عندما يرن هاتفي يحدث أن أرفع السماعة قبل انتهاء أول رنة، أو أركض إليه إذا كنت بعيدًا عنه، أو أخرج من الحمام بمنشفتي والشامبو يحرق عيني ورغوته تجمع شعر رأسي، وأجيب بلهفة: ألو.. ألو.. ألو.. ولا ترد فأعرف أنها مشتاقة لي..
وعندما يرن هاتفها وأخوها ليس في البيت ترفع السماعة بفرح، ويحدث أن تضع الغطاء فوق القدر بارتباك، فيظل مفتوحًا، أو تطفئ نار الفرن بعجلة، أو ترمي المكنسة من يدها وتركض إليه، أو تجرح إصبعها بالسكين وتجيب: ألو.. ألو.. ألو.. ولا أرد فتعرف أنني مشتاق لها..
ويحدث أكثر من ذلك فبعد ما ينام أخوها الذي احتكر الليل له، توقظني من نومي في الصباح كيلا أتأخر عن عملي بالهاتف، وتمنحني وقتاً أستمتع فيه بأنفاسها الحميمة، وهي تبتسم، وأنا أناديها بصوت مرتخ من أثر النوم، متمنيًا أن تطول اللحظة، ومكررًا بإلحاح: ألو.. ألو.. ألو..
* المصدر:
الهاتف- قصة قصيرة جدا- ناصر سالم الجاسم ~ القاص والروائي السعودي ناصر الجاسم
وعندما يرن هاتفها وأخوها ليس في البيت ترفع السماعة بفرح، ويحدث أن تضع الغطاء فوق القدر بارتباك، فيظل مفتوحًا، أو تطفئ نار الفرن بعجلة، أو ترمي المكنسة من يدها وتركض إليه، أو تجرح إصبعها بالسكين وتجيب: ألو.. ألو.. ألو.. ولا أرد فتعرف أنني مشتاق لها..
ويحدث أكثر من ذلك فبعد ما ينام أخوها الذي احتكر الليل له، توقظني من نومي في الصباح كيلا أتأخر عن عملي بالهاتف، وتمنحني وقتاً أستمتع فيه بأنفاسها الحميمة، وهي تبتسم، وأنا أناديها بصوت مرتخ من أثر النوم، متمنيًا أن تطول اللحظة، ومكررًا بإلحاح: ألو.. ألو.. ألو..
* المصدر:
الهاتف- قصة قصيرة جدا- ناصر سالم الجاسم ~ القاص والروائي السعودي ناصر الجاسم