بعد ألف عام من الآن, سيطوق الناس رؤوسهم بالبَردياتِ الحِنطية, وستخرج الآه من صدورهم مُدَوية لتنام في مسامع الإذاعات الكُبرى؛ والتي سَيضيع مقدموها نصف أعمارهم يَلهثون من الرَكض, ونصفها الآخر سَيحملون أبواقهم (الفضية) للإذاعات المحلية, و(الذهبية لتلك التي تصدر بلغاتِ عِدَة, سيحملونها وهم ينصحون...
يفرز الليل ما فى جوفه من ظلام ويُحَلق الوجع على رؤوس النائمين فى كَنف إشارات المرور .
اثنتا عشرة فتاة وصبي ؛ تَجهَر القسوة بحدتها بوضعهم مُكَومين على قارعة الطريق .
أجزاء مشوهة من سيارة قديمة أكلها حادث سير ؛ هى وسادات أبدية لمُشردي الليل الصغار .
لا يتسع صدر الشتاء لإنزال معاطف و أحذية مع المطر...
في أورشِليم دار طبق الحلوى من زقاقِ إلى زقاق، ومن شارعِ إلى شارع، ومن ناصيةِ إلى ناصية حتى استِقر كعادته في أحضانِ شجرةِ التين، ودَفنت أنا وأصدقائي أبصارنا فيه حتى لامست اللِذة أعماقنا، وصِرنا أشد التصاقاً من البارحة، ومن أول البارحة، ومن اليوم الذي سَبق كل بارحة قضيناها في جوارِ طبق الحلوى...