ما من كلمات غـير زغب العانة
في عالم بلا أعشاب
حيث ثدياي عاهلان
ما من حركة سوى جلدي
والنمل الذي يعجّ بين فخذي الطريين
يـلـبـس قـنـاع الـصـمـت أثناء العمل
تعال ليلاً ونشوتك
وجسدي الشاسع هذا الإخطبوط البلا فكرة
يبلعُ قضيبَك الفائِر وهو يـولد!
جويس منصور Jouis Mansoor
ولدت جويس منصور في بريطانيا من عائلة مصرية سنة 1928
انضمت إلى الحركة السوريالية ما إن رحّب السورياليون بعملها الأول "صرخات" سنة 1953. ومذّ،
بقيت جويس التي أنجبت من سمير منصور ولدين، وفيّة للمشروع السوريالي كتابة وسلوكاً حتى وافاها الأجل في باريس في 28 آب (اغسطس) 1986،...
عاريةً
أطفو بين حطام بشرٍ لهم شوارب من الفولاذ
صدئةٌ بأحلامٍ يقطعها
نعيبُ البحر الرخيم
عاريةً
ألاحقُ أمواج الضوء
الراكضة فوق الرمل الموشَّى بجماجم بيضاء
صامتةً أرفُّ على الهاوية
الصقيعُ الكثيفُ الذي هو البحر
ينيخُ على جسدي
وحوشٌ أسطوريةٌ لها أفواه بيانوات
تسترخي في المهاوي في الظل
عاريةً أنام
*...
زوجُكِ يُهمِلُكِ؟
حَرِّضي أُمه على قضاء الليلِ في غُرفتكِ
ثم وأنت مسترخية في الدولاب قرب السرير
اعرضي منتهاكِ بالإضافة إلى حفنةٍ من السحالي
في المرآة التي يتمايل فيها الظل
زوجُكِ يتهرَّب منكِ؟
المدير السماوي بحاجة إلى ريجيم
تبوَّلي في حسائه عندما يتمددُ سعيداً إلى جواركِ
كُوني عذبةً ولكن حاذقةً...
هناك يداك في المُحَرِّكِ
فخذاي على صندوق السيارة
الفرملةُ بين ركبتيَّ
لحمكَ في مقابل جلدي
هناك عصفورٌ على المروحة
رجلٌ تحت العجلات
يداك في المُحَرِّكِ
تلعبان بمسمار
هناك صرخةٌ في المُحَرِّكِ
شرطيٌ ودفتر في جيبهِ
طريقٌ في المرآة العاكسة
ريحٌ بين ركبتيَّ
عملاقٌ بلا رأسٍ...
سوف أسبح إليك
عبر فضاءاتٍ عميقة
بلا حدود
حامضة مثل برعم وردة
وسأجدك أيها الرجل الجامح
نحيلاً ومغموراً بالأوساخ
يا قدّيس الساعات الأخيرة
وستجعل مني سريركَ وخبزكَ
وقُدسكَ
ويوم يغلبني الصمت
سوف أكتب بيديّ الاثنتين
سأتقدم بركبتين مشدودتين
بنهديّ الطافحين
وبصدري المريض من فرط الصمت المكبوت
ويوم...
أمس مساء رأيت جثتك
كنت مبتلة و عارية بين ذراعي
رأيت جمجمتك اللامعة
رأيت عظامك يدفعها موج البحر الصباحي
على الرمال البيضاء تحت شمس متقاعسة
كانت السلطعونات تختصم لحمك
لا شيئ بقي من نهديك المتكورين
و مع ذلك كنت هكذا أفضلك
يا زهرتي
*****
أشتهي جواربك التي تشد على ساقيك
أشتهي المشد الذي يضم جسدك...
1
وأنا مضطجعة فوق فراشي
أرى وجهَك منعكساً في الجدار
جسدَكَ البلا ظل الذي يبّث الرعبَ في جسدي
تـَتابعَ رهْزِكَ المسعور والايقاعيّ
تقطيباتَ وجهك التي يفرّ منها كل أثاث الغرفة
إلا الفراش المثبّت بعَـرَقي الكذوب
وأنا التي تتحسّب بلا غطاء بلا أمل
الغَصّة!
2
حمّى عضوُك سـَلطَعون
حمّى القطط تتغذى من...
"أحب مشد خصرِك وردفيكِ الذي يسند جسمك المرتج
تجاعيدك، نهديك المتهدلين، شكلك الجائع
شيخوختكِ في مواجهة جسدي الفارع
فساتينكِ التي تنشر رائحة الجسد النتن.
كل هذا يثأر لي أخيرا
من رجال لم ينتظروا شيئا مني".
***
"أمس مساء رأيت جثتكِ
كنتِ رطبة وعارية في ذراعيّ.
رأيت جمجمتك البراقة.
رأيت عظامك يدفعها...
رأيتك بعيني المغمضة
متسلقا حائط أحلامك المخيف
تتعثر رجلاك بالطحلب النائم
و عيناك عالقتان بالمسامير المتدلية
فيما كنت أصرخ بفمي المغلق
كي أفتح رأسك لليل
***
للمرة الأخيرة
أحملك بين ذراعي
و على عجل أنزلك في تابوتك الرخيص
يحمله رجال أربعة على الاكتاف، بعد أن سمروه
أغلقوه على وجهك المشعث و أطرافك...
ادعني لقضاء الليل في فمك
احكِ لي عن شباب الأنهار
اضغط لساني على حدقتك الزجاجية
اعطني فخذك كمرضعة
ثم ننام، يا أخ أخي
لأن قبلاتنا أسرع من الليل تموت.
*
ثمة دم على صَفَارِ البيضةِ
ثمة ماءٌ على جرح القمر
ثمة مَنيٌّ على مدقة الوردة
ثمة إله في الكنيسة
يرتل ويستولي عليه الضجر
*...
أُحب جواربك التي تثبِّت ساقيكِ.
أُحب مشد خصركِ وردفيكِ الذي يسند جسمكِ المرتج
تجاعيدكِ، نهديكِ المتهدلين، شكلكِ الجائع
شيخوختكِ في مواجهة جسدي الفارع
فساتينكِ التي تنشر رائحة جسدكِ النتن.
كل هذا يثأر لي أخيراً
من رجالٍ لم ينتظروا شيئاً مني.
*
الدمل المستقر في خدي السماوي...