في البداية ضغط بالإبهام على زر التشغيل. ضغط السي محمد ضغطات متواترة. ثمّ ضغط بالأصابع كلّها كما لو يبصم بجماعها عليه. اليد اليمنى ضغطت فيما اليد اليسرى كانت تشدّ على حافة الآلة. ولمّا لم يستجب المصعد زفر طويلاً، ولعن الآلة. قال إنه في لحظة ما فكر في قذفها بركلة من حذائه الرياضي، لكنه أحجم. وعوض...
هكذا كانوا يستشعرون مقدمه...
من همسه المنفلت..من شخيره المتعب..من صخب خفيه وهما يكنسان الأرض..من رائحة السمك التي ترافقه أينما حل وارتحل.. ومن ظله الأعوج وهو يسابق هيكله الخيزراني.. فترقص قلوبهم فرحا..يخادعون الرتابة على غفلة من أنفسهم..يعلنونها فرجة مفتوحة.. فيتكومون على بعضهم البعض مثل فريق...
.. وأنا رأيتُها سبطةَ شعرٍ أسود مارقٍ،
ينسابُ طويلاً من غير ضفيرتيْن،
سوى من حمامتين تعترشان صدرَ الحديقة خلسةً،
ولبلاب يغمرُ، جُهرةً، ما بين لوح الكتفيْن.
وأنا رأيتُها تتنفّس أناشيدَ “ظهر المهراز”*،
وتراقصُها،
يوم كان الحيّ يُطرِب الخابليْن.
آهٍ، لو أسفرت طرقات “الليدو”** عن خبرٍ،
لقالت إنّ...