إلى النول الفارغ عن رأيه ولكنه حملق عينيه وحدث نفسه: (هل يعقل أن أكون غبيًا وغير كفء لمنصبي!).
قال النصاب: (ما لك لا تقول شيئًا سيدي؟) فرد عليه الوزير: إنه جميل سأخبر الأمير أنه أعجبني.
فأخذ النصابان في وصف التصميم وتحديد كل لون باسمه وكان الوزير ينصت ويحفظ ما يقولانه لكي ينقله حرفيًا للإمبراطور!
بعد ذلك طلب النصابان مزيدًا من المال ليستمرا في نسج القماش وكانا يضعان ذلك كله في جيوبهما بينما لم يستخدما خيطًا واحدًا. وأرسل الإمبراطور شخصًا آخر لهما وقد فعلا مثل ما فعلاه مع الوزير وصدقهما.
وذهب الإمبراطور ليرى القماش مع المسؤولين اللذين أرسلهما من قبل وقالا له أليس رائعًا؟ فقال الإمبراطور في نفسه: (إني لا أرى شيئًا هل أنا غبي هل لا أصلح لأن أكون إمبراطورًا؟) ولم يشأ أن يكون كذلك فقال: (ياه إنه في غاية الجمال)، ونصحاه أن يبادر في ارتداء هذه الملابس الرائعة فكافأ النصابين بالمال الوفير والأوسمة فحثاه على ارتدائها وقالا: (إنها خفيفة كنسج العنكبوت حتى تظن أنك لا ترتدي شيئًا فهلا تفضلتم بنزع ملابسكم لنتمكن من إلباسكم الملابس الجديدة هنا أمام المرآة) خلع الإمبراطورملابسه كلها وتظاهر النصابان بأنهما يناولانه الملابس وقالا: إنه مقاسك تمامًا إنه رداء ثمين!.
وقال كبير رجال المراسم الإمبراطورية: إنهم ينتظرونك خارج القصر. رد الإمبراطور: نعم أنا جاهز أليست ملابسي تناسبني تمامًا!.
أما خدم الإمبراطور ومهمتهم حمل ذيل ردائه فتحسسوا الأرض. بأيديهم وتظاهروا بأنهم يحملون ذيل الرداء. خرج الإمبراطور لشعبه وكل الشعب يهتفون إنه رداء رائع!، إلا أن طفلاً صغيرًا قال: لكنه لا يرتدي شيئًا! قال أبوه: استمعوا لصوت هذا الطفل البريء. فهمس البعض للآخر: إنه لا يرتدي شيئًا وفي النهاية هتف الجميع إنه لا يرتدي شيئًا. ارتجف الإمبراطور لأنه أدرك الصواب لكنه قال لنفسه لا بد أن أتم مسيرة الموكب ثم تصرف على نحو أشد تكبرًا ومن ورائه الخدم الذين يحملون ذيل الرداء الذي لم يكن موجودًا على الإطلاق!