نقوس المهدي
كاتب
[SIZE=6]أحمد بغدادي
الجنس والشريعة الإسلامية ج[/SIZE]1
مقدمة :
نتفق جميعاً في المجتمع الإسلامي على الأساسيات والثبوتيات التي وضعها الإسلام والسنّـة النبوية، وما أشار له بعد ذلك الصحابة والخلفاء والعلماء، الذين استقوا من هذه الأساسيات الموضوعة من قبل الإسلام واجتهدوا فيها دون مساس الركائز الأساسية المُـتّفق عليها . ولذا حذّرَ الإسلام الجميع تحذيراً قاطعاً في مسائل تمسّ جوهر الدين والأخلاقيات الدينية والعادات العربية في المجتمعات القديمة والمعاصرة، وما بعدها إلى يوم الدين . إن انتزاع الجوهر الأخلاقي من قوم ٍ حتى لو كانوا غير مسلمين، يُشكّل خللاً في حياتهم وسلوكياتهم ، ويفضي إلى شرخ ٍ كبيرٍ في مسألة التواصل الاجتماعي والحياتي ، ويضيف صبغة ً سيئة السمعة على مدى طويل من حياتهم ، مما يؤدي إلى إخراجهم عن دائرة المجتمعات المُحافِظة والمُلتزِمة دينياً أو أخلاقياً .. ومن أحد الأمور التي أشار إليها الإسلام ونهى عنها نهياً قاطعاً ، وكما تواترت الأحاديث النبوية التي تشير إلى هذا الأمر وتناقلها السلف من العلماء ومن المسلمين ، وسمِـعَ عنها غير المسلمين، هو أمرٌ بات شائعاً في المجتمع الإسلامي خاصةً وأخذت ظاهرته تنتشر في كافة المجتمعات العربية غير المسلمة عوضاً عن باقي المجتمعات الغربية التي نعرف مدى انتشاره بأساليب مختلفة . هذا الأمر المُـحذّر منه (( الجنس )) كما أسماه بعض المفكرين "الذئب اللطيف " وهذا الذئب الذي يفترس ويأكل في كل أنحاء العالم على مدى العصور ، يتقمصه البشر بأساليب شتى تُـظهر خطره على حسب التعامل معه ، فهو ( سلاحٌ ذو حدين ) فتكَ بالمجتمعات فتكاً شديداً وتركَ أثراً عنيفاً عند الكثير من الناس الذين تعرضوا لهذا الذئب من خلال حالات نستطيع أن نُـسميها مسميات شتى ، أو بالأحرى هي حالات انتشرت حول العالم الإسلامي والعالم جمعاً ؛ هذه الحالات في الجنس ، وهي أخطر الحالات التي انتشرت ولها باعٌ طويل ، تناقض الأخلاقيات والإنسانية في كل المجتمعات ، ألا وهي (( الاغتصاب )) ، فالاغتصاب يترك أثراً نفسياً سيّـئاً واجتماعياً أسوأ إن كُـشِـفتْ ستائره للمحيط الاجتماعي الذي يُـحيط بالضحية (( المُـغتَصَب )) وخاصةً في المجتمعات الإسلامية التي لديها نظرةٌ لا ترحم الشخص الذي تعرّض للاغتصاب ، على أنه شريكٌ في هذه الجريمة ، ولا ينظرون نظرةً أخرى غير ذلك ، إذ أن الرادع الديني يؤثِّر تأثيراً واسعاً على عقولهم وتفكيرهم تجاه هكذا أمور .! ومن الحالات الأخرى التي نمرّ عليها مروراً سريعاً هي حالة " الجنس البارد " الذي أوصلَ حالاتٍ كثيرة ً في مجتمعاتنا الإسلامية إلى الطلاق أو الزنى ، وخيانة الزوجة لزوجها أو العكس ، وقد يُـسبب البرود الجنسي نتائجَ سلبية في حياة العائلة وتنعكس هذه النتائج على أفراد العائلة من الأبناء ، ويؤدي ذلك إلى انحلال الأُسرة وتشرذمها ، وإضفاء طابع اجتماعي سلبي ( سلوكي ـ أخلاقي ) بين أفراد هذه العائلة .
الجنس في الشريعة الإسلامية :
يقول " جورج بالوشي هورفت " في كتابه ــ الثورة الجنسية ــ (( بعد أن كادت أذهاننا تكف عن الخوف من الخطر الذرّي ، ووجود " سترونيتوم 90 " في عظامنا وعظام أطفالنا ..لا يفتقر العالم إلى عناصر بشرية تقلق للأهمية المتزايدة التي يكتسبها الجنس في حياتنا اليومية ، وتشعر بالخطر إذ ترى موجة العري وغارات الجنس لا تنقطع . ينشغل هؤلاء الناس انشغالاً جاداً بالقوة الهائلة التي يمكن أن تصل إليها الحالة الجنسية ، إذ لم يحدها الخوف من الجحيم ، والأمراض السارية والحمل ؛ وفي رأيهم أن أطناناً من القنابل الجنسية تنفجر كل يوم ويترتب عليها آثاراً تدعو للقلق ، قد لا يجعل أطفالنا وحوشاً أخلاقية فحسب ، بل قد تشوّه مجتمعات بأسرها )) .
ومن مدعاة القلق في حياتنا الاجتماعية ــ الإسلامية ــ تلك الحالات التي نسمع عنها أو نراها عن طريق الفضائيات في مجتمعات أخرى، أو في مجتمعاتنا الحالية ؛ الآفة الكبرى التي ضربت أطنابها في المجتمعات المُـحافِـظة خصيصاً ، وهي حالات اغتصاب الأب أو الأخ لأحد أفراد أسرته ، رغم الرادع التربوي في ــ الصِـغر ــ أو الديني المتمثّــل بالعادات والتقاليد أو المجتمع المُـحيط . تأتي مثل هذه الحالات استثنائية ونستطيع القول عنها تُشكّـل 3 % بين كل 20 % من الأُسر التي تعاني من تفكك أو حالات جوع جنسي في مجتمعاتها المحافظة وغيرها وحرمان عاطفي حسب إحصائيات معاهد ومؤسسات حقوقية و تأهيلية اجتماعية في العالم ، وأحياناً توجد مثل هذه الحالات بسبب عدم الضبط الأُسري، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الزوجين ووعيهما إلى هذا الخطر الذي يهدد كل لحظة بناء الأسرة وأخلاقياتها ودينها وعاداتها في المجتمع . وإن قلنا أن بعض الحالات تأتي بمقدار ٍ بسيط من حيث ما ذكرنا آنفاً في مجتمعاتنا الإسلامية ، لها تداعيات أكبر من بساطتها بسبب الأزمة الأخلاقية الإسلامية الرادعة . وما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام في شأن الزنى والفاحشة ((وما تشيع الفاحشة في قومٍ قط إلا عمّهم الله بالبلاء)) وهذا البلاء يأتي بأشكال ٍ متنوعة، أكان على المستوى الديني الإسلامي ، كحسابٍ يوم القيامة أو على المستوى الدنيوي الاجتماعي في الدنيا وما يُـخلفه من نتائج ــ فضائح وكِـرب ٍ وفقر ٍ وضنك ــ وللإشارة هنا إلى تَــوَعّد الله تعالى بالزاني ــ الفقر لو بعد حين ــ كما النظرة ــ الفضيحة ــ الاجتماعية ونتائجها السلبية . فالجنس لا يرتبط بالمفهوم الإسلامي فقط وفي باقي الأديان على أنه عملٌ فعليٌ بين اثنين يجمعهما زواجٌ وعقدُ نكاح ٍ عند شيخ ٍ أو محكمة أو جامع ، أو في كنيسة وغيرهم لدى الأمكنة الدينية في الأديان .. فهو مفهومٌ حسيّ لا يخضع أو يرتبط بقواعد وأمزجة أو أعراف ٍ تُـكتِـفه وتلجمه بمرتكزات ٍ بُـنيَـتْ عليها ، ومما يُـجزم ذلك ويؤكد مفهومه الطبيعي الغريزي ، وخاصة ً في عصرنا هذا ، هو ما نراه يومياً من عُـريٍّ في الفضائيات كالإعلانات والأفلام الــ" أيروتيكية " شبه المُـعراة وباقي الوسائل في الشوارع مثل الألبسة التي تدعو بشكل غير مُـباشِـرٍ إلى الإباحة والمجون ، ومما يَـمرُّ بنا كل يوم أيضاً ، اللغة ــ الحديث اليومي ــ عند العامة والذي يؤثر تأثيراً جمّـاً عند الأطفال الذين يكتسبون ما أخفاه عنهم ذويهم من ناحية الأسئلة الجنسية بشأن الولادة أو التكاثر ، ونشير هنا إلى مجتمعاتنا الشرقية التي تفتقر إلى التربية الجنسية المُـمَـهدة والتي باستطاعتها وضع ركائز لدى الأطفال بطريقة سلسة في مناهجهم الدراسية تُـغنيهم عن اكتساب المعلومات أو الألفاظ الجنسية من الشوارع أو الغير . ونسردُ هنا قصة ً عابرة بشأن الجنس منذ خَلِقِ البشرية ، وهذه القصة ورَدَتْ في الأساطير اليونانية التي تحدّثتْ عن الأنثى التي خلقها الله قبل حواء، وكان اسمها ( ليليت ) فهذه الأخيرة رفضت رغبة ــ آدم ــ في الحالة الجنسية أي ( الامتطاء ) على أن تكون فوقه لا تحته عند " المجامعة " فغضبَ عليها خالقُها ونبذها وأنزلها إلى الأرض ، وشاعَ في الأسطورة أيضاً على أن ــ ليليت ــ بعد أن هبطتْ إلى الأرض ، أصبحتْ تحقد على الأطفال الذين أنجبهم آدمُ من حواء بعدها، وصارت تأكل قلوبهم انتقاماً لما جرى معها بسبب رغبتها (الوضع الجنسي) ورَفض ِ آدم .
هنالك مداخلٌ كثيرة في الشريعة الإسلامية تتحدث عن الجنس، ونتطرّق إلى باب ٍ من أبواب ِ هذه المداخل، وهو بابٌ خطيرٌ هَدَّدَ ومازال يُـهدِّد أخلاقيات المجتمعات العربية والإسلامية قاطبةً، لاسيما الغربية .. (( الدعارة )) .
ــ ظاهرة البغاء والمومسات والقاسم السياسي المشترك بينهما قبل الاجتماعي :
إن ظاهرة الدعارة لم تأت ِ من بابِ الفراغ أو الحاجة للإشباع الجنسي فقط أو الحاجة المادية ، إنما ترتبط بمصالح اجتماعية ( سياسية ) أحياناً عند المومس أو المُـروّج لها أو الشخص الذي يحميها ويدفعها للعمل في هذا المجال " صاحب المَـنْـصِـب " لحسابات ٍ ومنافع شخصية أكانت في المجتمع الذي يحيطهما أو على مستوى أبعد من ذلك كنظرة مادية ( مَـنْفَـعية ) وهذا ما نشاهده كردة ِ فعل ٍ من الناس تجاه هذه الظاهرة المُستشرية على أنها مرضٌ مُستفحل ساعَدَ على وجوده عدة عوامل ، أهمّها المروجون لها من أصحاب المراكز في المجتمعات الراقية ( المخملية ) وامتدت هذه الحالة إلى تصوراتٍ مُـوْرسَـتْ تقليداً للمجتمع الغربي ، قد لا يستوعبها العقل الشرقي ـ الإسلامي ـ منها ظاهرة السُـحاق بين الإناث أو كما يُسمّى (الحالة العاطفية بين الجنس الشبيه أمام الشبيه ) ! .. وذلك شذوذ ٌ مُـفتعل أو نقصٌ ( هرموني ) أو خلافه يُـطَـبّق على كلا الجنسين من البشر كاللواط ولهذي الأمور أمثلة كثيرة دينية أو اجتماعية نَذكُـر بعضها مع الاستناد للآيات القرآنية وللمسائل العلمية :
الطرح القرآني جاء في وصف الحالات الشاذة أو بمخالفة الأُسس الدينية التي جاء بها الإسلام:
(( أولئك كالأنعام بل أضلُّ سبيلا )) إذ وصفهم الله تعالى بمسألة الغرائز كالحيوان ؛ ونأخذ الاسم ــ الحيوان ــ هنا الذي يُـطبّق على الإنسان بمعنى الحياة ، فجمع حياة هو ( حيوات) .. والحيوان هنا بالتفسير العلمي الذي يعيش الحياة ــ الطعام والتكاثر ــ والبحث عنهما بغريزةٍ وضعها الله لاستكمال الدورة الحياتية التي وضعها لإضفاء الشيء المناسب لخدمة الإنسان الذي كرّمه ربُ العالمين ، فالإنسان حيوانٌ لمجرد وجوده في الحياة إلا إذا كان وجوده من أجل ِ هدف ٍ ورسالة ٍ
( تُـبيّن وجوده لأجل ِ شيء ٍ ما ) ويميزه الله بالعقل عن سائر المخلوقات، وبياناً لهذا الطرح قال الله تعالى :
( إنّــا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
يُـتبع ...
* عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
الجنس والشريعة الإسلامية ج[/SIZE]1
مقدمة :
نتفق جميعاً في المجتمع الإسلامي على الأساسيات والثبوتيات التي وضعها الإسلام والسنّـة النبوية، وما أشار له بعد ذلك الصحابة والخلفاء والعلماء، الذين استقوا من هذه الأساسيات الموضوعة من قبل الإسلام واجتهدوا فيها دون مساس الركائز الأساسية المُـتّفق عليها . ولذا حذّرَ الإسلام الجميع تحذيراً قاطعاً في مسائل تمسّ جوهر الدين والأخلاقيات الدينية والعادات العربية في المجتمعات القديمة والمعاصرة، وما بعدها إلى يوم الدين . إن انتزاع الجوهر الأخلاقي من قوم ٍ حتى لو كانوا غير مسلمين، يُشكّل خللاً في حياتهم وسلوكياتهم ، ويفضي إلى شرخ ٍ كبيرٍ في مسألة التواصل الاجتماعي والحياتي ، ويضيف صبغة ً سيئة السمعة على مدى طويل من حياتهم ، مما يؤدي إلى إخراجهم عن دائرة المجتمعات المُحافِظة والمُلتزِمة دينياً أو أخلاقياً .. ومن أحد الأمور التي أشار إليها الإسلام ونهى عنها نهياً قاطعاً ، وكما تواترت الأحاديث النبوية التي تشير إلى هذا الأمر وتناقلها السلف من العلماء ومن المسلمين ، وسمِـعَ عنها غير المسلمين، هو أمرٌ بات شائعاً في المجتمع الإسلامي خاصةً وأخذت ظاهرته تنتشر في كافة المجتمعات العربية غير المسلمة عوضاً عن باقي المجتمعات الغربية التي نعرف مدى انتشاره بأساليب مختلفة . هذا الأمر المُـحذّر منه (( الجنس )) كما أسماه بعض المفكرين "الذئب اللطيف " وهذا الذئب الذي يفترس ويأكل في كل أنحاء العالم على مدى العصور ، يتقمصه البشر بأساليب شتى تُـظهر خطره على حسب التعامل معه ، فهو ( سلاحٌ ذو حدين ) فتكَ بالمجتمعات فتكاً شديداً وتركَ أثراً عنيفاً عند الكثير من الناس الذين تعرضوا لهذا الذئب من خلال حالات نستطيع أن نُـسميها مسميات شتى ، أو بالأحرى هي حالات انتشرت حول العالم الإسلامي والعالم جمعاً ؛ هذه الحالات في الجنس ، وهي أخطر الحالات التي انتشرت ولها باعٌ طويل ، تناقض الأخلاقيات والإنسانية في كل المجتمعات ، ألا وهي (( الاغتصاب )) ، فالاغتصاب يترك أثراً نفسياً سيّـئاً واجتماعياً أسوأ إن كُـشِـفتْ ستائره للمحيط الاجتماعي الذي يُـحيط بالضحية (( المُـغتَصَب )) وخاصةً في المجتمعات الإسلامية التي لديها نظرةٌ لا ترحم الشخص الذي تعرّض للاغتصاب ، على أنه شريكٌ في هذه الجريمة ، ولا ينظرون نظرةً أخرى غير ذلك ، إذ أن الرادع الديني يؤثِّر تأثيراً واسعاً على عقولهم وتفكيرهم تجاه هكذا أمور .! ومن الحالات الأخرى التي نمرّ عليها مروراً سريعاً هي حالة " الجنس البارد " الذي أوصلَ حالاتٍ كثيرة ً في مجتمعاتنا الإسلامية إلى الطلاق أو الزنى ، وخيانة الزوجة لزوجها أو العكس ، وقد يُـسبب البرود الجنسي نتائجَ سلبية في حياة العائلة وتنعكس هذه النتائج على أفراد العائلة من الأبناء ، ويؤدي ذلك إلى انحلال الأُسرة وتشرذمها ، وإضفاء طابع اجتماعي سلبي ( سلوكي ـ أخلاقي ) بين أفراد هذه العائلة .
الجنس في الشريعة الإسلامية :
يقول " جورج بالوشي هورفت " في كتابه ــ الثورة الجنسية ــ (( بعد أن كادت أذهاننا تكف عن الخوف من الخطر الذرّي ، ووجود " سترونيتوم 90 " في عظامنا وعظام أطفالنا ..لا يفتقر العالم إلى عناصر بشرية تقلق للأهمية المتزايدة التي يكتسبها الجنس في حياتنا اليومية ، وتشعر بالخطر إذ ترى موجة العري وغارات الجنس لا تنقطع . ينشغل هؤلاء الناس انشغالاً جاداً بالقوة الهائلة التي يمكن أن تصل إليها الحالة الجنسية ، إذ لم يحدها الخوف من الجحيم ، والأمراض السارية والحمل ؛ وفي رأيهم أن أطناناً من القنابل الجنسية تنفجر كل يوم ويترتب عليها آثاراً تدعو للقلق ، قد لا يجعل أطفالنا وحوشاً أخلاقية فحسب ، بل قد تشوّه مجتمعات بأسرها )) .
ومن مدعاة القلق في حياتنا الاجتماعية ــ الإسلامية ــ تلك الحالات التي نسمع عنها أو نراها عن طريق الفضائيات في مجتمعات أخرى، أو في مجتمعاتنا الحالية ؛ الآفة الكبرى التي ضربت أطنابها في المجتمعات المُـحافِـظة خصيصاً ، وهي حالات اغتصاب الأب أو الأخ لأحد أفراد أسرته ، رغم الرادع التربوي في ــ الصِـغر ــ أو الديني المتمثّــل بالعادات والتقاليد أو المجتمع المُـحيط . تأتي مثل هذه الحالات استثنائية ونستطيع القول عنها تُشكّـل 3 % بين كل 20 % من الأُسر التي تعاني من تفكك أو حالات جوع جنسي في مجتمعاتها المحافظة وغيرها وحرمان عاطفي حسب إحصائيات معاهد ومؤسسات حقوقية و تأهيلية اجتماعية في العالم ، وأحياناً توجد مثل هذه الحالات بسبب عدم الضبط الأُسري، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الزوجين ووعيهما إلى هذا الخطر الذي يهدد كل لحظة بناء الأسرة وأخلاقياتها ودينها وعاداتها في المجتمع . وإن قلنا أن بعض الحالات تأتي بمقدار ٍ بسيط من حيث ما ذكرنا آنفاً في مجتمعاتنا الإسلامية ، لها تداعيات أكبر من بساطتها بسبب الأزمة الأخلاقية الإسلامية الرادعة . وما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام في شأن الزنى والفاحشة ((وما تشيع الفاحشة في قومٍ قط إلا عمّهم الله بالبلاء)) وهذا البلاء يأتي بأشكال ٍ متنوعة، أكان على المستوى الديني الإسلامي ، كحسابٍ يوم القيامة أو على المستوى الدنيوي الاجتماعي في الدنيا وما يُـخلفه من نتائج ــ فضائح وكِـرب ٍ وفقر ٍ وضنك ــ وللإشارة هنا إلى تَــوَعّد الله تعالى بالزاني ــ الفقر لو بعد حين ــ كما النظرة ــ الفضيحة ــ الاجتماعية ونتائجها السلبية . فالجنس لا يرتبط بالمفهوم الإسلامي فقط وفي باقي الأديان على أنه عملٌ فعليٌ بين اثنين يجمعهما زواجٌ وعقدُ نكاح ٍ عند شيخ ٍ أو محكمة أو جامع ، أو في كنيسة وغيرهم لدى الأمكنة الدينية في الأديان .. فهو مفهومٌ حسيّ لا يخضع أو يرتبط بقواعد وأمزجة أو أعراف ٍ تُـكتِـفه وتلجمه بمرتكزات ٍ بُـنيَـتْ عليها ، ومما يُـجزم ذلك ويؤكد مفهومه الطبيعي الغريزي ، وخاصة ً في عصرنا هذا ، هو ما نراه يومياً من عُـريٍّ في الفضائيات كالإعلانات والأفلام الــ" أيروتيكية " شبه المُـعراة وباقي الوسائل في الشوارع مثل الألبسة التي تدعو بشكل غير مُـباشِـرٍ إلى الإباحة والمجون ، ومما يَـمرُّ بنا كل يوم أيضاً ، اللغة ــ الحديث اليومي ــ عند العامة والذي يؤثر تأثيراً جمّـاً عند الأطفال الذين يكتسبون ما أخفاه عنهم ذويهم من ناحية الأسئلة الجنسية بشأن الولادة أو التكاثر ، ونشير هنا إلى مجتمعاتنا الشرقية التي تفتقر إلى التربية الجنسية المُـمَـهدة والتي باستطاعتها وضع ركائز لدى الأطفال بطريقة سلسة في مناهجهم الدراسية تُـغنيهم عن اكتساب المعلومات أو الألفاظ الجنسية من الشوارع أو الغير . ونسردُ هنا قصة ً عابرة بشأن الجنس منذ خَلِقِ البشرية ، وهذه القصة ورَدَتْ في الأساطير اليونانية التي تحدّثتْ عن الأنثى التي خلقها الله قبل حواء، وكان اسمها ( ليليت ) فهذه الأخيرة رفضت رغبة ــ آدم ــ في الحالة الجنسية أي ( الامتطاء ) على أن تكون فوقه لا تحته عند " المجامعة " فغضبَ عليها خالقُها ونبذها وأنزلها إلى الأرض ، وشاعَ في الأسطورة أيضاً على أن ــ ليليت ــ بعد أن هبطتْ إلى الأرض ، أصبحتْ تحقد على الأطفال الذين أنجبهم آدمُ من حواء بعدها، وصارت تأكل قلوبهم انتقاماً لما جرى معها بسبب رغبتها (الوضع الجنسي) ورَفض ِ آدم .
هنالك مداخلٌ كثيرة في الشريعة الإسلامية تتحدث عن الجنس، ونتطرّق إلى باب ٍ من أبواب ِ هذه المداخل، وهو بابٌ خطيرٌ هَدَّدَ ومازال يُـهدِّد أخلاقيات المجتمعات العربية والإسلامية قاطبةً، لاسيما الغربية .. (( الدعارة )) .
ــ ظاهرة البغاء والمومسات والقاسم السياسي المشترك بينهما قبل الاجتماعي :
إن ظاهرة الدعارة لم تأت ِ من بابِ الفراغ أو الحاجة للإشباع الجنسي فقط أو الحاجة المادية ، إنما ترتبط بمصالح اجتماعية ( سياسية ) أحياناً عند المومس أو المُـروّج لها أو الشخص الذي يحميها ويدفعها للعمل في هذا المجال " صاحب المَـنْـصِـب " لحسابات ٍ ومنافع شخصية أكانت في المجتمع الذي يحيطهما أو على مستوى أبعد من ذلك كنظرة مادية ( مَـنْفَـعية ) وهذا ما نشاهده كردة ِ فعل ٍ من الناس تجاه هذه الظاهرة المُستشرية على أنها مرضٌ مُستفحل ساعَدَ على وجوده عدة عوامل ، أهمّها المروجون لها من أصحاب المراكز في المجتمعات الراقية ( المخملية ) وامتدت هذه الحالة إلى تصوراتٍ مُـوْرسَـتْ تقليداً للمجتمع الغربي ، قد لا يستوعبها العقل الشرقي ـ الإسلامي ـ منها ظاهرة السُـحاق بين الإناث أو كما يُسمّى (الحالة العاطفية بين الجنس الشبيه أمام الشبيه ) ! .. وذلك شذوذ ٌ مُـفتعل أو نقصٌ ( هرموني ) أو خلافه يُـطَـبّق على كلا الجنسين من البشر كاللواط ولهذي الأمور أمثلة كثيرة دينية أو اجتماعية نَذكُـر بعضها مع الاستناد للآيات القرآنية وللمسائل العلمية :
الطرح القرآني جاء في وصف الحالات الشاذة أو بمخالفة الأُسس الدينية التي جاء بها الإسلام:
(( أولئك كالأنعام بل أضلُّ سبيلا )) إذ وصفهم الله تعالى بمسألة الغرائز كالحيوان ؛ ونأخذ الاسم ــ الحيوان ــ هنا الذي يُـطبّق على الإنسان بمعنى الحياة ، فجمع حياة هو ( حيوات) .. والحيوان هنا بالتفسير العلمي الذي يعيش الحياة ــ الطعام والتكاثر ــ والبحث عنهما بغريزةٍ وضعها الله لاستكمال الدورة الحياتية التي وضعها لإضفاء الشيء المناسب لخدمة الإنسان الذي كرّمه ربُ العالمين ، فالإنسان حيوانٌ لمجرد وجوده في الحياة إلا إذا كان وجوده من أجل ِ هدف ٍ ورسالة ٍ
( تُـبيّن وجوده لأجل ِ شيء ٍ ما ) ويميزه الله بالعقل عن سائر المخلوقات، وبياناً لهذا الطرح قال الله تعالى :
( إنّــا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
يُـتبع ...
* عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
التعديل الأخير بواسطة المشرف: