تقول الأسطورة إن "ميكانوتا" هو الأب الروحي لبلاد أجابودو وإن تمثاله الضخم في وسط العاصمة، والذي يمثل شخصا إفريقيا ضخمًا طويلًا ينظر للأمام وخلف كتفيه جناحان ضخمان ليس مجرد تمثال لتخليد زعيم ’ فقط بل إن ميكانوتا يحلق بجناحيه في الليالي الصعبة وفي الظرف الطارئة ووقت الأزمات ليطمئن بنفسه على وحدة بلاده وأمان شعبه، تلك التي دفع فيها هو ورفاقه أجمل سنوات عمره في الصحاري الشاسعة والجبال وعيون الماء في وسط الصحراء وفي صحاري الملح التي تكونت من شدة الحرارة حتى تكلست المياه وأصبحت كلها ملاحات ضخمة والتي اشتهرت بها تلك البلاد فيما بعد. وتقول كتب التاريخ إن تلك البلاد الواقعة في الصحراء الكبرى كانت مقرًا للتبادل التجاري بين الأفارقة والعرب وتجار الهند وكانت تلك الصحارى عامرة بينابيع المياه، ومياه البحر والمزروعات الجميلة والحدائق اليانعة، إلا أن المياه جفت، والتجارة أصبح لها طرق أخرى، ولم تزد إلا مساحة الصحراء التي ظلت تتسع عاما بعد عام على مر آلاف السنين وجبال الرمال ولم يبق إلا الرعاة الذين يتجولون بحثا عن عين ماء تتفجر من رحم الصحراء تخفض هذا الهجير الذي لا يتحمله إلا أبناء الصحراء المتأصلون. كانت العربة الجيب تقطع جبال الرمل في حركة تشبه لعبة السلم والثعبان من صعود لا نهاية له إلي هبوط لأحد له، وكأنه ليس له قرار. إنه هبوط في النهاية يشبه السقوط المدوي للأسهم في البورصات.. سقوط متوالٍ حتى تظن أنها النهاية حتى تظهر بارقة أمل في صعود جديد، وكان أعضاء حركة التوحيد يحيطون بى أنا وشخص آخر يقوم بعملية الترجمة بيني وبينهم فهو الوحيد الذي يعرف اللغة الفرنسية واللهجة التي يتكلمون بها بينما السائق يبدو أنه يعمل معهم بالأجر وغير منتمٍ تنظيميا مثلهم. أخيرا تركونا في خيمة محاطة بالقماش تشبه الخيش بالقرب من عين ماء. أخذوا مني اللاب توب والموبايل والآي باد، وأخبرني المواطن الذي يعمل كمترجم أنه من أعضاء الحركة الوطنية التي تنادي باستقلال الشمال الصحراوي عن الجنوب الذي يتمتع بالزراعة. تبدو هذه الدولة في عمقها منقسمة إلي قسمين: قسم غني بالزراعة وبه نهر، وتقول كتب التاريخ التي اطلعت عليها قبل أن آتي إلى هذا البلد إن الشمال أصله هو إفريقي ، أما القسم الصحراوي فهو من أصول أخري صحراوية، وإنهم كانوا دولة عظيمة في الماضي ويعتمد اقتصاد الجزء الصحراوي على الرعي الموسمي ولكنه غني بالذهب واليورانيوم والبترول والغاز، وهو معزول ولا توجد أمامه وسيلة لنقل هذه المعادن النفيسة إلا بالأنابيب الموجودة في الجنوب ورغم أن كل أبناء البلد مسلمون فإن توزيع الثروة لصالح الجنوب وعدم احترام أهل الوادي لأهل الصحراء هو ما تسبب في جذور الصراع بين أبناء البلد الواحد، وكانت ذروته مع تدخل الدول الاستعمارية في شئون تلك البلاد والتي احتلته لفترات طويلة، وكانت بلدي فرنسا إحدى هذه الدول وأصعب شئ قامت به هو تحويل مجرى النهر الذي يمر من الجنوب إلى الشمال، ولم تكتف بذلك بل قامت ببناء سد جعل أهل الشمال يعيشون في جفاف وصعوبات لا حصر لها، ولم يعد أمامهم سوى السياحة الصحراوية على أمل أن يكون لهم دخل كبير من العملات الصعبة يساعدهم فيما بعد في استخراج ثرواتهم المدفونة في عمق هذه الصحراء. وبينما كان الصراع للبحث عن هوية أهل الشمال ومحاولتهم للاستقلال ظهر أعضاء حركة التوحيد وحركة الانصار اللتين رفضتا الاستقلال ويحاولان فرض سيطرتهما على ربوع البلاد. كنت في آتون تلك الأحداث الجسام أكمل عملي الذي بدأته منذ عام في توثيق صحاري تلك البلاد حتى وقعت أسيرا في يد تلك المجموعة المسلحة. ------------------------------
كان الرئيس في قصره الفخم يشعر بفداحة القضية؛ الجنود غاضبون وأهل الشمال لهم حقوق أصيلة غائبة منذ سنوات والدولة القومية رغم الفقركانت تجمعهم على فكرة العدالة الاجتماعية وتعليم الفقراء المجاني والمساوة في التعيين في الوظائف، لكن كل ذلك لم يتم بالقدر الكافي، بل كان هناك تعمد لعدم تعليم أهل الصحراء، و ينظر لهم على أنهم بدو لاخير فيهم ولا أمل في تغيير تركيبتهم التي جبلوا عليها منذ آلاف السنين، لقد ورثت كل هذا ولم يكن في مقدوري شيء كما أن شركات البترول الإنجليزية وشركات التعدين الفرنسية لا يمكن التقليل من حجم تغلغلها في البلاد، ولم يقاومها أحد سوى في فترات التأميم البسيطة والتي انتهت بنهاية التسعينيات، وقد توسع الرئيس السابق الذي قمت بإسقاطه مع رفاقي في الاستدانة من أمريكا، وعندما قامت الجبهة الوطنية تدافع عن حقوق أهل الشمال تزامن هذا مع عودة الجنود المقاتلين من دولة مجاورة كانت تستقطبهم بأجور كبيرة للعمل كجنود للدفاع عن حدود تلك الدولة الصحراوية، وعندما قام الشعب هناك بثورة عاد هؤلاء الجنود المدربون وكلهم غضب على أجابودو. لا حل الآن إلا أن يذهب وزير الدفاع للتفاهم مع الجنود . في الطريق كان وزير الدفاع يجهز مع قائد الأركان العروض التي سيقدمها للجنود بتملك أراضٍ وإدارة شركات والعمل كبمعوثين في الخارج، تلك هي الوصفة المجربة لكل وزراء الدفاع السابقين، لكن في وسط الطريق كانت حشود الجنود الغاضبين تتحرك بقوة وهم مسلحون، ولن يستطيع أحد أن يوقفهم وهم بالقرب من الرئاسة، كانت أصواتهم الهادرة قد وصلت إليه وهم الآن على مرمى بصره، أمر وزير الدفاع السائق أن يتجه إلى الفرع الثاني من الطريق في محاولة أخيرة للهروب، وقرر أن يبلغ الرئيس. إنه الانقلاب الذي كان يتوقعه منذ شهور طويلة. بينما الجنود متجهون صوب القصر الرئاسي، ترك الرئيس شرفة قصره، لقد حدث ما كان يتوقعه توجه فورا إلى القبو السري، لقد كانت فكرة زوجته صائبة في أن تجمع كل ما يملكونه من مال في الطائرة الهيلكوبتر الموجودة في نهاية باب القبو الذي لن يصل إليه الجنود إلا بعدما يكون هو قد غادر البلاد. وهكذا وبينما يهتف الجنود بسقوط الرئيس والظلم والفساد كانت طائرته تحلق في السماء ليلحق بأفراد أسرته، ولما لم يجدوا أثرا للرئيس، قرروا أن يتوجه مجموعة منهم لمبنى الإذاعة والتلفزيون لإذاعة البيان رقم واحد لإعلان ميلاد الدولة الديموقراطية الأجابودية، بينما قرر الباقون الذين وجدوا مدخل القبو مفتوحا أن يبحثوا عن الرئيس علهم يجدوه. في مسيرة استغرقت ثلاث ليال كاملة، لم يستطع أي منهم الوصول إلى نهاية النفق الذي يشبه في تكوينه المتاهات الموجودة في مدن الملاهي؛غرف للساونا، وغرف أخرى بها قاعات ملونة، على حوائطها لوحات جميلة، غرف بها دولايب للملابس والأحذية، كأننا في مول تجاري، شاشات مسطحة تعرض مباريات كرة القدم العالمية، ساحة كبيرة بها قاعات مختلفة تبدو كشوارع كبيرة في مدينة حديثة ،ثلاجات لحفظ الأطعمة، مدن للملاهي وأندية ليلية. لقد تاهت المجموعة العسكرية عن بعضها؛ كل مجموعة في مكان، وربما لن يخرجوا من تلك المتاهة ولن يصلوا لنهايتها
---------------------
عندما تقابل الوعل وهو في طريقه بالغابة مع أحد الوحوش، قال له الوحش أعطني ثلاثة أسباب تجعلك تظن أنني يمكن أن أتركك ولا أفترسك وهنا فكر الوعل كثيرا وقال: السبب الأول هو أن تكون شبعانَ. قال الوحش: هذه إجابة جيدة السبب الثاني، هو أنك لا ترغب اليوم في مطاردة فريسة. السبب الثالث، أنه ربما لا تكون أنت تحب لحم الوعل لتجربة سابقة سيئة، وأعطني سببًا حتى لا تحكي هذه الحكاية لأحد. - لن أحكيها أبدا لأن الحيوانات لن تصدقني. - وأنا سآكلك رغم ذكائك وتعاطفي معك؛ لأن تركي لفريسة واحدة معناه بداية النهاية لي. هكذا قال المترجم للمصور المخطوف لم يفهم المصور المعنى الكامل للحكاية، ولكنه قال للشاب لماذا لم تهرب من هذا الواقع المعقد، فقال له كنا نحلم بيوم نحصل فيه على خيرات الوطن ونستقل عن الاستعمار، لكننا وجدنا أنفسنا نحارب فساد الجنوب وطموح الجماعات المختلفة وفقر الشعب وحرمانه وسيطرة الدول الغربية التي لا فكاك منها على ثروات أمتنا. - ولكنك اليوم تبدو ضائعا وحكاية الاستقلال عن الشمال صارت بعيدة المنال، أعرف الكثير والذي ربما يغيب عنك أنا هنا لأوثق هذه الصحاري التي وقعت في غرامها، ولكن أعرف أنهم في بلدي لن يتركوا ذلك البلد مادام بها واحدة من أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم. يدخل أحد الخاطفين عليهم منزعجا: - ألن ينتهي الكلام بينكما أبدًا. مرت فترة صمت صغيرة تبادل فيها الجميع النظرات - أبلغ صديقك أن الجماعة قررت طلب فدية مليون دولار حتى تطلق سراحه، وأمامه خمسة أيام لا أكثر ولا أقل.
----------------------
خرج الرجل ليعلن في مكبر الصوت لقد نهينا هذا المغني الخليع ودعوناه ليتوقف عن الغناء، ولكن المواطنين الشرفاء شاهدوه يغني في أحد الأفراح التي أقامها بعض الأهالي بشكل سري ظنَا منهم أننا لن نعرف، ولهذا طبقنا العقاب المناسب على كل من حضر الفرح واليوم جمعناكم هنا في تلك المدينة، وهي الوحيدة التي نطبق فيها الشرع كاملا بعد تحريرها ولن نترك مكانا في أجابدو إلا بعد أن نفتحه ويصير مكانا لتطبيق الشريعة، ومن لم يعجبه حكم الشرع فليبحث لنفسه عن مكان آخر وبلد آخر. يصفق أهل القرية المصطفون في صفوف بشارع السوق الرئيسي في القرية مهللين، ويصعد المغني درجات المنصة خائفا وشبه فاقد للوعي، مربوط القدمين واليدين من خلف، بينما يخرج أحدهم سكينا ويمسك الآخروجهه، يخرج لسان الرجل بينما يقوم الآخر بقطع جزء من لسانه، ‘يكبًر الرجال الواقفون حوله، بينما تمر لحظة كالدهر على أهل القرية ثم يهلل الرجال بصوت عال والنساء يزغردن والدماء تنهمر من فم المغني.
-------------------------
على شاشة التلفاز وفي تمام التاسعة تماما وكما ود الرئيس خرج للجميع ليعلن بيانه الأول: وحدة الوطن شمالا وجنوبا هي خط أحمر لا مساس به ولكننا سندعم تجربتنا في الجنوب وعندما تستب لنا الأمور سنبدأ الزحف المقدس على الجنوب ولن يمنعنا شئ عن ذلك حتى لو كانت كل القوى العظمى ضدنا. ما فعلناه لا يعد انقلابا، بل هو دعم للشرعية، أما الرئيس الهارب فلن نتركه حتى نسترد منه هو وأعوانه كل ما سرقوه من أموال شعبنا العظيم. العملية الديموقراطية هي هدفنا وسنترك السلطة فور عمل دستور يليق بالبلاد ثم الاستفتاء على هذا الدستور وانتخاب مجلسي الشعب والشيوخ. انتهى البيان في ساعته وتاريخه. الله ..الوطن ..أجابدو
---------------------
لقد نسى الجنود كل شئ ولم يعد ينقصهم في هذه المتاهة التي صنعها الديكتاتور الهارب سوى أن ينظموا حياتهم، ومن هنا قرروا أن ينتخبوا مجلسا أعلى لإدارة شئون المتاهة. إنها مكافاة نهاية الخدمة. سنستخدم السلاح فقط ضد كل من تسول له نفسه مهاجمة المتاهة. وبعد فرز الأصوات تم انتخاب المجلس وبقى فقط ثلاثة جنود يحرسون المداخل واتفق الحاضرون على تبديل الخدمة وكان هذا في المكان المفضل لهم وهو قاعة الديسك الضخمة المليئة بكل ما لذ وطاب وقد قرر رئيس المجلس الأعلى لشئون المتاهة خطف بعض السيدات للترويح عن الجنود ولزيادة روحهم المعنوية في الذود عن جزء عزيز وغال من الوطن.
------------------
أوف شور لن يفهم أحد مهما كانت تصوراته معنى أن تكون مسئولا عن شعب؛ أكله وشربه، مواصلاته وسكنه، أحلامه، حروبه، وطموحاته وحتى تصورات المواطن عن نفسه. أن تكون رئيسا يعني ذلك أن تبث الطموح والأمل لدى كل فرد من أفراد شعبك حتى ولو كان ذلك الأمل مجرد سراب، أن تجعلهم يشعرون بحبهم لوطنهم وأن يموتوا من أجله. أنا الرئيس الأب ظل الرب سنواتِ طوالاً وأنا أقود سفينة الوطن وسط الانواء، منعت عنهم الحروب وجعلتهم يعيشون في سلام، لقد حفظت ثروات البلد من الضياع، ملزم أنا بنتفيذ الاتفاقيات كلها حتي لو عملوا مئة انقلاب وألف ثورة لن يفلتوا من عقد اليورانيوم مع فرنسا والغاز مع إنجلترا والسلاح من أمريكا، تلك هي التركة التي ورثتها، صحيح كانت هناك اتفاقيات سابقة على وجودي، وصحيح أيضا أنني سمحت ببعض الرشاوى والعمولات ولكن هذا هو النظام وذلك موقع بلدنا على الخريطة، وعندما حاوت تصحيح الأوضاع انقلبت الأمور وتخلوا عني، إنهم الأوغاد الذين غيروا استرتيجة تعاملهم معي فجأة، وظن الجميع أنني ديكتاتور ولكنني والد يعرف أكثر منهم ولم يكن في مقدوره أن يخالف الشروط المتفق عليها في العالم تحت المائدة أو فوق المائدة وسأفضح كل ما حدث معي على صفحات مذكراتي والتي سأنشرها في أهم صحف العالم.
----------------------------
مرت ثلاثة أيام وأنا هنا مع هؤلاء الخاطفين ومعي ذلك الشاب المترجم، تمر بنا العربة الجيب في عمق الصحراء وسط الكثبان الرملية والتلال الصخرية الحمراء عند هذه الغابات المشتجرة، كان يمر نهرغني بالأسماك وسط الغابات الخضراء منذ ملايين السنين ثم جف النهر، فمن المعروف أن الأنهار تتحرك نصف سم كل عشرة آلاف سنة، وصارت هذه الصحراء هي صحراء عيون وواحات وتعرف عندنا علميا بصحراء العيون، وهي تختلف عن صحراء البادية. إنهم لا يعرفون أنني أعرف جغرافية المكان، ويظهر كل فترة أحدي عيون الماء التي تسيطر عليها قبائل الصحراء عندما تقف السيارة وينزلونا على المخيم، سوف أرسل على الجي بي أس المكان الذي نحن فيه كنت آمل ألا تتدخل قوات لإنقاذي، فأنا متعاطف مع الخاطفين، وهذا شعور غريب ليس من باب تعاطف الضحية مع الذي يقهرها، ولكن لأنهم فقط غاضبون من مجتمع تجاهلهم ومن احتلالات استنزفت مواردهم ولكنهم يوجهون غضبهم في الطريق الخاطئ، أتمنى أن يتم خلاصي دون أن يصاب منهم أحد. لولا هذا المترجم الشاب الذي يتفهم القضية ما كان ليرسل تلك الاستغاثة من جهازه الشخصي.
-------------------------------
هبطت الطائرات على مسافة كيلو متر من معسكر الخاطفين وأنزلت مظليها من طائرات عمودية، كان ذلك في الليل حتي لا يلاحظ أحد الخاطفين أو من يتعاون معهم، ذلك وفي الرابعة صباحا كان المكان محاصرا بشكل جيد، المشكلة الحقيقية كانت في تخليص إيتان دون أن يقتل ودون اشتباك و تعتمد الخطة على السرعة والمفاجأة. تم الهجوم على مجموعة الخيام في الوقت نفسه كل عشر جنود يحاصرون خيمة. وقف قائد المجموعات المهاجمة على مبعدة من ميدان القتال وأعطي ميكروفونا لأحد الجنود وتكلم بلغة محلية معلنا مطلبهم بعدم قتل أحد وأن كل ما يريدونه هو تخليص الرهينة المختطف دون إراقة دماء. بينما تكلم المسئول عن مجموعة الخاطفين بأنهم إذا لم يتسلموا ما طلبوه كفدية فإنهم سوف يقتلون إيتان. وبدأت المفاوضات حول تخفيض مبلغ الفدية إلي أن تم الاتفاق على دفع نصف المبلغ. خرج إتيان ومعه المترجم إنسحب الجنود بعدما تركوا المبلغ المالي مع المترجم الذي عاد مرة أخرى إلي الخاطفين، وبعدما انسحب الخاطفون بالعربات الجيب واتجه الجنود إلى الطائرات المقاتلة كانت هناك مجموعة اخري تتعامل مع المختطفين وبعد إطلاق نار وقنابل هدأ الصوت وعاد إلى الصحراء سكونها وصمتها المعتادان
. ------------------------------
نصل الان لأهم مقطع في كتابي، ماذا لوتحدى رئيس ما خطط الغرب للسيطرة على المواد الأولية والخامات، سأذكركم بمصير مصدق في إيران وعمر توريخوس في بنما وجاكوبو آرينيز في جواتيمالا والليندي في شيلي وغيرهم. مصدق رئيس وزراء إيران الذي حاول ان يؤمم البترول لصالح إيران قام حفيد الرئيس روزفلت وعميل المخابرات الأمريكية بتأليب الشعب على مصدق بالرشاوى والتهديدات حتي سقوط مصدق وعودة الشاه مرة أخرى، ولكن كان هنا الدرس الكبير، لن يقوم رجال المخابرات بهذا الأمر بعد الآن بل يقوم به بل سيقوم به رجال ببدل كاملة معهم أجهزة حديثة يساهمون في الخصخصة وبيع القطاع العام وربط اقتصاد الدول بالعولمة والمنح والقروض. هل تعرفون من كان رئيس البنك الدولي إنه روبرت مكنمار الذي كان فيما سبق وزير الدفاع الامريكي في عهد الرئيسين جون كندي وجونسون والذي بدأ حياته رئيسا لشركة فورد، هذه المعلومات معروفة ومكتوبة في كتب عديدة. كل ما فعلته هو اللعب من الداخل، مدام الأمر كذلك كان عليَّ أن أومن. ما اخذته من قروض وما هربته من أموال بعد توقيعي على قروض تحديث بلدي الفقير ونقله إلى العصر الحديث. -------------------------------------
كانت مجموعة تابعة للخاطفين تقوم بعملية انتقامية من عائلة المترجم وقامت بقتلها على مرأى ومسمع من الجموع التي فرت في السوق الواقعة في وسط القرية حيث أعلنوا أن هذا جزاء الخائنين ووبعدها اتجهوا إلى ضريح ومسجد الشيخ الصوفي ليقوموا بتدميره بينما جماهير البلدة تجمعوا أمام الضريح ليقاموا باجسادهم وما في أيديهم من أدوات المطبخ والسكاكين الصغيرة ليمنعوهم من تلك الفعلة النكراء وهم ينشدون أناشيدهم الصوفية التي توارثوها عن الشيخ الذي جلب السلام لأهل القرية
-----------------------------
سمع الرئيس السابق صوت طرقات متتالية على بابه ولأنه لم يكن منتظرًا أحدًا في ذلك التوقيت، فقد فتح باب شقته بحذر، ولكنه وجد أحد مندوبي شركات الدعاية يخبره بأنه قد كسب مبلغا ماليا ورحلة استشفاء لمدة أسبوع في أحد منتجعات باريس. فتح الباب نصف فتحة في حذر ليوقع على الإيصال لكن المندوب عاجله بضربة قوية على وجهه وقبل أن يستعيد توازنه كان قد كسر السلسلة الحديدية المربوطة على الباب ودخل وقبل أن يستعيد الرئيس السابق توازنه كان قد عاجله المندوب بضربات متتالية على رأسه ثم قام بذبحه بسكين حادة كانت داخل الأوراق وقام بجمع ما في الشقة من أوراق ثم أخذها معه وترك الشقة بعد أن قام بتغيير ملابسه
. ---------------------------------
كان المسئول العسكري في الجنوب قد أعد العدة واتجه لاعتقال الرئيس الحالي، وتوجه بعد القبض علي الرئيس ليذيع بيان الثورة الأول ويعلن عن دعمه للديموقراطية وأن وجوده سيكون فقط لفترة انتقالية، ولما لم يكن قد جهز البيان بعد فقد استعان بما كتبه الرئيس الذي قام بإعتقاله.