أذكر قبل بضعة أسابيع أن أحد الدعاة أذيع له فيديو يصوره يمازح بعض طلبته من الشباب مزاحا سافر المجون بادي الفسق، فأثار ذلك الفيديو غضب المربين والأخلاقيين الذين ينكرون أن يبدر مثل ذلك المزاح الماجن عن داعية وطالب علم يتعلم على يديه الشباب.
لكن ذلك الداعية لم يكن يرى نفسه يأتي أمرا منكرا، ربما لأنه كان ينطلق من ثقافة ورثها عن أسلافه من علماء السلف، حيث يبدو أن بعضهم لم يكن يرى بأسا في المزاح الماجن، ولم يكن يرقى بلفظه عن البذيء والفاجر، مما كانوا يعدونه نوعا من الترويح عن النفس وبث النشاط فيها.
من هؤلاء جلال الدين السيوطي، العالم المصري الشهير من علماء القرن التاسع الهجري، له مؤلفات كثيرة في علوم مختلفة مثل علم التفسير والحديث والفقه واللغة والبيان، إلا أن له أيضا مؤلفات أخرى في الأدب الماجن، يغلب على عناوينها الفحش اللفظي وتدور مواضيعها حول الجنس، لا غاية منها سوى طلب الفكاهة واللهو. من تلك المؤلفات (ضوء الصباح في لغات النكاح) و(نزهة المتأهل ومرشد المتأهل) و(رشف الزلال من السحر الحلال) و(اليواقيت الثمينة في صفات السمينة)، هناك عناوين أخرى غيرها لكنها بادية الفحش لا أستطيع ذكرها.
كتاب (رشف الزلال من السحر الحلال) واحد من تلك الكتب التي تخوض في المجون تحت ستار المزاح والترويح عن النفس، وهو من منشورات دار الانتشار العربي. يتخذ الكتاب أسلوب المقامات حيث اختار السيوطي راويا لمقاماته أطلق عليه اسم (أبو الدر النفيس بن أبي إدريس). وأبو الدر في روايته يقول إنهم كانوا جماعة من الشبان الذين استمعوا إلى واعظ يوم العيد يحذرهم من العزوبة ويحثهم على الزواج فقرروا التزوج واجتمعوا صبيحة يوم العرس لتهنئة بعضهم بعضا فاقترح أحدهم أن يصف كل منهم خبر ليلته وما اتفق له مع حليلته.
هؤلاء الشبان لم يكونوا من العامة وإنما كانوا من طلبة العلم، وكان كل منهم متخصصا في علم مختلف فمنهم المحدث والفقيه والمفسر والمقرئ واللغوي والأصولي والجدلي والنحوي وغيرهم، فكان كل منهم يصف ليلته مع زوجته وفق المصطلحات العلمية المستخدمة في العلم الذي ينتسب إليه.
في هذا الكتاب يتعمد السيوطي إدخال مزيد من الطرافة والفكاهة من خلال المزج بين المجون اللفظي واللعب بالكلمات، وهو أسلوب كان شائعا في مؤلفات عصره، وقد استغل السيوطي معرفته الواسعة بالعلوم المتنوعة فأخذ يستعير المصطلحات والتعبيرات المتداولة في كل علم ليصف بها على لسان كل عالم، ما كان يجري في ليلة العرس متباهيا بمهارته الفائقة في التورية والاستعارة.
لكن ذلك الداعية لم يكن يرى نفسه يأتي أمرا منكرا، ربما لأنه كان ينطلق من ثقافة ورثها عن أسلافه من علماء السلف، حيث يبدو أن بعضهم لم يكن يرى بأسا في المزاح الماجن، ولم يكن يرقى بلفظه عن البذيء والفاجر، مما كانوا يعدونه نوعا من الترويح عن النفس وبث النشاط فيها.
من هؤلاء جلال الدين السيوطي، العالم المصري الشهير من علماء القرن التاسع الهجري، له مؤلفات كثيرة في علوم مختلفة مثل علم التفسير والحديث والفقه واللغة والبيان، إلا أن له أيضا مؤلفات أخرى في الأدب الماجن، يغلب على عناوينها الفحش اللفظي وتدور مواضيعها حول الجنس، لا غاية منها سوى طلب الفكاهة واللهو. من تلك المؤلفات (ضوء الصباح في لغات النكاح) و(نزهة المتأهل ومرشد المتأهل) و(رشف الزلال من السحر الحلال) و(اليواقيت الثمينة في صفات السمينة)، هناك عناوين أخرى غيرها لكنها بادية الفحش لا أستطيع ذكرها.
كتاب (رشف الزلال من السحر الحلال) واحد من تلك الكتب التي تخوض في المجون تحت ستار المزاح والترويح عن النفس، وهو من منشورات دار الانتشار العربي. يتخذ الكتاب أسلوب المقامات حيث اختار السيوطي راويا لمقاماته أطلق عليه اسم (أبو الدر النفيس بن أبي إدريس). وأبو الدر في روايته يقول إنهم كانوا جماعة من الشبان الذين استمعوا إلى واعظ يوم العيد يحذرهم من العزوبة ويحثهم على الزواج فقرروا التزوج واجتمعوا صبيحة يوم العرس لتهنئة بعضهم بعضا فاقترح أحدهم أن يصف كل منهم خبر ليلته وما اتفق له مع حليلته.
هؤلاء الشبان لم يكونوا من العامة وإنما كانوا من طلبة العلم، وكان كل منهم متخصصا في علم مختلف فمنهم المحدث والفقيه والمفسر والمقرئ واللغوي والأصولي والجدلي والنحوي وغيرهم، فكان كل منهم يصف ليلته مع زوجته وفق المصطلحات العلمية المستخدمة في العلم الذي ينتسب إليه.
في هذا الكتاب يتعمد السيوطي إدخال مزيد من الطرافة والفكاهة من خلال المزج بين المجون اللفظي واللعب بالكلمات، وهو أسلوب كان شائعا في مؤلفات عصره، وقد استغل السيوطي معرفته الواسعة بالعلوم المتنوعة فأخذ يستعير المصطلحات والتعبيرات المتداولة في كل علم ليصف بها على لسان كل عالم، ما كان يجري في ليلة العرس متباهيا بمهارته الفائقة في التورية والاستعارة.