عندما يُصلب كيان الإنسان فيأكل طير الضياع من أدميته، يصبح سؤال الأنا والوجود ضرورة ملحة، يفرضه واقع مأزوم. وسؤال «من أكون في هذا الوجود؟» قائم على رغبة في تحديد هوية الأنا، وتلك بداية مرحلية لعملية التفكير، أو لنسمها مخاض ولادة الوعي، الذي يدفع بالإنسان إلى البحث عن سُبل توصله إلى أن يعيش وجوده...
القصة القصيرة إذ تتلقف الواقع كمرجع أو تنطلق من تجربته، لابد أنها تتوسل بوظائف تقنية، لأن القاص لا ينقل واقعا مصورا طبق الأصل، وإنما يتخذ الخيال ملجأ خصبا يتوسل به لتفكيك هذا الواقع وإعادة دمجه بالشكل الذي يفرضه الوعي واللاوعي كذلك.
للخيال أبعاد كثيرة منها العجائبية أو اللاواقعية، فتشكيل العالم...
يعرف الإيقاع الزمني في رواية «رائحة الموت» وتيرة تأخذ أحيانا شكلا سريعا يساهم في بناء الأحداث وتسارع السرد وتقدمه نحو الأمام، وأحيانا أخرى شكلا بطيئا يتوقف معه السرد، وهذا راجع إلى أنه تم توظيف تقنيتين حكائيتين، تتمثل الأولى في تسريع السرد وتشمل تقنية الخلاصة والحذف، والثانية في إبطائه، وتشمل...
«الإنسانية لا تتحمل كثيرًا من الواقع» (توماس إليوت)
في الحكاية التي احتال بها الشيطان على آدم وحواء، (قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)، ما يدعونا إلى النظر، إن الشيطان فتح أفقا خياليا – ممتدا نحو المستقبل والغيب – فعبّر من خلاله إلى لاوعي أو إلى غريزة...