حسين حبش - هاء تائهة في الحاء والعكس

1
أيتها الأميرة الصاخبة كالغجر
أيتها السائرة على بحر السوسن والبنفسج
أيتها الكنوز المخبأة في بريق المرمر
تتلعثم أصابعي حين تصافحك
تتلعثم قدماي حين تسير إليك
تتلعثم الكائنات حولي
أنا المسكون بالخبث قليلاً
أمدُّ قامة قلبي بغمازتيه و"حانوته الأعظم"
لقدومك.

2

أحبك
أحب فيك العنق والأصابع
وهي تزيح الشعر عن القبل
أحب دلالك وأنت تقولين:
"كفى يا طمَّاع"
أحب مشيتك وموسيقى خصرك
أحب نهديك الأزرقين
وهما يفران كعصفورين إلى صدري
يا لأزرار قميصك المغطاة بنقوش الفضة
وماء البحيرات.

3

سلمتك قلبي وصومعتي وارتباكي
سلمتك ارتعاشي وذوباني ولهاثي
مذ قبلتك رائحة التفاح تغازل فمي

4

تحت شرفة السماء
تحت ظلال أشجار الكينا
عانقتك
شكراً لهدوء الأحياء الراقية

5

تتبختر أوراق الأشجار لأنها كانت شاهدة علينا
تتراقص أضواء القناديل المطفأة لأنها لم تعابثنا بضوئها
تتآلف النجوم، الغيوم تارة، القمر متذرعاً بالاختباء،
المطر في اختلاساته،
ومباركات السماء أيضاً
لأنها كانت ترافقنا دون أن تدري.

6

يا إلهي كم أحبك
كم أحب طيشك وهفواتك الصغيرة
كم أحب زلات لسانك
كم أحبك حين تقولي:
سأذهب الآن إلى أمي وتكذبين
أو تتناسين ذهابك

7

نحتمي بالأصدقاء ونتحمل خفة ظلهم
نسكب الشاي أو بالأحرى تسكبين أنتِ
ما ألذ الأشياء من يديك

8

أنت مزيج من شذى الأوركيد والمانوليا والتوليب
والغاردينيا والماريبوتا والكولونيا والناردين
والأكاسيا وعباد الشمس
حلو.. حلو اسمك المرصَّع
بالهاء التي تشبه صدفة لؤلؤ بحري
والياء الحالمة على سرير الوردة
والألف المستقيمة كصراط الله
والميم الشامخة الصدر كعذراوات الأساطير

9

تقودينني في زحمة المطر
والسل يأكل رئتي
تقولين: هات أصابعك يا ملعون
لأضع "المحبس" في بنصرك
كي لا تغافل النساء البريئات
أو تغافلك الخبيثات

10

كم كنت أحمقاً حين غافلتك كل هذه السنين
كان لابد أن أحيا بحبك منذ مولد شبحي
كم كنت مذنباً لأني لم أعلق قلبي تحت شرفتك
كي أمزق عنه شحوب ولادتي

11

كل ما قُلْتِهِ من كلام
ستسطره العصافير في دفاتر الغيم
وعندما يبزغ القمر في الأعالي
ستساقط تيجاناً من الورود على رؤوس العشاق

12

كلماتي حشود غزلان ترعى على حقول ابتسامتك
وسنارتي تلتقط الشمس خلخالاً من الضوء لقدميك
لكي يخفق ظلك قمراً على روحي
كم احتاج إلى حرية الماء
وكم احتاج إلى ودك حتى أغرق في الورد
ولا أفيق من جنوني

13

كان يومها يوماً لإشعال النار والرقص
أحرقت بنهديك ذرى شفتيَّ
وتسرَّبت "كالنوروز" إلى أعماقي

14

كنت تشعرين بالذنب وأنت تتقلصين تحت ذراعي
كم قلت لك مراراً
تعالي نسلِّم أنفسنا للبوليس
وكنت تضحكين من فكاهتي وأضحك معك
وتقولين: اللعنة على عقدي
أحبك..
أحبك..
أحبك..

.
صورة مفقودة
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...