نقوس المهدي
كاتب
نال كتاب الأكاديمي العراقي محسن جاسم الموسوي "ألف ليلة وليلة في ثقافات العالم المعاصر: التسليع العولمي والترجمة والتصنيع الثقافي"، جائزة الشيخ زايد للكتاب 2022 في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى".
وفي هذا التأليف الجديد، يستكمل الموسوي، الذي يشغل كرسي أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك، بحثة المعمق في كتاب "ألف ليلة وليلة"، الذي دأب عليه منذ سنوات طويلة، من أجل الإحاطة الكاملة بهذا الأثر العريق من خلال مناهج وطرائق ووجهات نظر متنوعة.
- سألنا الدكتور محسن الموسوي عن رأيه بفوز كتابه بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فأجاب موقع "سكاي نيوز عربية":
"إن حصول كتابي الجديد عن ألف ليلة وليلة على هذه الجائزة المرموقة والمهمة هو اعتراف علمي متميز في التطبيقات النظرية المستجدة في حقول الآداب والفنون من أجل صياغة مفاهيم الثقافة وبلورة فلسفتها، إذ جاء في إشارة اللجنة المعنية ما يحيط بطبيعة الكتاب بأنه يناقش التأثيرات العميقة التي أحدثتها حكايات "ألف ليلة وليلة" في الثقافات العالمية في العصر الحديث، وآليات استقبال الرؤى الفكرية فيها، وكذلك تقنياتها السردية الأصيلة عند الشعراء والروائيين والنقاد والمثقفين في الغرب. ركزت في هذا المؤلف الجديد على الطرق التي ترجمت عبرها ترجمة الليالي العربية، ومحاولات إعادة صياغة تصوراتها في سياقات ثقافية جديدة ومعاصرة، بكل ما تحمله من تقنيات حديثة ورقمية مستقبلية".
ــ ما معنى "التسليع العولمي" في مجال "ألف ليلة وليلة"، أي كيف تم الربط بينهما؟
"كما يدل عليه عنوانه الفرعي، فإن كتابي الخامس هذا في ألف ليلة وليلة يعنى بـ"التسليع العولمي"، أي التعامل مع الحكايات وما جرى في ضوء تحولاتها في المجتمع ما بعد الصناعي، حيث ازداد التركيز على الاستهلاك، وتحول المنتوج الثقافي إلى سلعة متداولة يجري التعامل بها ومعها على أساس العرض والطلب وفائض القيمة وإعادة الإنتاج أو التدوير السلعي. وهذا ينطبق على الترجمة أيضًا منذ زمن أو ما يسميه الكاتب الأرجنتيني بورخيس بـ"السلالة المتخاصمة" وهو واقع ترجمات "ألف ليلة وليلة" منذ بدايات اكتشافها في الغرب وحتى الوقت الحاضر. بكلمة أخرى، إن "ألف ليلة وليلة" خرجت إلى الشارع وبكل ما فيها من مهنة الحكي وحرفة الحكواتي إلى مجال "التصنيع" شأنها شأن غيرها من المجالات. وهكذا أخذت تبتعد تدريجيًا عن غنائية المحكي والمروي، لتجد نفسها معروضة ومتداولة بين السينمائيين والمسرحيين بحيث أن باحثا مرموقا مثل "ليو شتراوس" من جامعة شيكاغو تناولها كمادة لدراسة "المراوغة" الاجتماعية وكانحراف خطابي يبتغي معارضة السلطة السياسية والاجتماعية. وبإيجاز، فإن الكتاب الذي يقوم الدكتور قصي العتابي بترجمته إلى العربية سيساهم في الصياغات الجديدة لثقافتنا".
- هل يمكن اعتبار كتابك الحالي الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب بمثابة استكمال لمشروعك الذي بدأته منذ سنوات طويلة؟
"بالفعل يأتي كتابي الجديد -ألف ليلة وليلة في ثقافات العالم المعاصر- بمثابة استكمال لمشاريعي السابقة عن -ألف ليلة وليلة- في مشروع طويل المدى، بدأته بإصدار كتاب "الوقوع في دائرة السحر" 1981 والذي هو أصلاً نُشر تحت عنوان "شهرزاد في إنجلترا". يمكنني القول إن كتابي الحالي يختتم مشاريعي السابقة عن "الليالي" والتي كانت هي الأخرى تتمات لكتب أخرى في دراسة مجالات الرواية العربية والشعر والاستشراق.
وفي هذا التأليف الجديد، يستكمل الموسوي، الذي يشغل كرسي أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك، بحثة المعمق في كتاب "ألف ليلة وليلة"، الذي دأب عليه منذ سنوات طويلة، من أجل الإحاطة الكاملة بهذا الأثر العريق من خلال مناهج وطرائق ووجهات نظر متنوعة.
- سألنا الدكتور محسن الموسوي عن رأيه بفوز كتابه بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فأجاب موقع "سكاي نيوز عربية":
"إن حصول كتابي الجديد عن ألف ليلة وليلة على هذه الجائزة المرموقة والمهمة هو اعتراف علمي متميز في التطبيقات النظرية المستجدة في حقول الآداب والفنون من أجل صياغة مفاهيم الثقافة وبلورة فلسفتها، إذ جاء في إشارة اللجنة المعنية ما يحيط بطبيعة الكتاب بأنه يناقش التأثيرات العميقة التي أحدثتها حكايات "ألف ليلة وليلة" في الثقافات العالمية في العصر الحديث، وآليات استقبال الرؤى الفكرية فيها، وكذلك تقنياتها السردية الأصيلة عند الشعراء والروائيين والنقاد والمثقفين في الغرب. ركزت في هذا المؤلف الجديد على الطرق التي ترجمت عبرها ترجمة الليالي العربية، ومحاولات إعادة صياغة تصوراتها في سياقات ثقافية جديدة ومعاصرة، بكل ما تحمله من تقنيات حديثة ورقمية مستقبلية".
ــ ما معنى "التسليع العولمي" في مجال "ألف ليلة وليلة"، أي كيف تم الربط بينهما؟
"كما يدل عليه عنوانه الفرعي، فإن كتابي الخامس هذا في ألف ليلة وليلة يعنى بـ"التسليع العولمي"، أي التعامل مع الحكايات وما جرى في ضوء تحولاتها في المجتمع ما بعد الصناعي، حيث ازداد التركيز على الاستهلاك، وتحول المنتوج الثقافي إلى سلعة متداولة يجري التعامل بها ومعها على أساس العرض والطلب وفائض القيمة وإعادة الإنتاج أو التدوير السلعي. وهذا ينطبق على الترجمة أيضًا منذ زمن أو ما يسميه الكاتب الأرجنتيني بورخيس بـ"السلالة المتخاصمة" وهو واقع ترجمات "ألف ليلة وليلة" منذ بدايات اكتشافها في الغرب وحتى الوقت الحاضر. بكلمة أخرى، إن "ألف ليلة وليلة" خرجت إلى الشارع وبكل ما فيها من مهنة الحكي وحرفة الحكواتي إلى مجال "التصنيع" شأنها شأن غيرها من المجالات. وهكذا أخذت تبتعد تدريجيًا عن غنائية المحكي والمروي، لتجد نفسها معروضة ومتداولة بين السينمائيين والمسرحيين بحيث أن باحثا مرموقا مثل "ليو شتراوس" من جامعة شيكاغو تناولها كمادة لدراسة "المراوغة" الاجتماعية وكانحراف خطابي يبتغي معارضة السلطة السياسية والاجتماعية. وبإيجاز، فإن الكتاب الذي يقوم الدكتور قصي العتابي بترجمته إلى العربية سيساهم في الصياغات الجديدة لثقافتنا".
- هل يمكن اعتبار كتابك الحالي الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب بمثابة استكمال لمشروعك الذي بدأته منذ سنوات طويلة؟
"بالفعل يأتي كتابي الجديد -ألف ليلة وليلة في ثقافات العالم المعاصر- بمثابة استكمال لمشاريعي السابقة عن -ألف ليلة وليلة- في مشروع طويل المدى، بدأته بإصدار كتاب "الوقوع في دائرة السحر" 1981 والذي هو أصلاً نُشر تحت عنوان "شهرزاد في إنجلترا". يمكنني القول إن كتابي الحالي يختتم مشاريعي السابقة عن "الليالي" والتي كانت هي الأخرى تتمات لكتب أخرى في دراسة مجالات الرواية العربية والشعر والاستشراق.