علي السباعي - عربدة عقب سيجارة الضابط العراقي.. قصة قصيرة

وقفتُ مهموماً وسط َ شارع الهوى سابقا ً ألحبوبي حاليا ً في مدينتي الناصرية بعد خروجي مَن المدرسةِ وبرفقتي زميلٌ لي وصلنا ساحة ألحبوبي التي يتوسطُها تمثالُ الشاعرِ المجاهدِ ( محمد سعيد ألحبوبي ) ، مر رتل عسكري مؤلف من سيارات : ( اللاندكروزات اليابانية تحمل قادة الجيش الكبار ، والوازات الروسية ضمت ضباطاً برتب صغيرة ، والفاوانات الألمانية تحمل الدباباتِ وفوقها جنودها ، والكمنز الروسية تنقل العتاد والمؤن وجنود النقل والتموين ، و الأيفات محملات بالجنود الذين يلوّحونَ مع جنود الدبابات وجنود النقل والتموين والضباط الصغار لطلابِ المدارس ِ والمارةِ المتعبين بعلامةِ النصر ِ .
شاهدَ زميلي مثلما شاهدتُ أمَهُ الشابة الجميلة َ زوجة َ الشهيدِ وقفتْ أمامَها سيارةً يابانية الصنع نوع : " تويوتا سوبر" ، حمراءُ اللون يقودُها ضابطٌ يضعُ على متنهِ ثلاث نجوم ٍ ذهبيةٍ وجناحي صقر ذهبي ، راودَها ، فصعدتْ إلى سيارتهِ ، ونحن نتطلع مبهوتين بعيون سومرية سودٍ تلتهبُ دما ً، أثناءِ مرورِ السيارةِ من أمامنا رمى الضابط ُ عُقبَ سيجارتهِ بوجوهِنا ، وراحَ عُقبُ سيجارتهِ يعربدُ في الهواءِ حتى تلقفتَهُ الأرضُ ؛ أرضُ العراق ِ، وحماةُ البوابةِ الشرقيةِ يلوحونَ بعلامةِ النصرِ لنا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...