سَنَوَاتٌ عِجَافٌ مَضَتْ عَلَى تَوَلِّيهِ مَنْصِبَهُ الرَّسْمِيَّ فِي مَوْقِعٍ حَسَّاسٍ ضِمْنَ دَائِرَتِهِ ذَاتِ الرَّكِيزَةِ الْفَائِقَةِ الْأَهَمِّيَّةِ ، صَالَ وَ جَالَ فِيهِ دُونَ رَادِعٍ يَرْدَعُهُ أَوْ مُقَوِّمٍ يُقَوِّمُهُ . مَا اِبْتَسَمَ يَوْمًا بِوَجْهِ مُرَاجِعٍ مُخَفِّفًا عَنْهُ عَنَاءَ مُرَاجَعَاتِهِ الرُّوتِينِيَّةِ الْمُمِلَّةِ الْبَطِيئَةِ كَبُطْءِ حَرَكَةِ السُّلْحَفَاةِ ، الَّتِي تَدُورُ خَارِجَ أُطُرِ وَ مَفَاهِيمِ التَّـقَدُّمِ التِّـقَنِيِّ و الْعِلْمِيِّ الْلَّذَيْنِ يَشْهَدُهُما الْعَالَمُ! . ظَلَّ مُعَبَّسًا مُقَطَّبَ الْحَاجِبَيْنِ مُتَجَهِّمَ الْوَجْهِ ، سَلِيطَ الْلِّسَانِ ، بِلَا أَدْنَى سَبَبٍ مُوجِبٍ . أَقْوَى " النُّكَاتِ " وَ أَشَدُّهَا اِضْحَاكًا الَّتِي أُلْقِيَتْ عَلَى مَسْمَعَيْهِ مِنْ " مُقَرَّبِينَ " لَهُ حَصْرًا عَجَزَتْ عَنْ رَسْمِ اِبْتِسَامَةٍ وَ لَوْ بَاهِتَةٍ عَلَى شَفَتَيْهِ الْمُتَشَقِّقَتَيْنِ الْمُرْتَجِفَتَيْنِ الْقَاحِلَتَيْنِ الشَّبِيهَتِينِ بِطَرَفَي صَحْراءِ الرُّبْعِ الْخَالِي!. أَمَّا الْحَدِيثُ عَنْ أُسْلُوبِهِ الْفَجِّ الْمُقَزِّزِ فَيَحْتَاجُ إِلَى وَقْفَاتٍ وَ اسْتِنهَاضٍ لِلذَّاكِرَةِ . كَثُرَتْ الشَّكَاوَى ضِدَّهُ وَ تَعَاظَمَتْ ، لِسُوءِ حَظِّهِ رَافَقَتْهَا حَمْلَةُ تَنَـقُّلَاتٍ وَ تَغْيِيرَاتٍ جَوْهَرِيَّةٌ مُفَاجِئَةٌ اِنْصَبَّتْ بِمُجْمَلِهَا فِي صَمِيمِ أَعْمِدَةِ هَرَمِ الْمُؤَسَّسَةِ ، لَمْ تَكُنْ فِي حُسْبَانِهِ يَوْمًا ، خَلْخَلَتْ مَوَازِينَهُ ، أَرْبَكَتْ خُطَاهُ ، أَطَاحَتْ بِهِ وَ بِأَمْثَالِهِ الْمُتَعَجْرِفِينَ الْمُتَعَالِينَ وَ أَنْزَلَتْهُمْ إِلَى الدِّرْكِ الْأَسْفَلِ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِمْ.فَضَاعَتْ مَنَافِعُ وَ امْتِيَازَاتٌ تَــمَتَّعَ بِهَا مُتَبَاهِيًا رَدْحًا طَوِيلًا مِنَ الزَّمَنِ دُونَ وَجْهِ حَقٍّ.