كان محمد زفزاف، كما درج على تسميته محمد شكري وبعض رفاقه الآخرين، "كاتباً كبيراً" بحقّ. واذ كانوا يصرّون على هذه التسمية مشدّدين على "أل" التعريف فإنما اعتراف بريادته القصصية والروائية وبالمكانة التي تبوّأها في المغرب والعالم العربيّ. ولم يُخفِ هذا الاعتراف أيضاً اعجاباً بنزاهته ونبله، هو الذي...
قبل أربعين سنة, وفي مثل هذا اليوم, 24 كانون الثاني (يناير) 1964 أقدمت كاتبة شابة على الانتحار اختناقاً بالغاز, تاركة وراءها رواية جريئة ووحيدة عنوانها "فتاة تافهة". انها منى جبور التي انتحرت في الحادية والعشرين من عمرها والتي منذ غيابها, غاب الكلام عنها وعن روايتها "فتاة تافهة" التي كتبتها في...
لم تعد قصيدة النثر العربية تحتاج الى من يدافع عنها، فهي باتت منذ قرابة خمس وأربعين سنة على نشوئها، قادرة تمام القدرة على هذا الدفاع، لا سيما بعدما بسطت جناحيها على الشعر الجديد والراهن. ولا يحلو لي أن أقول إنها انتصرت في «المعركة» التي شنت عليها منذ الستينيات مصحوبة بحملة من الاتهام والتخوين...
كان مصطفى لطفي المنفلوطي يترجم عن الفرنسية من غير ان يجيدها. هذا ضرب من الترجمة لم يُعرف إلا نادراً في تاريخ الآداب العالمية. ترجم المنفلوطي اربع روايات فرنسية معروفة وبضع قصص لم يسمّ في أحيان اصحابها. كان يعهد الى اصدقاء له يجيدون الفرنسية مهمة سرد الرواية شفهياً أو كتابياً وكان هو ينكب عليها...
ترددت قليلاً في كتابة هذا المقال. حرق الكتب والمكتبات يظل أقل فداحة من حرق البشر، أحياء في أحيان كثيرة. مشهد كتب تُضرم فيها النار لا يضاهي مشهد اطفال ونسوة ترمى عليهم"براميل"البارود. هنا قتل وهناك قتل، لكنّ زهق ارواح الكتب أقل إيلاماً من زهق أرواح أناس، وحرمانهم نعمة حياة منحت لهم.
بدا مشهد حرق...
أحمد راسم أول من كتب قصيدة النثر في مصر, 1922
باريس تعيده الى الضوء بعد خمسين سنة من التجاهل ...
عشية الذكرى الخمسين لرحيل الشاعر والكاتب المصري بالفرنسية أحمد راسم (1895 – 1958) سعت باريس الى ردّ بعض الاعتبار اليه بعدما تمّ تجاهله طويلاً في مصر وفرنسا. ولعلها المرة الأولى تجمع فيها...
لا يعكّر نقاءكِ سوى النهار الذي تفاجئينه دوماً
على منحدر جسدك.
تغمضين عينيك تمامًا كي يتمدد الضوء..
على بقعة بياضك.
ولا بد من يديك كي تحددا..
شهواتك القليلة التي تنحدر بغموض.
كنت واضحة أيضاً
كي تزول هواجسك لدى ارتفاع النهار.
كي تكوني أكثر من امرأة فاجأها الصباح,
أقول أيضًا, عندما تأتين وينتصف...
الزيت القليل الذي رَشَحَ من الجدار كانت له
رائحةُ نومها، كانت له رطوبةُ يديها اللتين لم
تنغلقا.
الزيت الذي بلَّل جدارها كان عشبَ غيابها،
عشبَ نظرتها التي لم تنطفئ، عشبَ الليلِ الذي
خبَّأتْه في آنية عينيها.
* عبده وازن - عشب
.
صورة مفقودة