الثقافة بناء وليس هدما..دورها الأساس تدليل عوائق التواصل مع الآخر، لأنها بطبعها إنسية.. فهي منتوج بشتى التصورات والأنماط والسلوكات … منتوج يتنامى ولا ينقطع على مدى الكون.. تصنع مفاهيم الوجود والإنسان والتاريخ والمعرفة… تمثل بتميزها شعوبا وحضارات وأجناسا…وحين تضيع، تضيع معها مقومات الإنسان ووجود...
(الجزء الأول)
* البسط المنهجي
- نصوص " عباس" السبعة، على التوالي: ( البحث عن عباس الأول - تغريبة الفتى عباس الثاني - هكذا تكلم عباس الثالث - "عباس الرابع" (هنا استثناء في عدم النشر: لا في المنتديات، ولا في الصحف، وحتى في موقع الكاتب الخاص "الحوار المتمدن" بالفايس بوك..)- هواجس عباس...
المدخل:
المجتمع، إما أن يكون منغلقا، أو محافظا مرنا، أو منفتحا على كل المستجدات...وهذه دينامية ملازمة لكل مجتمع إلى أن تدفع به اضطراريته إلى الحسم..والمجتمع المغربي يمر بنفس السياق من هذا القبيل..فانطلاقا من موقعه على ملتقى بوغاز مكون من بحرين كبيرين وهامين، وبحضارة متوسطية وشساعة أطلسية،...
لكل مجتمع لغته من أجل تواصل طبيعي عام. والتطلع إلى رقي حضاري هو ما يميز بين لغة منضبطة وأخرى طليقة، وهكذا يتكون الفصيح والدارج. فهذا الأخير يصير لهجة غايتها تخاطب اجتماعي شعبي طليق، من أجل تواصل محلي محدود؛ وذلك خلافا للغة المنضبطة المؤهلة بكفاياتها للبحث والمعرفة، وتناول المواضيع النظرية...
- بتألق التجريب في "باكورات الأعمال"، ومنه خاصة هذه المجموعة، كإنجاز أولي للكاتب، تكون "التجربة" قد تكاملت وقامت بذاتها من أول وهلة... ويبدو هنا أن العنوان الرئيس في هذا العمل الإبداعي هو تشاركي بين المجموعة ككل ونص ضمنها يمثلها، فيعتبر هذا الأخير نصا قطبيا بين نصوص الجوار المفترض أن تكون تابعة...
قد تتعدد الثورات وتتناسل، لكن الشرط هو تواليها ناضجة عاقلة راشدة...
المغرب هو قطب هام، تاريخيا وحضاريا وثقافيا، في المنظومة المغاربية..وأنه منذ أكثر من 12 قرنا وهو على نظام دولة قائمة الذات بعواصمها الشهيرة والمركزية، في سيرورة عهوده المتعاقبة، والتي شكلت منه أمبراطورية شاسعة..فإنه، هذا البلد،...
- في العالم المتقدم ديموقراطيا يتلقى الناس كشعوب تربية ديموقراطية ممارسة، بآليات حضارية تدفع بالتنشئة الاجتماعية لجميع الفئات إلى التطور جدليا، نحو صيرورة متنامية لمفهوم الديموقراطية السياسية الفعالة...وإذا سلمنا بالأمر، فنحن مثلا نعيش سياسيا في إطار "ديموقراطية" ما، ولكن لم نتوصل إلى رفع...
المغرب هو الأصل في المنظومة المغاربية؛ فمنذ أكثر من 12 قرنا وهو على نظام دولة قائمة الذات، في سيرورة عهوده المتعاقبة، والتي شكلت منه إمبراطورية شاسعة. فهو تاريخيا مركز محوري لمنطقة غرب شمال إفريقيا، وبهذا استمر مرجعا متأصلا لتراث المنطقة وجامعا للهجاتها ومشكلا للثقافة الاجتماعية والسياسية عبر...
ولد العجل و ماتت أمه البقرة .. لم تكن الأم سوى عجلة اشتراها مولاها بثمن شاق وفرته زوجته منذ أن دخلت منزله إلى أن انجبت له سبع ورثة أولادا وبنات ولا زال بطنها منتفخا ..هؤلاء القوم لم يعرفوا قط طعم لبن أو زبدة بقرة تملكها أسرتهم .. تشوقوا طويلا إلى لذة حليب تجذبه أصابع أمهم من الضرع فينساب حلوا...
مائة ألف نوع من الذباب، ولا واحدة منها تشبه هذه الذبابة المسخ؛ تصوروا أنها قبل صياح الديك قرب طبلة أذني طنت وعلى خدي حطت تلك اللئيمة، ما أفزعها هشي ولا أرهبها نشي، سحبت الغطاء فوق رأسي، وعدت لإتمام حلمي اللذيذ، لكنها بدأت تتزحلق وتعيث ميكروباتها بين ثنايا أصابعي كفي بانتشاء؛ دون أن تكترث لما قد...
خارج الجزيرة المحاطة بالأسوار، الأرجل تسير في الطرقات و لاشيء غير الأرجل.. فوقها فراغ يظهر عليه شعر متراكم، و قبعات و عمائم .. أحيانا تبدو ربطات العنق معلقة في الهواء تتبع الرياح أينما هبت، و أحيانا ترى أحزمة و ساعات يدوية و أساور وخواتم دوائر دوائر، تحيط بالفراغ.. و أحيانا أخرى سجائر تدخن بدون...