حينما تدخل هذا الشارع، وترى مقاهي الكلمة مصطفة على جانبيه، على طول امتداده، ينتابك لا شك إحساس جميل يرفعك بعيدا عن واقعك. بل، قد تقودك قدماك لا شعوريا لتزاحم جموع الرواد.
ترتشف معهم كأسا من الحرف الذي تعشقه أو ستتورط في عشقه كما حدث مع الكثير من هؤلاء الذين تراهم يتدفقون على المكان. هذا الصباح،...
اندفعت مرحة لأجيب نداء زوجي ثم تسمرت في باب الصالة أبحلق في وجه زائره كالبلهاء وشفتاي تنقشان في صمت: (هو شاقور.. وحش حارتنا.. هو.. هو..)..
أيقظني زوجي وهو يربت على كتفي ويعيد علي تقديم ضيفه مبتسما لي:
ـ السي شوقي.. مساعدي في العمل
تيممت بابتسامته. ابتلعت ريقي الحار مع كأس ذكرياتي فأرخيت يدي كما...
لحسن حظ أمي، لم يكن أبي يعارض على ذهابها إلى حمام الحومة كما لم يمنعها قط من زيارة الأضرحة... رافقتها إلى الحمام ذات صباح صقيعي يستحيل معه الاستحمام في البيت.. دخلنا ودفعنا الحساب.. بمجرد ما أماطت أمي اللثام عن وجهها، أماطت الأخريات اللثام عن منغصاتهن... مداخن أمامي يتسابقن لينفثن أدخنتهن...