أتتني زرقاء اليمامة محذرة حين غِرة
فأخبرتني بما رأته همسا
ولما صحوت لم أدر أكان حلما هذا أم يقظة
حينها تدثرت بصمتي ثلاثاً
فاحتشد أناسٌ من كل فج عميق جموع كثيرة من شتى انحاءِ المدينة؛ أحياءها البعيدة والمجاورة، جيرتي و عشيرتي أحبائي وأعدائي و الشامتين؛
تهامسوا تناجَوا وأختلقوا الأقاويل
كلٌ يتحدثُ بما جادت به قريحتُه خيالا، واستنتاجا، جميعُهم يحلل ويفتي! ومن ثم يتساءلون ما بها صامتة؟ لا تأكل؟ لا تشرب؟ بل لا تنام؟ فقط تشخص ببصرها للأعلى نهارا ثم تحدقُ ليلا صوب نقطة ثابتة بالجدار، لا ندري ما الذي تعنيه لها فتعيدُ تعاقب نظراتها هكذا ليل نهار..
أصبح الجميع في حَيرة من أمرهم تركوا ديارهُم عدتهم وعتادهم صاروا فقط ينتظرون، وينتظرون ولا يدرون أيَّ نهاية تصلح خاتمة لهذا الانتظار.. تجمهروا؛ افترشوا الأرض تحلقوا حولي القوَا علي تعاويذهم وتتلو ايآت تنجي من الأسحار وأعينِ الحاسدين، أحرقوا أوراقا، أعواداً وبعض توابل، دهنوا جسدي بزيت خاص، وصبوا علي الماء وأنا لست أنا ، أنا لست هنا، لا أحرك ساكنا ولا يتزحزحُ بصري عن مساره، فقط أتنفسُ، أتنفسُ كما يتنفس الآخرون بانسياب تام يتوالى شهيقا وزفيرا في تجانس يعلن بقائي علي قيد الحياة..
تعاقب الليل والنهار ومضت الليلة الأولى و الثانية ثم الثالثةُ وأنا كما أنا لا أحرك ساكنا..
عند فجر تزامني الرابع تجمعت سحب حالكة السواد فتوقف الهواء عن المرور استيقظ الجميع ، رفعوا رؤوسهم عاليا ليروا ما حدث، تلبدتِ السماءُ بتلك الغيوم التي تكاثفت حتى كادت أن تطبق على الأرض في مشهد مَهيب توَجل له القلوب ويحبسُ أنفاسَ جميع الكائنات ؛ وبغتة أبرقت لوناً أحمر وأرعدت صوت طفل عالي الصراخ فانفجرت سحابتان أمطرتا دما إلتحقت بهما بقية السحب صارت السماء تمطر دما ترعد صراخا وتبرق لون الدماء، تداخلت أصواتُ الرعد مع صراخ وفزع الحشود واضطرابها، يتخبطون يمنةً ويسرةً يهرولون يركضون لا يدرون الي أين يذهبون!!فالدماء في كل مكان، يتساقطون أرضا ، يصطدمون ببعضهم بعضا، ينتحبون، و يستنجدون بالله وبالاولياء الصالحين دون توقف،
لم يردعْهم عن حالة التوهان والذعر تلك الا صوت واحد أتى من بينهم وشق الفضاءَ فلفت ما تششت من انتباه ناداهم أن انظروا إليها هناك وأشار بسبباته:
وقد رسمت دائرةً حولي أقف في منتصفها تماما
أرفع كلتا يديَّ أتمتم بأقوال لم يدر كنهها أحد
التفتُ اليهم جميعا صوب الجهات الأربع وأومأتُ برأسي ان هلموا..
تحلقوا حولي خارجا عن الدائرة وشكلوا هالة من البشر .. رفعوا أيديَهم كما فعلت
أغمضوا عيونهم وخفضوا رؤوسهم
تحولتِ الدماء الي صقيع، ثلجٍ أبيض اللون
أرتعشنا جميعا ولكن ظللنا كما كنا رافعةً رأسي و يديَّ، خافضي رؤوسهم مغمضي عيونهم رافعين الأيدي..
أبرقت السماء ضوءا أبيض أرعدت ضحكاتِ طفل، هب نسيم عليل فنزل المطر..
إغتسلت الأرض، نبتت زهرة
تحلقني الجميع تعانقنا بكينا معا وضحكنا في ان واحد..
أفترشنا الأرض والسهولُ كاملةُ الإخضرارِ مليئة بالحياةَ و العطاءِ..
فأخبرتني بما رأته همسا
ولما صحوت لم أدر أكان حلما هذا أم يقظة
حينها تدثرت بصمتي ثلاثاً
فاحتشد أناسٌ من كل فج عميق جموع كثيرة من شتى انحاءِ المدينة؛ أحياءها البعيدة والمجاورة، جيرتي و عشيرتي أحبائي وأعدائي و الشامتين؛
تهامسوا تناجَوا وأختلقوا الأقاويل
كلٌ يتحدثُ بما جادت به قريحتُه خيالا، واستنتاجا، جميعُهم يحلل ويفتي! ومن ثم يتساءلون ما بها صامتة؟ لا تأكل؟ لا تشرب؟ بل لا تنام؟ فقط تشخص ببصرها للأعلى نهارا ثم تحدقُ ليلا صوب نقطة ثابتة بالجدار، لا ندري ما الذي تعنيه لها فتعيدُ تعاقب نظراتها هكذا ليل نهار..
أصبح الجميع في حَيرة من أمرهم تركوا ديارهُم عدتهم وعتادهم صاروا فقط ينتظرون، وينتظرون ولا يدرون أيَّ نهاية تصلح خاتمة لهذا الانتظار.. تجمهروا؛ افترشوا الأرض تحلقوا حولي القوَا علي تعاويذهم وتتلو ايآت تنجي من الأسحار وأعينِ الحاسدين، أحرقوا أوراقا، أعواداً وبعض توابل، دهنوا جسدي بزيت خاص، وصبوا علي الماء وأنا لست أنا ، أنا لست هنا، لا أحرك ساكنا ولا يتزحزحُ بصري عن مساره، فقط أتنفسُ، أتنفسُ كما يتنفس الآخرون بانسياب تام يتوالى شهيقا وزفيرا في تجانس يعلن بقائي علي قيد الحياة..
تعاقب الليل والنهار ومضت الليلة الأولى و الثانية ثم الثالثةُ وأنا كما أنا لا أحرك ساكنا..
عند فجر تزامني الرابع تجمعت سحب حالكة السواد فتوقف الهواء عن المرور استيقظ الجميع ، رفعوا رؤوسهم عاليا ليروا ما حدث، تلبدتِ السماءُ بتلك الغيوم التي تكاثفت حتى كادت أن تطبق على الأرض في مشهد مَهيب توَجل له القلوب ويحبسُ أنفاسَ جميع الكائنات ؛ وبغتة أبرقت لوناً أحمر وأرعدت صوت طفل عالي الصراخ فانفجرت سحابتان أمطرتا دما إلتحقت بهما بقية السحب صارت السماء تمطر دما ترعد صراخا وتبرق لون الدماء، تداخلت أصواتُ الرعد مع صراخ وفزع الحشود واضطرابها، يتخبطون يمنةً ويسرةً يهرولون يركضون لا يدرون الي أين يذهبون!!فالدماء في كل مكان، يتساقطون أرضا ، يصطدمون ببعضهم بعضا، ينتحبون، و يستنجدون بالله وبالاولياء الصالحين دون توقف،
لم يردعْهم عن حالة التوهان والذعر تلك الا صوت واحد أتى من بينهم وشق الفضاءَ فلفت ما تششت من انتباه ناداهم أن انظروا إليها هناك وأشار بسبباته:
وقد رسمت دائرةً حولي أقف في منتصفها تماما
أرفع كلتا يديَّ أتمتم بأقوال لم يدر كنهها أحد
التفتُ اليهم جميعا صوب الجهات الأربع وأومأتُ برأسي ان هلموا..
تحلقوا حولي خارجا عن الدائرة وشكلوا هالة من البشر .. رفعوا أيديَهم كما فعلت
أغمضوا عيونهم وخفضوا رؤوسهم
تحولتِ الدماء الي صقيع، ثلجٍ أبيض اللون
أرتعشنا جميعا ولكن ظللنا كما كنا رافعةً رأسي و يديَّ، خافضي رؤوسهم مغمضي عيونهم رافعين الأيدي..
أبرقت السماء ضوءا أبيض أرعدت ضحكاتِ طفل، هب نسيم عليل فنزل المطر..
إغتسلت الأرض، نبتت زهرة
تحلقني الجميع تعانقنا بكينا معا وضحكنا في ان واحد..
أفترشنا الأرض والسهولُ كاملةُ الإخضرارِ مليئة بالحياةَ و العطاءِ..