نقوس المهدي
كاتب
-1-
مقدمــة
من التقاليد التي انبعثت في العهد المريني ربط العلاقات -على الصعيد الحكومي- بين المغرب والشرق، وفي صدد هذه العلاقات مع مصر بالخصوص يقول ابن خلدون(1)
"... ولم يزل ملوك المغرب على القدم ولهذا العهد، يعرفون لملوك الترك بمصر حقهم، ويوجبون لهم الفضل والمزية، بما خصهم الله من ضخامة الملك وشرف الولاية بالمساجد المعظمة، وخدمة الحرمين الشريفين، وكانت المهاداة بينهم تتصل بعض الأحيان، ثم تنقطع بما يعرض في الدولتين من الأحوال".
والمعروف أن العلاقات المرينية المملوكية إنما ابتدأت في عهد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون الصالحين، الذي كان يعاصره بالمغرب - لأول دولته- أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني كما سيذكر، ولكنا نجد إشارة عابرة تفيد قيام هذه العلاقات أيام المنصور قلاوون الصالحي والد الملك الناصر، فقد أورد ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري (2)القصة التالية:
" أنبأني غير واحد عن القاضي نور الدين ابن الصائغ الدمشقي قال: حدثني سيف الدين فليح المنصوري قال: أرسلني الملك المنصور قلاوون إلى ملك الغرب بهدية، فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها..."
فملك الغرب الوارد في هذه القصة، هو اللقب الذي كان عدد من مؤرخي الشرق الأوسط في هذه الفترة يستعملونه في حق الملوك المرينيين(3)، وهكذا يكون أحد هؤلاء هو المعني بالأمر هنا، وبالتالي يتضح أن العلاقات المرينية المملوكية ابتدأت من أيام المنصور قلاوون الذي استقل بالسلطة على مصر والشام والحجاز من سنة 678هـ1280م إلى سنة 689هـ 1290م(4)
وحسب هذا التاريخ فقد عاصره من الملوك المرينين اثنان:
الأول أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني الذي صار ملكا للمغرب من سنة 656هـ 1258م إلى سنة 685هـ 1286م.
والثاني: ابنه يوسف آتي الذكر.
ولسنا نستطيع أن نعرف -بالضبط- أحد الملكين المغربيين المعني بالأمر في هذه السفارة، مادام النص الذي يوردها لا يحدد لها تاريخا، وسيبقى الأمر مترددا بين الاثنين حتى يتسنى الوقوف على نص توضيحي في الموضوع.
أما هدف السفارة فقد يكون هو توسيط ملك المغرب في حل مشكلة تهم الجانب المصري، وتتصل بعلاقاته مع ملك الفرنج الذي يعني به ملك قشتالة (5) وقد يدل لهذا قول رواية فتح الباري: فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها.
في عهد يوسف بن يعقوب:
ازدهرت العلاقات المغربية المصرية إبتداءا من أيام يوسف ابن يعقوب الذي بويع سنة 685هـ 1286م وتوفي سنة 706هـ 1307م، وكان يعاصره في مصر الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون الصالحين الذي كانت دولته الثانية من سنة 698هـ 1299م إلى سنة 741هـ1341م.
وكثيرا ما كانت مهمة هذه السفارات حمل الهدايا الملكية إلى سلاطين مصر مع رسائله مرينية في شأن هدايا البقاع المقدسة وفي التوصية بالحجاج، وفي هذه الحالة كانت تذهب في رفقة واحدة مع ركاب الحجاج، وهناك بعض سفارات كانت تذهب في أغراض أخرى، ونذكر هنا ثلاث سفارات ذهبت على عهد يوسف، مع سفارة شرقية زارت المغرب في هذا العهد، وسنتحدث ضمن هذه السفارات المغربية عن الركاب التي رافقت بعضها، بما أن الحديث عنها يتمم خبر السفارة.
سفارة سنة 700هـ:
هذه أول سفارة ذهبت من المغرب المريني لمصر الملوكية، وكان الذي قام بها وزير مغربي لم يذكر اسمه ولا موضوع سفارته، والمصدر الوحيد الذي أشار لها، هو العبر (6) في الكلمة التالية ( حضر في سنة سبعمائة، وزير من المغرب في غرض الرسالة).
سفارة سنة 703هـ:
توجهت مع ركب هذه السنة وكانت غايتها التوصية بحاج المغرب(7) ولم يرد ذكر اسم السفير القائم بها، أما الركب الذي سار معها فقد كان أول ركب جهزه المرينيون، بعد ما انقطع ذهابه مدة، بسبب الفتن التي صاحبت نقل الحكم من الموحدين إلى المرينيين، وقد تحدث عن هذا التوقف مصدران معاصران تقريبا: أحدهما شرقي، وهو "السلوك"(8) للمقريزي والثاني مغربي وهو "العبر"(9) لابن خلدون الذي يسجل هذه الظاهرة هكذا: "... واستجد أهل المغرب عزما في قضاء فرضهم، ورغبوا من السلطان إذنه في السفر إلى مكة، فقد كان عهدها يعد بمثلها".
وتفيدنا هذه الفترة أيضا أن إحياء هذا التقليد كان مبعثه الأول رغبة شعبه، وهو أحد مظاهر شعبية السياسة المرينية(10).
وبما أن هذا الركب أول ما بعثه المرينيون، فقد كان يكتسي أهمية خاصة، ولهذا نظمه يوسف تنظيما اعتمد نموذجا أول للركاب بعده: فعين له قاضيا هو محمد بن زغبوش أحد أعلام المغرب، وبعث معه فرقة عسكرية لحمايته تناهز 500 من أبطال زناتة(11)، كما بعث معه أموالا كثيرة يرسم توزيعها على سكان الحرمين الشريفين: مكة المكرمة والمدينة المنورة(12)
وكان في الركب -أيضا- جماعة من رجالات الصلاح والعلم، برسم حمل المصحف الشريف الذي أهداه يوسف للحرم المكي، ومن هؤلاء أبو عبد الله القصار كبير علماء المغرب(13) وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم البقوري دفين مراكش، ويظهر أنه كان المكلف الرئيسي بحمل الربعة القرآنية، فقد ذكر عنه في النفح(14): أنه قدم إلى مصر ومعه مصحف قرآن حمل بغل، بعثه ملك المغرب ليوقف بمكة، وقد تحدث في العبر(15) عن هذا المصحف كما يلي.
"... فأمر يوسف بانتساخ مصحف رائق الصنعة، كتبه ونمقه أحمد بن الحسن الكاتب المحسن، واستوسع في جرمه، وعمل غشاءه من بديع الصنعة، واستكثر فيه من مغالق الذهب المنظم بخرزات الدر والياقوت، وجعل منها حصاة وسط المغلق تفوق الحصيات مقدارا وشكلا وحسنا، واستكثر من الأصونة عليه".
وقد وصل هذا المصحف للحرم المكي وهناك وقف عليه ابن مرزوق حسب المسند الصحيح الحسن(16) وقال عنه: " وقد رأيت بمكة شرفها الله المصحف الذي بعثه المولى أبو يعقوب بخط ابن حسن، وكان وجهه محلى بالذهب المنظوم بالجواهر النفيسة، فانتزع ما عليه وبقي في قبة الشراب يقرأ فيه احتسابا، وقد قرأت فيه في أعوام".
أما كاتب هذا المصحف فيظهر أنه أحمد بن حسن البلياني التلمساني وقد ورد ذكره في "المسند الصحيح الحسن".
هذا ومن المفيد أن ننبه إلى وهمين اثنين وقعا في شأن هذا المصحف، الأول ما ذكره المقريزي في السلوك(17) من أن يوسف بعثه مع ركب سنة 704هـ وهو سبق قلم، فإن ابن(18) الوردي(19) الذي هو أقرب لهذا التاريخ من المقريزي لم يذكر هذا في سنة 704هـ لما تحدث عن ركب المغرب الوافد في هذه السنة، وابن خلدون (20) إنما ذكر هذا المصحف في سنة 703هـ، وأقوى من هذا كله وثيقة معاصرة عن المصحف المعني بالأمر، وهي رسالة(21) صادرة عن يوسف المريني إلى كبير أشراف آل أمغار، يلتمس منه فيها أن يعين ثلاثة رجال من بينهم ليتوجهوا إلى بلاد الحجاز المشرفة، مع من يتوجه برسم حمل الربعة القرآنية، وكسوة البيت الكريم، وقد كتبت هذه الرسالة في 11 صفر الخير عام 703هـ.
وتفيد هذه الرسالة- أيضا- أن يوسف أعلن عن توجيه الكسوة للكعبة المشرفة، وهو شئ انفردت به هذه الوثيقة.
الثاني: جاء في الترجمان المغرب للزياني: أن يوسف هو الذي تولى بيده كتابة المصحف وتنسيقه وهو سبق قلم أيضا، ومخالف لما ذكره ابن خلدون وابن مرزوق، وقد عاين هذا الأخير مصحف يوسف، وقرأ فيه بنفسه، وأكد أنه بخط ابن الحسن.
وبعد هذا نذكر أن من مظاهر علاقات المغرب بشريف مكة في هذا العهد، أنه لما عاد هذا الركب في ربيع الأخير سنة 704هـ وفد معهم على السلطان المريني الشريف لبيدة بن صاحب مكة أبي تمي نازعا عن الملك الناصر، لما كان تقبض على أخويه حميصة ورميثة إثر مهلك أبيهم سنة 702هـ.
وقد استبلغ يوسف في تكريمه، وسرحه إلى المغرب ليتجول في أقطاره ويطوف على معالم الملك وقصوره، وأوعز إلى العمال بتكريمه وإتحافه كل على شاكلته، ثم رجع إلى حضرة السلطان سنة 705هـ وفصل منها إلى المشرق صحبة أحد أعلام المغرب(22)
سفارة سنة 704هـ:
لم نعرف بالضبط غاية هذه السفارة، وقد امتازت بالهدية الجليلة التي بعث بها السلطان يوسف للناصر بن قلاوون، وكان السفير الحامل لها هو ايدغدي الشهرزوري علاء الدين، من حاشية يوسف المقربين لديه(23).
أما الهدية فكانت حافلة، فيها عدد من الخيل والبغال والإبل، وكثير من ماعون المغرب وسائر طرفه، مع جملة من الذهب العين(24) وقد بلغ عدد الخيل أربعمائة جواد من العتاق بجهازاتها برسم الجهاد(25) كما أن عدد البغال الفارهة كان أربعمائة أيضا(26) وممن ذهب مع هذه الهدية أبو الحسن التنسي، كبير أهل الفتيا بتلمسان(27)
وتوجهت هذه السفارة في رفقة ركب عظيم، عقد السلطان على دلالتهم لأبي زيد الغفائري، وفصلوا من تلمسان الجديدة -مقر الملك إذ ذاك- في شهر ربيع الأول سنة 704هـ(28)
وقد أكرم الملك الناصر السفير المغربي، وأنزل بالميدان، وأجريت عليه الرواتب(29) كما قابل ركب الحجاج بأبلغ وجوه التكرمة، وبعث معهم أميرا لإكرامهم وقراهم في طريقهم حتى قضوا فرضهم(30)، ومن صدى هذه السفارة والركب في الأوساط المصرية ما كتبه عنها ابن الــــــوردي(31):
"... تم دخلت سنة أربع وسبعمائة: فيها وصل من المغرب كثير، "كذا" صحبتهم رسول أبي يعقوب يوسف بن يعقوب المريني ملك المغرب، إلى مصر بهدية عظيمة: خيل وبغال نحو خمسمائة، بسروج ولجم ملبسة بالذهب المصري".
ثم في شعبان من سنة 705هـ عاد الركب ومعه الدليل أبو زيد الغفاري، وتأخر السفير إيدغدي بمصر حتى يأتي مع وفد الهدية الناصرية، ولم تخل هذه العودة من مفاجأة بشأن علاقات المغرب مع مكة المكرمة، فقد كان دليل الركب يحمل معه بيعة أشراف مكة ليوسف المريني، لما أسفهم الملك الناصر بالتقبض على إخوانهم، وأهدوا لسلطان المغرب مع البيعة ثوبا من كسوة الكعبة، شغف به واتخذ منه ثوبا للباسه في الجمع والأعياد، يستبطنه بين ثيابه تبركا به(32)، وإن هذه البيعة، مع وفادة لبيدة بن أبي تمي على مالك المغرب قبل هذا، ليدلان على مدى الصيت الذي صار للمغرب المريني في الشرق العربي حينئذ.
هذا ويحسن أن ننبه هنا إلى أن ابن خلدون وهم في تاريخ هذه السفارة في موضعين من العبر، فجعله في ترجمة يوسف سنة 703هـ وفي ترجمته التي ذيل بها الكتاب سنة 700هـ، وكلا التاريخين سبق قلم، ومخالف لما سجله هو نفسه في ترجمة الملك الناصر من "العبر"، من أن تاريخ السفارة هو سنة 704هـ، وهو الذي أثبته كل من ابن الوردي في "تتمة المختصر" ثم المقريزي في "السلوك".
السفارة الناصرية سنة 705هـ :
حسن موقع السفارة والهدية لدى الملك الناصر، فبعث للسلطان يوسف المريني بهدية عين لحملها من عظماء دولته علاء الدين ايدغدي التليلي الشمسي، والأمير علاء الدين ايدغدي الخوارزمي، ومعهما ايدغدي الشهرزوري سفير ملك المغرب(33)
وكانت الهدية جميلة، فيها من طرف بلاد الشرق ما يستغرب جنسه وشكله من الثياب والحيوان ونحو ذلك مثل الفيل والزرافة ونحوهما(34) ولما كان الملك الناصر حديث العهد بالانتصار الذي أحرزه ضد التتر في المصاف الثاني ظاهر دمشق سنة 702هـ(35) فقد جعل في الهدية الناصرية أشياء من مغانم هؤلاء إشهارا لأمر هذا الفتح بالمغرب، ولذلك كان صحبة الهدية عشرون أكديشا من أكاديش التتر، وعشرون أسيرا منهم، وشيء من طبولهم وقسيهم(36)
وقد فصلت السفارة من القاهرة أخريات سنة 705هـ ثم وصلت إلى تونس في ربيع الثاني من سنة 706هـ وفي جمادى الأخرى من نفس العام كان وصولها إلى تلمسان الجديدة حيث السلطان المريني. (37)
وقد أكبر مقدم هذا الوفد فأركب الناس إلى لقاءه، واحتفل للقاء أفراد السفارة، وبر وفادتهم، واستبلغ في تكريمهم نزلا وقرى ثم بعثهم إلى ممالكه بفاس ومراكش ليتطوفوا بها ويعاينوا محاسنها.
وفي أثناء هذا مات السلطان أبو يعقوب يوم الأربعاء 7 قعدة سنة 706هـ، وبعد ذلك انطلق السفيران إلى فاس راجعين من رسالتهما، فجهزهما أبو ثابت الملك بعد يوسف، وبالغ في التكرمة والإحسان، وبعث معهما للملك الناصر بهدية أخرى من الخيل والبغال والإبل، تم شيعهما إلى مصر في ركب عظيم من حجاج المغاربة(38)
هذا سياق"العبر" لهذه الهدية ومرسلها، وفي "الاعلام" (39) لابن الخطيب تحدث عنها كما يلي:
"وجرت بين الملك المنصور قلاوون [الصواب الناصر محمد بن قلاوون] وبين الملوك الكرام بن بني مرين- قدسهم الله - المهادات، فبعث إليه أمير المسلمين أبو يعقوب هدية مشتملة على خيل عديدة، وبغال رومية وغير ذلك من الأمتعة، زعموا أن الدواب بين فرس وبغل وجمل بلغت سبعمائة دابة، وكان الذي تولى إيصالها رسول الملك المنصور [الصواب الناصر] عند قفوله بجواب رسالته إليه... ولما بلغت الهدية إلى المدية من أحواز تلمسان اتصل بهم خبر مهلك السلطان أبي يعقوب، فسلبتها العرب بذلك الموطن، ولحق الرسول بالمشرق بعد مشقة"(40)
(1) العبر ج5 ص479.
(2) ج1 ص 42 ط مصر سنة1300هـ ونقله في التراتيب الإدارية ج1ص157
(3) انظر عن هذا " تتمة المختصر في أخبار البشر" لابن الوردي ج2 ص253، والنجوم الزاهرة ج 8ص225وج9 ص290وج10ص251/329، مع السلوك للمقريزي ج 2 ق1ص5
(4) هذا التفسير مأخوذ من التراتيب الإدارية ج1 ص162
(5) الأعلام للزركلي ص50
(6) ج5ص416
(7) ج7ص226
(8) الجزء الثاني- القسم الأول-ص9
(9) ج7 ص226
(10) انظر عن هذه الظاهرة الشعبية ( نظم الدولة المرينية) مجلة البحث العلمي العدد الثاني – السنة الأولى،ص213.
(11) العبر ج7 ص226
(12) روض القرطاس ص284
(13) ( الترجمان المعرب) للزياني- نسخة خاصة-
(14) ج1ص353ط مصر سنة 1279هـ وانظر الديباج المذهب ص 322/323.
(15) ج7 ص225
(16) الباب 55- الفصل السابع.
(17) الجزء الثاني- القسم الأول ص9
(18)
(19) " تتمة المختصر في أخبار البشر"ج 2ص253 مصر المطبعة الوهبية سنة 1285هـ
(20) العبر ج7ص226
(21) ورد نص الرسالة في ( بهجة الناظر في مناقب أهل عين الفطر) آل أمغار- نسخة خاصة لدى بعض الأشراف الأمغاريين بمكناس.
(22) العبر7 ص226
(23) قال المقريزي في ( السلوك) الجزء الثاني، القسم الأول ص9 : ( وكان ايدغدي هذا لما قبض على يعقوب في الأيام الظاهرية- أيام الظاهر بيبرس- فر في جماعة من الأكراد إلى برقة، وقدم على أبي يعقوب بهدية، ففر به وقدمه حتى صار في منزلة وزير وحسنت سيرته عندهم إلى أن بعثه أبو يعقوب بالهدية ليحج).
(24) العبر5 ص420
(25) روض القرطاس ص285
(26) التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تحقيق الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي ص 337
(27) المصدر الأخير ص337، هذا وفي بغية الرواد ج1 ص48 توجد ترجمة محمد بن يخلف بن عبد السلام التنسي من أكابر العلماء، وجاء في ترجمته أنه تصرف في الرسالة بين ملوك المغرب والمشرق ، وأنه كان محترما لدى أبي يعقوب ملك المغرب ، فهل هذا هو الذي عناه ابن خلدون؟
(28) العبر7 ص226
(29) السلوك للمقزيزي- الجزء الثاني- القسم الأول ص9.
(30) العبر ج5 ص420
(31) تتمة المختصر في أخبار البشر ج2ص253
(32) السلوك للمقريزي الجزء الثاني – القسم الأول ص15
(33) العبر ج7ص227، الإستقصا ج2ص41
(34) انظر عن هذه الموقعة العبر ج2 ص 417/418.
(35) السلوك للمقريزي الجزء الثاني – القسم الأول ص15
(36) ان تحديد تواريخ هذه السفارة مأخوذ من العبر ج5 ص227، ومن رحلة التجاني، نسخة خاصة، وفي روض القرطاس ص 298. تحديد تاريخ مقدم السفارة المصرية على يوسف سنة 705هـ، وهو سبق قلم لمخالفته لمن ذكر وبالخصوص التجاني التونسي، الذي مر وفد الهدية على تونس قيد حياته، وسجل ذلك أوائل رحلته، محددا التاريخ بالعام والشهر
(37) العبر ج5 ص421مع ج7 ص227
(38) نسخة الخزانة العامة بالرباط-رقم د1552نورقة 93.
(39) أنظر العبر ج5 ص421ص227 والسلوك للمقريزي، الجزء الثاني، القسم الأول، ص49
(40)
دعوة الحق
العدد77
مقدمــة
من التقاليد التي انبعثت في العهد المريني ربط العلاقات -على الصعيد الحكومي- بين المغرب والشرق، وفي صدد هذه العلاقات مع مصر بالخصوص يقول ابن خلدون(1)
"... ولم يزل ملوك المغرب على القدم ولهذا العهد، يعرفون لملوك الترك بمصر حقهم، ويوجبون لهم الفضل والمزية، بما خصهم الله من ضخامة الملك وشرف الولاية بالمساجد المعظمة، وخدمة الحرمين الشريفين، وكانت المهاداة بينهم تتصل بعض الأحيان، ثم تنقطع بما يعرض في الدولتين من الأحوال".
والمعروف أن العلاقات المرينية المملوكية إنما ابتدأت في عهد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون الصالحين، الذي كان يعاصره بالمغرب - لأول دولته- أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني كما سيذكر، ولكنا نجد إشارة عابرة تفيد قيام هذه العلاقات أيام المنصور قلاوون الصالحي والد الملك الناصر، فقد أورد ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري (2)القصة التالية:
" أنبأني غير واحد عن القاضي نور الدين ابن الصائغ الدمشقي قال: حدثني سيف الدين فليح المنصوري قال: أرسلني الملك المنصور قلاوون إلى ملك الغرب بهدية، فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها..."
فملك الغرب الوارد في هذه القصة، هو اللقب الذي كان عدد من مؤرخي الشرق الأوسط في هذه الفترة يستعملونه في حق الملوك المرينيين(3)، وهكذا يكون أحد هؤلاء هو المعني بالأمر هنا، وبالتالي يتضح أن العلاقات المرينية المملوكية ابتدأت من أيام المنصور قلاوون الذي استقل بالسلطة على مصر والشام والحجاز من سنة 678هـ1280م إلى سنة 689هـ 1290م(4)
وحسب هذا التاريخ فقد عاصره من الملوك المرينين اثنان:
الأول أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني الذي صار ملكا للمغرب من سنة 656هـ 1258م إلى سنة 685هـ 1286م.
والثاني: ابنه يوسف آتي الذكر.
ولسنا نستطيع أن نعرف -بالضبط- أحد الملكين المغربيين المعني بالأمر في هذه السفارة، مادام النص الذي يوردها لا يحدد لها تاريخا، وسيبقى الأمر مترددا بين الاثنين حتى يتسنى الوقوف على نص توضيحي في الموضوع.
أما هدف السفارة فقد يكون هو توسيط ملك المغرب في حل مشكلة تهم الجانب المصري، وتتصل بعلاقاته مع ملك الفرنج الذي يعني به ملك قشتالة (5) وقد يدل لهذا قول رواية فتح الباري: فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها.
في عهد يوسف بن يعقوب:
ازدهرت العلاقات المغربية المصرية إبتداءا من أيام يوسف ابن يعقوب الذي بويع سنة 685هـ 1286م وتوفي سنة 706هـ 1307م، وكان يعاصره في مصر الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون الصالحين الذي كانت دولته الثانية من سنة 698هـ 1299م إلى سنة 741هـ1341م.
وكثيرا ما كانت مهمة هذه السفارات حمل الهدايا الملكية إلى سلاطين مصر مع رسائله مرينية في شأن هدايا البقاع المقدسة وفي التوصية بالحجاج، وفي هذه الحالة كانت تذهب في رفقة واحدة مع ركاب الحجاج، وهناك بعض سفارات كانت تذهب في أغراض أخرى، ونذكر هنا ثلاث سفارات ذهبت على عهد يوسف، مع سفارة شرقية زارت المغرب في هذا العهد، وسنتحدث ضمن هذه السفارات المغربية عن الركاب التي رافقت بعضها، بما أن الحديث عنها يتمم خبر السفارة.
سفارة سنة 700هـ:
هذه أول سفارة ذهبت من المغرب المريني لمصر الملوكية، وكان الذي قام بها وزير مغربي لم يذكر اسمه ولا موضوع سفارته، والمصدر الوحيد الذي أشار لها، هو العبر (6) في الكلمة التالية ( حضر في سنة سبعمائة، وزير من المغرب في غرض الرسالة).
سفارة سنة 703هـ:
توجهت مع ركب هذه السنة وكانت غايتها التوصية بحاج المغرب(7) ولم يرد ذكر اسم السفير القائم بها، أما الركب الذي سار معها فقد كان أول ركب جهزه المرينيون، بعد ما انقطع ذهابه مدة، بسبب الفتن التي صاحبت نقل الحكم من الموحدين إلى المرينيين، وقد تحدث عن هذا التوقف مصدران معاصران تقريبا: أحدهما شرقي، وهو "السلوك"(8) للمقريزي والثاني مغربي وهو "العبر"(9) لابن خلدون الذي يسجل هذه الظاهرة هكذا: "... واستجد أهل المغرب عزما في قضاء فرضهم، ورغبوا من السلطان إذنه في السفر إلى مكة، فقد كان عهدها يعد بمثلها".
وتفيدنا هذه الفترة أيضا أن إحياء هذا التقليد كان مبعثه الأول رغبة شعبه، وهو أحد مظاهر شعبية السياسة المرينية(10).
وبما أن هذا الركب أول ما بعثه المرينيون، فقد كان يكتسي أهمية خاصة، ولهذا نظمه يوسف تنظيما اعتمد نموذجا أول للركاب بعده: فعين له قاضيا هو محمد بن زغبوش أحد أعلام المغرب، وبعث معه فرقة عسكرية لحمايته تناهز 500 من أبطال زناتة(11)، كما بعث معه أموالا كثيرة يرسم توزيعها على سكان الحرمين الشريفين: مكة المكرمة والمدينة المنورة(12)
وكان في الركب -أيضا- جماعة من رجالات الصلاح والعلم، برسم حمل المصحف الشريف الذي أهداه يوسف للحرم المكي، ومن هؤلاء أبو عبد الله القصار كبير علماء المغرب(13) وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم البقوري دفين مراكش، ويظهر أنه كان المكلف الرئيسي بحمل الربعة القرآنية، فقد ذكر عنه في النفح(14): أنه قدم إلى مصر ومعه مصحف قرآن حمل بغل، بعثه ملك المغرب ليوقف بمكة، وقد تحدث في العبر(15) عن هذا المصحف كما يلي.
"... فأمر يوسف بانتساخ مصحف رائق الصنعة، كتبه ونمقه أحمد بن الحسن الكاتب المحسن، واستوسع في جرمه، وعمل غشاءه من بديع الصنعة، واستكثر فيه من مغالق الذهب المنظم بخرزات الدر والياقوت، وجعل منها حصاة وسط المغلق تفوق الحصيات مقدارا وشكلا وحسنا، واستكثر من الأصونة عليه".
وقد وصل هذا المصحف للحرم المكي وهناك وقف عليه ابن مرزوق حسب المسند الصحيح الحسن(16) وقال عنه: " وقد رأيت بمكة شرفها الله المصحف الذي بعثه المولى أبو يعقوب بخط ابن حسن، وكان وجهه محلى بالذهب المنظوم بالجواهر النفيسة، فانتزع ما عليه وبقي في قبة الشراب يقرأ فيه احتسابا، وقد قرأت فيه في أعوام".
أما كاتب هذا المصحف فيظهر أنه أحمد بن حسن البلياني التلمساني وقد ورد ذكره في "المسند الصحيح الحسن".
هذا ومن المفيد أن ننبه إلى وهمين اثنين وقعا في شأن هذا المصحف، الأول ما ذكره المقريزي في السلوك(17) من أن يوسف بعثه مع ركب سنة 704هـ وهو سبق قلم، فإن ابن(18) الوردي(19) الذي هو أقرب لهذا التاريخ من المقريزي لم يذكر هذا في سنة 704هـ لما تحدث عن ركب المغرب الوافد في هذه السنة، وابن خلدون (20) إنما ذكر هذا المصحف في سنة 703هـ، وأقوى من هذا كله وثيقة معاصرة عن المصحف المعني بالأمر، وهي رسالة(21) صادرة عن يوسف المريني إلى كبير أشراف آل أمغار، يلتمس منه فيها أن يعين ثلاثة رجال من بينهم ليتوجهوا إلى بلاد الحجاز المشرفة، مع من يتوجه برسم حمل الربعة القرآنية، وكسوة البيت الكريم، وقد كتبت هذه الرسالة في 11 صفر الخير عام 703هـ.
وتفيد هذه الرسالة- أيضا- أن يوسف أعلن عن توجيه الكسوة للكعبة المشرفة، وهو شئ انفردت به هذه الوثيقة.
الثاني: جاء في الترجمان المغرب للزياني: أن يوسف هو الذي تولى بيده كتابة المصحف وتنسيقه وهو سبق قلم أيضا، ومخالف لما ذكره ابن خلدون وابن مرزوق، وقد عاين هذا الأخير مصحف يوسف، وقرأ فيه بنفسه، وأكد أنه بخط ابن الحسن.
وبعد هذا نذكر أن من مظاهر علاقات المغرب بشريف مكة في هذا العهد، أنه لما عاد هذا الركب في ربيع الأخير سنة 704هـ وفد معهم على السلطان المريني الشريف لبيدة بن صاحب مكة أبي تمي نازعا عن الملك الناصر، لما كان تقبض على أخويه حميصة ورميثة إثر مهلك أبيهم سنة 702هـ.
وقد استبلغ يوسف في تكريمه، وسرحه إلى المغرب ليتجول في أقطاره ويطوف على معالم الملك وقصوره، وأوعز إلى العمال بتكريمه وإتحافه كل على شاكلته، ثم رجع إلى حضرة السلطان سنة 705هـ وفصل منها إلى المشرق صحبة أحد أعلام المغرب(22)
سفارة سنة 704هـ:
لم نعرف بالضبط غاية هذه السفارة، وقد امتازت بالهدية الجليلة التي بعث بها السلطان يوسف للناصر بن قلاوون، وكان السفير الحامل لها هو ايدغدي الشهرزوري علاء الدين، من حاشية يوسف المقربين لديه(23).
أما الهدية فكانت حافلة، فيها عدد من الخيل والبغال والإبل، وكثير من ماعون المغرب وسائر طرفه، مع جملة من الذهب العين(24) وقد بلغ عدد الخيل أربعمائة جواد من العتاق بجهازاتها برسم الجهاد(25) كما أن عدد البغال الفارهة كان أربعمائة أيضا(26) وممن ذهب مع هذه الهدية أبو الحسن التنسي، كبير أهل الفتيا بتلمسان(27)
وتوجهت هذه السفارة في رفقة ركب عظيم، عقد السلطان على دلالتهم لأبي زيد الغفائري، وفصلوا من تلمسان الجديدة -مقر الملك إذ ذاك- في شهر ربيع الأول سنة 704هـ(28)
وقد أكرم الملك الناصر السفير المغربي، وأنزل بالميدان، وأجريت عليه الرواتب(29) كما قابل ركب الحجاج بأبلغ وجوه التكرمة، وبعث معهم أميرا لإكرامهم وقراهم في طريقهم حتى قضوا فرضهم(30)، ومن صدى هذه السفارة والركب في الأوساط المصرية ما كتبه عنها ابن الــــــوردي(31):
"... تم دخلت سنة أربع وسبعمائة: فيها وصل من المغرب كثير، "كذا" صحبتهم رسول أبي يعقوب يوسف بن يعقوب المريني ملك المغرب، إلى مصر بهدية عظيمة: خيل وبغال نحو خمسمائة، بسروج ولجم ملبسة بالذهب المصري".
ثم في شعبان من سنة 705هـ عاد الركب ومعه الدليل أبو زيد الغفاري، وتأخر السفير إيدغدي بمصر حتى يأتي مع وفد الهدية الناصرية، ولم تخل هذه العودة من مفاجأة بشأن علاقات المغرب مع مكة المكرمة، فقد كان دليل الركب يحمل معه بيعة أشراف مكة ليوسف المريني، لما أسفهم الملك الناصر بالتقبض على إخوانهم، وأهدوا لسلطان المغرب مع البيعة ثوبا من كسوة الكعبة، شغف به واتخذ منه ثوبا للباسه في الجمع والأعياد، يستبطنه بين ثيابه تبركا به(32)، وإن هذه البيعة، مع وفادة لبيدة بن أبي تمي على مالك المغرب قبل هذا، ليدلان على مدى الصيت الذي صار للمغرب المريني في الشرق العربي حينئذ.
هذا ويحسن أن ننبه هنا إلى أن ابن خلدون وهم في تاريخ هذه السفارة في موضعين من العبر، فجعله في ترجمة يوسف سنة 703هـ وفي ترجمته التي ذيل بها الكتاب سنة 700هـ، وكلا التاريخين سبق قلم، ومخالف لما سجله هو نفسه في ترجمة الملك الناصر من "العبر"، من أن تاريخ السفارة هو سنة 704هـ، وهو الذي أثبته كل من ابن الوردي في "تتمة المختصر" ثم المقريزي في "السلوك".
السفارة الناصرية سنة 705هـ :
حسن موقع السفارة والهدية لدى الملك الناصر، فبعث للسلطان يوسف المريني بهدية عين لحملها من عظماء دولته علاء الدين ايدغدي التليلي الشمسي، والأمير علاء الدين ايدغدي الخوارزمي، ومعهما ايدغدي الشهرزوري سفير ملك المغرب(33)
وكانت الهدية جميلة، فيها من طرف بلاد الشرق ما يستغرب جنسه وشكله من الثياب والحيوان ونحو ذلك مثل الفيل والزرافة ونحوهما(34) ولما كان الملك الناصر حديث العهد بالانتصار الذي أحرزه ضد التتر في المصاف الثاني ظاهر دمشق سنة 702هـ(35) فقد جعل في الهدية الناصرية أشياء من مغانم هؤلاء إشهارا لأمر هذا الفتح بالمغرب، ولذلك كان صحبة الهدية عشرون أكديشا من أكاديش التتر، وعشرون أسيرا منهم، وشيء من طبولهم وقسيهم(36)
وقد فصلت السفارة من القاهرة أخريات سنة 705هـ ثم وصلت إلى تونس في ربيع الثاني من سنة 706هـ وفي جمادى الأخرى من نفس العام كان وصولها إلى تلمسان الجديدة حيث السلطان المريني. (37)
وقد أكبر مقدم هذا الوفد فأركب الناس إلى لقاءه، واحتفل للقاء أفراد السفارة، وبر وفادتهم، واستبلغ في تكريمهم نزلا وقرى ثم بعثهم إلى ممالكه بفاس ومراكش ليتطوفوا بها ويعاينوا محاسنها.
وفي أثناء هذا مات السلطان أبو يعقوب يوم الأربعاء 7 قعدة سنة 706هـ، وبعد ذلك انطلق السفيران إلى فاس راجعين من رسالتهما، فجهزهما أبو ثابت الملك بعد يوسف، وبالغ في التكرمة والإحسان، وبعث معهما للملك الناصر بهدية أخرى من الخيل والبغال والإبل، تم شيعهما إلى مصر في ركب عظيم من حجاج المغاربة(38)
هذا سياق"العبر" لهذه الهدية ومرسلها، وفي "الاعلام" (39) لابن الخطيب تحدث عنها كما يلي:
"وجرت بين الملك المنصور قلاوون [الصواب الناصر محمد بن قلاوون] وبين الملوك الكرام بن بني مرين- قدسهم الله - المهادات، فبعث إليه أمير المسلمين أبو يعقوب هدية مشتملة على خيل عديدة، وبغال رومية وغير ذلك من الأمتعة، زعموا أن الدواب بين فرس وبغل وجمل بلغت سبعمائة دابة، وكان الذي تولى إيصالها رسول الملك المنصور [الصواب الناصر] عند قفوله بجواب رسالته إليه... ولما بلغت الهدية إلى المدية من أحواز تلمسان اتصل بهم خبر مهلك السلطان أبي يعقوب، فسلبتها العرب بذلك الموطن، ولحق الرسول بالمشرق بعد مشقة"(40)
(1) العبر ج5 ص479.
(2) ج1 ص 42 ط مصر سنة1300هـ ونقله في التراتيب الإدارية ج1ص157
(3) انظر عن هذا " تتمة المختصر في أخبار البشر" لابن الوردي ج2 ص253، والنجوم الزاهرة ج 8ص225وج9 ص290وج10ص251/329، مع السلوك للمقريزي ج 2 ق1ص5
(4) هذا التفسير مأخوذ من التراتيب الإدارية ج1 ص162
(5) الأعلام للزركلي ص50
(6) ج5ص416
(7) ج7ص226
(8) الجزء الثاني- القسم الأول-ص9
(9) ج7 ص226
(10) انظر عن هذه الظاهرة الشعبية ( نظم الدولة المرينية) مجلة البحث العلمي العدد الثاني – السنة الأولى،ص213.
(11) العبر ج7 ص226
(12) روض القرطاس ص284
(13) ( الترجمان المعرب) للزياني- نسخة خاصة-
(14) ج1ص353ط مصر سنة 1279هـ وانظر الديباج المذهب ص 322/323.
(15) ج7 ص225
(16) الباب 55- الفصل السابع.
(17) الجزء الثاني- القسم الأول ص9
(18)
(19) " تتمة المختصر في أخبار البشر"ج 2ص253 مصر المطبعة الوهبية سنة 1285هـ
(20) العبر ج7ص226
(21) ورد نص الرسالة في ( بهجة الناظر في مناقب أهل عين الفطر) آل أمغار- نسخة خاصة لدى بعض الأشراف الأمغاريين بمكناس.
(22) العبر7 ص226
(23) قال المقريزي في ( السلوك) الجزء الثاني، القسم الأول ص9 : ( وكان ايدغدي هذا لما قبض على يعقوب في الأيام الظاهرية- أيام الظاهر بيبرس- فر في جماعة من الأكراد إلى برقة، وقدم على أبي يعقوب بهدية، ففر به وقدمه حتى صار في منزلة وزير وحسنت سيرته عندهم إلى أن بعثه أبو يعقوب بالهدية ليحج).
(24) العبر5 ص420
(25) روض القرطاس ص285
(26) التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تحقيق الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي ص 337
(27) المصدر الأخير ص337، هذا وفي بغية الرواد ج1 ص48 توجد ترجمة محمد بن يخلف بن عبد السلام التنسي من أكابر العلماء، وجاء في ترجمته أنه تصرف في الرسالة بين ملوك المغرب والمشرق ، وأنه كان محترما لدى أبي يعقوب ملك المغرب ، فهل هذا هو الذي عناه ابن خلدون؟
(28) العبر7 ص226
(29) السلوك للمقزيزي- الجزء الثاني- القسم الأول ص9.
(30) العبر ج5 ص420
(31) تتمة المختصر في أخبار البشر ج2ص253
(32) السلوك للمقريزي الجزء الثاني – القسم الأول ص15
(33) العبر ج7ص227، الإستقصا ج2ص41
(34) انظر عن هذه الموقعة العبر ج2 ص 417/418.
(35) السلوك للمقريزي الجزء الثاني – القسم الأول ص15
(36) ان تحديد تواريخ هذه السفارة مأخوذ من العبر ج5 ص227، ومن رحلة التجاني، نسخة خاصة، وفي روض القرطاس ص 298. تحديد تاريخ مقدم السفارة المصرية على يوسف سنة 705هـ، وهو سبق قلم لمخالفته لمن ذكر وبالخصوص التجاني التونسي، الذي مر وفد الهدية على تونس قيد حياته، وسجل ذلك أوائل رحلته، محددا التاريخ بالعام والشهر
(37) العبر ج5 ص421مع ج7 ص227
(38) نسخة الخزانة العامة بالرباط-رقم د1552نورقة 93.
(39) أنظر العبر ج5 ص421ص227 والسلوك للمقريزي، الجزء الثاني، القسم الأول، ص49
(40)
دعوة الحق
العدد77