د
د.محمد عبدالحليم غنيم
المشكلة
The Problem
تأليف أيه . أر . جارنى
By : A . R . Gurney , JR
ترجمة : د. محمد عبدالحليم غنيم
الشخصيات :
1 – الزوج : فى الثلاثين .
2 – الزوجة : فى الثلاثين أيضاً .
الديكور بسيط بقدر الإمكان ، يقترح أن يكون مكتباً ومقعداً جلدياً ، مع مسند للقدمين .
عند رفع الستار يكون الزوج جالساً و قدماه فوق المسند ، يقرأ كتاباً ، و يدخن الغليون ، و يسجل ملاحظات على فرع نوتة فوق ركبتيه . بعد لحظة . تدخل الزوجة من الجهة اليسرى ، التى هى حامل فى الشهور الأخيرة ، تقف و تنظر إليه و هو يواصل القراءة .
الزوجة : مهلاً .
الزوج : ( دون أن ينظر إليها ) أنا أقرأ يا عزيزتى .
الزوجة : ( تعرض بطنها إلى الأمام ) أعرف . لكن انظر لى .
الزوج : ( مازال يقرأ ) أنا أعد الدرس يا عزيزتى .
الزوجة : أعرف . لكن فقط انظر .
( تتجه نحوه و تقف بجوار المقعد ، و تبرز بطنها )
فقط ألق نظرة .
الزوج : ( يدير رأسه و يلقى نظرة مباشرة إلى بطنها ، يبدأ فى خلع نظارتيه ، يتطلع مرة أخرى ، ثم ينظر إلى وجهها ) حسناً .. حسناً .
الزوجة : نعم .
الزوج : مدهش . مدهش .
الزوجة : نعم .
الزوج : عيد ميلاد العذراء .
الزوجة : بالضبط
( وقفة )
الزوج : لماذا لم ألحظ ذلك من قبل ؟
الزوجة : لأننى أرتدى ملابس واسعة .
الزوج : ذلك صحيح .
الزوجة : ملابس بدون وسط . فساتين سابغة و عباءات كبيرة .
الزوج : ذلك صحيح .
الزوجة : و قمصان نوم قطنية واسعة .
الزوج : صحيح تماماً
الزوجة : و هكذا الآن فقط ، الليلة ، فعلت ذلك لكى يظهر .
الزوج : أفهم
( وقفة . يبتسم كل منهما إلى الآخر ، ثم ينظر فى ساعته )
ينبغى على أن أخرج للتدريس خلال ساعة .
الزوجة : أوه ، أعرف و ينبغى على أن أخرج من أجل اجتماع فى المنزل االمفتوح .
الزوج : هكذا ...
الزوجة : أردت لك أن تعرف فحسب
( وقفة )
و بذلك يمكن لك أن ترتب مواعيدك .
الزوج : نعم سأفعل ،سأسير حسب خطتى تماماً .
( يبتسم كل منهما من جديد . يلبس نظارتيه و يعود إلى كتابه ، تبدأ هى فى الانصراف ، ثم تتوقف )
الزوجة : أوه ، هناك أمر مهم مع ذلك ؟
الزوج : ( يقرأ ) مم ؟
الزوجة : مشكلة صغيرة !
الزوج : ( يقرأ ) مم. و ما هى يا عزيزتى ؟
الزوجة : لا أعرف إذا ما كنت قد فكرت فى هذا أم لا ؟
الزوج : ( ينظر إليها ) حددى المشكلة . و سأقول إذا ما كنت قد فكرت فيها .
الزوجة : إنها معقدة قليلاً .
الزوج : حسناً ، لقد تزوجنا ، بعد كل ذلك .
الزوجة : نعم . و ذلك هو السبب فى أنها معقدة قليلاً .
الزوج : ربما ، لكن ذلك سبب أيضاً لأن يجعلك تشعرين بالحرية فى الحديث .
الزوجة : حسناً ( وقفة ) كما ترى . لست متأكدة تماماً بأن هذا ... ( تشير إلى بطنها ) منك .
( وقفة . يعلم على مكان فى كتابه ، يضعه بعناية ، يخلع نظارتيه ، ثم ينظر إلى أعلى )
الزوج : آه ، إذن تلك هى المشكلة .
الزوجة : نعم . تلك هى المشكلة .
الزوج : أعتقد أننى سأعتمد عليك فى هذه المشكلة يا عزيزتى .
الزوجة : ذلك حلو منك يا عزيزتى .
( وقفة )
لكن هل أثق فى نفسى ؟
الزوج : أعتقد أنه ينبغى عليك أن تفعلى ...
الزوجة : لكن ...
الزوج : لكن ماذا ؟
الزوجة : الموضوع هو ... الآن كيف يمكن أن أصوغ هذا ؟
الزوج : تكلمى بكل صراحة الآن .
الزوجة : سأحاول . الموضوع هو ... أنك و أنا لم نمارس الجنس كثيراً فى الفترة الأخيرة .
الزوج : أهذا صحيح ؟
الزوجة : أعتقد ذلك . ليس كثيراً جداً . فى الفترة الأخيرة .
الزوج : همم . حددى " مؤخراً " هذه .
الزوجة : حسناً ، أقصد ... منذ خمس سنوات . أكثر أو أقل ، قدم أو انقص شهراً أو شهرين .
الزوج : أذلك صحيح ؟
الزوجة : أعتقد ذلك
( وقفة )
الزوج : ( يشعل غليونه ) يا إلهى أكان ذلك من وقت طويل ؟
الزوجة : أوه . نعم
الزوج : حسناً ، حسناً ، و هكذا ...
الزوجة : و هكذا .
الزوج : و هكذا تهتمين بشكل واضح .
الزوجة : أهتم ؟
الزوج : تهتمين أننا لم نمارس الجنس، كثيراً ، فى الفترة الأخيرة.
الزوجة : أوه ، لا . أوه لا . أنا لا أهتم . لماذا ينبغى أن أهتم ؟
الزوج : حسناً ، إذن ...
الزوجة : ( تشير إلى بطنها ) كنت فقط أفكر فى هذا . و ذلك كل ما فى الأمر .
الزوج : أوه ، أفهم .
الزوجة : ( مبتسمة ) أتفهم ؟
الزوج : بالطبع أفهم الاتصال ! ( يخبط رأسه ) اغفرى لى . كنت أفكر فى دروسى .
الزوجة : أوه ، ياللسماء ! سامحنى . أنت تحب عملك !
الزوج : نعم ، لكننى معك الآن . ها أنا تحت تأثيرك الآن .
الزوجة : أوه ، جيد .
الزوج : نعم . نعم . أفهم الآن . ما تقولين فى الواقع هو ... الآن أوقفينى لو كنت على خطأ .. لكن ما تقولينه فى الواقع أنك تعتقدين أن شخصاً آخر ربما يكون قد لقحك .
الزوجة : أكثر أو أقل ، نعم .
الزوج : أفهم ، أفهم ، أفهم.
الزوجة : من المحتمل بعد كل ذلك .
الزوج : نعم ، من المحتمل .
الزوجة : فى تلك الأمسيات التى كان ينبغى أن تذهب فيها إلى التدريس .
الزوج : نعم ، عندما تخرجين من أجل اجتماعاتك .
الزوجة : نعم بالضبط .
الزوج : إذن لدينا مشكلة . أليس كذلك ؟
الزوجة : نعم ، حقاً لدينا مشكلة .
( وقفة . ينظر إليها ، ثم إلى بطنها ، يحك رأسه، يربت على أسنانه بقلم رصاص ، يشعل غليونه ، يدير نظارتيه )
الزوج : تعرفين يا عزيزتى ... خطر فى بالى ، أنه ينبغى على أن أمارس الحب معك كثيراً .
الزوجة : أوه ، لا ، لا ...
الزوج : أعاقب نفسى الآن .
الزوجة : أوه ، لا تفعل ، تفعل ...
الزوج : سأفعل . كان يمكن للأمور أن تكون أبسط بكثير .
الزوجة : أوه ، حبيب قلبى ، توقف عن عقاب نفسك .
الزوج : لكن لماذا لا أفعل ؟ أصلح هذا . أصلح كل هذا .
الزوجة : عزيزى . لديك عملك .
الزوج : أوه بالتأكيد ، لكن ..
الزوجة : لديك حياتك الثقافية ...
الزوج : كل ذلك جيد جداً ، لكن ..
الزوجة : و كتابك الذى تريد أن تنتهى من ....
الزوج : نعم ، نعم ، لكن يا عزيزتى ، لم يجب ذلك السؤال فى الواقع . السؤال هو ، لماذا لم أمارس الحب معك من خمس سنوات ؟ ذلك هو السؤال .
( وقفة )
الزوجة : حسناً . اعتدت أن تضحك كثيراً جداً ، ربما .
الزوج : أضحك ؟
الزوجة : نعم ، فى الأيام الماضية . كلما بدأنا فى ممارسة الحب ، تبدأ ى الضحك المكتوم .
الزوج : أنا فعلت أليس كذلك ؟ أتذكر الآن
( يضحك )
الزوجة : نعم . ضحكت . كنت تضحك .
الزوج : ( ضاحكاً ) لأن الأمر كله اذهلنى كما لو كان إلى حدما عبثياً ( يضحك ) كان ينبغى أن أتعلم كيف أتحكم فى نفسى
( يضحك بصوت عال . يتحكم فى نفسه برزانة ، ثم ينفجر فى ضحكة عالية ثم يجبر نفسه على إخماد الضحكة . ينظر إليها )
أنا آسف .
الزوجة : أوه ، لا تتأسف . لقد كنت حقاً سيئة .
الزوج : هل كنت تضحكين ضحكة مكتومة ؟
الزوجة : لا ، فى الواقع بكيت .
الزوج : لا أتذكر بكاءك .
الزوجة : حسناً ، كنت أتنحب .
الزوج : نعم ، نعم ! كنت تحبين عمل ذلك . كنت تنتحبين
( يضحك )
الزوجة : حسناً ، شعرت بحزن شديد ، أمارس الحب بينما كل هذه الأشياء المرعبة تحدث فى العالم .
الزوج : نعم ، كنت تنتحبين . أتذكر الآن .
الزوجة : حرب فيتنام . تدمير الحضارة . كل ذلك . شعرت جداً بالذنب .
الزوج : و شعرت أنا بشدة العبث .
الزوجة : نعم . أنت تضحك ضحكاً مكتوماً ، و أنا أنتحب باكية .
الزوج : نعم ، أوه ، نعم .
الزوجة : و هكذا لم يكن ذلك مفيداً .
الزوج : صحيح . لذلك تخلينا عن ذلك . تلك الإجابات .
( وقفة ، يأخذ كتابه و يبدأ فى القراءة )
الزوجة : لكن الآن يوجد هذا ( تشير إلى بطنها )
الزوج : ( يقرأ ، ثم يدون ملاحظات ) احتفظى به
الزوجة : ماذا ؟
الزوج : احتفظى به . تحملى ذلك . احضريه إلى البيت .
الزوجة : أوه يا عزيزى ...
الزوج : سميه على اسمى . اعتبرينى والده .
الزوجة : أوه ، حبيب قلبى .
الزوج : لقد سمحت لك بتسجيله . سأتولى أمر ذلك . احتفظى به .
الزوجة : لكننى أشعر باللوم .
الزوج : لكننى الرجل .
الزوجة : بالتأكيد أنت كذلك . بالتأكيد أنت الرجل !
الزوج : و الآن أخشى ألا أنتهى من إعداد درسى .
الزوجة : نعم ، و كان ينبغى لى أن أذهب إلى اجتماعى .
( يبتسم كل منهما إلى الآخر ، ثم تبدأ زوجته فى الخروج نحو الجهة اليسرى ، تتوقف و تقف متأملة ، بعد لحظة ، ينظر إليها )
الزوج : لكنك لست راضية .
الزوجة : أو ، أنا راضية . أنا راضية .
الزوج : عزيزتى . لقد تزوجنا من عشر سنوات ، و أنت غير راضية .
الزوجة : كانت لديك دروسك .
الزوج : زوجتى تأتى فى المرتبة الأولى . هيا ، ما المشكلة الآن ؟
الزوجة : أنا محرجة حتى من طرح ذلك الأمر
الزوج : ( فى ود ) هيا . تخلصى من ذلك . قولى لدادى .
الزوجة : حسناً ( وقفة ) ماذا لو كان هذا .... ( تنظر إلى بطنها ) قد خرج أسود البشرة ؟
( وقفة )
الزوج : أسود ؟
الزوجة : أسود البشرة ، أو على الأقل خلاسى ، ذلك يتوقف على نوع الكروموسمات .
الزوج : ( وقفة . يشعل غليونه مرة أخرى ) ممم .
الزوجة : فهمت ؟ هل فهمت المشكلة ؟
الزوج : ( مومئاً بالإيجاب) ممم .
الزوجة : أعنى ، هل يمكنك أن تتصرف مع ذلك كأب لو كان الطفل أسود ؟
الزوج : ( ينفخ الدخان بعيداً ) ممم
( ينظر إليها بامتعاض )
نعم ، حسناً ، ذلك يجعلنا ننظر إلى للأمور نظرة مختلفة .
الزوجة : ( تضحك ) مضحك .
الزوج : (يضحك ) ذلك حصان من لون مختلف .
الزوجة : ( تضحك ) الآن كف عن ذلك . أنت مرعب .
( تتوقف عن الضحك )
حاول أن تكون جاداً .
الزوج : ( وقفة . ينزل قدميه ) أسود ، إيه ؟
الزوجة : كان ينبغى أن أقول ذلك من قبل .
الزوج : لا . لا . كان ينبغى أن أتوقع ذلك .
الزوجة : أنا فقط فقدت تركيزى ، على ما أظن .
الزوج : أنا مسرور لحدوث هذا . سيقول شيئاً مهما لأمريكا هذه الأيام .
الزوجة : نعم ، لكن ماتزال هناك مشكلة .
الزوج : فى هذه الحالة نعم . لقد قلت ذلك
( وقفة )
لذا ينبغى أن تدعينى أفكر فى ذلك .
الزوجة : لكن فصلك الدراسى .
الزوج : سأكون فقط أقل استعداداً مما أود . و ربما كان ذلك جيد ، يمكن أن يكون ذلك جيداً جداً . و الذى يمكن أن يجعل الأمور أكثر جمالاً و عفوية . لذلك دعينى أفكر فى تلك المشكلة الأخرى .
( ينفخ غليونه ، تقف الزوجة و تراقبه )
أستطيع مع ذلك أن أتبناه .
الزوجة : كيف ؟
الزوج : يمكن أن تقولى للعالم أنه كان لديك طفل أزرق و مات . و عند ذلك يمكن لك أن تحضرى إلى المنزل طفلاً أسود ، و وعند ذلك سنقول أننا قد تبنيناه
الزوجة : يبدو ذلك أمراً معقداً للغاية .
الزوج : أعرف ذلك .
الزوجة : مثل طراز الباروك تماماً ..
الزوج : أعرف ذلك ..
الزوجة : فوق ذلك ، يمكن للأب الحقيقى أن يعترض . ربما تأخذه العزة فى نفسه .
الزوج : هل هناك حاجة لأن يعلم ؟
الزوجة : أوه ، نعم . لأنه سيرى ذلك ، بعد كل هذا .
الزوج : تقصدين ، أنه سيستمر فى الاقتراب منا .
الزوجة : أوه ، نعم . بعد أن أعود إلى المنزل من المستشفى . وبعد مرات من اللقاءات الجنسية مرة أخرى
الزوج : فهمت .
الزوجة : لذلك يفضل أن نضع ستارة على فكرة التبنى .
الزوج : نعم ، إنهاه فكرة .
( يفكر )
الزوجة : لكنك لديك فصلك ..
الزوج : لا لا . انتظرى دقيقة ...
( يفكر باهتماما ، ثم فجأة يضرب بقبضته على ذراع المقعد )
حبيبة قلبى ، سأكون صادقاً معك .
( يشير إلى المقعد الأرضى )
اجلسى .
الزوجة : ( تنظر إلى المقعد الأرضى ) لا أستطيع أن أجلس ، قدماك عليه .
الزوج : سأنزل قدماى . ( يفعل ) الآن اجلسى .
الزوجة : حسناً . سأجلس .
( تجلس على المقعد أمامه )
الزوج : الآن لا تنظرى نحوى . وجهك للأمام لأن هذا يصعب من قدرتى على الحكى ، و صعب بالنسبة لك أن تسمعى ....
الزوجة : حسناً ، لن أنظر إليك .
الزوج : و إذا كنت عاجزاً عن الإفصاح فى هذا الأمر ، يجب أن نحاول فهم أن ذلك الشىء يصعب على الرجل أن يخبر به زوجته – إننى فقط أعمل على هذا – أنا الوحيد الذى يعمل هذا – الوحيد الذى يحكى لك – لأن ذلك يبدو لى هو الطريق الوحيد لحل هذه المشكلة !
الزوجة : ( تمسح بأسفل ثوبها على بطنها ) نعم هذه هى المشكلة .
الزوج : الآن حاولى ألا تقاطعينى ، إن لم يكن هناك ضرورة ، إن لم يكن هناك شىء واضح لك فعليك أن توفرى تعليقاتك للنهاية . تمام ؟
الزوجة : سأحاول .
الزوج : لا بأس ( يأخذ نفساً عميقاً ) الآن . لنبدأ بــ لقد كذبت عليك هذا المساء .
الزوجة : كذب ؟
الزوج : هسس . كذب . لم يكن عندى فصل دراسى الليلة . و لم يكن عندى أبداً دراسة فى الليل . أنا لا أؤمن بالدراسة المسائية، طوال كل تلك السنوات كنت أكذب . الدرس الذى كنت أخبرك به لقاءات فى الليل ، فى الواقع لقاءات فى أيام الاثنين و الأربعاء و الجمعة فى العاشرة مساءً
الزوجة : فهمت
الزوج : يمكنك أن تسألينى أيضاً - مع ذلك- أين أذهب عندما أقول أن لدى دروس ( وقفة ) و ذلك ما سيكون من الصعب قوله لك ( وقفة ) الحقيقة أنى لا أغادر هذا المنزل . لا فى الواقع . أوه . أغادر حتى الباب الرئيسى ، حسناً . لكننى على الفور أستدير و أعود إلى القبو .
الزوجة : فهمت .
الزوج : الآن . ماذا أعمل فى القبو ؟ من المحتمل أن تسألى نفسك ذلك ؟ماذا أعمل فى القبو ؟ ... لا تنظرى إلى ، يا عزيزتى ؟
( وقفة ثم بتجهم )
هذا ما أفعله فى القبو . آخذ طريقى إلى المساحة الصغيرة خلف الفرن . و فى تلك المساحة الصغيرة أحفى ... الاشياء المهمة
( وقفة )
ما الذى أخفية ؟ سأقول لك
( يعدها على الأصابع )
بعض المكياج المسرحى الأسود . باروكة صوفية . ملابس كاملة للتغير . و مرآة صغيرة. ذلك هو كل ما أخفيه فى القبو .
الزوجة : فهمت ...
الزوج : نعم ، فهمت يا عزيزتى أم بدأت تفهمين ؟ عندما أذهب إلى القبو ، أضع المرآة فوق أنبوب المياه القريب . أتعرى من أجلى اللون الجاموسى و ألطخ نفسى من الرأس إلى القدم بذلك المكياج الداكن ، و أرتدى هذه الباركة الخشنة . أنتهى ن تغير ملابسى . أغادر القبو . أذهب إلى الباب الرئيسى و أدق الجرس وأظهر لك من جديد ، و كما ترين يا عزيزتى المسكينة ، أنا زائرك الأسود ، و كل ما يحدث بعد ذلك .
الزوجة : أنت ؟؟؟؟
الزوج : أنا .
الزوجة : لكن –
الزوج : أوه ، أعلم أن ذلك لا يصدق ، لك تذكرى كيف كنت دائماً تخفضين الأضواء تذكرى أيضاً ، أننى مثلت دور عطيل فى المرحلة الثانوية ، وعلى نحو ما كنت قادراً على النجاح . لقد خدعتك طوال تلك السنوات الماضية ، خدعت نفسى . أخفى نفسى كرجل أسود و أستفيد من التعاطف الطبيعى لك مع هذا العرق من البشر
الزوجة : لكن ... لماذا ؟
الزوج : لأننى أردت أن أمارس الحب معك . و على نحو ما بدا أن هذا هو الأسلوب الوحيد لفعل ذلك . و سيكون عليك أن تعترفى بحدوث ذلك .
الزوجة : ( ناظرة إلى بطنها ) أوه ، نعم . لقد تم ذلك .
الزوج : و بعيداً عن كل هذه السفالة ، على الأأقل سوف يولد الطفل . لقد كنت والده ، بعد كل ذلك.
الزوجة : أنا على نحو ما مذهولة ... بكل هذا .
الزوج : أعرف أنك كذلك يا عزيزتى ( ينهض ) حاولى أن تستوعبى ذلك و أنا راحل .
الزوجة : راحل ؟
الزوج : أنا ذاهب إلى القبو الآن .
الزوجة : لكى ترتدى أزياءك ؟
الزوج : لا . لكى أحرقها .
الزوجة : أتحرقها ؟
الزوج : نعم . لقد انتهى كل شئ الآن . لأنك عرفت أن دورالماسك قد أنتهى و سيكون من الحمق محاولة ارتدائه مرة أخرى ، لن أكون سوى أنانى غير محترف . يمكن أن تكون حياتنا سخيفة كما كانت من قبل أن اكتشف هذه الطريقة ، لذلك سأذهب لتدمير دورى .
( وقفة ، ينظرإليها )
وعندما أعود أريد منك الرحيل .
الزوجة : الرحيل ؟
الزوج : ينبغى أن ترحلى عنى الأن ..
الزوجة : لا .
الزوج : ينبغى عليك ،أوه يا عزيزتى ، هذا ضرورى لكى يستمر حبك لى . لا أعرف ما شكل الذى سيتخذه الانحراف بعد ذلك ، خذى الطفل وارحلى
الزوجة : أبداً .
الزوج : رجاء ، انصتى ، لا أعرف ما الذى أفكر فيه بعد ذلك ، فى السرداب . لقد كان هناك جان جنيه والماكير دى ساد كاملاً ، سأعيد قراءتهما معاً ، باحثا عن التفصيلات المعقدة للانحراف الجنسى . ربما سأظهر من جديد بالسوط ،وأنا ألبس حذاء راكب الخيل أو ألبس مثل امرأة . اخرجى يا عزيزتى . اسرعى إلى الضواحى . امنحى طفلى حياة طبيعية سوية . اذهبى !
الزوجة : طبيعة ؟ طبيعة ؟ ( تضحك بشكل عير عادى ) ما هو الطبيعى ؟
الزوج : أنت طبيعية يا حبى ؟
الزوجة : أنا ؟ أوه يا إلهى ، ما تعرفه قليل !
( بجدية )
اجلس ، لدى حكاية سأحكيها لك .
الزوج : لا يمكنك أن تقولى شيئاً
الزوجة : اجلس .
الزوج : لا شئ .
الزوجة : لقد عرفت كل ما يتعلق بك يا عاشقى الأسود .لقد كنت أعرف طوال الوقت أنك عاشق الأسود .
الزوج : ( يجلس ) أكنت تعرفين ؟
الزوجة : منذ البداية .
الزوج : لكن كيف ؟
الزوجة : منذ خمس سنوات ، عندما أعلمتنى أنك قد خططت لبعض الدروس المسائية أصابنى الشك . ولذلك عندما غادرت لأول درس ، تتبعتك .
الزوج : تتبعتينى :
الزوجة : نعم . تتبعت زوجى ، سرت خلفك إلى محل بيع الملابس المسرحية الصغير فى وسط البلدة حيث اشتريت ملابسك التنكرية . وسرت وراءك إلى هنا . سرت خلفك إلى السرداب وأنت تختفى وراء سخان المياه ، أشاهدك وأنت تغير ملابسك إلى الأسود المسكين .
الزوج : تجسست على ...
الزوجة : نعم ، تجسست عليك ، يا عزيزى . يمكر وربية ، مثل مربية عجوز . لكن عندما رأيت ما تفعل ، و عندما فهمت أن ماتفعله كان من أجلى ، رق قلبى عليك ، مع اندفاعة من الأشتياق ، عدت إلى طابق الأعلى وأنا أتحرق لاستقبالك ، لكن فى ذات الوقت كنت أخشى أن تكون قد عرفت أننى راقبتك . فكن بهوس أخفت الأضواء ، لكى أجعل الأمور أسهل لكل منا .
الزوج : لقد أعتقدت أن ذلك لأنك رومانسية .
الزوجة : أعرف أنك اعتقدت ذلك يا حبيبى . وقد تركتك تظن ذلك. لكن لا ، كان ذلك ببساطة لأننى لا أود أن اكشف نفسى .
الزوج : أكنت تمثلين طوال الوقت ؟
الزوجة : نعم . ألم أكن جيدة ؟ اتظاهر بأنك شخص ما جديد وغريب ؟ أنا ، أنا التى ليست ممثلة ، ارتجلت مثل ممثلة محترفة طوال المشهد .
الزوج : ( هازاً رأسه ) من الصعب أن أصدق لقد كنت تبدثين مثارة جداً
الزوجة : لقد كنت ! كنت مثارة للغاية . سأعترف بذلك . ذلك الغريب ، الودود الحنون، الممازح الذى يعطى ويأخذ ، مع كل هذه الإيحاءات العنصرية الغريبة . ألقيت بنفسى فى ذلك من أجل الانتقام ، لكن عندما حملتى إلى داخل غرفة النوم ... تغير كل شئ .
الزوج : ماذا تقصدين ؟ كنت مثل النمر ؟
الزوجة : كنت كذلك يا عزيزتى . كنت نمراً . لكننى لم أكن كذلك .
الزوج : تقولين أنك أحببتينى .
الزوجة : كنت فقط أتظاهر ، أنا فى الواقع كرهتك .
الزوج : كرهتينى ؟
الزوجة : كرهت نفسى كان ذلك مرعباً . شعرت يالذنب الشديد كل عذابات الشهوة القديمة كان مبالغاً فيها ، كما كانت مع رواق من الذكريات أردت على الأقل أن أبكى كما أفعل عادة بشكل طبيعى معك ، وأنت أبيض البشرة ، لكن الآن وقد صرت أسود البشرة ، ينبغى على أن أخمد آهاتى . و الأسوأ ، أنا على أن أتظاهر ، أن أمثل ، لتزييف التجربة الحقيقية للمرأة فى داخلى ! وطوال كل ذلك الوقت أشعر كما لو كنت شيئاً ، موضوعاً ، مخلوقاً بلا روح ، محظية مسكنية مثيرة للشفقة بين ذراعى العاهل الحبشى .وعندما تغادر ، تغادر أخيراً أرقد فقط على السرير ، ذراعاى مفرودتان على صدرى ، مثل حجر منحوت فى قبرى يستغرق الأمر قدرا من الطاقة أسجمعها لكى أنهض وأحييك عند الباب عندما تعود من درسك المزعوم.
( وقفة )
الزوج : هكذا . لخمس سنوات مضت وأنت فى قلب الجحيم
الزوجة : لا . بعد تلك الأمسية المروعة الأولى لم أعد أعانى شيئاً .
الزوج : تقصدين ، أنك قد تعودت ...
الزوجة : أقصد ، لم أكن هناك .
الزوج : ألم تكونى هناك ؟
الزوجة : لا . غادرت المنزل مباشرة بعد أن دخلت أنت إلى السرداب .
الزوج : لكن إذن من .. كان هنا ... معى ؟
الزوجة : جئت بالبديل .
الزوج : فهمت .
الزوجة : أوه عزيزى ، حاول أن تفهم . لم أستطع بكل بساطة أن أتحمل أمسية مثل هذه . العار ، التظاهر – إن ذلك يجعلنى أثور . و مع ذلك عرفت كم يعنى ذلك لك ! طوال اليوم التالى ، أعملت فكرى ، محاولة أن أحصل على الشىء الذى يمكن أن يرضى كل منا . أخذت جولة طويلة ، تجولت فى المدينة كلها ، فى الأخير حوالى ساعة قبل أن أعود إلى المنزل رأيت امرأة بدت أشبه بى قليلاً : نفس الشعر نفس الطول ... تقريباً نفس العمر . كانت على الأقل فرصة ، قبل أن أعرف حقاً ماذا على أن أعمل ، اقتربت منها و سألتها إذا ما كانت تحب أن تنام مع زنجى . طبيعى أنها قالت تود . وهكذا من الآن و لمدة خمس سنوات أتت هذه المرأة الطيبة إلى هنا ، بينما كنت أنت فى السرداب تغير ملابسك . و فى الضوء المعتم تظاهرت أنها أنا .
الزوج : فهمت .
الزوجة : هل كرهتنى كثيراً ؟
الزوج : لا . لم أكرهك . لكن يجب أن أقول على نحو ما ... أننى مندهش .
الزوجة : أشك أن تكون كذلك .
الزوج : لكن ماذا عن ذلك ؟
( يشير إلى بطنها )
الزوجة : ( تمسك بطنها ) أه ، هذا ...
الزوج : نعم . هذا .لمن ذلك ؟
الزوجة : الآن، تحملنى يا عزيزى ، فى تلك الليلة بينما أنت فى السرداب ، و بينما هذه المرأة الطيبة تجهز نفسها لعودتك ، كنت أذهب مع زنجى حقيقى ، ذلك ما كان باختصار ، تقف سيارته الكادبلاك فى هدوء أمام الباب الرئيسى . يشعل المصابيح الأمامية ، فأنسل خارجة و أركب معه إلى الحى الأسود . و هناك على مرتبة قديمة تعج بالقمل ، مقروضة بالفئران ، نمارس الحب ، الحب الذى أعطيت له نفسى لأول مرة فى حياتى لأننى شعرت معه أننى لم أكن أكفر فقط عن ذنبى الخاص بل عن ذنوب أمريكا كلها .
الزوج : فهمت . و لذلك هو والد هذا .
الزوجة : لا .
الزوج : لا ؟
الزوجة : على نحو ما ، حتى لو لم تكن هذه العلاقة كافية . على نحو ما ، فى الحى مع كل تلك الموسيقى الروحية التى تدق حولى ، مع كل ذلك الإحباط و كل ذلك الغضب ، و مع كل ذلك شعرت كما لوكنت لم أتقن دورى . لأننى خنت عشيقى من أجل صديقه . و مع صديقه إلى صديق آخر ، وهكذا الثالث و االرابع ، مع بورتوريكو ، المكسيكى الأمريكى ، و الهنود فى الإغاثة . أوه يا عزيزى ، لمدة خمس سنوات ، كنت أقدم نفسى بوصفى ضحية بيضاء منتشية مع أى شخص ذى دخل أقل من خمسة آلاف .
الزوج : و هكذا الأب هو ...
الزوجة : الظلم الاجتماعى ، بشكل عام وعلى نطاق واسع .
الزوج : أفهم .
الزوجة : و الآن سوف ترحل عنى . أليس كذلك ؟
الزوج : أنا ؟ أرحل عنك الآن ؟
( يضحك بغرابة )
أريد أن أبقى أكثر من الأول
( ينظف غليونه بعناية )
ماذا يمكن أن تقولى .. لو قلت ... أن كل شىء قد قلتيه لى ... أثارنى ؟
الزوجة : أثارك ؟
الزوج : لقد جعلت الدم يغلى فى عروقى . منحتينى قشعريرة الرغبة العريضة ... ماذا تقولين لو قلت أن تجربتك فى الحى االأسود أشعلت الشبق الحيواني فى داخلى ؟
الزوجة : حقاً ؟
الزوج : ( وهو مازال ينظف غيلونه ، دون أن بنر إليها ) ماذا تودين أن تقولى لو قلت ... أننى فجأة أريد أن أجرب – كيف يمكن أن أصغ ذلك ؟ - حقى الشرعى عليك ؟ ذلك أننى أريد أسرقك من الفلاحين و أحملك إلى غرفة نومى و أفسدك بأضواء القراءة التى تشتعل كاملة .
( ينظر إليها باهتمام )
ماذا تقولين لو فعلت ذلك ؟
( وقفة . تنظر إليه فى خفر )
الزوجة : أقول ... أفعل ذلك .
الزوج : ممم .
الزوجة : ( بسرعة ) دعنى أضيف هذا : دعنى أضيف تلك المرأة أيضاً ، قادرة على إثارة الرغبات الغريبة ، من الصعب قول هذا ، لكن النظر إليك الآن و أنت مسترخٍ فى ذلك المقعد ، و محاط بكتبك و أوراقك جعلنى - فجأة - مفوعة بغرابة لتجريب وسائل الراحة العفنة لممارسة حب الزواج البرجوازى . يقولون أن الأمريكان فى باريس يفسدون بسبب الطعام الثرى ، و يشتاقون إلى الهامبورجر البسيط . و هكذا الأمر معى من أجلك . الليلة .
الزوج : ( ينهض فى بطء ) إذن ...
الزوجة : ( متراجعة بعيداً عنه ) لكن مع ذلك مازال هناك هذه ( تشير إلى بطنها ) هذه المشكلة .
الزوج : ( متحركاً نحوها ) ليس فى ذلك مشكلة .
الزوجة : لا مشكلة ؟!
الزوج : هذه مجرد مشكلة مقدمة للمشكلة . الآن قد انتهينا من حل المشكلة ، لسنا فى حاجة ماسة للمقدمة .
الزوجة : لا أتفق معك فى ذلك .
الزوج : تلك مجرد بداية آلية ، الآن العجلة تدور ، لسنا فى حاجة إلى من يبدأ .
الزوجة : ( ناظرة إلى أسفل بطنها ) أوه .
الزوج : ( يلاحقها ) ليس ذلك طفلاً حقيقياً .
الزوجة : ( متراجعة بعيداً ) أليس طفلاً حقيقياً ؟
الزوج : لا . هذه بالونة
الزوجة : بالبونة ؟
الزوج : بالونة . أو كيس ممتلىء بالهواء مثل المثانة أو كرة شاطىء قديمة .
الزوجة : إنه طفل . أنا واثقة من نفسى تماماً .
الزوج : لا . لا . انظرى . سأكشف لك
( يأخذ الشق المعدنى الحاد من منظف الغليون ، و يمنحها خبطة خفيفة على بطنها )
ضربة
( هناك فرقعة ثم صوت هسيس تفريغ الهواء، ثم تفرغ من الهواء فى بطء ، كلاهما يشاهد ذلك )
كما رأيت ؟ كانت المشكلة نظرياً بسيطة
( وقفة )
الزوجة : ( ناظرة إليه فى خجل ) ألسنا مرعبين ؟
الزوج : ( ذاهباً إلى مقعده ، مغلقاً كتابه ، مرتباً المكان بعناية ) أنت بدأت فى ذلك .
الزوجة : أعرف . كان ذلك دورى . أنت بدأت قبلا .
الزوج : ( مرتباً كتبه و أوراقه ) حسناً ، إنه أمر مضحك .
الزوجة : ألا ينبغى أن نرى طبيباً نفسياً ؟
الزوج : ( ينفض غليونه ، و يضع نظارته فى جراب النظارة ) لماذا ؟ نحن سعيدين.
( يطفىء الأضواء . خشبة المسرح مضاءة فقط من الجهة اليسار )
الزوجة : لكننا فاسدان جداً
( ينظر إليها ثم يلقى برأسه إلى الوراء ، و ينعق فيها نعقة طويلة ثم مثل طرازان ، ثم يضرب صدره مثل الغوريلا ، تضحك )
هدوء ! سوف توقظ الأطفال !
( يحملها بين ذراعيه ، تضربه بشكل درامتيكى و تتحدث فى لكنة إنجليزية )
لا . يا طرازان ! الرجال البيض لا يأخذون النساء بالقوة ! لا يا طرازان الرجال البيض يلاطفون نساءهم إنهم متحضرون ، يا طرزان . إنها مسألة معقدة جداً . هل تفهم ما أقول ؟ معقدة . معقدة ...
( تضحك عاليا ، و تضرب بقدميها بينما يحملها خارجا بها من الجهة اليسرى من المسرح )
ستار
المؤلف : أيه. آر. جارني/ : A . R . Gurney هو ألبرت رامسديل جارنى ، كاتب مسرحى وروائى و اكاديمى أمريكى ، ولد عام 1952 فى بوفالو بولاية نيويورك . تخرج من كلية وليامز في عام 1952، وخدم كضابط في البحرية، وبعد ذلك حضر كلية ييل للدراما. لسنوات عديدة، كان يدرس الأدب في M.I.T.، لكنه انتقل الى نيويورك في عام 1982 لتكريس المزيد من الوقت للكتابة للمسرح. وقد حصل على قدر لا بأس به من الجوائز خلال مسيرته، وأصبح الآن عضوا في قاعة مسرح الشهرة والأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب. ويعيش جارنى الآن في روكسبري، كونيتيكت ونيويورك. وتشمل مسرحياته المشكلة، رسائل حب، ومشاهد من الحياة الأمريكيةوغيرها ، وتعد مسرحيته المشكلة التى نترجمها الى العربية اليوم من أكثر مسرحياته انتاجا فى المدارس والجامعات وكذلك خارج الولايات المتحدة الأمريكية .
The Problem
تأليف أيه . أر . جارنى
By : A . R . Gurney , JR
ترجمة : د. محمد عبدالحليم غنيم
الشخصيات :
1 – الزوج : فى الثلاثين .
2 – الزوجة : فى الثلاثين أيضاً .
الديكور بسيط بقدر الإمكان ، يقترح أن يكون مكتباً ومقعداً جلدياً ، مع مسند للقدمين .
عند رفع الستار يكون الزوج جالساً و قدماه فوق المسند ، يقرأ كتاباً ، و يدخن الغليون ، و يسجل ملاحظات على فرع نوتة فوق ركبتيه . بعد لحظة . تدخل الزوجة من الجهة اليسرى ، التى هى حامل فى الشهور الأخيرة ، تقف و تنظر إليه و هو يواصل القراءة .
الزوجة : مهلاً .
الزوج : ( دون أن ينظر إليها ) أنا أقرأ يا عزيزتى .
الزوجة : ( تعرض بطنها إلى الأمام ) أعرف . لكن انظر لى .
الزوج : ( مازال يقرأ ) أنا أعد الدرس يا عزيزتى .
الزوجة : أعرف . لكن فقط انظر .
( تتجه نحوه و تقف بجوار المقعد ، و تبرز بطنها )
فقط ألق نظرة .
الزوج : ( يدير رأسه و يلقى نظرة مباشرة إلى بطنها ، يبدأ فى خلع نظارتيه ، يتطلع مرة أخرى ، ثم ينظر إلى وجهها ) حسناً .. حسناً .
الزوجة : نعم .
الزوج : مدهش . مدهش .
الزوجة : نعم .
الزوج : عيد ميلاد العذراء .
الزوجة : بالضبط
( وقفة )
الزوج : لماذا لم ألحظ ذلك من قبل ؟
الزوجة : لأننى أرتدى ملابس واسعة .
الزوج : ذلك صحيح .
الزوجة : ملابس بدون وسط . فساتين سابغة و عباءات كبيرة .
الزوج : ذلك صحيح .
الزوجة : و قمصان نوم قطنية واسعة .
الزوج : صحيح تماماً
الزوجة : و هكذا الآن فقط ، الليلة ، فعلت ذلك لكى يظهر .
الزوج : أفهم
( وقفة . يبتسم كل منهما إلى الآخر ، ثم ينظر فى ساعته )
ينبغى على أن أخرج للتدريس خلال ساعة .
الزوجة : أوه ، أعرف و ينبغى على أن أخرج من أجل اجتماع فى المنزل االمفتوح .
الزوج : هكذا ...
الزوجة : أردت لك أن تعرف فحسب
( وقفة )
و بذلك يمكن لك أن ترتب مواعيدك .
الزوج : نعم سأفعل ،سأسير حسب خطتى تماماً .
( يبتسم كل منهما من جديد . يلبس نظارتيه و يعود إلى كتابه ، تبدأ هى فى الانصراف ، ثم تتوقف )
الزوجة : أوه ، هناك أمر مهم مع ذلك ؟
الزوج : ( يقرأ ) مم ؟
الزوجة : مشكلة صغيرة !
الزوج : ( يقرأ ) مم. و ما هى يا عزيزتى ؟
الزوجة : لا أعرف إذا ما كنت قد فكرت فى هذا أم لا ؟
الزوج : ( ينظر إليها ) حددى المشكلة . و سأقول إذا ما كنت قد فكرت فيها .
الزوجة : إنها معقدة قليلاً .
الزوج : حسناً ، لقد تزوجنا ، بعد كل ذلك .
الزوجة : نعم . و ذلك هو السبب فى أنها معقدة قليلاً .
الزوج : ربما ، لكن ذلك سبب أيضاً لأن يجعلك تشعرين بالحرية فى الحديث .
الزوجة : حسناً ( وقفة ) كما ترى . لست متأكدة تماماً بأن هذا ... ( تشير إلى بطنها ) منك .
( وقفة . يعلم على مكان فى كتابه ، يضعه بعناية ، يخلع نظارتيه ، ثم ينظر إلى أعلى )
الزوج : آه ، إذن تلك هى المشكلة .
الزوجة : نعم . تلك هى المشكلة .
الزوج : أعتقد أننى سأعتمد عليك فى هذه المشكلة يا عزيزتى .
الزوجة : ذلك حلو منك يا عزيزتى .
( وقفة )
لكن هل أثق فى نفسى ؟
الزوج : أعتقد أنه ينبغى عليك أن تفعلى ...
الزوجة : لكن ...
الزوج : لكن ماذا ؟
الزوجة : الموضوع هو ... الآن كيف يمكن أن أصوغ هذا ؟
الزوج : تكلمى بكل صراحة الآن .
الزوجة : سأحاول . الموضوع هو ... أنك و أنا لم نمارس الجنس كثيراً فى الفترة الأخيرة .
الزوج : أهذا صحيح ؟
الزوجة : أعتقد ذلك . ليس كثيراً جداً . فى الفترة الأخيرة .
الزوج : همم . حددى " مؤخراً " هذه .
الزوجة : حسناً ، أقصد ... منذ خمس سنوات . أكثر أو أقل ، قدم أو انقص شهراً أو شهرين .
الزوج : أذلك صحيح ؟
الزوجة : أعتقد ذلك
( وقفة )
الزوج : ( يشعل غليونه ) يا إلهى أكان ذلك من وقت طويل ؟
الزوجة : أوه . نعم
الزوج : حسناً ، حسناً ، و هكذا ...
الزوجة : و هكذا .
الزوج : و هكذا تهتمين بشكل واضح .
الزوجة : أهتم ؟
الزوج : تهتمين أننا لم نمارس الجنس، كثيراً ، فى الفترة الأخيرة.
الزوجة : أوه ، لا . أوه لا . أنا لا أهتم . لماذا ينبغى أن أهتم ؟
الزوج : حسناً ، إذن ...
الزوجة : ( تشير إلى بطنها ) كنت فقط أفكر فى هذا . و ذلك كل ما فى الأمر .
الزوج : أوه ، أفهم .
الزوجة : ( مبتسمة ) أتفهم ؟
الزوج : بالطبع أفهم الاتصال ! ( يخبط رأسه ) اغفرى لى . كنت أفكر فى دروسى .
الزوجة : أوه ، ياللسماء ! سامحنى . أنت تحب عملك !
الزوج : نعم ، لكننى معك الآن . ها أنا تحت تأثيرك الآن .
الزوجة : أوه ، جيد .
الزوج : نعم . نعم . أفهم الآن . ما تقولين فى الواقع هو ... الآن أوقفينى لو كنت على خطأ .. لكن ما تقولينه فى الواقع أنك تعتقدين أن شخصاً آخر ربما يكون قد لقحك .
الزوجة : أكثر أو أقل ، نعم .
الزوج : أفهم ، أفهم ، أفهم.
الزوجة : من المحتمل بعد كل ذلك .
الزوج : نعم ، من المحتمل .
الزوجة : فى تلك الأمسيات التى كان ينبغى أن تذهب فيها إلى التدريس .
الزوج : نعم ، عندما تخرجين من أجل اجتماعاتك .
الزوجة : نعم بالضبط .
الزوج : إذن لدينا مشكلة . أليس كذلك ؟
الزوجة : نعم ، حقاً لدينا مشكلة .
( وقفة . ينظر إليها ، ثم إلى بطنها ، يحك رأسه، يربت على أسنانه بقلم رصاص ، يشعل غليونه ، يدير نظارتيه )
الزوج : تعرفين يا عزيزتى ... خطر فى بالى ، أنه ينبغى على أن أمارس الحب معك كثيراً .
الزوجة : أوه ، لا ، لا ...
الزوج : أعاقب نفسى الآن .
الزوجة : أوه ، لا تفعل ، تفعل ...
الزوج : سأفعل . كان يمكن للأمور أن تكون أبسط بكثير .
الزوجة : أوه ، حبيب قلبى ، توقف عن عقاب نفسك .
الزوج : لكن لماذا لا أفعل ؟ أصلح هذا . أصلح كل هذا .
الزوجة : عزيزى . لديك عملك .
الزوج : أوه بالتأكيد ، لكن ..
الزوجة : لديك حياتك الثقافية ...
الزوج : كل ذلك جيد جداً ، لكن ..
الزوجة : و كتابك الذى تريد أن تنتهى من ....
الزوج : نعم ، نعم ، لكن يا عزيزتى ، لم يجب ذلك السؤال فى الواقع . السؤال هو ، لماذا لم أمارس الحب معك من خمس سنوات ؟ ذلك هو السؤال .
( وقفة )
الزوجة : حسناً . اعتدت أن تضحك كثيراً جداً ، ربما .
الزوج : أضحك ؟
الزوجة : نعم ، فى الأيام الماضية . كلما بدأنا فى ممارسة الحب ، تبدأ ى الضحك المكتوم .
الزوج : أنا فعلت أليس كذلك ؟ أتذكر الآن
( يضحك )
الزوجة : نعم . ضحكت . كنت تضحك .
الزوج : ( ضاحكاً ) لأن الأمر كله اذهلنى كما لو كان إلى حدما عبثياً ( يضحك ) كان ينبغى أن أتعلم كيف أتحكم فى نفسى
( يضحك بصوت عال . يتحكم فى نفسه برزانة ، ثم ينفجر فى ضحكة عالية ثم يجبر نفسه على إخماد الضحكة . ينظر إليها )
أنا آسف .
الزوجة : أوه ، لا تتأسف . لقد كنت حقاً سيئة .
الزوج : هل كنت تضحكين ضحكة مكتومة ؟
الزوجة : لا ، فى الواقع بكيت .
الزوج : لا أتذكر بكاءك .
الزوجة : حسناً ، كنت أتنحب .
الزوج : نعم ، نعم ! كنت تحبين عمل ذلك . كنت تنتحبين
( يضحك )
الزوجة : حسناً ، شعرت بحزن شديد ، أمارس الحب بينما كل هذه الأشياء المرعبة تحدث فى العالم .
الزوج : نعم ، كنت تنتحبين . أتذكر الآن .
الزوجة : حرب فيتنام . تدمير الحضارة . كل ذلك . شعرت جداً بالذنب .
الزوج : و شعرت أنا بشدة العبث .
الزوجة : نعم . أنت تضحك ضحكاً مكتوماً ، و أنا أنتحب باكية .
الزوج : نعم ، أوه ، نعم .
الزوجة : و هكذا لم يكن ذلك مفيداً .
الزوج : صحيح . لذلك تخلينا عن ذلك . تلك الإجابات .
( وقفة ، يأخذ كتابه و يبدأ فى القراءة )
الزوجة : لكن الآن يوجد هذا ( تشير إلى بطنها )
الزوج : ( يقرأ ، ثم يدون ملاحظات ) احتفظى به
الزوجة : ماذا ؟
الزوج : احتفظى به . تحملى ذلك . احضريه إلى البيت .
الزوجة : أوه يا عزيزى ...
الزوج : سميه على اسمى . اعتبرينى والده .
الزوجة : أوه ، حبيب قلبى .
الزوج : لقد سمحت لك بتسجيله . سأتولى أمر ذلك . احتفظى به .
الزوجة : لكننى أشعر باللوم .
الزوج : لكننى الرجل .
الزوجة : بالتأكيد أنت كذلك . بالتأكيد أنت الرجل !
الزوج : و الآن أخشى ألا أنتهى من إعداد درسى .
الزوجة : نعم ، و كان ينبغى لى أن أذهب إلى اجتماعى .
( يبتسم كل منهما إلى الآخر ، ثم تبدأ زوجته فى الخروج نحو الجهة اليسرى ، تتوقف و تقف متأملة ، بعد لحظة ، ينظر إليها )
الزوج : لكنك لست راضية .
الزوجة : أو ، أنا راضية . أنا راضية .
الزوج : عزيزتى . لقد تزوجنا من عشر سنوات ، و أنت غير راضية .
الزوجة : كانت لديك دروسك .
الزوج : زوجتى تأتى فى المرتبة الأولى . هيا ، ما المشكلة الآن ؟
الزوجة : أنا محرجة حتى من طرح ذلك الأمر
الزوج : ( فى ود ) هيا . تخلصى من ذلك . قولى لدادى .
الزوجة : حسناً ( وقفة ) ماذا لو كان هذا .... ( تنظر إلى بطنها ) قد خرج أسود البشرة ؟
( وقفة )
الزوج : أسود ؟
الزوجة : أسود البشرة ، أو على الأقل خلاسى ، ذلك يتوقف على نوع الكروموسمات .
الزوج : ( وقفة . يشعل غليونه مرة أخرى ) ممم .
الزوجة : فهمت ؟ هل فهمت المشكلة ؟
الزوج : ( مومئاً بالإيجاب) ممم .
الزوجة : أعنى ، هل يمكنك أن تتصرف مع ذلك كأب لو كان الطفل أسود ؟
الزوج : ( ينفخ الدخان بعيداً ) ممم
( ينظر إليها بامتعاض )
نعم ، حسناً ، ذلك يجعلنا ننظر إلى للأمور نظرة مختلفة .
الزوجة : ( تضحك ) مضحك .
الزوج : (يضحك ) ذلك حصان من لون مختلف .
الزوجة : ( تضحك ) الآن كف عن ذلك . أنت مرعب .
( تتوقف عن الضحك )
حاول أن تكون جاداً .
الزوج : ( وقفة . ينزل قدميه ) أسود ، إيه ؟
الزوجة : كان ينبغى أن أقول ذلك من قبل .
الزوج : لا . لا . كان ينبغى أن أتوقع ذلك .
الزوجة : أنا فقط فقدت تركيزى ، على ما أظن .
الزوج : أنا مسرور لحدوث هذا . سيقول شيئاً مهما لأمريكا هذه الأيام .
الزوجة : نعم ، لكن ماتزال هناك مشكلة .
الزوج : فى هذه الحالة نعم . لقد قلت ذلك
( وقفة )
لذا ينبغى أن تدعينى أفكر فى ذلك .
الزوجة : لكن فصلك الدراسى .
الزوج : سأكون فقط أقل استعداداً مما أود . و ربما كان ذلك جيد ، يمكن أن يكون ذلك جيداً جداً . و الذى يمكن أن يجعل الأمور أكثر جمالاً و عفوية . لذلك دعينى أفكر فى تلك المشكلة الأخرى .
( ينفخ غليونه ، تقف الزوجة و تراقبه )
أستطيع مع ذلك أن أتبناه .
الزوجة : كيف ؟
الزوج : يمكن أن تقولى للعالم أنه كان لديك طفل أزرق و مات . و عند ذلك يمكن لك أن تحضرى إلى المنزل طفلاً أسود ، و وعند ذلك سنقول أننا قد تبنيناه
الزوجة : يبدو ذلك أمراً معقداً للغاية .
الزوج : أعرف ذلك .
الزوجة : مثل طراز الباروك تماماً ..
الزوج : أعرف ذلك ..
الزوجة : فوق ذلك ، يمكن للأب الحقيقى أن يعترض . ربما تأخذه العزة فى نفسه .
الزوج : هل هناك حاجة لأن يعلم ؟
الزوجة : أوه ، نعم . لأنه سيرى ذلك ، بعد كل هذا .
الزوج : تقصدين ، أنه سيستمر فى الاقتراب منا .
الزوجة : أوه ، نعم . بعد أن أعود إلى المنزل من المستشفى . وبعد مرات من اللقاءات الجنسية مرة أخرى
الزوج : فهمت .
الزوجة : لذلك يفضل أن نضع ستارة على فكرة التبنى .
الزوج : نعم ، إنهاه فكرة .
( يفكر )
الزوجة : لكنك لديك فصلك ..
الزوج : لا لا . انتظرى دقيقة ...
( يفكر باهتماما ، ثم فجأة يضرب بقبضته على ذراع المقعد )
حبيبة قلبى ، سأكون صادقاً معك .
( يشير إلى المقعد الأرضى )
اجلسى .
الزوجة : ( تنظر إلى المقعد الأرضى ) لا أستطيع أن أجلس ، قدماك عليه .
الزوج : سأنزل قدماى . ( يفعل ) الآن اجلسى .
الزوجة : حسناً . سأجلس .
( تجلس على المقعد أمامه )
الزوج : الآن لا تنظرى نحوى . وجهك للأمام لأن هذا يصعب من قدرتى على الحكى ، و صعب بالنسبة لك أن تسمعى ....
الزوجة : حسناً ، لن أنظر إليك .
الزوج : و إذا كنت عاجزاً عن الإفصاح فى هذا الأمر ، يجب أن نحاول فهم أن ذلك الشىء يصعب على الرجل أن يخبر به زوجته – إننى فقط أعمل على هذا – أنا الوحيد الذى يعمل هذا – الوحيد الذى يحكى لك – لأن ذلك يبدو لى هو الطريق الوحيد لحل هذه المشكلة !
الزوجة : ( تمسح بأسفل ثوبها على بطنها ) نعم هذه هى المشكلة .
الزوج : الآن حاولى ألا تقاطعينى ، إن لم يكن هناك ضرورة ، إن لم يكن هناك شىء واضح لك فعليك أن توفرى تعليقاتك للنهاية . تمام ؟
الزوجة : سأحاول .
الزوج : لا بأس ( يأخذ نفساً عميقاً ) الآن . لنبدأ بــ لقد كذبت عليك هذا المساء .
الزوجة : كذب ؟
الزوج : هسس . كذب . لم يكن عندى فصل دراسى الليلة . و لم يكن عندى أبداً دراسة فى الليل . أنا لا أؤمن بالدراسة المسائية، طوال كل تلك السنوات كنت أكذب . الدرس الذى كنت أخبرك به لقاءات فى الليل ، فى الواقع لقاءات فى أيام الاثنين و الأربعاء و الجمعة فى العاشرة مساءً
الزوجة : فهمت
الزوج : يمكنك أن تسألينى أيضاً - مع ذلك- أين أذهب عندما أقول أن لدى دروس ( وقفة ) و ذلك ما سيكون من الصعب قوله لك ( وقفة ) الحقيقة أنى لا أغادر هذا المنزل . لا فى الواقع . أوه . أغادر حتى الباب الرئيسى ، حسناً . لكننى على الفور أستدير و أعود إلى القبو .
الزوجة : فهمت .
الزوج : الآن . ماذا أعمل فى القبو ؟ من المحتمل أن تسألى نفسك ذلك ؟ماذا أعمل فى القبو ؟ ... لا تنظرى إلى ، يا عزيزتى ؟
( وقفة ثم بتجهم )
هذا ما أفعله فى القبو . آخذ طريقى إلى المساحة الصغيرة خلف الفرن . و فى تلك المساحة الصغيرة أحفى ... الاشياء المهمة
( وقفة )
ما الذى أخفية ؟ سأقول لك
( يعدها على الأصابع )
بعض المكياج المسرحى الأسود . باروكة صوفية . ملابس كاملة للتغير . و مرآة صغيرة. ذلك هو كل ما أخفيه فى القبو .
الزوجة : فهمت ...
الزوج : نعم ، فهمت يا عزيزتى أم بدأت تفهمين ؟ عندما أذهب إلى القبو ، أضع المرآة فوق أنبوب المياه القريب . أتعرى من أجلى اللون الجاموسى و ألطخ نفسى من الرأس إلى القدم بذلك المكياج الداكن ، و أرتدى هذه الباركة الخشنة . أنتهى ن تغير ملابسى . أغادر القبو . أذهب إلى الباب الرئيسى و أدق الجرس وأظهر لك من جديد ، و كما ترين يا عزيزتى المسكينة ، أنا زائرك الأسود ، و كل ما يحدث بعد ذلك .
الزوجة : أنت ؟؟؟؟
الزوج : أنا .
الزوجة : لكن –
الزوج : أوه ، أعلم أن ذلك لا يصدق ، لك تذكرى كيف كنت دائماً تخفضين الأضواء تذكرى أيضاً ، أننى مثلت دور عطيل فى المرحلة الثانوية ، وعلى نحو ما كنت قادراً على النجاح . لقد خدعتك طوال تلك السنوات الماضية ، خدعت نفسى . أخفى نفسى كرجل أسود و أستفيد من التعاطف الطبيعى لك مع هذا العرق من البشر
الزوجة : لكن ... لماذا ؟
الزوج : لأننى أردت أن أمارس الحب معك . و على نحو ما بدا أن هذا هو الأسلوب الوحيد لفعل ذلك . و سيكون عليك أن تعترفى بحدوث ذلك .
الزوجة : ( ناظرة إلى بطنها ) أوه ، نعم . لقد تم ذلك .
الزوج : و بعيداً عن كل هذه السفالة ، على الأأقل سوف يولد الطفل . لقد كنت والده ، بعد كل ذلك.
الزوجة : أنا على نحو ما مذهولة ... بكل هذا .
الزوج : أعرف أنك كذلك يا عزيزتى ( ينهض ) حاولى أن تستوعبى ذلك و أنا راحل .
الزوجة : راحل ؟
الزوج : أنا ذاهب إلى القبو الآن .
الزوجة : لكى ترتدى أزياءك ؟
الزوج : لا . لكى أحرقها .
الزوجة : أتحرقها ؟
الزوج : نعم . لقد انتهى كل شئ الآن . لأنك عرفت أن دورالماسك قد أنتهى و سيكون من الحمق محاولة ارتدائه مرة أخرى ، لن أكون سوى أنانى غير محترف . يمكن أن تكون حياتنا سخيفة كما كانت من قبل أن اكتشف هذه الطريقة ، لذلك سأذهب لتدمير دورى .
( وقفة ، ينظرإليها )
وعندما أعود أريد منك الرحيل .
الزوجة : الرحيل ؟
الزوج : ينبغى أن ترحلى عنى الأن ..
الزوجة : لا .
الزوج : ينبغى عليك ،أوه يا عزيزتى ، هذا ضرورى لكى يستمر حبك لى . لا أعرف ما شكل الذى سيتخذه الانحراف بعد ذلك ، خذى الطفل وارحلى
الزوجة : أبداً .
الزوج : رجاء ، انصتى ، لا أعرف ما الذى أفكر فيه بعد ذلك ، فى السرداب . لقد كان هناك جان جنيه والماكير دى ساد كاملاً ، سأعيد قراءتهما معاً ، باحثا عن التفصيلات المعقدة للانحراف الجنسى . ربما سأظهر من جديد بالسوط ،وأنا ألبس حذاء راكب الخيل أو ألبس مثل امرأة . اخرجى يا عزيزتى . اسرعى إلى الضواحى . امنحى طفلى حياة طبيعية سوية . اذهبى !
الزوجة : طبيعة ؟ طبيعة ؟ ( تضحك بشكل عير عادى ) ما هو الطبيعى ؟
الزوج : أنت طبيعية يا حبى ؟
الزوجة : أنا ؟ أوه يا إلهى ، ما تعرفه قليل !
( بجدية )
اجلس ، لدى حكاية سأحكيها لك .
الزوج : لا يمكنك أن تقولى شيئاً
الزوجة : اجلس .
الزوج : لا شئ .
الزوجة : لقد عرفت كل ما يتعلق بك يا عاشقى الأسود .لقد كنت أعرف طوال الوقت أنك عاشق الأسود .
الزوج : ( يجلس ) أكنت تعرفين ؟
الزوجة : منذ البداية .
الزوج : لكن كيف ؟
الزوجة : منذ خمس سنوات ، عندما أعلمتنى أنك قد خططت لبعض الدروس المسائية أصابنى الشك . ولذلك عندما غادرت لأول درس ، تتبعتك .
الزوج : تتبعتينى :
الزوجة : نعم . تتبعت زوجى ، سرت خلفك إلى محل بيع الملابس المسرحية الصغير فى وسط البلدة حيث اشتريت ملابسك التنكرية . وسرت وراءك إلى هنا . سرت خلفك إلى السرداب وأنت تختفى وراء سخان المياه ، أشاهدك وأنت تغير ملابسك إلى الأسود المسكين .
الزوج : تجسست على ...
الزوجة : نعم ، تجسست عليك ، يا عزيزى . يمكر وربية ، مثل مربية عجوز . لكن عندما رأيت ما تفعل ، و عندما فهمت أن ماتفعله كان من أجلى ، رق قلبى عليك ، مع اندفاعة من الأشتياق ، عدت إلى طابق الأعلى وأنا أتحرق لاستقبالك ، لكن فى ذات الوقت كنت أخشى أن تكون قد عرفت أننى راقبتك . فكن بهوس أخفت الأضواء ، لكى أجعل الأمور أسهل لكل منا .
الزوج : لقد أعتقدت أن ذلك لأنك رومانسية .
الزوجة : أعرف أنك اعتقدت ذلك يا حبيبى . وقد تركتك تظن ذلك. لكن لا ، كان ذلك ببساطة لأننى لا أود أن اكشف نفسى .
الزوج : أكنت تمثلين طوال الوقت ؟
الزوجة : نعم . ألم أكن جيدة ؟ اتظاهر بأنك شخص ما جديد وغريب ؟ أنا ، أنا التى ليست ممثلة ، ارتجلت مثل ممثلة محترفة طوال المشهد .
الزوج : ( هازاً رأسه ) من الصعب أن أصدق لقد كنت تبدثين مثارة جداً
الزوجة : لقد كنت ! كنت مثارة للغاية . سأعترف بذلك . ذلك الغريب ، الودود الحنون، الممازح الذى يعطى ويأخذ ، مع كل هذه الإيحاءات العنصرية الغريبة . ألقيت بنفسى فى ذلك من أجل الانتقام ، لكن عندما حملتى إلى داخل غرفة النوم ... تغير كل شئ .
الزوج : ماذا تقصدين ؟ كنت مثل النمر ؟
الزوجة : كنت كذلك يا عزيزتى . كنت نمراً . لكننى لم أكن كذلك .
الزوج : تقولين أنك أحببتينى .
الزوجة : كنت فقط أتظاهر ، أنا فى الواقع كرهتك .
الزوج : كرهتينى ؟
الزوجة : كرهت نفسى كان ذلك مرعباً . شعرت يالذنب الشديد كل عذابات الشهوة القديمة كان مبالغاً فيها ، كما كانت مع رواق من الذكريات أردت على الأقل أن أبكى كما أفعل عادة بشكل طبيعى معك ، وأنت أبيض البشرة ، لكن الآن وقد صرت أسود البشرة ، ينبغى على أن أخمد آهاتى . و الأسوأ ، أنا على أن أتظاهر ، أن أمثل ، لتزييف التجربة الحقيقية للمرأة فى داخلى ! وطوال كل ذلك الوقت أشعر كما لو كنت شيئاً ، موضوعاً ، مخلوقاً بلا روح ، محظية مسكنية مثيرة للشفقة بين ذراعى العاهل الحبشى .وعندما تغادر ، تغادر أخيراً أرقد فقط على السرير ، ذراعاى مفرودتان على صدرى ، مثل حجر منحوت فى قبرى يستغرق الأمر قدرا من الطاقة أسجمعها لكى أنهض وأحييك عند الباب عندما تعود من درسك المزعوم.
( وقفة )
الزوج : هكذا . لخمس سنوات مضت وأنت فى قلب الجحيم
الزوجة : لا . بعد تلك الأمسية المروعة الأولى لم أعد أعانى شيئاً .
الزوج : تقصدين ، أنك قد تعودت ...
الزوجة : أقصد ، لم أكن هناك .
الزوج : ألم تكونى هناك ؟
الزوجة : لا . غادرت المنزل مباشرة بعد أن دخلت أنت إلى السرداب .
الزوج : لكن إذن من .. كان هنا ... معى ؟
الزوجة : جئت بالبديل .
الزوج : فهمت .
الزوجة : أوه عزيزى ، حاول أن تفهم . لم أستطع بكل بساطة أن أتحمل أمسية مثل هذه . العار ، التظاهر – إن ذلك يجعلنى أثور . و مع ذلك عرفت كم يعنى ذلك لك ! طوال اليوم التالى ، أعملت فكرى ، محاولة أن أحصل على الشىء الذى يمكن أن يرضى كل منا . أخذت جولة طويلة ، تجولت فى المدينة كلها ، فى الأخير حوالى ساعة قبل أن أعود إلى المنزل رأيت امرأة بدت أشبه بى قليلاً : نفس الشعر نفس الطول ... تقريباً نفس العمر . كانت على الأقل فرصة ، قبل أن أعرف حقاً ماذا على أن أعمل ، اقتربت منها و سألتها إذا ما كانت تحب أن تنام مع زنجى . طبيعى أنها قالت تود . وهكذا من الآن و لمدة خمس سنوات أتت هذه المرأة الطيبة إلى هنا ، بينما كنت أنت فى السرداب تغير ملابسك . و فى الضوء المعتم تظاهرت أنها أنا .
الزوج : فهمت .
الزوجة : هل كرهتنى كثيراً ؟
الزوج : لا . لم أكرهك . لكن يجب أن أقول على نحو ما ... أننى مندهش .
الزوجة : أشك أن تكون كذلك .
الزوج : لكن ماذا عن ذلك ؟
( يشير إلى بطنها )
الزوجة : ( تمسك بطنها ) أه ، هذا ...
الزوج : نعم . هذا .لمن ذلك ؟
الزوجة : الآن، تحملنى يا عزيزى ، فى تلك الليلة بينما أنت فى السرداب ، و بينما هذه المرأة الطيبة تجهز نفسها لعودتك ، كنت أذهب مع زنجى حقيقى ، ذلك ما كان باختصار ، تقف سيارته الكادبلاك فى هدوء أمام الباب الرئيسى . يشعل المصابيح الأمامية ، فأنسل خارجة و أركب معه إلى الحى الأسود . و هناك على مرتبة قديمة تعج بالقمل ، مقروضة بالفئران ، نمارس الحب ، الحب الذى أعطيت له نفسى لأول مرة فى حياتى لأننى شعرت معه أننى لم أكن أكفر فقط عن ذنبى الخاص بل عن ذنوب أمريكا كلها .
الزوج : فهمت . و لذلك هو والد هذا .
الزوجة : لا .
الزوج : لا ؟
الزوجة : على نحو ما ، حتى لو لم تكن هذه العلاقة كافية . على نحو ما ، فى الحى مع كل تلك الموسيقى الروحية التى تدق حولى ، مع كل ذلك الإحباط و كل ذلك الغضب ، و مع كل ذلك شعرت كما لوكنت لم أتقن دورى . لأننى خنت عشيقى من أجل صديقه . و مع صديقه إلى صديق آخر ، وهكذا الثالث و االرابع ، مع بورتوريكو ، المكسيكى الأمريكى ، و الهنود فى الإغاثة . أوه يا عزيزى ، لمدة خمس سنوات ، كنت أقدم نفسى بوصفى ضحية بيضاء منتشية مع أى شخص ذى دخل أقل من خمسة آلاف .
الزوج : و هكذا الأب هو ...
الزوجة : الظلم الاجتماعى ، بشكل عام وعلى نطاق واسع .
الزوج : أفهم .
الزوجة : و الآن سوف ترحل عنى . أليس كذلك ؟
الزوج : أنا ؟ أرحل عنك الآن ؟
( يضحك بغرابة )
أريد أن أبقى أكثر من الأول
( ينظف غليونه بعناية )
ماذا يمكن أن تقولى .. لو قلت ... أن كل شىء قد قلتيه لى ... أثارنى ؟
الزوجة : أثارك ؟
الزوج : لقد جعلت الدم يغلى فى عروقى . منحتينى قشعريرة الرغبة العريضة ... ماذا تقولين لو قلت أن تجربتك فى الحى االأسود أشعلت الشبق الحيواني فى داخلى ؟
الزوجة : حقاً ؟
الزوج : ( وهو مازال ينظف غيلونه ، دون أن بنر إليها ) ماذا تودين أن تقولى لو قلت ... أننى فجأة أريد أن أجرب – كيف يمكن أن أصغ ذلك ؟ - حقى الشرعى عليك ؟ ذلك أننى أريد أسرقك من الفلاحين و أحملك إلى غرفة نومى و أفسدك بأضواء القراءة التى تشتعل كاملة .
( ينظر إليها باهتمام )
ماذا تقولين لو فعلت ذلك ؟
( وقفة . تنظر إليه فى خفر )
الزوجة : أقول ... أفعل ذلك .
الزوج : ممم .
الزوجة : ( بسرعة ) دعنى أضيف هذا : دعنى أضيف تلك المرأة أيضاً ، قادرة على إثارة الرغبات الغريبة ، من الصعب قول هذا ، لكن النظر إليك الآن و أنت مسترخٍ فى ذلك المقعد ، و محاط بكتبك و أوراقك جعلنى - فجأة - مفوعة بغرابة لتجريب وسائل الراحة العفنة لممارسة حب الزواج البرجوازى . يقولون أن الأمريكان فى باريس يفسدون بسبب الطعام الثرى ، و يشتاقون إلى الهامبورجر البسيط . و هكذا الأمر معى من أجلك . الليلة .
الزوج : ( ينهض فى بطء ) إذن ...
الزوجة : ( متراجعة بعيداً عنه ) لكن مع ذلك مازال هناك هذه ( تشير إلى بطنها ) هذه المشكلة .
الزوج : ( متحركاً نحوها ) ليس فى ذلك مشكلة .
الزوجة : لا مشكلة ؟!
الزوج : هذه مجرد مشكلة مقدمة للمشكلة . الآن قد انتهينا من حل المشكلة ، لسنا فى حاجة ماسة للمقدمة .
الزوجة : لا أتفق معك فى ذلك .
الزوج : تلك مجرد بداية آلية ، الآن العجلة تدور ، لسنا فى حاجة إلى من يبدأ .
الزوجة : ( ناظرة إلى أسفل بطنها ) أوه .
الزوج : ( يلاحقها ) ليس ذلك طفلاً حقيقياً .
الزوجة : ( متراجعة بعيداً ) أليس طفلاً حقيقياً ؟
الزوج : لا . هذه بالونة
الزوجة : بالبونة ؟
الزوج : بالونة . أو كيس ممتلىء بالهواء مثل المثانة أو كرة شاطىء قديمة .
الزوجة : إنه طفل . أنا واثقة من نفسى تماماً .
الزوج : لا . لا . انظرى . سأكشف لك
( يأخذ الشق المعدنى الحاد من منظف الغليون ، و يمنحها خبطة خفيفة على بطنها )
ضربة
( هناك فرقعة ثم صوت هسيس تفريغ الهواء، ثم تفرغ من الهواء فى بطء ، كلاهما يشاهد ذلك )
كما رأيت ؟ كانت المشكلة نظرياً بسيطة
( وقفة )
الزوجة : ( ناظرة إليه فى خجل ) ألسنا مرعبين ؟
الزوج : ( ذاهباً إلى مقعده ، مغلقاً كتابه ، مرتباً المكان بعناية ) أنت بدأت فى ذلك .
الزوجة : أعرف . كان ذلك دورى . أنت بدأت قبلا .
الزوج : ( مرتباً كتبه و أوراقه ) حسناً ، إنه أمر مضحك .
الزوجة : ألا ينبغى أن نرى طبيباً نفسياً ؟
الزوج : ( ينفض غليونه ، و يضع نظارته فى جراب النظارة ) لماذا ؟ نحن سعيدين.
( يطفىء الأضواء . خشبة المسرح مضاءة فقط من الجهة اليسار )
الزوجة : لكننا فاسدان جداً
( ينظر إليها ثم يلقى برأسه إلى الوراء ، و ينعق فيها نعقة طويلة ثم مثل طرازان ، ثم يضرب صدره مثل الغوريلا ، تضحك )
هدوء ! سوف توقظ الأطفال !
( يحملها بين ذراعيه ، تضربه بشكل درامتيكى و تتحدث فى لكنة إنجليزية )
لا . يا طرازان ! الرجال البيض لا يأخذون النساء بالقوة ! لا يا طرازان الرجال البيض يلاطفون نساءهم إنهم متحضرون ، يا طرزان . إنها مسألة معقدة جداً . هل تفهم ما أقول ؟ معقدة . معقدة ...
( تضحك عاليا ، و تضرب بقدميها بينما يحملها خارجا بها من الجهة اليسرى من المسرح )
ستار
المؤلف : أيه. آر. جارني/ : A . R . Gurney هو ألبرت رامسديل جارنى ، كاتب مسرحى وروائى و اكاديمى أمريكى ، ولد عام 1952 فى بوفالو بولاية نيويورك . تخرج من كلية وليامز في عام 1952، وخدم كضابط في البحرية، وبعد ذلك حضر كلية ييل للدراما. لسنوات عديدة، كان يدرس الأدب في M.I.T.، لكنه انتقل الى نيويورك في عام 1982 لتكريس المزيد من الوقت للكتابة للمسرح. وقد حصل على قدر لا بأس به من الجوائز خلال مسيرته، وأصبح الآن عضوا في قاعة مسرح الشهرة والأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب. ويعيش جارنى الآن في روكسبري، كونيتيكت ونيويورك. وتشمل مسرحياته المشكلة، رسائل حب، ومشاهد من الحياة الأمريكيةوغيرها ، وتعد مسرحيته المشكلة التى نترجمها الى العربية اليوم من أكثر مسرحياته انتاجا فى المدارس والجامعات وكذلك خارج الولايات المتحدة الأمريكية .