كريم عبدالله - أنوثة معطّرة يُرهبها خنجر الصحراء.. قصيدة نثر

جيوشُ أفكارٍ مِنَ الصحراءِ خيولها العطشى تتدفقُ غازيةً بـ إسمِ الربّ الطائش صولجانهُ الطامع على المروجِ الآمنةِ نهباً يتربّعُ بينما الأزهارُ سبايا غنائم على ظهورِ الضامراتِ خلفهنَّ السلاسلُ الغليضة أمعاءٌ تحوي طيوراً سقطتْ أسيرة في الشباكِ حاملةً على ظهورها وشوشة السياطِ وغربةَ الرقيق . بدوٌ في القصورِ لا أثر للرمالِ الضريرة على الأرائكِ يجرجونَ مواقيتَ الغروب نكهتهُ إصفرار المدن السعيدة يتعفّنُ فيها الموت وتستبدُّ سيوفهم الحمقى فاتحة تخترقُ الأرواحَ يروّعها هذا السيل الجارف مِنَ العمى ثقيلٌ يغطّي الزمنَ دِثارهُ مقابر دويّها يملأُ الأفق وصهيل الحروب . مِنْ بينِ الضحايا تأسريني مفتوحة العينين الى وطنٍ يغتصبهُ الجلاّد إنوثتكِ المعطّرة بـ السحرِ حرّكت إرتباك ذكورتي الهائجة تحتَ الخيامِ أنهشها نهشاً غنيمة مكبوتٌ لمْ أرَ كيفَ تنضجُ الثمار بينَ سيقانكِ تبلسمُ شَبَقي و صوتكِ الناعم يرهبهُ خنجري يكتسحُ الأحلامَ يسجنها زنزانتي تمنحها هذا الإغتراب . هنا تنبتينَ جارية يضمّكِ لوائي بـ كثرة ِالرجال أُفاخرُ القبائل نَعْلِي يسحقُ ما بقيَ مِنْ ذكرياتكِ البعيدة تؤنسينَ ضجري الأجرد كلّما يداهمني شبح الخطيئة . غبشُ الحاضر إستلّتْ ضياءهُ الغزوات وفراغُ الفتاوى إستباحت عذرية ( القوارير ) تستحضرني دوماً حوريّة منكوبة تستلذُّ الملذّات المتدفقة مِنْ أنهارها الجافة كلَّ بحاركَ مياهها الآسنة لنْ تعيدَ بريقَ الأيامِ وتلطّف نوافذَ الروح وهذا الهولُ يغمرها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...