منقول - قمع الحقيقة في الأدب الإيروتيكي.. تر: مازن كم الماز

هناك محاولات حثيثة لحجب الواقع ( الحقيقة ) في الأدب الجنسي باسم الصالح العام. أجدها هنا و في مواقع أدب الكبار الأخرى. هذا ليس ذنب المحررين الذين يحاولون أن يحققوا التوازن بين حرية التعبير و نظام الكراهية الرقابي. أرجوكم ألا تخلطوا هذا مع قضية بورنو ( استغلال الأطفال جنسيا ) في الفيديوهات أو على النت. إني أتحدث هنا عن منعنا من كتابة القصص بصورة صادقة أو حقيقية، بكلمات تصور حقيقة أحداث الحياة الفعلية أو الخيالات (التي تنتابنا).

هذه ليست دعوة لاستغلال الأطفال (جنسيا).

يريد منا “المجتمع” ان نعتقد أن اليافعين سينتظرون حتى “السن القانونية” قبل أن يتعروا و يبدأوا بفحص الأماكن الممتعة من أجسادهم. بينما تقول جامعة ميتشيغان للأنظمة الصحية أنها وجدت أن الأطفال يبدأون باسكتشاف أعضاءهم التناسلية بعمر 6 أشهر للأطفال الذكور و 11 شهر للإناث. و أن معظم الأطفال يلهون بأعضائهم التناسلية بصورة منتظمة بين عمر 5 – 6 سنوات، ذكورا و إناثا. ( عن موقع جامعة ميتيشغان للنظام الصحي ). و أن الفحوص باستخدام الأمواج فوق الصوتية قد دلت أن الأجنة، من الذكور على الأقل، ربما يلهون بأعضائهم و هم في أرحام أمهاتهم.

إن لعبة الطبيب و بقية ألعاب الأطفال هي جزء طبيعي من تطورهم ( الجنسي ). و هي ليست شذوذا من قبل هؤلاء اليافعين، بل مجرد تطور جنسي إنساني طبيعي. في الوقت الذي يعتبر المجتمع أنه من اللائق أن نناقش الجنس الذي يمارس برضا الطرفين مع اليافعين ( بعد عمر 16 سنة في أغلب الأماكن ) يكون 40 % من هؤلاء اليافعين قد مارسوا الجنس بالفعل. أنا شخصيا كنت بعمر.. إكس عندما قالت لي عاهرة معروفة في حينا، كانت أكبر مني ( كانت تبلغ +.. إكس من العمر ) “ستكون أنت التالي”.

إذا أردت الكتابة عن انعدام التجربة و اللعثمة التي رافقت تلك الحادثة لكان علي أن أجعل كل المشاركين فيها أكبر من 16 عاما ( أو 18 عاما في بعض الأحيان ). سيضحك القراء عندما يقرأون أن شابا قد ألقى نظرته الأولى على الفرج أو تذوقه أو لمسه لأول مرة و هو في الثامنة عشرة. قد يتوقع القراء بالفعل العمر الحقيقي لشخصيات هذه القصة لكنهم لن يتمكنوا من قراءة حقيقة ما جرى أو يجري لأنه لن ينشر إذا ورد فيه مشاركة أشخاص تحت “السن القانوني”.

تصبح قصص زنا المحارم أيضا غير واقعية بسبب قمع الحقيقة هذا. قصة فتاة شابة تمر بتجربتها الجنسية الأولى مع أخيها أو أبيها عندما تكون علاقتها بأسرتها أقوى ما يمكن تختلف تماما عن قصة فتاة بعمر 18 عاما تمر بنفس التجربة بينما يمكنها في الواقع أن تغادر منزل عائلتها و تعيش بمفردها. و إذا جعلت الأخ أكبر في العمر ستصبح القصة بائسة تماما. ذكر يبلغ 21 عاما ما زال يعيش مع أسرته و يمارس الجنس مع أخته التي تبلغ من العمر 18 عاما برضاها، هذه القصة تبدو حزينة جدا. لماذا ؟ أليس لديهم أصدقاء خارج العائلة، و لماذا لا يفتشون عن خيارات جنسية أخرى خارج المنزل ؟ لا شك أن لديهم أصدقاء في المدرسة و أن مراقبة كبار السن هناك في الخارج أقل منها في المنزل، لماذا لا يمارسون الجنس مع أحدهم، هذا ما قد يقوله البعض.

خذ نفس العائلة واجعل أعمار هؤلاء الشركاء الجنسيين أصغر. اكتب القصة على أساس أنهم أصغر سنا بالفعل. عندما تكون رغباتهم أو حياتهم الجنسية اليافعة محصورة داخل المنزل بالفعل. قد يغضب الأبوان إذا عبثت ابنتهم مع ذكر من خارج الأسرة خلف باب مغلق، لكنهما سينظران بطريقة مختلفة إذا كانت هناك مع أخيها. لذلك فإن الجنس بين الإخوة ضمن حدود أحكام المجتمع يكون أكثر احتمالا وقتها من أن يأتي الفتى أو الفتاة بشريك من الجنس الآخر من الخارج إلى غرفة نومه ليلهيا معا. هل من المعقول أن تترك فتاة تبلغ 18 عاما تحت رعاية أخيها الأكبر البالغ 21 عاما بينما يذهب الأبوان إلى حفلة جنسية جماعية فيستغل الأخ هذا الوضع ليغري أخته لتحصل على تجربتها الجنسية الأولى؟

الآن تخيل فتاة أصغر في العمر تحت رعاية أخيها الأكبر، لكن كلاهما أصغر من السن “القانونية” التي يحددها المجتمع. إذا حاول أن يستغل الوضع و يفتح عينيها (وساقيها) أمام عالم الجنس، فإن هذا يبدو معقولا أكثر. ولا ذكرا مهووسا بالجنس يبلغ من العمر 18 عاما سيمارس الجنس مع أمه التي تجاوزت الأربعين عاما عندما يدخل الأب والأم غرفة الجلوس بينما يمارس الأخ والأخت الجنس على الأرض. ألن يكون أكثر واقعية وصف جسد الأم المثير لامرأة تجاوزت الثلاثين بالكاد و هي تكشف لابنها الشاب عن متعة الجنس داخل العائلة.

وأنا آسف لأن أقول ذلك، لكن فكرة أن يقوم ذكر تجاوز الأربعين بالقذف أولا على جسد ابنته قبل أن يجامعها في فرجها ليقذف مرة أخرى هناك ثم ينتقل ليقذف مرة ثالثة في شرجها، هذا شيء غير قابل للحدوث مهما كان جمال الابنة. ربما تكون القصة أكثر واقعية إذا كان الرجل أصغر من الخامسة والثلاثين وكان فرج الابنة ما زال ضيقا. حتى إذا خرجنا من نطاق العائلة و خارج تابو زنا المحارم، تصبح قصص الجنس غير قابلة للتصديق عندما يبلغ أعمار شخوصها من الشبان “السن” المقبول اجتماعيا.

أن يقوم مدرب تنس بإغراء فتاة في الثامنة عشرة من العمر و يمارس معها الجنس في الحمام هي واحدة من تلك القصص. لو أنها كانت فتاة مراهقة ما تزال غير خبيرة بالتعامل مع هرموناتها المتفجرة بينما يدخل مدربها الحمام صدفة و هو عار ليستحم و أنها كانت المرة الأولى التي تشاهد فيها قضيبا حقيقيا، كان الكاتب سيتمكن عندها من استعراض توقعاتها عن ملمس القضيب في يديها أو مذاقه في فمها “العذري”، و عن الإثارة عند رؤية أول قذف على نهديها الغضين. يمكننا عندها أن نشاركها إثارتها من أول تجربة جنسية في حياتها. يمكن لفتاة في الثامنة عشرة أن تكون مثيرة بما يكفي، لكن لا يمكننا أن نصدق قصة أن تلك كانت أول تجربة جنسية لها مع جسد ذكوري إلا إذا كانت تعيش في دير.

ربما غير “الخائفون على مصلحة المجتمع” تكتيكاتهم ليحققوا نفس الهدف الذين يسعون إليه. لقد أدركوا أنه لا يمكنهم القضاء على أدبنا الإيروتيكي، لذلك فإنهم يحاولون جعله مملا بتقييد ما يمكن أن نكتبه بدعوى حماية الأبرياء. يجبر المحررون على استبعاد أي إشارة إلى أي فعل جنسي يكون أحد أفراده تحت السادسة عشرة ( 18 في بعض الأحيان ) بحجة حماية اليافعين من إدراك أجسادهم. بعد ذلك يمكنهم أن يحاربوا قصص زنا المحارم على أساس العمر مدعين أن شخوصها هم مجرد ضحايا بغض النظر عن حقيقة تعطش هؤلاء الفتية لهذه التجربة، أو أنهم كانوا يريدون أن يمارسوا الجنس أو أنهم مارسوه باستمتاع.

أعترف أن لقصص زنا المحارم في بعض الحالات تأثيرا سلبيا، لكن ذلك غالبا لأن المجتمع يصور أشخاصها على أنهم ضحايا بدلا من اعتبرها نتيجة لفضول جنسي طبيعي. بالطبع “عليهم” أن “يحموا” المجتمع من قصص الاغتصاب أو أي سلوك جنسي “منحرف”. قد يسمح بالكتابة عن الجنس الشرجي لكن سيكون علينا أن نخلي مسؤوليتنا بالقول أنه قذر و مضر بالصحة. حتى إذا صمد المحررون أمام هذه الضغوطات، فإن الحماة الاجتماعيين “للفضيلة” سيمارسون ضغوطهم على مقدمي الخدمة ليغلقوا مواقع الأدب الإيروتيكي غير “المقبولة اجتماعيا”. سيكون على أدبنا الإيروتيكي أن يخضع لمعايير أو شروط الرقابة.

سيلتقي جون وبات عندما يكونان في الثامنة عشرة (أو أكبر)، و فقط عندها سيجربان قبلتهما الأولى. سيتواعدان لثلاثة سنوات قبل أن يفكرا بالزواج. في ليلة الزفاف، ستستلقي بات على الفراش و “سيفعلها” جون بعروسه العذراء. سيأخذ كل منهما حماما لوحده قبل أن يذهبا للنوم في سريرن منفصلين. وعندما يصابان بالملل من الجنس قد يجربا الجنس الفموي طالما أنها لن تبتلع منيه ولا تراه شيئا قذرا. قد يكون الجنس الشرجي ممكنا إذا وصفه الكاتب بأنه قذر ولا يرضي الطرفين، وأن الألم المرافق يفوق المتعة بكثير. قد ينجبا طفلا وطفلة. لكن هذان الطفلان لن يسيرا عاريين أبدا أمام بعضهما وأمام الآخرين، ولن يستمعا للكلام البذيء أو الفاحش في الخارج ولن يمارسا العادة السرية أبدا. وسيقتصر استكشافهما للنت على دروس المدرسة و سيكون أساتذتهما و مدربيهما دون أية غريزة ( مخصيون ). لن يسمع الطفلان أية شتيمة و لن يشاهدا أية دعاية أو فيلما مثيرين للغرائز في التلفزيون. لن يهطل الثلج أبدا، فقط ستمطر بطريقة لطيفة. ستغني الطيور و هي تطير فوق رؤوسهم، و لن تتبرز على سيارة أحدهم.

سيكون المجتمع سعيدا بأن الجنس سيبقى محصورا في غرفة النوم بين زوجين ناضجين و أن هرمونات الأطفال الجنسية ستنتظر حتى سن السادسة عشرة ( 18 في بعض الأماكن ) قبل أن تدفع الأطفال للبحث عن شريك للزواج. لكن هذه باختصار حياة مقرفة… ( بتخري ) فقط.
 
أعلى