" عش ذاتك "
من أعجب ما يواجهنا أثناء مسيرة حياتنا، أن نكتشف فجأة أرواحنا وهي تسكن أجسادا لا نعرفها، أو نرى أجسادنا قد انتهبتها أرواح لم نخبرها من قبل، أن نرى أنفسنا فجأة بشكل يختلف عما ألفنا أو توهمنا طوال أعوام، نستيقظ من سبات ربما طال أو قصر لنفجع بحقيقتنا، ونظل ندور في فلك أسئلة تبحث عن كشف...
ما أجمل عمر المراهقة وما أقساه !
فيه تتفتح زهرات عواطفنا، وينبض قلبنا الغض لكل جميل، تتصارع أفكارنا وانتماءاتنا، وتثور حرارة الاندفاع خلف كل غريب وطريف في دمائنا، نفارق طفولة ندية كنا ننعم فيها بدلال وتواكل لا حد له، لنستقبل عنفوانا وتمردا، طموحا وآمالا، مثابرة ومسؤولية نتطلع لها، نعشق عالم...
عندما تحيطنا الأجواء الشتائية ، ونتنسم نسائمها المنعشة التي توحي برودتها بنقاء عجيب ، نتذكر طفولتنا ، وسني مراهقتنا الأولى ، ونحن نلعب أمام بيت الجدة تحت زخات المطر ، فإذا اشتد البرد وقرس الجو ، احتمينا بدفء الدار المبنية بالطوب اللبن ، تلك البيوت القديمة التي كانت - رغم بساطتها - تلم الجميع في...
السيارة تشق العباب إلى مدينته ، استلبه النعاس أخيرا ، استقرت رأسه المتخمة على زجاج النافذة المجاور، غصن نحيل يعترض الطريق في تحد أخرجه بزخم كوابيسه إلى سطح الحياة ... ساخرا يحييه ويبتعد .
تسربت السنون ماء ، يركب أرجوحة الحياة ، تعصره أسنانها فلا يحسن معها المواجهة .
لماذا غاب ؟.... لم عاد ؟...
في زيارتي مؤخرا للبنان ، كان لزاما علي أن ألتمس عبق الفن والأدب والأناقة والسحر والجمال الذي كلل كتابات معشوقي الأول في الشعر جبران خليل جبران ، فمذ ناهزت الثالثة عشر بدأت جوهرة الشعر تتبلور في مخيلتي لتأخذ مكانها على ساحتي الاجتماعية ؛ فيلقبني المحيطون بالشاعرة ، كنت وقتها أستقي من نهر شعراء...
ماذا لو أعطيت كل صباح أربع وعشرين خزانة، وطلب منك أن تملأ كل ساعة، واحدة من تلك الخزائن بما يمكن أن تجده بعد عشرين عاما في انتظارك، فبم ياترى ستملؤها؟
هل تفحصت ذاتك جيدا؛ لتعرف ما يمكنك أن تحتفظ به بصدق لسنواتك المقبلة؟
وهل تفكرت في سني عمرك التي تنسرب من بين أصابعك كماء هارب كيف يمكنك أن...
هل سألت نفسك يوما لماذا خلقت؟ ربما تكون الإجابة هي أن الله خلقنا جميعاً لنعمر الأرض، فكل البشر مستخلفون فيها لأداء دور معين.
وهل تساءلت داخلك وبحثت عن دورك في تلك الأرض؟ أم أنك مازلت تمثل عليها دور المستهلك فقط؟
لا شيء في هذا الكون خلق عبثا، كل فرد منا موجود في هذه الحياة لحكمة، فإن أدركت دورك...
لا أحد يشبهني .... أعطتني الدنيا مالم تعطه أحدا : وردتين من الحور هما بسمة عمري ، وزوجا يحبني أكثر من نفسه .
قلت له مرة وهو يغمرني حنانا : أتدري يامصطفى ... والله أحبك أكثر من ذاتي .
احتضنني بقوة : يا الله .. أحبك مثلما لا يستطيع رجل أن يحب امرأة .
قلت : أعيش في جنة من جنان الله .
قال ...
حنان عبد القادر إسماعيل عاشور
أديبة وصحافية مصرية، تقيم الآن بدولة الكويت، من مواليد محافظة الشرقية 1964م.
- حاصلة على ليسانس الآداب والتربية قسم اللغة العربية جامعة طنطا عام 1986، ثم دبلوم خاص تربوي وتمهيدي الماجستير جامعة طنطا عام 1989 م.
- حاصلة على الدورات التالية في مجال التنمية البشرية...
طيف
ساعـات مضت ، وهذا الركن لا يضم إلاي وهواجسي ، وذاكرة مرهقة بتفاصيل خائبة ، وامرأة حمقاء .
جلس أمامي ، .يشير للنادلة , تأتيه غنجة بنظرة معجبة , قفز قلبي , كم وسيم وجهك يحيى . ياالله! لو قدر لي أن أعرفك في أوج شبابك ؟ بالتأكيد لم تفرق عن هذا الوجه شيئا سوى لحيتك الكثة ، وفلجة أسنانك...
حنان عبد القادر إسماعيل عاشور، أديبة وصحافية مصرية، تقيم الآن بدولة الكويت، من مواليد محافظة الشرقية 1964 م.
دراستها وعملها
حاصلة على ليسانس الآداب والتربية قسم اللغة العربية جامعة طنطا عام 1986، ثم دبلوم خاص تربوي وتمهيدي الماجستير جامعة طنطا عام 1989 م.
حاصلة على الدورات التالية في مجال...