نقوس المهدي
كاتب
السرير والمكتب
كان ليونسيو يحلم أنه ينام في السرير، وأنه هناك كان يحلم أنه بسبب إهمال ما بقي نائماً على المكتب، وأنه هناك كان يحلم بأنه ينام في السرير، وأنه هناك كان يحلم أنه بسبب إهمال ما بقي نائماً على المكتب.
رسالة منتصف الليل
منذ شهر والجرذ يتجوّل كل ليلة في الشقة. كان ليونسيو يسمعه، وهو يتملّك المكان، فحاول التخلّص منه عن طريق تثبيت فخاخ ورش السم في الشقة. وعبثاً أيضاً حاول سدّ ثقوب الزوايا ووقف مهدّداً وهو يحمل مكنسة وراء الأبواب. في نهاية الشهر، لاحظ ليونسيو نفسه وقد تغيّرت ملامحه، وكتب ملاحظة: "من فضلك اتركني في سلام"، وعلقها على أرضية المطبخ، ونام مطمئناً، ولكن الشيء الوحيد الذي تغيّر خلال الليل كان المشي الجزع للجرذ، وفي صباح اليوم التالي، لما قرأ مجدّداً الملاحظة، كان لدى ليونسيو الانطباع بأن الملاحظة كانت موجهة إليه.
حظّ سيّئ
من محطة الحافلات يلاحظ ليونسيو جهود رجل ظل متشبّثاً برافدة البناية. بعض السيارات تتوقف والعابرون بدؤوا يتجمّعون، وبصفتهم شهوداً يهمسون كلمات متسرّعة دون التجرّؤ على إصدار تكهّن. وقلقاً، فكّر ليونسيو أن الحافلة يمكن أن تأتي دون مقاعد شاغرة، وذاهلاً يقطع بنظرته مسار الرجل من الرافدة إلى الأرض. وحينما ظهرت الحافلة، صعد ليونسيو على عجل وبحث دونما جدوى عن مكان فارغ. وفكر: يا له من حظ سيئ.
لقاءٌ ثانٍ بامرأة
المرأة أتاحت له أن يعرف من خلال النظرة أنها تريد أن تقول له شيئاً. استجاب ليونسيو، وحينما نزلت من الحافلة تبعها. مضى خلفها على بعد مسافة قصيرة ولكن في حذر، بعد الابتعاد إلى مكانٍ مُنعزلٍ التفتت. كانت تحمل بيدٍ صارمةٍ مسدساً. تعَرَّفَ ليونسيو حينئذ على المرأة المُهانة في حُلمٍ واكتشف في عينيها علامات الانتقام.
- قال لها كل شيء كان مجرّد حلم، وفي الحلم لا شيء يَهُمُّ.
لكن المرأة لم تنزل المسدس.
- هذا رهينٌ بمَن كُنتَ تحلمُه.
شخصية في مأزق
مغامرات الشخصية جعلت ليونسيو يركز الاهتمام على صفحات الرواية. الشخصية كانت تفرّ من عدد من الرجال المسلحين الذين كانوا يطاردونها في أزقة مظلمة، وهم يقفزون فوق الأسوار، وهم يلجون ما بين الشجيرات المنقذة.
كان ليونسيو يتشبّث بالكتاب، مُثاراً، وقد جعل معاناة الشخصية ذاتية. الرجال يقصُرون المسافة، بجُهدٍ جهيد كانت الشخصية تثبت أنها شاطرة، لكنهم تمكّنوا في النهاية من محاصرته وأوقفوه ضد جدار لإتمام مهمتهم. لم يستطع ليونسيو أن يكبح قلقه.
- توقفوا! صاح.
تجمّد المشهد. نظرت الشخصية إلى ليونسيو وقالت له:
- هذه هي المرة الأولى التي يتدخّل فيها شخص ما، لكن الأفضل أن تصمت: فبهذه الطريقة لن تسير الأمور على ما يُرام.
* LUIS FAYAD كاتب وشاعر كولومبي من أصل لبناني، ولد في بوغوتا سنة 1945.
** ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني
كان ليونسيو يحلم أنه ينام في السرير، وأنه هناك كان يحلم أنه بسبب إهمال ما بقي نائماً على المكتب، وأنه هناك كان يحلم بأنه ينام في السرير، وأنه هناك كان يحلم أنه بسبب إهمال ما بقي نائماً على المكتب.
رسالة منتصف الليل
منذ شهر والجرذ يتجوّل كل ليلة في الشقة. كان ليونسيو يسمعه، وهو يتملّك المكان، فحاول التخلّص منه عن طريق تثبيت فخاخ ورش السم في الشقة. وعبثاً أيضاً حاول سدّ ثقوب الزوايا ووقف مهدّداً وهو يحمل مكنسة وراء الأبواب. في نهاية الشهر، لاحظ ليونسيو نفسه وقد تغيّرت ملامحه، وكتب ملاحظة: "من فضلك اتركني في سلام"، وعلقها على أرضية المطبخ، ونام مطمئناً، ولكن الشيء الوحيد الذي تغيّر خلال الليل كان المشي الجزع للجرذ، وفي صباح اليوم التالي، لما قرأ مجدّداً الملاحظة، كان لدى ليونسيو الانطباع بأن الملاحظة كانت موجهة إليه.
حظّ سيّئ
من محطة الحافلات يلاحظ ليونسيو جهود رجل ظل متشبّثاً برافدة البناية. بعض السيارات تتوقف والعابرون بدؤوا يتجمّعون، وبصفتهم شهوداً يهمسون كلمات متسرّعة دون التجرّؤ على إصدار تكهّن. وقلقاً، فكّر ليونسيو أن الحافلة يمكن أن تأتي دون مقاعد شاغرة، وذاهلاً يقطع بنظرته مسار الرجل من الرافدة إلى الأرض. وحينما ظهرت الحافلة، صعد ليونسيو على عجل وبحث دونما جدوى عن مكان فارغ. وفكر: يا له من حظ سيئ.
لقاءٌ ثانٍ بامرأة
المرأة أتاحت له أن يعرف من خلال النظرة أنها تريد أن تقول له شيئاً. استجاب ليونسيو، وحينما نزلت من الحافلة تبعها. مضى خلفها على بعد مسافة قصيرة ولكن في حذر، بعد الابتعاد إلى مكانٍ مُنعزلٍ التفتت. كانت تحمل بيدٍ صارمةٍ مسدساً. تعَرَّفَ ليونسيو حينئذ على المرأة المُهانة في حُلمٍ واكتشف في عينيها علامات الانتقام.
- قال لها كل شيء كان مجرّد حلم، وفي الحلم لا شيء يَهُمُّ.
لكن المرأة لم تنزل المسدس.
- هذا رهينٌ بمَن كُنتَ تحلمُه.
شخصية في مأزق
مغامرات الشخصية جعلت ليونسيو يركز الاهتمام على صفحات الرواية. الشخصية كانت تفرّ من عدد من الرجال المسلحين الذين كانوا يطاردونها في أزقة مظلمة، وهم يقفزون فوق الأسوار، وهم يلجون ما بين الشجيرات المنقذة.
كان ليونسيو يتشبّث بالكتاب، مُثاراً، وقد جعل معاناة الشخصية ذاتية. الرجال يقصُرون المسافة، بجُهدٍ جهيد كانت الشخصية تثبت أنها شاطرة، لكنهم تمكّنوا في النهاية من محاصرته وأوقفوه ضد جدار لإتمام مهمتهم. لم يستطع ليونسيو أن يكبح قلقه.
- توقفوا! صاح.
تجمّد المشهد. نظرت الشخصية إلى ليونسيو وقالت له:
- هذه هي المرة الأولى التي يتدخّل فيها شخص ما، لكن الأفضل أن تصمت: فبهذه الطريقة لن تسير الأمور على ما يُرام.
* LUIS FAYAD كاتب وشاعر كولومبي من أصل لبناني، ولد في بوغوتا سنة 1945.
** ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني
التعديل الأخير بواسطة المشرف: