كان يتعقبها عبر المكتبة بين الموائد و الطاولات و المناضد. كانت تتهرب و هي تتحدث عن حقوق المرأة المنتهكة بلا حدود. خمسة آلاف سنة عبثية كانت تفصلهما. خلال خمسة آلاف سنة ظلت متعرضة لسوء المعاملة بلا رحمة، متخلفة و مستعبدة. كان هو يحاول أن يعلل صنيعه بواسطة مدح شخصي سريع، متشظٍّ و مَقولٍ بجمل متقطعة...
الإهداء
أهدي هذه الترجمة المتواضعة إلى كل من علمني حرفا
لقد كانت تعجبنا الدار لأنه إلى جانب كونها متسعة و قديمة (اليوم حيث الدور العتيقة تستسلم لبيع أمتعتها بطريقة مربحة)، فإنها كانت تحتفظ بذكريات آباء أجدادنا، جد الأب، آبائنا و كل الطفولة.
تعودنا أنا و إريني على أن نستمر فيها وحيدين. و...
هو طفل مسكين. كانت أذناه كبيرتين و كانتا تحمران عندما يدير ظهره إلى النافذة. طفل مسكين، قصير و شاحب اللون. أقبل الرجل الذي كان يتعهده، خلف نظارته. "البحر - قال - البحر، البحر". بدأ الكل في حزم الحقائب و التحدث عن البحر. كانوا يسرعون كثيرا. تصور الطفل البحر مثلما لو دخل أحدهم إلى محارة كبيرة جدا،...
I
هل تعتقد يا سيدي أنني مجنون...؟ لا؛ يمكن أن أطمئنك بأني لست كذلك لكنني لا أفعل هذا. من أجل ماذا؟ هل من أجل أن أعطيك فرصة للتعجب مثل باقي الناس الذين يستمعون إلي؟ "تبا! مثله مثل الكل ....يحسب نفسه حكيما! الأغنية الخالدة!"، لا يا صديقي، لا أستطيع و لا أريد أن أرضيك...إنه لمريح جدا أن تأتي في...
لا زلت أعيش تحت وطأة العقاب. عندما أطل من باب غرفتي الموارب أسمع ضجيج أصواتهم عبر فتحة الدرج. كانت أمي تنشج بصوت خفيض بينما كان أبي يرفع نبرته عندما يتكلم عن تلك المصحة السويسرية التي أوصاه الطبيب أوكامبو بأن يودعني فيها. أستمع إلى وقع أقدامه، بلوب بلوب بلوب، و صوته يقترب و يبتعد بعد ذلك لأنه لم...
كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا تقريبا عندما استيقظ المدير مذعورا. لمس زر الإنارة و أشعل الضوء. عندما تفحص ساعته الجيبية، انتبه إلى أنه لا زال الوقت باكرا جدا كي يستيقظ. أطفأ الضوء و حاول أن ينام مجددا. كان بإمكانه أن ينام نومةً هنيئة حتى الثالثة و النصف. كانت زوجته تبدو مستسلمة لنوم عميق. لم...
كان يتعقبها عبر المكتبة بين الموائد و الطاولات و المناضد. كانت تتهرب و هي تتحدث عن حقوق المرأة المنتهكة بلا حدود. خمسة آلاف سنة عبثية كانت تفصلهما. خلال خمسة آلاف سنة ظلت متعرضة لسوء المعاملة بلا رحمة، متخلفة و مستعبدة. كان هو يحاول أن يعلل صنيعه بواسطة مدح شخصي سريع، متشظٍّ و مَقولٍ بجمل متقطعة...
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
كان ماكرا أو غبيا كفاية بحيث اندس بيننا خِفية. و عندما انتبه إليه إيدواردو كان عليه أن يقبله إذْ كان هناك قانون مضمر مفاده أنه كان يجب أن تستمر الأمور أو تتطور هكذا مثلما هي عليه أو مثلما كانت تسير و إلا فإنه في المقابل لو طلب الإذن لكنا قد رفضناه من دون شك...