محمد برهومي - يَا قُـــــــــــدْسُ عَفْوًا..

قدس العروبة دمعها ينســـــابُ = لكأنّمــا في عينهــــــــــا مزرابُ
تبكي الكنائسُ والمساجدُ صَمْتَنا = فسيوفنا عند الوغى أخشــــــابُ
أرض الرّسالات المشعّ ضياؤها = لفًّت بها العتماتُ فهي يبــــــابُ
ماذا نقول لخــــالد و الغافـــــقي = وأبن النّصير إذا أطاع خطابُ؟
والحال أصناف القريض تبرّأت = من عارنا والصّرف والإعرابُ
أ نقول عِزًّتُنا القديمة أُلقِيـــــــت = بمزابل التّاريخ يا أصحـــــــابُ؟
أ نقول دُنِّسَت القبابُ بأرضـــــنا = وارتادها بعدَ الحمامِ ذبــــــــابُ؟
أ نقول أسد الغاب صار يخيفـــــها = عند الهزيع ثعالبُ وذئــــــــــابُ؟
أ نقول عتبة صار يدمن جبنــــــه = لمَّا تُجَلْجِلُ في النزال حــــــرابُ؟
عفوًا صلاح الدين أًدْرِكْنَا فكــــــم = عَظُمَ المُصابُ و زادًتِ الأوصَابُ
سبعون من أوراق توت حيائِـنا = تسَّاقطت ..عصفت بها الأحقابُ
سبعون عرّتنا و ذي عوراتُـــــنا = مكشوفة مذ مُزِقَ الجلبـــــــــــابُ
يا أرضَ مسرى الأنبياء الى السَّمَا = عفوا إذا "داست عليك كــــــلابُ"
عذريك إن أَكل الجراد حقولَـــــنا = و استفحلت في قطرنا الأغــــرابُ
إترمب جاءكِ هازِئـــــــــا بمبادئ = نصف سدى والباقيات ســـــــرابُ
يرنو لقدِّ قميصِ يوسف بعدمــــــــا = وقف الطريق وغلقت أبــــــــــوابُ
"إترمب جاء مكشِّرا لكأنًّــــــــــــــــه = ضبع بدت في فكِّه الأنيــــــــــــــابُ
يهفو لِلَعْقِ دماك في ظَمَئٍ فهــــــــل = صدًّته عن غاياتِه الأعــــــــــــــرابُ
لا لم نُحَرِّك دون عرضك ساكـــــــنا = كالشاة حين يَتَلُّها القصّــــــــــــــــابُ
لم نُبْدِ إلا الشًّجبَ في إعلامِـــــــــــنا = فخطابــــــــنا مُتَمَلِّقٌ كَــــــــــــــذًّابُ
و جنودُنَا ورق وأغلب من هُمُــــــــو = يتزعًّمُون بلادنــــــــــــــا أذنـــــــابُ
يا قدسُ عفوًا إنْ عَزفت قصيدتــــــي = شجَنا فبوتًقًة الشعور عــَـــــــــــــذابُ
و مِساحةُ الأملِ النًّدِيِّ تضــــــــاءَلَت = كالنور حين يُعيقُـــهُ ســِــــــــــــردابُ
لكِنًّنِي مُتفائلٌ رغم الجَــــــوَى = فمن الجروح ستنبُت الأعشَابُ
ومن الرّماد ستوقد النًّار التي = لما تئج ستُحْرَق الأحطــــــــابُ
يا قدس إن سكت الأنام تخاذُلاً = فَلِسَانُ حالي بالوفاء شهـــــــــابُ
يا قُدْسُ إن صمت الجميع تزلُّفًـــا = للغاشمين وأسلموا و أنابـــــــــــوا
وحدي سأبقى زاعقا بقصائــــدي = كالنِّسر في الآفاق لست أُهـَـــــــابُ
سَيَظًلُّ حرف الشِّعر ينضَحُ من دمي = وكأنًّه وقت الصِّدام نشَّــــــــــــابُ
سأظلُّ باسم الشعب أهتِف للوفَــــــــا = تحيا العروبةُ تسقط الأنصَـــــــــابُ..



الشّاعر محمد برهومي - تونس الخضراء







تعليقات

هذا الصيد الجميل لصديقي الشاعر محمّد البرهومي . هو شاعر رقيق الإحساس ، أنيق النّم ، غيور على العروبة و القضايا العربية كقضّية فلسطين
 
تحية محبة وتقدير اخي عبدو

تحياتي للشاعر محمد برهومي وهو صديق زارنا بالمغرب مع الشاعر الاديب نصر الدين الزاهي
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...