كان مصطفى لطفي المنفلوطي (1876 - 1924) ظاهرة غير مسبوقة في إنشائه الخلاب، وفي صوره المنحوتة البديعة، وفي مواجده الباكية، وأحاسيسه التي ألهبت قُرّاءه؛ فتخطفوا كتاباته، وهم له مغرمون، وبه متيَّمون، حتى أضحى إماماً لمدرسة ترتاد طريقته في الكتابة، وصار له مريدون، ومقلدون في العراق، والشام، والحجاز،...
منذ أن اضطلع علماء اللغة بالتنظير والتقعيد، لم يستطيعوا الخروج من دائرة الشواهد الشعرية، بل حصروها في"الشعر الجاهلي"، متجاهلين القرآن الكريم كرافد أساسي، ومصدر رئيس، لا غنى عنه، عند التقعيد لأصول لغة الضاد. وهو خطأ مشين، وسقطة لا تُغتَفر، إذ حصروا جهودهم في تتبع لهجات القبائل العربية، مُتناسين...