محمد سليمان الفكي الشاذلي - الرتينة

قلت ل\"رتينة \" :
- أحب زهرتك .
ابتسمت لكنها لم تقل شيئا. وفي تلك الأثناء طار عقاب السمك يهبط من رؤوس الأشجار القريبة ليسبح في ضوء الظهيره محلقا فوق صفحة الماء . طار الرهو الناصع البياض بأجنحته المزدانة بالسواد وخرجت التماسيح من زبد النيل لتنعم بالمقيل على الرمل المظلل هنا وهناك بأغصان الشجر.
قلت لها مرة أخرى :
- أحب زهرتك .
فابتسمت أيضا لكنها لم تقل شيئا. وفي تلك اللحظة جاء كدأبه أبو قرن بحجمه القريب من النعامة يرفرف في الهواء كاشفا عن جناحين ضخمين تزدان أطرافهما باللون الأبيض، سبحت أسراب البجع ، تقاطرت طيور الرمّاح والهدهد والشقراق ، وفي السماء الشاحبة الزرقة اللاهبة الوهج لاحت جماعات الحداء. عبرت بعينيّ النيل أحدّق في الضفة الأخرى التي تغوص بمنتهاها سلسلة من التلال الوعرة. نظرت الى التربة السوداء في الحقول القريبة ، وحملت الريح الواهنة رائحة النخل والبرتقال والحشائش ، رائحة العرق السائل على جذوع الشجر وعروق الحجر . وشدتنا جلبة الثيران البنية الداكنة اللون تسرع نحو النيل بعد أن أطلقت من سواقيها لتغوص في الوحل حتى أذقانها تطلق خوارها وكأنما تطلق زفرات الخلاص.
همست في أذنها اليسرى مكررا :
- أحب زهرتك .
ابتسمت لكنها لم تقل شيئا.
تكبرني بحوالى العامين أو الثلاثة . أطول مني وملظلظة في غير امتلاء أو اكتناز. شفتاها تفتران دوما عن ابتسامة واضحة كشجر النيم في حلتنا ، ابتسامة غامضة غموض القمر عندما ينزل من سمائه ليستحم في نيلنا فيتكسر ضؤه موجة إثر موجة . لا أدري لماذا أذكرها الآن في هذه الليلية الصيفية المزرقة من خفقان النجوم القريبة . حقب مضت . سنون جرحتني كما يجرح حد الموس . طفولة ثم صبا . عراقي دبلان أبيض في الصيف وكستور أخضر مخطط في الشتاء. حيشان واسعة . وفي حجرة أبي مصحف قرآنه مكتوب بماء الذهب ، مصحف كبير بغلاف أزرق مقوى أياته لها وقعها الخاص في الأذن وطعمها الخاص في القلب. كنت أحب ذلك المصحف أكثر من المصاحف المتناثرة في الجامع قرب المنبر الخشبي وعند الأعمدة الطينية الناهضة كالأسطوانات. لكن \"رتينة\" هي من ملأ حياتي . لونها لم يكن ليموني ولا مثل لون المانجو، لا أسمر ولا أبيض ، لون غامض في مكوناته خمرة فهو خمري.
كنا نجلس عند السواقي عندما يقيل المزارعون في ظل الرواكيب البعيدة والصيادون في مراكبهم تأخذهم إغفاءة النهار ، الأرماث ساكنة والأشرعة مهدلة مطوية . الضفة تنشطر غير بعيد منا في تدرج لا يلفت النظر الى جزر خفيضة تحفها حجارة بركانية رمادية وسوداء وتكسوها أدغال كثيفة من من النخل وأشجار البرتقال يجري بينها الماء هادئا في في زرقة داكنة . الهدوء شامل وكامل الا من وشوشات بعض الزرازير اللامعة وهي تنتقل في خفة ورشاقة من حجر الى حجر ومن غصن الى غصن.
نجلس وأقدامنا في ماء النيل تداعبنا أمواجه مداعبات وديعة ، تلتف حولنا ثم ما تلبث أن تؤوب من الشاطئ إلى عمق النهر تنادينا بنداء آسر لا يقاوم . وكانت تسعدنا رؤية طائر العريش بلونه الجامع بين السواد والبياض وهو يرفرف على ما لا يزيد عن السبعة أقدام فوق سطح النيل قبل أن ينقض على سمكة طافية أو أخرى تسبح قرب السطح. نبقى هناك نبصر شعاع الشمس يسقط في موج النهر ويسبح ، نرى طيور الماء الأخرى ترف مع طائر العريش فوق الماء تصف وتقبض ، وحينا تضرب الماء أجنحتها الملونة وتخطف مناقيرها البنية صغار السمك اللامع قشره تحت الوهج كما الفضة ، وكنا نحتار من تلك التقلصات العنيفة التي ترمي بها رؤوسها الى الوراء عندما تزدرد صيدها. على المنحنى غير البعيد كنا نرى تلال الرمل الأصفر وهي تعلو في جلال صوب الشمس، ومن خلف التلال تعلو الجبال الرمادية وفي شعابها تنطّ المعزات والنعجات وتنهق الحمير . وحدنا نجلس . نأكل حينا الرطب ، وحينا نلتهم قراصة النبق ، وأحيانا نطحن الجُرُمْ . كنت دوما هناك ، و \"رتينة\" كانت دوما إلى جانبي تشع منها حياة غريبة ، كانت جذابة كما النار الموقدة ، مضيئة كما الينابيع المتدفقة ، عسيرة كما الينابيع الموصدة ، وكنت فراشة تبحث عن الضوء، عن النار وعن الأسرار . عيناها كانتا أوسع من أفق الدنيا يمشي فيهما لغز محير مشى الأسد في قفص الأسد . أما أهدابها فكانت غزيرة سوداء مثل ليلة من ليالي الخريف. صوتها عذب حزين وشفتها السفلى صغيرة مكتنزة وبها حزّة طفيفة كحبة فول سوداني جديدة طازجة . وذات ظهيرة والشمس كبيرة طارت من طيور الماء ثنتان لعوبتان وحطتا على صدرها تخفقان وتخفقان فضحكنا.
قلت لها :
- أحب زهرتك .
ضحكت في خجل.
كنت دون سن البلوغ تلك السن التي تحس فيها بدبيب مخدر ونشوة غامضة كأنك تلمس جسم الماء أو ترقب القمر من خلف غصن . انفلتت النجوم من أفلاكها فبدت أقرب من فروع النيم ومن جريد النخل . وتسللت إلى أذني بقايا زغاريد تعلن عن نهاية عرس في أقاصي الحلة . زغزغتني الزغاريد وحملتني إلى زمن بعيد بعيد . كان هناك النيل ، وكانت هناك السواقي بقواديسها الخشبية المهترئة وثيرانها البنية الممتلئة تخور حينا وحينا تنزل دموعها فتختلط بماء وطين الخور .كانت هناك القماري والعصافير والزرازير والدجاج والحمام وطير الرهو. وبالطبع كانت هناك خلوة الفكي الفنجري بوجهه الأسمر ذي الشلوخ الستة ، ثلاثة شلوخ على كل خد . في الخلوة كانت المحاية ولوح الخشب ذو العنق المدبب والدواية التي نصنعها من الصمغ وهبو الصاج الأسود وشعر المعزات والتيوس. وأظهر من كل ذلك سوط العنج ذو اللسانين والذي كان لا يفارق يمين الفكي الفنجري. كان دائما حاسر الرأس حاد النظرة محمرها . عنقه كانت غليظة تسندها أكتاف ممتلئة مغطاة دوما بعراقي من القطن الخفيف، كان له كرش يختج حينما يضحك وترفعه سيقان مكتنزة وأقدام غليظة. كان قصيرا لكن في مجمل هيئته ضرب من الوضاءة. كان بارعا جدا في الرمية ، هو على عنقريبه القصير المنسوج بالحبل ومن حوله الحيران جلوسا على الأرض في شكل حدوة حصان . يصيح أحد الحيران \"شيخنا الذين يؤمنون بالغيب ..\" فيجيب\" ومما رزقناهم ينفقون\" . ويصيح آخر\" شيخنا فكشفنا عنك غطاءك ..\" فيجيب \" فبصرك اليوم حديد\". وينبعث صوت ثالث\" شيخنا ومريم إبنة عمران ..\" فيتم \" التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا\" ويصيح رابع\" شيخنا كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ..\" فيكمل \"ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا\" ويبصق ثم يضيف \" أكتب يا جحش\" . هكذا تمضي الرمية في الخلوة ، هكذا كان يمضي صباحي ، وساعة المقيل كان كمال حياتي.
تناثرت النجوم هنيهة ثم التئمت واستمسكت بسرة السماء فعرفت أن الليل قد مضى ثلثاه وأن نجمة الصباح ستبزغ عما قليل ثم ما تلبث أن تتلألأ . نهق حماري من زريبته القريبة فنبح أحد الكلاب الهائمة وضرب ديك بجناحيه دون أن يصيح . وعادني طيف \"رتينة \". معها كنت لا أحس بنفسي أو بما أفعله ، كالمشدوه بمعجزة خارقة كنت مشدوها . دونما ريب كانت أجمل مَن خلق الله ولكني الآن لست موقنا من أنها كانت تحبني أم تعزني ! ما هو مؤكد هو أنها كانت تستلطف رفقتي وترتاح اليها . كنت محسودا من جميع الصبيان لأنها آثرتني. لكنها آثرت الخجل والصمت بعد يوم الزهرة.
كان ضحىً شتويا ، الشمس فيه تبعث الدفء والضوء لا الغيظ والحر . دلفت إلى بيتهم كانت أمها قد فرغت لتوها من عواسة الكسرة على الصاج الموقد بحطب السيال والأثل ، هبو الرماد على رشرش عيونها وحواف شعرها الممشط ضفائر رقيقة صغيرة وأيضا على قميصها الأصفر المشجر. ومن جوف الراديو الفليبس الرمادي القديم تعالى صوت النعام آدم يغني : \" يا زهيرة النرجس الفتحت دابك ، أرضك طيبة ومن النيل شرابك.\" كانت \"رتينة\" تأكل في صحن طلس أبيض كسرة مواصة بالسكر . دعتني أن هلم وأصب فأجبت. في فمي كان سكر وفي عيني سكر. وبعد أن شبعنا انطلقنا مع ارتفاع الشمس إلى النيل والسواقي .
جلسنا وأقدامنا في الماء . دارت الموجات والتفت تؤوب إلى منتصف النهر تدعونا بذلك النداء الغامض المتكرر الأليف . قلت لها \" أيه رأيك نغطس نستحم \" قالت \" طيب\" قلت \" بس المرة دي عريانين زي ما ولدونا\". طأطأت . قلت لها \" يا خوافة\" قالت \" أنا ما خوافة \". خلعت ملابسي ففعلت فإذا بأشعة الشمس تصب في خمرة لونها خمرا. نهداها كانا أصغر من ليمونتين وخصلات شعرها السوداء تلاصفت تحت أشعة الشمس الساطعة تلاصف آلاف المرايا. سرتها كانت مثل زرارة في شكل نجمة وتحت كان ثمة زغب ناعم ودقيق ، زغب كذلك الذي تولد به العصافير والسواسيو، زغب يشبه ذرات الضوء المتسرب في شكل عمود في جوف بئر قديمة مهجورة، ثم رأيت فكانت هناك زهرتها .
وانتبهت اليها وهي تدخل في ثيابها مغمغمة \" عيب ما تعاين\" صحت فيها \" رتينة عندك زهرة .. عندك زهرة\" قالت بعد أن أحكمت لباسها \"حا استحم متل كل مرة بسْ لا صدري ولا تحتي عريان. وشي بس ْ غيره لا.\" صرخت فيها وأشعة الشمس الشتوية الدافئة صرخت معي \" عندك زهرة .. عندك زهرة.\" وارتعدت خفقة الموج ودغدغت أطراف أصابع قدميّ . ارتعشت حبات القمح في قناديلها تهب مع الريح التي تسرح الحقول. ووشوشت في الهواء تلافيف أغصان غير مرئية بدا أنها تبحث عن \"الرتينة\" وزهرتها . ولمع واتقد في ذهني خاطر أحدّ من البرق. انتعش قلبي كما تنتعش الديوك قبيل الفجر.
وظللنا نلتقي يوما بعد يوم ومع الأيام فرّ الخجل ومات الصمت . كنا نتحدث ، نضحك ، تسبح معي بلباسها وتمرح إلى أن جاء يوم وقالت \" الأسبوع الجاي حا يطهروني. حسونة الطهّاراة حاتجي وتعمل كل حاجة\" . لا أدري لماذا صرخت فيها \" ليه؟\" زمّت شفتيها وقالت \" ما عارفة\" نظرت بعيدا إلى ما وراء ضفة النيل الأخرى وأردفت \" أصلو كده.\" ثاني يوم لم تأت. جلست عند السواقي وحيدا أرقب وهج الظهيرة ينسكب بصهده في النيل. عرفت أنها حبست في البيت فجعلت أختلف اليها هناك لكنهم لمّا خضّبوا كفيّها وقدميها منعوني من رؤيتها. ذهلت عن النيل ، عن المقيل في صفاء الظهيرة ، ذهلت عن عقاب السمك يهبط من رؤوس الأشجار القريبة ليسبح في الضوء محلقا فوق صفحة الماء ، ذهلت عن التماسيح ، عن الرهو الناصع البياض ، عن الرمّاح والشقراق والهدهد وأبي قرن، عن الزرازير وطائر العريش والحداء . وذات يوم ذهبت الى بقعتنا على غير العادة في الصباح . كانت الحياة صاخبة على صفحة النيل وفي الحقول ، فالزارعون كانوا يُعملون المعاول في دأب ونشاط ، والصيادون كانوا يفردون الأشرعة ويرمون الشباك ، وعلى الخيران والقنوات المتفرعة من النيل كانت الثيران الداكنة اللون تدور بالسواقي المصنوعة من الخشب في جهد ونصب . أشعة الشمس كانت غريبة ، والمكان في غير زمانه ودون \"الرتينة\" بدا غريبا موحشا . شعرت بتشنجات قاسية ، بقلق مرهق ، ثم بلهب وأوار في قلبي فبكيت . وشعرت أن جذوع الشجر وعروق الحجر تبكي معي، بكت موجات النيل ، بكت الطيور وحبات الرمل وبكت الساقيات تفيض بالأنين . انقضى الشتاء وحلّ الصيف وأنا وحدي أشعر بفراغ العالم . قلت في نفسي لأ بد أن أراها ، فقمت وانطلقت الى بيتها ، كانت محننة على العنقريب الوطئ ، ورائحة الحناء كانت نافذة قوية غريبة تعلق معها في الجو رائحة المحلبية والسرتية .
يوم الطهور تسللت باكرا واختبأت خلف الزير المكسور في راكوبة الثمام الكبيرة غير بعيد من عنقريب الطهور المنسوج من الدوبار الأبيض . مكثت هناك وقتا لا أدري أكان قصيرا أم طويلا لكني انتبهت بغتة لجلبة النسوة وبكاء \" الرتينة \" يمسكن بها من كل يد وكل طرف. أوقفنها . تصبب حسمي وسال بالعرق . رفعنها ووضعهنا على عنقريب الدوبار الأبيض . أرقدنها . كانت \"حسونة\" الداية تسن موسها الكبيرة و\"رتينة\" تفرفص تحاول أن تتملص من من بين الأيادي التي هجرتها على وجه العنقريب بقوة وعزم. كانت تصرخ \" واي .. واي .. واي.\" رفعن فستانها الأزرق ذا الياقة البيضاء والحزام الأسود حتى بطنها . انكشفت نجمتها أقصد سرتها . أمسكن بركبتيها ثم فتحن فخذيها . الموس كانت قد سنت لتخطف شفرتاها من المكان الضوء ووهجه . صندوق الصفيح الكبير ذو الممسكة السوداء والذي لا يفارق أبدا يمين الداية \"حسونة\" كان مفتوحا فلاحت في باطنه ضمادات قطن مقطوعة ومساحيق قرض وشب ومقصات معدنية صدئة وإبر وخيوط .
انحنت \"حسونة\" ومدت موسها صوب الزهرة . بغتة علت صرخة مرعبة : \" الحقوني .. ألحقوني.\" انبثق الدم نافورة وارتجف كيان الهواء . خفق قلبي خفقات واهنة ، هبط إلى أحشائي صوت دوي ، ونزلت رعشات واختلاجات. دون أن أدري ودون أن أحس برزت من وراء الزير المكسور وصرخت باكيا \" قطعوا الزهرة..قطعوا الزهرة.\" التفتت النسوة نحوي مأخوذات وندّت عن إحداهن شهقة \" يا ولد يا قليل الأدب بهتنا الله يبهتك ويصرفك.\" وقالت أخرى \" إنت عندك هنا شنو يا قليل الحيا ده شغل حريم .\" قلت لهن \" شفت كل شيء. كل شيء والله إنتو كعبات .\" وأخذني بكاء ممض وأنا أرى جبين \"الرتينة\" يندي ويسيل بالعرق بينما زهرتها مقطوعة مؤتلقة على الأرض يبقبق منها الدم . رش الدم دوبار العنقريب الأبيض فخضبه . ولوهلة أحسست أن ملح العرق وملح الدم وملح الأرض امتزجوا جميعا في طعم واحد . وكان الطعم في حلقي . انتبهت لنفسي والنسوة يضربنني بالبراطيش فوليت هاربا ورائحة الدم والعرق والعطر والحناء الغريبة تملأ أنفي.
بعد أيام عدت لبيتها . كانت \" الرتينة \" ترقد في ذات العنقريب الدوبار المخضب بالدم الجامد . بياض العنقريب حال إلى ما بين الأحمر والأسود. كانت عارية كيوم ولدتها أمها وكيوم الزهرة. كانت محمومة وكانوا يغسلونها بماء القرض . شحبت جدا ونحلت جدا . وذات أربعاء مظلمة بعيدة انطفأت \"الرتينة\" . ضاعت كما ضاعت زهرتها وكما ضاع الضوء والعبق. أنا الآن وحدي في ذهني فوانيس الذكريات وفي حلقي طعم مر . لا أدري لماذا يملؤني الآن طيفها في هذه الليلية الصيفية المزرقة من خفقان النجوم القريبة! وخيل إليّ أن النجوم قد صارت إلى زهور وكأنما تواسيني في فقدان \" الرتينة\" وزهرتها . ضاءت عيوني وتفتقت جروحي عن آلام لا تحتمل . حقب مضت . سنون جرحتني كما يجرح حد الموس . وتناثرت النجوم هنيهة ثم التئمت واستمسكت بسرة السماء فعرفت أن الليل قد مضى أكثر من ثلثيه وأن نجمة الصباح ستبزغ عما قليل ثم ما تلبث أن تتلألأ .


محمد سليمان الفكي الشاذلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...