على القلبِ أن ينتحي الآن رُكناً قصيّا
ويندبَ في الصّمت خدَّيْهِ،
يعوي كهِرٍّ قديم… وينسى
على القلب أن يحتفي بالمنافي:
سلامٌ على كلِّ منفى جديدٍ
سلامٌ على صاحبي،
كنتُ سقّيتُه من نبيذي،
فأهداني الفجرَ جبّانةً… ثم غابْ
سلام على كفِّها،
كفِّ سلمى السّرابْ
سلامٌ على موعدٍ كان يجمعنا عصرَ يومِ الثُّلاثاء:
بُوركتَ يا يومَنا، يا ثُلاثاءُ،
ماذا تكون النّهاراتُ لَوْلاكَ ؟
لوْ لا مساءاتُك العطرُ
لو لا مساءاتُ سلمى
* * * *
ليوم الثّلاثاء ما ليس يعلمه النّاسُ:
لا بُدّ من كذبةٍ كي تُصدّقني زوجتي
كي أضلّل طفلي الذي صار يدري
لماذا يموتُ العراقُ وحيدا
تضلّلُ سلمى أشقَّاءها،
أمّها،
تدّعي أن ستلْقَى صديقاتها،
ثم تأتي لنمضي إلى حيث نمضي…
ولكنّ سلمى تناءتْ،
أنا كنتُ أهملتُ أحلامها البيض،
ألهانيَ الشِّعر رُبَّتما عن يديْها، فضاعت…
لها أن تضيعا
فمن قبل سلمى أنا كنتُ ضيّعتُ دربي إلى قلب أمّي
وضيّعت دربي إلى البحر... ضيعتُ دربي إليّ
أنا سيّد الانكسارات ما عدتُ شيّا
على القلب أن ينتحي الآن ركنا قصيّا
ويندبَ في الصّمت خدّيه،
يعوي كهر قديم… وينسى
سأنسى
سأنسى أكاذيب نخلتنا آخر اللّيل.
- "هل يكذب النخل" ؟
- "طبعا، كما تكذب الدّالية".
- "وهل يكذبُ البحر" ؟
- "سلْ عنه أفراسه واليتامى".
- "وهل يكذبُ البرق والرّعدُ ؟
هل تكذب الرّيحُ" ؟
- "كذّابةٌ كلُّها والغمامُ".
- "والفراشاتُ مغسولةً بالنّدى… والقَطا" ؟
- "كذاك الحَمامُ".
- "وأمّي ؟ وجارتُنا ؟ والنّدامى" ؟
- "جميعا، ولو صدقُـوا".
- "على من سأتلو أناشيد حبّي إذنْ،
وبي منه ما لو تلوتُ على جبلٍ...؟"
- "على لا أحدْ".
- "والمحبّون ؟
أليس المحبّونَ مثلي شَفيفينَ حدّ البكاء" ؟!
- "كذلك كانوا".
- "ألم يبقَ منهم صَدٍ وّاحدٌ يحتفي بانكساري ؟"
- "لقد لـمْلمُوا في الأماسي مزاميرهم،
ثمّ راحوا".
- "بعيدا" ؟
- "إلى اللاّمكان".
- "سألحقُهم".
- "عرفتَ الطّريق" ؟
- "أجلْ أشهدُ الآن أنّي عرفتُ الطّريق" !.
محجوب العياري/ تونس
ويندبَ في الصّمت خدَّيْهِ،
يعوي كهِرٍّ قديم… وينسى
على القلب أن يحتفي بالمنافي:
سلامٌ على كلِّ منفى جديدٍ
سلامٌ على صاحبي،
كنتُ سقّيتُه من نبيذي،
فأهداني الفجرَ جبّانةً… ثم غابْ
سلام على كفِّها،
كفِّ سلمى السّرابْ
سلامٌ على موعدٍ كان يجمعنا عصرَ يومِ الثُّلاثاء:
بُوركتَ يا يومَنا، يا ثُلاثاءُ،
ماذا تكون النّهاراتُ لَوْلاكَ ؟
لوْ لا مساءاتُك العطرُ
لو لا مساءاتُ سلمى
* * * *
ليوم الثّلاثاء ما ليس يعلمه النّاسُ:
لا بُدّ من كذبةٍ كي تُصدّقني زوجتي
كي أضلّل طفلي الذي صار يدري
لماذا يموتُ العراقُ وحيدا
تضلّلُ سلمى أشقَّاءها،
أمّها،
تدّعي أن ستلْقَى صديقاتها،
ثم تأتي لنمضي إلى حيث نمضي…
ولكنّ سلمى تناءتْ،
أنا كنتُ أهملتُ أحلامها البيض،
ألهانيَ الشِّعر رُبَّتما عن يديْها، فضاعت…
لها أن تضيعا
فمن قبل سلمى أنا كنتُ ضيّعتُ دربي إلى قلب أمّي
وضيّعت دربي إلى البحر... ضيعتُ دربي إليّ
أنا سيّد الانكسارات ما عدتُ شيّا
على القلب أن ينتحي الآن ركنا قصيّا
ويندبَ في الصّمت خدّيه،
يعوي كهر قديم… وينسى
سأنسى
سأنسى أكاذيب نخلتنا آخر اللّيل.
- "هل يكذب النخل" ؟
- "طبعا، كما تكذب الدّالية".
- "وهل يكذبُ البحر" ؟
- "سلْ عنه أفراسه واليتامى".
- "وهل يكذبُ البرق والرّعدُ ؟
هل تكذب الرّيحُ" ؟
- "كذّابةٌ كلُّها والغمامُ".
- "والفراشاتُ مغسولةً بالنّدى… والقَطا" ؟
- "كذاك الحَمامُ".
- "وأمّي ؟ وجارتُنا ؟ والنّدامى" ؟
- "جميعا، ولو صدقُـوا".
- "على من سأتلو أناشيد حبّي إذنْ،
وبي منه ما لو تلوتُ على جبلٍ...؟"
- "على لا أحدْ".
- "والمحبّون ؟
أليس المحبّونَ مثلي شَفيفينَ حدّ البكاء" ؟!
- "كذلك كانوا".
- "ألم يبقَ منهم صَدٍ وّاحدٌ يحتفي بانكساري ؟"
- "لقد لـمْلمُوا في الأماسي مزاميرهم،
ثمّ راحوا".
- "بعيدا" ؟
- "إلى اللاّمكان".
- "سألحقُهم".
- "عرفتَ الطّريق" ؟
- "أجلْ أشهدُ الآن أنّي عرفتُ الطّريق" !.
محجوب العياري/ تونس