لم تكن إلا لحظة عابرة ،هكذا تخيلها أحمد، في شقته التي بدت مزينة بمختلف الشهادات المعلقة علي جدرانها ، وكأننا في معرض فنان تشكيلي بارع حاز مختلف الميداليات و الأوسمة ، لم يكن أحمد الذي اجتاز كل امتحانات سنواته الدراسية بنجاح باهر يحسب أنه في يوم ما في لحظة ما سيجلس ممسكا رأسه براحتي يديه يحملق في...
وقف في غرفته وحيدا ، شاخصا بناظريه باتجاه الصورة العتيقة ، المثبتة على جدار غرفته الشمالي، تثاءب ، تمطى، ثم قال ، لو وهبتني قوة أتغلب بها على عبادك المارقين ، الخارجين عن طاعتك لحوّلت هذه الأرض التعيسة الى جنة دنيوية، هبني قوة أقهرهم بها حتى يتبعون وحيك المقدس، ثم جثم على ركبتيه وأعاد نفس الدعاء...
بدت مجموعة من الهواجس تنتابني فجأة، أطفأت التلفزيون، خرجت لأستنشق بعض الهواء الملوث، عوادم السيارات المارة من أمام منزلنا تجعل الأمر أكثر سوءا بشكل لا يوصف، أبي - رحمه الله - رفض أن نبيع منزلنا المطل بفخرعلى الشارع العام الوحيد في المدينة. لقد كان يرى أن في ذلك ميزة لم أستطع اكتشافها لحد الساعة...
* أي تشابه في الأسماء فهو محض صدفة
دخلت مريم مسرعة إلى غرفة النوع، كان وجهها جميلا كالقمر ، بفعل المواد التجميلية التي غطّته بها بطريقة متناسقة بحيث يستحيل ألا يفتتن بها أي رجل تلتقيه ثم قالت: كل الترتيبات باتت جاهزة و أهل العريس وذويه اتصلوا علي ليخبروني أنهم في الطريق إلينا في الموضوع الذي...
وضع رأسه بين راحتي يديه وانخرط في بكاء صامت، ثم فجأة، أصدر شهيقا ثم زفيرا طويلا جدا حتى أيقنت أن روحه صعدت إلى السماء مباشرة، كانت عيناه حمراوين، وشعر لحيته كثيفا تتخلله شعيرات بيضاء علامة على وقار نادر، أنفه طويل أسفله شنبٌ معد بشكل أنيق، سحنته الباردة والكئيبة توحي لك بسر دفين، كان العرق يغطي...
فتح محمد سالم الباب صباحا وهو يردد عبارته الأبدية "سبحان الله ،سبحان الله ....." ، الساعة تشير إلى الثامنة والنصف، يرتدي قميص أحمر فاتح، بنطلون أخضر عركته السنين، على ما يبدو، عمامة تتدلى منها قطعة على ظهره علامة خاصة بنوع من المتدينين الورعين، ولحية كثة غير ممشطة تتخللها شعرات شيب قليلة جدا،...